بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فيما يتعلق بحد الايمان وتفسيره بدأ الشيخ رحمه الله تعالى هذا الفصل بتقرير موجز لحد الايمان بين فيه شمول الايمان للعقائد والعبادات والاخلاق وان الايمان يتناول ذلك كله ثم بعد ذلك اخذ يسوق الايات والاحاديث التي تفسر الايمان والتي تشتمل على ان الايمان المطلق يتناول الدين كله اصوله وفروعه وبدأ بقول الله تبارك وتعالى والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون قال والصديقون هم اعلى الخلق درجة بعد درجة الانبياء كما يدل لذلك قول الله سبحانه وتعالى فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا كمنزلة الصديقية اعلى منازل الدين بعد منزلة الانبياء واعلى الناس في الدار الاخرة في الجنة هم الصديقون. بعد منازل الانبياء والله سبحانه وتعالى في هذه الاية وصف الصديقين بصفتين قال الذين امنوا بالله ورسوله الذين امنوا بالله ورسوله ومن المعلوم ان من لم يؤمن بالله ورسوله لا يدخل الجنة اصلا فهل المراد بقوله والذين امنوا بالله ورسوله هل المراد به الحد الذي عند جميع اهل الايمان او ان عند الصديقين من الايمان بالله ورسوله ما ليس عند غيرهم فهذا من ابين الدلائل على التفاوت في الايمان نفسه والتفاوت فيما في القلب وما يترتب على ذلك من الاعمال القلبية واعمال الجوارح ولهذا اورد رحمه الله تعالى حديثا يفسر الاية قال ويفسر ذلك ويوضحه ما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف في الجنة كما ترأون الكوكب الشرقي او الغربية في الافق لتفاضل ما بينهم فقالوا يا رسول الله تلك منازل الانبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين هؤلاء الذين لهم الدرجات العالية في الجنة بحيث ان اهل الجنة يتراءونهم وينظرون اليهم مثلما ننظر الان الكوكبة الرفيع في السماء لتفاضل ما بينهم اي ان لهم منازل عالية ورفيعة في جنات النعيم باي شيء امتاز هؤلاء قال بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين وقلت سابقا ان من لم يؤمن بالله ولا يصدق المرسلين لا يدخل الجنة اصلا لكن المراد بايمان هؤلاء اي الايمان التام الكامل المراد به الايمان المطلق كالذي في قوله تبارك وتعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا فهذا يفيد ان ما عند هؤلاء من الايمان والتصديق الايمان بالله والتصديق بالمرسلين زائد على من على ما عند غيرهم من اهل الجنة وهذا واضح الدلالة في تفاوت اهل الايمان في الايمان وتفاوتهم في التصديق كما نص على ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله لتفاضل ما بينهم اي في الايمان والتصديق هذا يبين انهم ليسوا في الايمان بالله والتصديق بالمرسلين ليسوا في ذلك على رتبة واحدة قال وايمانهم بالله وتصديقهم للمرسلين في ظاهرهم وباطنهم في عقائدهم واخلاقهم واعمالهم وفي كمال طاعتهم لله ولرسله فقيامهم بهذه الامور بها يتحقق ايمانهم بالله وتصديقهم للمرسلين مراد الشيخ ان يستدل بهذا النص وبالحديث المفسر له لشمول الايمان للدين كله شمول الايمان للدين كله باعماله واخلاقه وادابه قال وقد امر الله في كتابه بهذا الايمان العام الشامل وما يتبعه من الانقياد والاستسلام واثنى على من قام به فقال في اعظم ايات الايمان قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون وهذه الاية جمع فيها بين الامرين عقائد الدين وشرائع وشرايع الاسلام عقائد عقائد الايمان وشرايع الاسلام العقائد في قوله قولوا امنا بالله الى اخر الاية والشرائع في قوله ونحن له مسلمون فجمعوا بين العلم والعمل جمعوا بين العلم والعمل قال فامر الله عباده بالايمان بجميع هذه الاصول العظيمة والايمان الشامل بكل كتاب فامر الله عباده بالايمان بجميع هذه الاصول العظيمة والايمان الشامل بكل كتاب انزله الله وبكل رسول ارسله ارسله الله وبالاخلاص والاستسلام والانقياد له وحده بقوله ونحن له مسلمون فالشاهد ان هذه الاية جمع فيها الامران العقيدة والعمل قال كما اثنى على المؤمنين في اخر السورة بالقيام بذلك فقال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وهذه هي الاية اه ما قبل الاخيرة من سورة البقرة. في ثنايا سورة البقرة امر الله بهذا الايمان. قولوا امنا بالله ولم يختم تبارك وتعالى هذه السورة التي فيها الامر بالايمان بالله وبكل ما امر عباده بالايمان به الا وقد انزل قبل خاتمتها ما يفيد انهم حققوا هذا الايمان في ثنايا السورة امرهم وفي خواتيم السورة اخبر عن تحقيقهم لذلك قال كل امن بالله قال فاخبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين امنوا بهذه الاصول ولم يفرقوا بين احد من الانبياء. بل امنوا بهم جميعا وبما اوتوه من عند الله. وانهم التزموا طاعة الله فقالوا سمعنا واطعنا وطلبوا من ربهم ان يحقق لهم ذلك. وان يعفو عن مصيرهم ببعض حقوق الايمان وان وان مرجع الخلائق كلهم ومصيرهم الى الله يجازيهم بما قاموا به من حقوق الايمان وما ضيعوه منها كما قال تعالى عن اتباع الانبياء عيسى وغيره انهم قالوا ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول تكتبن مع الشاهدين قال فامنوا بقلوبهم والتزموا بقلوبهم من قادوا بجوارحهم. وسألوا الله ان يكتبهم مع الشاهدين او بالتوحيد وان يحقق لهم القيام به قولا وعملا واعتقادا. ومضى رحمه الله يسوق الايات من كتاب الله عز وجل التي فيها تفسير الايمان ذكر الايات من اول سورة الانفال وكذلك الايات من اول سورة المؤمنون ومن سورة فاطر وفي كل ذلك يبين رحمه الله تعالى دلالة الايات على شمول الايمان للعقائد والاعمال والعبادات ثم بعد ذلك اخذ يسوق رحمه الله تعالى الادلة والشواهد على ذلك من سنة النبي كريم صلوات الله وسلامه عليه ثم عقد رحمه الله فصلا قال اذا ثبت بدلالة الكتاب والسنة معنى الايمان وانه اسم جامع لشرائع الاسلام واصول الايمان وحقائق الاحسان وتوابع ذلك من امور الدين بل هو اسم للدين كله علم انه يزيد وينقص ويقوى ويضعف وهذه مسألة مترتبة على المسألة السابقة ومن بني عليها كما هو قول اهل السنة الايمان قول واعتقاد وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وبين اهل العلم ان زيادة الايمان ونقصانه ليس في العمل فقط ليس التفاوت بين اهل الايمان في الاعمال فقط بل حتى فيما يكون بالقلب من تصديق حتى ما يقوم في القلب من تصديق يتفاوتون في ذلك فليس تصديق احاد الامة كتصديق الصديقين او كتصديق الانبياء والمرسلين فاهل الايمان في الايمان متفاوتون في التصديق والعمل والاداب ليسوا في هذه الامور امور الايمان على درجة واحدة. والشيخ رحمه الله عقد هذا الفصل ليبين من خلاله الادلة على ان الايمان يزيد وينقص وذكر انواعا من الادلة منها الايات التي تصرح بزيادة الايمان وبها بدا كقوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وقوله ويزداد الذين امنوا ايمانا وقوله فزادهم ايمانا وقوله فزادتهم ايمانا كل هذه الايات وغيرها مما جاء في كتاب الله شاهدة على ان الايمان يزيد. وكذلك ما جاء في القرآن من الايات التي فيها التصريح بزيادة الهدى والذين اهتدوا زادهم هدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وكذلك الايات التي فيها او الاية التي فيها زيادة الخشوع ويزيدهم خشوعا فزيادة الهدى وزيادة الخشوع زيادة في الايمان فالايمان يزيد وكذلك ينقص اما الزيادة فقد نطق بها القرآن واما السنة فقد جاءت مصرحة بالنقصان في مثل قوله ما رأيت من ناقصات عقل ودين وقوله وذلك اضعف الايمان وقوله المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف يقول الشيخ وكما ان الشرع دل على ذلك فان الحس والواقع يشهد لذلك الحس والواقع يشهد لذلك الحس اي ما يحسه الانسان من نفسه وما يجده الانسان من نفسه هل ايمانه في ايام حياته متساويا او انه يزيد وينقص من وقت لاخر تجد الانسان اذا اكرمه الله بمجلس علم وحلقة ذكر وتذكير بالله يرق قلبه ويقوى ايمانه وتقوى صلته ويزيد خوفه من الله واذا شغل او انشغل بشيء من امور الدنيا ضعف مثل ما قال عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه قال الايمان يزيد وينقص قيل وما زيادته ونقصانه؟ قال اذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه زاد واذا غفلنا نقص واذا غفلنا نقص هذه الزيادة التي تكون للايمان لها اسباب سيأتي ذكر ذكرها عند المصنف رحمه الله في بيانه للامور التي يستمد منها الايمان وكذلك النقصان له اسباب الايمان ينقص من معصية وطاعة الشيطان واتباع قرناء السوء والافتتان بالدنيا والانشغال بالصوارف والملهيات هذه كلها تظعف الايمان وتنقصه يقول الحس يدل على ذلك والواقع ايضا. واقع الناس وحالهم في الايمان يدل على انهم متفاوتون في الايمان فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات يقول فان الناس في علوم الايمان وفي معارفه وفي اخلاقه واعماله الظاهرة والباطنة متفاوتون تفاوتا عظيما في القوة والكثرة ووجود الاثار ووجود الموانع وغير ذلك هذا شأن اهل الايمان في الايمان متفاوتون والتفاوت الذي بينهم في الايمان هو من وجوه اشار الى جملة منها رحمه الله فمن وجوه التفاوت في القوة والكثرة قوة الايمان التي تكون في قلب المؤمن والتي تترتب عليها الاعمال والاخلاق وايضا الكثرة كثرة خصال الايمان او كثرة قيام خصال الايمان في في العبد فتجد الناس متفاوتون بعضهم تكثر خصال الايمان فيه وشعب الايمان وبعضهم يكون انقص واضعف واقل من غيره فيها ووجود الاثار الايمان له اثار على اهله مثل طمأنينة القلب وراحة النفس وحصول سعادة الدنيا وغير ذلك من الاثار التي يجنيها اهل الايمان فهذه الاثار ايضا هم متفاوتون متفاوتون فيها ليسوا فيها على درجة واحدة قال ووجود الاثار ووجود الموانع وغير ذلك ووجود الموانئ وغير ذلك. فهذا كله مما يتفاوت فيه اهل الايمان تفاوتا عظيما قال فالمؤمنون الكمل عندهم من تفاصيل علوم الايمان ومعارفه واعماله ما لا نسبة اليه من علوم عموم كثير من المؤمنين واعمالهم واخلاقهم فعند كثير منهم علوم ضعيفة مجملة واعمال قليلة ضعيفة وعند كثير منهم من معارظات والشبهات والشهوات ما يضعف الايمان هذا الذي اشار اليه سابقا بقوله وجود الموانع. وما يضعف الايمان وينقص درجات وينقصه درجات كثيرة بعض الناس تزاحم ايمانه شبهات او شهوات والقلب يمرض باحدهما اما بالشهوة او الشبهة وفتن الشيطان للانسان في ايمانه من من هاتين الجهتين اما من جهة الشبهة او من جهة الشهوة كما قال العلماء ان الشيطان يشم القلب فينظر الى اي شيء ميله فاذا وجده متمسكا غير ملتفت للمعاصي والشهوات اخرجه من من الدين او اضعف الدين فيه من جهة الشبهات فجعله يزيد على حد الدين ويغلو ويقع في البدع وهو يظن انه بهذه الاعمال يقوى ايمانه فيوقعه في امور ليست من الدين يجعله يتمسك بها على انها من الدين واما اذا وجده ميالا للمعاصي اغراه بالشهوات وامرض قلبه بالشهوات ولا يبالي الشيطان في اي الواديين وقع الانسان. وادي الشبهات او وادي الشهوات قال بل تجد المؤمنين يتفاوتون تفاوتا كثيرا في نفس العلم الذي عرفوه من علوم الايمان يتفاوتون تفاوتا كثيرا في نفس العلم الذي عرفوه من علوم الايمان احدهما علمه فيه قوي صحيح لا ريب فيه ولا شبهة والاخر علمه فيه ضعيف وعنده معارضات كثيرة تظعف ايمانه هذا هذا وجه من اوجه التفاوت علم الناس بامور الايمان وخصاله فيه تفاوت وليسوا في هذا على درجة واحدة قال وكذلك اخلاق الايمان يتفاوتون فيها تفاوتا كثيرا صفات الحلم والصبر والخلق وغيرها ليس الناس في الصبر على درجة واحدة والصبر ايمان. والحلم ليسوا فيه على درجة واحدة الحياء ليسوا فيه على درجة واحدة وان كان الجميع اتصفوا بالصبر او بالحلم او بالحياء لم تنزع منهم اصلا وانما هم متصفون بها لكنهم ليسوا فيها على درجة واحدة بعضهم احلم من بعض وبعضهم اصبر من بعض وهكذا قل في جميع خصال الايمان واخلاقه قال وكذلك في العبادات الظاهرة كالصلاة يصلي اثنان صلاة واحدة. يعني من حيث الركوع والسجود وطول القيام ونحو ذلك صلاة واحدة واحدهما يؤدي حقوقها الظاهرة والباطنة. ويعبد الله كانه يراه. فان لم يكن يراه فانه يراه والاخر يصليها بظاهره وباطنه مشغول بغيرها وكذلك بقية العبادات. ولعل مما يوضح ذلك الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ليس للانسان من صلاته الا ما عقل اما نصفها اما ثلثها اما ربعها اما عشرها ليس له من صلاته الا ما عقد. فسورة العمل في ظاهره واحدة لكن بينهم من التفاوت الشيء العظيم قال ولهذا كان المؤمنون ثلاث مراتب مرتبة السابقين ومرتبة المقتصدين ومرتبة الظالمين كما بينت هذه المراتب في قوله تبارك وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله والاية سبق ان ان مر ذكرها عند المصنف رحمه الله تعالى قال وكل واحدة من هذه المراتب ايضا اهلها متفاوتون الان الذين ظلموا انفسهم بالمعصية التي يدون الشرك هل هم في ظلمهم لانفسهم بالمعاصي على قدر واحد الجواب لا متفاوتون وايضا المقتصدون وهم المقتصرون على الواجبات على فعل الواجبات وترك المحرمات ليسوا في هذا على رتبة واحدة والسابقون بالخيرات ليسوا على رتبة واحدة والله يقول ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون والعبد المؤمن في نفسه له احوال واوقات تكون اعماله كثيرة قوية واحيانا بالعكس وكل هذا من زيادة الايمان ونقصانه ومن قوته وظعفه وكان خيار الامة والمعتنون بالايمان منهم يتعاهدون ايمانهم كل وقت ويجتهدون في زيادته وتقويته وفي دفع المعارضات المنقصة له ويجتهدون في ذلك ويسألون الله ان يثبت ايمانهم ويزيدهم منه من علومه واعماله واحواله فنسأل الله ان يزيدنا علما ويقينا وطمأنينة به وبذكره وايمانا وصدق قال وخيار الخلق ايضا يطلبون ويتنافسون في الوصول الى عين اليقين بعد علم اليقين. والى حق اليقين كما قال الله تعالى عن ابراهيم عليه السلام واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فاصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم. وقال تعالى وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض. وليكون من قال والحواريون خواص اتباع المسيح ابن مريم حين طلبوا نزول المائدة ووعظهم عيسى عليه السلام على هذا الطلب قالوا نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين فذكروا حاجتهم الدنيوية وحاجتهم العلمية الايمانية حاجتهم الدنيوية ان نأكل منها وحاجتهما العلمية الايمانية تطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين لما بين رحمه الله تعالى في هذا الفصل تفاوت اهل الايمان في ايمانهم قوة وظعفا وزيادة عقد هذا الفصل الجديد في ذكر الامور التي يستمد منها الايمان ما الذي يحصل به قوة الايمان وكيف يتقوى الايمان عقد هذا الفصل رحمه الله لبيان ذلك. وبين فيه ان المواد والاسباب التي تجلب للايمان قوة مجملة ومفصلة بدأ بالمجمل قال اما المجمل فهو التدبر لايات الله المتلوه من الكتاب والسنة والتأمل لاياته الكونية على اختلاف بانواعها والحرص على معرفة الحق الذي خلق له العبد والعمل بالحق. فجميع الاسباب مرجعها الى هذا الاصل العظيم فهذه الثلاثة اسطر جمعت لك اسباب زيادة الايمان اجمالا اما اسبابها على وجه التفصيل فبينها رحمه الله بقوله واما التفصيل فالايمان يحصل ويقوى بامور كثيرة وبدأ يفصل لاسباب تقوية الايمان وزيادته فبدأ اولا باعظم سبب لزيادة الايمان وهو معرفة اسماء الله الحسنى وصفاته العليا واورد قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا واحد من احصاها دخل الجنة فهذا من اعظم ما يزيد به ايمان العبد ان يعرف الله جل وعلا باسمائه وصفاته وكلما ازداد العبد معرفة بالله زاد ايمانه وقوي يقينه وصلحت اعماله وانكف ايضا عن المعاصي والذنوب والاثام كما قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء اهل العلم بالله ولهذا قال ابن القيم رحمه الله من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد فمعرفة الله سبحانه وتعالى بمعرفة اسمائه وصفاته تقوي الايمان وتقوي المراقبة. بل ما من عبودية ما من اسم من اسماء الله الحسنى. وصفة من صفاته الا وله عبودية هي من موجبات هذا الاسم ومقتضيات الايمان به فاذا امن العبد اذا عرف العبد اسماء الله وعرف ما تدل عليه من كمال الله وعظمته وجلاله ثم جاهد نفسه على تحقيق ما تقتضيه من عبوديات لله تبارك وتعالى زاد ايمانه بذلك وقوي يقينه بما لا يكون باي سبب اخر ولهذا قال الشيخ بل اعظمها معرفة اسماء الله وصفاته فهذه اعظم ما يكون به زيادة الايمان ثم ذكر السبب الثاني هو تدبر القرآن على وجه العموم كما قال الله تبارك وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون قال جل وعلا انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون فتلاوة القرآن الكريم من اعظم اسباب قوة الايمان وزيادته. وبين رحمه الله ان اثر القرآن على الايمان قوة وزيادة من وجوه نبه عليها قال فان المتدبر لا يزال يستفيد من علوم القرآن ومعارفه ما يزداد به ايمانا هذا وجه من وجوه زيادة الايمان بالقرآن قال وكذلك اذا نظر الى انتظامه واحكامه وانه يصدق بعضه بعضا ويوافق بعضه بعضا ليس فيه تناقض هذا ايضا يزيد ايمانه بهذا الكتاب العظيم ثم قال ويقويه من وجوه كثيرة. فالمؤمن بمجرد ما يتلو ايات الله ويعرف ما ركب عليه من الاخبار الصادقة والاحكام الحسنة يحصل له من امور الايمان خير كبير فكيف اذا احسن تأمله وفهم مقاصده واسراره ولهذا كان المؤمنون الكمل يقولون ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ثم ذكر السبب الثالث ومعرفة احاديث النبي عليه الصلاة والسلام وما تدعو اليه من علوم الايماني واعماله كلها وما تدعو اليه من علوم الايمان واعماله كلها من محصلات الايمان ومقوياته فكلما ازداد العبد معرفة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ازداد ايمانه ويقينه وقد جمع بين هذين الامرين في سورة المؤمنون في قوله تبارك وتعالى افلم يتدبروا القول قال قبلها قد كانت اياتي تتلى عليه قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون تكبيرين به سامرا تهجرون افلم يتدبروا القول ثم قال بعد ذلك ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون فذكر الامرين تدبر القول الذي هو القرآن وذكر معرفة الرسول عليه الصلاة والسلام فتدبر القرآن ومعرفة الرسول من اعظم اسباب الهداية والبعد عن النكوص على العقبين ثم ذكر رحمه الله السبب الرابع من اسباب زيادة الايمان وموجبات موجبات الايمان معرفة النبي صلى الله عليه وسلم اي معرفة سيرته واخباره ومعرفة ما عليه من الاخلاق العالية والاوصاف الكاملة قال فان من عرفه حق المعرفة لم يرتب في صدقه اي لم يشك وصدق ما جاء به من الكتاب والسنة والدين الحق كما قال تعالى ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون اي فمعرفته صلى الله عليه وسلم توجب للعبد المبادرة الى الايمان ممن لم يؤمن وزيادة الايمان ممن امن به عندكم ممن لم يؤمن تهلم عندي ساقطة ممن لم يؤمن وزيادة الايمان ممن امن به وقال تعالى حاثا لهم على تدبر احوال الرسول الداعية للايمان قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ذكر اهل العلم في سيرته عليه الصلاة والسلام ان الرجل يأتي اليه صلى الله عليه وسلم وليس على وجه الارض ابغض اليه منه. فما ان يراه ويقف على سيرته وتعامله وادابه الا ويتحول من ساعته وليس على وجه الارض احب اليه منه صلوات الله وسلامه عليه ثم ذكر السبب الخامس من اسباب زيادة الايمان التفكر في الكون لخلق السماوات والارض وما فيهن من المخلوقات المتنوعة والنظر في نفس الانسان وما هو عليه من الصفات قال فان ذلك داع قوي للايمان قال قال الله تعالى ان في خلق السماوات والارض تلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ثم ذكر سببا سادسا والنظر الى فقر المخلوقات كلها واضطرارها الى ربها من كل وجه. وانها لا تستغني عنه طرفة عين خصوصا ما تشاهده في نفسك من ادلة الافتقار وقوة الاضطرار اي الى الله كما قال جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. قال وذلك يوجب للعبد كمال الخضوع وكثرة الدعاء والتضرع الى الله في جلب ما يحتاجه من منافع دينية ودنيوية ثم ذكر السبب السابع من اسباب دواعي الايمان الاكثار من ذكر الله كل وقت ومن الدعاء واشار الى فظل الذكر وفضل الدعاء ومكانتهما من الدين ثم ذكر السبب الثامن قال معرفة محاسن الدين فان الدين الاسلامي كله محاسن عقائده اصح العقائد واصدقها وانفعها واخلاقه احمد الاخلاق واجملها واعماله واحكامه احسن الاحكام واعدلها فاذا نظر العبد الى محاسن الدين الاسلامي وتأملها كانت من اعظم اسباب الايمان لمن لم يؤمن واسباب قوة الايمان بحق من امن ولهذا يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله في بعض رسائله يقول لو بينت محاسن الدين الاسلامي للناس كما ينبغي لدخلوا في دين الله افواجا يقول والذي لا اله الا هو لو بينت محاسن الدين الاسلامي كما ينبغي لدخل الناس في دين الله افواجا والدين كله محاسن في عقائده وعباداته واخلاقه فوقوف الانسان على محاسن الدين وكمال هذا الدين وشموله وعموم منافعه فان هذا التفكر بحد ذاته يؤثر فيه قوة في الايمان. واذكر في هذا المقام لطيفة مفيدة يقول احد طلاب العلم كنا نصلي صلاة جهرية والى جنبي رجل من العوام يقول فقرأ الامام في الصلاة قول الله تعالى في سورة البقرة ويسألونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن يقول فبكى هذا الذي بجنبي فاستغربت استغربت منه من بكائه ولما صلينا سألته قلت له يعني هذه الاية ليس فيها شيء من مما يتعلق بالترقيق او جانب الخشوع او وانا استغربت حقيقة من فقال سبحان الله يعني تعجب قال ربنا عز وجل ما ترك لنا شيء الا بينه ما ترك لنا شيئا الا وبينه يعني حتى هذه الجوانب وهذه الجزئيات وما فيه الاذى للانسان والضرر استشعر حسن الدين وان الدين بين لاهله كل شيء ما ترك خيرا الا ودلهم عليه ولا شرا الا وحذرهم منه فاذا تفكر الانسان في مثل هذه المعاني والمحاسن وكمالات الدين زاد ايمانا واستمساكا بهذا الدين العظيم ثم ذكر سببا تاسعا من مقويات الايمان الا وهو الاجتهاد في التحقق في مقام الاحسان في عبادة الله. والاحسان الى خلق الله وهذه الرتبة رتبة الاحسان هي اعلى رتب الدين. وهي كما اشار الشيخ تتطلب من العبد مجاهدة لنفسه والاحسان يا يكون في عبادة الخالق ويكون في معاملة المخلوق اما في عبادة الخالق فبان تعبده كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك واما الاحسان في معاملة المخلوق فان تحب له ما تحب لنفسك وان تأتي اليه الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك كما قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه قال الاحسان الى الخلق بالقول والفعل والمال والجاه وانواع المنافع قال هذا كله من من الايمان ثم بين انه بمثل هذا تتحقق النصيحة سواء لله او لعباده ثم فصل رحمه الله تعالى في هذه في هذا الموضع ثم ذكر من دواعي الايمان واسباب زيادته وانتشاره الدعوة الى الله والى دينه والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والدعوة الى اصل الدين والدعوة الى التزام شرائعه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فكل ذلك مما يحصل به قوة الايمان وزيادته قال ومن اكبر مقويات الايمان قال وذلك ان نفس الدعوة الى الله والنصيحة لعباده من اكبر مقويات الايمان وصاحب الدعوة لا بد ان يسعى بنصر هذه الدعوة ويقيم الادلة والبراهين على تحقيقها ويأتي الامور من ابوابها ويتوسل الى الامور من طرقها وهذه الامور من طرق الايمان وابوابه. وايضا فان الجزاء من جنس العمل. وهذه فائدة عظيمة عظيمة جدا نبه الشيخ عليها هنا عندما تدعو الى الله وتبين للناس الاحكام وتحثهم وتعظهم وترغبهم يجازيك الله جل وعلا من جنس عملك لحرصك على عباد الله ونصحك لهم يجازيك الله من جنس عملهم قال فكما سعى الى تكميل العباد ونصحهم وتوصيتهم بالحق وصبر على ذلك لابد ان يجازيه الله من جنس عمله ويؤيده بنور منه وروح وقوة ايمان وقوة توكل هذا كله جزاء من جنس العمل اي ان الدعوة الدعوة الى دين الله من اسباب الثبات على الدين والقوة فيه قال وايضا فانه متصد لنصر الحق ومن تصدى لشيء لابد ان يفتح عليه فيه من الفتوحات العلمية والايمانية بمقدار صدقه واخلاصه قال ومن اهم مواد الايمان ومقوياته توطين النفس على مقاومة جميع ما ينافي الايمان من شعب الكفر والنفاق والفسوق والعصيان وهنا ينبه الشيخ رحمه الله الى انه كما ان الواجب على المسلم ان يعرف الاسباب التي يزيد بها الايمان ليفعلها فانه كذلك مطالب بمعرفة الاسباب التي تنقص الايمان وتظعف الايمان او تذهب الايمان ليجتنبها فالمسلم مطالب بمعرفة الشرك ومعرفة النفاق ما هو؟ معرفة البدعة ما هي معرفة الكبائر والاثام ما هي؟ مطالب بمعرفتها ليتقيها والا كيف يتقي من لا يدري ما يتقي فاذا معرفة هذه الاشياء من اجل اتقائها والبعد عنها والحذر من الوقوع فيها امر مطلوب من المسلم ولهذا كان حذيفة رضي الله عنه يقول كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافته ثم بين رحمه الله في هذا الموضع ان حفظ العبد ان العبد متى حفظ حفظ من الوقوع في فتن الشبهات وفتن الشهوات تم ايمانه لان الايمان ينقص من خلال هذين الطريقين اما طريق الشبهة او طريق الشهوة وهما مدخل الشيطان على الانسان ثم اعطى خلاصة نافعة في في هذا الباب تجمع ما سبق قال فيها فالعبد المؤمن الموفق لا يزال يسعى في امرين احدهما تحقيق اصول الايمان وفروعه والتحقق بها علما وعملا حالا والثاني السعي في دفع ما ينافيها وينقضها او ينقصها. لان الايمان له نواقض وله نواقص له نواقض تهدمه من الاساس وله نواقص تظعفه وتوهيه فهو كما انه مطالب بفعل الامور التي تزيد الايمان وتقويه هو كذلك مطالب الحذر من نواقض الايمان ونواقص الايمان قال من الفتن الظاهرة والباطنة. ويداوي ما قصر فيه من الاول وما تجرأ عليه من الثاني بالتوبة النصوح بالتوبة من التقصير وبالتوبة من التجرؤ على المعصية الان العبد الموفق مطالب بامرين الامر الاول تحقيق اصول الايمان وفروعه. والاجتهاد في تكميلها ومطالب ايضا بالسعي في ان يدفع ما ينافيها وينقضها او او ينقصها من الفتن الظاهرة والباطنة وهذه المجاهدة تتطلب ان يداوي ما قصر فيه من الاول وما تجرأ عليه من الثاني بالتوبة النصوح وتدارك الامر قبل فواته نحن مطالبون بفعل الاوامر وترك النواهي فاذا قصر في الاوامر يتوب بتدارك ما قصر فيه واذا كان ارتكب شيئا من النواهي يتدارك ذلك بالتوبة من هذا الذي تجرأ عليه من مما نهى الله تبارك وتعالى عنه واستدل لذلك بالاية ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون ثم بعد ذلك انتقل الى الفصل الاخير من هذا الكتاب وعدد فيه فوائد الايمان وثمراته قال فيه رحمه الله كم للايمان الصحيح من الفوائد والثمرات العاجلة والاجلة في القلب والبدن والراحة والحياة الطيبة ماذا عندكم ها؟ في الدنيا والدنيا والاخرة في القلب والبدن والراحة والحياة الطيبة والدنيا والاخرة اي وفي الدنيا والاخرة معطوفة عليها وكم لهذا لهذه الشجرة الايمانية من الثمار اليانئة والجنى اللذيذ والاكل الدائم والخير المستمر امور لا تحصى وفوائد لا تستقصى قال ومجملها ان خيرات الدنيا والاخرة ودفع الشرور كلها من ثمرات هذه الشجرة وذلك ان هذه الشجرة اذا ثبتت وقويت اصولها وتفرعت فروعها وزهت اغصانها واين افنانها عادت على صاحبها وعلى غيره بكل خير عاجل واجل. هذا اجمالا اما تفصيلا يقول هذا يأتي رقم واحد في التفصيل فمن اعظم ثمارها الاغتباط بولاية الله الخاصة التي هي اعظم ما تنافس فيه المتنافسون واجل ما حصله الموفقون قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم وصفهم بقوله الذين امنوا وكانوا يتقون. فكل مؤمن تقي فهو لله ولي اية خاصة من ثمراتها ما قال الله عنهم الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. اي يخرجهم من ظلمات الكفر الى نور الايمان ومن ظلمات الجهل الى نور العلم ومن ظلمات المعاصي الى نور الطاعات الى نور الطاعة ومن ظلمات الغفلة الى نور اليقظة والذكر فهذه ثمرة عظيمة من ثمرات الايمان ان الله عز وجل يتولى اهل الايمان بحفظه وتوفيقه وتأييده وتسديده كما قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والخوف والحزن اذا جمع فان الخوف يتعلق بما هو ات والحزن يتعلق بما مضى فهم لا لا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لماذا؟ لانهم في حفظ الله وتأييده ومنه ونصره سبحانه وتعالى. ثم وصفهم قال الذين امنوا وكانوا يتقون والايمان اذا جمع مع التقوى فان الايمان يتعلق بجانب اه فعل الاوامر والتقوى تتعلق بجانب ترك النواهي فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا. من كان مؤمنا اي مقرا بالايمان محافظا على طاعة الرحمن وكان تقيا اي متقيا للذنوب بعيدا عن الامور التي تسخط الله فانه يكون بذلك من اولياء الله وهذا ضابط يعرف به الولي الولي يعرف بالايمان والتقوى والمحافظة على على طاعة الله سبحانه وتعالى لا الخوارع لا بالخوارق المدعاة والمخرقة المزيفة التي يدجل بها بعضهم على الناس تحت مسمى الولاية وكم من ضلال نسر وباطنا ساعة في الناس وذا تحت الستار الولاية المدعاة وهذا كاس وكثير في اهل الطرق وكم اضل الناس وادخلوهم في متاهات الباطل من هذا الباب باب الولاية والله يقول الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يتقون فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون فالمؤمن التقي هو الولي حتى وان لم يظهر عليه او على يديه شيء من الخوارق ولهذا قالوا حقيقة الكرامة لزوم الاستقامة واعظم كرامة لزوم الاستقامة لزوم الاستقامة على طاعة الله وامتثال اوامر الله سبحانه وتعالى وتجد هؤلاء المضلين يضيعون الجانبين يضيعون جانب الايمان وجانب التقوى جانب فعل الاوامر وترك النواهي بحجة انهم اولياء بحجة انه انهم اولياء وكم من طاعات بل وفرائض يضيعونها باسم الولاية لو لو يتأمل حالهم مع العبادات والطاعات التي امر الناس بها يجد عجبا من الخرافات والضلالات والدجل ولو اخذت اظرب بعظ الامثلة مما عند هؤلاء يعجب الانسان لغاية العجب في تركهم للطاعات باسم الولاية وفي كثير من كتب الطرقية ان من كرامات الولي من كرامات الولي ان الكعبة هي التي تطوف به ان الكعبة هي التي تطوف به وليس هو الذي يطوف بها وهذا موجود في كثير من كتب الصوفية والطرقية القدامى والمعاصرين ان الكعبة هي التي تذهب وتطوف بالاولياء حتى انه في في احد كتب الفقه احد كتب الفقه التي بنيت على مثل هذه المسالك عقدت مسألة مسألة فقهية مبنية على هذه الخرافة وهي قال الكعبة اذا ذهبت تطوف بالاولياء الى ان يصلي الناس هذي عقدها مسألة فقهية قال الكعبة اذا ذهبت تطوف بالاولياء الى اين يصلي الناس قال لاهل العلم قولان لهذه المسألة قال فيها فيها قولان لاهل العلم قال القول الاول ان ان يصلى الى مكان الكعبة الاصلي الى مكان الكعبة الاصلي قال لان الناس لا يدرون اين ذهبت وتكليفهم بالصلاة لا المكان الذي ذهبت اليه الكعبة تكليف لهم بما لا بما لا يطيقون وما جعل الله في الدين من حرج والقول الثاني قال لا يعني القول الثاني لاهل العلم انه لابد ان يتحرى الناس ويبحثون اين ذهبت الكعبة حتى يتجهوا اليهم وهذا كله تحت ايش؟ اسم الولاية والولي فترك للاوامر والفرائض والواجبات والطاعات وايضا فعل للمناهي والمعاصي من الفواحش وغيرها تمارس باسم الولاية وهؤلاء ليسوا اولياء لله بل بل هم اولياء للشيطان اولياء الله هم من وصفهم الله بقوله الذين امنوا وكانوا يتقون الذين امنوا وكانوا يتقون قال ومن ثمرات الايمان الفوز برضا الله ودار كرامته وهذا الادلة عليه كثيرة جدا اورد منها قول الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم وذكر من ثمار الايمان ان الايمان الكامل يمنع من دخول النار والايمان ولو كان قليلا يمنع من الخلود فيها الايمان الكامل يمنع من الدخول وهو ايمان السابقين وايمان المقتصدين قال ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات هؤلاء يدخلون الجنة بدون حساب والظالم لنفسه عرظة للحساب لكن الايمان الذي عنده يمنعه من الخلود في النار اذا دخلها فاذا الايمان ان كان كاملا منع من الدخول من دخول النار وان كان ناقصا منع من الخلود فيها قال ومن ثمرات الايمان ان الله يدافع عن المؤمنين. يدافع عنهم جميع المكاره وينجيهم من الشدائد كما قال الله تعالى ان الله يدافع عن الذين امنوا وذكر رحمه الله امثلة على على ذلك قال ومن ثمرات الايمان ان الايمان والعمل الصالح الذي هو فرعه يثمر الحياة الطيبة. في هذه الدار وفي دار القرار قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ولنحيين فلنحيينه حياة طيبة هذه هذه الثمرة الدنيوية ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون في دار القرار. فجمع لهم بين ثواب الدنيا وحسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة وذكر من فوائد الايمان انه يصحح الاعمال والاقوال. قال ان جميع الاعمال والاقوال انما تصح وتكمل بحسب ما يقوم بقلب صاحبها من الايمان والاخلاص وهذا عليه ادلة ساق بعظها منها الاية المتقدمة من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن وكذلك قوله فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وقوله من اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. الشاهد قوله تعالى في هذه الايات الثلاث وهو مؤمن الايمان هو الذي يصحح الاعمال لا تصح الاعمال الا به قال فاذا تأسست على الايمان وانبنت عليه كان السعي مشكورا مقبولا مضاعفا لا يظيع منه مثقال ذرة واما اذا فقد العمل واما اذا فقد العمل الايمان فلو استغرق العامل ليلة ونهاره فانه غير مقبول قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وايضا قال تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين واورد رحمه الله ادلة اخرى تقرر هذا الامر وذكر من فوائد الايمان ان صاحب الايمان يهديه الله يهديه الله الى الصراط المستقيم يهديه يهديه الله الى الصراط المستقيم ويهديه ايش مكتوب عندكم ويهديه في ها ومنها ان صاحب الايمان يهديه الله الى الصراط المستقيم ويهديه في الصراط المستقيم يهديه الى علم الحق والى العمل به والى تلقي المحاب والمسار بالشكر وتلقي المكاره والمصائب بالرضا والصبر اي انه يهدى الى الصراط بالتوفيق لسلوكه ويهدى في في الصراط بعدم الزلل فيه والخروج عنه وبالتوفيق للثبات عليه. فهداية الى الصراط وهداية في الصراط هداية الى الصراط بالتوفيق لسلوكه وهداية في الصراط بالثبات عليه. وعدم الخروج عنه وذكر من فوائد الايمان انه يصلي صاحبه عن المصائب والمكاره كما قال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه وذكر ايضا من ثمرات الايمان المودة التي يجعلها الله تبارك وتعالى لعبده المؤمن كما في قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا اي بسبب ايمانهم واعمال الايمان يحببهم الله ويجعل لهم المحبة في قلوب المؤمنين ومنها انه يرفع انه يرفع المؤمن درجات يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات قال وانما نالوا هذه الرفعة بايمانهم الصحيح وعلمهم ويقينهم وذكر من ثمار الايمان حصول البشارة بكرامة الله. والامن التام. البشارة في قوله وبشر المؤمنين والامن في قوله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم وذكر من ثمرات الايمان حصول الفلاح وعرف الفلاح هو وعرف الفلاح بانه ادراك غاية المطالب. ادراك غاية الغايات فانه ادراك كل مطلوب والسلامة من كل مرغوب الثقيل في في الفلاح قيل انها اجمع كلمة لتحصيل الخير والسلامة من الشر والفلاح ثمرة للايمان اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ومن ثمرات الايمان الانتفاع بالمواعظ والتذكير والايات كما قال تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. وقال ان في ذلك لاية للمؤمنين وذكر من فوائد الايمان ان الايمان يقطع الشكوك التي تعرض لكثير من الناس فتضر بدينهم قال تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي دفع الايمان الصحيح الذي معهم الريب والشك الموجود وازاله بالكلية قال ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال الله خلق الخلق فمن فمن اوجد ذلك نعم قال فمن وجد ذلك فليقل امنت بالله ولينته وليتعوذ بالله من الشيطان. الشاهد من الحديث قول فليقل امنت بالله فليقل امنت بالله اي ليستحظر الايمان بالله عز وجل وباسمائه وصفاته وعظمته وليشغل نفسه بهذا الايمان لان وارد الخير اذا ورد على القلب ذهب ماذا؟ وارد الشر فالوساوس واردات شر ترد على القلب وانفع ما تطرد به هذه الواردات جلب واردات الخير امنت بالله ويستحضر الانسان ماذا يعنيه هذا الايمان وماذا يتطلبه ويشغل قلبه بالايمان بالله ربا خالقا رازقا متصرفا مدبرا معبودا بحق ولا معبود بحق سواه يشغل نفسه بهذا العلم النافع عن الوساوس الضارة فمن فوائد الايمان طرد الشكوك قال فذكر هذا الدواء النافع لهذا الداء المهلك والدواء الذي في الحديث يتلخص في امور ثلاثة ذكرها الشيخ. الاول الانتهاء عن هذه الوساوس الشيطانية والثاني الاستعاذة من من شر من القاها وهو الشيطان والثالث الاعتصام بعصمة الايمان قال ومن فوائد الايمان ان الايمان ملجأ المؤمنين في كل ما يلم بهم من سرور وحزن وخوف وامن وطاعة ومعصية وغير ذلك من الامور التي لابد لكل احد منها ثم وضح رحمه الله ذلك الامام ملجأ ومفزع للمؤمن في كل ما يلم به سواء من سرور او حزن المؤمن اذا الم به امر سار اذا الم به امر سار فرح قلبه به ثم لجأ الى ايمانه الى ماذا يدعوه الايمان عند السرور ادعوا الى الشكر الاعتراف بنعمة الله استعمال النعمة التي سرته وفرح بها في طاعة الله اذا جاءه امر محزن وفزع الى ايمانه يجد في الايمان التسلية عند المصاب والدعوة الى الصبر والاحتساب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا للمؤمن وكذلك عند الخوف والامن المؤمن اذا خاف يلجأ الى الله يلجأ الى الله ويفزع الى الله كان عليه الصلاة والسلام اذا خاف قوما قال اللهم انا نعوذ بك من شرورهم ونجعلك في نحورهم قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وايضا عند الطاعة والمعصية عند الطاعة والمعصية يفزع المؤمن الى ايمانه. المؤمن اذا وفق لطاعة وفزع الى ايمانه ولجأ الى ايمانه هداه ايمانه الى ان هذه الطاعة منة الله عليه. لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا. واذا وقع في معصية ولجأ ايمانه دعاه ايمانه الى ماذا؟ الرجوع والى التوبة والانابة الى الله ولهذا الايمان من فوائده العظيمة انه ملجأ للمؤمن دائما مع المؤمن في الامر المفرح في الامر المحزن في الامن في الخوف في الطاعة في المعصية في كل حال من احواله معه ايمانه يهديه الله تبارك وتعالى به الى كل خير قال ومن فوائد الايمان الصحيح انه يمنع العبد من الوقوع في الموبقات المهلكات كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. الحديث قال فاخبر ان الايمان اذا صحبه عند وجود اسباب هذه الفواحش فان نور ايمانه يمنعه من الوقوع فيها فان النور الذي يصحب الايمان الصادق وجود حلاوة الايمان والحياء من الله الذي هو من اعظم شعب الايمان بلا شك يمنع من مواقع من مواقعة هذه الفواحش ومن وقعت منه فانه لضعف ايمانه وذهاب نوره وزوال الحياء ممن يراه حيث نهاه وهذا معروف مشاهد واهل العلم ذكروا فيه قصصا عجيبة منهم ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه شرح كلمة الاخلاص ثم لما عرظ جملة من الفوائد العظيمة للايمان ختم هذه الرسالة بخاتمة جميلة جدا بين فيها حقيقة هذه الشجرة العظيمة قال فتبين مما تقدم ان هذه الشجرة المباركة شجرة الايمان ابرك الاشجار وانفعها وادومها وان عروقها واصولها وقواعدها الايمان وعلومه ومعارفه وساقها وافنانها شرائع الاسلام والاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة المؤيدة والمقرونة بالاخلاص لله والمتابعة للرسول لرسول الله صلى الله عليه وسلم وان ثمارها وجناها الدائم المستمر السمت الحسن والهدي الصالح والخلق الحسن واللهج بذكر الله وشكره والثناء عليه والنفع لعباده بحسب القدرة نفع العلم والنصح ونفع الجاه والبدن ونفع المال وجميع طرق النفع وحقيقة ذلك كله القيام بحقوق الله وحقوق وحقوق خلقه وان هذه الشجرة في قلوب المؤمنين متفاوتة تفاوتا عظيما بحسب ما قام بهم واتصفوا به من هذه الصفات وان منازلهم في الاخرة تابعة لهذا كله. وان الفضل في ذلك كله لله وحده والمنة كلها له سبحانه. بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين. وقال اهل الجنة بعد ما دخلوها وتبوأوا منازلها معترفين بفظل ربهم العظيم. وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون فجمع في هذه الاية بين الاخبار باعترافهم وثنائهم على الله بنعمه وفضله حيث وصلوا الى هذه منازل العالية وبين ذكر السبب الذي اوصلهم الى ذلك بمنة الله عليهم وهو العمل الصالح الذي هو الايمان واعماله قال فنسأل الله ان يمن علينا بالايمان الصادق والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين والا يزيق قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وعلى كل حال هذا استعراض لهذه الرسالة القيمة التي نحتاج الى قراءتها والاستفادة منها وما اخفيكم سرا قرأت هذه الرسالة كثيرا ولا ازال في كل مرة اقرأ هذه الرسالة اجد فيها من فوائد العجيبة وابواب العلم والايمان شيئا عجيبا وحقيقة الرسالة يعني على اختصارها جمعت خيرا عظيما في باب الايمان. فوصيتي للاخوة جميعا ان يعتنوا بهذه الرسالة قراءة واستذكارا فان فيها اه خيرا عظيما ونفعا عميما رحم الله مؤلفها ووفقنا جميعا لكل خير يحبه ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح فلنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا والدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه