والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد وصلنا الى الاصل الرابع. في كتاب اصول العقائد الدينية. للشيخ ابن ناصر السعدي رحمه الله. نعم. الحمد لله رب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم مسألة الايمان نعم. هنا بدأ المصنف رحمه الله بالكلام على هذا الاصل فيما يتعلق بمسألة الايمان. ومسألة الايمان الكلام فيها واسع وعريض. ولكن الشيخ رحمه الله ذكر في هذا الموضع زبدا نفيسة وخلاصات جليلة اتت على اهم ما ينبغي ان يعلم في هذه المسألة الجليلة مسألة الايمان. وما ذكر هنا فهو فعصارة الموضوع وخلاصته. وحقيقة انما ذكر رحمه الله تلخيص اتى فيه رحمه الله على اهم ما ينبغي ان يعلم حول هذه المسألة. وله فيها كتاب نفيس عنوانه التوظيح والبيان لشجرة الايمان توسع فيها او توسع فيه عما هنا توسع مفيدا وذكر جوانب عديدة مهمة في مسألة الايمان بدأ هنا ذكر ما يعتقده اهل السنة في الايمان قال فاهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان وتصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح. اهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة وهذا تنبيه مهم على المصدر الذي عنه اهل السنة يتلقون ايمانهم ويأخذون دينهم. فمنبعهم ومصدرهم في الايمان وفي عموم امور الدين الكتاب والسنة. هذا هو المصدر. ولهذا نبه الشيخ رحمه الله وهذا التنبيه في فيه اشارة الى ان ما سيذكره من معتقد لاهل السنة والجماعة في الايمان مأخوذ من كتاب الله العزيز وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قال من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح هذا حد الايمان وتعريفه عند اهل السنة هو تعريف مأخوذ من معنى الذي دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وليعلم هنا ان الايمان هذه الكلمة هي حقيقة شرعية خلقنا لاجلها واوجدنا لتحقيقها ولا سبيل الى العلم بها الا من خلال الكتاب والسنة. ولهذا تنبه جيدا لكلام الشيخ رحمه الله يعتقدون ما جاء في الكتاب والسنة من ان الايمان كذا. فحقيقة الايمان تؤخذ من الكتاب والسنة تأمل هذا في قصة الوقت وفد عبد القيس الذين اتوا النبي صلى الله عليه وسلم لمعرفة الدين. وتحملوا مشقة قالوا ان بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضى وانا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام. فمرنا بقول الفصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة. قال امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا وما الايمان بالله؟ فبينه لهم الصلاة والسلام. تأملها هذا الاستفهام من هذا الوفد المبارك. يقول للنبي عليه الصلاة والسلام لما امرهم بالايمان بالله وسألهم اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا وما الايمان بالله وهذا السؤال من هؤلاء وهم قوم عرب يفهمون اللغة ويعونها تماما ويعرفون دلالتها يدل دلالة واضحة على ان الايمان حقيقة لا تعرف الا الا من خلال الكتاب والسنة. الا من خلال الكتاب والسنة. بل قد قال الله جل وعلا في القرآن وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. فتفاصيل الايمان وحقائقه ومقامه انما تعرف من خلال الوحي. كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا بمجرد اللغة. ولهذا انحرف من من انحرف فيه في فهم الايمان عندما تعريف الايمان الشرعي على المدلول اللغوي. فقالوا في تعريف الايمان الايمان لكم بالتصديق واخطأوا في هذا. وبنوا عليه نتيجة خاطئة. فقالوا بما انه لغة التصدير واخرجوا العمل من مسماه. وهذا تقرير باطل لان الايمان لا تكفي في معرفته اللغة. مثله مثل الصلاة. والصيام والحج الطاعات. ايكفي في معرفة الحقيقة الشرعية لهذه الاسماء مجرد معرفة المدلول اللغوي بتلك الكلمات انتبهتم للسؤال هل من كان يعرف المدلول اللغوي لكلمة الصلاة؟ او كلمة الصيام او كلمة الحج يكون بذلك عرف الحقيقة الشرعية ابدا. وكذلك الايمان. الايمان العلم العلم بالمجنون اللغوي لهذه الكلمة لا يكفي في معرفة الحقيقة الشرعية. الشأن فيه كالشأن في الصلاة والصيام والحج لا بد من التعويل على الكتاب والسنة ننظر في القرآن والسنة ما الايمان فنفهم الايمان من خلالهما. هذا معنى قول الشيخ رحمه الله يعتقدون ما جاء في الكتاب والسنة من ان الايمان كذا فلابد اذا اردنا معرفة الايمان من لابد من الرجوع الى الكتاب والسنة لننظر فيهما بما حد الايمان او بما عرف في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والا لم تكن هناك ثمة حاجة ان يقول ذلك الوفد المبارك للنبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان وهم اهل اهل لسان عربي. لانه لو كان يكفي مجرد اللسان واللغة لم احتاجه الامر لكنه حقيقة شرعية لابد فيها من الرجوع الى الكتاب والسنة لمعرفة المفهوم والمدلول لهذه الكلمة الكتاب والسنة دل على ان الايمان منه ما بالقلب ومنه ما يكون باللسان ومنه ما يكون من جوارح. فليس الايمان في القلب فقط بل الايمان خلقا واللسان والجوارح. وهنا يقول الشيخ رحمه الله ثم يفصل يقول هو تصديق القلب المتضمن لعمل الجوارح فالايمان اولا يكون تصديقا في القلب واقرارا ثم هذا الذي استقر في القلب وهو التصديق ولقاء ينسحب على الجوارح. فتكون الجوارح مذعلة موطادة طائعة لله سبحانه وتعالى بناء على ما قام في هذا القلب من تصديق واقرار وايمان بالله وهذا معنى قوله آآ تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح ثم يبين ذلك فيقول فيقولون اي اهل السنة الايمان اعتقادات القلوب واعمال واعمال الجوارح واقوال اللسان. وانها كلها من الايمان. لاحظ الان ماذا يدخل؟ تحت مسمى الايمان. اولا اعتقادات القلوب. هذي داخلة في مسمى الايمان. واعتقادات القلوب آآ هي اصول الايمان التي مكانها القلب. يقر بها ويؤمن ويعتقد ويجمعها الاصول الستة التي في حديث جبريل عندما قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. هذه كلها عقائد. قلبية مكانها القلب. وهي داخلة في مسمى ايمان بل هي اساسه الذي عليه يبنى. فالايمان له اصل واساس تبنى عليه وهو هذه الاصول. عقائد قلبية تستقر في قلب المؤمن. فينبني عليه اعماله وطاعاته وقرباته الى الله عز وجل. اعتقادات القلوب عرفناها واعمال واعمالها اي القلوب ايضا اعمال القلوب شيء اخر غير الاعتقاد وهي داخلة في مسمى الايمان. فالقلوب تعمى. القلوب تعمل كما ان الجوارح تعمل. ومن اعمال القلوب الرجاء والخوف والخشية والحياء والانابة والتوكل والرجاء والصبر وغيرها. هذه كلها اعمال قلبية وسيأتي معنا في الحديث والحياء شعبة من شعب الايمان والحياء مكانة في القلب. والرجاء من الايمان القلب والخوف من الايمان ومكانة القلب والتوكل من الايمان ومكانه القلب وهذه كلها اعمال قلبية. وهي داخلة في مسمى الايمان فاذا يدخل في الايمان آآ جانبان يتعلقان بالقلب في الاعتقاد وجانب العمل. اعتقاد القلب ايمان بل هو اصل الايمان واساسه واعمال القلب من رجاء وخوف وتوكل وانابة وغير ذلك. هذه ايضا داخلة في مسمى الايمان قال واعمال الجوارح اعمال الجوارح اي ما تقوم به الجوارح من طاعات وعبادات الصلاة والصيام والحج والصدقة والبر وانواع الاحسان. هذه كلها ايمان يكتسبها المرء المسلم بجوارحه. وهي داخلة في في مسمى الايمان. وكذلك اقوال اللسان كذلك اقوال اللسان داخل في الايمان. سواء منها القول الذي هو اصل في الدين وهو النطق بالشهادتين او اقوال اللسان التي هي اعمال وطاعات يفعلها المرء بلسانه متقربا الى الله كأن يتلو كلام الله او يذكر الله ويسبحه ويهلله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقول الخير فهذا كله من اقوال اللسان الداخلة في مسمى الايمان. قال وانها كلها من الايمان. كلها من الايمان. ولنلاحظ ان هذه التي قال عنها الشيخ انها كلها من الايمان منها ما هو في القلب ومنها ما هو في اللسان ومنها ما هو في جوارح فالايمان في القلب واللسان والجوارح. في القلب اعتقاد واعمال وفي اللسان قول وايضا اعمال للسان وفي الجوارح اعمال يتقرب بها المسلم الى الله عز وجل وكل ذلك داخل في مسمى الايمان. نعم. قال قال لا اله الا الله نعم. هنا يبين الشيخ رحمه الله ان هذا الذي آآ ذكر به حد الايمان وانه منه ما هو في القلب ومنه ما هو اللسان ومنه ما هو في الجوارح حظ العبد من الكمال في الايمان بحسب حظه من هذه الامور فيقول وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان. فاذا انحض العبد من الايمان بحسب حظه من هذه الامور الداخلة في مسماه. حظ العبد من الايمان بحسب حظه من هذه الامور الداخلة في مسماه. ولو تأملتم هذه الامور الداخلة في مسمى الايمان فيها يجدون انها قسمان قسم باطن وقسم ظاهر فلا يكمل الظاهر دون الباطن ولا يكمل الباطن دون الظاهر بل يكمل ظاهرا وباطنا. الظاهر ما يكون باللسان وعلى الجوارح والباطن ما يكون في القلب. فمن كملها ظاهرا وباطنا قد اكمل الايمان. ومن نقص شيئا منها فقد نقص من ايمانه اي بحسب ما انتقص. وهي خصال كثيرة. خصال كثيرة كل ما اعتنى العبد بها قياما وتطبيقا كمل ايمانه واذا منها نقص ايمانه بحسب ما انتقص من خصال الايمان. من احب لله ابغض الله واعطى لله ومنع لله استكمل الايمان. اذا استكمال الايمان يكون بماذا؟ يكون باستكمال خصاله. استكمال الايمان مال يكون باستكمال خصاله. فاذا انتقص العبد من خصال الايمان انتقص من ايمانه او نقص من ايمانه بحسب ما انتقص من خصال الايمان. فالايمان يكمن بكمال خصاله في العبد. وينقص بنقصها. وسيأتي مزيد بيان لذلك عند الشيخ رحمه الله. قال وهذه الامور التي هي خصال الايمان الداخلة في مسماه بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان وهنا ذكر الشيخ رحمة الله عليه اه نص حديث ابي هريرة المخرج في صحيحين الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان. والشاهد هنا قوله بضع وسبعون شعبة. اي ان الايمان خصال. عديدة. وخلال كثيرة كلها داخلة في الايمان. وكمال العبد في الايمان بحسب تكميله لهذه الخصال. الايمان وسبعون شعبة وهل هي بضع وسبعون على وجه التحديد في هذا او ان المراد بذلك التكفير قولان لاهل العلم. من اهل العلم من يقول ان العدد هنا له مفهوم وان خصال الايمان وشعبه عددها بضع وسبعون. وبعض اهل العلم يقولون ان العدد هنا المفهوم له وان المراد الكثرة. ويقولون العرب تستخدم السبعين وما تظعف منها كثير ومنه قوله تعالى وان تستغفر لهم سبعين مرة اي مرات كثيرة ليس المراد العدد تحديدا وانما المراد الكثرة. فمن العلماء من يقول ان قوله بضع وسبعون شعبة اي شعب كثيرة. للايمان ومنهم من يقول ان قول البضعة وسبعون اي على وجه التحديد. وممن رأى ذلك وممن رأى ذلك جمع من اهل العلم بنوا على هذا الحديث جمع الشعب الى هذا العدد بضع وسبعون كابن حبان البوسي والبيهقي واخرين من اهل العلم فجمعوا هذا العدد من شعب الايمان بضع وسبعون. وعلى كل حال الشاهد هو ان ان الايمان شعب كثيرة شعب كثيرة. والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ان الايمان شعبا كثيرة ذكر اعلى هذه الشعب وذكر ادنى هذه الشعب وذكر منها شعبة قائمة بالقلب. فقال اقول لا اله الا الله وهذا فيه ان القول داخل في الايمان ان القول داخل في الايمان وان اعلى الايمان قول لا اله الا الله. وليس المراد هنا بالقول قولها بل المراد بالقول قولها باللسان والقلب. ونسجل عندكم فائدة ان القول اذا اطلق في الكتاب والسنة يتناول قول القلب واللسان. يتناول قول القلب واللسان. كقوله تعالى قولوا امين بالله وقوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ونحو ذلك المراد بالقول هنا قول القلب واللسان. قول القلب اعتقادا وقول اللسان تلفظا ونطقا. والمعنى قولوا بالله اي بقلوبكم معتقدين وبالسنتكم ناطقين متلفظين. وهنا قول في الحديث اعلاها قولوا لا اله الا الله اي قولها بالقلب واللسان. بالقلب عقيدة وباللسان نطقا. اي ان بلسانه قائلا لا اله الا الله او اشهد ان لا اله الا الله وهو يعتقد في قلبه ما تلفظ به لسانه. اما ان كان يقولها بلسان غير معتقد لما يقوله بقلبه فهو المنافق ليس المؤمن فلا بد من قولها بالقلب واللسان وهذا اعلى الايمان اعلاها يعني اعلى شعب الايمان خصاله قول لا اله الا الله. والحديث يدل على فضل هذه الكلمة العظيمة وانها افضل الدين واعلاه وارفعه قال وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والاماطة عمل الاماطة عمل عمل يقوم به الانسان بجوارحه. لان من يميط الاذى عن الطريق يتحرك الى مكان الاذى ويحمله بيده وينحيه جانبا وهذا عمل يقوم به. هذا العمل الذي يباشره يباشره مميط للاذى عن طريق المسلمين ايمان. داخل في مسمى الايمان. وهذا الصريح. ان اعمال الجوارح داخلة في مسمى الايمان. هذا صريح ان اعمال الجوارح داخلة في مسمى الايمان واماطة الاذى عن الطريق امر مستحب. وقد يكون في بعض حالاته واجبا اذا كان الاذى يترتب عليه هلاك مرة والا هو في الاصل عمل مستحب. واذا فالحديث يدل على ان ان ان الايمان يدخل في مسماه واجبات الدين ومستحباته واجبات الدين مستحباته الكل داخل في في مسمى الايمان. فمن اتى بواجبات الدين كمل ايمانه الواجب ومن اتى بمستحبات الدين كمل ايمانه مستحب كمل ايمانه المستحب. قال وادناها اماطة ماذا عن الطريق؟ قال والحياء شعبة من شعب الايمان والحياء في القلب. الحياء مكانه القلب وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم الحياء شعبة من شعب الايمان. فدل ذلك على ان مال القلوب داخلة في مسمى الايمان. والحديث هذا حديث الشعب الدلالة ان الايمان منه ما يكون باللسان ومنه ما يكون بالقلب ومنه ما يكون بالجوارح باللسان وقول لا اله الا الله بالجوارح اماطة الاذى عن الطريق وبالقلب الحياء شعبة من شعب الايمان فالايمان شامل لذلك كله وكل هذه داخلة في مسماه الحديث معروف عند العلماء بحديث الشعب. وله مكانة عالية عند اهل العلم. ومنهم من كتب في شرحه وبيان معناه وتوضيح اه دلالاته مجلدات كبار. مثل البيهقي كتب فيه تسع مجلدات مطبوعة. كلها حول الحديث الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان قال نعم قال ويرتبون على هذا الاصل. الاصل الذي هو حد الايمان. الجامع لمعناه ومدلوله انه يدخل في اه خصاله التي تكون بالقلب والتي تكون باللسان والتي تكون بالجوارح ونحن آآ اتضح لنا هذا تماما في حديث الشعب الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله وهناك دلالة كثيرة على هذا لم يكن هذا المختصر يسمح ببيانها على ان الشيخ رحمه الله لم يكن يقصد في هذا المختصر ذكر الادلة وانما الاشارة الى اصول ومهمات في هذا الباب يقول يرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات. لاحظ اهل الايمان على درجات فيه كون اهل الايمان على درجات في الايمان هذا منبني على ان الايمان عبارة عن خصال وشعب عديدة وكثيرة منها ما يكون بالقلب ومنها ما يكون باللسان ومنها ما يكون بالجوارح فينبغي على ذلك ان اهل الايمان في الايمان درجات لماذا لماذا هم فيه درجات؟ لانك ان نظرت الى خصال الايمان الداخلة في مسماه ونظرت الى قيامهم بها لوجدت فماذا؟ لوجدت التفاوت بينه في التطبيق. منهم من كملها ومنهم من لم يكملها اذا اذا اهل الايمان في الايمان ليسوا سواء. بل هم متفاوتون فيه. متفاوتون فيه بماذا؟ تفاوتهم في القيام بخصاله. فليس الايمان بالتحلي ولا مني ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال. فاذا وقر الايمان قام العبد باعماله وخصاله فان ايمانه يكمل. واذا انتقص من هذه الخصال انتقص ايمانه بذلك. اذا نحن نستغيث فائدة جليلة نبه عليها الشيخ رحمه الله مأخوذة من حديث الشعب وهي ان اهل الايمان في الايمان متفاوتون. اطرح عليكم الامر بطريقة سؤال دل حديث الشعب دل حديث الشعب على تفاوت اهل الايمان في الايمان فما وجه ذلك؟ اظن الجواب واضح. دل حديث الشعب على تفاوت اهل الايمان في الايمان فما وجه ذلك وجه ذلك ان الحديث دل على ان الايمان يتناول خصالا كثيرة وشعبا عديدة واهل الايمان في القيام بها متفاوتون. اذا اهل الايمان متفاوتون في الايمان وليسوا فيه على درجة واحدة. قال متفاوتون آآ في درجات في الايمان كأنك تقول هنا ما هذه الدرجات او ما ما يجمعها؟ ما الذي يجمعها؟ فاجاب الشيخ قال واصحاب يمين وظالمون لانفسهم. وهذا تقسيم للتفاوت. وهذا التقسيم اجمالي والا ايضا لو دخلت في المقربون متفاوتون والا على درجة واحدة واصحاب اليمين متفاوتون ولا على درجة واحدة؟ والظالمون لانفسهم متفاوتون او على درجة واحدة متفاوتون لكن هذا تقسيم اجمالي يعني هم في الجملة هم متفاوتون عفوا هم متفاوتون وهم في الجملة يرجعون الى اقسام ثلاثة مقربون اصحاب يمين وظالمون بانفسهم. وهذه الاقسام الثلاثة التي يشير اليها الشيخ رحمه الله مذكورا في قول الله تبارك وتعالى ثم اوردنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد منهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها هذه الاقسام الثلاثة المذكورة في الاية اقسام لاهل الايمان لان الظالم نفسي والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم من اهل الايمان. لكنهم في الايمان متفاوتون. والدليل على ان كل من اهل الايمان كل من اهل الايمان صدر الاية وخاتمتها. وما يليها. صدر ماذا قال؟ ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. هؤلاء الثلاثة الظالم والمقتصد الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم من الذين اورثوا الكتاب ومن المصطفين ثم اورثنا الكتاب ومن عباد الله كلهم حتى الظالم نفسه. وبعد الاية قال جنات عدن يدخلن ونعمل الثلاثة حتى الظالم لنفسه ايضا يدخل الجنة. هذا حتى الظالم نفسه يدخل الجنة. لان او فيدخلونها تشمل من؟ الثلاثة. الظال النفسي والمقتصد والسابق بالخيرات. ولهذا الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله يعظم هذه الواو تعظيما عجيبا ويقول هذه تكتب بماء العيون. الواو هذه دخلت الظالم نفسه الواو دخل بها الظالم نفسه. لانه داخل تحت قوله يتقنونها. فدخل الضال نفسه لكن يقول العلماء ان السابق بالخيرات والمقتصد يدخلون الجنة بدون حساب ولا عقاب. لماذا الصادق بالخيرات واضح. والمقتصد فعل ما يجب عليه وترك ما يحرم عليه. وايضا يدخل بدون ان يحاسب بدون حساب ولا عقاب. لكن الظالم نفسه هو العرضة الحساب والعقاب لكنه اذ ان حوسب فان وادخل النار فانه لا يخلد فيها بل مآله الى الجنة. لان الله قال جنات عدن كورونا وجاءت نصوص مبينة لذلك مثل ما جاء في الصحيح اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من من ايمان ولهذا العلماء يقولون ان هذه الادلة دلت على ان التوحيد ان كان كاملا منع من دخول النار. وان كان ناقصا منع من الخلود فيها. ان كان كاملا منع من الدخول ان كان ناقصا منع من الخلود. وان عدم التوحيد فما تم الا الخلود. فان عدم وان عدم عدم فما تم الا الخلود. الظالم نفسه ان قلنا انه من ايش؟ من اهل الايمان والسياق واضح في الدلالة على ذلك. واذا اردت مزيد ايضاح وتأكيد فاقرأ بقية السياق. لان الله عز وجل لما ذكر المؤمنين باقسامهم الثلاثة عقب ذلك بذكر ضد هؤلاء ونقيضهم وهو الكافر فقال والذين كفروا لهم نار جهنم ولا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يخترقون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا اكملوا. فما للظالمين من ناصية. لاحظ الان السياق هذا ذكر نوعان من الظلم. ذكر نوعان من الظلم. النوع الاول ذكر في قوله منهم ظالم لنفسه ظالم لنفسه بماذا؟ بالمعصية دون الكفر. ظالم لنفسه بالمعصية دون الكفر بالله. فهو ظلم نفسه بالمعصية. ولهذا قال الله عنه جنات عدن يدخلونها ذكر انه يدخل الجنة لانه عنده ايمان يمنعه من الخلود في النار ان دخل هذا فهو يدخل الجنة والنوع الثاني من الظلم في قوله كذلك آآ ثمان الظرف في قوله ثمان الظالمين من نصيبه. الظالمين هنا ظلمهم ماذا؟ ظلم الكفر والكافرون هم الظالمون. الظلم هنا ظلم الكفر والشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. الشاهد ان اهل الايمان اقسام ثلاثة مقربون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم. المقرب هو الذي فعل على الواجب والمستحب. وترك المحرم وابتعد عن المكروه ونافس في فعل الخيرات والمقتصد الذي فعل الواجب وترك المحرم. ولهذا الصحابي الذي ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم اركان الاسلام قال والله لا ازيد على ذلك ولا انقص. قال اه افلح ان صدق. او دخل الجنة ان صدر هذا هذا الذي فعل الواجب وترك المحرم مقتصد. اي مقتصر على الواجب فعل الواجبات وترك المحرمات ثم القسم الثالث الظالم لنفسه اي الذي ظلمها فيما دون الكفر. بترك واجب او فعل محرم بترك واجب او فعل محرم. فهذا الذي ترك الواجب او فعل المحرم ظلم نفسه ونقص ايمانه الواجب بحسب ما ترك من واجبات الدين وبحسب ارتكب من المحرمات بحسب ما ارتكب من المحرمات. قال وظالمون لانفسهم اه قال نعم اه مقربون اصحاب يمين وظالمون لانفسهم بحسب مقاماتهم من الدين والايمان لاحظ قوله بحسب مقاماته من الدين والايمان اي ان تقسيمهم الى ثلاثة اقسام هو بحسب مقاماتهم من الدين والايمان فالذين كملوا اه الدين واجباته ومستحباته المقربون والذين كملوا الواجب مقتصدون والذين قصروا في الواجب ظالمون. فاذا هذه القسمة الثلاثية لاهل الايمان راجعة الى مقاماتهم من الايمان والدين. قال وانه يزيد وينقص. فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الله. وهذا ايضا مما يتعلق بالايمان وهو ايضا ينبني على ما سبق ويترتب عليه ان الايمان يزيد وينقص. ويقوى ويضعف والقرآن صريح لان الايمان يزيد في مواضع كثيرة جدا. منها قول قول الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول اي الام زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. وكذلك قوله تعالى ويزيد الله الذين ان اهتدوا هدى وقوله ويزيدهم خشوعا. اولئك هذا المعنى كثيرا. فالقرآن نطق الزيادة. ودلالته على النقصان بالمفهوم. لان ما يقبل الزيادة يقبل النقصان. على ان السنة نطقت بالنقصان في احاديث. منها المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. ومنها حديث ما رأيتم من ناقصات عقل ودين. ومنها تغيير المنكر وفي اخره وذلك اضعف الايمان. وفي هذا المعنى احاديث. والشاهد ان الايمان يزيد ينقص ويقوى ويضعف. زيادته بفعل واجباته. والبعد عن عن المحرمات ونقصانه بترك الواجب وفعل محرم. ولهذا يقول الصحابي عمير ابن حبيب الخطمي رضي الله عنه الايمان قيل وما زيادته نقصانه؟ قال اذا ذكرنا الله زاد اذا ذكرنا الله وسبحناه زاد واذا غفلنا نقص. واذا غفلنا نقص. فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويقع ويضعف بحسب حال الانسان مع خصال الايمان فمن زاد من خصاله زاد ايمانه ومن انتقص من خصاله نقص ايمانه الشيخ هنا يبين بما يزيد الايمان وينقص فيقول فمن فعل محرما او ترك فواجبا نقص ايمانه. من فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه والعكس اذا ترك المحرم وفعل الواجب زاد الايمان. فاذا الايمان يزيد بفعل الواجبات وترك المحرمات وينقص بترك الواجبات وفعل المحرمات. فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب هذي فائدة الان قول الشيخ نقص ايمانه الواجب يشير فيها الى ان آآ النقص فالايمان قد يكون نقصا في الايمان الواجب وقد يكون نقصا في الايمان المستحب. قد يكون نقصا في الايمان الواجب كمن يفعل الحرام او يترك الواجبات فمن بعد فمن وقع في ذلك نقص ايمانه الواجب لكن من ترك شيئا من مستحبات الدين ومنها على سبيل المثال ما مر معنا اماطة الاذى عن الطريق من ترك المستحب ما الذي ينقص من من ايمانه؟ من ايمانه المستحب. ولهذا يقول العلماء الكمال في الايمان كمال واجب وكمال مستحب. الكمال الواجب لفعل بفعل الواجبات وترك المحرمات هذا كامل لايمانه الواجب. واسمه في الشرع ومنزلته ماذا المقتصد الكمال المستحب آآ العلو في فعل مستحبات الدين والعلو في درجاته ومقاماته والامور التي رغب فيها فيكون بفعله للمستحبات اضافة الى واجبات في درجة من؟ المقربين. قال ما لم يتب الى الله. يعني ان النقص الذي يكون للانسان النقص الذي يكون للانسان بترك واجب او فعل محرم نعم هنا يقول الشيخ رحمه الله ويرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة اقسام لاحظ العبارة هنا اختلفت عن العبارة التي في الفقرة السابقة في الفقرة السابقة قال الشيخ ويرتبون على هذا ان الناس في الايمان ان الناس في الايمان. واراد بقوله في الايمان اي من قام به الذين قاموا بالايمان ينقسمون الى ثلاث اقسام. الذين قاموا بالايمان ينقسمون الى ثلاثة اقسام. مقرب ومقتصد وظالم لنفسه. لكن هنا اختلفت العبارة. قال ايش؟ قال رحمه الله ويرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة اقسام ان الناس ثلاثة اقسام مؤمنهم وكافرهم الناس مؤمنهم وكافرهم ثلاثة اقسام من حيث الايمان وجودا وعدما. من حيث حالهم مع الايمان وجودا وعدما فهم ينقسمون الى الى ثلاثة اقسام. ما هي؟ قال منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو والمؤمن حقا. فهو المؤمن حقا. هذا الذي قام بحقوق الايمان كلها. مثل ما جاء في قول الله عز وجل في اول سورة الانفال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا هؤلاء الذين كملوا خصال الايمان مؤمنون حقا. ولا الانسان لنفسه بذلك لكنه يجاهد ويسأل الله عز وجل الاعانة على من سيأتي بيانه في مسألة الاستثناء في الايمان. ولهذا قال رجل للحسن البصري رحمه الله. قال له امؤمن انت قال له امؤمن انت؟ قال ان كنت تسألني عن الايمان بالله واليوم الاخر والملائكة كتب انا مؤمن بهذه الاصول. وان كنت تسألني عن اهل قوله تعالى انما المؤمنون الذين فاذا ذكر الله وجلت قلوبهم الى قوله اولئك هم المؤمنون حقا فارجو ان اكون منهم. فارجو ان اكون منهم الايمان ايمان اليقود. وهذه سنتحدث عنها قريبا عند الكلام على مسألة الاستثناء في الايمان عندما يسأل الرجل امؤمن انت؟ اذا القسم الاول من قام بحقوق الايمان كلها فهم المؤمنون حقا هؤلاء القسم الاول. القسم الثاني من تركها كلها فهذا هو كافر بالله لا ايمان له والاول مكمل للايمان والثاني لا ايمان له بل هو كافر بالله عز وجل. والقسم الثالث من هم؟ وهو القسم الثالث من فيه ايمان هو كفر او ايمان ونفاق او خير وشر. هذا القسم الثالث. وهذه التي اشار اليها الشيخ النفاق والكفر المراد بها الكفر في العمل والنفاق العملي وهي توجد مع الايمان. توجد مع الايمان الناقص ولا توجد مع الايمان التام الكامل. لكنها توجد مع الايمان الناقص. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. وقال اثنتان بالناس هما بهم كفر. الطعن في الانساب والنياحة على الميت. وقال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب. واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. والاحاديث في هذا الباب كثيرة اذا من كان يكذب ماذا يكون شأنه؟ من كان يكذب في حديثه قام قامت فيه شعبة من شعب النفاق لان الكذب من شعب النفاق كما ان الصدق من شعب الايمان. فان كان الذي فيه صدق فصدقه هذا الذي قام فيه من شعب الايمان. وان كان يكذب فكذبه من شعب ماذا بالنفاق واخلافه في الوعد من شعب النفاق. والنياحة على الميت من شعب الكفر. و الطعن في الانساب من شعب الكفر ليست من شعب الايمان. لكن هذه الامور هل توجد في اهل الايمان ولا لا توجد؟ توجد وجودها فيهم يخرجهم من ملة الاسلام او لا يخرجهم؟ لا يخرجهم. يكونون بها ماذا؟ ناقصين الايمان يكونون بها ناقصين ايمان وهذا مراد الشيخ هنا. قال ومنهم من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير وشر. يعني خلطوا عملا صالحا واخر سيئا. امتزج عندهم الايمان واشياء من الخصال الكفر والنفاق لا توجب الانتقال من ملة الاسلام. لكن لو كان النفاق والكفر ناقلا من الملة لا يبقون مؤمنين وانما يكونون من اهل القسم الثاني الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله قال ومنهم من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير وشر. ففيه من ولاية الله واستحقاق لكرامته بحسب ما معه من الايمان وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبته بحسب ما ضيعه من الايمان. اذا احب الناس من الثواب والعقاب والجنة والنار. بحسب حالهم من الايمان. فقسم له آآ نعيم لا عذاب فيه وهم اهل الايمان الكامل. وقسم لهم عذاب لا نعيم فيه ولا ثواب هم الكفار ومن خلط عملا صالحا واخر سيئا ولم يخرج من من الايمان فانه له النعيم وايضا له من العذاب والعقاب بحسب آآ ما قام به من الذنوب والسيئات وهذا معنى قول الشيخ له من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب ما معه من وايضا فيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان او ولهذا طيب. قال رحمه الله ويرتل على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة الاسلام ولا يخلد في نار جهنم. وهنا ذكر الشيخ مسألة مهمة منبنية على ما سبق. اه ما سبق اه اه يعني ما سبق في اخر حديث الشيخ وهو انه من الناس من يقوم فيه ايمان آآ خير وشر وايمان ونفاق وايمان وكفر فينبغي على هذا الكلام على مرتكب كبيرة الكلام على مرتكب كبيرة او حكم مرتكب الكبيرة ما لم يكن ما ارتكبه كفرا ناقلا من ملة الاسلام. فيقول الشيخ على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد اي ان الايمان ينقص بارتكاب الكبائر. مثل الزنا والسرقة اه شرب الخمر ونحو ذلك من الكبائر آآ اذا اذا وقع فيها الانسان نقص ايمانه راجع كما قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسبق السارق حين يسبق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. والنفي هنا للايمان اي الايمان الكامل الواجب الايمان الكامل الواجب نفي النفي هنا نفي لكمال الايمان الواجب. فاذا زنا العبد او سرق وشرب الخمر نقص ايمانه في الواجب. ولا ولا يكون بفعله هذا كافرا منتقلا من ملة الاسلام ولا ايضا يكون مع فعله هذا مؤمنا كامل الايمان بل هو مؤمن بس الايمان او مؤمن بايمانه فاسق كبيرته. وقال الشيخ رحمه الله ان اهل السنة لا يطلقون عليه الكفر. يعني مرتكب الكبيرة الزاني والسارق وشارب الخمر لا يطلقون عليه الكفر لا يقولون انه كافر بخلاف الخوارج الخوارج يقولون ان مرتكبي الكبيرة كافر. خارج من ملة الاسلام وايضا لا يخرجونه من الايمان. كما تفعله المعتزلة. المعتزلة يقولون عن مرتكبي الكبيرة ليس بمؤمن ففي الوقت نفسه يقولون ليس بكافر. بل هو في منزلة بين المنزلتين يعني بين الكفر والايمان معلق لا في السماء ولا في الارض. لا لا مؤمن ولا ولا كافر. فهذا عند المعتزلة. اما خوارج فهم يخرجون من الايمان. وعند الطائفتين مرتكب الكبيرة يوم القيامة مخلد في النيران. ولهذا لاحظ اتفق الخوارج والمعتزلة على شيئين. في حق مرتكب الكبيرة. الاول انه خارج من الايمان انه مخلد في النيران. واختلفوا في شيء واحد الخوارج قالوا هو كافر. والمعتزلة قالوا ليس وليس بكافر بل هو في منزلة لهما. لم يذكر الشيخ المرجئة والمرجئة يقولون عن مرتكب الكبيرة انه مؤمن كامل الايمان ويقولون كما انه لا ينفع مع الكفر طاعة فلا يضر مع الايمان ذنب. ولهذا شارب الخمر والزاني وغيرهم هؤلاء كلهم مؤمنون كامل الايمان عند المرجعة. وعقيدة اهل السنة في هذه المسألة وسط بين المرجئة والخوف المعتزلة فلا يقولون انه مؤمن كامل الايمان كما تقوله المرجئة ولا يقول ولا يقولون انه خارج بل ايمان ومخلد النيران كما تقول الخوارج والمعتزلة. بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان نعم. من الطرائف يقولون احد اه شيوخ المرجعة الكبار كان يمشي مرة في طريق فمر برجل مخمور شارب الخمر فالمخمور شتم العالم المرج شتمه تصدق فغضب العالم هذا قال هذا جزائي؟ انا جعلتك مؤمن كامل الايمان تشتمني وتضربني هذي ذكرت في بعظ كتب التراجم عن بعظ شيوخ المرجئة. قال بل يقولون الان اعطاك خلاصة لعقيدة اهل السنة في في مرتكب الكبيرة يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته لو قيل لك ما حكم مرتكب الكبيرة عند اهل السنة؟ مؤمن بايمانه فاسح بكبيرته هذه الوسطية التي عليها اهل السنة رحمهم الله مؤمن بايمانه مؤمن بايمانه هذا فيه رد على من خوارج المعتزلة فاشتق بكبيرته رد على المرجئة قال موضحا فمعه مطلق الايمان واما الايمان المطلق فينفى عنه. وهنا ينبغي ان تفرق بين الايمان المطلق ومطلق الايمان. الايمان المطلق يعني التام الكامل. فهل مرتكب الكبيرة مع الايمان المطلق اي التام الكامل؟ لا. لكن معه مطلق الايمان الذي هو اصل الايمان. وليس خارج من من الايمان بكبيرته. فمعه مطلق الايمان. ولهذا الناس على التقسيم السابق اه يقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون حظ الناس من الامن والاهتداء في الدنيا والاخرة بحسب حظهم من الايمان فمن عنده الايمان المطلق فله الامن والاهتداء المطلق. ومن عنده مطلق الايمان فله مطلق الامن والاهتداء. ومن لا ايمان له لا امن له ولا اهتداء. قال وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. يعني التي بسط لك الشيخ الان اذا استوعبتها وعرفتها تجد انها فعلا تجمع النصوص وتكون بموجب هذه الاصول مؤمنا بجميع نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بهذا الباب. نعم ان الاسلام وهذا مما يترتب على ما سبق ان التوبة او ان الاسلام يجب ما قبله. ومعنى يجب ان يهدم ما قبله من كفر وضلال وكذلك التوبة تجب ما قبلها من المعاصي والذنوب اي تمسح وتهدم ما كان قبلها. وهذا جاء صريحا في حديث عمرو ابن العاص في صحيح مسلم عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان التوبة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله. فالاسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها. قد قال الله في القرآن والذين لا يدعون مع الله الا ان ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما الا من تاب. التوبة تهدم ما ما قبلها. وقد قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب اي حتى الشرك. وذلك في حق من؟ تاب. من تاب من الشرك ومن تاب من الكفر ومن تاب من الكبائر تاب الله عليه. فانه سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا. ولا تعارض بين قوله في هذه الاية ان الله يغفر الذنوب جميعا وبين قوله في اية النسا ان الله لا يغفر ان يشرك به. لان قوله ان الله لا يشرك به في حق من مات على ذلك. واما قوله ان الله يغفر الذنوب جميعا في حق من بدليل قوله لا تقنطوا. لا تقنطوا من رحمة الله اي توبوا. توبوا الى الله عز وجل فان الله عز وجل يتوب على من تاب ايا كان ذنبه ومهما كان جرمه. ان الانسان يجر ما قبله وان توبة تجب ما قبلها وان من اعتد ومات على ذلك فقد حبط عمله. ارتد اي كان على الايمان وفعل الطاعات وقام بالعبادات. وارتد عن الايمان اي كفر بالله. ردته وكفره بالله تهدم اعمالك كلها وتحبطها. قال تعالى ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. وقال تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. قال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. فالردة محبطة للامل لو كان عند الانسان من اعمال امثال الجبال الاعمال الصالحات امثال الجبال ثم ارتد ومات مرتدا اعمال كلها تذهب وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ومن تاب تاب الله عليه. من تاب تاب الله عليه. سواء المرتد او غيره. كل مذنب ان تاب وصدق في توبته مع الله عز وجل تاب الله عليه لان الله عز وجل هو التواب الرحيم الذي يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات قال رحمه الله نعم هنا ذكر الشيخ مسألة الاستثناء في الايمان. والاستثناء في الايمان ان يقول من سئل امؤمن انت؟ جوابا يتبين فيه عدم جزمه لنفسه بالايمان فيقول انا مؤمن ان شاء الله. او مؤمن ارجو. او يخص امورا من الايمان يذكرها يقول امنت بالله او يقول اشهد ان لا اله الا الله فهذا كله استثنى في الايمان. فاذا قيل لانسان امؤمن انت؟ فقال ان شاء الله او ارجو او قال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله او قال امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله فهو في كل هذه الصيغ استثنى في ايمانه. فاهل السنة يرتبون على ما سبق صحة اسسنا في الايمان صحة الاستثناء في الايمان فيصح ان تقول او ان يقول انا مؤمن ان شاء الله لماذا؟ نحن عرفنا فيما عرفنا فيما سبق ان الايمان يتناول شعبا كثيرة منها ما هو في القلب ومنها ما هو باللسان ومنها ما هو على الجوارح من الذي يدفن ليش لانه كمل هذه واذا قيل امؤمن انت؟ وقال نعم انا مؤمن فان كلمة نعم انا مؤمن تستوعب هذه الامور كلها. فما الذي يجزم لنفسه بانه كمل اعمال الايمان وخصاله وشعبه. لكن اذا قال انا مؤمن ارجو او مؤمن ان شاء الله فانه استثنى ملاحظا في استثنائه ماذا ان الايمان له شعب كثيرة ولا يدعي لنفسه تكميله. امر اخر الايمان النافع الايمان النافع هو المتقبل عند الله. فانت اذا قمت بشعب الايمان هل تجزم بانها متقبلة؟ هل تجزم بان صلاتك متقبلة وسجودك وركوعك وصيامك هل تجزم؟ قد قال الله تعالى عن اهل الايمان الكمل قال الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. ما معنى يؤتون ما اتوا من ايش؟ طاعات ولا من المعاصي؟ ها من الطاعات ولا من المعاصي يؤتون ما اتوا اي يقدمون ما يقدمون من طاعات وقربات وهم خائفون من الله الا يقبلها منهم هذا معنى الاية. لان عائشة رضي الله عنها كما في المسند وغيره سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن معنى الاية قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب؟ هل هذا هو معنى قوله يؤتون ما اتوا وقلوب مجلة اي يقدمون هنا ما يقدموه من معاصي وجرائم ويخافون من الله هل هذا المراد؟ قال لا يا ابن الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل. هذا معنى قوله يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. اي خائفة. من والا يتقبل منها. اذا اذا لاحظت ان الايمان النافع هو المتقبل تستثني والا لا تستثني في ايمانك تستثني. اذا هذا ايضا وجه في الاستثناء. وامر اخر هو البعد عن تزكية النفس وقد قال الله تعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى. ولهذا نقل غير واحد من اهل العلم في كتب العقائد المسندة عن اعرابي رجل اعرابي قيل له امؤمن انت؟ قال ازكي نفسي اعرابي وهذا الاعرابي خير من مئات من المتكلمين الذين لا يعرفون الحق في هذا الباب. قالوا زكي في نفسه انه قلت انا مؤمن زكيت نفسي. قال ازكي نفسي وكلمة هذه نقلها اهل العلم جنبا الى جنب مع اقوال الائمة بقول اسحاق وعبدالله بن المبارك ويقولون قال اعرابي ان كلمة عليها نور السنة وبهاء الايمان ونابعة من من الفطرة السليمة الان ذكرت لكم ثلاثة امور يلحظها اهل السنة في الاستثناء وامر رابع وهو انهم يستثنون لا عن شك في اصل الايمان. وقد يأتي الاستثناء مع الجزء وعدم الشك. الله قال في القرآن لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الدعاء لا اله القبور وانا نساء الله بكم لاحقون وهو وهو موقن انه ينحر. فهل هذا شك عندما قال ان شاء الله ابدا هذه امور اربعة. يقول الشيخ رحمه الله نعم فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء لانه يرجو من الله تعالى تكميل ايمانه فيستثني لذلك. يستثني لانه يخشى انه لم يكمل ايمانه ويرجو من الله ان يمن عليه بتكميل ايمانه. ويرجو الثبات على ذلك الى الممات فيستثني من غير شك منه بحصول اصل الايمان. اذا اهل السنة عندما يستثنون يستثنون في الايمان استثناء في الايمان. بالنظر الى اصله او بالنظر الى تمامه وكماله. بالنظر الى تمامه ولعلكم ما نسيتم كلمة الحسن عندما قال الامام ايمانان. فلما ذكر اصل الايمان لم يستثني قال انا مؤمن بالله وملائكته ولما ذكر التمام الذي في قوله اولئك هم المؤمنون حقا ماذا فعل؟ استثنى قال ارجو ان اكون من هؤلاء قال رسول الله رحمه الله لا لا بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا هذا السؤال الكلام فيه واسع لكن الاعمال داخلة في مسمى الايمان بلا شك ولا ريب. قد مر معنا من الدلائل آآ والبراهين على ذلك. ومنها حديث الشعب الذي فيه ذكر اماطة الاذى عن الطريق وان ذلك من الايمان. فالاعمال داخلة في في مسمى الايمان وما هو داخل في مسمى الايمان؟ ينقسم الى ثلاثة اقسام. ما هو داخل في مسمى الايمان ينقسم الى ثلاثة اقسام لابد ان تكون على بال في هذا في هذه المسألة. اه قسم يذهب كله بذهابه. وقسم يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه. وقسم يذهب كمال الايمان المستحب بذهابه. فامور الايمان ليست على درجة واحدة. اه من حيث اثرها على الايمان وجودا وعدما او قوة وظعفا. فمن امور الايمان ما يذهب الايمان كله بذهابه ومن الايمان ما يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه ومنه ومن امور الامام ما يذهب كمال الايمان المستحب بذهابه وهذه مسألة نبه عليها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الايمان ووضحها في مواضع منه نعم هذه الاسئلة ما اخفيكم انا آآ لا احبها لسبب لانها يعني دخل فيها كثير من طلاب العلم في متاهة ربما انه لا حاصل من ورائها لكن يكفيك ان تقرأ حديث الشعب وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة معناها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء صعبة من شعب الايمان. وتؤمن بناء على ذلك بان الاعمال من الايمان وداخلة في مسماه. وهي من الايمان او مكانتها من الايمان بحسب حال العمل. ومن الاعمال ما يكفر الانسان بتركه كالصلاة على الصحيح من اقوال اهل العلم ومنها ما ينقص بتركه كمال ايمانه الواجب ومنها ما ينقص بتركه كمال ايمانه المستحب والكلام على الشرط والركن هذه مصطلحات حادثة يحتاج الكلام فيها الى تحريض هذه وبيانا ومقاصدها والمراد بها. والانسان في غنية عنها في معرفته للايمان. لان النبي الله عليه وسلم بين الايمان للصحابة وعرفوه بدون الخوض في الشر ونحو ذلك مما خاض الناس وفيه وتخاصموا عليه وتشاحنوا بدون حاجة الى ذلك العبارة عبرت بها فاقتضت حكمة الله واهل العلم ومنهم شيخ الاحسان ابن تيمية رحمه الله يعبرون بها وهي معناها الصحيح لان اه حكمة الله عز وجل اقتضت ذلك. اي ان هذا الامر عن حكمة. اي ان هذا الامر عن حكمة ليس نابعا عن غير حكمة بل هو من مقتضيات حكمة الله جل وعلا. اما الفعل فعل الله عز وجل وجل الذي يفعل ما يشاء على ما تقتضيه حكمته عز وجل. والعبارة صحيحة لا اشكال فيها ما هو الرد الايش الرد العلمي ان يقرأ القرآن. هذا هو الرد العلمي. ان يقرأ القرآن لينظر في الاف ايات ومئات الايات التي فيها اثبات علو الله عز وجل. ويسأل الله جل وعلا ان يمن عليه بقبول هذا الذي اخبر الله به عن نفسه بانه عز وجل علي على خلقه دائما من خلقه مستو على عرشه لاستواء يليق بجلاله وكماله. اما من يقول عن الله عز وجل بانه في كل مكان فهذا ما قدر الله حق قدره بل انه وصف الله عز وجل بالنقص وبما لا يليق بالله عز وجل قال الاشعري ابو الحسن عندما رجع الى عقيدة اهل السنة قال مخاطبا هؤلاء سبحان الله اتقولون الله في كل مكان؟ في الاماكن النجسة وفي الحشوش وفي الاخلية. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا فهذا ينزه الله جل وعلا عنه ويقدس لان من يقول الله في كل مكان معنى ذلك انه حتى في في في النجاسة وفي الاخلية تعالى الله عز وجل وتقدس عن ذلك. والله والله عز وجل اخبر في كتابه ان نفسه بانه العلي والاعلى والمتعال. وانه على العرش استوى وان الملائكة تصعد تصعد الي وان الوحي ينزل من الى غير ذلك من الدلائل والبراهين المثبتة لعلو الرب عز وجل على اه على خلقه. ومن ينفي العلو ليس معه في نفيه للعلو. لا دليل من النقل ولا من العقل ولا من الفطر السليمة وليس عنده في هذا الا الهوى واتباع الظنون الفاسدة. الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد