بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه منظومة عظيمة النفع كبيرة الفائدة لناظمها الشيخ احمد ابن علي ابن حسين ابن مشرف الاحساء المالكي التميمي عالم من الاعلام نفع الله عز وجل بعلمه وايضا بمنظوماته الجزلة المتينة النافعة في نصرة العقيدة والذب عن حمى الدين والرد على المبطلة وهذه القصيدة التي بين ايدينا واحدة من قصائد عديدة لهذا العلم الامام رحمه الله تعالى وقد نظمها او نظم فيها مقدمة رسالة ابن ابي زيد القيرواني المالكي المعروف بمالك الصغير ومقدمة ابن ابي زيد هي باب في اوائل كتابه الرسالة اورد فيه خلاصة مفيدة وزبدة مختصرة لعقيدة اهل السنة والجماعة وصدر به كتابه الرسالة ليجمع بذلك بين الفقهين الاكبر والاصغر الاكبر الذي هو الاعتقاد والاصغر الذي هو الاحكام وكل من هذين الفقهين يتناوله قول النبي عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين بل ان اعظم التفقه في الدين التفقه في الاعتقاد دراسة له ومعرفة لدلائله ومسائله وهذه المنظومة لهذا الامام رحمه الله تعالى جاءت في ابيات واضحة وسهلة وجميلة وانتظمت جميع محتويات الرسالة لابن ابي زيد بدقة ووفاء مما يدل على قوة ملكة هذا الرجل في النظم واستيعاب ما اراد ان ينضمه رحمه الله تعالى من متن علمي وله منظومات عديدة رحمه الله نافعة جدا وجدير بطالب العلم ان يقف عليها في الاعتقاد والاداب والرد على المبطلة له منظومات عديدة ونافعة جدا ونشأ منذ صغره نشأة علمية حفظا لكتاب الله وتفقها على اهل العلم وعناية بالوقت ومحافظة عليه حتى كتب الله سبحانه وتعالى له المكانة العالية والنفع العظيم وثمة ثلاثة اسئلة عن هذا الامام ابن مشرف اترك اجوبتها للاخوة بحثا في اه ترجمته رحمه الله تعالى ومن ثم افادة بذلك في اللقاء او اللقاءات القادمة حسب المتيسر السؤال الاول هل كان ابن مشرف رحمه الله تعالى كفيفا وان كان كذلك فمتى كف بصره والسؤال الثاني اريد ايراد عشرة منظومات لهذا الامام مع افادة عن النظم بسطر واحد خلاصة عنه بسطر واحد بيانا محتوى هذا النظم وما اشتمل عليه بايجاز واختصار دقيق والسؤال الثالث خمسة مراجع من كتب التراجم ترجمة لهذا العلم احمد ابن علي ابن حسين ابن مشرف الاحساء والان ندخل في دراسة هذه المنظومة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ احمد بن مشرف الاحسائي المالكي رحمه الله تعالى رحمة واسعة في نظم مقدمة الرسالة للامام ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تعالى الحمد لله حمدا ليس منحصرا على اياديهما يخفى وما ظهر ثم الصلاة وتسليم المهيمن ماء هب الصبا فادر العارض المطر على الذي شاد بنيان الهدى فسمى وساد كل الورى فخرا وما افتخرا. نبينا احمد الهادي وعترته وصحبه قل لمن اوى ومن نصر وبعد فالعلم لم يظفر به احد الا سما وباسباب العلى ظفرا. لا سيما اصل الدين ان به سعادة العبد والمنجى اذا حشر بدأ رحمه الله تعالى هذا النظم بحمد الله عز وجل والثناء عليه جل في علاه بما هو اهله والحمد هو الثناء على الله عز وجل مع حبه سبحانه وتعالى وتعظيمه على اسمائه الحسنى وصفاته العليا وعلى نعمه والائه التي لا تعد ولا تحصى ولهذا قال العلماء الحمد نوعان حمد على الاسماء والصفات وحمد على النعم والعطايا والهبات والناظم رحمه الله بدأ بقوله الحمدلله حمدا ليس منحصرا اي لا حصر له لان نعم الله سبحانه وتعالى ومننه لا حصر لها والله عز وجل له الحمد كله. كما ان الفضل كله فضل الله سبحانه وتعالى والمنه وحده جل وعلى فالله له الحمد الذي لا حصر له ولا عد الحمد لله حمدا ليس منحصرا على اياديه والايادي هي النعم على اياديه اي على نعمه يقال للنعم ايادي لان وصولها في الغالب انما يكون باليد. ولهذا يقال لفلان علي يد اي نعمة اي اعطاني عطية بيده. لان هذا هو الغالب فالايادي هي النعم على اياديه اي على نعمه سبحانه وتعالى ومننه ما يخفى وما ظهر ما يخفى وما ظهر اي ما كان منها نعمة ظاهرة او نعمة خفية والله سبحانه وتعالى انعم على العباد بنعمه ظاهرة وباطنة فهو يحمد الله حمدا كثيرا لا حصر له ولا عد على نعمه سبحانه وتعالى الظاهرة والباطنة ثم الصلاة وتسليم المهيمن ما اهب الصبا فادر العارظ المطر بعد حمده لله عز وجل اتبع بالصلاة والسلام على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه والصلاة على النبي صلوات الله وسلامه عليه صلاة الله على نبيه هي ثناؤه عليه في الملأ الاعلى والتسليم دعاء له عليه الصلاة والسلام بالسلامة ثم الصلاة وتسليم المهيمن اي الله والمهيمن اسم من اسمائه تبارك وتعالى الحسنى وهو دال على ان الله سبحانه وتعالى هو الذي له الملك والتصرف والتدبير في هذا الكون الذي احاط بكل شيء علما وقدرة وله التصرف في كل شيء تبارك وتعالى لا شريك له في شيء من ذلك ثم الصلاة وتسليم المهيمن ما هب الصبا والصبا ريح ومهبها من مطلع شمس اي من بجهة الشرق وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام نصرت بالصبا اي هذه الريح التي مهبها يكون من جهة اه المشرق مطلع الشمس ما هب الصبا فادر العارض المطر والعارظ هو السحاب العارض هو السحاب يعرظ في الافق ويقال للسحاب عارظ لانه يعرظ ويلوح ويظهر للانسان في الافق في السماء ومنه قول الله تعالى فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارظ ممطرنا فالعارض هو السحاب قال ما هب الصبا فادر العارظ المطر وهذا فيه ان الرياح لواقح يرسلها الله تبارك وتعالى لواقح اي تلقح السحاب فينزل المطر ما هب الصبا فادر العارض المطر على الذي ساد بنيان الهدى على الذي شاد بنيان الهدى الجار المجرور هنا يتعلق بالصلاة والتسليم المذكور في البيت الذي قبله ثم الصلاة وتسليم المهيمن على الذي شادا على الذي ساد بنيان الهدى شاد البنيان من التشييد من التشييد والشيد هو الجص وقول الله تبارك وتعالى وبئر معطلة وقصر مشيد اي مجصص الجص يتمم ويكمل به البناء فالنبي عليه الصلاة والسلام رفع بنيان هذا الدين وتممه وكمله فما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه وقد انزل الله تبارك وتعالى في ذلك قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ورضيت لكم الاسلام دينا الذي شاد بنيان الهدى وقوله بنيان الهدى فيه ان الدين بمثابة البناء ومن ذلكم قول النبي عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس فالاسلام بناء له اعمدة يقوم عليها لا قيام له الا عليها وله متممات ومكملات ومحسنات وله منقصات وله نواقض تهدم هذا البناء فالدين بنيان وهو كما وصف الناظم رحمه الله بنيان هدى بنيان هدى اي بنيان عظيم شامخ فيه الهداية والفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة على الذي ساد بنيان الهدى فسما اي علا وارتفع وهذا العلو علو الدين ورفعته كما قال الله سبحانه وتعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ليظهره على الدين كله فله الظهور والرفعة والعلو والاسلام يعلو ولا يعلى عليه وساد اي النبي عليه الصلاة والسلام كل الورى والسيادة التقدم والرفعة فهو عليه الصلاة والسلام سيد الاولين والاخرين ساد كل الورى اي له التقدم والرفعة على الورى كلهم على الاولين والاخرين ساد كل الورى فخرا وما افتخر يشير بهذا الى قول النبي عليه الصلاة والسلام انا سيد ولد ادم ولا فخر فهو عليه الصلاة والسلام له هذا الفخر العظيم والمكانة العظيمة العلية وما افتخر ما تعالى ولا تعاظم صلوات الله وسلامه عليه فذكر ذلك اخبارا لا تفاخرا وتعاليا نبينا بدل من قوله الذي ساد نبينا احمد الهادي وعترته احمد هذا اسم من اسمائه صلوات الله وسلامه عليه جاء ذكر هذا الاسم في القرآن وفي السنة وفي بعض الكتب السماوية المنزلة على الرسل قبل نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه الهادي وهذا اسم من اسمائه صلوات الله وسلامه عليه والهداية التي هي وصفه صلى الله عليه وسلم هي هداية الدلالة والارشاد لا هداية التوفيق وشرح الصدر للخير. فهذه ليست له وانما هي لله كما قال الله تعالى انك لا تهدي من احببت وقال ليس عليك هداهم وقال وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فهداية التوفيق لله وحده اما الهداية التي هي صفته عليه الصلاة والسلام فهي هداية الدلالة والارشاد ومنها قول الله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم اي تدل وترشد وعترته معطوف على ما قبله وعترة الرجل هم خاصة قرابته فالمراد بعترة النبي عليه الصلاة والسلام قرابته وهم ال بيته صلى الله عليه وسلم وهم الذين حرمت عليهم الصدقة وصحبه اي والصلاة والسلام على الصحب رضي الله عنهم وارضاهم وهم الذين اكرمهم الله عز وجل وشرفهم بصحبة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهم في الصحبة ليسوا على درجة واحدة بل متفاضلون بعضهم افضل من بعض وافضلهم على الاطلاق صديق الامة ابو بكر رضي الله عنه وارضاه وصحبه كل من اوى ومن نصر ذكر هنا وصفين جليلين للصحب رضي الله عنهم وارضاهم وهو الايواء والنصرة الايواء والنصرة اوى من الايواء اي اوى النبي عليه الصلاة والسلام و صحابته اه الكرام ونصر اي نصر النبي عليه الصلاة والسلام ونصر هذا الدين قال وبعد اي بعد الحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الكرام وال بيته فالعلم لم يظفر به احد الا سماء وباسباب العلا ظفرا العلم اي الشرعي الذي هو العلم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام الذي هو التفقه فيما خلق العبد لاجله واوجد لتحقيقه من ظفر به سما من ظفر به سما اي ارتفع لا يظفر احد بهذا العلم العلم الشرعي الا سما اي علا وارتفع فالعلم الشرعي يسمو بصاحبه ويبلغه الرتب الرفيعة والمنازل العلية كما قال الله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فالعلم سبب للرفعة رفعة العبد وعلو درجته في الدنيا والاخرة لم يظفر به احد الا سما وباسباب العلا ظفرا والعلا لا يظفر به الا باسباب واعظم هذه الاسباب للظفر بالعلا العلم الذي ينير لصاحبه الطريق ويبين له الجادة اذ كيف يهتدي الى العلا من لا علم عنده باسبابه ووسائله وطرائقه فاذا ما من وفقه الله سبحانه وتعالى الى العلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة فقد وفق الاخذ باسباب العلا اسباب العلا قال وباسباب العلى ظفر ظفر بها اي نالها حصلها لا سيما اصل علم الدين لا سيما اي خاصة اصل علم الدين اي يخص هنا بالذكر تنبيها لعلو مقامه ورفعة شأنه اصل علم الدين وهو الاعتقاد الفقه الاكبر الذي عليه قيام الدين ولا قيام للدين الا عليه قال ولا سيما اصل علم الدين واصل علم الدين المراد به العقيدة العقيدة التي عليها قيام دين الله تبارك وتعالى والدين مثله مثل الشجرة الطيبة الكريمة المباركة كثيرة الثمر غزيرة الفائدة والشجرة لا تقوم الا على اصل ثابت والدين مثلها كما قال الله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء اي كما ان الشجر لا يقوم الا على اصوله فكذلكم الدين لا يقوم الا على اصوله واصول الدين هي امور الاعتقاد جاء ذكرها في مجتمعة في مواضع من القرآن وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كقوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقال تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل. ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا وفي حديث جبريل المشهور قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فهذا المذكور في هذه الايات والحديث هو اصل الدين الذي اليه الاشارة عند الناظم بقوله لا سيما اصل علم الدين ومراده بقوله اصل علم الدين اي الاصول والاسس التي يقوم عليها الدين وهي للدين بمثابة الاساس للبنيان والاصول للاشجار فكما ان البناء لا يقومها الا على اسه والشجر لا يقوم الا على اصله فكذلكم الدين لا يقوم الا على هذه الاصول قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين كل ذلكم يبين ويدل على المكانة العظيمة اصل الدين تعلما وفهما وتحقيقا ان به سعادة العبد والمنجى اذا حشر ذكر هنا ثمرتين عظيمتين واثرين مباركين لهذا العلم العظيم المبارك الاولى ان به سعادة العبد والسعادة مدارها على راحة القلب السعادة مدارها على راحة القلب والقلب اذا افتقد هذه الاصول افتقد السعادة وفارقته السعادة لان هذه الاصول هي حياة القلب ولا حياة للقلب الا بها فاذا فارقت القلب فارقته السعادة وقلق واضطرب ولا يمكن ان يسعد اطلاقا الا بوجود هذه الاصول العظيمة التي بها حياته فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ونفي الضلال في اثبات الهداية ونفي الشقاء في اثبات السعادة وقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة اي حياة سعيدة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون لا يمكن ان تقوم سعادة في القلب الا على هذه الاصل لا يمكن ان تقوم سعادة في القلب الا على هذه الاصول والسعادة مدارها على راحة القلب والقلب اذا فارق ما خلق لاجله الطرب وقلق ابى الله سبحانه وتعالى على القلوب الا ان تكون كذلك. اذا خرج القلب عما خلق لاجله اضطرب وقلق لانه لا يحيا الحياة الطيبة الكريمة الا بالشيء الذي خلق لاجله يشبه العلما ذلك حاجة القلب الى ذلك بحاجة السمكة الى الماء السمكة اذا اخرجت عن الماء اضطربت واشتد اضطرابها الى ان تموت والقلب اذا خرج عن ما خلق لاجله اضطرب واذا بعد عن هذا الامر الذي خلق لاجله مات وقد يكون صاحبه متحركا يأكل ويشرب ويذهب ويروح لكنه صاحب قلب ميت ولا يكون لقلبه حياة الا بهذا اومن كان ميتا فاحييناه قال الله سبحانه يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فالحياة الطيبة الكريمة الهانئة السعيدة لا تكون الا بالعقيدة الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ان به سعادة العبد به الضمير هنا عائد على اصل علم الدين به سعادة العبد هذه الثمرة الاولى والثمرة الثانية هو المنجى اذا حشر والمنجى اذا حشر اي به النجاة يوم الحشر يوم لقاء الله سبحانه وتعالى فلا نجاة ذلك اليوم الا باعتقاد صحيح ولهذا اول ما يدرج الانسان في قبره يسأل ثلاث سؤالات ان اجاب بها نجا. من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك فالنجاة انما تكون الاعتقاد الصحيح والعناية به والمحافظة عليه. وقد قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله الله عليه وسلم رسوله نعم باب ما تعتقده القلوب وتنطق به الالسن من واجب امور الديانات قال الناظم رحمه الله تعالى واول الفرض ايمان الفؤاد كذا نطق اللسان بما في الذكر قد سطر ان الاله اله واحد صمد فلا اله سوى من للانام برى رب السماوات والارضين ليس لنا رب سواه تعالى من لنا فطرا وانه موجد الاشياء اجمعها بلا شريك ولا عون ولا وزراء وهو المنزه عن ولد وصاحبة ووالد وعن الاشباه والنظراء لا يبلغنكنه وصف الله واصفه ولا يحيط به علما من افتكر. وانه اول باق فليس له بدء ولا انتهى سبحان من قدر. نعم قال رحمه الله باب ما تعتقده القلوب وتنطق به الالسن من واجب اموري الديانات من واجب امور الديانات الناظم بن مشرف رحمه الله كما قدمت اتى وبدقة على جميع المضامين التي حوت عليه مقدمة الرسالة لابن ابي زيد وابقى ابوابه كما هي ابقى ابواب ابن ابي زيد القيرواني في الرسالة كما هي واما المحتوى فاتى عليه كاملا بهذا النظم السلس الجميل المتين واما هذه التبويبات فانها هي اه تبويبات ابن ابي زيد قال باب ما تعتقده القلوب وتنطق به الالسن. من واجب امور الديانات اي هذا الباب سيكون مخصص لبيان العقيدة التي تكون بالقلب اعتقادا وباللسان تلفظا ونطقا وقوله رحمه الله تعالى من واجب امور الديانات امور الديانات فقد يكون ذكره للديانات هنا باعتبار تنوع ما يطلب من العبد ان يدين الله سبحانه وتعالى به فهناك امور تتعلق بالله واسماءه وصفاته وهناك تعلق اليوم الاخر وهناك تتعلق بالانبياء الى غير ذلك من اه الامور وقد يكون يشير بقوله الديانات اي السماوية المنزلة باعتبار انها في العقيدة القول فيها واحدا فلا اختلاف بين آآ نبيا اواخر في الاصول كما قال عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد قال باب باب ما تعتقده القلوب وتنطق به الالسن من واجب امور الديانات من واجب امور الديانات قال واول الفرض ايمان الفؤاد كذا نطق اللسان بما في الذكر قد سطر ان الاله اله واحد صمد فلا اله سوى من للانام برى في هذين البيتين بين ان اول واجب على المكلف هو النطق بالشهادة. شهادة ان لا اله الا الله فهي اول ما يبدأ به واول ما يطلب من المكلف ان ينطق به وان يعتقد مدلولة انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله والايات التي في القرآن التي تشتمل على الاوامر والنواهي تبدأ بهذه الكلمة وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. واعبدوا الله ولا به شيئا. جميع الايات التي فيها الاوامر والنواهي تبدأ بهذا الواجب الذي هو اول واجب على المكلف فيقول الناظم هنا اول الفرظ اول الفرض اي اول ما افترض الله سبحانه وتعالى على المكلفين ايمان الفؤاد كذا نطق اللسان ايمان الفؤاد كذا نطق اللسان بما في الذكر قد سطر بما في الذكر قد سطر اي بما جاء في الذكر الوحي كتابا وسنة واشرت الى جملة من الايات والاحاديث التي سطر فيها ذلك ان اول واجب على المكلف هو النطق بالشهادة شهادة ان لا اله الا الله والمطلوب هنا النطق باللسان واعتقاد القلب اعتقاد القلب فقوله في الحديث مثلا اعلاها قول لا اله الا الله اي قولها بالقلب اعتقادا وباللسان نطقا وتلفظا فلا بد من الامرين حتى يكون اه المرء من اهل لا اله الا الله. فلا يكفي في لا اله الا الله مجرد التلفظ باللسان. بل لا بد من اعتقاد ما دلت عليه اعتقاد ما دلت عليه وان يواطئ القلب اللسان واول الفرض ايمان الفؤاد كذا نطق اللسان بما في الذكر قد سطر ان الاله اله واحد صمد فلا اله سوى من للانام براء وفي هذا البيت نظم رحمه الله تعالى كلمة التوحيد. لا اله الا الله القائمة على ركنين النفي والاثبات فاورد الاثبات في الشطر الاول والنفي في الشطر الثاني. وعلى هذين الركنين قيام التوحيد لا اله الا الله لا اله نافية للعبودية ان لا اله فيها نفي عام للعبودية عن كل من سوى الله والا الله فيها اثبات للعبودية بكل معانيها لله سبحانه وتعالى وحده حبا وخضوعا وذلا ورجاء وطمعا ان الاله اله واحد صمد ان الاله والاله اي المعبود هذا معناه في اللغة وهذا مدلوله ان الاله اي المعبود اله واحد صمد اله واحد صمد واحد اي لا شريك له واحد اي لا شريك له وصمد لا ند له ولا نظير قد قال الله سبحانه وتعالى قل هو الله احد الله الصمد قل هو الله احد الله الصمد ففي اثبات الاحدية نفي الشريك فهو احد لا شريك له وفي اثبات الصمدية كمال الغنى وكمال القدرة فلا نظير له ولا مثيل لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ان الاله اله واحد صمد فلا اله سوى من للانام براء لا اله هذا هو الركن الثاني الذي الذين عليهما قيام التوحيد الاثبات في الشطر الاول والنفي في شطر البيت الثاني فلا اله سوى من للانام برا فلا اله سوى من للانام براء اي لا معبود ولا مستحق للعبادة الا منبرى الانام اي خلقهم واوجدهم من العدم خلقهم واوجدهم من العدم. وعلم الانسان بان الله وحده هو الباري موجب لاخلاص الدين له وهذا نوع من انواع البراهين والدلائل التوحيد والقيام باخلاص الدين لله سبحانه وتعالى ومن ذلكم قول موسى عليه السلام لقومه فتوبوا الى بارئكم نبههم الى ذلك ان تفرد الله سبحانه وتعالى بالبر لا شريك له في ذلك يستوجب ان يفرد بالعبادة وان يخلص له الدين والبارئ اسم من اسمائه الحسنى سبحانه وتعالى هو الله الخالق البارئ المصور اذا هذا البيت نظم فيه رحمه الله كلمة آآ التوحيد لا اله الا الله التي هي اعظم الكلمات واجلها على الاطلاق رب السماوات والاراضين معطوف على قوله اله واحد صمد رب السماوات والاراضين اي هذا الذي يجب ان يفرد بالعبادة وان يخلص له الدين ان يوحد فلا يجعل معه شريك هو الذي تفرد بالربوبية وتفرده بالربوبية دليل على وجوب افراده بالعبادة فكما انه لا رب سواه فلا معبود الا هو سبحانه وتعالى ومن ذلكم قوله وانا ربكم فاعبدون وقوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم فكونه تفرد بالربوبية هذا من الدلائل على وجوب افراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة. فذكره رحمه الله تعالى الربوبية هنا رب السماوات والارض من باب بيان البرهان الجلي على وجوب افراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة نظير قوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم. له ما في السماوات وما في الارض هذا برهان له ما في السماوات وما في الارض هذا برهان على انه هو الاله الحق المبين الذي لا اله الا هو رب السماوات والاراضين ليس لنا رب سواه اي انه جل وعلا هو المتفرد بالربوبية لا شريك له في ذلك رب السماوات ليس لنا رب سواه تعالى من لنا فطرا من لنا فطرا وفطر اي اي آآ الذي فطرنا الذي فطرنا اي اوجدنا وخلقنا من علينا اه الايجاد والخلق والامداد من لنا فطران فهنا يذكر رحمه الله ربوبيته السماوات والارض وربوبيته للعالمين وربوبيته للعالمين لا شريك له في ذلك. الحمد لله رب العالمين اي لا رب للعالمين سواه وانه اي هذا الذي له آآ الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين لا شريك له في ذلك موجد الاشياء اجمعها كما قال الله تعالى الله خالق كل شيء وكما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون وكما قال تعالى الحمد لله رب العالمين وكما قال تعالى هل من خالق غير الله يرزقكم فالله سبحانه وتعالى هو الموجد للاشياء اجمعها جميع الاشياء جميع المخلوقات خلقه لا شريك له سبحانه وتعالى في ذلك بلا شريكان بلا شريك ولا عون ولا وزراء اي خلقه لهذه المخلوقات ليس له في ذلك مشارك وليس له معاون وليس له مسير ولا ظهير بل تفرد سبحانه وتعالى بذلك وهذا من الدلائل عظيمة على وجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له وقد جمع هذه الامور في قول الله سبحانه وتعالى في في سورة سبأ قل ادع الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارظ وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وقد جاءت هذه الامور في مساق ابطال التعلق بغير الله ودعاء غيره والالتجاء الى غيره لان من يدعى من يدعى يستحق ان يدعى اذا كان متصفا بصفات ذكرت على الترتيب حسب اهميتها في هذه الاية ونفيت واحدا تلو الاخر الاول الملك والمراد بالملك اي الاستقلالي فمن ذا الذي يملك ولو مثقال ذرة ملكا استقلاليا اي بدون ان يكون الله هو الذي ملكه اياه فلا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض فهذا الامر الاول ابطله ثم امر دون ذلك ان لم يكن مالكا فثمة رتبة دون هذه الرتبة وهي ان يكون شريكا للمالك فلو كان آآ احد له شركة في في هذا الكون ولو كان قدرا يسيرا استحق بموجبها ان يدعى فابطل الله ذلك بقوله وما لهم اي الذين يدعون من دونه فيهما اي السماوات والارض من شرك فأبطل هذا الامر اذا لا مالك ولا شريكا للمالك تمت امر ثالث دون هاتين الرتبتين. ان وجد استحق ان يدعى وهو ان يكون عوينا للمالك وظهيرا له ومشيرا عليه ووزيرا له فابطل الله ذلك بقوله وماله اي الله منهم اي الذين يدعون من دونه من ظهير اي من عوين اذا لا مالك ولا شريكا للمالك ولا معينا للمالك لم يبقى الا الشفاعة والمراد بالشفاعة اي التي تكون ابتداء بدون اذن وهي التي يعتقدها المشركون في معبوداتهم انها تشفع لهم عند الله فابطل الله ذلك بقوله ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قال اهل العلم هذه الاية قطعت شجرة الشرك من عروقها لانها لم تبقي لمشرك متعلق. كل امر يفكر المشرك بموجبه يتعلق بغير الله ابطل في هذه الاية لم تبقي لمشرك متعلق لم تبقي لمشرك متعلق اي كل ما يفكر المشرك الذي يتعلق قلبه بغير الله دعاء او سؤالا كل هذه ابطلت في الاية على الترتيب حسب الاهمية لا مالك ولا شريكا للمالك ولا عوينا للمالك ولا شفاعة الا باذنه سبحانه وتعالى وهذه المعاني انتظمها بشيء من الاختصار قوله وانه موجد الاشياء اجمعها بلا شريك ولا عون ولا وزراء بلا شريك بلا شريك ولا عون ولا وزار لا شريك له في الملك لا شريك له في الملك وليس له اعوان ولا وزراء يشيرون عليه ويعينونه تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك فهذا كله جاء في مساق الدناء ذكر الدلائل والبراهين على وجوب اخلاص الدين لله سبحانه وتعالى وافراده عز وجل بالعبادة قال رحمه الله وهو المنزه عن ولد وصاحبة ووالد وعن الاشباه والنظراء هذا البيت كله في التنزيه هذا البيت كله في التنزيه. تنزيه الله تبارك وتعالى والتنزيه هو التقديس والتبرئة انزه الله اي يقدسه وابرئه عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به والله سبحانه وتعالى ينزه عن النقائص والعيوب وينزه تبارك وتعالى عن الند والمثيل سبحانه وتعالى والناظم رحمه الله تعالى ساق هذا البيت لتنزيه الله تبارك وتعالى. قال وهو المنزه وهو المنزه وذكر امورا خمسة نزه الله تبارك وتعالى عنها عن ولد وصاحبة ووالد وعن الاشباه والنظراء فنزه الله تبارك وتعالى عن هذه الاشياء كلها ولد بضم الواو جمع ولد مثله اسد جمع اسد فعن ولد اي عن اولاد فالله منزه عن الاولاد اي ان يظاف له الاولاد الاولاد يطلق على الذكر والانثى يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فتنزيه الله عن الولد اي عن الاولاد هو تنزيه له ان ينسب له آآ الاولاد اه ذكورا او اناثا المشركون والكفار نسبوا الى الله سبحانه وتعالى ذلك وقد قال الله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه ونسبة الولد نسبة الولد الى الله في الكفار والمشركين اكثر من نسبة الوالد اليه. اكثر من نسبة الوالد اليه ولهذا جاء تنزيه الله عن الولد في القرآن في مواضع كثيرة جدا اما تنزيه الله عن الوالد جاء في موضع واحد تنزيه الله عن الوالد جاء في موضع واحد في سورة الاخلاص لم يلد ولم يولد قوله لم يولد هذا تنزيه له عن الوالد اما تنزيه الله عن الولد فهذا جاء في مواضع كثيرة جدا في القرآن لانه كثر في الكفار والمشركين نسبة الولد الى الله قالت اليهود المسيح ابن الله وقالت اه قالت النصارى المسيح ابن الله وقالت اليهود عزيرا ابن الله وقالت المشركين الملائكة بنى الله الى غير ذلك في صور كثيرة التنزيه تقديس لله سبحانه وتعالى وانما يلجأ الى التنزيه تفصيلا عند الحاجة اليه عند الحاجة اليه يفصل في التنزيه ولما كان نسبة الولد آآ الى الله آآ في المشركين اكثر من نسبة الوالد جاءت الايات في القرآن في تنزيه الله عن الولد اكثر من التنزيه عن الوالد وهذا فيه التنبيه الى ان التنزيه تفصيلا لا يصار اليه الا عند الحاجة بحسب الحاجة اليه بخلاف التنزيه اجمالا ولهذا القاعدة عند اهل السنة التفصيل في الاثبات والاجمال في النفي تفصيل في الاثبات والاجمال في النفي وهذا ابلغ ما يكون في المدح ولا يفصل في النفي الا الحاجة الى عند الحاجة الى ذلك عن ولد وصاحبة والصاحبة الزوجة جاء التنزيه في القرآن لله عن الصاحبة في موضعين قوله تعالى ان يكون انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة والموضع الثاني في سورة الجن وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا قال وهو المنزه عن ولد وصاحبة ووالد وعن الاشباه والنظراء اي ومنزه تبارك وتعالى عن الشبيه والنظير وعن الشبيه والنظير اي انه سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا مثيل ولا ند له ولا نظير وهذا جاء في ايات كثيرة منها قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وكذلكم قوله هل تعلم له سميا اي نظيرا مماثلا وقوله تعالى ولم يكن له كفوا احد وقال تعالى ليس كمثله شيء وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال ثم قال رحمه الله تعالى لا يبلغن كنها وصف الله واصفه ولا يحيط به علما من افتكر وهذا البيت في بيان بطلان التكييف في بيان بطلان التكييف وان للعقول مهما اوتيت من الذكاء والحذق والنباهة والفهم لا يمكن ان تبلغ كنها صفات الله وكل ما يقدره العقل من جمال وكمال وعظمة وكبرياء يظن هو وصف الله تبارك وتعالى فالله اكبر من ذلك فالله اكبر من ذلك ويكفي في ابطال اه التكييف كلمة الله اكبر التي احدى الكلمات الاربع التي احب الكلام الى الله الله اكبر اي من كل شيء الله اكبر من كل شيء ومن ذلكم ما يقدره الانسان في ذهنه من جمال وكمال وعظمة يظنه وصف الله الله اكبر من ذلك لا يمكن ان تبلغ العقول كنا صفاته سبحانه وتعالى فالله اكبر من كل شيء وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام يا عدي وما يفرك؟ يعني ما الذي يجعلك تفر من هذا الدين ايفرك ان يقال الله اكبر يعني مما يقوم عليه الدين دين الاسلام تكبير الله ايفرك ان يقال الله اكبر تكبير لله سبحانه وتعالى ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله وهل شيء اكبر من الله الله عز وجل جل وعلا الكبير المتعال الذي لا شيء اكبر منه. قل اي شيء اكبر شهادة قل الله لا يبلغن لا يبلغن كنها وصف الله واصفه اي واصف الله الذي يتكلف ان يصف الله بصفات يزعم او يدعي انه يبلغ بها كنها وصفات الله لن يبلغ ذلك. فالانسان اعجز من ان يبلغ كن صفات الله فالعقول مهما كانت عاجزة عاجزة كالة ضعيفة قاصرة لا يمكن ان تبلغ ذلك واذا كانت عن ادراك كن صفات كثير من المخلوقات عاجزة فلا ان تكون عن ادراك كنهي صفات خالقها اعجز من باب اولى وقد رأى احد السلف وهو عبدالرحمن المهدي شابا خاضت التكييف فقال له يا غلام دعنا ننظر في كيفية بعض المخلوقات فان بلغنا ذلك نظرنا في كيفية صفات خالقها. وان عجزنا فنحن عن كنه وكيفية صفات خالقها من باب اعجز من باب اولى فذكر له الاية الكريمة جاعل الملائكة رسلا او لاجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء. قال لله ملك له ست مئة جناح ركب لي هذه الاجنحة كيف هي وكيف يطير بها؟ ست مئة جناح اخد يفكر قال انا اهون عليك الامر بعض الملائكة له ثلاث اجنحة مثنى وثلاث ورباع ثلاث اجنحة اين الجناح الثالث؟ وكيف يطير قال الغلام انتهيت عرف ان عجزه عن ادراك كن آآ المخلوقات سيكون من باب اولى ان يعجز عن ادراك كن خالق المخلوقات تبارك وتعالى فالله اكبر من كل شيء وهو اكبر من ان تبلغ العقول مهما اوتيت من الذكاء والفطنة كنها صفاته سبحانه وتعالى لا يبلغن كنها وصف الله واصفه هذا يستفاد منه وجوب قطع الطمع عن ادراك الكيف وجوب قطع الطمع عن ادراك الكيف. كيفية صفات الله سبحانه لانه امر لا سبيل اليه والخوض في اه فيه والبحث عنه والسؤال عنه بدعة محدثة في دين الله ويأتي في هذا المقام الاثر المشهور عن الامام مالك رحمه الله تعالى عندما اتاه رجل وقال له يا ابا عبد الرحمن الرحمن على العرش استوى كيف استوى فغضب رحمه الله حتى علاه الرحظاء يعني تصبب عرقا رحمه الله تعالى ورضي عنه تصبب عرقا حتى عناه الرحظاء ثم قال كلمته المشهورة الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة والسؤال عنه بدعة وما اراك الا رجل سوء او رجلا مبتدعا اخرجوه عني فقولها الاستواء غير مجهول اي المعنى معنى معروف استوائي علا وارتفع والكيف غير معقول اي لا تبلغه العقول الكيف لا تبلغه العقول قال الكيف غير معقول وفي رواية قال والكيف مجهول ولم يقل معدوم لان صفات الله لها كيفية لكن نجهلها فالنفي نفي للعلم بالكيفية ولهذا اثبات اهل السنة الصفات ليس اثبات تكييف لان التكييف لا يمكن ان ان تبلغه العقول لا يكيفون وانما يثبتون الصفات ويؤمنون بها كما جاءت ويمرونها كما وردت مع الايمان بمعانيها ودلالاتها. اما الكيف فهو مجهول كما قال مالك رحمه الله تعالى وهذه الكلمة التي قالها في جواب من سأله عن كيفية الاستواء هي تعتبر قاعدة تجرى في الجميع جميع الصفات لان الصفات باب واحد القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر فاي صفة يسأل سائل عن كيفيتها يجاب بجواب مالك رحمه الله فيمن سأله عن كيفية الاستواء ويمكن ان نستخلص من ذلك قاعدة وهي ان الصفات معانيها معلومة وكيفياتها مجهولة والايمان بها واجب والسؤال عن كيفيتها بدعة قال ولا يحيط به علما من افتكر كما قال الله تعالى ولا يحيطون به علما وكما قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فمن افتكر من اعمل فكرة واخذ يقحم عقله لن يحيط به بالله علما لا بصفاته ولا ايظا امره الكون القدري والشرعي آآ الديني ولن يعلم من ذلك الا ما اعلمه الله سبحانه وتعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء والله يقول وما اوتيتم من العلم الا قليلة ثم اه مضى رحمه الله تعالى في هذه الابيات بيانا للمعتقد نكتفي يومنا هذا بهذا القدر ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا كلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين