الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ احمد بن مشرف الاحسائي المالكي رحمه الله تعالى في نظم مقدمة الرسالة للامام ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تعالى وانه اول باق فليس له بدء ولا منتهى سبحان من قدر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا البيت رقمه الثالث عشر كان فاتنا التعليق عليه في حينه يقول فيه الناظم رحمه الله تعالى وهو يعدد اسماء الله عز وجل الحسنى وصفاته العليا يقول رحمه الله وانه اول باق فليس له بدء ولا منتهى اي ان الله عز وجل هو الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء والاول والاخر اسمان لله عز وجل جاء ذكرهما في اوائل سورة الحديد هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وثبت في الصحيح من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام ما فيه تفسير معنى اسمه الاول واسمه الاخر سبحانه وتعالى حيث كان يقول عليه الصلاة والسلام اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وهذا تفسير واف فالاول الذي ليس شيء قبله اي ليس لاوليته سبحانه وتعالى ابتداء والاخر الذي ليس شيء بعده هو سبحانه وتعالى ليس لاخريته انتهاء وهذا دليل على احاطة الله سبحانه وتعالى من حيث الاولية والاخرية فهو اول ليس شيء قبله واخر ليس شيء بعده هذا معنى قوله وانه اول باق فليس له بدء ولا منتهى سبحان اي تنزه وتقدس والتسبيح التنزيه والتقديس لله عز وجل سبحان من قدر اي سبحان القدير على كل شيء وقدرنا فنعم القادرون اي انه سبحانه على كل شيء قدير سبحان من قدر اي سبحان من هو على كل شيء قدير مر معنا في البيت الثاني والعشرين للناظم قال فيه وحي تكلم مولانا القديم به. نبهت هناك ان القديم ليس من اسماء الله عز وجل ولكن ذكره هنا من باب الاخبار والمراد بالقدم اي المطلق لان القدم يراد به القدم المطلق ويراد به القدم النسبي والاولى ان يقال هنا الحكيم بدل القديم وحي تكلم مولانا الحكيم به وهو مستقيم من حيث الوزن وكذلكم اجود واتم من حيث المعنى وفي ذلك موافقة لقوله تعالى تنزيل من حكيم حميد فذكر اسمه تبارك وتعالى الحكيم في هذا المقام هو الاوفق والاولى ايضا مر معنا في البيت السادس والعشرين التنبيه على لفظة السكر وانها لفظة لا تليق ولا تناسب في هذا المقام ثم ايظا ظهر لي تنبيه اخر على كلمة هاما حتى اذا هام سكرا في المصادر او المعاجم اللغوية ها ما اذا عديت بفي كما هو الحال هنا هامة في محبته فانها تعني التحير في الامر والاضطراب. والذهاب كله مذهب ومنه قوله تعالى الم تر انهم في كل واد يهيمون فايضا التعبير بها ما لا يناسب في هذا المقام واذا ابدلت حتى اذا زاد شوقا في محبته. قال الكليم الهي اسأل النظر فانه يستقيم من حيث الوزن لا يتأثر من حيث الوزن ومن حيث المعنى هو الاوفق والاسد والاتم حتى اذا زاد شوقا في محبته وشوقا هي المناسب ذكرها هنا وفي هذا موافقة للدعاء المعروف المأثور عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حيث قال عليه الصلاة والسلام في دعائه اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك فالمقام هنا مقام شوق وايضا المقام هنا مقام ازدياد لان موسى عليه السلام حصل له ان سمع كلام الله من الله فطلب مقام ازديادا من الفضائل والكرامات والخيرات فزاد فالانسب ان يقال حتى اذا زاد شوقا في محبته قال الكليم الهي اسأل النظر ومن حيث الوزن المستقيم ومن حيث المعنى اه اشد واوفى واسلم نعم اصل في البعث بعد الموت والجزاء قال الناظم رحمه الله تعالى وان نفخة اسرافيل ثانية في الصور حق فيحيى كل من قبر كما بدا خلقهم ربي يعيدهم سبحان من انشأ الارواح والصور حتى اذا ما دعا للجمع صارخه وكل ميت من الاموات قد نشر. قال الاله قفوهم للسؤال لكي يقتص مظلوم ممن له قهرا فيوقفون الوفا من سنينهم والشمس دانية والرشح قد كثر وجاء ربك والاملاك قاطبة لهم صفوف احاطت بالورى زمرا وجيء يومئذ بالنار تسحبها خزانها فاهالت كل من نظر فاهالت كل من نظر لها زفير شديد من تغيظها على العصاة وترمي نحوهم شررا ويرسل الله صحف الخلق حاوية اعمالهم كل شيء جل او صغر فمن تلقته باليمنى صحيفته فهو السعيد الذي بالفوز قد ظفر ومن يكن باليد اليسرى تناولها دعا ثبورا وللنيران قد حشرا ووزن اعمالهم حق فان ثقلت بالخير فازا وان خفت فقد خسرا وان بالمثل تجزى السيئات كما يكون في الحسنات الضعف قد وفرا وكل ذنب سوى الاشراك يغفره ربي لمن شاء وليس الشرك مغتفرا وجنة الخلد لا تفنى وساكنها مخلد ليس يخشى الموت والكبر اعدها الله دارا للخلود لمن يخشى الاله وللنعماء قد شكر. وينظرون الى وجه الاله بها. كما يرى الناس الظهر والقمر كذلك النار لا تفنى وساكنها اعدها الله مولانا لمن كفر ولا يخلد فيها من يوحده ولو بسفك دم المعصوم قد فجر وكم ينجي الهي بالشفاعة من خير البرية من عاص بها سجرا هذا الفصل كذلك الفصل الذي قبله والذي بعده كلها فالايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر احد اصول الايمان العظام واركانه الجسم التي لا قيام للايمان الا عليها وقد مر معنا قول الله سبحانه ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وكذلك قوله سبحانه في ذكر اصول الايمان امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وذكر اليوم الاخر هنا في قوله واليك المصير والايات في تقرير هذا الاصل كثيرة جدا وكذلكم الاحاديث عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه والايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت الايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت من تفاصيل ذكرت في الكتاب والسنة بدءا من القبر ففتنته وعذابه ونعيمه ثم الحشر والبعث والجزاء والحساب والدواوين والموازين والصراط والصحف والجنة وما فيها والنار وما فيها كل التفاصيل التي وردت في هذا الباب في الكتاب والسنة الايمان بها من الايمان باليوم الاخر وفي هذا الفصل بيان لما يتعلق بالبعث القيام من القبور لرب العالمين ايظا ما يتعلق بالجزاء والحساب بدأ ذلكم رحمه الله تعالى بقوله وان نفخة اسرافيل ثانية بالصور حق فيحيا كل من قبر قوله وان نفخة اسرافيل ثانية في الصور. السور عرفه النبي عليه الصلاة والسلام وبينه بانه قرن ينفخ فيه والذي وكل بالنفخ في الصور المشهور من كلام اهل العلم هو اسرافيل قد نص عليه الناظم ولم يأتي في ذلك احاديث صحيحة صريحة لكن استنبط اهل العلم من بعض الاحاديث واسرافيل هو احد الملائكة العظام الذين وكلوا بمهمات كبار جسام وهو من مقدميهم قال عليه الصلاة والسلام في استفتاحه صلاة الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل خص هؤلاء بالذكر متوسلا الى الله سبحانه وتعالى بربوبيته لهم وكل من هؤلاء موكول بامر تتعلق به الحياة لما كان المقام مقام سؤال الله الهداية التي هي حياة القلوب توسل الى الله بربوبيته لهؤلاء الملائكة العظام الذين كل منهم موكول بجانب له تعلق بالحياة اما جبريل فموكول بالوحي الذي به حياة القلوب واما اسرافيل فموكول بالنفخ في الصور والذي في حياة الاجسام واما ميكائيل فموكول بالقطر الذي به حياة الارض والناس والنبات وتخصيص هؤلاء بالذكر لا شك ان فيه دلالة على عظم مكانتهم ورفعة منزلتهم وقوله ثانية يدل ان هذه النفخة مسبوقة بنفخة اولى وهي التي تعرف بنفخة الصعق والنفخة الثانية هي نفخة البعث وقد جمع بين النفختين في ايات منها قول الله سبحانه يوم ترجف الراجفة فتتبعها الرادفة وكذلك قوله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ونفع في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون فذكرت النفختان نفخة الصعق ونفخة القيام او نفخة البعث وقول الناظم هنا ثانية فيه دلالة على انه يرى ان النفخات اثنتان وهذا قول لجماعة من اهل العلم ويرى اخرون انها ثلاث نفخات وهو الاظهر وممن يرى ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية وابن كثير وغيرهما والثالثة هي نفخة الفزع ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض وهي تسبق نفخة الصعب فهي ثلاث نفخات نفخة فزع ينفخ نفخة في الصور فيفزع من في السماوات والارض لهول ذلك ثم تعقبها نفخة الصعق فيصعق من في السماوات ومن في الارض ثم يعقبها النفخة الثالثة وهي نفخة القيام والتي عنها الحديث في هذا البيت وان نفخة اسرافيل ثانية في الصور حق اي امر ثابت ومتقرر دلت عليه الدلائل الواضحات في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومر ذكر شيء منها وقد جاء في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال بين النفختين اربعين بين النفختين اربعين. قيل سنة قال ابيت قيل شهر قال ابيت قيل يوم قال ابيت اي لم يذكر عليه الصلاة والسلام فالمدة التي بين النفخة والاخرى اربعين ولا يعلم اهي اربعين سنة او اربعين شهر او اربعين يوم وعلى اثر هذه النفخة يكون القيام. ولذا قال فيحيا كل من قبر اي كل من كان مقبورا مدفونا يحيى وذكر من قبر لان هذا اغلب الناس يكون حاله كذلك والا فان كل الناس يحيون من قبر ومن لم يقبر مثل من اكلته السباع وخرج من ادبارها روثا او بعرا ومثل من احرقته النيران فتفتت وذهب رمادا او غير ذلك فكل هؤلاء يحيون ويقومون لرب العالمين على اثر هذه النفخة قال كما بدأ خلقهم ربي يعيدهم سبحان من انشأ الارواح والصور اي ان هذا البعث والقيام لرب العالمين الامر فيه كما بدأهم اول مرة كما بدأكم تعودون كما بدأنا اول خلق نعيده فهذا البعث وهذا القيام له دلائل وبراهين كثيرة منها حياة الانسان الاولى ونشأته الاولى وكونه قد خلقه الله سبحانه وتعالى من العدم واوجده بعد ان لم يكن فهذا برهان على البعث ودليل عليه. ولهذا كثر ذكر هذا البرهان في مواضع كثيرة من القرآن وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم؟ قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ونسي خلقه يعني من يذكر خلقه الاول من العدم لا يمكن ان يستبعد بعثه بعد الموت لا يمكن ان يستبعد ولهذا قال الله عنه ونسي خلقه اي لو كان على ذكر صحيح لخلقه الاول وايجاد الله سبحانه وتعالى من العدم لا يستبعد اطلاقا ان الله سبحانه وتعالى يبعثه بعد الموت قال كما بدا خلقهم ربي يعيدهم اي كما خلقهم اول مرة يعيدهم بعد الموت يعيدهم بعد الموت كما بدأنا اول خلق نعيده وهذا المعنى يتضمن ايضا ان البعث يكون على الصفة التي بدأ الانسان في هذه الحياة عليها وخرج عليها فيخرج يبعث كما ولد ولهذا جاء في الحديث انهم يقومون حفاة عراة غرلا كما بدأنا اول خلق نعيده فيقوم الناس حفاة بلا نعال عراة بلا ثياب غرلا اي ليسوا مختتنين بهما كما جاء في الحديث الاخر اي ليس معهم من الدنيا شيء سبحان من انشأ الارواح والصور سبحان من انشأ الارواح والصور. سبحان من انشأها ان شاء وبعثها واعاد الارواح الى الاجساد واقام هؤلاء كلهم لله رب العالمين سبحانه ما اعظمه تمزقت الاجساد واحرقت اخرى واكلت اخرى انواع وانواع فسبحان من اعادها وانشأها واحياها ونشرها فقامت كلها لرب العالمين حتى اذا ما دعا للجمع صارخه وكل ميت من الاموات قد نشر يشير الى مثل قوله ويوم يدعو الداعي يوم يدعو الداعي ان ينادي المنادي وهو المشار اليه هنا صارخه اي الداعي والمنادي بصوت عال رفيع وكل ميت من الاموات قد نشر جميع الاموات على اي صفة كانت موتتهم وهلكتهم كلهم ينشرون ثم اماته فاخبره ثم اذا شاء انشره وانشره المراد بالنشر هو القيام من الموت المراد بالنشر اي القيام من الموت والبعث من القبور قد نشر قال الاله قفوهم للسؤال لكي يقتص مظلومهم ممن له قفر قال الاله سبحانه وتعالى قفوهم بهذا اشارة الى قوله جل وعلا وقفوهم انهم مسؤولون وقفوهم انهم مسؤولون والمراد انهم يحبسون ويحجزون لاجل القصاص ولاجل السؤال قال الاله قفوهم للسؤال لكي يقتص مظلومهم ممن له قهرا اي انه في ذلك اليوم يكون القصاص يقتص للمظلوم من ظالمه وقوله ممن له قهر فيه ان الظلم قهر للمظلوم والم وشدة ومعاناة ايا كان نوع الظلم له سواء في نفسه او في عرضه او في ماله او في اي حق من حقوقه هذا قهر له والظلم ظلمات يوم القيامة فيوم القيامة يقتص للمظلوم من ظالمه وفي حديث عبد الله ابن انيس وحديث صحيح يقول الله عز يقول عليه الصلاة والسلام يحشر الله الناس يوم القيامة حفاة عراة بهما قالوا وما بهما يا رسول الله قالوا اي ليس قال اي ليس معهم من الدنيا شيء قال ثم ينادي الله سبحانه وتعالى انا الملك انا الديان ثم يقول لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة حتى اقتص منه لا ينبغي لاحد ان يدخل لا ينبغي لاحد ان يدخل الجنة ولاحد عليه مظلمة حتى اقتص منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد عليه من اهل الجنة مظلمة حتى اقتصها منه. قال حتى اللطمة حتى اللطمة قالوا كيف ذلك يا رسول الله وهم انما جاءوا بهما. قال بالحسنات والسيئات بالحسنات والسيئات ان يؤخذ من حسنات الظالم ويعطى للمظلوم. فان فنيت حسنات الظالم اخذ من سيئات المظلوم فطرحت عليه قال فيوقفون الوفا من سنينهم والشمس دانية والرشح قد كثر يوقفون الوفا اي ان الوقوف ذلك اليوم وقوف طويل وصفه الناظم بالوفا يقفون الوف من سنينهم يعني يقفون سنوات تعد بالالوف لا تعد بالعشرات ولا المئات وانما تعد بالالوف الوف السنوات جاء ذكر عدد هذه السنوات في القرآن وفي الحديث الثابت عن الرسول عليه الصلاة والسلام في الصحيحين وغيرهما اما في القرآن ففي قوله في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فاصبر صبرا جميلا انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا فيوم واحد لكن مقداره كما اخبر الله سبحانه وتعالى خمسين الف سنة خمسين الف سنة يوم واحد هذا مقداره اي شيء يقارن ذلك اليوم الواحد الذي مقداره خمسين الف سنة بالحياة التي نعيشها ستين سنة او خمسين سنة او اربعين او مئة او مئة وعشرين ماذا تقارن بخمسين الف سنة بخمسين الف سنة فهو يوم عظيم ويوم مهين ويوم الوقوف فيه وقوف طويل ثم وقوف بارض عفراء مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ولا ظل ولا شجر والشمس تدنو من الخلائق والشمس تدنو من الخلائق كما قال الناظم دانية والرشح قد كثر الرشح العرق الرشح العرق قد كثر يعني كثر في الناس العرق وفي ذلك اشارة الى ما ثبت في صحيح مسلم من حديث المقداد ابن الاسود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق فيكون العرق على قدر اعمالهم فمنهم من يكون الى كعبيه ومنهم من يكون الى ركبتيه ومنهم من يكون الى حقويه وسطه ومنهم من يلجمه العرق الجاما ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فيه صلوات الله وسلامه عليه اي ان الناس يتفاوتون في العرق في ذلك الموقف العظيم واليوم العصيب ويكرم الله سبحانه وتعالى اصفياءه واولياءه وعباده المتقين بان يظلهم في ظله الظليل يوم لا ظل الا ظله وقد ذكرت اعمال عديدة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثواب من قام بها واعتنى بها وحافظ عليها ان يضله الله سبحانه وتعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يكرمنا اجمعين بذلك قال وجاء ربك والاملاك قاطبة لهم صفوف احاطت بالوراء زمرا اي ان الناس في ذلك اليوم العظيم والموقف العصيب وطول المقام يذهبون الى الى الانبياء طالبين منهم ان يشفعوا لهم عند الله في ان يبدأ بالحساب يطلبون منهم الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى في ان يبدأ بالحساب فيذهبون الى ادم ويعتذر والى نوح فيعتذر الى ابراهيم ويعتذر موسى فيعتذر عيسى فيعتذر وكل واحد يحيلهم الى الاخر حتى يأتون محمدا عليه الصلاة والسلام حتى يأتون نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها انا لها ثم يسجد لله تبارك وتعالى تحت العرش ويحمد الله في ذلك السجود بمحامد يعلمه الله اياها في ذلك الوقت قال عليه الصلاة والسلام لا اعلمها الان ويعلمه من حسن الثناء عليه سبحانه وتعالى ثم يقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع وعلى اثر هذه الشفاعة وهي المقام المحمود الذي ذكره الله في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ومقام يغبطه عليه الاولون والاخرون فعلى اثر هذه الشفاعة العظمى الكبرى للخلائق يوم القيامة يجيء الرب سبحانه وتعالى في ظلل من الغمام كما في قوله سبحانه وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي. فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي فقول الناظم وجاء ربك اشارة الى قوله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا اي ان الله عز وجل هو نفسه سبحانه وتعالى يجيء مجيئا يليق بجلاله وكماله ولتطرح جميع اقوال المتأولة والمبطلة فما ابعدها عن الدراية والفهم لكلام الله سبحانه وتعالى وجاء ربك اي انه هو سبحانه وتعالى يجيء مجيئا يليق بجلاله والقول في المجيء كالقول في جميع الصفات تمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت يجيء سبحانه للفصل بين الخلائق والاملاك قاطبة اي وكذلك الاملاك تجيء قاطبة اي جميعا كل ملائكة سماء ينزلون لهم صفوف احاطت بالوراء زمرا وجاء ربك والملك صفا صفا اي تنزل الملائكة ملائكة كل سماء وتحيط بالوراء اي بالخلائق صفوفا من وراء صفوف محيطة بالخلق وقوله زمراء اي جماعات فتنزل ملائكة كل سماء ويحيطون بالخلائق صفوفا لهم صفوف احاطت بالوراء زمرا وجيء يومئذ بالنار تسحبها خزانها وجيء يومئذ بالنار تسحبها خزانها يشير الى قول الله سبحانه وجيء يومئذ بجهنم اي ان جهنم اعاذنا الله منها يجاء بها تجر الى ارض المحشر والذين يجرونها ويقومون بسحبها الى ارض المحشر خزانها كما قال الناظم هزانها اي خزنتها وهم ملائكة وكل الله لهم وكل اليهم ذلك قد ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود ان النبي عليه الصلاة والسلام قال يؤتى بجهنم يومئذ يعني يوم القيامة ولها سبعون الف زمام ومع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها اي ان الملائكة الذين وكل اليهم سحب جهنم الى ارض المحشر يوم القيامة عددهم سبعون الف في سبعين الف عددهم سبعون الف في سبعين الف هؤلاء يقومون بسحبها وجرها في ازمتها والزمام هو الخطام سبعون الف زمام ومع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها فاهالت كل من نظر اهالت كل من نظر اي من نظر اليها امر مهين امر مهين للغاية نار بهذه الضخامة وبهذه السعة وبهذا الهول وايضا بالصفات التي سيذكر شيئا منها الناظم رحمه الله فلا شك ان الامر كما وصف الناظم اهالت كل من نظر لها زفير شديد من تغيظها على العصاة وترمي نحوهم سررا اي انها تأتي الى ارض المحشر على هذه الصفة لها زفير شديد من تغيظها اي تأتي وهي في اشد ما يكون من الغيظ والحنق على اهلها لها تغيظ وايظا لها زفير والزفير الصوت لها زفير لها صوت صوت يصدر منها من شدة الحنق والغيظ على العصاة قال الله تعالى اذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور سمعوا لها شهيقا وهي تفور وقال تعالى واذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا سمعوا لها تغيظا وزفيرا فلها تغيظ حنق شديد على اهلها وايضا لها زفير سفير صوت يسمعونه وهي مقبلة عليهم يقطع افئدتهم قبل الدخول فكيف يكون الامر والحال بعد الدخول وترمي نحوهم شررا تروي ترمي نحوهم شررا ويشير الى قوله سبحانه وتعالى بشأن المكذبين في سورة المرسلات انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب لا ضليلا ولا يغني من اللهب انها اي النار ترمي بسرر كالقصر كانه جمالة صفر يقال له انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون. اي هذه النار التي كنتم تجحدون وتكذبون بها في حياتكم الدنيا. انطلقوا اليها الى ماذا؟ الى ظل ذي ثلاث شعب الى ظل ذي ثلاث شعب قيل المراد بالظل الذي ذي ثلاث شعب ادخنة النار تتفرع الى ثلاثة فروع وقيل السنة النار واي ظلا هذا تنطلق الى ظل ذي ثلاث شعب اي ظل هذا؟ لا ظليل ولا يغني من اللهب لا ظليل ولا يغني من اللهب يعني من يأوي اليه لا يجد فيه ظلا يرتاح فيه ولا يحميه من اه اللهب لا ظليل ولا يغني من اللهب انها اي النار ترمي بشرر الشرع المعروف وهو الاجزاء التي تتطاير من النار وهي مشتعلة متقدة لكن حجم الشرر الذي نراه ونعهده في النار ذرات صغيرة وقطع صغيرة جدا تتطاير لكن الشرر في ذلك اليوم حجمه اخر انها ترمي بسرر كالقصر انها ترمي بشرر كالقصر كانه جمالة صفر اجتمع هنا تقرير ثلاثة امور تتعلق بالشر كبر حجمه وكثرته وذكر لونه اما الحجم قال كالقصر قيل كالبناء والبيت ونحو ذلك يعني حجمه كبير هذا من حيث الحجم ومن حيث الكثرة جمالات جمالات اي كقطيع من الجمال متتابع وراء بعضه هذا فيه اشارة الى الكثرة وصفر اي هذا هو اللون والناظم رحمه الله تعالى يشير الى ذلك قوله وترمي نحوهم شررا نحوهم اي نحو اهلها ويرسل الله صحف الخلق حاوية اعمالهم كل شيء جل او صغر اي انه في ذلك اليوم تتطاير الصحف تتطاير الصحف وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا ويرسل الله صحف الخلق حاوية اي مشتملة على اعمالهم حاوية اعمالهم اي مشتملة على اعمالهم جميع الاعمال كل الاعمال الصغير من الاعمال والكبير القولي والفعلي المتعلق بحقوق الله وحقوق العباد جميع الاعمال تكون محصاة في الصحف يرسل الله صحف الخلق حاوية اعمالا كل شيء اي كل شيء فعلوه كل شيء فعلوه تكون حاوية له مشتملة عليه تلك الصحف جل او صغره جل اي كبر العمل او سور اي كان عملا صغيرا كل ذلك يلقاه العامل في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ثم ينقسم الناس في ذلك اليوم الى فريقين فريق يؤتى كتابه باليمين وفريق وفريق يؤتى كتابه بالشمال من وراء الظهر بالشمال من وراء الظهر قال رحمه الله تعالى عن القسم الاول فمن تلقته باليمنى صحيفته فمن تلقته باليمنى صحيفته فهو السعيد الذي بالفوز قد ظفر اي من اكرمه الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم وتلقى اي اخذ صحيفته بيده اليمنى فان هذا عنوان السعادة ودليل الفوز وبرهان الفلاح ان يأخذ كتابه بيمينه ان يأخذ كتابه بيمينه فمن تلقته باليمنى صحيفته فهو السعيد اي هو الفائز بالسعادة والفائز بالسعادة الفائز بالنجاة من النار ودخول الجنة وهذا هو الفوز العظيم وهو الفوز المبين ومن اسف ان كثير من الناس في هذا الزمان اذا تحدثوا عن الفوز لا يعرفونه الا في اللعب وكلمة فائز وفائزين ومن فاز لا يعرفونها الا في اللحد اما الفوز العظيم فهو فهم عنه غافلون فهم عنه غافلون الفوز العظيم الفوز المبين هو هذا قال الله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور فالذي يؤتى كتابه باليمين فهو السعيد فهو السعيد الذي بالفوز تنظفر اي الذي نال وشرف بالظفر بالفوز. وكان من الفائزين وقد قال الله سبحانه فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا وينقلب الى اهله مسرورا والسرور هو الذي عبر عنه الناظم هنا بقوله فهو السعيد عبر عنه الناظم بقوله فهو السعيد وفي الاية الاخرى قال فاما من اوتى كتابه بيمينه فيقول هاء مقرؤوا كتابه اني ظننت اني ملاق حسابي اي في الدنيا كنت اعتقد ان هناك بعث وحساب وجزاء اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية وهذا المعنى اليه اشارة بقوله بالفوز قد ظفر بالفوز قد ظفر قال ومن يكن باليد اليسرى تناولها اي الصحيفة ضمير عائد على الصحيفة ومن يكن باليد اليسرى تناولها دعا ثبورا اي دعا بالويل والهلاك. دعا ثبورا اي يا ويلاه ويا شدة هلاكي ونحو ذلك دعا ثبورا وللنيران قد حشر وللنيران قد حشر هناك سعيد وهنا يقابله يدعو ثبورا وهناك الذي بالفوز قد ظفر وهنا يقابله وللنيران قد حشر ولا النيران قد حشر والذي يؤتى كتابه بشماله يؤتاه بشماله من وراء ظهره يؤتاه بشماله من وراء ظهره كما قال الله تعالى واما من اوتي كتابه من وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا وفي الاية الاخرى قال واما من اوتي كتابه بشماله واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابي. ولم ادري ما حسابي. يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليا هلك عني سلطاني خذوه فغلوه ثم الجحيم فصلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ثم قال رحمه الله ووزن اعمالهم حق ووزن اعمالهم حق فان ثقلت بالخير فاز وان خفت فقد خسر قوله ووزن اعمالهم حق اي ان الميزان حق الميزان حق وانها تنصب الموازين يوم القيامة تنصب الموازين يوم القيامة ونضع الموازين بالقسط ليوم القيامة فتنصب الموازين وهو ميزان حقيقي له كفتان كفة تكون فيها الحسنات وكفة تكون فيها السيئات. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا رؤوسهم في جهنم خالدون ووزن اعمالهم حق اي امر ثابت لا ريب فيه فان ثقلت بالخير فاز وان خفت فقد خسر وهذا المعنى الذي اشتمل عليه هذا البيت جاء كله مقررا في قول الله سبحانه والوزن يومئذ الحق والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون المعنى الذي في هذه الاية الكريمة نظمه رحمه الله في هذا البيت قال وان بالمثل تجزى السيئات كما يكون في الحسنات الضعف قد وفرا اي ان السيئة يوم القيامة تجزى بمثلها اما الحسنة ففيها المضاعفة الى عشر امثالها الى اضعاف كثيرة يضاعف الله لمن يشاء السيئة بالمثل واما الحسنة فانها تظعف من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون وكل ذنب سوى الاشراك يغفره ربي لمن شاء وليس الشرك مغتفرا يشير الى قول الله سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي ان كل ذنب دون الشرك بالله سبحانه وتعالى صاحبه تحت المشيئة كما قال الناظم هنا يغفره ربي لمن شاء وهو تحت المشيئة ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء معنى تحت المشيئة اي ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له وان عذبه فانه لا يخلد في النار لان الخلود في النار انما هو للكافر المشرك لا يخرج من النار ابد الاباد وما هم منها بمخرجين والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير فالذنوب التي دون الشرك صاحبها تحت المشيئة ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له وان عذبه فانه لا يخلد في النار قال وليس الشرك مغتفرا اي من مات مشركا لا مطمع له اطلاقا في مغفرة الله اطلاقا ولا سبيل له ان يظفر برحمة الله ومغفرته يطلب المشرك ان يخفف عنه العذاب ويطلب ان يقضى عليه فيموت ويطلب ان يعاد الى الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل فلا يعطى اي شيء من ذلك بل لا يكون له يوم القيامة الا زيادة العذاب ولهذا قال اهل العلم في بعض كتب التفسير ان اشد اية على الكفار يوم القيامة قول الله سبحانه في سورة النبأ تذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. يعني هم يطمعون التخفيف ويطمعون ان يقضى عليهم فيموتوا ويطمعون في العودة مرة ثانية الى الحياة الدنيا فلا ينالون الا ما جاء في قوله فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. اي ليس هناك تخفيف ولا يقضى عليهم فيموتوا ولا ايظا يعادون مرة الثانية الى الحياة الدنيا قال وجنة الخلد لا تفنى وساكنها مخلد ليس يخشى الموت والكبر اعدها الله دارا للخلود لمن يخشى الاله وللنعماء قد شكر وينظرون الى وجه الاله بها كما يرى الناس شمس الظهر والقمر هنا يذكر عقيدة اهل السنة في الجنة وهي عقيدة مستمدة من الكتاب والسنة قال وجنة الخلد لا تفنى اي باقية ابد الاباد ونعيمها باق وساكنها اي اهل الجنة مخلدون فيها مخلدون فيها وفي الوقت نفسه لا يخشون في الجنة. الموت ولا يخشون الكبر ليس في الجنة موت وليس فيها كبر يدخلونها ابناء ثلاثا وثلاثين جعدا مردا كما جاء في الحديث ابناء ثلاث وثلاثين فهم في هذا العمر وفي هذه المرحلة من العمر التي ازهى مراحل العمر واتمها يبقون على ذلك لا لا يخشون موتا ولا يخشون ايضا كبرا اعدها الجنة الله دارا للخلود اعدها دارا للخلود لان آآ الجنة يقال لاهلها خلود فنموت يبقون فيها مخلدين ابد الاباد. اعدها دارا للخلود يعني ليست دارا النعيم لامد محدود او وقت معين ثم تفنى لا بل هي دار للخلود والبقاء اعدها الله لمن يخشى الاله كما قال الله ولمن خاف مقام ربه جنتان ولمن خاف مقام ربه جنتان لمن يخشى الاله وللنعماء قد شكر اي من كان يخاف الله سبحانه وتعالى ويخشاه ويشكر نعماؤه سبحانه وشكر النعماء يتناول الشكر باللسان والقلب والجوارح باللسان اعترافا وثناء وحمدا والقلب اقرارا وايمانا والجوارح عملا بطاعة الله سبحانه وتعالى اعملوا ال داوود شكرا وينظرون الى وجه الاله بها كما يرى الناس شمس الظهر والقمر اي انهم في الجنة يكرمهم الله سبحانه وتعالى باعظم نعيم واجله على الاطلاق الا وهو النظر الى وجه الله الكريم سبحانه وتعالى قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة اي حسنة بهية الى ربها ناظرة اي تنظر اليه سبحانه وتعالى وهذا اكمل نعيم وفي الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام اذا دخل اهل الجنة قال الله سبحانه وتعالى اتريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تجرنا من النار الم تدخلنا الجنة فقال في كشف الحجاب فينظرون الى الله فما اعطوا شيئا اعظم من النظر اليه او كما جاء في الحديث عنه صلوات الله وسلامه عليه. فالنظر الى الله سبحانه واكمل نعيم واجله على الاطلاق اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وقوله كما يرى الناس شمس الظهر والقمر كما في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر التشبيه هنا للرؤية بالرؤية وليس للمرء بالمرء اي كما انكم ترون الشمس في وظح النهار والقمر ليلة الابدار حقيقة عيانا بدون تزاحم وبدون تظام فانكم سترون الله يوم القيامة حقيقة قال لا تضامون في رؤيته لا تضامون في رؤيته لا تضامون في رؤيته اي لا يحصل لكم ضيم او ضرر او ظلم كلكم يراه ايا اهل الايمان قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا لما ذكر الرؤيا ذكر السبب الذي به تنال وطاعة الله وعبادته واعظم ذلك الصلاة والصلاة بينها وبين الرؤية ارتباط بينها وبين الرؤية ارتباط فاهل الصلاة والمحافظة عليها هم اهل الرؤية وانظر هذا المعنى في القرآن في قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق فلا صدق ولا صلى اي هذا الذي لا يرى الله فلا صدق ولا صلى فثمة ارتباط بين الصلاة وبين الرؤيا ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان استطعتم الا تغلب وقوله الا تغلبوا فيه تنبيه ان ثمة غوالب كثيرة جدا تغلبكم على الصلاة فاحذروا ان تغلبكم فاحذروا ان تغلبكم ما هي التي تغلب الناس على ما هي الامور التي تغلب الناس على الصلاة امور كثيرة جدا امور كثيرة جدا احيانا بعض الناس تغلبه على الصلاة ان ينظر الى مجموعتين من الكفار يلعبون الكرة مجموعتين من الكفار يلعبون الكرة متقابلين يلعبون فينظر اليهم وهم يركضون وراء الكرة ولا يقوم للصلاة او حتى ينظر الى بعض المسلمين يلعبون الكرة او ينظر الى مناظر اخرى واشياء اخرى لكن هذه هذه امور حقيقة مؤسفة جدا كيف يغلب الانسان على صلاته مثل هذا هذه الاشياء وكل شيء يغلبك عن الصلاة ايا كان لا خير فيه كل شيء يغلبك على الصلاة احذروا لا خير فيه والغوالب كثيرة الغوالب والامور التي تصرف عن الصلاة وتصد عن الصلاة كثيرة جدا والنبي قال ان استطعتم الا تغلبوا. اذا الامر يحتاج الى مجاهدة مجاهدة مستمرة للنفس حتى يفوز الانسان بهذا الفوز العظيم. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين قال كذلك النار لا تفنى وساكنوها اعدها الله مولانا لمن كفر النار لا تفنى النار لا تفنى بل هي باقية ابد الاباد فالجنة لا تفنى والنار لا تفنى وهما باقيتان وساكنها ايضا لا يفنى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها فساكن النار اي الكفار الذين هم اهلها يبقون فيها ابد الاباد وما هم بخارجين من النار وما هم منها بمخرجين لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها فالنار لا تفنى وساكنها ايضا لا يفنى. وساكنها هو الكافر اعدها الله مولانا لمن كفر اي ان الكافر هي داره يخلد فيها ابد الاباد ولا يخلد فيها من يوحده ولو بسفك دم المعصوم قد فجر اي مهما كان الذنب اذا كان دون الشرك والكفر بالله لا يخلد صاحبه في النار لا يخلد صاحبه في النار اذ لا يخلد في النار الا المشرك قد مر معنا قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال ولو بسفك دم المعصوم يعني لو كان الجرم الذي ارتكبه سفك دم معصوم اي قتل احدا او قتل نفسا معصومة ظلما ايضا لا يخلد وقد قال الله سبحانه وتعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها لكن هذا الجزاء هذا الجزاء قيدته الاية التي هي قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذه الاية ذكرت قبل هذا النص قبل قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا وذكرت بعده ذكرت قبله وذكرت بعده وهذا فيه تقوية الرجاء ولا ينبغي ان ان تغفر ومن اغفلها وجردها عن مثل هذه القواعد العظيمة خرج بعقيدة باطلة عقيدة الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة او نحو ذلك الذي اه ارتكب جرما دون الشرك بالله سبحانه وتعالى امره انه تحت المشيئة ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له وان عذبه فانه لا يخلد في النار وقد جاء في الحديث اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان وما الادلة على ذلك قول الله تعالى والذين لا يدعون مع الله اه نعم قول الله سبحانه وتعالى ان اه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ان الله يغفر الذنوب جميعا نعم والاية هنا في حق آآ الاية في حق من تاب يعني ليس لها علاقة بما نحن بصدد بيانه وعلى كل فقوله سبحانه وتعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها قال اهل العلم هذا جزاؤه ان جازاه هذا جزاؤه ان جازه بدليل قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وقد دلت الدلائل اه الصحيحة ان آآ اهل الكبائر يخرجون من النار فيما دون الشرك كالحديث الذي مر اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان وجاء ايضا في الصحيح انهم يخرجون ظبائر ظبائر ويلقون في نهر الفردوس فيحيون بمائه قال مؤكدا هذا المعنى ان اهل الكبائر يخرجون ولا يبقى في النار الا المشرك مؤكدا هذا المعنى بقوله وكم ينجي الهي بالشفاعة من خير البرية من عاص بها سجر كم من العصاة سجروا بالنار اي ادخلوا في النار بمعاصيهم وكبائرهم التي يدون الشرك فينجيهم الله بالشفاعة من خير البرية اي شفاعة محمد صلوات الله وسلامه عليه فهو عليه الصلاة والسلام يشفع وله في الشفاعة اوفر نصيب وايضا في هذا الامر الشفاعة للعصاة تشفع الملائكة يشفع الانبياء ويشفع الصالحون يشفع الشفع عند الله سبحانه وتعالى ويخرجون من النار وكم ينجي الهي بالشفاعة من خير البرية من عاص بها سجر ولا يزال الحديث اه باق عند المصنف رحمه الناظم رحمه الله تعالى عن التفاصيل التي تتعلق بذلك اليوم اليوم الاخر نسأل الله الكريم ان يزيدنا علما وهدى وتقى وان يصلح لنا شأننا كله اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ونسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك لذة النظر النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ظراء مظرة ولا فتنة مظلة. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه