عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اولا نحمد الله عز وجل على ما من به علينا من النعم الكثيرة والمنن العظيمة فان نعم الله علينا لا تحصى ونعمه سبحانه وتعالى لا تعد فله الحمد والشكر على ما من واعطى سبحانه وتعالى فها نحن نستقبل عاما جديدا نسأل الله عز وجل ان يجعله عام عز وتمكين للمسلمين وان يرفع به عنهم الظلم والهوان والذل وان يجعله عام خير ورزق لعامة المسلمين. وان يكفينا واياكم شر كل ذي شر وان يحفظنا واياكم من شرور الدنيا ومصائبها وبلائها هذا العام الذي نستقبله يفتتح بشهر الله المحرم الذي جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم. وتلاحظ اننا ختمنا بالعام الذي مضى بصيام عشر ذي الحجة وفي تلك العشر فيها يوم عرفة الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم اني احتسب على الله عز وجل فيه انه يكفر سنتين سنة ماضية وسنة باقية ثم نستقبل هذه السنة ايضا فنستفتحها بصيام يوم عاشوراء الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم حديث ابي قتادة عند مسلم اني احتسب عند الله انه او يكفر سنة ماضية. ولذلك يقول ابن رجب رحمه الله تعالى وما احسن ان يختم العام بعبادة وان يفتتح العام بعبادة ختمته بصيام وتستفتحه ايضا بصيام صيام يكفر سنتين في سنة مضت وصيام يكفر سنة ماضية في سنة حاضرة وحالة ويقول شيخ الاسلام ان المكفرات اذا اجتمعت الاصل ان المكفرات تكفر الصغائر الاصل ان المكفرات تكفر الصغائر. اما اذا اجتمعت المكفرات كصيام عاشوراء وصيام عرفة وصيام والاعمال الصالحة الكثيرة. يقول شيخ الاسلام وقد تجتمع المكفرات حتى تأتي على بعض الكبائر حتى تأتي على بعض الكبائر اذا اكثر العبد من الاعمال الصالحة ومن صيام التطوع من قيام الليل ومن الصلاة وما شابه هذه الاعمال فانها تكفر حتى تجتمع فيكون لها من القوة ما يدفع الله بها ويكفر الله بها ويمحو الله بها ويغفر الله بها تلك الكبلة وقع فيها العبد. اذا ما اجمل ان ان نستقبل عامنا بطاعة الله عز وجل. وان نفتتح هذه السنة الجديدة بما يقربنا الى الله سبحانه وتعالى نتنافس فيها فقد مضت سنة كاملة بما فيها من خير وشر بما فيها من صالح وفساد وما شابه ذلك وقد ختمت هذه السنة وستعرظ على الله يوم القيامة. وحري بالمسلم دائما وابدا ان يكرم الاستغفار والتوبة والرجوع الى الله عز وجل. لانه لا يدري متى الموت قد تكون هذه السنة التي مضت هي اخر سنة لك وقد تستقبلها السنة ولا تقبلها. بل قد تستقبل هذا الشهر ولا تقبل هذا الشهر فحرص دائما ان يجدد التوبة والرجوع الى الله عز وجل. نبينا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح اني في حديث ابي هريرة في صحيحه في الصحيحين يقول اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة استغفر واتوب الى الله في اليوم اكثر من سبعين مرة وفي صحيح مسلم انه ليغال على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم اكثر من مئة مرة يستغفر النبي صلى الله عليه وسلم كم مائة مرة ويتوب الى الله عز وجل مئة مرة وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر تأخر فحري بنا جميعا ان نستقبل مواسمنا دائما بالتوبة والاستغفار والرجوع الى الله عز وجل. في هذا الشهر المبارك شهر الله المحرم الذي هو احد الشهور الحرم التي عظمها ربنا سبحانه وتعالى يشرع فيه اعمال. من اعظم ما يشرع في هذا الشهر اولا ان يصام. فقد ذكرت قبل قليل ما جاء في ابو هريرة افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم. فلك ان تكمل الصيام في هذا الشهر ان صمته كله فحسن. والافضل ان تفطر بعضه لان النبي صلى الله عليه وسلم ما صام شهرا كاملا قط الا الا رمضان. فتصوم اكثره اغلبه حتى تدرك هذا الفضل. اذا لم تستطع ان تصوم الشهر كاملا فقد فظل الله عز وجل في هذا الشهر اياما معدودة اياما معلومة وافضل هذا افضل ايام هذا الشهر هو يوم عاشوراء يوم من ايام الله عز وجل يوم من ايام الله يقف معه مسلم معتبرا متفكرا ويزيده ايمانا وثقة على الله عز وجل هذا اليوم يذكرنا الله فيه باكبر طاغية واعظم كافر على وجه الارض الا وهو فرعون لعنه الله الذي جمع في في الانتساب لنفسه جمع بين الربوبية والالوهية فقال ما علمت لكم من اله غيري وقال انا ربكم الاعلى فهذا هو اكبر طاغية مر على وجه الارض وهو فرعون لعنه الله عز وجل. وفي هذا اليوم يوم عاشوراء تجبر ذلك الطاغي وتجبر ذلك الكافر. فاراد ان يهلك او يقتل موسى طرد موسى ليهلك ويهلك قومه فلما وصل الى سيف البحر ذر امر الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام ان يضرب بعصاه البحر فانفلق اثنى عشر طريقا فسلكه اس بنو اسرائيل ومعهم موسى عليه السلام واما فرعون فسلكه بعدهم وما ان سلكه الا ويجعل الله عز وجل بعظ البعظ بعظه على بعظ فيغرق فرعون وقومه اجمعين. ويخرج الله فرعون بجسده اية اهذا اليوم يوم نجى الله عز وجل فيه موسى وبني اسرائيل من هذا الطاغ ابناء الكافر. ونأخذ من هذا اليوم ان الله سبحانه وتعالى قال قادر على ان يهلك كثيرا من الطغاة الذين عاثوا في الارض فسادا وعثوا فيها فسادا كما يحصل الان في الشام وفي العراق وفي غير بلاد المسلمين حيث ان يقتلون نساء واطفالا يتجبر الطغاة في هذه البلاد بلاد الشام فك الله عز وجل عنها هذا الذل والهوى ورفع الله عن هذا المرض وهذا البلاء العظيم ويرى الطائرات تقصفهم ليل نهار فيقتل النساء والاطفال نقول في مثل هذا اليوم قد نأخذ من عبرة وندعوا الله عز وجل انه كما اهلك فرعون ان يهلك طغاة الشام وان يهلك كل من حارب الاسلام والمسلمين ممن يعيث في الارض فسادا. ففي يوم عاشوراء عبرة لنا ان الله كما انجى موسى بغير سلاح وبغير عتب وبغير عدد وانما بامر الله عز وجل اصبح البحر مكانا لغرق فرعون وجيشه وقومه فكذلك الله قادر ان يهلك اولئك الظلمة والفجرة وان يأخذهم اخذ عزيز مقتدر سبحانه وتعالى. والنبي صلى الله عليه وسلم لما اتى لما اتى المدينة وجد بعض اليهود يصومون وجد اليهود يصومون عاشوراء فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن احق موسى منكم فصام وامر اصحابه بصيامه. ولذلك نقول يشرع ان يصاب يوم عاشوراء وصيامه يكفر سنة ماضية. فالنبي صلى الله عليه وسلم صامه وامر اصحابه بصيامه. بل ان صيام عاشوراء كان في اول يوم قبل ان يفرظ رمظان كان صيامه واجبة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الناس ان يصوموا حتى الذي يطعم في نهار عاشوراء وهو لم يعلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان يمسك بقية يومه تعظيما لهذا اليوم فهو يوم من ايام الله عز وجل انجى الله فيه عبدا من عباده وهو موسى عليه السلام وسينجي الله عز وجل فيه ايضا عبدا من عبادا من عباده الصالحين الى قيام الساعة. الذي يشرع في صيام عاشوراء يشرع ان يصوم اليوم التاسع. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في صحيح مسلم قال ان عشت الى قابل حيث ابن عباس لئن عشت الى قابل لاصومن التاسع. مخالفة لمن؟ مخالفة لليهود. فالسنة والكمال ان يصوم غدا يوم الاثنين ويصوم وبعده اليوم العاشر يوم يوم عاشوراء وهذا افضل احوال صيام عاشوراء. اذا ما حصل ان يصوم اليوم التاسع اما لعجز او لضعف او لعدم لذكر او لعدم علم فهنا نقول ينتقل من صيام مع العاشر الى اليوم الحادي عشر. وصيام اليوم الحادي عشر جاء عند احمد باسناد في ضعف انهم قال صوموا يوما قبله او بعده وهذي الزيادة وان كانت ظعيفة الا اننا نقول والذي عليه المحق للعلم ان صيام عاشوراء هو السنة وتحصل مخالفة بصيام يوم التاسع فان عجز نعم صيام التاسع يحصل مخالفة فانه ينتقل الى اليوم الحادي الحادي عشر حتى يحصل مخالفة اليهود في صيامنا اليوم. وذلك ان الشريعة جاءت او مقاصد مخالفة اهل الكتاب حتى في عبادتهم نخالفهم حتى لا نتشبه بما يكون بيننا بيننا وبينهم شيء من الترابط والتشابه المخالفة لهم دليل عليه شيء على ان العبد يبغضهم ويعاديهم لانهم لعنهم الله عز وجل قد وصفوا الله باقبح الصفات بالفقر والجوع والمرض وما شابه ذلك فهم قوم بهت وقوم لعنهم الله سبحانه وتعالى. فالشريعة جاءت بمخالفتهم اذا نصوم اليوم التاسع عجز المسلم عن صيامه التاسع يصوم يوم العاشر والسنة فيصوم بعده اليوم الحادي عشر ما استطاع ان يصوم التاسع والعاشر لو صام يوم عاشوراء وحده ادرك الفضل وادرك صيام يوم عاشوراء وحصله الاجر المترتب على ذلك ان من صامه يحتسب النبي صلى الله عليه وسلم على الله ان يكفر عنه سنة ماضية حري بالمسلم ان يغتنم هذه الليالي والايام ايام ايام محرم بالصيام وذكر الله عز وجل فهي ايام حرم والمعصية فيها ايضا معظمة لان الله عز وجل حرم هذه الشهور وجعلها اشهرا حرما معظمة عنده سبحانه وتعالى. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يفقهني واياكم في دينه وان يجعل اقوالا وافعالا واعمالنا خالصة لوجهه الكريم والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا