الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد في هذا المقام يذكر ربنا سبحانه تعالى حال اهل الجنان. وما هم في من النعيم وكيف يتساءلون بينهم عن حال اولئك الفجرة والعصاة الذين خالفوا امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. فان الناس اذا افترقوا يوم القيامة فريق في الجنة وفريق في السعير. اما اهل الجنان فانهم على الارائك متكئون. يسأل بعضهم بعضا كما قال تعالى. انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم. فاهل الجنة هم على الارائك متكئون. يأكلون من ثمارها ويشربون من شرابها. ويتلذذون زعيمها يتذكر بعضهم ما كان عليه في الدنيا ويذكر احواله من خشيته وخوفه من الله سبحانه وتعالى وكيف كانوا على طاعة الله وكيف كانت مجامعهم ومجالسهم فيما يقرب الى الله سبحانه وتعالى وانهم كانوا يسعون فيما يرضي ربهم سبحانه وتعالى وانهم مع هذا العمل الصالح طيب ومسابقتهم في مرضات ربنا سبحانه وتعالى انهم مشفقون خائفون وجلول خائفون ان لا تقبل حسناتهم خائفون من سيئاتهم ان تحبط اعمالهم. خائفون ان يجازوا بخلاف ما قصدوا في الدنيا فهم جمعوا بين الخوف العمل وجمعوا بين المسابقة والوجل فهم خائفون من عذاب الله عز وجل راجون رحمته يسابقون ويعملون الصالحات وهذا وصف اهل الايمان وصف اهل الايمان انهم جمعوا بين العمل بين العمل والخوف واما اهل النفاق فجمعوا بين التفريط وحسن الظن الصادقون من عباد الله عز وجل فانهم يعملون الصالحات ومع ذلك يخافون ان لا تقبل حسناتهم او الا ترد فهذا هو وصف اهل الجنة فذكر الله عز وجل ان اهل الجنة يتساءلون بينهم. وهذا التساؤل وقع على رجل ذكر ان له اخا او ان له صاحبا كان في الدنيا يدعوه الى معصية الله عز وجل. وكان وكان يشككه في دين ربنا سبحانه وتعالى ويشككه في البعث. وان هذا الدين ليس بحق وان الناس اذا ماتوا لا يبعثون وانما يكونون ترابا وينتهي امرهم فهذا الرجل الكافر مات على كفره ومات على ضلاله ومات على شقائه واما ذلك الذي اكرمه الله عز وجل بالتوبة ووفق لطاعة الله عز وجل وعمل بمرضاة الله سبحانه وتعالى دخل فتذكر ذلك الذي في الجنة صاحبه ذاك وماذا عمل الله به سبحانه وتعالى؟ فقال الله تعالى قال هل انتم مطلعون؟ وهذا الخطاب اهل الجنة فانه لهذا الشخص خاصة ولمن كان مثله يا كأن هناك جوابا حذو وتقديره نعم يا رب نريد ان نطلع ونريد ان ننظر الى اهل النار الذي كانوا يضحكون منا في الدنيا ويستهزئون بنا يسخرون منا نريد ان ننظر الى مآلهم وحالهم وما هم عليه. فكم في الدنيا من استهزاء حصل الصالحين؟ وكم من ضحك حصل وكم تجبر الطغاة والظلمة والفجرة واستهزأوا باهل الدين والتقوى وسخروا منهم واستهزأوا بهم وعابوهم ولمزوهم وضحكوا عليهم واستصغروهم واحتقروهم فاذا كان ذلك يوم القيامة طلب اهل الجنان الاطلاع يكون ذلك عرظا او عرظا من الله سبحانه الملائكة فيقول نعم يا رب نريد ان نطلع. فيطلع اهل الجنان وكان قوة تفتح لهم من اعلى الجنان الى اسفل النار بينما اهل الجنة في اعلى عليين لان الجنات فوق السماء السابعة وعرش الجنان سقف الرحمن سبحانه وتعالى واما النار فهي في اسفل في سافرها وفي سجين فيطلع اولئك الناجين وينظرون الى من كان من اه قرنائهم وممن كان يدعوهم الى الظلال والشقاء فيرى صاحبهم الذي كان يدعوه الى النار يراه في سواء الجحيم في وسط الجحيم وفي قعر جهنم يتعذب بعذابها ويأكل من زقومها ويشرب من صديدها تسليمها وغساقها ويتجرع الغصص والعذاب نسأل الله السلامة. فقال الله تعالى فاطلع فرآه في سواء الجحيم ثم اقسم بالله تالله تالله ان كدت لتردين اي لو اطعتك واخذت بقولك واتبعتك على ضلالك لكنت معك في هذا العذاب والنار والله ان كنت لا ترضين ولولا نعمة ربي وهنا تجد التجريد لله سبحانه وتعالى ورد الفضل الى الله سبحانه وتعالى فهذا الرجل عرف ان ايمانه وتقواه وصلاحه لم يكن بقوته ولا بكسبه ولا بجهده وانما المتفضل به هو الله سبحانه وتعالى لولا الله علينا. فقال هذا الرجل ولولا ولولا نعمة ربي وهذه اعظم نعمة ينعم بها العبد ان يوفق لطاعة الله عز وجل وان يكون من اهل الايمان والهدى والتقوى والصلاح. فذكر هذا الرجل ان نعمة الله وهي ايمانه. وهداية الله له الى الطريق المستقيم والى لزوم الطاعة هي التي انجته من عذاب الله سبحانه وتعالى والا الانسان كم من مريدا للخير وكم من يعلم الحق ويطلبه لكن لا يوفق له من يعرف ان هذا الطريق هو طريق الجنان وانها الطريق طريق النيران. ومع ذلك لا يستطيع ان يسلك طريق الجنة. بل يمضي على على حاله الذي هو عليه وهو يعلم ان مآله ونهاية هذا الطريق الى عذاب جهنم ومع ذلك لا يستطيع ان يغير لان الله حرمه ولم يوفقه الى طاعته ولم ولم يمن عليه بالهداية فان هذه النعمة لا لا يناله الا من كان اهلا له ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم. قال ففراغ فقال تالله ان كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين اي كنت معك في عذاب النار ولكنت معك متقلبا في هذا العذاب. ثم ينظر هذا من هذا الرجل الذي وفق وكان من اهل اهل الجنان يمضي الى نعيمه يمضي الى قصوره ينظر الى انهاره التي تجري بين يديه والى حشيش الجنان وزعوى وحصباؤها ولؤلؤ وياقوتها ويرى زوجاته الجنان فيقول افما نحن ميتين؟ اي هذا النعيم لا ينقطع وهذه الحياة التي هي حياة لذاذة وسعادة راحة لا تنتهي افما نحن ميتين الا موتتها الاولى التي قد انتهت وخلصت ولم يبقى منها اثر بل آآ كما جاء في عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان الموت يؤتى به على صورة كبش ثم ينادي مناد يا اهل الجنة يا اهل الجنة فيسمع اهل الجنة هذا النداء فيشرئبون باعناقهم بين خائف ووجل لعلهم ان يخرج من الجنة لعلهم ان يخفون شيئا من هناك يخالف ما هم فيه من النعيم فيقولون فايش؟ فيقول لبيك وسعديك. فيقال اتعرفون هذا؟ فيقول كلهم نعم يا ربنا هذا ملك الموت الذي قبض ارواحنا بامرك يا ربنا. ثم يذبح على ابواب الجنان. فيقول الله عز يا اهل الجنة خلود فلا موت خلود فلا موت. ولو كان احدا ميت من الفرح لمات اهل الجنان نسأل الله من فضله. هذا الرجل تأمل وتخيل وعاش هذه النشوة وهذه السعادة وهذا النعيم فقال افما نحن ميتين الا موتتها الاولى اي مع هذه السعادة وما نحن معذبين اي لا يلحق العذاب ولا يلحقنا هم ولا يلحقنا وكما جاء في حديث ابو هريرة في الصحيحين اذا ان اهل الجنة على سورة القمر ليلة البدر لا يتمخطون ولا وطول ولا يبولون ولا ولا ولا يسقمون امشاطهم الذهب ومجامرهم الالوة اعمارهم ثلاثة وثلاثين سنة اسأل الله عز وجل من فضله فيقول الا ما نحن معذبين ان هذا لهو الفوز العظيم. واعظم فوز لاهل الجنة ان ينعموا برؤية الرحمن سبحانه وتعالى. الذي كمل في جلاله وجماله وبهائه سبحانه وتعالى اذا ذكر النعيم ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون لمثل هذا فليعمل الصادقون بمثل هذا فليعمل من اراد ان يعمل من اراد ان يطلب المنازل العلية ويسكن الدرجات الرفيعة فليعمل في دار العمل فان الانسان ما دام في هذه الحياة فهو يستطيع ان يعمل اما اذا خرجت روحه فانه لو طلب دقيقة واحدة يذكر الله فيها اما اعطيها وكما قال ابن القيم الناس سكرى في هذه الدنيا لا يفيقون الا في دسكر الموتى. فاذا مات الانسان عرف حقيقة حياته فهذا الرجل وصى ونصح لمن في مثل هذا فليعمل العاملون. ثم نقلك نقلة اخرى ربنا سبحانه وتعالى وربط من الايات وهذا يأتي دائما في القرآن ان الله وتعالى يذكر نعيم اهل الجنان ويعقب عذاب اهل النيران. وهذا الرجل لما عرف هذا النعيم وما فيه من السرور والحبور ذكر اذلك خير؟ الله يقول اذلك خير اي ما نحن فيه من النعيم. تنكح الابكار وتعانق الحواري والجواري وتأكل من طعام الجنان فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطأ قلب بشر انهارها نهر من عسل لم يتغير طعمه ونهار من نبأ انه من عسل مصفى وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار ماء من غير اس ماء سلسبيلا ماء ختام مسك وزنجبيل اه ماء اه من جميع ما لذ وطاب من المشروبات دهاقا لا تنتهي ولا تفنى تلك المشروبات فهذا هذا الحال مع ما فيها من القصور والانهار والسرور وغير ذلك من النعم التي لا يتصوره عقل ولا يبلغه فهم ولا يدركه فهم اذلك خير ام شجرة الزقوم؟ شجرة الزقوم هذه نسأل الله العافية والسلامة ذكرها الله عز وجل وهي فتنة فتنة لاهل النار فتنة يأكلونها وفتنة قبل ان يدخلنها فتنة لهم. لان النار تأكل الحشائش والحطب فكيف تكون فيها شجرة بخضراء وتطلعوا ومع ذلك لا يحرقها ربنا في ناره. ولا شك ان هذه فتنة لا يعقلها ولا يبلغها الا الصادقون المسلمون المؤمنون الذين يسلمون لامر الله وخبره لا يعارضونه بشبهة ولا يعارضون امره بشهوة بل حقه التسليم والاستسلام لكل ما يخبر به سبحانه وتعالى. فهذه الشجرة اعدها الله لاهل النار طعاما. وقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو ان قطرة من الزقوم قطرة واحدة نزلت على اهل الدنيا لافست عليهم معيشتهم افست عليهم معيشتهم ما تلذذ متلذذ باكله ولا شارب بشربه ولا نكح بزوجه تفسد ذلك كله في قطرة واحدة تنزل على اهل الدنيا وهذا لم يطعمها بانما نزلت في الدنيا فمرارتها وخبثها ونتن رائحتها يفسد هذا الكون كله فكيف من سيتزقمها ويأكلها؟ وهذه الشجرة نسأل الله العافية والسلامة لمن اكلها نسأل الله العافية والسلامة منها اذا اكلها اكلها في النار تنقلب نارا في جوفه طعام طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم هذه الشجرة اكلوها ويأكلونها بشراهة يكرهون على فاذا اكلوها انقلبت في اجوافهم نارا حميما تحرق امعائهم وتحرق بطونهم نسأل الله العافية والسلامة فهذا النقلة اللي كما ذكر ذلك انا جعلنا فتنة للظالمين انها شجرة تخرج في اصل الجحيم طلعها كانه رؤوس الشياطين فانهم لاكلون منها فمالئون منها البطون. فوصف الله عز وجل هذا الشهادة الشريفة باوصاف. او انها فتنة بها نسأل الله العافية والسلامة. والامر الثاني ان الله جمع فيها انواع القبح كله جمع قبح منظرها وقبح طعمها وقبح مآلها وما تؤول اليه. فهي منظرها كرؤوس الشياطين وطعمها مر يقطع الامعاء وخاتمتها حميم في الاجواف والبطون نسأل الله العافية والسلامة. والرابع انهم يأكلون منها اكلا شره اي اكلا كثيرا فيملئون منها بطونهم وهذا الملأ ليس باختيارهم وانما قهرا وقصرا على اهل النار نسأل الله العافية والسلامة. وخامسا ان هؤلاء اذا اكلوا هذا الزقوم انهم يتبعون اكله مع شدة حرارتها وشدة ما في ما يكون في البطون منها يتبعونها بالحميم شربا. ووصف الحميم هو الذي انتهى انتهى في غليه وانتهى في حرارته وقد جاء في وصف هذا الحريم انه اذا استغاث اهل النار وطلبوا الماء يغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه الملائكة على هيئة اواني في كلاليب. فاذا حمل الواحد من اهل النار ذلك الاناء اسقطت حرارته وبخاره وجه ذلك الشارب فيسقط وجهه على الارض فاذا شربه سهر ما يمر عليه من جسده حتى يخرج جميع ما يمر عليه من بطنه نسأل الله السلامة فيجتمع عليه نار الزقوم ونار الشراب نسأل الله العافية والسلامة. فالعاقل هو الذي يتأمل حال هذا الحال حال المنعمين حال الفائزين برؤية الله الفائزين بطاعة الفائزين بالنعيم الذي يتقلب فيه اهل الجنان. ويتأمل حال اهل النيران وما هم فيه من العذاب والشقاء وما هم فيه من الهم والغم والعذاب الذي لا يطاق ذكرا فكيف يطاق حياة وعيشا يأكل منه هذا الاكل ويشرب هذا فنسأل الله سبحانه وتعالى ان ينجينا عذاب جهنم وان يجعل من اهل الجنان والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم