والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلني واياكم ممن صام رمضان ايمانا واحتسابا وقامه ايمانا واحتسابا فغفر له ذنبه. واعتقت رقبته من النار. لا يخفى عليكم ايها الاخوة رمضان قد ذهب منه اكثر من ثلاثة عشر يوما. ولم يبقى منه ان لم يصحوا الاخير منه فلا شك ان تصاوم ايامه دليل على انقضائه وانه فيأتي عليه وقت ونودعه. وكما استقبلناه كذلك سنفارقه ايضا. الا ان مع دخول الشهر ومن مفارقتهم له يختلفون. فمن الناس من الشهر بالصدق والاخلاص. والعمل الصالح. فهو بين صيام وقيام وبين ذكر وقراءة للقرآن. فنهاره صائم وتاليا لكتاب الله عز وجل. وليله قائل ومصليا لله عز وجل وقارئا لكتاب الله وذاكرا. وصنف اخر اقبل الشهر عليه فلم يرى منه الا الجوع والعطش. ولم يرى منه الا التكليف والمشقة. ولم يتلذذ لا بصيامه ولا بقيامه. وانما ينتظر متى تغرب الشمس ليأكل. فنهاره في غفلة وفي لهو وليله كذلك في غفلة واعراظ. ولا شك ان ان هذا الصنف من الناس لا يرد ولا يتمنى ان يستمر رمضان معه. بل هو يعد الليالي والايام لا ينتهي هذا الشهر اما ذاك المؤمن ذاك الذي وجد لذة الايمان ووجد لذة الطاعة في هذا الشهر الكريم يتمنى ان السنة كلها رمضان. لماذا؟ لانه وجد اللذة والراحة بالايمان لذة وللطاعة لذة. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه بهن حلاوة الايمان. اولها ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما الثاني ان يحب المرء لا يحبه الا لله. وثالثها ان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذ الله منه كما يكره ان يلقى في النار. ولذا سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى كانوا يتلذذون بطاعة الله حتى يقول بعضهم والله ان القلب ليرقص فرحا بمناجاة الله عز وجل حتى اني لا اقول ان كان اهل الجنة بمثل ما انا فيه من السعادة لهم في نعيم دائم. مع انه في الدنيا ولكن بمناجاة الله. وبتلاوة كتاب الله عز وجل يجد بذلك لذة. حدثني بعض الاخوة وقد فتح الله عز وجل على قلبه وصدق في توبته واقبل على كتاب الله تاليا متدبرا قول لي والله انه يأتي علي لحظات واوقات من الليل كأنني بين السماء والارض فرحا كأنني اطير من شدة الفرح واللذة من شدة الفرح واللذة بمناجاة الله عز وجل وبطاعة الله سبحانه وتعالى ولذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان في الدنيا جنة. من لم يدخلها فلن يدخل جنة الاخرة قال وما هي؟ وما هي؟ قال معرفة الله عز وجل ولذة مناجاته. من منا الذي اذا فتح المصحف واخذ يقرأ في كتاب الله عز وجل وهو لم ينشرح صدره الا القليل من الناس. اذا قرأت القرآن وتدبرت كلام الله عز وجل واقبلت على قراءته بمجرد ان تقرأ اية او ايتين او خمس تجد لنفسك انشراحا وتجد لقلبك سرورا وتجد في في في داخلك في داخل فؤادك وقلبك لذة اذا قرأت خمسة الاف فكيف لو قرأت سورة كاملة؟ لو قرأت جزءا كاملا لا شك انك ستضرب وستتلذذ بمناجاة الله عز وجل. ولذا يقول ابن عباس لو صلحت قلوبنا ما شبعنا من الله عز وجل ولكن هذا الكلام عظيم. ويحتاج الى قلوب تعظمه. والى قلوب تجله توقره اما من يقرأ القرآن هزا كهزم الشعر او يقرأه كما يقرأ جريدة او مجلة فانه لن يجد لذته ولن يجد ما فيه من العلم والمعاني والحكم. لان القرآن انما انزل ليتدبر وليقرأه المسلم بخشوع وبتأن وبتدبر حتى يعقل ما فيه من المعاني العظيمة حدثني بعض الدعاة يقول ذهبت الى بلاد الصين يقول وانا في احد معارضها كنت اترنم بكلام الله عز وجل واقرأ شيئا من كلام الله. يقول وانا اقرأ شيئا من كلام الله اذا بفتية ونساء ينصتن اليه ويسمعونني وقد طأطئوا رؤوسهم لكلام الله عز وجل فقال لي صاحب يقول له بعض اصحابه يا فلان صوتك حسن وصوتك جميل فانظر الى كيف اقبل الناس على صوتك قال ليس هو الصوت وانما هو كلام الله وسأبين لك ذلك. يقول وهم يستمعون وانا اقرأ القرآن سكت سكتة لطيفة ثم اخذت او شد اخذت انشد نشيدا احفظه يقول فما ان بدأت بالنشيد الا وتفرقوا. قال لي يقول فقلت اات بهم مرة وهم كفرة شيوعيون لا يؤمنون بالله عز وجل. قال نعم يقول فاخذت اقرأ القرآن مرة اخرى فاذا هم يقبلون مرة ثانية وينصتون ويستمعون لكلام الله عز وجل. اذا لهذا الكلام له في القلوب وقع حتى الكافر اذا سمع كلام الله عز وجل يتأثر. ويقبل على هذا القرآن لانه ليس ككلام البشر. فهو كلام ورب البشر سبحانه وتعالى. اذا اذا اردنا ان نحيا الحياة الطيبة وان نعيش الحياة السعيدة فلنقبل على كتاب الله عز وجل. ففيه حياتنا وفيه نجاتنا وفيه فوزنا وفيه فلاحنا ومتى ما اخذت الامة بكتاب الله عز وجل الا ورفعها ربنا سبحانه وتعالى. لما رأى ابن لما رأى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى احد عماله وقد واهم قال من تركت على اهل مكة؟ قال تركت عليها مولى الندم. قال امروا على اهل البلدة مولى. قال يا امير المؤمنين انه قارئ لكتاب الله عز وجل. وعالم بالفرائض فقال عمر رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله ليرفع بهذا القرآن اقواما ويضع به اخرين. القرآن يرفع اهله في الدنيا. ويرفعهم في الآخرة. ويقدمهم ائمة للناس القرآن يقدم صاحبه اماما ويقدمه في اللحد عند تزاحم الاقدام ويرفعه يوم القيامة فيقال له اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا. ويأتي القرآن بين يديك يوم القيامة وشفيعا لك عند ربك سبحانه وتعالى. ولا يزال معك القرآن في قبرك فينور عليك القبر. ولا يزال معك في من بعدك فيكون خصيبا لك عند الله عز وجل فيقول يا ربي اسهرت ليله بقراءتي اي اسهرت ليله بان اقرأ كلامك يا ربي واظمأت نهاره بالصيام. فما يزال القرآن به حتى يأخذ بيده فيدخله الجنة. اذا اذا اردنا النجاة والفلاح فلنعد الى كتاب الله عز وجل وما نرى من حوار في الامة ومن من تفرق ومن تنازع واختلاف وتسلط الاعداء علينا من كل حدب وصوب انما وبسبب اعراضنا عن كتاب الله عز وجل والا لو اخذت امة محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الكتاب لقادت الامم ملكت الارض ولاذل الله لها عز وجل الانس والجن. ولكن لما اعرضت ذلت وهانت ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. معيشة ضنكا اي هم وغم وضيق وحسرة لمن عن كتاب الله عز وجل هذا في الدنيا واما في الاخرة نسأل الله العافية والسلامة ان اعرض عن ذكر الله واعرض عن كتاب الله فمرده الى جهنم والى نار والى نار قعرها بعيد وحرها شديد وامان اهلها الموت نسأل الله العافية والسلامة. اذا ايها الاخوة حتى لا نطيل لان لان اللقاء هو عبارة عن اسئلة تطرح ويجاب عليها لكن هي وصية لنعد الى كتاب الله عز وجل ولنعش مع كتاب الله عز وجل ولنجعله لنا نبراسا ومن وطريقا نسير عليه. فنبينا صلى الله عليه وسلم تقول عائشة عنه كان خلقه القرآن. خلقه القرآن فلتكن اخلاقنا كتاب الله. فما به من امر احتمرنا به. وما به من نهي انتهينا عنه. ونعظم كلام والله ونعظم كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا نقدم قول احد على كلام وعلى كلام الله وعلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم اقول هذا لاننا ابتلينا باناس يقدمون اراء الاباء والاجداد الرؤساء والكبراء على كلام الله وكلام رسوله. كما قال الله تعالى على اولئك الكفرة انا وجدنا ابائنا على والا على اذانهم مهتدون وان على اثارهم مهتدون. وكما قال الاخر من اهل النار ربنا انا اطعنا سادتنا وراءنا فاضلونا السبيل. فلا تقدم احدا على قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم وليكن شعارك سمعنا واطعنا لكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واي قول يخالف كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فاضرب به ارض الحائط ولا ولا يؤخذ من قول احد الا اذا كان قوله مدعم بدليل من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يقول يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فاطلق لا طاعة له واطلق الطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم. واما ولاة الامر فقال واولي الامر ولم يقل واطيعوا اولي الامر. لان طاعتهم مقيدة بطاعة الله ورسوله كما قال كما قال صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف على هذا ليس لاحد طاعة الا اذا امر بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومتى ما امر احد والد او والدة او رئيس او كبير او عظيم او زعيم امر بمعصية الله فلا طاعة له. انما الطاعة في المعروف يكن هذا شعارنا وليكن هذا منهجنا ان الطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولا نأخذ من دين الله تهواه انفسنا لان من الناس في دين الله ذواق. فيرى ما يعجبه فيأخذه وما لا يعجبه فيتركه وتراه ويتتبع زلات العلماء وخلاف الفقهاء كما رآه موافقا لهوى اخذ به. يرى ذاك يبيح الغنى فيأخذ بقوله يرى ذاك يبيح كشف الوجه فيأخذ بقوله وهذا لا تقرأ ذمته عند الله عز وجل لان الذي يطاع والذي يؤخذ بقوله ومن وما جاء في كتاب الله وما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتى عارض العالم قول الله وقول رسوله لا يؤخذ بقوله العلم قال الله وقال رسوله قال الصحابة اولي العلم والعرفان ما العلم نصبك للخلاف سفاهة الى الرسول وبين رأي فقيه. اسأل الله عز وجل ان يفقهني واياكم في دينه. وان يلبسنا لباس الايمان وان بالتقوى وان يجعلنا من المفلحين في الدنيا والاخرة. نعم