بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على امام المرسلين. نبينا محمد وعلى اله اصحابه اجمعين. اما بعد في تفسير الايمان وبيان حده مر معنا ذكر اربعة احاديث مفسرة للايمان اخرها حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الايمان بضع شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان وعرفنا ان هذا الحديث فيه فائدة عظيمة جدا في بيان حد وتفسيره الا وهي ان الايمان منه ما هو في القلب ومنه ما هو في اللسان ومنه ما هو في الجوارح فهو قول واعتقاد وعمل. يتناول ذلك كله وفي الحديث ايضا فائدة عظيمة ومهمة في تفسير الايمان الا وهي دخول اعمال القلوب في مسمى الايمان دخول اعمال القلوب في مسمى الايمان قال والحياء شعبة من شعب الايمان. والحياة عمل قلبي. خصلة مكانها القلب تثمر الانكفاف عن المعاصي والاقبال على الطاعات وانتفاء الحياء سبب لوقوع الانسان في الرذائل والخسائس وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فاذا انتفى الحياء من الانسان فهذا مدعاة لوقوعه في انواع الخسائس والرذائل وقبائح الاعمال فاذا من فوائد هذا الحديث في تفسير الايمان دخول الاعمال القلبية في مسمى الايمان كالحياء والخشية والانابة والتوكل وغير ذلك من اعمال القلوب وايضا من الايمان اذا كانت هذه داخلة في مسمى الايمان فمن الايمان ايظا ترك الاعمال القلبية السيئة كما عرفنا هذا في حديث ابي هريرة فترك الغش والغل والحقد والضغائن والسخائن اللهم اسلل سخيمة قلوبنا كل ذلك تركه والبعد عنه وتجنبه بين اهل الايمان يعد ايمانا وهو داخل في الايمان وهو من شعبه الحديث الخامس حديث سفيان ابن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم. قال قل امنت بالله ثم استقم وهذا الحديث يفيد في تفسير الايمان ان الايمان حقيقة وسريعة. او الايمان عقيدة وسريعة. ان الايمان عقيدة وسريعة العقيدة في قوله قل امنت بالله والشريعة في قوله ثم استقم اي على طاعة الله هذا هو الايمان الايمان عقيدة والعقيدة هي الايمان بالله وبكل ما امر تبارك وتعالى بالايمان به وشريعة وهي الاستقامة على طاعة الله ولزوم طاعة الله بفعل ما امر وترك ما عنه نهى تبارك وتعالى. فهذا هو والايمان وايضا في الحديث فائدة الا وهي ضرورة الثبات. والاستقامة على الايمان الى الممات بحيث يحافظ عليه العبد ويسأل ربه تبارك وتعالى ان يثبته عليه الى ان يلقى الله جل وعلا غير مغير ولا مبدل. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي الموت. وهذا يتطلب من العبد مجاهدة لنفسه واستعانة بربه احرص على ما ينفعك واستعن بالله. لان القلوب بيد الله تبارك وتعالى كيف يشاء وقد قال الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا اتحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. فهذه خمسة احاديث جامعة للايمان ومفسرة لمعناه ومبينة مقصوده والمراد به اه هذه الاحاديث الخمسة كما قدمت غالب الكتب التي الفها اهل العلم في الايمان اكتملت على هذه الاحاديث واشتملت ايضا على غيرها من الاحاديث آآ الصحيحة الثابتة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. يقول الشيخ رحمه الله وتعالى اما حد الايمان وتفسيره فهو التصديق الجازم والاعتراف التام بجميع ما امر الله ورسوله بالايمان به والانقياد ظاهرا وباطنا هذا هو تعريف الايمان عقيدة وسريعة عقيدة وشريعة عقيدة في قوله التصديق الجازم والاعتراف التام بجميع ما امر الله ورسوله به وشريعة في قوله هو الانقياد ظاهرا وباطنا. الايمان يتناول هذين الامرين معا العقيدة والشريعة العقيدة الايمان والاعتقاد والشريعة الانقياد والامتثال والطاعة لله تبارك وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قال فهو تصديق القلب. واعتقاده المتضمن لاعمال القلوب واعمال البدن. وذلك شامل للقيام بالدين كله هذا هو الايمان الايمان تصديق القلب واعتقاده المتضمن لاعمال القلوب واعمال البدن تصديق القلب واعتقاده هذا اساس الايمان الذي عليه يبنى. واذا صح الاساس استقام البنيان فاذا صح الاساس بالاعتقاد الصحيح وتصديق القلب تضمن ذلك اعمال القلوب واعمال الجوارح كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب قال ولهذا كان الائمة والسلف يقولون الايمان قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح الايمان قول القلب واللسان ما معنى قول القلب؟ مر معنا قريبا اعتقاده وتصديقه وقول اللسان نطقه قولوا لا اله الا الله قولوا امنا بالله قولوها بقلوبكم اي عقيدة وقولوها السنتكم اي نطقا وتلفظا بهذه الشهادة. قال فهو قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. اذا هذه خمسة اشياء. قول القلب وقول الانسان وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح وكلها داخلة في مسمى ايمان قول القلب عرفناه اعتقاده وقول اللسان عرفناه وهو النطق بالشهادتين اصل الاسلام واعلى شعب الايمان وعمل القلب اي اعمال القلوب الاعمال التي لا تؤدى الا بالقلب مثل الحياء. والرجاء والخوف والانابة والتوكل الى غير ذلك وعمل اللسان الاعمال الايمانية التي لا تؤدى باللسان مثل تلاوة القرآن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله وغير ذلك فهذه كلها ايمان وداخلة في مسمى الايمان. والامر الخامس الجوارح اعمال الجوارح من وصيام وحج وغير ذلك فهذه كلها تدخل في مسمى الايمان ويشملها اسمه قال وهو قول وعمل واعتقاد. قول وعمل واعتقاد. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهذا اعادة للتقرير السابق بعبارة اخرى تفيد ما افاده كلامه السابق فالايمان قول واعتقاد وعمل قول بالقلب واللسان واعتقاد بالقلب وعمل القلب واللسان والجوارح احيانا تجد في تفسير اهل العلم للايمان يقولون ايمان قول واعتقاد وعمل واحيانا يقول الايمان قول وعمل فاين ذكر الاعتقاد كثيرا ما تجد في تعريف اهل السنة للايمان يقول الايمان قول وعمل واحيانا يقولون الايمان قول واعتقاد وعمل. فالذي يقول الايمان قول وعمل اين الاعتقاد؟ داخل في القول لان القول اذا اطلق يشمل قول القلب وقول اللسان وهذا امر واضح الله لما قال في القرآن قولوا امنا بالله هل المراد بالاية انطقوا هذه الكلمة بالسنتكم هل هذا المراد؟ لا المراد انطقوها بالسنتكم واعتقدوها في قلوبكم لان القول اذا اطلق يشمل قول القلب واللسان واذا قيد فهو بحسب ما قيد به يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله مما نقول. فاذا قيد فهو بحسب ما قيد به. واذا اطلق فانه يشمل قول القلب وقول اللسان قال قال يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فهو يشمل عقائد الايمان واخلاقه واعماله يشمل عقائد الايمان واخلاقه واعماله. عقائد الايمان التي مكانها القلب وهي الاصول المتقدمة وما يلتحق بها واخلاقه اي الاداب الكريمة التي دعا اليها الدين واعماله وهي العبادات التي طلب من المكلفين ان يقوموا بها. لما ذكر هذا التفسير للايمان اخذ يفصل هذه العبارة. فبدأ في فبدأ اولا بجانب الاقرار. قال فالاقرار والاعتراف بمال الله تعالى من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والافعال الناشئة عن اسمائه وصفاته هو من اعظم اصول الايمان وكذلك الاعتراف بما له من الحقوق الخاصة وهو التأله والتعبد له ظاهرا وباطنا من اصول الايمان الايمان بالله الذي شرحه الان الشيخ يشمل الاقرار بمال الله عز وجل من الاسماء والصفات والعظمة والربوبية والجلال والكمال الى اخره ويشمل ايضا القيام عبادته واخلاص واخلاص الدين له واداء ما له تبارك وتعالى على عباده من حقوق وواجبات حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فاذا الايمان به يشمل الاقرار بخصائصه سبحانه وتعالى ويشمل ايظا اداء حقوقه على عبادة والقيام بحقوقه تبارك وتعالى على عباده وهذا هو توحيد الله. توحيد الله له جانبان جانب علمي وهو الاقرار وجانب عملي وهو العبادة والخضوع والذل لله تبارك وتعالى جانب الاقرار قال الله عنه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. الاية تدل على ان مقصود الخلق ان يعرفوا الله وان يعلموا قدرة الله وانه وان علمهم محيط بكل شيء وان يؤمنوا به وباسمائه وصفاته وعظمته وفي سورة الذاريات قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون دلت على ان مقصود الخلق عبادة الله فاذا جمعت الايتين تحصل لك ان مقصود الخلق ما هو العلم والعمل ان مقصود الخلق العلم والعمل العلم كما تدل على ذلك اية الطلاق اخر اية من سورة الطلاق والعمل كما يدل على ذلك اية الذاريات فالله خلق الخلق ليعرفوه وليعبدوه. ولهذا قال العلماء التوحيد نوعان علمي وعملي. علمي وعملي. العلمي ان تقر لله بالربوبية والعظمة والجلال وان تؤمن باسمائه وصفاته سبحانه وتعالى والعمل ان تعبده وان تمتثل امره سبحانه وتعالى. وان تخضع له عز وجل قال والاعتراف بما اخبر الله به عن ملائكته وجنوده. والموجودات السابقة واللاحقة. والاخبار باليوم الاخر كل هذا من اصول الايمان كل هذا من اصول الايمان لان الامام لان من الايمان بالله ان تؤمن بما امرك الله تبارك وتعالى بالايمان به ومر معنا ايات عديدة في هذا المعنى. فمن ايمانك بالله ان تؤمن بالملائكة باسمائهم واعدادهم واوصافهم ووظائفهم في ظوء الكتاب والسنة. وان تؤمن بالرسل وقصصها واخبارهم مع اقوامهم تؤمن الاخبار اللاحقة مما اخبر مما اخبرت به رسل الله تؤمن بالايمان باليوم الاخر كل ذلك من الايمان كل ذلك من الايمان. ولهذا قال الله عز وجل باول اوصاف اهل الايمان قال هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ومعنى الذين يؤمنون بالغيب اي الذين يؤمنون بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله فيؤمنون بالله وبالملائكة بالكتب بالرسل باليوم الاخر هذا الاعتراف وهذا الاقرار هو من اصول الايمان التي عليها قيام الايمان ولا قيام له الا عليها قال وكذلك الايمان بجميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وما وصفوا به في الكتاب والسنة من اوصافا حميدة كل هذا من اصول الايمان الايمان بالرسل باسمائهم واعمالهم ودعوتهم واخبارهم واوصافهم ومناقبهم وفضائلهم مما جاء ذكره في القرآن او في السنة كل ذلك الايمان به من الايمان ومن اصول الايمان وداخل في اصول الايمان قال كما ان من اعظم اصول الايمان الاعتراف بانفراد الله بالوحدانية والالوهية وعبادة الله وحده لا شريك له واخلاص الدين له والقيام بشرائع الاسلام الظاهرة وحقائقه الباطنة كل هذا من اصول الايمان كل هذا من اصول الايمان لان اصل اصول الايمان الايمان بالله. والايمان بالله هو الايمان بوحدانية الله في ربوبيته. وحدانيته في اسماءه وصفاته وحدانيته في الوهيته تبارك وتعالى بان يعبد وحده وان يخلص الدين له وحده. والا يجعل معه شريك قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال فادعوا الله مخلصين له الدين. وقال الا لله الدين الخالص قال ولهذا رتب الله على الايمان دخول الجنة والنجاة من النار هذا ورد في ايات كثيرة ورد في ايات كثيرة بل في حجة الوداع اه امر النبي عليه الصلاة والسلام من ينادي فالناس وبعث عليه الصلاة والسلام اكثر من منادي ينادي في الناس في حجة الوداع انه لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. وانتشر هذا النداء في الناس في حجة وداع ينادون لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. جاء في بعض الاحاديث قال ابو هريرة حتى صحل صوتي اي تعب حلقة من المناداة لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. فالجنة لا يدخلها الا الا اهل الايمان ورتب دخول الجنة على وجود الايمان وهذا في ايات كثيرة مثل ان امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. والايات في هذا المعنى في القرآن كثيرة. قال ولهذا رتب الله على الايمان دخول الجنة والنجاة من النار ورتب عليه رضوانه والفلاح والسعادة ولا يكون ذلك الا بما ذكرناه من تموله للعقائد واعمال القلوب واعمال الجوارح. لانه متى فات شيء من ذلك حصل من النقص وفوات الثواب وحصول العقاب بحسبه. وهذا واضح ان ان الايمان يشمل هذه الامور كلها لكن يأتي السؤال هنا هذه الامور التي تدخل في مسمى الايمان ما نوع تأثيرها على الايمان عندما يذهب شيء منها هل كلها على درجة واحدة في تأثيرها على الايمان ام انها متفاوتة؟ هذي كلها كل هذا الذي ذكر المصنف الديني الايمان يشمل الدين كله. عقيدة وعبادة وخلقا. كل هذي يشملها الايمان عندما يذهب شيء منها من شخص ما ما نوع تأثيرها على ايمانه؟ هل مستوى تأثيرها على ايمانه واحد شخص لا يميط الاذى عن الطريق مثلا. وآآ شخص يشك في وجود الملائكة مثلا هل تأثير تأثير هذا وهذا واحد؟ لا. ولهذا قال العلماء ان امور الايمان من حيث تأثيرها على الايمان تنقسم الى ثلاث اقسام. تنقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ما يذهب الايمان بذهابه. القسم الاول اما ما يذهب الامام بذهابه يعني قسم من هذه الامور الداخلة في مسمى الايمان اذا ذهب ماذا يحصل للايمان؟ يذهب بالايمان لو شخص قال انا اشك في وجود الملائكة او يكذب ولو برسول واحد مثلا او يشك يشك في القدر ويجحد القدر او نحو ذلك فهذا ماذا يحدث لايمانه؟ يذهب كلية حتى لو كان عنده اعمال وعبادات واخلاق فاضلة الى غير ذلك هذي كلها ما تفيد قد قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. وهو في الاخرة من الخاسرين. والقسم ما يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه. ما يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه وهذا مثل ترك شيء من واجبات الدين او فعل شيء من المحرمات لا يصل بها الانسان الى حد الكفر مما لا يصل الانسان به الى حد الكفر. ومثل هذا ما مر معنا في حديث لا يزني اثنان حين يزني وهو مؤمن والقسم الثالث ما يذهب كمال الايمان بذهابه كمال الايمان المستحب ما يذهب كمال الايمان المستحب بذهابه مثل اماطة الاذى عن الطريق ما لم يصل الامر الى حد الوجوب فعلى كل حال آآ هذه الامور من حيث تأثيرها على الايمان تنقسم تنقسم الى اقسام ثلاثة الاول يذهب بذهابه الايمان والثاني يذهب بذهابه كمال الايمان الواجب الثالث يذهب بذهابه كمال الايمان المستحب. قال بل اخبر الله ان الايمان المطلق تنال به ارفع المقامات في الدنيا واعلى المنازل في الاخرة. من هنا بدأ الشيخ رحمه الله تعالى يسوق والادلة ونقف اليوم الى هذا الحد وباذن الله تبارك وتعالى نكمل غدا ان شاء الله ما يتيسر لنا اه اكماله بعد العشاء فيه حسب الترتيب والتنظيم الذي رتبه الاخوة محاضرة بعنوان فضل الدعاء فضل الدعاء وادابه. والله اعلم وصلى الله وسلم نبينا محمد واله وصحبه اجمعين