بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالان نعيش مع المنظومة الموسومة بمنظومة السير الى الله والدار الاخرة للشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي مع تعليقاته رحمه الله على هذه المنظومة الماسعة النافعة وقد عرفنا ان هذه المنظومة يذكر الشيخ رحمه الله فيها منازل السائلين قد مر معنا منازل عديدة للسائلين الى الله عز وجل والدار الاخرة وقد وصلنا الى منزلة التوكل فلنقف على كلامه رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ رحمه الله تعالى صاحب التوكل في جميع امورهم مع بذل جهد في رضا يكمل العبد في هذين الامرين وهما وهما التوكل على الله والاجتهاد في طاعة الله ويتخلف عن العبد الكمال بفقد واحد منهما فحقيقة التوكل تجمع امرين. الاعتماد على الله والثقة بالله فيعتمد على ربه بقلبه في جلب ما ينفعه في امر دينه ودنياه. فيبرأ من نفسه وحولها وقوتها ويثق بالله في حصول ما ينفعه ودفع ما يضره. ويجتهد في الاسباب التي بها فيتوصل الى المطلوب وتفصيل ذلك انه اذا عزم على فعل عبادة بذل جهده في تكميلها وتحسينها. ولا يبقي من مجهوده وتبرأ من وتبرأ من النظر الى نفسه وقوتها. بل لجأ الى ربه واعتمد عليه في تكميلها واحسن الظن ووثق في حصول ما توكل به عليه واذا عزم على ترك معصية قد دعته نفسه اليها بذل جهده في الاسباب الموجبة لتركها من التفكر بها وصرف الجوارح عنها ثم اعتمد على الله ولجأ اليه في عصمته منها اه واحسن الظن به في عصمته له. فانه اذا فعل ذلك في جميع ما يأتي ويذر رجي له فلاح ان شاء الله تعالى واما من استعان بالله وتوكل عليه مع تركه الاجتهاد اللازمة له فهذا ليس بتوكل بل عجز ومهانة. وكذلك من يبذل اجتهاده ويعتمد على نفسه ولا يتوكل على ربه فهو مخذول هذه منزلة عظيمة من منازل السايرين الى الله جل وعلا والدار الاخرة وهي منزلة التوكل والتوكل اعتماد القلب على الله جل وعلا وتفويض الامور اليه وحده مع فعل الاسباب مع فعل العبد للاسباب وبذله ما يستطيع من وجوه الخير والجد والاجتهاد فيما يقرب الى الله عز وجل هذه حقيقة التوكل وشأنه كما قال الشيخ رحمه الله مصاحب لي المؤمن وتأملوا قوله في قدر او في البيت الاول او في في الشطر الاول من هذا البيت قوله صحبوا التوكل في جميع امورهم صحبوا التوكل في جميع امورهم هذا شأنه اهل الايمان مصاحبين للتوكل في كل امر من الامور من الامور الدينية والامور الدنيوية المؤمن يتوكل على الله عز وجل فيما يعزم على فعله من طاعات وقربات وايضا هو متوكل على الله عز وجل بما يعزم على جلبه من مصالح اه دنياه ومنافعه الدنيوية هو يحتاج الى التوكل في هذا وذاك وهذا معنى قول الشيخ صحبوا التوكل في جميع امورهم اي امورهم الدينية وامورهم الدنيوية من يرى من اراد ان يصلي فيتوكل على الله ومن اراد ان يصوم يتوكل على الله ومن اراد ان يطلب العلم يتوكل على الله ومن اراد ان يبيع ويشتري ويعامل الناس يتوكل على الله فالتوكل مصاحب للمسلم في كل اموره ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه يقول في كل مرة يخرج فيها من بيته بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله وهذه الكلمات الثلاث التي يقولها صلوات الله وسلامه عليه عند كل خروج له من بيته كلها كلمات توكل فالباقي بسم الله للاستعانة وتوكلت على الله هذا اعتماد وتفويض ولا حول ولا قوة الا بالله فبرر تبرأ من الحول والقوة الا بالله عز وجل لان معنى لا حول ولا قوة الا بالله اي لا تحول من حال الى حال ولا حصول قوة للعبد يباشر بها اعماله الا بالله وهي كلمة استعانة وهي تحقيق علم كما ان لا اله الا الله تحقيق لاياك نعبد فهي كلمة استعانة تطلب العون من الله بقولك لا حول ولا قوة الا بالله ولهذا شرع لنا اذا نادى المنادي الى الصلاة قائلا حي على الصلاة حي على الفلاح ان نستعين بالله قائلين لا حول ولا قوة الا بالله يعني لا تحول لنا من حال الى حال ولا حصول قوة نقوم بها بطاعة الله الا بالله جل وعلا فهذا توكل واعتماد على الله جل وعلا فالنبي صلى الله عليه وسلم اذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله كل هذا توكل واعتماد على الله سواء كان هذا الخروج في مصالح الدين او مصالح الدنيا ويستحب لك ان تقول ان تقول ذلك في كل خروج لك من بيته اذا خرجت من بيتك لطلب العلم او للصلاة او للبيع او للشراء او لغير ذلك من المصالح تتوكل على الله وتعتمد على الله وتكون مصاحبا للتوكل في كل احواله فليس التوكل في الامور وليس التوكل في الامور الدينية فقط بل في الامور الدينية والدنيوية وانت لا حول لك ولا قوة الا بالله لا لا لا قدرة لك على فعل اي شيء ولا قيام باي عمل من الاعمال الا اذا يسره الله لك واعانه واعانك عليه فتستطيع القيام به ولهذا من من المنازل العظيمة استصحاب التوكل ان تستصحب التوكل على الله جل وعلا في كل امورك وفي جميع اعمالك مع بذل السبب مع بذل السبب وهذا هو التوكل حقا اعتماد قلبي تام على الله عز وجل وبذل للسبب وبذل للسبب هذا حقيقة التوكل ان يجمع العبد بين بين الامرين اما من يعطل الاسباب اعتمادا على التوكل فهذا حقيقته متوااكل التوكل حقا ان يعتمد العبد على الله مع بذله للسبب بهذا امرنا الله عز وجل امرنا بفعل الاسباب ودعانا اليها وهدانا وهدانا النجدين وجعل لنا مشيئة وارادة نختار بها طريق الخير وطريق الشر وقال وقال اتقوا الله ما استطعتم فالعبد مطالب ان يبذل السبب لكن لا يعتمد على السبب نفسه وانما يعتمد على الله جل وعلا ولهذا الناس في هذا الباب باب التوكل على اقسام ثلاثة القسم الاول هم المتوكلون على الله حقا وصدقا وهم من جمعوا بين الاعتماد التام في في قلوبهم على الله جل وعلا وبذلوا الاسباب الصالحة وسلكوا المسالك المشروعة وهؤلاء خير الناس وقد جمع الله عز وجل بين هذين الامرين الذين هما حقيقة التوكل في ايات كثيرة كقوله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين وقوله تبارك وتعالى فاعبده وتوكل عليه وقوله وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده والايات في هذا المعنى كثيرة يجمع الله عز وجل فيها بين الامرين اعتماد القلب على الله جل وعلا ما بعده مع بذل الاسباب وما توفيقي الا بالله ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت فجمع بين فعل السبب والاعتماد على الله تبارك وتعالى وهكذا في السنة احاديث كثيرة يجمع فيها النبي عليه الصلاة والسلام بين هذين الامرين الذين هما حقيقة التوكل ومن ذلك قوله في حديث ابي هريرة آآ احرص على ما ينفعك واستعن بالله فذكر الامرين احرص على ما ينفعك هذا بذل السبب واستعن بالله هذا الاعتماد على الله جل وعلا والتوكل عليه ولما قال له رجل في شأن الناقة اعقلها واتوكل او اطلقها واتوكل. قال اعقلها وتوكل امره ببذل السبب ان يعقل الناقة اي ان يضع في رجلها العقال حتى لا تذهب ولا يعتمد على العقال وانما يعتمد على الله. وضع العقال في بيدها هذا بذل للسبب اما الاعتماد فانما يكون على الله سبحانه وتعالى. وفي الحديث الاخر قال صلى الله عليه وسلم لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم فما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا. فجمع صلوات الله وسلامه عليه بين الامرين بذل السبب والاعتماد على الله قال لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. ثم ثم بين لنا شأن الطير انها تغدو خماصا. اي في الصباح الباكر تذهب دماغ اي خاوية البطون ليس في بطنها شيء من الطعام. وتذهب المسافات الطويلة تبحث عن ماذا؟ عن الحب وعن الماء وهذا بذل للاسباب فالطير تبذل السبت تبذل السبب قال لرزقكم كما يرزق الطير هي لا تبقى في عشها ولا تستكينوا في وكرها انتظارا لاتيان الحب لها وانما تذهب تذهب تقطع بعض الطيور مسافات طوال تبحث عن اماكن الحب وموارد الماء فتطعم وتشرب ثم تعود تغدو خماصا وتروح بطانا اذا هذا فعل للسبع فجمع عليه الصلاة والسلام بين الامرين فعل السبب والاعتماد على الله والنصوص في هذا المعنى كثيرة فهذا حقيقة التوكل ولما قدم قوم من اليمن بلا زاد وقالوا نحن المتوكلون نزل قول الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى ولما رأى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قوما هذا شأنهم قال بل انتم المتواكلون انما المتوكل حقا الذي يلقي حبه في الارض ويتوكل على الله يعني اذا اردت ان تزرع التوكل ان تظع الهم وتسقيه بالماء وتعتمد على الله سبحانه وتعالى. اما ان يجلس الانسان معطلا عن فعل السبب اعتمادا على التوكل فهذا ليس متوكل وانما هو متواكل. ونهايته الى خذلان ونهايته الى حرمان فاذا اه الناس ثلاثة اقسام القسم الاول من يعتمد على الله ويبذل السبب يعتمد على الله ويبذل السبب القسم الثاني من يترك الاسباب ويعطل الاسباب اعتمادا على الله ويدع ذلك قبل قليل وهو خلاف ما وجه الله عز وجل اليه في القرآن وخلاف ما جاء في سنة النبي عليه الصلاة والسلام وقد عرفنا نحن من هديه صلى الله عليه وسلم انه يبذل الاسباب كل مرة يخرج فيها من بيته لمصالح دينه ودنياه يخرج معتمدا على الله قائلا بسم الله توكلت على الله لكنه يبذل السبب ولا يعتمد على السبب وانما يعتمد على الله جل وعلا فليس من الدين ان يكون الاعتماد على الله عز وجل بتعطيل الاسباب وتركها والله عز وجل جعل الامور منوطة باسبابها ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلق. الذي يريد العلم يتعلم ولهذا تأتي الاحاديث الكبيرة في الحث على طلب العلم. من سلك طريقا يلتمس فيه علما هذا ما هو بذل للسبب من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما فطريقة تحصيل العلم تكون ببذل السبب في تحصيله ونيله لكن لو ان انسانا جلس في بيته وانشغل في لهوه وقال انا متوكل على الله ان شاء الله عز وجل ان اكون من كبار العلماء ومن الائمة العظام اكون لكن انا لن اطلب العلم الى ان اموت هذا يموت ولا ولا ولا يتعلم لانه ترك السبيل والمسلك الذي به يحصل العلم وكان من هديه عليه الصلاة والسلام ان يقول كل يوم بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا هذا استعانة بالله ثم يتبع ذلك ببذل الاسباب وهكذا من اتبعه وسار على نهجه صلوات الله وسلامه عليه يقول هذا الدعاء ويبذل السبب. بقية يومه لكن لو ان رجلا جاء في الصباح الباكر وقال اللهم اني اسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا ثم سحب وسادة ونام الى صلاة الظهر يأتيها العلم النافع ما ما بذل السبب الله عز وجل جعل الامور مرتبطة بالاسباب. انت اذا قلت اللهم اني اسألك علما نافعا تبذل السبب ولهذا قال الشاعر تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون؟ ان العلم ما يأتيك بدون بذل سبب وبدون جد واجتهاد وصبر ومصابرة ما ما تحصل العلم ومثل هذا ايضا لو ان شخصا قال ان شاء الله عز وجل ان يكون لي اولاد يكون اولاد انا معتمد على الله لكنني الى ان اموت لن اتزوج ولنا نتسرع ان شاء الله عز وجل ان يأتيني اولاد ويصبح لي اولاد يأتيني الاولاد هذا يموت وما يأتيه الاولاد وكذلك من عنده ارض آآ يعطل الاسباب فيها في بذرها في سقيها في هذا ما اقول الاسباب ليس هذا التوكل آآ الذي امرنا به التوكل الذي امرنا به مرتبط بفعل الاسباب كما ترى ذلك واضحا في كتاب الله عز وجل. وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اذا هذا طريق خاطئ من يعتمد على الله ويعطل السبب ونحن مأمورون بفعل الاسباب الدينية والدنيوية معتمدين على الله لا على هذه الاسباب والامر او او المسلك الثالث من يعتمد على السبب يفعل السبب ويعتمد عليه لا على الله تبارك وتعالى وهذا نهايته الى حرمان عياذا بالله من ذلك فالاسباب لا يعتمد عليها لا يعتمد عليه وانما يعتمد على مسبب الاسباب ورب العالمين تبارك وتعالى الذي انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فلا يعتمد على السبب وانما يعتمد على الله جل وعلا. فهذه دعم الناس في التوكل والتوكل حقا وصدقا هو من جمع بين الامرين الاعتماد على الله مع بذل الاسباب ولهذا قال الشيخ رحمه الله في المنظومة صحبوا التوكل في جميع امورهم مع بذل جهد في رضا الرحمن مع بذل جهد ليس فقط توكل وتعطيل للسبب او تعطيل للجهد لا مع بذل جهد في في رضا الرحمن فسيجتهد ويجد وينصح لنفسه يبذل وسعه مستعينا بالله تبارك وتعالى لا لا لا معتمدا على هذه الاسباب التي يباشرها ويقوم بها ثم يقول رحمه الله موضحا ذلك يكمل العبد في هذين الامرين ايعني الذين اشار اليهما في النظم وهما التوكل على الله والاجتهاد في طاعة الله قال ويتخلف عن العبد الكمال بفقد واحد منهما اي بفقد الاعتماد على الله او بفقد بذل الاسباب يفوت الكمال بفقد واحد من هذين الامرين اما فقد الاعتماد على الله او فقد بذل السمع فحقيقة التوكل تجمع امرين. الاعتماد على الله والثقة بالله فيعتمد على ربه بقلبه في جلب ما ينفعه في امر دينه ودنياه فيبرأ من نفسه وحولها وقوتها ويثق بالله في حصول ما ينفعه ودفع ما يضره ويجتهد في الاسباب التي بها يتوصل او يتوصل الى المطلوب هذا هو التوكل حقيقة الجمع بين هذين الامرين ثم ذكر الشيخ رحمه الله تفصيل الناس عن جدا لك ايها المؤمن عندما تريد ان تطبق التوكل في حياتك وفي امورك الدينية وامورك الدنيوية وفي تركها وفي تركك لمعصية الله كيف تتوكل؟ يعني ما ما ما المسلك الصحيح والمسار القويم الذي تباشره لتكون من المتوكلين حقا حقيقة نبه تنبيها نافعا جدا في سير المؤمن في هذه المنزلة قال وتفصيل ذلك انه اذا عزم اي المؤمن على فعل عبادة بذل جهده في تكميلها وتحسينها يعني اردت ان تصلي تحسن الوضوء تحسن الطهارة تحسن السير الى المسجد تحسن اداء شروط الصلاة اركان الصلاة واجبات الصلاة. تحسن في ذلك وتبذل ما تستطيع في الاحسان في هذا الامر ثم ماذا؟ قال ولا يبقي من مجهوده مقدورا وتبرأ من النظر الى نفسه وقوتها. ومع هذا لا تنظر الى نفسك ولا تنظر الى اتقانك واجادتك واحسانك وانما هذه اسباب تبذلها وانت في ذلك كله معتمدا على الله تبارك وتعالى. متوكلا عليه بل لجأ الى ربه واعتمد عليه في تكميلها واحسن الظن ووثق في حصول ما توكل به عليه. هذي طريقة طريقة التوكل في اداء الطاعات واذا عزم على ترك معصية يعني دعته نفسه الى فعل معصية من المعاصي فكيف يتركها معتمدا على الله عز وجل قال واذا عزم على ترك معصية قد دعته نفسه اليها بذل جهده في الاسباب الموجبة لتركها. يبذل جهده واستطاعته في البعد عن المعصية وعن كل امر يقرب منها او يدني اليها آآ بذل جهده في الاسباب الموجبة لتركها من التفكر بها وصرف الجوارح عنها. ثم اعتمد على الله ولجأ اليه في عصمته منها واحسن الظن به في عصمته له. فانه اذا فعل ذلك في جميع ما يأتي ويذر رجي له الفلاح ان شاء الله تعالى هذه الطريقة التي يسلكها المتوكل في فعله للطاعات وتركه للخطيئات وايضا في جلبه لمصالحه الدنيوية ثم قال الشيخ رحمه الله محذرا من مسلكين خاطئين نبهت عليهما قبل قليل وطريقين فاسدين في هذا الباب. قال واما من استعان بالله وتوكل عليه مع تركه الاجتهاد اللازم له فهو ليس بتوكل بل عز ومهانة هذا مسلك خاطئ وهو من استعان بالله وتوكل عليه مع ترك الاجتهاد اللازم له. يعني لا يبذل السبب مثل ما اشرت اليه يريد العلم ويسأل الله ان يرزقه العلم ويعتمد في قلبه على على الله في حصول العلم لكنه ما يطلب العلم لا يقرأ كتاب ولا يحضر حلقة من حلقه ولا يسير في طريقه وهو يريد ان يكون عالما وفقها هذا ما يحصل العلم وكذلك من يطلب الولد اه من يريد الولد ويقول اني معتمد على الله لكنه لا يبذل شيئا من الاسباب التي بها يحصن الانسان الولد وهكذا بقية الامور فهذا مسلك خاطئ المسلك الثاني آآ كذلك من يبذل اجتهاده ويعتمد على نفسه ولا يتوكل على ربه فهو مخذول هذا الذي يبذل جهده ويستفرغ وسعه في الاعمال ويجد ويجتهد لكن لا يعتمد على الله وانما يعتمد على السبب الذي قام به فهذا مخذول ونهايته الى حرمان. ودين الله عز وجل وسط بين ضلالتين وهدى بين باطليه. دين الله وسط. بين الغلو والجفاء. والافراط والتفريط في كل شيء وفي باب التوكل الوسطية في دين الله هذه هي ظاهرة المتوكلون على الله حقا وسط بين هذين الطريقين الباطلين طريق من يعطل الاسباب وطريق من يعطل التوكل على رب العالمين وكل منهما باطل من يعطل السبب معتمدا على الله ومن يعطل التوكل معتمدا على السبب. هذا كله باطل والحق قوام بين ذلك الحق قوام بين ذلك ببذل السبب معتمدا على الله عز وجل لا على السبب على حد قول الله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين وقوله واعبده وتوكل عليه وقوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ونظائرك ونظائر لذلك من الادلة الكثيرة في الباب في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله عبد الاله على اعتقاد حضوره فتبوأوا في منزل الاحسان هذه المنزلة يقال لها منزلة الاحسان وهي كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله وحده كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك فاذا تصور الانسان هذا المقام في جميع احواله لا سيما حال العبادة منعوا منعه من الالتفات بقلبه الى غير ربه بل اقبل بكليته على الله وتوجه بقلبه اليه متأدبا في عبادته اتيا بجميع ما يكملها مجتنبا كل منقص لها. وهذه المنزلة من اعظم المنازل واجلها فيها ولكنها تحتاج الى تدريج للنفوس شيئا فشيئا. ولا يزال العبد يعودها نفسه حتى تنجذب فاليها وتعتادها فيعيش العبد قرير العين بربه فرحا مسرورا بقربه. ثم ذكر رحمه الله هذه المنزلة العظيمة من منازل الثائرين الى الله جل وعلا والدار الاخرة وهي منزلة الاحسان فقال رحمه الله عبدوا الاله اي هؤلاء السائرون الى الله والدار الاخرة عبدوا الاله على اعتقاد فتبوأوا في منزل الاحسان عبدوا الله على اعتقاد حضوره. اخذا من قوله عليه الصلاة والسلام ان تعبد الله كأنك تراه ان تعبد الله كانك تراه هذا معنى قوله مع اعتقاد حضوره يعني اطلاعه عليه ورؤيته لك وعلمه بك سبحانه وتعالى وانه لا تخفى عليه منك خافية وان الغيب عنده شهادة والسر عنده علانية تبارك وتعالى عبد الاله على اعتقاد حضوره اي انه سبحانه وتعالى مطلع على العباد يراهم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين فهذا هذا الذي يصل به العبد الى هذه الرتبة العلية ان تعبد الله كأنك تراه يعني تتدرج كما اشار الشيخ بالكمال شيئا فشيئا متأملا عظمة الله جل جل وعلا وعلمه واطلاعه وانه الخبير وانه الذي لا تخفى عليه خافية وهكذا تزداد علما به ومراقبة له تتدرج في هذا الامر حتى تبلغ هذه الرتبة في العبادة من الاتقان والاجادة والاحسان لها ان تعبد الله كانك تراه قال فتبوأ منازل الاحسان هذا التبوأ والبلوغ لمنازل الاحسان متى كان لما عبدوا الله مع اعتقاد حضور حضوره يعني اطلاعه ورؤيته وهذه لفتة من الشيخ رحمه الله ان درجة الاحسان الوصول اليها من هذا الطريق ان يقوي الانسان معرفته بالله ولهذا فان باب العلم العلم باسماء الله وصفاته باب عظيم هو اشرف العلوم وانفعها للعبد واكثرها عائدة عليه وقد قال الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء وقال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ولهذا قال بعض السلف من كان بالله يعرف كان منه اخوف فاذا ازداد العبد علما بالله وباسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكماله واطلاعه وعظيم اقتداره سبحانه فكل ذلك يقوي فيه آآ الاحسان في العبادة هذا الذي يوصله الى ان يتبوأ منازل الاحسان قال رحمه الله في بيان هذه المنزلة هذه المنزلة يقال لها منزلة الاحسان وهي كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله وحده كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وهذه الجملة كما لا يخفاكم وردت في حديث جبريل المشهور عندما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحسان فاجابه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجواز قال فاذا تصور الانسان هذا المقام في جميع احواله لا سيما حال العبادة منعه من الالتفات بقلبه الى غير ربه. وهنا يأتي الاحسان يعني الاحسان الا يلتفت قلبك في عبادتك الى غير الله بل تكون خاشعا لله خاضعا بين يديه دليلا منكسرا غير منشغل بامر اخر غير ملتفت الى غير ربه بل اقبل بكليته على الله يعني جمع قلبه جمع قلبه واقبل بكلية قلبه على الله عز وجل محبة واجلالا وخضوعا وتذللا وانكسارا واستحضارا لعظمة الرب الجليل سبحانه وتعالى وتوجه بقلبه اليه متأدبا في عبادته اتيا بجميع ما يكملها مجتنبا كل منقص لها هذه هذا هو الاحسان وهذه المنزلة من اعظم المنازل واجلها ولكنها تحتاج تحتاج الى تدرج للنفوس شيئا فشيئا يعني حتى يبلغ العبد الى هذه الرتبة العلية يحتاج ان يتدرج في مراتب الدين الاسلام ثم يجاهد نفسه الى ان يرتقي الى درجة الايمان ثم يجاهد نفسه الى ان يرتقي الى درجة الاحسان والى هذا الاشارة في قول الله تبارك وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمعان المحسنين اي بهذه المجاهدة والتدرج شيئا فشيئا والترقي في الكمال درجة درجة يبلغ وكما يقال من سار على الدرب وصل لا ييأس الانسان ولا يقنط ولا يقنط نفسه ولا يقنط غيره هذا باب مفتوح وهو طريق ميسر فلا يقنط الانسان ولا يقنط غيره بل يرجو من الله عز وجل ان ييسر له ذلك ويبذل السبب ويترقب الكمال شيئا فشيئا ولا يقول انا مذنب او انا كثير التقصير ولا يمكن لمثل ان يصل او نحو ذلك من الكلمات التي تفت في عضد الانسان وتقطع عليه السيرة بل يا يجاهد نفسه ويتدرج شيئا فشيئا ويرتقي درجة درجة الى ان يصل باذن الله تبارك وتعالى وحوله وقوته الى هذه الرتبة العالية وليس عزيز على الله تبارك وتعالى ان ييسر لعبده ومن جاهد نفسه في طاعة الله تبارك وتعالى ان يبلغه هذا قيس وان يهديه الى هذه المنزلة العظيمة قال تحتاج الى تدرج للنفوس شيئا فشيئا وهنا الشيخ ينبه على خطأ يقع فيه كثير من السائرين ولا سيما من كان في اول الاهتداء وفي بداية الطريق بعضهم يعني يريد في لحظة واحدة ان يكون عنده كل شيء ويجمع على نفسه الامور الكثيرة والاعمال الوفيرة فيحس فيحس بعد ايام او شهور ثقل الامر ثم يحصل عنده الانقطاع فالصحيح ان يتدرج الانسان شيئا فشيئا ويرتقي بالكمالات ويقوي نفسه في اعمال الايمان حتى يصل الى هذه الرتبة العالية بحول الله تبارك وتعالى وقوته قال ولا يزال العبد لا يزال العبد يعودها نفسه حتى تجتنب اليها وتعتادها يعني يعود نفسه الاحسان في صلاتك مثلا تبدأ تعود نفسك تنفلت نفسك منك في اول الامر كثيرا ثم يقل الانفلات ثم ينحسر ثم يضيق ثم ينتهي. الى ان يجتمع عليك قلبك باذن الله مع بذلك لانواع الاسباب المشروعة معتمدا في ذلك كله على الله تبارك وتعالى قال فيعيش العبد قرير العين بربه فرحا مسرورا بقربه. يعني هذا يكون عندما يبلغ هذه الدرجة درجة الاحسان والاحسان كما اشرت في درس سابق نوعان احسان في عبادة الله عز وجل واحسان الى عبادة فلما انهى الشيخ رحمه الله الكلام على الاحسان في عبادة الله انتقل الى الاحسان الى عباد الله والاحسان الى المخلوقين وهذا سيكون موضوع حديثنا في لقائنا القادم باذن الله نسأل الله عز وجل لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية والرشاد. الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين