بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين. وبعد فنواصل القراءة في منظومة الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله مع التعليق عليها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ رحمه الله نصحوا الخليقة في رضا محبوبهم بالعلم والارشاد والاحسان الخلائق بالجسوم وانما ارواحهم في منزل فوقاني هذه حالهم مع الخلق اكمل حال نصح واحب لهم ما احبوا لانفسهم من الخير. وكرهوا لهم ما كرهوا لانفسهم من الشر. فسعوا فسعوا في ازالة الشر عنهم بكل ممكن واجتهدوا في ايصال النفع اليهم بكل مقدور. من امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. واطعام جائعهم وكسوة عاريهم واغاثة ملهوفهم وتعليم جاهلهم وردع ظالمهم ونصر مظلومهم واحتمال اذاهم وكفهم اذى انفسهم عنهم ومع هذا فصحبتهم لهم بالظاهر والجسم. واما قلوبهم وارواحهم فانما تجول حول الحبيب وتطلب من قربه اعظم نصيبا. فتارة تنكسر بين يديه. وتخشع وتخضع لديه وطورا تشكره لحبه وتدل عليه الاستحضار بره وقربه. ثم تميل الى مراضيه فتجتهد في عباداته وتحسن الى مخلوقاته. فهؤلاء هم الناس بل هم العقلاء الاكياس ولا حول ولا قوة الا بالله لما ذكر الشيخ رحمه الله في البيت السابق الاحسان او منزلة الاحسان ذكر ان اهل الاحسان هم الذين عبدوا الله مع اعتقاد حضوره واطلاعه ورؤيته وعلمه بهم انتقل الى الكلام على الاحسان الى المخلوقين لانا قد عرفنا فيما سبق ان الاحسان نوعان احسان يتعلق بحقوق الله واحسان يتعلق بحقوق عباد الله ففي البيت الاول تكلم عن الاحسان في عبادة الله تبارك وتعالى وان يعبد وذلك بان يعبد العبد ربه كانه يراه ثم هنا اخذ يتكلم عن الاحسان الى عبادة الله وهو النوع الثاني من انواع الاحسان فقال في وصف هؤلاء السائرين الى الله عز وجل مبينا احسانهم الى عباد الله قال نصحوا الخليفة في رضا محبوبهم نصحوا الخليقة النصح عرف بتعريفات عديدة من اوضحها ان المراد به ارادة الخير للغير بان يحب الخير للغير كما يحبه لنفسه وان يعامل الخير بالغير كما يريد ان يعامل كما قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وقال في الحديث الاخر ان تأتي للناس الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك هذا هو النص وهذا هو حسن الخلق في التعامل مع عباد الله ان يعاملهم بالمعاملة التي يحب ان يعامل بها هذا هو اكمل ما يكون واحسن ما يكون في الخلق وفي النصح لعباد الله ان تعاملهم بالشيء الذي تحب ان تعامل به فاذا كنت ابنا وتريد ان تعامل ان تعامل والدك بحسن الخلق فعامله بالشيء الذي تحب ان تعامل به لو كنت انت الوالد اذا كنت تريد ان تحسن او تعامل آآ البائع بالمعاملة الحسنة فعامله بالمعاملة التي تحبها لنفسك لو كنت انت البائع وهكذا في كل امورك حسن الخلق والنصح لعباد الله ان تعاملهم بالشيء الذي تحب ان تعامل به وان تكون محسنا اليهم عطوفا عليهم رحيما بهم ترشد ظالهم تعين محتاجهم تغيظ ملهوفهم وهكذا على قدر استطاعتك وما اتاك الله عز وجل من مكنة وقدرة تساعدهم في حدود باستطاعتك وما تيسر لك قال نصحوا الخليقة لاجل ماذا قال في رضا محبوبهم يعني هذا النصح منهم للخليفة لا يريدون منه شيئا الا رضا الله. كما قال الله تعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فهو يعامل الناس بالحسنى ويخالفهم بالخلق الطيب ويرحمهم ويعطف عليهم ويحسن اليهم ويساعدهم ويبذل قل ما يبذل لا يريد من من وراء ذلك شيئا الا رضا الله تبارك وتعالى وطلب ثوابه في رضا في رضا محبوبهم بماذا ينصحون؟ قال بانواع بالعلم الارشاد والاحسان فبالعلم وهذا من اعظم النصح للناس ان ينصح لهم بالعلم يعني دلالتهم للعلم النافع الذي يهتدون به الى العمل الصالح قال الله تعالى في وصف اهل الايمان ومما رزقناهم ينفقون قال بعض السلف افضل النفقة نفقة العلم افضل النفقة نفقة العلم ان ينفق الانسان من العلم الذي بلغه ووصل اليه بدلالة الناس اليه وتعليمهم وتوجيههم وارشادهم هذا احسن ما يكون ولهذا بدأ به الشيخ رحمه الله بالعلم والارشاد يعني الدلالة سواء الدلالة الى اماكن الطاعة والعبادة وترغيب الناس بعبادة الله او ارشاد الظالم التائه الذي لا يعرف الطريق فيدله على طريقة هذا فهذا ايضا شأنه عظيم كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه انه قال من منح منيحة او هد او هد طريقا فكأنما اعتق رقبة او هدى طريقا يعني دل انسان الى طريق انسان ضايع في الطريق فقلت له الطريق من هنا المكان الذي تريد في هذا الاتجاه فكأنما اعتقت رقبة ومن منح منيحة المنيحة اذا كان عندك شاة او نحو ذلك فتعطيها اياه يحتلب منها اياما ثم يعيدها اليه فكأنما اعتق رقبة وهذا يبين لنا فضل الارشاد والدلالة ومعاونة الناس والاحسان اليهم والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه والاحسان اي يعاملونهم بالحسنى وباللطف وبالاسلوب الطيب وبالرفق وبالليل فهذه طريقتهم مع الناس يعاملونهم باحسن معاملة واكرم خلق صحبوا الخلائق بالجسوم يعني مع هذه المعاملة العظيمة منهم للناس هم لا يصاحبون الناس الا بالجرثوم جسمه مع الناس يصاحبهم ويساعدهم ويوجههم وما الى ذلك وانما ارواحهم في منزل فوقاني يعني قلبه وفكره كله مع في في في منزل فوقان اي فيما يتعلق بحق الله وتعظيمه وطلب ثوابه ورجاء رحمته وخوف عقابه والانكسار بين يديه والذل له. فهو مع الناس بجسمه لكن قلبه مع مع الله عز وجل ذاكرا له معظما له خائفا منه راجيا طامعا فهذه منزلة اهل الاحسان صحبوا الخلائق بالجسوم وانما ارواح الخلق اكمل حال واجلها فأبدوا لهم غاية النصح واحبوا لهم ما احبوا لانفسهم وهذا احسن ضابط في في في النصح والبر ان تحب للناس ما تحب لنفسك وان وان تعاملهم بالشيء الذي تحب ان تعامل به وان تأتي للناس الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك واحب لهم ما احبوا لانفسهم من الخير وكرهوا لهم ما كرهوا لانفسهم من الشر تسعوا في ازالة الشر عنهم بكل ممكن واجتهدوا في ايصال النفع اليهم بكل مقدور ثم ذكر انواعا من ذلك قال من امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر واطعام جائعهم وكسوة عاريهم واغاثة في ملهوفهم وتعليم جاهلهم وردع ظالمهم ونصر مظلومهم واحتمال اذاهم وكف اذى انفسهم عنهم كما قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يأمن جاره بوائقه. اي لا يصدر منه اذى اه تجاه الناس قال ومع هذا فصحبتهم لهم بالظاهر والجسم يعني صحبتهم للناس بالظاهر والجسر واما قلوبهم وارواحهم فانها تجول حول الحبيب يعني في تعظيم الله والذل له والانكسار بين يديه ومراقبته والخوف منه وتطلب من قربه اعظم نصيب. يعني هو يبحث عن هذا ويسعى في في تحصيله فتارة تنكسر بين يديه وتخشع وتخضع لديه وفورا تشكره لحبه وتدل عليه لتستحضر بره وقربه. ثم تميل الى مراضيه. فتجتهد في عبادته وتحسن الى مخلوقاته لما ذكر صفاتهم قال مثنيا عليهم فهؤلاء هم الناس هؤلاء هم الناس وهذا نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث هم القوم فهؤلاء هم الناس بل هم العقلاء الاكياس والاكياس جمع كيس وهو الفطن وجاء في حديث اسناده ضعيف المؤمن كيس فطن المؤمن كيس فطن يعني اه فيه كياسة وفيه فسق له في نباهة فالحديث هذا اسناده ضعيف وبمناسبة ذكر الحديث اذكر لكم لطيفا احد وعار قرأ هذا الحديث وتصحف عنده في قراءته له فقرأه المؤمن كيس قطن المؤمن كيس قطن ثم شرحه للحاضرين قال المؤمن كيس قطن يعني ابيض من الداخل ونظيف ثم ختم الشيخ رحمه الله هذه الاوصاف بقوله ولا حول ولا قوة الا بالله ولا حول ولا قوة الا بالله. وقد ذكرت لكم ان هذه الكلمة كلمة استعانة. فانت لما تقرأ هذه الاوصاف وتعجب بها وتحب ان تتصل بها فعليك ان تستعين بالله ولهذا لاحظنا الشيخ اكثر من مرة يقول والله المستعان يعني اذا تريد هذه الامور فاستعن بالله اطلب من الله العون ولا حول ولا قوة الا بالله هذه كلمة استعانة اي لا تحول من حال الى حال ولا حصول قوة للعبد الا بإذن الله تبارك وتعالى قال رحمه الله الا بالله دعوت الخلائق والمشاهد كلها خوفا على الايمان من نقصاني هذه منزلة الرعاية لحقائق الايمان ومشاهد الاحسان وذلك ان العبد لا ينبغي له ان يعرض عن تدبر احواله والتفكر في نقص اعماله بل يبذل جهده وقبل العمل وفي نفس العمل وتصحيحه وتحسينه ثم يصونه عن المفسدات وينزهه عن عن المنقصات فان فان حفظ العمل اعظم من فان حفظ العمل اعظم من العمل. فكلما ازداد العبد رعاية لعمله واجتهاد فيه ازداد ايمانه وكلما نقص من ذلك نقص من ايمانه بحسبه ومن اعظم ما ينبغي مراعاته في العمل مشهد الاحسان. وهو الحرص على ايقاع العبادة بحضور قلب وجمعية على الله وكذلك مراعاة منة الله على العبد. وانه ينبغي له ان يشكر الله على توفيقه لذلك العمل اعظم وكذلك مراعاة التقصير. وانك لم تؤتى العبء وانك لم تؤتي العبادة حقها. ولا قمت بجميع ما تستحقها وكذلك مراعاة الخوف والرجاء. يخاف من ردها بعجب او رياء او تكبر بها او عدم قيام بحقها او غير ذلك. ويرجو قبولها برحمة ربه ومنه واحسانه اليه الذي من جملته توفيقه لها. ثم ذكر الشيخ رحمه الله هنا منزلة الرعاية وهي منزلة عظيمة من منازل السائرين الى الله والدار الاخرة ذكر الشيخ رحمه الله فيما سبق منازل عديدة من منازل السائرين الى الله والدار الاخرة ثم ذكر هنا في الختام منزلة الرعاية اي رعاية ما عندك من منازل السيف وحقائق الايمان ومشاهد الاحسان واعمال البر فهذه الامور كل هذه الامور كلها تحتاج الى رعاية والى تعاهد والى عناية والا تضعف شيئا فشيئا وتنقص شيئا فشيئا ان لم يحصل لها رعاية وعناية فمنزلة الرعاية منزلة عظيمة ان يتابع الانسان نفسه وينظر في اعماله الصحيح منها يحمد الله عليه ويسر الله عز وجل التوفيق للثبات عليه والضعيف منها يجاهد نفسه على على تكميله ومن ذلك ومن الرعاية محاسبة النفس ومن الرعاية محاسبة النفس والمحاسبة نوعان محاسبة قبل العمل ومحاسبة بعد العمل قبل ان تعمل تحاسب نفسك تنظر هل هذا الى خير او الى غير ذلك. وبعد العمل تحاسب نفسك ان كان خيرا فتحمد الله عليه. وان كان خلاف ذلك فتوب الى الله عز وجل وتنيب اليه فالرعاية شأنها عظيم. واي امر لا تحصل له رعاية يذهب ويتفلت من الانسان ولهذا جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام تعاهدوا القرآن فانه اشد تفلتا من الابل في عقلها. هذا طلب للرعاية وكذلك الاعمال الصالحة تحتاج الى رعاية واهتمام من صاحبها بحيث يحافظ عليها ويعتني بها حتى يحصل له الثبات ولهذا قال الشيخ رحمه الله في شرح هذا البيت قال هذه منزلة الرعاية لحقائق الايمان ومشاهد الاحسان الرعاية بحقائق الايمان ومشاهد الاحسان اي الامور التي حصلت عندك من منازل السائرين الى الله والدار الاخرة والمعاني الجميلة التي تحققت لك تحسن رعايتها وتجتهد في المحافظة عليها والعناية بها وتسأل الله عز وجل ان يثبتك ومن اعظم ما يكون في الرعاية سؤال الله الثبات وقد كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فالسؤال الله الثبات هو اعظم ما تحصل به رعاية الامر بان يحفظ الله عليك دينك يحفظ عليك ايمانك. يحفظ عليك طاعته. وتقربك اليه فهذه منزلة عظيمة لماذا الرعاية للموجود حتى لا ينقص قال خوفا على الايمان من نقصانه. الرعاية هذا هذا المقصود بها خوفا على الايمان من نقصانه. يعني الايمان الذي وجد عندك والمنازل المباركة التي تحققت لديك تحسن رعايتها حتى لا تنقص حتى لا تضعف خوفا على الايمان من نقصانه. وقد عرفنا نحن ان الايمان ينقص فاذا من رعايتك للايمان البعد عن كل امر ينقص الايمان من رعايتك لايمانك ان تبتعد عن كل امر ينقص الايمان والامور التي تنقص الايمان على قسمين قسم مؤثرات داخلية من الانسان نفسه تؤثر على ايمانه بالنقص ومن ذلك النفس الامارة بالسوء فنفس الانسان تدعوه الى النقص فيحتاج الانسان ان يجهز نفسه وهو يلزمها بالمحافظة على طاعة الله وكذلك الغفلة والاعراض والنسيان هذي كلها مما يحصل به نقص الايمان وهذه كلها مؤثرات داخلية وهناك مؤثرات خارجية تؤثر على الانسان المؤمن خارجه فتضعف ايمانه ومن اخطر هذه المؤثرات الشيطان فالشيطان لا يزال يكتنف الانسان ويأتيه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ليضعف ايمانه وينقص دينه وكذلك قرناء السوء وخلطاء الفساد يؤثرون على الايمان بالنقص فالذي يريد رعاية ايمانه ليحذر من خلطاء السوء ولهذا قال عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل وايضا الدنيا وفتنها وزخرفها ومتعها وملهياتها هذه ايضا مما تجتذب الانسان الى نقص الايمان فهذه مؤثرات خارجية فلا بد من رعاية للايمان حتى لا ينقص ويضعف ولا يخاطر الانسان بدينه لا يخاطر بدينه فيجالس خلطاء السوء ورفقاء الفساد وينهمك في متع الدنيا وملهياتها وصوارفها ويستمع الى اغواء الشيطان ثم يريد مع ذلك ان يبقى ايمانه بدون نقص فهذا خلاف الرعاية التي ينبغي ان يكون عليها العبد لايمانه فالايمان يحتاج الى رعاية والرعاية منزلة عظيمة واذا لم تحصل من من العبد رعاية لايمانه يضعف ايمانه وهذا معنى قول الشيخ خوفا على الايمان من نقص من نقصان البيت الاول او الشطر الاول الا بالله دعوت الخلائق والمشاهد كلها عندي فيه اشكال فيحتاج الى الى مراجعة الى النسخة الخطية حتى يتأكد من من ضبط الفاظه وفي الشرح قال هذه منزلة الرعاية لحقائق الايمان ومشاهد الاحسان فانا عندي احتمال ان تكون الا بالله رعوت الحقائق والمشاهد كلها يعني بالله مستعينا بالله استعنت بالله فرعوت اي الرعاية للحقائق والمشاهد. الحقائق هي حقائق الايمان والمشاهد مشاهد للاحسان ولكنني لا اجزم الان بشيء لان الامر يحتاج الى الى مراجعة آآ ثم وضح الشيخ هذه المنزلة وبينها قال وذلك ان العبد لا ينبغي له ان يعرض ان يعرض عن تدبر احواله. انظر الرعاية ما هي؟ لا يعرظ عن تدبر احواله فهذا يوضح لك ما هي الرعاية ان تتدبر احوالك من انت وما انت في عبادة الله وما مدى عنايتك بها ومواظبتك عليها محاسبة النفس والتفكر في نقص اعماله فليبذل جهده قبل العمل. وفي نفس العمل ثم يصونه عن المفسدات ولاحظون الرعاية تكون منك قبل العمل وفي نفس العمل وبعد العمل قبل العمل يحصل منك رعاية له وتهيئ جيد له لتأتي به على صورة طيبة. وفي نفس العمل ايضا تجتهد في الاحسان في العمل والاتيان به على صورة طيبة. وبعده ايضا تحرص ترعى عملك لان لا يحصل له مفسدات مثل السمعة او نحو ذلك فان حفظ العمل اعظم من العمل يعني حفظ العمل الذي حصل منك وتيسر لك هذا اعظم من العمل فكلما ازداد العبد رعاية لعمله واجتهادا فيه ازداد ايمانا وكلما نقص من ذلك نقص من ايمانه بحسب ذلك وهذا يبين لنا اهمية الرعاية في حفظ الايمان والبعد به عن الضعف والنقص قال ومن اعظم ما ينبغي مراعاته في العمل مشهد الاحسان مشهد الاحسان وهو الحرص على ايقاع العبادة بحضور قلب وجمعية على الله يعني ان تجمع قلبك وتستحضر رؤية الله لك واطلاعه عليك وعلمه بك هذا من اعظم ما يكون في الرعاية للعمل وكذلك مراعاة منة الله منة الله على العبد ان تنظر الى عملك على اعتبار انه منة من الله عليك وتيسير منه لك وانه ينبغي له ان يشكر الله على توفيقه لذلك العمل اعظم شكر وكذلك مراعاة التقصير مهما اتيت به من بل وحصل منك من طاعة انظر الى عملك على وجه التقصير وانك لا زلت مقصرا تطلب المزيد وانك لم تؤتي العبادة حقها ولا قمت بجميع ما تستحقه وكذلك مراعاة الخوف والرجاء يخاف من ردها بعجب او رياء او تكبر بها او عدم قيام بحقها او غير ذلك ويرجو قبولها برحمة ربه ومنه واحسانه الذي من جملته توفيقه لها فلعلك لاحظت ان الرعاية هي رعاية للمنازل التي مرت معنا الرجاء والخوف و المنازل منازل العبادة التي يسرها الله عز وجل لعبده ومن عليه بها والى هنا نقف والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد