السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئاتنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اهنئكم بمثل لهؤلاء الطلاب فان صلاح الولد نعمة من الله عز وجل. ومنة كبرى لا يستشعرها ولا يدركها الا من بني باولاده عاقين باولاد بعيدين عن طاعة الله عز وجل باولاد يذيقونه الويلات صباح مساء فهو يتتبعهم بين غصب وشرطة وما شابه ذلك. اما انت ايها الاب يا من ربيك ابنك على كتاب الله عز وجل. فاعلم انك تسير به الى الطريق الصحيح. فان القرآن كما قال تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. وتأمل هذه الاية فان الله سبحانه وتعالى اطلق هنا ولم يحل جهة في الصلاح والصواب وانما قال ان هذا القرآن يهدي للتي اقوم. وقد قال عامة المفسرين في امر انه الاصوب. والاصلح لان الله عز وجل يهدي بالقرآن ويهدي اهل القرآن ويهدي القرآن الى كل ما فيه فلاح للعبد في الدنيا والاخرة فادروا القرآن اثروا القرآن على العبد في حياته يلبسه ذلك الحافظ لكتاب الله عز وجل. الذي يعمل به ويأخذ به وكما قال تعالى الذين يمسكون بالكتاب فهم متمسك به اخذا به فان هذا العبد سيجره الى العزة الدنيا والعزة للاخرة. فتأمل حال حامل القرآن في الدنيا. اولا ان حال القرآن يقدم كما جاء الصحيح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه قال يقوم القوم اقرؤهم لكتاب الله. فلا يقدم بالمحاذير ولا يقدم للصلاة الا الاعظم لكتاب الله عز وجل. كذلك عندما تكون هناك سرية او سفرة وما شابه ذلك. فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن نقدم الا الحاضر لكتاب الله عز وجل او كان اكثرهم حفظا لكتاب الله عز وجل. فكان اذا ارسل سمية لم يأمر الا اخبرهم بكتاب الله عز وجل. هذا في رفعة الدنيا وعزتها. اما في الاخرة فحدث ولا حرج. فكما رفع الله عز وجل قائل القرآن في الدنيا كذلك ويرفع في الدرجات عند الله عز وجل. كما جاء عند الترمذي وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان الله يقرأ واقرأ ورتل كما كنت تؤذي في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية فانت ايها الحاضر لكتاب الله عز وجل انت ترتقي في الدرجات في الدنيا وفي الاخرة وصاحب القرآن وفقه الى كل صواب يوفر الى كل خير عندما عندما يختلف الناس في باب العقائد لا يوفق الا الصلاة الا حامل القرآن فان الله يهديه الى الحق والى القول الصواب لان القرآن في وقد جاء عند الحاكم وغيره من حديث انس رضي الله تعالى عنه ان قال ان لله من الناس وان اهل الله وخاصته هم اهل القرآن. يتشرف بعض الناس ان يكون بالخاصة ملك او امير او رئيس وما شابه ذلك فانت يا حامل القرآن انت من اهل الله وخاصته. وقد رفعك الله عز وجل. وجاء في صحيح موسى عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه ان وسبق قال قررت فيكن ما ان تمسكتم به لن تردوا بعدي كتاب الله عز وجل المتمسك بكتاب الله عز وجل لن يضل في الدنيا ولن يضل في الاخرة وما احسن ما قالوا احسن ما قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنه لو صلحت قلوبنا ما شبعنا من كلام الله عز وجل وما احسن ما قالوا رضي الله تعالى عنه قال ما تقرب المتقربون وما تعبد المتعبدون بخير مما خرج منه اي من كلام الله عز وجل ان تقرأهم او ان تتلوه او ان تحفظه وتسمعه فهذا من اقوى العمل الذي يقرب الى الله عز وجل وجاهد صحيح البخاري ومسلم ابن عفان رضي الله تعالى عنه وقد حدث بذلك ابي عبد الرحمن فحدث بذلك ابو عبد الرحمن السلمي وقد اجلس نفسه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم المدرس القرآن فقال رحمه الله تعالى ما اجلسني هذا المجلس وتأمل ان يصبر على هؤلاء الطلاب يعلمهم ويحفظهم ويقربهم الى الله عز وجل ويدرسه القرآن قال ما اجلس بهذا المجلس الا حديثا حدث فيه عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وهو قال خير من تعلم القرآن وعلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. فانت يا قارئ القرآن يا من يا من صبرت وحبستها على ان تتعلم كتاب الله عز وجل. وعلى ان تحفظه وتقرأه فانت من خير لخلق الله عز وجل خير الناس خيركم من تعلم القرآن وعلمه اي من خير الناس متعلم القرآن من خير الناس تعلمه فهنيئا لك ايها الاب المبارك بهذا الابن الذي سكنت الذي ستجده فترات صباحه في الدنيا قبل الاخرة. فتراه بك بارا مطيعا مسابقا يحب اذا كان يحبه واما في الاخرة بعد انقطاع الاجل وانتهاء هذه الدنيا فقد جاء في الصحيح عن ابي هريرة ان النبي قال ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث ومنها ولد صالح يدعو له ولد يصالح يدعو له ولا اخال ولا حامل القرآن الا من الصالحين. اترأت الله يعني يدعو لك ذلك الذي ما نفع نفسه وما انجى نصر من عذاب الله عز وجل ويتخبط الظلمات والشبهات والشهوات اتراه يرتفعك ايها الاب المبارك؟ ام ذاك الذي اصبح القرآن انيسه واصبح القرآن هجيره يقرأوا صباح مساء هذا الذي سينفعك عند الله عز وجل. فحري بنا جميعا ايها الاباء ان نزج بابنائنا في مثل هذه الحلقات. وان نربيهم على كتاب الله عز وجل. واما ما يظن بعض الجهلة وبعض المغالطين الذين يظنون ان تعلم القرآن سبب للغلو وسبب هذا من افضل الباطل بل ان القرآن وهو الذي يهدي الطريق المستقيم الى الصراط المستقيم بل فسره غير واحد من اصحاب النبي بقوله اهدنا الصراط المستقيم انه القرآن. فالقرآن يهدي الى كل خير. القرآن اثره على الاخلاق. القرآن اثره على الاقوال القرآن اثره على الافعال. القرآن يربي امة كاملة حتى تكون امة قيادية نادية لان القرآن هو كلام الله عز وجل لا ولا يتغير من قال فيه صدق ومن حكم به عدل ومن اخذ به نجا الى الله عز وجل. فالله يرفع حال القرآن في الدنيا وسيرفع ايضا في الاخرة وثانيا الى اولئك المعلمين الذين حبسوا انفسهم على تعليم كتاب الله عز وجل ابشروا ابشروا وهللوا فانتم على خير عظيم يا من حبستم انفسكم بمثال المجازي يكفيكم ان الملائكة حقكم وان السفينة تغشاكم وان الرحمة تنزل عليكم واسأل الله عز وجل يذكركم في وكل من جعلنا منك اية من كتاب الله فبكاء فهذه التي علمتها ذلك الطفل او ذلك جاءوا ذلك الابن ما رأى بها الا في ميزان حسناته. تعلم احدهم فاتحة الكتاب وهو يصلي بها سبعة عشر مرة في اليوم يقرأه سبع في اليوم سبعة عشر مرة يكتب لك بقراءته عشرها حسنات عند الله عز وجل. فانت ايها المعلم على خير عظيم وعلى اجر كل من قرأ القرآن بسبب تعليمك وتقويم لسانه انت مأجور في ذلك. فحني لا هنيئا لكم واشارة لكم ان تستمروا وان تصبروا وان تحتسبوا ذلك عند واحدا فانتم على خير عظيم. اما انتم ايها الاباء الذين اتوا يحفظون شيئا من كتاب الله عز وجل ويتعلمونه. وكما اتيت في ابنائكم فكذلك حري بكم ان تعلم بقية الاولاد من بنات ونساء وما شابه ذلك ان تعلموهم كتاب الله عز وجل فان كثيرا من فلاتنا يجهلون كلام الله عز وجل ولا يعرفونه بانهم مغيبات في البيوت فيا ايها الاب لابد ان تجعل لك مع اولادك جلسة تعذبه كتاب الله عز وجل كلام الله عز وجل وتعذبهم ايضا باخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وتربيهم عليها فهذا الذي سينجو هذا الذي سيلحق به اولاده في جنة عرضها السماوات والارض فان يوم القيامة يوم يتفرق فيه الناس. فريق في الجنة وفريق في السعير الذي اصبح حاله واصبح اولاده فسيجمعهم الله عز وجل في جنة عرضها السماوات والارض وعظم خسارة اعظم خسارة ان تخسر اولادك يوم القيامة. او ان يخسروا ان يكونوا هم في جنة وتكون انت في دار. او يكون او تكون انت في جنة ويكون هم في نار نسأل الله السلامة. فاذا اردت ان تجتمع به في الاخرة وفي ظل وفي ظل الله عز وجل وتحت سقف عرش الرحمن في جنة الارظ فالزمهم كتاب الله تعلما وعملا واحرص عليهم ان تربيهم على طاعة الله عز وجل. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يفرحني واياكم في كتابه وان يعلمنا منه ما جهلنا ويذكرنا منه ما نسينا وان يجعله شفيعا وقائدا وحجة لنا يوم نلقاه انه ولي القادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين