الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ احمد بن مشرف الاحسائي المالكي رحمه الله تعالى رحمة واسعة في نظم مقدمة الرسالة للامام ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تعالى تحت فصل في الايمان بالقدر خيره وشره قال رحمه الله وبالقضاء وبالاقدار اجمعها ايماننا واجب شرعا كما ذكر فكل شيء قظاه الله في ازل طرا وفي لوحه المحفوظ قد سطر وكل ما كان من هم ومن فرح ومن ضلال ومن شكران من شكر فانه من قضاء الله قدره فلا تكن انت ممن ينكر القدر. والله خالق افعال العباد وما يجري عليهم فعن للاله جرى ففي يديه مقادير الامور وعن قضائه كل شيء في الورى صدرا. فمن هدى فبمحض الفضل وفقه. ومن اضل بعدل منه وقد كفر فليس في ملكه شيء يكون سوى ما شاءه الله نفعا كان او ضررا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الفصل فيه بيان لاصل عظيم واساس متين من اسس الايمان الا وهو الايمان بالقدر كله خيره وشره من الله تعالى وفي حديث جبريل المشهور قال للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر هو ان تؤمن بالقدر خيره وشره فالايمان بالقدر دعامة من دعائم الدين واصل من اصوله العظام التي لا قيام للايمان الا عليها فمن لم يؤمن بالقدر لا يقبل الله سبحانه وتعالى منه فرضا ولا نفلا ولا تنفعه طاعة ولا يستفيد من عبادة لان الاساس الذي تقام عليه العبادة مختل عنده والعبادة لا تقبل الا اذا قامت على اصولها وبنيت على اسسها ومن هذه الاسس الايمان بالقدر وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افيح فالايمان بالقدر دعامة لعقد الدين واصل من اصوله المتينة التي لا قيام للدين الا عليها وقد جاءت الايات في القرآن الكريم كثيرة في بيان هذا الاصل العظيم وبيان مكانته العلية قال الله سبحانه وتعالى وكان امر الله قدرا مقدورا وقال جل وعلا وقدرنا فنعم القادرون وقال ثم جئت على قدر يا موسى وقال الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وقال ان الله على كل شيء قدير وقال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقال ان كل شيء خلقناه بقدر والايات في هذا المعنى كثيرة جدا في كتاب الله سبحانه وتعالى وكذلكم السنة المشرفة جاء فيها احاديث كثيرة جدا في بيان هذا الاصل العظيم قال صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس رواه مسلم في صحيحه وقال عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وقال عليه الصلاة والسلام اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة والنصوص في تقرير هذا الاصل العظيم كثيرة جدا والايمان بالقدر هو الايمان بعلم الله سبحانه وتعالى الشامل المحيط بما كان وما سيكون وما لم يكن ان لو كان كيف يكون والايمان بانه كتب كل ما هو كائن في اللوح المحفوظ ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير والايمان بمشيئته سبحانه وتعالى النافذة وقدرته الشاملة وانما شاء كان طبقا لما شاء في الوقت الذي شاء على الصفة التي يشاء سبحانه والايمان بانه خالق كل شيء وهذه هي مراتب الايمان بالقدر التي يقوم عليها. وهي اربعة مراتب لا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا بالايمان بها علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوينه العلم والكتابة والمشيئة والايجاد العلم اي ان الله سبحانه وتعالى علم ما كان وما سيكون وما لم يكن ان لو كان كيف يكون والكتابة اي في اللوح المحفوظ ان الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كل ما هو كائن الى يوم القيامة والمشيئة اي ان الامور انما تقع بمشيئته. ومشيئته نافذة فما شاء كان وما لم يشأ سبحانه وتعالى لم يكن والخلق اي انه جل وعلا خالق كل شيء تفرد بالخلق جل وعلا لا شريك له فهذه مراتب الايمان بالقدر ولا يكون العبد مؤمنا بالقدر الا بالايمان بهذه المراتب الاربعة العظيمة والناظم رحمه الله تعالى عقد هذا الفصل وساق هذه الابيات لبيان هذا الاصل العظيم وتقرير هذا الاساس المتين فبدأ بقوله وبالقضاء وبالاقدار اجمعها ايماننا واجب شرعا كما ذكر اي ان من الاصول المتينة والاسس العظيمة الواجبة على كل مسلم ان يؤمن بالقضاء والقدر اجمعه والقضاء والقدر هما شيء واحد يطلق القضاء ويراد القدر ويطلق القدر ويراد القضاء لكن اذا جمع بينهما في الذكر فيكون المراد بالقدر التقدير تقدير ما هو كائن ويكون المراد بالقضاء الايجاد والخلق كما في قوله فقظاهن سبع سماوات اي اوجدهن وخلقهن سبع سماوات لكن اذا افرد كل واحد منهما بالذكر تناول معنى الاخر فينطبق على هذين اللفظين القاعدة المعروفة اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا وبالقضاء وبالاقدار اجمعها ايماننا واجب شرعا اي ان ذلك ثابت ومتقرر في شرع الله سبحانه وتعالى في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومر معنا سوق بعض الايات في تقرير ذلك وقوله كما ذكر اي في ادلة الشرع كما ذكر اي في ادلة الشرع في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم اخذ يوضح ويبين رحمه الله حقيقة الايمان بالقدر قال فكل شيء قضاه الله في ازل ضرا وفي لوحه المحفوظ قد سطر كل شيء اي جميع الاشياء الذوات والافعال والحركات والسكون والقيام والقعود كل شيء كل شيء قضاه الله في ازل ضرا وفي لوحه المحفوظ قد سطر كما قال الله وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر وفي الحديث الذي مر ذكره قريبا قال نبينا صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس الكيس النباهة والفطنة والحزم في الامور والعجز ضد ذلك. كل ذلكم بقدر حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر فالناظم يقول فكل شيء قظاه الله في ازل اضطرا اي جميعا ضرا بمعنى جميعا وفي لوحه المحفوظ قد سطر في اللوح المحفوظ الذي خلقه الله عز وجل وامر القلم ان يكتب فيه ما هو كائن الى يوم القيامة ويقال له اللوح المحفوظ ويقال له ام الكتاب ويقال له الزبر وله اسماء عديدة جاء ذكرها في القرآن وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فكل شيء قظاه الله في ازل اضطرا قضاه الله في ازل اي قدره وهذا من اه الشواهد على ان اللفظين يقوم كل واحد منهما مقام الاخر حال الانفراد فكل شيء قظاه الله في ازل اضطرا اي قدره الله سبحانه وتعالى في الازل طرا اي جميعا جميع الاشياء قضاها وقدرها سبحانه وتعالى وايضا في اللوح المحفوظ قد سطر فقوله فكل شيء قضاه الله في ازل طرا وفي لوحها المحفوظ قد سطر جمع في هذا البيت ما جاء في الحديث ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وفي الحديث الاخر ان الله او ان اول ما خلق الله القلم قال له اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجمع بين ذكر التقدير والكتابة وفي لوحه المحفوظ قد سطر اي كتب اكتب وكل صغير وكبير مستطر اي مكتوب وكل ما كان من هم ومن فرح ومن ضلال ومن سكران من شكر فانه من قضاء الله قدره كل هذه الاشياء من قظاء الله اي انما تقع بقظائه وقدره من هم او فرح سعادة او حزن صحة او مرظ حياة او موت ضلال او هداية ضحك او بكاء كل ذلك بقدر وانه هو اظحك وابكى وانه هو امات واحيا وانه خلق الزوجين الذكر والانثى من نطفة اذا تمنع كل ذلكم بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره ما يكون من هم يصيب الانسان فيغتم ويألم ويحزن ويصاب قلبه بالكرب وايضا ضد ذلك ما يكون من فرح وسرور وهناءة وسعادة وكذلك ما يكون من ضلال او ضد ذلك من هداية وشكران المنعم او ضد ذلك وهو كفران النعمة كل ذلكم بقدر قال الله تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فهذه الاشياء التي ذكرها رحمه الله تعالى هذي مجرد ذكر للامثلة امثلة لقوله كل شيء فمن هم او فرح او ظحك او بكاء او صحة او مرظ او موت او حياة او فقر او غنى او هداية او ظلال او شكر او او كفر شكر للنعم او كفر للنعم او غير ذلك فانه من قضاء الله قدرهم فانه من قضاء الله قدره اي ان الله سبحانه وتعالى قضاه وقدره. وجميع ذلك بقدر وجميع ذلك بقدر قضاه سبحانه وتعالى وقدره. كما مر معنا ان الله قدر مقادير الخلاء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فلا تكن انت ممن ينكر القدر فلا تكن انت ممن ينكر ينكر القدر اي احذر اشد الحذر من ان تنكر القدر لان انكار القدر هدم للدين وابطال وابطال الاعمال ولا يقبل الله سبحانه وتعالى من منكر القدر عمل ولا ينتفع بانكاره للقدر بطاعة لو انه انفق مثل ما جاء في في الاثر عن ابن عمر لو انه انفق مثل احد ذهبا ما تقبل الله منه حتى يؤمن بالقدر لو انفق مثل احد ذهبا لم يتقبله الله منه. حتى يؤمن بالقدر فلا تكن انت ممن ينكر القدر اي فان انكار القدر وعدم الايمان به كفر بالله كفر بالله سبحانه وتعالى والقدر قدرة قدرة الله فمن انكر القدر فهو كافر بالله فهو كافر بالله سبحانه وتعالى والله يقول ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. والكفر بالايمان واصوله العظام محبط للاعمال مبطل لها والله خالق افعال العباد وما يجري عليهم فعن امر الاله جرى في هذا البيت يبين رحمه الله تعالى ان افعال العباد مخلوقة لله وافعال العباد يتناول ما كان منها من طاعات وعبادات او كان من كفر فسوق وعصيان فافعال العباد كلها مخلوقة كما قال الله سبحانه وتعالى والله خلقكم وما تعملون وكما قال الله خالق كل شيء الله خالق كل شيء اي خالق الاشخاص وخالق ما يقوم في الاشخاص من حركات وسكنات فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء ومن ذلكم افعال العباد داخلة في عموم قوله كل شيء فافعال العباد مخلوقة لله سبحانه وتعالى ليست خارجة عن قوله الله خالق كل شيء ومن اخرجها عن الدخول في هذا العموم فقد ادعى وجود خالق غير الله خلق الافعال ولهذا قال السلف رحمهم الله تعالى عن القدرية انهم مجوس هذه الامة انهم مجوس هذه الامة لانهم قالوا الله خالق الانسان والانسان خالق فعل نفسه والانسان خالق فعل نفسه قال رحمه الله والله خالق افعال العباد وما يجري عليهم فعن امر الاله جرى وما يجري عليهم اي من امور وتقلبات واحوال واعمال واقوال وايضا ما يجري عليهم من فقر او غنى او صحة او مرض او حياة او موت او ضحك او بكاء كل ما يجري عليهم فعن امر الاله جرى اي انما جرى عليهم عن امر الاله والمراد بقوله امر الاله اي الكون القدري قال الله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فعن امر الاله جرى اي انما يقع ووفق امر الاله الكوني القدري ففي يديه اي الله سبحانه وتعالى مقادير الامور ففي يديه مقادير الامور اي مقادير الامور انما تكون بمشيئة الله سبحانه وتعالى وامره النافذ ففي يديه مقادير الامور وعن قضائه كل شيء في الوراء صدرا اي شيء يصدر في الوراء اي شيء يصدر في الورع فهو عن قضاء الله سبحانه وتعالى لان هذا الخلق خلق الله هذا الخلق خلق الله سبحانه وتعالى فجميع ما في هذا الكون الله خالقهم الله خالقه والله سبحانه وتعالى موجده ومن لم يقل ذلك فهو شاء ام ابى مدع لوجود غير الله خالقا لاشياء في هذا الكون وهذه مجوسية كما قال السلف رحمهم الله في شأن القدرية النفات نفاة القدر فمن هدى اي الله سبحانه وتعالى فبمحض الفضل وفقه من هدى اي للايمان والطاعة والعبادة والصلاة وللعلم والجلوس في مجالس العلم امساك القلم باليد وكتابة مسائل العلم ومتابعة امور العلم. كل ذلك من هدى فبمحض الله وفقه فضل الله عليه ومنته سبحانه وتعالى وتوفيقه جل في علاه فالفظل فظله سبحانه فمن هدى فبمحض الفضل وفقه محض الفضل اي فضل خالص ومنة من الله سبحانه وتعالى وفي القرآن قال الله عز وجل ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء وقال ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا وقال ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم وقال يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين والايات في هذا المعنى كثيرة ولكن الله يهدي من يشاء فمن هدى فبمحض الفضل وفقه ومن اضل ومن اضل اي اضله عن الصراط فكان كافرا او فاجرا او زنديقا او ملحدا او غير ذلك ومن اضل بعدل منه قد كفر بعدل منه قد كفر اي بعدل من الله اضل من اضل عدلا كما انه هدى سبحانه وتعالى من هدى فضلا جل وعلا ومن اضل بعدل منه قد كفر اي كان وقوعه في الكفر بعدل من الله سبحانه وتعالى وما ربك بظلام للعبيد فليس في ملكه شيء يكون سوى ما شاء ما شاءه الله نفعا كان او ضررا الملك ملك الله والخلق خلق الله فليس في هذا الملك وهذا الخلق شيء يكون سوى ما شاءه الله اي لا يكون فيه الا ما شاءه خالقه سبحانه وتعالى وموجده جل وعلا نفعا كان او ظرر اي ان القدر الايمان بالقدر هو ايمان به خيره وشره حلوه ومره من الله سبحانه وتعالى نفعا كان او ظررا اي كل ذلك انما يقع بمشيئة خالق الخلق سبحانه وتعالى وفي هذا المعنى يقول الامام الشافعي رحمه الله تعالى فما شئت كان وان لم اشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن. اي كل ذلك بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره واذا امن العبد بهذا الاصل العظيم والاساس المتين وفق الدلائل المأثورة والحجج المنقولة في ذلك في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فان هذا الايمان له اثره العظيم على العبد توكلا على الله والتجاء اليه وثقة به وخضوعا لجنابه والحاحا في سؤاله ودعائه وحسن اقبال على الله سبحانه وتعالى لان الامور بيده لا يمكن ان تصلي الا اذا اعانك ولا ان تصوم الا اذا هداك ولا ان تعمل خيرا الا اذا وفقك ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فلا يمكن للعبد ان يقوم باي عمل من اعمال الخير الا اذا وفقه الله والتوفيق الا يكلك الله الا اليه. والخذلان ان ياكلك الله الى نفسك. عياذا بالله من ذلك وفي الدعاء ولا تكلني الى نفسي طرفة عين واذا وكل الانسان الى نفسه خذل ولهذا المؤمن يسأل الله دائما ان لا يكله الا اليه يطلب من الله التوفيق الهداية السداد العون الثبات وكان اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالوا يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب؟ قال ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه ولهذا فان الايمان بالقدر لابد فيه ولابد في تحقيقه من بذل الاسباب من بذل الاسباب ولما قالوا يا رسول الله انعمل فيما قدر وقضي او في امر مستأنف قال فيما قدر وقضي قالوا ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له والانسان لا يدري ما الذي قدر لا يدري ما الذي قدر ولهذا يقبل على الله يبذل الاسباب ويقبل على الله سائلا ملحا ان يثبته ان يسدده ان يجعل كل قضاء قضاه له خيرا كما في الدعاء في حديث عائشة رضي الله عنها يسأل الله ذلك ويلح على ربه سبحانه وتعالى ومولاه في مناجاة ودعاء والحاح وسؤال وبذلا الاسباب حتى يفوز بالسعادة سعادة الدنيا والاخرة نعم فصل في عذاب القبر وفتنته قال رحمه الله تعالى ولم تمت قط من نفس وما قتلت من قبل اكمالها الرزق الذي قدر. وكل رح رسول الموت تقبضها باذن مولاه اذ تستكمل العمر. وكل من مات مسؤول ومفتتن من حين يوضع مقبورا ليختبر وان ارواح وان ارواح اصحاب السعادة في جنات عدن كطير يعلق الشجر لكن ما الشهداء احياء انفسهم في جوف طير حسان تعجب النظر وانها في جنان الخلد سارحة من كل ما تشتهي تجني به الثمر وان ارواح من يشقى معذبة حتى تكون مع الجثمان في سقرا ثم عقد رحمه الله تعالى هذا الفصل في عذاب القبر وفتنته وعذاب القبر حق كما قال ذلكم رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يفتنون في قبورهم يسألهم الفتانان ملكان احدهما يقال له المنكر والاخر يقال له النكير واذا ادرج الميت في قبره اجلساه وكانت حينئذ الفتنة ثم من بعدها اما ان يكون في نعيم او يكون في عذاب وعذاب القبر حق دل عليه القرآن ودلت عليه احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومن ادلة القرآن قول الله تعالى ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر وكذلكم قوله النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب وفي السنة جاءت الاحاديث الكثيرة في اثبات عذاب القبر وانه حق قال عليه الصلاة والسلام عذاب القبر حق وقال تعوذوا بالله من عذاب القبر وقال انهما يعذبان وما يعذبان في كبير مر على قبرين فقال ذلك عليه الصلاة والسلام فمن امور الاعتقاد التي تتعلق بالايمان باليوم الاخر الايمان بفتنة القبر وعذابه الايمان بفتنة القبر وعذابه. فالايمان بذلك هو من الايمان باليوم الاخر لان الايمان باليوم الاخر تبدأ تفاصيله من الموت ومن مات قامت قيامته ومن مات قامت قيامته والقبر اول منازل الاخرة القبر اول منازل الاخرة كما جاء بذلكم الحديث فاذا مرحلة الدار الاخرة تبدأ من الموت ولهذا جاء في الحديث ما يدل على انه ليس بين المؤمن وبين الجنة الا ان يموت. وليس بين الكافر وبين النار الا ان يموت. من قال لا اله الا الله دخل الجنة من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار. ليس بينه وبينها الا ان يموت فالامام فتنة القبر وعذاب القبر ونعيم القبر هو من الايمان باليوم الاخر من الايمان باليوم الاخر وهو من الايمان بالغيب وقد قال الله تعالى هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله والناظم رحمه الله في في في هذا الفصل يذكر بعض التفاصيل المتعلقة فتنة القبر وعذابه بدأ بقوله ولم تمت قط من نفس وما قتلت من قبل اكمالها الرزق الذي قدر اي ان كل نفس ماتت على اي صفة كانت من صفات الموت فانما ماتت بالاجل الذي قدر من مات على فراشه ومن مات في ساحات الجهاد ومن مات في الحوادث غرقا او حرقا او اكلته السباع او اعتدي عليه وقتل كل هؤلاء ماتوا بالاجل المقدر قد قال الله سبحانه فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون وقال لكل اجل كتاب لكل اجل كتاب وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله فالامور كلها التقدير لله عز وجل ومن ذلكم موت الانسان هذا باجل وبكتاب مقدم فلا يقع الا في الوقت الذي قدره الله لا يتأخر عنه ساعة ولا يتقدم فقوله ولم يمت قط من نفس وما قتلت يعني سواء كان موت الانسان موتا على فراشه او قتل اعتدى عليه معتد فقتله فكل ذلك بالاجل الذي قدر. لم تمت قط من نفس وما قتلت من قبل اكمالها الرزق الذي قدر يعني لا يموت احد قبل ان يكمل الرزق الذي قدر له وكتب وكان امر الله قدرا مقدورا فلا لا تموت نفس قبل ذلك وكما انه هنا يقرر الاعتقاد الحق يرد ايضا في ضمن ذلك باطل القدرية النفاة الذين يقولون ان من قتل فان القاتل قطع عليه اجله يعني عجل بموته قبل الاجل الذي كتب له قطع عليه اجله وهذا قول في منتهى الضلال والعياذ بالله وفيه جاحد ان الامور ومنها موت من مات على اي صفة كانت بقضاء الله وقدره. فيقولون قطع عليه اجله بقتله له ثم سارت بناء على ذلك مسألة وما كان ينبغي ان اه ان تثار فقالوا اذا قتل القتيل لو كان من قتله تركه ولم يقتله هل يموت او يعيش فقال بعضهم يموت لان هذا وقته فان لم يمت بالقتل مات بغيره قال ذلك نفاة الاسباب وقال القدرية النفاة لو لم يقتله لعاش وهذا بحث عقيم مبني على عدم التسليم ومبني على المجانبة للوحي والا اي حاجة لمثل هذا الكلام؟ هذا قتيل وهذا اجله واي حاجة لمثل هذه الافتراضات والتساؤلات وما قول هؤلاء الا مثل قول من يقول مثلا فلانة من الناس لو لم تزوج فلانا وتنجب منه هؤلاء الاولاد هل كانت تتزوج غيره وتنجب منهم او انها لا تتزوج وتعيش عقيما او مثلا يقول قائل لو لم يأكل فلان هذا الطعام هل سيأكل غيره او يموت بدون اكل او فلان لو لم يتعلم على الشيخ فلان ويحفظ عليه القرآن هل كان سيتعلم على غيره ويحفظ القرآن؟ او انه يعيش اميا غير متعلم؟ هذه كلها يعني مطارحات سقيمة جدا وهي من ضياع العقول بينما قاعدة التسليم تنبت ذلك كله قاعدة التسليم للدلائل والنصوص تنبذ ذلك كله وتنبذ مثل هذه الافتراظات وكلها قول بلا علم. من قال كذا او قال كذا كله قول بلا علم ورجم بالغيب ومثل هذا لا يقال الا هذا الذي قدره الله وقضاه ولا مجال لمثل تلك الافتراضات التي ليس من ورائها طائل الا التفلت من التسليم فالعقيدة كما قال الناظم ولم تمت قط من نفس وما قتلت من قبل اكمالها الرزق الذي قدرا يعني كل نفس ماتت ماتت بالاجل الذي قدر والكتاب الذي كتب ولا تتأخر نفس عن الاجل ساعة ولا تتقدم ساعة ولهذا ينبغي للانسان في المصائب التي تعرض له ان لا يفتح على نفسه بابا من ابواب الشيطان وفي الحديث المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان لا يفتح على نفسه بابا من ابواب الشيطان بل يقف عند قدم اه التسليم والاذعان والايمان وقوله من قبل اكمالها الرزق فيه ان كل انسان وكل حيوان له رزقه الذي قدره الله له ولا يموت حتى يستوفي رزقه لا يموت حتى يستوفي رزقه لو كان لم يبقى له في الحياة الا شربة ماء او شربة لبن لا يموت حتى يستوفي الشيء الذي كتبه الله له لو شربة لبن لو تمرة واحدة لو كسرة خبز لا يموت حتى يستوفي الشيء الذي كتب له حتى يستوفيه كاملا ما من دابة الا على الله رزقها. وفي الحديث ان الله عز وجل يرسل ملكا يأمره بكتب اربع كلمات بكتب رزقه رزقه واجله وعمله وشقي هو سعيد رزقه اي جميع ما سيطعمه تربة ويتغذاه حياته فلا يموت انسان حتى يستوفي الرزق الذي كتبه الله له لا يزيد عليه ولا ينقص منه ومن عجيب القصص التي تروى في هذا المقام ان رجلا وقف على حافة بير ينظر فيها وكانت عميقة فسقط لكنه سقط على الماء وكتب الله له نجاة فاستصرخ اخرج من البئر وهنأه الناس بالعافية والسلامة وقدموا له شربة لبن فشربها ثم سألوه قالوا كيف سقط فاخذهم الى المكان يريهم فسقط ومات فكان ما بقي له الا شربة هذه اللبن ما بقي له الا شربة هذه اللبن نصيبه ورزقه الذي كتبه الله له فلم يمت في السقوط الاول ومات في السقوط الثاني وليس بينهما وقت الا ان يستوفي الرزق الذي له. تروى ومثل هذه القصص والحكايات انما تذكر استئناسا وانما العمدة في مثل هذه الامور على الادلة كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال وكل روح رسول الموت يقبضها رسول الموت اي الملك الموكل بقبض الارواح والملائكة رسل وكل له رسالة ومهمة جاعل الملائكة رسلا فالملائكة رسل وكل له رسالة وكل له مهمة وسموا ملائكة من الالوكة وهي الرسالة يقال الكني فلان اي ارسلني فهم رسل ملائكة اي رسل لله لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يأمرون. كل روح رسول الموت يقبضها كما قال الله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون وكل رح رسول الموت يقبضها باذن مولاه اي انما يفعل ذلك باذن مولاه اي بامر الله سبحانه وتعالى له وهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون باذن مولاه اذ تستكمل العمر اذ تستكمل عمره اي ان قبضه له انما يكون باستكمالها العمر الذي كتبه الله سبحانه وتعالى لذلك الانسان فاذا استكمل عمره واستوفاه جاء الملك وقبض روحه واستكمال العمر هذا كل بحسبه كل انسان بحسبه من الناس من عمره الستين او السبعين او المئة او الاقل او الاكثر ومنهم من عمره الشهر والشهرين في هذه الحياة والسنة والسنتين فاذا استكمل العمر جاء الملك وقبض روحه ولهذا احيانا يكون في البيت رجل مسن بين اليوم الاخر يتوقع اهل البيت فقده ويأتي الملك ويأخذ اصغر من في البيت ويترك ذاك المسن لان هذا الصغير استوفى الاجل الذي كتبه الله. واستوفى العمر الذي قدره الله سبحانه وتعالى فالقبض يكون عند الاستكمال عند الاستكمال للعمر اي الذي قظاه الله وقدره لهذا الانسان وكل انسان قضى الله له عمرا وقدره وكتب ذلك سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ وكل من مات مسؤول ومفتتن من حين يوضع مقبورا ليختبر وكل من مات يعني كل من قبضت روحه وفارق فارق هذه الحياة وغادر هذه الدنيا مسئول ان يسأل في قبره والسؤال يشمل كل من مات ليس فقط من قبر بل كل من مات يسأل مثلا من اكل من اكلته السباع وخرج من ادبارها او اكلته الاسماك في البحار او احرقته النيران وتطاير رمادا. ايا كانت موتة الانسان فانه بعد الموت مسئول يسأل يأتيه ملكان ويسألانه من ربك؟ ما دينك؟ ومن نبيك والله يقول يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء مسؤول ومفتتن مفتتا اي انه تكون له الفتنة في القبر ويأتيه ملكان يقال لهما الفتانان وجاءت تسميتهما بذلك في السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لان مهمتهما ذلك فتنة الناس في القبور والفتنة هي الابتلاء والامتحان ونبلوكم اي نمتحنكم ونختبركم ونبلوكم بالشر والخير فتنة فمسئول ومفتتن متى يكون السؤال؟ ومتى يكون هذا الافتتان؟ قال من حين يوضع مقبورا من حين يوضع مقبورا اي من مجرد ما يوضع في القبر يبدأ السؤال ووفي الحديث استغفروا لاخيكم فانه الان يسأل يعني مجرد ان يهال عليه التراب يبدأ السؤال هذا من قبر ومن لم يقبر اكلته السباع اكلته الحيتان في البحار مات حرقا وتفرق رمادا ايضا مثله تماما يسأل وما تفرق من اجزائه يجمعها القدير على كل شيء قال ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك. اجمعهن ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ذبح هذه الطير وقطعها اوصالا ومزجها شعرها بدمها اوصالها واجزائها وجعل على كل جبل منها جزءا قال ثم ادعهن يأتينك سعيها فجاءت كل جزء من اجزاء هذه الطير من قطرة قطعة دم او قطعة سأر او جزء جزء من لحم او غيره كل جزء رجع الى مكانه رأى ذلك خليل الرحمن عليه السلام ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم فايا كانت صفته الموت فان من مات يكون مفتتا ومسؤول في قبره من حين يوضع مقبورا ليختبر اي ليمتحن ليختبر ان يمتحن وسيلة الامتحان محددة مسبقا وهي ثلاث اسئلة ثلاث اسئلة محددة فاسئلة امتحان القبر مسبقة ومعلنة لكن الثبات في ذاك الموضع لا يكون الا بتثبيت الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء والاسئلة هي من ربك وما دينك ومن نبيك ولهذا ينصح كل مسلم ومسلمة ان تعظم عنايته بهذه الاصول الثلاثة ومن احسن ما يعينك على العناية بهذه الاصول تأسيسا وظبطا وحفظا وفهما كتاب الاصول الثلاثة للامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. هو كتاب افرده في بسط هذه هذه الاصول وايضاحها بايجاز واختصار مع ذكر الدلائل من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه كتبه رحمه الله كتابة الامام الناصح المصلح. فجزاه الله بما جزى الائمة المصلحين خير الجزاء واوفاه قال رحمه الله وان ارواح اصحاب السعادة في جنات عدن كطير يعلق الشجر لكن ما الشهداء احيا وانفسهم في جوف طير حسان تعجب النظر وانها في جنان الخلد سارحة من كل ما تشتهي تجني به الثمرة هنا في هذه الابيات الى اخر هذا الفصل يتحدث عن الارواح ارواح المؤمنين وارواح الكافرين وان ارواح اهل الايمان تكون في سعادة وهناءة ولذة كما دلت على ذلكم الادلة وفي هذا يقول رحمه الله وان ارواح اصحاب السعادة اي اهل الايمان لان اهل الايمان هم اهل السعادة كما قال الله تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى قال ارواح اصحاب السعادة في جنات عدن كطير يعلق الشجرة هذا يذكر فيه رحمه الله انفاس المؤمنين اهل الايمان اهل السعادة عموما ان ارواحهم بهذا الوصف كما جاء في المسند وسنن ابن ماجة وغيرهما من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة سلام قال انما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة. حتى يرجعها الله الى جسده يوم القيامة فهذه ارواح اهل الايمان ارواح اهل الايمان بهذه الصفة طائر يعلق الشجرة قال كطير يعلق الشجرة يشير رحمه الله الى حديث كعب ابن مالك وهو حديث صحيح رواه احمد في المسند وابن ماجة وغيرهما واعلى من ذلكم رح الشهداء اعلى من ذلكم رح الشهداء ولهذا خصهم بالذكر الناظم بقوله لكنما الشهداء احياء اي في قبورهم حياة برزخية اما في باعتبار الحياة الدنيا فانهم اموات ماتوا وفارقوا الحياة لكن لهم حياة برزخية وفيها يقول الرب سبحانه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء فالشهداء احياء اي حياة اه برزخية وانفسهم اي ارواحهم في جوف طير وارواحهم في جوف طير هناك قال آآ في عموم اهل الايمان قال انما ناسمت المؤمن طائر وهنا قال ارواحهم في جوف طير حسان تعجب النظر في جوف طير حسان تعجب النظر وهو يشير هنا الى ما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارواحهم اي الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث جاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فهذا المعنى نظمه بقوله في جوف طير حسان تعجب النظر وانها في جنان الخلد سارحة من كل ما تشتهي تجني به الثمرة ثم بعد ان تجني الثمر تأوي الى تلك القناديل المعلقة بالعرش فهذا شأن ارواح الشهداء وهو اعلى من ما ذكر فيما يتعلق بنسمة المؤمن ثم قال وان ارواح من يشقى وهذا مقابل ما تقدم ارواح اصحاب السعادة فيقابل ذلك ارواح من يشقى اي اهل الشقاء اعاذنا الله واياكم ووقانا ووقاكم وان ارواح من يشقى معذبة اي في البرزخ معذبة في البرزخ والعذاب الذي في القبر للارواح والاجساد معا وان ارواح من يشقى معذبة حتى تكون مع الجثمان في سقرا اي تبقى وتكون معذبة في القبر ثم يوم القيامة تكون تلك الارواح ارواح اهل الشقاء مع الجثمان اي مع اجسادهم في سقرة اي تلقى في اه النار سقر اي النار ثم بعد ذلكم عقد رحمه الله تعالى فصلا في البعث بعد الموت والجزاء والحساب ويؤجل الحديث عنه الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة طرفة عين. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك كمحمد صلى الله عليه وسلم ونسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل وان تجعل كل قضاء قضيته ولنا خيرا اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة في الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك حسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك فمما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حب بك اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغه به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعل الهوا الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر هم ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه