السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ اعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما اما بعد اسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلني واياكم من المقبولين في هذا الشهر وان يجعلنا ممن نال اجر الصيام والقيام. وفاز بمرضاة ربه سبحانه وتعالى يخفى عليكم ايها الاخوة ان مواسم الخيرات منة من الله عز وجل ونعمة من الله كبرى وان من اعظم النعم على العبد ان يدرك هذه المواسم. وان يكون ممن وفق لها. واعظم ذلك ان تدرك مواسم الخيرات وان توفق للعمل الصالح فيها. فان هناك اناس قد حيل بينهم وبين ما يشتهون. هذه المواسم امتن الله بها علينا. جاء عند مالك بلاغا ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى اعمار امته رأى اعمار امته صلى الله عليه فتقال لها اعمار قصيرة اعمار ابنتي الى الستين الى السبعين وقل من يتجاوزها بينما كانت الامم المتحدة اعمارهم تتجاوز المئات. حتى ذكر الامام احمد ان امرأة من بني طيب مر عليها نبي من الانبياء وهي تبكي عند قبر فقال ما يبكيك؟ قال مات ابني وهو صغير. قال كم عمره؟ قالت عمره ثلاثمئة عام. مات وعمره ثلاث مئة سنة وتبكيه لانه مات وهو صغير. فاخبرها ذلك النبي فقال لها كيف لو ادركت امة ما بين الستين الى السبعين. قالت والله لو ادركني ربي ذاك الزمان لقضيته سجدة لله عز وجل قضيت هذه السنوات الطويلة لقضيتها سجدة لله عز وجل. فلما رأى نبينا صلى الله عليه وسلم اعمار امته وهبه الله عز وجل ليلة القدر. التي العمل الصالح فيها يعادل كم؟ يعادل ثلاثة وثمانين سنة خير من الف شهر. فاعطى الله عز وجل نبيه هذه الليلة حتى يتقرب المتقربون ويتنافس المتنافسون في طاعة الله عز وجل. الا ان هناك اناس قد حرموا هذه المواسم وحرموا هذه الفضائل. ومضت اعمارهم على معصية الله عز وجل. ومضت اوقاتهم على ويبعدهم عن ربهم سبحانه وتعالى. واقول لهؤلاء قد غرتكم حياتكم الدنيا. وغرتكم ملذات وشهواتكم وهذه الدنيا كما تعلمون تزول سريعا كم من شاب كان اكملوا عمرا طويلا وحيل بينه وبين امانيه بان قبض الله روحه. نعرف كثير كثير جدا ممن مات وهو في ريعان شبابه. مات وهو في العشرين. مات وهو في الخمسة وعشرين. مات في الثلاثين. مات اقل من ذلك. مات اكثر من ذلك والموت كما تعلمون كما قال تعالى كل نفس ذائقة الموت كل نفس ذائقة الموت كل عليها فان فهذا الموت ستدور ضحاه علينا جميعا. وسيأتي الاجل لنا ان لم نأتيه السادة ان لم نمضي اليه فانه سيمضي علينا. فهذا الاجل لا بد ان يأتي يوم ويقبض الله روحك ويتخطى غيرك ويتخطى غيرك ليأتيك وقد يتخطاك ليأتي غيرك وليست المصيبة ان نموت ليست المصيبة ان نموت مع ان ربنا سبحانه وتعالى سمى الموت مصيبة كما قال تعالى واصابتكم مصيبة الموت ولكن المصيبة العظمى ايها الاخوة اللوت ونحن معرضون عن طاعة الله عز وجل. ان يأتينا الموت ونحن لا نصلي. ان يأتينا الموت ونحن لا نصوم ان يأتينا الموت ونحن مقيمون على معصية الله عز وجل. وذاك الذي مات وهو مقصر في طاعة الله عز وجل. او تقصر فيما يريده الله عز وجل منه اذا حرره اجل اذا حضره الاجل لا يتمنى ان يرجع ليعبر القصور ولا ان يثري الارصدة في الاموال الكثيرة ولا لان يغرس الاشجار ولا لينكح الاذكار وانما ان الموت قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا. يتمنى الردع لكي يعمل صالحا. ولذلك ووقف الحسن البصري رحمه الله تعالى على شفيه قبره وبجانبه البرزخ الشاعر العربي التميمي حزن البرزدق وتأمل قال له الحسد اعد نفسك من الاموات واعمل اعد نفسك للاموات الان انت ترى الاموات وترى القبور وترى احوالهم وهم في تلك القبور لكن لا تدري من نحسن ونحسن. فاذا اردت ان تكون ممن ينجو فعد نفسك من الاموات. وقد اعطاك الله عز وجل واعطاك الله عز وجل غدة لكي تتوب وترجع اليه. ان تقول نفسك يا حسرتاه على ما في يوم الله قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت. ولذلك قال ابو بكر المروري رحمه الله تعالى وقد وقف على شفير قبره خرج الى القبور زائرا ومتعظا ومعتذرا باحوال هؤلاء الموتى فوقف على شفير قبر ولنا ان نقف هذا الموقف ولنا ان نزور المقابر ونتأمل مثل هذا التأمل يقول فنظرت في احوازي هذه القبور. ثم وانا اتفكر واتدبر في احوالهم وما صاروا اليه من الحساب الذي انقطع معه عمله اخذني النعاس فنمت وهو يقوم في هذه الغطوة رأيت كأن يا اهل القبور قد خاضوا من قبورهم. خرج الاموات وقال يا ابا بكر امثلك من ينام؟ يا ابا بكر حديث متدينان والله لقولك سبحان الله والحمد لله والله اكبر احب الينا من وما فيها. وصدقوا والله لو خرج الابوات من قبورهم لتمنوا تسبيحة واحدة تكفر الله او يكفر الله بها سيئاته. لتمنوا التوبة لان الفاجر اذا مات ورأى ما اعد الله له من العذاب والخزي والعار يعض انامله يعض انامله ويتحسر ويتحسر على ما فرط في طاعة الله عز وجل. اذا ايها الاخوة ادراك رمضان موسم عظيم. ونعمة من الله عز وجل فلا ضيع هذا الموسم لا يضيعه لانك ادركته الان وقد يأتي رمضان اخر وانت مع الاموات وانت قد بل قد تكون قد ردت ثلثه الاول ولا تدرك ثلثها الثاني. ولا تدرك اخر هذا الشهر والاجال جعلها الله غيبا وجعل الاجل ما يعلمه الا ربنا سبحانه وتعالى لحكمة وهي ان نتنافس. الذي خلق الموت والحياة لماذا؟ ليبلوكم ايكم احسن عملا. اذا الموت والحياة مخلوقان لله عز وجل. ليبلونا ربنا سبحانه وتعالى لن يطيع ومن يعصي. ولذلك الشيطان يقول يوم القيامة ويقوم خطيبا في اهل قال تعالى على لسان الشيطان وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلاقكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا انفسكم ولذلك يقول الله في القدسي يا عبادي انما هي اعمالكم. احصيها لكم من وجد خيرا فليحمد لله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا به. فلا يلومن الا نفسه لا يلومن الا نفسه. ومن فضل الله عز وجل ان الشيطان ليس له قدرة علينا. هل يستطيع الشيطان ان يجرك بتلاميذ؟ ويأخذك الى معصية الله عز وجل. هل يستطيع ذلك الشيء الشيطان الا مرده الى اي شيء الى الوسواس. يوسوس يزين لك المعصية يحبب اليك المنكر وانت الذي تمشي على هوى هذا الشيطان والشيطان يقول الله فيه ان الشيطان لكم عدو ها فاتخذوه عدوا انما يدلوا حزبهم ليكونوا من اصحاب السعير. اذا باولئك الذين غرتهم حياتهم نية. وغرهم الغرور الشيطان ان يتوبوا الى الله عز وجل. وان يبادروا بالتوبة. وبالرجوع الى الله عز وجل قبل ان يقول على ما فرطت في سبيل الله. قبل قبل ان يقول ربي ارجعون يتوب الى الله عز وجل ما دام هناك مهلة. ما دام هناك رجعة فقد تنام اليوم ولا تستيقظ الا وانت بين الا وانت بين القبور. ولكن ينفع الندم ينفع الاستئذان اذا خرجت الروح لا ينفع ندم ولا استحكام. وسبحان الله ان المعاصي سبب للهم والغم. وسبب لضيقة الصدر. وسبب للفقر والجوع. واما الطاعة سبب للراحة والسرور وسبب لفتح الله عز وجل عليك رزقك. كما قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. اذا طريق الجنة طريق السعادة في الدنيا والاخرة. طريق الطاعة وطريق الاستقامة هو هو سبيل النجاة. وهو سبيل الراحة وهو سبيل الطمأنينة. وهو سبيل انشراح الصدر. كيف لا وانت تطيع ربك سبحانه وتعالى والعبد لا يلتفت العبد لابد ان يكون عبدا اما ان يكون عبدا لله واما العبد بمن؟ واما ان يكون عبدا للشيطان. اما ان تطيع الله واما ان تطيع الشيطان. وايهما اعظم ان وايهما اولى ان يعبد وايهما احق بالعبادة ربنا سبحانه وتعالى الذي وسع كل شيء علما وسع كل شيء قدرة وسع كل شيء رحمة سبحانه وتعالى. الذي كل شيء تحت قهره وقوته وقدرته سبحانه وتعالى. ولذلك يقول بلال ابن سعد رحمه الله تعالى. وتأمل هذا الكلام من هذا الامام. يقول يا عبد الله لا تنظر الى صغر المعصية. لا تنظر الى صغر المعصية. ولكن انظر الى من عصيت. انت لا الملك والملوك ليبيا ولا تعصي الامير مع ان الناس يتحاظمون يتعاظمون التعاظم العظيم ان يعصي ان يعصي امير او يعصي ملكا ويتعاظم ذلك ويرى انه اتى موبقا من من البوابق اذا عصى اميرا وهو بشر لا يملك نفعا ولا وعلى يدكم جنة ولا دارا. ولكن انظر الى من عصيت. انت تعصي ملك الملوك. الذي السماوات السبع والاراضون والسبب كلها في كرسي الكرسي الذي هو موضع القدمين كخرجلة بكف لحمها. السماوات العظام والاراضين في الكرسي الذي موضع القدمين كفرجلة. والكرسي في العرش كحميدة في فلاة. كابرة او قطعة حميدة وربنا فوق ذلك سبحانه وتعالى. اذا هذا العظيم الذي هو ربنا سبحانه وتعالى كيف تعصيه؟ ولذلك يقول والله لو لم هناك الجنة والنار ما عصيتم. لماذا؟ قال اني لاستحي ان القى الله عز وجل عصيته. يعني لو لم يكن من ذلك الا ان تقابل الله عز وجل وقد خالقت امره ووقعت في نهيه لكفى بذلك مانعا من الوقوع في المعاصي والذنوب الى الراحة والسعادة والله يقول ومن اعرض عن ذكر ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى؟ كنت بصيرا كنت ارى كنت آآ استطيع ان انظر البعيد والقريب. كنت ارى قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. واذا نساك الله عز وجل فاعلم انك في النار اذا الله عز وجل فقد تعطلت من رحمة الله عز وجل. اما اذا كان الله معك واذا كان الله وليك واذا الله عز وجل قد تولاه فاعلم ان الله سبحانه وتعالى سيحفظك. ولو اجتمع الانس والجن على ان يكيدوه بشيء لم يستطيعوا ان يضروك بشيء بماذا؟ لان الله معك. لا تحزن ان الله معنا. فمن كان معه الله عز وجل فلا يخف ولا يبالي بمن عاداه خالفا. لان معه رب العالمين سبحانه وتعالى. قدمت بهذه الموعظة بان نحيي قلوبنا وان نتذكر آلاء ربنا علينا وان نسابق في طاعة الله عز وجل