الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فنحمد الله عز وجل الذي فاضل بين الازمان فجعل بعضها افضل من بعض. والحمد لله الذي عاق بين مواسم الخيرات. فما ان ينتهي موسم مواسم الخيرات. الا ويعقبه موسم اسم اخر هو افضل منه. فما ان انهينا وودعنا شهر رمضان المبارك بايامه ولياليه. مع ما فيه من الفضل العظيم والاجر الكثير وفيه ليلة هي خير من الف شهر. ها نحن نستقبل موسما من مواسم الخيرات. وهو موسم عشر ذي الحجة الذي هو افضل ايام السنة على الصحيح من اقوال اهل العلم. وما من ايام العمل الصالح احب فيها الى الله عز وجل من هذه الايام فهذه الايام المباركة ايام عشر ذي الحجة من افضل ايام السنة جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام العمل الصالح احب فيها الى الله عز وجل من هذه الايام. قال ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجلا خرج بماله ونفسه ولم يرجع من ذلك بشيء. فهذا الحديث وما جاء في معناه يدل على فضل العمل الصالح في هذه الايام. وان العمل الصالح في هذه الايام هو احب زمان يتعبد فيه المتعبد لله عز وجل وان العمل فيه خير من العمل في غيره من الازمان بل الصحيح من اقوال اهل العلم ان العمل في عشر ذي الحجة افضل من العمل في عشر في العشر الاواخر من رمضان وانما فضلت العشر الاواخر من رمضان بليلة القدر فقط مع ما في بقية ايام من الفضل العظيم هذه الليالي العشر وهذه الايام العشرة عشر ذي الحجة هي فاضلة بايامها ولياليها فكل وقت من اوقاتها فاضل والعمل فيها احب الى الله عز وجل من العمل في غيرها من ايام السنة. كيف لا وفيها وفيها الاعمال الصالحة الكثيرة فيها تؤدى الحج وفيها يتقرب الناس بقرابينهم من ذبح اضايح من ذبح الاضاحي وذبح الهدي لله عز وجل تقربا. فهو موسم عظيم مواسم الخيرات فحري بالمسلم ان يغتنم هذه الايام وان يستغلها باوقاب ليلها ونهارها وان يغنمك وان يغتنم كل ساعة وكل دقيقة فيها بما يقربه الى الله عز وجل وافضل ما يتقرب المتقرب في هذه الايام من العمل ان يتقرب لله عز وجل باداء الحج بان يحج بيت الله الحرام ان تيسر له ذلك فهذا العمل من افضل ما يفعله العبد في هذه العشر المباركة فان لم يستطع فعليه ان يقوم بغير الاعمال الصالحة ومن ذلك ان يصوم عشر ذي الحجة وصيام عشر ذي الحجة هو عمل صالح. وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث هنيدة ابن خالد عن امرأته عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم انه صامت السبع ذي الحجة هو حي ضعيف الا ان عموم قوله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح احب فيها الى الله من هذه الايام يدخل فيه الصيام فحري بالمسلم ان يغتنم هذه الايام بصيامها. وفيها صوم يوم عرفة فيها صوم يوم عرفة الذي صيامه يكفر سنة ماضية وسنة ويكفر ايضا سنة باقية وهذا من خصائص يوم عرفة الذي هو افضل ايام السنة بعد يوم النحر افضل ايام السنة بعد يوم النحر فالمسلم مأمور او يشرع له ان يصوم عشر ذي الحجة لكن يبقى ان صيامها من العمل الصالح الذي يؤجر العبد عليه عند ربه سبحانه وتعالى واما القول ببدعيته وعدم مشروعيته فهذا قول باطل وليس بصحيح بل نقول الصحيح ان صيامه من المشروع وهو داخل تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح احب فيها الى الله عز وجل من هذه الايام ومن العمل الصالح الصيام بل جاء في ابي امام رضي الله تعالى عنه عند النسائي انه قال عليك بالصيام فانه لا عدل له فالصيام من افضل الاعمال وافضل القرب التي تقربه الله عز وجل. كذلك مما يشرع في هذه الايام ان يكثر المسلم من ذكر الله. ومن التكبير والتحميد والتهليل. فجاء عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يكبرون في هذه فكان ابن عمر يكبر في منى في منى وكذلك ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه يكبر في منى في قبته فيشرع مسلم ان يكبر ويشغل هذه ايام بالتكبير قائلا الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. وان شاء ثلث التكبير قائلا الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد وكله صحيح عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيشفى يشرع المسلم ان يكثر من التكبير والتحميد والتهليل وذكر الله عز وجل. كذلك بالاعمال الصالحة ان يكثر المسلم من قراءة القرآن. وان يحرص ان يكرم قراءته وان في هذه العشر المباركة فان قراءة القرآن من الاعمال الصالحة وافضل ما تكون في هذه الايام كذلك صلة الارحام والصدقة وكذلك الاعمال الصالحة التي من صلاة وذكر وما شابه ذلك فيحرص المسلم كل الحرص ان يغتنم هذه المواسم المباركة الخيرة ان يغتنم هذه الليالي والايام وليعلم ان الليل واليوم يأخذ الفظل جميعا ففظل الليالي كفظل الايام وفضل الايام كفظل الليالي في هذه العشر المباركة وليس الفضل خاص بالايام وليس خاصا بالليل. ليس الفضل هنا خاصا بالايام وليس خاصا ايضا بالليل بل الفضل يشمل الليل ويشمل النهار ايضا. فحري بالمسلم ان يحرص على اغتنام هذه العشر المباركة. وان يري الله عز وجل من نفسه خيرا من كثرة الذكر وقراءة القرآن والصلاة والصدقة والصلة وغيرها من الاعمال الصالحة يحبها الله عز وجل. وفق الله عز وجل الجميع لكل خير لما يحب ويرضى. والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد