ومن اداب العالم في مجلسه في مجلسه وفي درسه ان يعود نفسه اذا جهل شيئا او اذا لم يعلم شيئا ان يقول الله اعلم ان يقول الله اعلم والله اعلم نصف العلم والله اعلم نصف العلم فان العبد اذا قال او العالم اذا قال الله اعلم بما لا يعلم دل ذلك على ورعه وعلى تقواه وعلى ديانته. وقد سئل مالك في خمسين مسألة اجاب في احدى عشر مسألة رحمه الله تعالى امر انسان يرجع الى الى اقصى الغرب وليخبر الناس ان ما لك جهل ما يقارب تسعة وثلاثين مسألة. وهذا من رحمه الله تعالى من وتقواه ولما سئل القاسم بن عبيد الله عن مسألة وقال لا ادري قاله سائله قاله سائله انت ابن خير انت ابن امامي هدى ومثلك فيجهل هذا؟ قال لان اقول الله اعلم خير لي ان اتكلم فيما لا اعلم. وقد ذم الله عز وجل المتكلم بغير علم. بل جعل الذي يقول على الله بغير علم اعظم من المشرك بالله عز وجل خاصة اذا كان قوله افتراء على الله سبحانه وتعالى فهذا يكون اعظم من الشرك من جهة الافتراء كما قال الشعبي تعالى من اخطأ وكما جاء عن ابن عباس وان كان اسناده ضعيف انه قال من اخطأت والله اعلم فقد اصيبت مقاتله وكان مشايخه وعلماء وعلماؤنا رحمهم الله تعالى يؤدبوننا ويربوننا على انه اذا جهلوا شيئا قال والله اعلم بل قد حضرت شيخنا الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى وقد سئل عن مسألة لو سئل عنها احاد الطلب في هذه الازمنة لسارع في الجواب ومع ذلك رحمه الله تعالى كان يقول لا ادري لا ادري ويكررها دائما يقول الله اعلم ولا ادري وهي في مسائل قد تكون واضحة عند كثير من الناس. ولا يعني هذا ان الشخص اذا علم علما فعرفه ان يقول الله اعلم بل اذا علم آآ اذا علم آآ ما سئل عنه وعرف جوابه وعرف سؤاله فانه اذا كان جوابه قائم بالكتاب والسنة وعلى العلم الصحيح. اما ان يتكلف وان وان يجتهد في الجواب دون علم هذا من الخذلان ومن الخسارة للمعالم. وقد ادركت بعضهم اذا سئل عن مسألة يستحي ويألف ان يقول الله اعلم قال يا ابني فتواه على اظن واعتقد واظن المسألة هذي كذا وكذا ولا شك ان هذا ليس بعلم. العلم ما وافق او ما قال فيه ما كان فيه. قال الله وقال رسوله وقال الصحابة للعلم والعرفان اما العلم بالظنون والاعتقاد واظن فهذا جهل فهذا جهل. وكذلك ينبغي على العالم انه يعلم انه اذا قال الله اعلم ان ذلك لا ينقص قدره لا ينقص قدر بل يرفعه عند الله عز وجل اولا ثم يرفع عند الناس ايضا الناس سمعوا منك تقول الله اعلم وعلم انك سكت في هذه المسألة علموا انك لا تتكلم في شيء الا وعندك فيه علم. اما اذا سئلت في كل مسألة واجبت ولم يعرف عنك قول الله اعلم فان الناس بعد اذ يشكون في علمك ويظنونك انك ممن ممن يتعالم وهذا يقع يقع من الناس من لا يعرف من الناس من لا يعرف الله اعلم. وقد سئل بعض هؤلاء فقيل فكان في كل مسألة يسأل عنها يقول فيها قولان يقول فيها قولان ويذكر ذلك عن الامام الشافعي قولا قديم وقولا جديدا فاراد بعض ان يمتحله ويختبر وهلعل هل قوله هذا على علم وبينة؟ ام هو على ظن وتخرص؟ فقال فسألوه عن الوهية الله وعبادة الله قال فيها قولان عند الشافعي. فعرفوا انه من اجهل الناس وان جهل وجهلا مركبا نسأل الله العافية والسلامة. اذا يجب على العالم اذا جهل شيئا ان يقول الله اعلم. واذا سئل عما لا يعلم ان يقول لا ادري ولا يعني ذلك جهله ولا يعني ذلك تنقص قدره بل قد يجهل شيئا وغيره يعلمه ولا يقول الذي علم اعلم ولا يكون الذي علم اعلم من ذلك الذي جهل هذه المسألة بعينها لا يكون اعلم من هذا الذي جهل هذه المسألة بعلي بعينها اذا هذه من اداب العالم والمتعلم والطالب ان يعود نفسه دائما الله اعلم. وقد عاب الله عز وجل على موسى عليه السلام عندما سئل من اعلم الناس؟ قال انا. فعابه الله كيف لم يرد العلم الى الله سبحانه وتعالى والى ربنا سبحانه وتعالى؟ فقال بلى عبدنا خضر عبدنا خضر فانطلق موسى عليه السلام وبين الله له في هذه القصة انه يجهل كثيرا يجهل كثيرا من العلم فالخضر علم اشياء لم يعلمها موسى عليه السلام وليس علم الخضر باعلم باكثر من موسى عليه السلام، فموسى اعلم وافضل من الخضر اعلم اعلم وافضل الخضر فالخضر على القول الصحيح انه نبي وموسى رسول مكلم ونبي ودرجة من اعلى الدرجات الرسل والانبياء لكن الله اراد ان يؤدي موسى وان يعوده على ان يكل العلم الى من؟ الى الله سبحانه وتعالى. اقول هذا لان في هذه الازمنة نجد من يتعالم وليته يتعال في مسائل في مسائل الفقه والطهارة في مسائل يسعها الخلاف بل تجده يتعالم في مسائل تدور عليها قضايا الامة تدور عليها قضايا الامة وتستباح فيها الدماء والاموال ومع ذلك لا يبالي ان يستبيح دماء المسلمين وان يفتي باخذ اموالهم وسب نسائهم وهذا لا شك انه من اعظم الجراءة على الله سبحانه وتعالى فقد كان اصحاب رسول الله اذا سئل احدهم مسألة وكلها الى الثاني والثالث حتى تعود الى اول من سئل وهذا لا شك انه من عظيم ورعهم. اما الان فانك اذا سئلت بمسألة في مجلس او اذا سألت مسألة في مجلس ابتدرك اكثر من واحد يريدوا ان يجيبوا ان يسبق الى الجواب فهذا لا شك انه من ضعف الديانة وقلة الورع