الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد في هذا الفصل ذكر ابن جماعة رحمه الله تعالى بعض الاحاديث والاثار الدالة على فضل العلم. وقد مر بنا ان فظل العلم والحديث عنه يطول وان الايات والاثار التي جاءت في ذلك كثيرة. وذكرنا ما يدل على فضله من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا بأس ان نذكر ما ذكره ابن جماعة في هذا المقام. ذكر اولا ان الملائكة اجنحتها لطالب العلم خذ عالا ورضا بما يصنع. ولا شك ان هذا من من اه تعظيم من تعظيم واهله فاذا كانت الملائكة الكرام التي اكرمها الله عز وجل وخلقت لطاعته لا يعصون الله ما امرهم ولا يفترون عن عبادته طاعته هذه الملائكة وهؤلاء الملائكة اذا رأوا طالب العلم الذي يسلك طريق العلم وضعوا اجنحتها وضعوا اسلحتهم له وهذا الوضع تكريما له وتعظيما له وتوقيرا له وتعزيزا له وخضعانا له لا شك ان هذا كله من تكريم الملائكة لطالب العلم. لانه سلك طريقا يقربه الى الله عز وجل. فلابد لطالب العلم يحتسب مثل هذه الاجور وليتذكر مثل هذه الاحاديث حتى اذا خرج في طريقه لطلب العلم ان يذكر ان هناك ملائكة تحفه في طريقه وتعذبه وهو في طريقه الى الى الى ذلك الذي يطلبه. والملائكة ايضا اذا اذا رأت مجلس علم او حلقة ذكر حثتها ودعت الى الى حضورها بل كان حولها من الملائكة حتى يجتمع خلق كثير من ملائكة الله عز وجل يبلغ عنان السماء حتى يبلغ عنان السماء فتغشاهم الرحمة وتنزل عليهم السكينة وفوق ذلك كله يذكرهم الله عز وجل من عنده ايضا من فضائل هذا هذا العلم ومن فضائل سالكه ومن فضائل من يسلكه ان البهائم والحشرات وجميع ما فيها هذا الكون يستغفر للعالم يستغفر للعالم وذلك لان العالم هو الذي يبين للخلق ما ما لهم وما يحرم عليهم. فاذا خلت الارض من العلماء تخبط الناس في مآكلهم وفي مشاربهم. فتعدوا على ما حرم الله عز وجل وتركوا ما احل الله سبحانه وتعالى لهم. فالبهائم عندما تعرف ان العلماء يبينون هذا الامر للناس تستغفر لهم وتدعوا لهم وقد يكون استغفارهم ايضا لها يكون استغفار هذه البهائم وهذه المخلوقات للعلماء بامر الله عز وجل ان الله تكريما للعلماء وتبييرا لفظلهم ان تستغفر لهم وتدعو لهم ليتبين للناس عظمة هذا العلم وعظمة حملة ذكر ايضا ان من فضائل العلماء وطريق العلم ان مداد العلماء يفضل دماء الشهداء او يوم القيامة بدماء الشهداء. وهذا الحديث وان كان لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان معناه صحيح فان الشهيد عند من بذل دمه في سبيل الله عز وجل انما اراد بذلك نصر دين الله واعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى فقد بذل نفسه وماله لله سبحانه وتعالى هذا لا شك انه من افضل واعظم القرب التي يتقرب بها العبد الى ربه. والمجاهد والمجاهد الذي يجاهد في سبيل الله. انما بذل نفسه لاعلاء كلمة واراد بهذا البذل ان يعلي ذكر الله عز وجل وليظهر دين الله سبحانه وتعالى. ولا شك ان المجاهد قد يبلغ مبلغا عظيما في قتاله وقد يبذل نفسه لقتال اعداء الله عز وجل وقد يقتل الواحدة والعشرة بل قد يقتل المئة والاكثر. الا ان العالم يستطيع الاشد ذلك كله فالعالم يستطيع ان يرد كيد الكائدين وبدع وبدع المبتدعين وخرافات الخرافيين ويدفع كيد وشبهات الكافرين والمشركين بمداده وقلمه. ولا شك ان نفع العالم على الامة اعظم النفع الشهيد على الامة. فالشهيد ان دفع دفعة واحدا مثله او اثنين او ثلاثة او اكثر والعالم يدفع خلقا كثيرا اذا صدق مع الله عز وجل وانبرى لنصرة هذا الدين وكان حاملا سلاح يدفع الباطل وينصر الحق فلا شك في هذا المقام ان العالم بهذه الصورة يكون اعظم ولذلك قيل ان مداد العلماء يثقل دماء الشهداء وهذا على حسب الزمان والحال والمكان قد يختلف الوضع والحكم. ايضا ذكر هنا ان ان لو ما اعبد الله بشيء افضل من فقه في دين الله عز وجل. وهذا الحي وان كان اسناده لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان العلم هو الذي يسلك به العبد طريق مرضات الله عز وجل. ولا يتصور ان يعبد الله عبد الا بالعلم. ولذلك الناس في هذا الطريق بين عابد جاهل وبين عالم عابد وبين تارك للعلم والعبادة. وهذا لا شك انه شرهم. فالناس بين بين محقق العبادة والعلم وهو الذي عبد الله عز وجل على بصيرة وسلك طريق الانبياء والمرسلين. وهذا هو افضل الناس وهو الذي انعم الله عليه وكان مع والصديقين والشهداء. الصنف الثاني من عبد الله بجهل وتخبط في في الشبهات والظلمات. ولا شك ان هذا وان كان قصد وجه الله عز وجل بعبادته فانه لا يؤجر فانه لا يؤجر على عمله وانما يؤجر عاليته ان صدقة في نيته. اما عمله فلا يؤجر عليه لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ومن احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فالعابد الذي يعبد الله بجهل لا يؤجر على وان اجر على نيته. الثالث هو الذي علم وعرف الحق وعرف الطريق الموصل الى الله عز وجل. لكنه اخلى نفسه من لله عز وجل ولا شك ان هذا العالم لا ينتفع بعلمه لان ثمرة العلم هو العمل وهذا قد حرم ثمرة علمه وهذا فيه شبه من والاول فيه شبه من النصارى فالنصارى ظلت بغير علم واليهود ظلوا بعلم فهم مغظوب عليهم واولئك ضالون ذكر ايضا ولا فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد. هذا ايضا جاء في حديث اسناده لا يصح. رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهما اسناده ضعيف ومعناه صحيح معناه صحيح. فان العالم اشد على الشيطان من الف عابد. فالشيطان يستطيع ان يضل العباد وان ليزيغ بقلوبهم وان يسلك بهم صراط المغضوب عليهم والضالين. اما العلماء الصادقين الربانيين فانهم يعتصمون بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يستطيع الشيطان ان يأتيهم لانهم عرفوا الحق بدليله وعرفوا الطريق الموصل الى الله عز وجل يذكر ان عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى عرظ له الشيطان في طريقه فقال يا عبد القادر انا ربك انا ربك فقال اخشى عدو الله علمت انك خطاب قولك الا ربك انك لا تستطيع ان تقول انا الهك. فعرف فعرف عبد القادر بعلمه ان هذا شيطان اراد ان يفتنه وان يزيغ قلبه اما العباد فقد يعظم الشيطان بكرامات يا بكرامات او بصور يزينها لهم فيضل ويضلوا غيرهم وهذا واقع كثيرا من ظل من عباد المسلمين انه بسبب شيطان تعرض له بصورة مكرمة ليكرمه بها فظن انه يصل الى علم غيبي او يستطيع ان ينفع الخلق دون الله عز وجل. ولذلك ولذلك كثير من العباد عندما غره الشيطان وخدعه خرج من دائرة الاسلام وما حصل من عباد الجهمية الذين ظنوا ان الله يحل فيهم كالمنصور الحلاج وغيره عندما قال ما في الجبة الا الا الله تخبطه الشيطان واضله تخبطه الشيطان واضله ويذكر ان الشيء يذكر فيما ذكر من الاخبار ان الشيطان لما مات عابد لم يفرح الفرح فلما مات عالم اظهر الفرح والسرور فساله اتباعه من الشياطين فقالوا ما لك فرحت؟ عندمات عندما مات ذلك العالم ولم تفرح عند لذلك العابد فقال ابليس لعنه الله انا اريكم اراد ان يظهر الفرق بين العالي والعابد فاتى عابدا وقال هل يستطيع ربك ان يدخل الدنيا في بيظة؟ قال لا. قال كفر بالله عز وجل لانه نفى قدرة الله عز وجل جعل الله عاجزا عن فعل هذا الفعل. واتى العالم فقال ايقدر ربك ان يدخل الدنيا في بيظة؟ قال نعم اما ان يكبر البيضة حتى تكون اكبر من الدنيا واما ان يصغر الدنيا حتى تكون اصغر من فهذا دليل على ان العلماء اشد على الشيطان من الف عبد وان الفقيه الواحد اشد على الشيطان من الف بل الاف العباد لان العالم كيد الشيطان ويبين شهواته ويبين شبهاته وهذا الذي يراد به العالم الصادق ثم ذكر حديثا ايضا يقول وهو قوله صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحار المبطلين وتأويل الجاهلين. وهذا ايضا اسناده ضعيف رواه محاكم الوطن وهو حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث كما ذكرت اصح ما قيل في انه مرسل اصح ما قيل فيه انه مرسل والحديث فيه تزكية للعلماء وقد اخذ ابن عبد البر بهذا الحديث اخذ ابن عبد البر في هذا الحديث ان العلماء كلهم عدول وان من حمل العلم فانه يزكى بعلمه ويكون عدلا. وان كان هذا القول غير صحيح لكنه يستأنس به في هذا الحديث. لان هناك من العلماء الذين نسبوا العلم الشرعي هم من اظل خلق الله بل هم من اكثر خلق الله عز وجل. ايضا ذكر في هذا المقام قوله في حديث يشفع يوم القيامة ثلاثة الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء وهذا الحديث جاء عند ابن ماجد من حديث عثمان بن عفان باسناد ضعيف وله شاهد في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري لكن ليس بهذا اللفظ وانما لفظ الصحيحين يشفع الانبياء والملائكة والمؤمنون ولا شك ان المؤمنين يدخل فيهم العلماء لهم اولى الناس بهذه الشفاعة ذكر هذا الحديث في مقام فضل العلم واهله لان العلماء يشفعون يوم القيامة. ولا شك ان ان الله اذا اذن لاحد بالشفاعة فان هذا تكريما له ورضا له سبحانه وتعالى فلا يشفع يوم القيامة الا الملائكة والصديقون والانبياء والشهداء والصالحون ويدخل في ذلك ما تبعا هل علمائهم اولى الناس بالشفاعة بعد رسل الله وانبيائه؟ بل ذكر اهل العلم ان العلماء هم اذا اطلق الصديقون فان بهم العلماء الصادقين المراد بهم العلماء الصادقين. قال وروي العلماء يوم القيامة على مناب النور. وهذا الاثر لا يصح عن صلى الله عليه وسلم لكن لا شك ان العبد يرتفع يوم القيامة بقدر علمه وتقواه بقدر خشيته. فاذا كان يوم القيامة نصبت المنابر من نور على اه في في الجنة وفي عرصات القيامة فيجلس الناس عليه بقدر منزلتهم عند الله عز وجل فيجلس الرسل والانبياء والعلماء والشهداء والصالحين ثم يكون الناس بعد ذلك على قدر اعمالهم وعلى قدر ايمانهم. قوله آآ اما نقل ايضا عن القاضي حسين محمد انه قال على في مثل تعليقه انه قال من احب العلم والعلماء لم تكتب عليه خطيئة ايام حياته لا شك ان هذا الخبر منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وحب العبد للعلماء والصالحين وان كان حسنا لكنه لا يغني عنه شيئا دون التوحيد. فلابد له ان يحقق طاعة الله عز ان يحقق توحيد الله سبحانه وتعالى فان احب العلماء بعد ذلك تعظيما لله وموالاة لله وموالاة لدين الله فانه يؤجر على هذا الحب ولا شك ان من ابغض العلم والعلماء وابغض الدين انه ليس ليس بمسلم اذا ابغضهم لدينه وما يحملون من شريعة الله عز وجل. فحب العلماء وحب العلم هذا من الدين ويؤجر عليه العبد يوم القيامة بل يكتب له عظيم الحسنات عند الله عز وجل. وذكر ايضا اثرا اخر من اكرم عالما فكأنما اكرم سبعين نبيا وهناك متعلمة كانما اكرم سبعين شهيدا. وهذا ايضا لا يصح وهو لفظ منكر ولا يصح. لكن معناه ان من اكرم العلماء فان اكرام العلماء نزل كما انزال ينزل منزلة اكرام الانبياء. فان العلماء هم ورثة الانبياء والانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما والعلم فمن عظم العلماء ووقرهم واحترمهم فان ذلك تكريما لمن حملوا العلم عنه لمن حملوا العلم عنه ولابد ان يحتسب الاجر عند الله عز وجل في توقير اهل العلم وتوقير العلماء وان توقيره له ليس لحسبهم وليس لنسبهم وليس بمالهم وانما توقيرهم له وانما توقيره لهم بسبب ما يحملون من دين الله عز وجل ومن نصوص الكتاب والسنة. وذكر ايضا لو قام من صلى خلف عالم فكأنما صلى خلف نبي من صلى خلفنا فقد غفر له. حديث منكر ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان العبد اذا صلى على خلف الاتقياء كان اكمل في صلاته وافضل عند ربه واما انه يغفر له وانه هذا فهذا ليس صحيح ليس بصحيح. ثم ذكر من عظم العالم فكأنما يعظم الله ومن تاب من عام كان فانما ذاك استخفاف بالله. هذا ايضا اثار كلها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن نقول ان تعظيم العلماء من تعظيم الله وتوقيره ومن توقير النبي صلى الله عليه وسلم وان اهانة العلماء لما يحمل العلم هذا امر محرم ولا يجوز وكمن كبائر الذنوب لانه اذا اهانهم بما حمله من دين الله فان هذا ردة عن دين الله عز وجل لانه استهان بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر بعض الاثار عن بعض السلف كعلي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه انه قال كفى بالعلم شرفا ان يدعيه من لا يحسنه تفرح به اذا نسب اليه وكفى بالجهل ذما ان يتبرأ اي من هو فيه بل هو فيه او من متلبس به. هذا ايضا منقبة للعلماء ومنقبة العلم ان ان العلم لعزته وشرفه يدعيه كل احد يدعيه كل احد وكل ينسب نفسه اليه متعالما صاد او عالما صادقا كل يدعي انه من اهل العلم ومن حملة العلم. اما الجهل لقبحه فانه يتبرأ منه كل احد حتى الجاهل نفسه يتبرء من الجهل وهو متلبس به. وقال بعض السلف خير المواهب العقل وشر المصائب الجهل. ولا شك ان العقل يعظم بعظم بعظم العلم فكلما ازداد العبد علما كلما كمل في عقله وكمل في آآ حلمه وعلمه وكلما عظمت مصيبة العبد زاد جهله بالله بدين الله عز وجل فشر المصائب الجهل بنوعيه الجهل المركب او الجهل البسيط كلاهما شر على العبد ولا شك ان الجهل مركب اعظم على العبد وهو الذي لا يعلم هو الذي يتصور الاشياء خلاف على ما هي عليه. ذكر ايضا قول ابي الاسد الدؤلي رحمه الله تعالى ليس شيء اعز من العلم الملوك حكاما على الناس والعلماء حكام على الملوك لا شك ان العلم هو اعز شيء واشرف شيء فاذا كان الملوك ملوك على حكام على الناس ورؤساء على الناس فان العلماء رؤساء على الملوك وهذا في الملوك الذين يريدون ما عند الله عز وجل ويعظمون الله يعظمون رسوله ويعظمون اهل العلم فان الامراء والحكام الصادقين الذين يريدون مرضاة الله سبحانه وتعالى لا يصبرون رأيا ولا امرا الا عن رأي اهل العلم. فالعلماء حكام عليهم. اما اذا كان الحاكم او الملك طاء مجرما فاجرا مخالفا لله ورسوله فانه ينقلب الحال في حاله ويصبح العلماء هم اهون الناس عنده ولا يرى لهم قدرا ولا يرى لهم منزلة وهذا لا شك انه من شقاء ذلك الحاكم ومن ذلك المال الملك فاذا صلح فاذا اذا كان الملك اراد الله به خيرا فانه يعظم يعظم العلماء ويقربهم ويدنيهم اليه. واذا اراد الله او بي شرا جعل بطانته اهل الفساد والشر واهل واهل الكفر والضلال. وقال رحمه الله تعالى يتشعب الى العلم الشرف كان صاحبه دنيا اي ان مما يتشعب من العلم ومن طلب العلم ان صاحب العلم يتصل بصفتين اولا صفة الشرف العلم صاحبه ويشرفه ويعلي قدره وان كان عبدا او رقيقا او مملوكا او او دنيا في نسبه وحسبه او حتى في ماله ان العلم يشرفه ويرفع قدره عند الناس وعند الله سبحانه وتعالى قبل ذلك. كذلك العلم يعزه العلم يعزه ويقول عبد الملك مروان ما احتقرت نفسي عند الا عند عطاء بن رباح هذا العبد الافحد الاسود القصيم ومع ذلك كان عبد وهو خليفة المسلمين لا يعني يحقر نفسه عند ذلك العالم رحم رضي الله تعالى عنه فالعلماء يعزهم الله ويشرفهم. وقال معاذ رضي الله تعالى تعلموا العلم فان تعلمه خشية اي ان ان يكسب صاحبه الخشية لله عز وجل كما قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وكلما ازداد العبد علما كلما ازداد خشية لله سبحانه وتعالى. وقد قال الشعبي رحمه تعالى انما العالم من خشي الله سبحانه وتعالى. اما اذا كان العالم فاجرا ضالا منحرفا ساقطا في الرذاء والفساد فهذا حقيقة وان وصف بانه متلبسا بالعلم فليس العالم فليس العلم الذي يمدح به ولا يثنى عليه به نسأل الله العافية والسلامة. قال وطلبه عبادة ولا شك ان طلب العلم والسعي فيه انه من افضل القرب التي يتقرب بها العبد الى ربه يؤجر علي وهو العلم خير ما سعي فيه واولى ما له العبد دعي. وقد جاء في الصحيح من سأل طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وفي الصحيحين من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فتعلم العلم عبادة ومذاكرته تسبيح. مذاكرة عندما يتذاكر الانسان العلم وهو من معه من اخوته ومن طلاب العلم فان مذاكرته للعلم عباد وكان الامام احمد اذا اذا جاء اذا حضره ابو زرعة الرازي من الري اخلى ليلته تلك ولم يصلي تلك الا الوتر فقط وقضى ليلته معه في المذاكرة للحديث المذاكرة الحي فمذاكرة العلم عبادة يؤجر العبد بمنزلة التسبيح وذكر الله عز وجل. قال والبحث عنه جهاد وبذله قربة وتعليما لا يعلمه صدقة. لا شك ان طالب العلم في منزلة المجاهد الذي يجاهد نفسه في رفع الجهل عن نفسه او رفع الجهل عن غيره او آآ ارادة ان يقيم حجة الله على خلقه. وكذلك بذله وتعليقه الناس قربة يؤجر عليها المعلم وبذله يكون له صدقة عند الله عز وجل. قال الفضيل بن عياض عالم معلم اي عالم رباني يعلم الناس يدعى عظيما وفي رواية كبيرا في ملكوت السماوات اي ان الملائكة في آآ سماء الله في في في منازلها العالية تعظم العلماء تناديهم في السماوات بان ذلك العابد العام الفلاني انه عظيم وانه كبير وتثني عليه وتمدحه بين الملائكة ولا شك انها تزكية لذلك العالم. وقال سفيان بن عيينة ارفع الناس عند الله منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الانبياء والعلماء. فطريق الطريق المرسل الله هم الانبياء ولا طريق لنا سواهم. ولما كان العلماء يسيرون على نهج الانبياء كان طريق الناس ايضا هو طريق العلماء خاصة العالم الرباني الذي يتبع النصوص الصحيحة ويقول بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم اما العالم المنحرف الضال فليس بهذه المنزلة ابدا وقال ايضا لم يعطى احد في الدنيا شيئا افضل من النبوة وما بعد النبوة شيئا افضل من العلم. فالمراد بذلك من خصه الله بالنبوة والا النبوة لا الله عز وجل الا من اراد اكرامه بذلك وهم الانبياء والرسل. وليست هي كسبا يكتسب العبد باخلاقه او بعمله او بعبادته. وانما هي اصطفاء من الله عز وجل يصطفي بها من شاء من رسله ومن انبيائه سبحانه وتعالى. واما العلم فانه ينال ويبذل العبد فيه وسعه وجهده ويطلبه. فاذا طلبه واكل به فان الله اراد به خيرا واراد الله عز وجل رفعته وعزه. قال فقيل عن من هذا؟ اي عن من اخذت هذا القول؟ قال عن الفقهاء كلهم ترى ايضا قول سهل ابن عبد الله التستري من اراد النظر من اراد النظر الى مجالس الانبياء فليمضي مجالس العلماء فاعرفوا لهم ذلك اي اذا اردت ان تعرف مجالس الانبياء وعلى اي حال كان يجلس الانبياء فلينظر مجالس العلماء الصادقين الربانيين الذين يحدثون بكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم ويبينون احكام الدين ويبينون احكام الشريعة فان مجالسه هي مجالس الانبياء فالانبياء جاءوا بتحكي باقامة شرع الله عز وجل وتبيين احكام الله سبحانه وتعالى والعلماء ايضا هم كذلك في مجالسهم. وقال الشافعي رحمه الله تعالى ان لم يكن الفقهاء اولياء الله فليس لله ولي. وصدق رحمه الله تعالى. فالعالم العامل الداعي الى الله عز وجل ان لم يكن وليا لله. فليس لله ولي اذا كان العالم الذي يعلم الناس ويدعوه الى الحق والتوحيد ويبين طريقه ويبين لهم طريق الموصل الى الله عز وجل ليس بولي فمن يكون وليا؟ والله سبحانه وتعالى حكى بالولي بالولاية لجميع المؤمنين فكل مؤمن ولي لله عز وجل الا ان الولاية تختلف بقدر اه قرب العبد من ربه سبحانه وتعالى فاعظم الناس ولاية ثم الانبياء ثم الصديق ثم الصديقون ثم الانبياء ثم الشهداء ثم ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون. ثم يأتي الناس تباعا بعد ذلك بقدر بقدر بقدر ما معه من الدين. فالمسلم ولي لله عز وجل والمؤمن اعظم ولاية لله سبحانه وتعالى. والذي اتى بما امر الله به ونهى عن ما عنه الله ورسوله كان اعظم ولاية لله عز وجل. ثم ذكر ايضا عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال مجلسهم خير من عباد ستين سنة هذا الاثر لا يصح عن النبي لا يصح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. ولا شك ان مجالس العلم ان مجال تكفر فيها السيئات وقد جاء في حديثه عند الامام احمد لا بأس به على ازماره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حديثا طفيه فيقال في خاتمة قوموا قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات فمجالس مجالس العلم ومجالس يذكر فيها الله عز وجل يقال في خاتمة مجلس اولئك القوم قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات وهذا فضل يخص الله به من يشاء من عباده وعن الزهري ما عبد الله بمثل بمثل الفقه وعن سفيان الثوري الشافعي ليس شيء بعد الفرائض افضل من طلب العلم. وصدقوا رحمهم الله تعالى فان العلم متعين على العبد ان يتعلمه خاص يتعلق بما يتعلق بدين توحيده وعبادة الله وحده وصلاته وصيامي وزكاتي وهذا هو العلم المتعين يجب على كل مسلم ان يتعلمه وان يعرفه وهذا لا هذا لا لا يعذر احد بجهله ما يتعين العبد تعلمه لا يعذر احد في تركه او يعذر احد انه يترك تعلم هذا العلم فالعلم في حقه متعين ويجب عليه ان يتعلم. ذكر ايضا قول ابي ذر وقول ابي هريرة وهو قولهم باب من العباب. قال باب للعلم نتعلمه احب الينا من الف ركعة وباب من العلم نعلمه عمل به او لم يعمل احب الينا من مئة ركعة تطوعا. هذا الحي وان كان ضعيف فان لا شك ان تعليم العلم وتعلم العلم من افضل الاعمال وافضل العبادات وهو افضل من الصلوات التي هي نافلة وتطوع يطول بها لربه لا شك ان العلم وتعليمه وتعليمه افضل من تلك الركعات التي يصليها العبد لله عز وجل. فالعلم هو افضل ما سعي فيه واولى العبد دعي ذكر بعد ذلك ان جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء انما وفي حق العلماء الربانيين الابرار المتقين الذين قصدوا به وجه الله الكريم. اما العلماء الفجار الذين قصدوا العلم آآ قصوا بالعلم الترؤس وآآ ان وان تصرف لهم رؤوس الناس واوجه الناس وان يتكثر به في اموالهم وفي جاههم وما شابه ذلك فهؤلاء يذمون ولا يحمدون واول من تسعر به النار من امة محمد عالم تعلم العلم ليقاله عالم وهذا العالم انما تعلم انما تعلم ليقاله عالم وفقيه ومحدث وصاحب علم. ولم يتعلم ليتعبد لله بذلك العلم او يعلمه او ينشر دين الله عز وجل. وانما تعلم ليمدح او فتعلم ليماري به السفهاء ويكاتب به العلماء ويصف به وجوه الناس فهذه مقاصد باطلة لا يؤجر العبد على العلم اذا قصدها ولا على سعيه بذلك العلم فيحذر المسلم كل الحذر الا يكون حاله كحال الذي اه ترك العلم ولم يرفع به رأسا وهوى الى هواه تبع هواه فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين فان العلماء ينقسم الى اقسام. علماء ربانيون علماء عاملون صادقون ابرار قاموا حجة الله على خلقه وكان مقصدهم اعداء كلمة الله ونشر دين الله عز وجل. وارادوا ان يعنوا دين ربنا سبحانه وتعالى وان يبين للناس ما الله عز وجل به فهؤلاء هم الذين مدحهم الله سبحانه وتعالى وعلماء فجرة فجرة ضلال انما قسوا بعلمهم على الناس واضلال الخلق واخراج الناس من العلم من النور الى الهدى بل وتزيين الباطل وقد حصل كثيرا ففي عهد شيخ الاسلام ابن الوهاب من الشيء الكثير بل وجد في زمانه من يزين الكفر والشرك ويكره للناس التوحيد والايمان ويجعل التوحيد ويجعل التوحيد كفرا ويجعل الشرك ايمان وتوحيده ولا شك ان هؤلاء من اضل الخلق وهذا هو الذي يخاف عن الامة من منافق عليم اللسان منافق عليم اللسان هذا الذي يخشى على الامة فان الامة لا لا تضر ولا يؤتى هلاكا الا من جهتين او من ثلاث جهات. من جهة الامراء ومن جهة العلماء ومن جهة العباد فهؤلاء هم رؤوس الناس وهم الذين يتبعون. فاذا كان العالم فاسدا ضالا وهو رأسا في الناس فان الناس يتبعونه على ضلاله وعلى شقائه فالناس بشقائي وكذلك العابد الذي يعبد الله بغير علم وانما يتعبد الله بالجهل ويتخبطه الشيطان. الناس ايضا له تبع فيضلون به ويظلهم وهو يشعر فاما العلماء الصادقون الربانيون فهؤلاء هم الذي مدحهم الله عز وجل وقد قسم شيخ الاسلام العلماء ثلاث اقسام علماء ملة وعلماء دولة وعلماء امة وعلماء الملة هم الذين يدورون مع النصوص حيث دارت وان مرادهم اعلاء كلمة الله اظهار الحق واحقاقه. اما علماء الدول فهم الذين يتبعون السلاطين ويفتون بما يرضي السلاطين. وتكون فتواهم قائمة على على ما يرضي سلطان ما يريده فتاويه مسيسة ومجيرة لمصالح الدول والسلاطين. اما علماء الامة فهم الذين يدورون على ما تريده ويختارون ما يختاره الاكثرية من الناس وهذا وهؤلاء العلماء الثلاث موجودون ففيه من هو يتبع كثرة الناس وينظر ما يرضي الناس فيقول ما ما يرضيهم ويفتي بما بما يتبعه الناس عليه. وهناك من هو عالم دولة يفتي ما يصلح للدول ويصلح للسلاطين ويحاذيهم في ذلك وهناك علماء ملة لم يلتفت الا الى كتاب الله والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر احاديث هنا حديث كعب بن مالك وجاء بن عبدالله وابي هريرة وهذه الاحاديث وهي من طلب العلم ليماري به السفهاء او يكافئ العلماء او او يصل بوجوه الناس جاء من طرق كثيرة واساليب لا تخلو من ضعف واحسن ما روي في هذا الباب حديث جاء ابن عبد الله فهو حديث جيد واسناده لا بأس به. فهذه الاحياء ذكرها في في ذم من العلم ليماري به السفهاء او ليتكثر به او ليصيب به عظمة الدنيا فان الجنة عليه حرام او لا يجد عرفا جنتي يوم القيامة وفي رواية فالنار النار فنسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن طلب العلم لله وطلبه مرضاة ربي سبحانه وتعالى وان يجعله من من العاملين به المتبعين لاداء رسولنا صلى الله عليه وسلم. والله اعلم واحكم. وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد