بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سنواصل القراءة المنظومة الموسومة منظومة السير الى الله والدار الاخرة التعليق عليها للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تفضل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ رحمه الله تعالى نزلوا بمنزلة الرضا فهموا بها قد اصبحوا في جنة منزلة الرضا اعلى من منزلة الصبر فان الصبر حبس النفس وكفها على ما تكره. مع وجود منازعة فيها وبالرضا تضمحل تلك المنازعة ويرضى عن الله رضا مطمئن منشرح الصدر بل ربما تلذذ بالبلاء كتلذذ غيره بالرخاء. واذا نزل العبد بهذه المنزلة طابت حياته وقرت عينه. ولهذا سمي الرضا. ولهذا سمي الرضا جنة الدنيا ومستراح العابدين ومن رضي عن الله رضي الله عنه ومن رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل فحقيقة الرضا تلقي احكام الله الامرية الدينية واحكامه الكونية القدرية بانشراح وسرور نفس لا على وجه التكره والتلمظ هنا اخذ المصنف الناظم رحمه الله يبين منزلة الرضا وذكر الرضا عقب الصبر لان منزلة الرضا منزلة اعلى من الصبر وارفع فاول ما يكون عليه السائل الصبر فاذا قوي ايمانه اعتلى الى منزلة الرضا وهذه منزلة عالية ورفيعة جدا ينزلها السائرون الى الله والدار الاخرة ولهذا قال الناظم رحمه الله نزلوا بمنزلة الرضا فهي من منازل السائرين فهي من منازل السائرين وهي منزلة عظيمة يوفق الله عز وجل لها من يشاء من عباده وقد ذكر الشيخ رحمه الله فرقا لطيفا بين الصبر وبين الرضا به تعلم منزلة الرضا وانها اعلى من الصبر حيث قال رحمه الله فان الصبر حبس النفس وكفها على ما تكره مع وجود منازعة فيها مع وجود منازعة فيها. يعني هو يمنع نفسه ويحبسها وفيه منازعة يعني نفسه تنازعه مثل شخص اصابتهم مصيبة فنفسه تنازعه على التلوم ونحو ذلك فهو يحبس نفسه ويمنع والنفس تنازع وهو يمنع فهذا صبر الرضا زوال هذه المنازعة الرضا زوال هذه المنازعة ولهذا قال وبالرضا تضمحل تلك المنازعة ويرضى عن الله فمن بلغ هذا المبلغ في مصيبته لا يوجد عنده منازعة وانما هو راضي ومسلم كما قال بعض السلف في قوله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال احد السلف وهو علقمة ابن قيس رحمه الله قال هو المسلم تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فبلوغ رتبة الرضا ان لا يكون في النفس منازعا. وانما يعلم في قرارة نفسه ان هذا الذي اصابه من عند الله فيرضى بذلك فيرضى بذلك وهو ينتظر موعود الله عز وجل لمن رضي عن الله ومن رضي ومن رضي عن الله رضي الله عنه كما قال الله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه ولهذا من من من بلغ هذا المبلغ هز هذا الفضل العظيم من رضي عن الله رضي الله عنه واذا رظي الله تبارك وتعالى عن عبده هذا بخيرات الدنيا والاخرة وسيأتي معنا كلام لطيف للشيخ رحمه الله في هذا الباب ولهذا الواجب على العبد ان يوطد نفسه في هذه الحياة على التماس رضا الله وكثيرا ما يمتحن الناس بمثل هذا الباب قد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس ومن التمس سخط الله برضا الناس سخط الله عليه واسخط عليه الناس ولهذا الواجب على العبد دائما ان يلتمس رضى الله تبارك وتعالى وان يفوز برضا الله عنه فاذا فاز برضى الله عنه فاز بخيري الدنيا والاخرة ثمان هذا الرضا الذي يكون في قلب المؤمن عن الله تبارك وتعالى هو في الحقيقة جنة وامان جنة للمؤمن يدخلها اهل الرضا في الدنيا قبل الاخرة جنة يدخلها اهل الرضا في الدنيا قبل الاخرة فهي جنة وانس وسعادة وطمأنينة ولذ ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربه وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسوله فيجد حلاوة ويجد مذاقا جميلا وطعما لذيذا ويجد هناءة وانسا من كان كذلك فلهذا الرضا جنة جنة لاهله وهو امان امان لهم من كل افة وشر ولهذا قال رحمه الله في بيان فضل الرضا قد اصبحوا في جنة وامان قد اصبحوا في جنة اي لذة ونعيم وهنائة وسعادة شر ولهذا ايضا اورد رحمه الله في التعليق قول بعض اهل العلم قال ولهذا سمي الرضا جنة الدنيا ومستراح العابدين وهذا ذكر نحوه ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه الرضا جنة الدنيا الراضي عن الله تبارك وتعالى هو في الحقيقة في جنة لما يجب في في قلبه من من من لذة ومن سعادة ومن فرح ومن سرور حتى وان كان فيه من المصاب ما فيه فان مرتبة الرضا التي تبوأها ونزلها تجعل قلبه يطمئن ويسعد اذكر مرة دخلت على رجل كبير في السن ومقعد في بيته ومصاب بامراض يعني عديدة وله اربع اكثر من اربع سنوات بين جدران اربع ما يستطيع ان يخرج ويشتكي ما يعني فيه الام وفيه اوجاع حديد فسلمت عليه انا وصاحبي وسألته عن حاله فكان يظهر على وجهه البشر والفرح وقال مع اننا نعلم من اقاربه انه يشكو من الام واوجاع كثيرة وتعب فقال لنا بالحرف الواحد والله ما اظن ان في المملكة اسعد مني والله ما اظن وهذا حده في المعرفة المملكة هو اللي يعرفها رجل عامي على فطرته قال والله ما ما اظن ان في احد اسعد مني في المملكة وترى على وجه الفرح وسرور ولذة وملازمة لذكر الله عز وجل ثم ترى اناس في صحة وعافية واموال كثيرة وممتلكات وتجد فيه الهم وتجد فيه الغم وتجد فيه ضيقة الصدر وتجد اذا الجنة ما هي بكثرة المال ولا هي بتوسع الرئاسات ولا بغير ذلك وانما الجنة هي التي يلتذ بها الانسان حقا ويسعد بها صدقا الرضا عن الله تبارك وتعالى فنحسبه والله حسيبه ممن كان كذلك فحصلت عنده هذه السعادة مع ما هو فيه مع ما هو فيه من تعب ومرظ وانحباس بين جدران اربع لسنوات ومع ذلك يظن انه ما في احد اسعد منه وتجده اصحاء واقوياء من اهل الاموال واهل الممتلكات اهل الرئاسات ولا تجد عندهم هذه الجنة او هذه اللذة. ولهذا ابن تيمية رحمه الله لما ظيق عليه اعداءه وآآ سجنوه مرات وايضا اذوه مرات وتعرضوا له بانواع من الاذيات كان يقول ماذا يصنع اعدائي بي انا جنتي في صدري يقول ماذا يصنع اعدائي بي انا جنتي في صدري يعني ليصنعوا ما شاءوا ثم قال سجني خلوة ان سجنوني فهذه فرصة لاخلو مع ربي تبارك وتعالى واناجيه ونفي سياحة وقتلي شهادة. فماذا يصنع يا دايبي؟ انا جنتي في صدري. يعني ما ما لم يهمه شيء من ذلك فجنة ما يدخلها كل احد وانما يدخلها من رضي عن الله تبارك وتعالى فهي رتبة عالية ومنزلة رفيعة يوفق الله سبحانه وتعالى اليها من من شاء من عباده هذا معنى قوله قد اصبحوا يعني بسبب هذه المنزلة التي نزلوها في جنة وامان وقد تكون ايضا جنة ولكن المعنى يتكرر لان الجنة هي الوقاية. وهذا المعنى موجود في قوله وامانه فجنة هو الاقرب والايظا اوسع في الدلالة وهو الذي ايظا المح الشيخ اليه رحمه الله في تعليقه على هذه المنظومة ثم قال بالرضا فاضمحلوا تلك المنازعة ويرضى عن الله رضا مطمئن منشرح الصدر الصدر بل ربما تلذذ بالبلاء كتلذذ غيره بالرخاء واذا نزل العبد بهذه المنزلة يعني منزلة الرضا ماذا يحصل قال طابت حياته وقرت عينه ولهذا سمي الرضا جنة الدنيا ومستراح العابدين اي يحصل به قرة العين يحصل به قرة العين ولذة النفس وانشراح الصدر طمأنينة القلب ومن رضي عن الله رضي الله عنه لان الجزاء من جنس العمل كما قال الله تعالى وهل جزاء الاحسان الا الاحسان فمن احسن احسن الله له. للذين احسنوا الحسنى وزيادة فمن رضي عن الله رضي الله عنه وهذا يأتي كثيرا الجزاء من جنس العمل يأتي كثيرا في في النصوص من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة من يسر على معسر يسر الله عليه وهكذا يأتي في النصوص ومن رضي عن الله رضي الله عنه ومن رضي عن الله رضي الله عنه ومن رضي الله عنه فاز بخيري الدنيا والاخرة ايضا من رضي الله عنه من رضي الله عنه مما يخاف وممن يحذر وآآ فتجده قلبه معلق بالله لا يرجو الا الله ولا يبحث الا عن رضا الله ولا يغتم ولا يهتم وانما قلبه منشغل بنيل رضا ربه وسيده وخالقه ومولاه جل وعلا قال ومن رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل اذا رضي العبد ولهذا كانت القناعة هي الغنى حقيقة من رضي عن الله باليسير من الرزق مما اعطاه الله سبحانه وتعالى رضي الله عنه باليسير من العمل بني يسير من العمل لانه آآ راض عن الله ما عنده من الرزق قليل ومن المال يسير ينظر يمينا ويسارا يجد اناسا يمتلكون اموالا طائلة ويجد نعما متنوعة وهو بما اعطاه الله رضي من الله باليسير فيجازيه الله سبحانه وتعالى بان يرضى عنه بالقليل قال ومن رضي عن الله من الله باليسير رضي من العمل اه ابن اليسيري من العمى ثم بين حقيقة الرضا قال تلقي احكام الله الامرية الدينية واحكامه الكونية القدرية بانشراح صدر وسرور نفس لا على وجه التكره والتلمذ وهذا من احسن ما يكون في تعريف الرظا وبيان حده الرضا ما هو؟ قال الرضا عن احكام الله عن احكام الله واحكام الله على نوعين احكام اه دينية شرعية واحكام قدرية كونية فالاحكام الشرعية الدينية ان ترضى عنها كيف اذا امرك الله بامر او نهاك عن نهي فانت تقابل ما امرك به بانشراح الصدر وطمأنينة قلب وفرح لا تصلي وانت تجد الصلاة ثقيلة ولا تصوم وانت تجد الصيام ثقيل لا تتصدق وانت تجد الصدقة ثقيلة وانما هذه ان تركك للمحرمات تتركها وانت مغتبر وفرح ومسرور لانك تعمل في في رضا ربك تبارك وتعالى فيتلقى الانسان المسلم احكام الله الشرعية الدينية بالرضا وفي الوقت نفسه ايضا يتلقى احكامه الكونية القدرية بالرضا. اذا اصابت المسلم مصيبة وكان من اهل هذه المنزلة اذا اصابته مصيبة مؤلمة يتلقاها بالرضا يرضى يعلم ان من عند الله فيرضى ويسلم ولا يكون في قلبه شيخ من التسخط او التنمظ او الحرج او نحو ذلك وهذا شأن المؤمنين الكمل الذين فازوا بهذه المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة قال الله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله آآ آآ ذلك خير واحسن تأويلا. الاية الاخرى قول الله تعالى ما وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امره. كذلك الاية الاخرى انما كان قول المؤمنين. انما كان قول المؤمنين اذا دعونا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا لا ليست هذه وانما الاية التي انا ابحث عنها فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. هذه الاية التي اخذ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرج مما قضيت ويسلم تسليما. هذه من من من علامات الرضا ان ينتفي الحرج لكن من يباشر الامر وفي صدره حرج منه وتضايق ما وصل الى منزلة الرضا مثلا من علم بتحريم الله عز وجل للاسباب اسبال الصوف وهذا ورد فيه احاديث مخيفة جدا وعديدة منها ما ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليه ولا يزكيه ولهم عذاب اليم وذكر منهم يعني المس بالإزارة فحتى يبلغ المسلم الرضا في هذه الخصلة الرضا عن الله في هذه الخصلة يجعل ثوبه الى الكعب او دون الكعب وهو راضي ومنشرح الصدر ولا يجد حرج او تضايق او تلمظ او نحو ذلك لان هذا شيء امره الله به والحديث فيه ان الله لا ينظر اليهم ولا يكلمهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم واول شخص منهم المسبل والحديث في صحيح مسلم ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ورد في الباب احاديث اخرى فهذا مثال اذا جعل الانسان ازاره الى فوق الكعب يكون راضي ومغتبط وفرح بذلك غاية الفرح ولا ولا يبالي باستهزاء المستهزئين او سخرية الساخرين وكما يقولون السيد الشي يذكر واحيانا انا استطرد للفائدة اه كان قبل وقت بعض الشباب غير المتدين اذا وجدوا من ازاره فوق الكعب او الى انصاف الساقين او دون انصاف او او انزل من انصاف الساقين يضحكون منه ويسخرون ويرون انها هيئة يعني بشعة وهيئة مضحكة فيسخرون منه فجاءت موضة في اوروبا يلبسون شورتات الى الركبة فاخذ هؤلاء المستهزئين يلبسون شورت الى الركبة وبدون حياء يخرجون امام الناس حتى في بلاد الاسلام قبل قليل كنتم تستهزئون بمن توبة الى فوق الكعبين ووترى انها ولا ان تخرج بسروال الى فوق الرتبة واحيانا جزء من الفخذ يبدو ويمشي بين الناس وجزء من عورته بادي ويرى ان لباسه احسن لباس وهو نفسه قبل قليل كان يضحك ويسخر بمن يتبع السنة فنسأل الله عز وجل السلامة والعافية وهذا اقول من باب التنبيه وان وان هذه من عقوبة مثل هذه السخرية يعني ما ما يسخر به يفعل امور قبائح يعني هذا اللبس هذا نوع من اللباس يفعل المسلم تسننا وطلبا لرضا الله سبحانه وتعالى وهو كما جاء في قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اثقل قلبك وارضى لربك اتقى لقلبك وانقى لثوبك سيفعل المسلم مغتبطا فرحا تسننا فهؤلاء لما سخروا بالسنة ابتلوا والعياذ بالله بهذه الهيئة القبيحة من اللباس فيخرجون امام الناس بهذه الصفة نسأل الله عز وجل العافية ونسأل الله جل وعلا بمنه وكرمه لهم الهداية والعودة الى الحق والصواب ثم نعم انتهينا الان من كلام الشيخ على منزلة الرضا طب قال رحمه الله شكروا الذي اولى الخلائق فظله بالقلب والاقوال والاركان الشكر يكون بالقلب وهو الاعتراف بنعم الله والاقرار بها. وعدم رؤية نفسه لها اهلا. بل هي محض فضل ربك ويكون باللسان وهو الثناء على الله بها. والتحدث بها. ويكون بالجوارح وهو كفها عن معاصي الله والاستعانة بنعمه على طاعته فان اعطاه شيئا من الدنيا شكره عليه وان زوى عنه شيئا منها شكره ايضا. اذ ربما كانت نعمته عليه صارفة منه شرا اعظم منها وان وفقه لطاعة من الطاعات رأى المنة لله في توفيقه لها وشكره عليها الله المستعان ثم ذكر رحمه الله هذه المنزلة العظيمة من منازل السائرين الى الله والدار الاخرة وهي منزلة الشكر والشكر منزلة اعلى من الرضا والناس في واهل الايمان في المصاب على ثلاثة اقسام قسم يكون منه الصبر وقسم يكون منه الرضا وقسم يكون منه امر اعظم من ذلك وهو شكر الله عز وجل فهذه منزلة عالية من منازل السائرين الى الله جل وعلا والدار الاخرة ثم تكلم رحمه الله في بيان ان الشكر ليس باللسان فقط كما يظنه كثير من الناس فقال شكروا الذي اولى الخلائق فظله بالقلب والاقوال والاركان وهو هنا يبين رحمة الله عليه ان الشكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالاركان وهي الجوارح فهذه كلها يكون يكون بها الشكر فليس الشكر باللسان فقط بل بالقلب واللسان والجوارح. اما القلب فان شكره هو اعترافه بنعمة الله واقراره بان الفضل فضل الله. وان النعمة من الله عز وجل فيعرف بقلبه ويقر بقلبه ان هذه نعمة نعمة الله عليه ولا يكون كمن قال الله عنهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها بل يكون مقرا اه مؤمنا في قرارة نفسه بان ما آآ بلغهم الخير ووصلت اليه من نعمة هي فضل الله تبارك وتعالى ومنته عليه. هذا شكر القلب وشكر اللسان الثناء على الله وكما جاء في الصحيح ليس ليس احد احب اليه المدح من الله فالله عز وجل يحب من عباده ان يثنوا عليه ويحب من عباده ان يحمدوه جل وعلا على نعمه ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليرضى عن عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليه ويشرب الشربة فيحمده عليه فهو تبارك وتعالى يحب من عباده الحمد والثناء والشكر وهو اهل الحمد والثناء والشكر سبحانه وتعالى شكر اللسان بالثناء على الله وحمد الله تبارك وتعالى والتحدث بنعمة الله. كما قال كما قال الله جل وعلا واما بنعمة ربك فحدث. هذا كله من من شكر النعمة قول المرء هذا فضل الله هذه نعمة الله هذه منة الله نحمد الله عز وجل نشكر الله من الله علينا هذا كله من شكر النعمة ويناقض ذلك اضافة النعمة الى غير المنع فمن يقول عندما تنزل عليه نعمة نسأل الله العافية يقول انما اوتيته على علم او يقول نحن نستحق هذا او يقول انا جدير به او يقول هذا بعرق جبينه وبشطارتي وبحفظي وبنباهتي او يقول انا استحق او نحو ذلك هذا كله مما يتنافى مع الشكر فمن فمن انعم الله عليه من شكر النعمة ان يتحدث بنعمة الله يقول هذا فضل الله علي لولا فضل الله ونعمته علينا ما حصل لي ذلك احمد الله اشكر الله احمد المنعم وهكذا يكون سافرا لنعمة الله عليه شاكرا لانعمه فهذا شكر للانسان وشكر الجوارح ان يستعمل النعمة في طاعة الله ان يستعمل النعمة في طاعة الله وفيما يرضي الله تبارك وتعالى فتكون النعمة اه دائما وابدا يجاهد نفسه على استعمالها فيما يرضي الرب نعمة السمع نعمة البصر نعمة اليد نعمة الطعام اللباس القوة الصحة المركب المسكن كل هذه النعم ذكر الله عليها او من شكر الله عليها ان يجتهد الانسان في استعمالها فيما يرضي الله تبارك وتعالى فاذا استعملها في غير طاعة الله فهذا من من نقص الشكر وظعفه ولهذا قال الله تعالى اعملوا آل داوود شكرا الشكر يكون ايضا بالعمل بالعمل بان يستعمل ما انعم الله عليه فيما يرظي الله تبارك وتعالى واذا تذكر المرء ان صحة وعافيته وماله والارض التي يمشي عليها والقوة التي يمشي بها كل ذلك منة من الله. وتذكر رؤية الله سبحانه وتعالى له واطلاعه عليه فانه يكف عن المعاصي وينتهي عن فعل الخطيئات ولهذا يذكر ان رجلا اتى الى احد اهل العلم وقال انه يريد ارتكاب معصية من المعاصي فقال له لا بأس ارتكبها ولكن لا تستعمل وانت ترتكب هذه المعصية شيء من نعمة الله عليك لن ترتكب هذه المعصية لكن لا تستعمل في اثناء ارتكابها شيء من نعمة الله عليك قال ما استطيع لان قوتي وجسدي وصحتي ومالي كلها نعم فكيف آآ افعل هذا الامر وانا لا لا لا استعمل نعمة الله علي فقال له كيف ترضى لنفسك ان ينعم عليك ثم تستعمل نعمته فيما يسقطه سبحانه ثم قال له امرا اخر لا بأس ان تفعل هذه المعصية ولكن اذهب في مكان لا يراك فيه الله قال اينما اكون يراني الله ويطلع علي قال تعصي الله وبنعمة الله والله يراك وذكر له امورا من هذا القبيل فالشاهد استحضار المسلم بنعمة الله عليه واطلاعه عليه ورؤيته له وان ما بك من نعمة فهي من الله سبحانه فان هذا كله يحجز الانسان عن المعاصي يقوده باذن الله تبارك وتعالى الى استعمال النعمة في رظا المنعم جل وعلا الا وفيما لا يسقطه سبحانه يقول الشيخ مبينا الشكر قال الشكر يكون بالقلب وهو الاعتراف بنعم الله والاقرار بها وعدم رؤية نفسه لها بل هي محض فضل ربه ولاحظ هذا التنبيه ايضا في القلب اذا انعم الله عليك بنعمة حتى في قلبك لا تجعل هذا الهاجس يبقى فيه وانما استحضر بقلبك دوما وابدا ان هذا فضل الله تبارك وتعالى عليك ولا ترى انك اهلا لذلك وانما فقط تملأ قلبك وتعمره باستحضار منة الله وفضله سبحانه وتعالى عليك آآ ايضا قال ويكون باللسان وهو الثناء على الله به. وهو الثناء على الله بها والتحدث بها وهذا وهذا شكر للانسان يثني على الله وتتحدث بنعمة الله وتشكر الله عز وجل وتحمده على نعمته قال ويكون بالجوارح وهو كفها عن معاصي الله والاستعانة بنعمته او بنعمه على طاعته. هذا من شكر الجوارح فان اعطاه شيئا من الدنيا شكره عليه وان زوى عنه شيئا منها شكره ايضا فهو شاكر لله عز وجل ان اعطاه وان منعه فهو يحمد الله على كل حال يحمد الله على كل حال قال اذا اذ ربما كانت نعمته عليه طائفة منه شرا اعظم منه صارفة منه شرا اعظم منه وان وفقه لطاعة من الطاعات رأى المنة لله في توفيته لها وشكره عليها اذا حصل ان منعه الله عز وجل امرا يريده من مال او غير ذلك يحمد الله عز وجل لانه قد يكون دفع عنه او صرف عنه به شره او ادخر به خيرا اما في الدنيا والاخرة فيحمد الله عز وجل في كل احواله واذا هداه سبحانه وتعالى لطاعته او وفقه لعبادة فهو ايضا يحمد الله جل وعلا لان هذه هداية الله ومنة الله جل وعلا قال والله المستعان اي منه وحده تبارك وتعالى يطلب العون لنيل هذه المنزلة وغيرها من المنازل ونسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم شاكرين لنعمه وان يجعلنا من الصابرين على قضائه وقدره وان يبلغنا رضاه وان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان اخذ بنواصينا جميعا الى الخير والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين