بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اهدنا اجمعين اليك صراطا مستقيما وبعد فهذه منظومة عظيمة في بابها الكبائر والكبائر من المهم جدا في حياة المسلم وطالب العلم ان يعرفها لان الله سبحانه وتعالى نهاه عنها وحذره من الوقوع فيها ورتب على فعلها والوقوع فيها العقوبات من حدود دنيوية او عقوبة اخروية ولهذا كان من الواجب على المسلم ان يعرف الكبائر من اجل اتقائها والبعد عنها ومن لا يعرفها ولا يعرف خطورتها والوعيد الواردة فيها لربما وقع في شيء منها او اشياء كما قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي فمن لا يعرف الكبائر كيف يتقيها ومن لا يعرف خطورتها وسوء مغبتها كيف يجتنبها ولهذا عني اهل العلم رحمهم الله تعالى قديما وحديثا ببيان الكبائر وبيان خطورتها وعظيم عقوبتها عند الله سبحانه وتعالى وافردوا في ذلك المصنفات النافعة ومن احسن ما كتب في هذا الباب كتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله تعالى وفي الباب كتب كثيرة الفها العلماء وصنفها اهل العلم ونفع الله سبحانه وتعالى بها من شاء من عباده وهذه المنظومة المعروفة منظومة الكبائر منظومة نافعة جدا في هذا الباب لان ناظمها سرد فيها اكثر من سبعين كبيرة ذكرها سردا وبابيات جميلة ونظمن جيد قال عنه السفارين رحمه الله تعالى وله شرح على هذه المنظومة مطبوع قال بحسن سبك وسهولة حبك وابداع. هكذا وصف هذا النظم الذي بين ايدينا وهو للامام العلامة ابي النجا موسى ابن احمد ابن موسى الحجاوي المقدسي الصالح رحمه الله تعالى ويقال له الحجاوي لانه من حجة من قرى نابلس وكانت وفاته رحمه الله عام ثمان وستين وتسعمئة للهجرة وله رحمه الله مصنفات نافعة ومؤلفات مفيدة اشهرها كتابه زادوا المستقنع وهو كتاب اشتهر اشتهارا واسعا وعقدت مجالس علمية كثيرة في مذاكرته مدارسته والانتفاع به وكتبت عليه ايضا شروحات كثيرة من اشهرها الروضة المربع. ثم مؤخرا شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الشرح الممتع وله في الفقه ايضا كتاب الاقناع لطالب الانتفاع الاقناع لطالب الانتفاع وفي كتاب الشهادات منه من هذا الكتاب وكتاب الشهادات يقع في الكتاب قبل الكتاب الاخير. لان اخر كتابه كتاب الاقرار وقبله كتاب الشهادات ففي كتاب الشهادات وهو يتحدث عن من تقبل شهادته ذكر رحمه الله في ذلك السادس قال العدالة ظاهرا وباطنا ثم بين ان العدالة يعتبر فيها شيئان الاول صلاح الدين والثاني استعمال المروءة ثم عندما تحدث عن صلاح الدين ذكر انه يتناول اداء الفرائض ويتناول ايضا اجتناب المحرمات اجتناب المحرمات فلا يرتكب كبيرة ولا يدمن على صغيرة ثم قال والكبيرة ما فيه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة زاد الشيخ اي ابن تيمية او غضب او لعنة او نفي ايمان ثم قال رحمه الله تعالى ومن الكبائر على ما ذكر اصحابنا الشرك وقتل النفس المحرمة واكل الربا والسحر واخذ يعدد رحمه الله تعالى الكبائر الى ان ختمها بقوله وغير ذلك. مشيرا بذلك الى انه لم يقصد حصر الكبائر وانما قصد جمع اهم الكبائر ثم انه رحمه الله تعالى نظم هذه الكبائر التي سردها في كتابه الاقناع في هذه المنظومة نظم هذه الكبائر التي سردها في كتابه الاقناع في هذه المنظومة ورتبها في هذا النظم على ضوء ترتيبها في كتابه الاقناع ولهذا من المفيد لمن يطلع على هذه المنظومة ان يطلع على الاصل الذي نظمت له هذه المنظومة وكذلك يطلع على شرحه لان كتاب الاقناع له شرح مهم للبهوت رحمه الله وهو كشاف ناعم شرح اه كشاف القناع لمتن الاقناع آآ الحجاوي رحمه الله تعالى فاذا من المفيد مطالعة كتاب الحجاوي رحمه الله لاقناع الذي فيه وسرد لهذه الكبائر. وايضا من المفيد المراجعة والمطالعة لشرح البهوتي رحمه الله تعالى الذي هو كشاف القناع للاستفادة منه في المعاني المتعلقة بهذه الكبائر التي ساقها رحمه الله تعالى نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة موسى ابن احمد ابن موسى الحجاوي رحمه الله تعالى في منظومة الكبائر بسم الله الرحمن الرحيم بحمدك ذي الاكرام ما دمت ابتدي كثيرا كما ترظى بغير تحددي وصلي على خير الانام واله واصحابه من كل هاد ومهتدي وكن عالما ان الذنوب جميعها بكبرى وصغرى قسمت في المجود فما فيه حد في الدنى او توعد باخرى فسم كبرى على نص احمد وزاد حفيد مجدي اوجى وعيده بنفي لايمان ولعن مبعد. نعم. من المفيد ان اشير الى ان الحجاوي رحمه الله تعالى له شرح نافع ومطبوع ومفيد جدا لطالب العلم على منظومة ابن عبد القوي في الاداب وهي منظومة حافلة ونافعة ومفيدة جدا في باب الاداب شرحها الحجاوي رحمه الله تعالى بشرح حافل مطبوع والبيت الاول من ابيات منظومة ابن عبد القوي هو البيت الذي استهل به الحجاوي رحمه الله تعالى منظومته في الكبائر وعلى نفس الراوي وبنفس القافية نظم هذه المنظومة رحمه الله تعالى في عد آآ الكبائر بدأها بهذا البيت وهو كما قدمت آآ اول بيت في اه منظومة ابن عبد القوي رحمه الله تعالى في عد الكبائر وجاء في بعض النسخ لهذه المنظومة اعني منظومة الحجاوي رحمه الله اه اثبات البدء ببيت اخر وهو بحمدك يا رب البرية ابتدي لعلي فيما رمته ابلغ مقصدي لعلي فيما رمته ابلغ مقصدي كذاك اصلي على النبي واله واصحابه من كل هاد ومهتدي وهذا البيت هو الذي اثبته السفاريني رحمه الله تعالى في شرحه لهذه المنظومة السفاريني رحمه الله شرح هذه المنظومة في وقت مبكر من حياته وكان عند شرحه لها لم يعرف ناظمها واشار الى ذلك في المقدمة حتى انه قال التمست آآ معرفة شرحها بسؤال كثيرين معنى كلامه فلم اقف عليه لم اقف على ناظمها لكنه ايظا نص رحمه الله اعني السفارين على انها نظم للكبائر التي سردها او ساقها الحجاوي رحمه الله في كتابه الاقناع فكان على علم بذلك ولم يكن على علم ان النظم لصاحب الاقناع اه نفسه رحمه الله تعالى. ثم انه فيما بعد في بعض كتبه المتأخرة ذكر ان المنظومة للحجاوي قال رحمه الله تعالى بحمدك ذي الاكرام ما دمت ابتدي هكذا في بعض النسخ وفي بعضها وهو اولى ما رمت ابتدي. من رام يروم الشيء اي طلبه بحمدك ذي الاكرام ما رمت ابتدي وتقدير ذلك ابتدأ ما رمته بحمدك يا ذا الاكرام ابتدئوا ما رمته بحمدك يا ذا الاكرام ابتدأ بحمدك ما رمت اي ما قصدته وطلبته من نظم للكبائر ابتدأ ذلك بحمدك يا الله وبدأ رحمه الله بالحمد وقبل ذلك بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم وهي ثابتة في النسخ الخطية لهذه المنظومة بدأ ذلك بالبسملة ثم حمد الله تبارك وتعالى. وهذا تأسيا منه بنبينا عليه الصلاة والسلام في مكاتباته ومراسلاته وبعض اهل العلم المتقدمين كره بدء الشعر بسم الله الرحمن الرحيم كرهوا ذلك لكن جمهور اهل العلم على جواز ذلك واباحته ولا سيما في المنظومات العلمية التي جردت لبيان العلم وتأصيله وتحقيقه وتسهيل اه تلقيه وحفظه لطلابه لا حرج في بدء ذلك بسم الله الرحمن الرحيم وبها رحمه الله تعالى بدأ ويبدأ بالبسملة تيمنا وتبركا وطلبا للعون والمد والتوفيق من الله سبحانه وتعالى لان الباء في بسم الله باء الاستعانة اي ابدأوا هذا النظم مستعينا بك يا الله طالب مدك وعونك وتوفيقك وبدأه رحمه الله بحمد الله حمد الله عز وجل هو الثناء عليه جل وعلا الثناء عليه جل وعلا بما هو اهله فهو عز وجل يحمد على اسمائه وصفاته ويحمد على نعمه والائه التي لا تعد ولا تحصى بحمدك ذي الاكرام تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام كان عليه الصلاة والسلام يقول دبر كل صلاة اللهم انت السلام بعد ان يستغفر ومنك السلام تباركت ذا الجلال والاكرام تباركت ذا الجلال والاكرام والجلال يدل على كمال الله سبحانه وتعالى في صفاته الذاتية القائمة به سبحانه والاكرام يدل على كماله في صفاته الفعلية وانه عز وجل صاحب المن والفضل والجود والعطاء والانعام وما بالعباد من نعمة الا منه جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال بحمدك ذي الاكرام ما رمت ابتدي عرفنا ان تقدير ذلك اي ابتدأ ما رمت بحمدك ذي الاكرام بحمدك ذي الاكرام وتكون ذي الاكرام بدل من اه الكاف في قوله بحمدك وقوله كثيرا بحمدك بالاكرام ما دمت ابتدي كثيرا. كثيرا صفة لمصدر محذوف صفة لمصدر محذوف تقديره ابتدأ بحمدك حمدا كثيرا. ابتدأ بحمدك حمدا كثيرا كما ترظى اي احمدك حمدا كثيرا كما ترظى اي كما تحب وترظى يا ذا الجلال والاكرام بغير تحدد بغير تحدد اي حمدا لا حصر له ولا عد حمدا لا حصر له ولا عد حمدا كثيرا لا يحصى ولا يعد وصلي اي يا الله على خير الانام واله وصلي حياء الله على خير الانام خير الانام محمد صلوات الله وسلامه عليه. سيد ولد ادم اجمعين الله عليه وسلم القائل انا سيد ولد ادم ولا فخر والانام هم البشر صل على خير الانام واله اي وصل على ال النبي صلى الله عليه وسلم والان يطلق ويراد به القرابة ويراد به في معنى اوسع كل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم وسار على نهجه القويم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واصحابه اي وصلي على اصحابه الكرام رضي الله عنهم وارضاهم واصحاب جمع صاحب واصحاب النبي عليه الصلاة والسلام هم الذين اكرمهم الله عز وجل برؤية النبي مؤمنين به وماتوا على الاسلام من كل هاد ومهتدي من كل هاد ومهتدي هاد لغيره ومهتد في نفسه اي جمع بين آآ الاهتداء في نفسه والهداية للغير صلاح في النفس وعمل على اصلاح الاخرين وقد قال الله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات هذا هو الاهتداء وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هذه الهداية للاخرين بدعوتهم ودلالتهم على الخير الذي وفقهم الله وتعالى له ومن عليهم به وكن عالما ان الذنوب جميعها بكبرى وصغرى قسمت في المجود كن ايا طالب الحق ويا حريصا على تعلم الخير ومعرفته والدراية به كن عالما اي كن على علم بهذا الامر العظيم الجليل ان الذنوب جميعها بكبرى وصورة قسمت في المجود اي جاءت في المجود مقسمة الى كبرى وصغرى اي كبائر وصغائر. كبرى وصغرى اي كبائر وصغائر وهذا التقسيم للذنوب جاء في القرآن الكريم ما يدل عليه في مواضع كثيرة وجاء ايضا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل عليه قد قال الله تعالى وكل صغير وكبير مستطر وقالوا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا قال جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وقال الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة فالقرآن الكريم دل على هذا التقسيم للذنوب وان الذنوب تنقسم الى كبائر وصغائر تنقسم الى كبائر وصغائر. وهذا التقسيم للذنوب باعتبار الكبر والصغر وللذنوب تقسيمات اخرى باعتبارات اخرى. لكن هذه القسمة للذنوب باعتبار حجم الذنب كبرا وصغرا ووصغرا فالذنوب تنقسم الى كبائر والصغائر قسمت في المجود في المجود قد يكون المراد بقوله المجود اي كلام الله تبارك وتعالى وقد يكون مراده بالمجود اي المحقق في ضوء الادلة والبراهين والحجج من كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى قال رحمه الله فما فيه حد في الدنا او توعد باخرى فسم كبرى على نص احمد فما فيه ما اسم موصول بمعنى الذي الذي فيه حد الذي فيه من الذنوب حد في الدنا اي في الحياة الدنيا حد مثل الرجم مثلا او قطع اليد مثلا او القتل مثلا ما كان فيه حد في الدنى اي في الحياة الدنيا او توعد باخرى اي في الحياة الاخرة جاء عليه وعيد في الحياة الاخرة فسن كبرى اي ما كان من الذنوب بهذه الصفة فسمه بانه من الذنوب الكبرى اي من كبائر الذنوب والسمة هي العلامة فهذا علامة على انه من الكبائر. اذا وجدت النصوص نصوص الكتاب والسنة ذنبا من الذنوب فيه حد في الدنيا او عليه وعيد في الاخرة مثلا بدخول النار او سخط الجبار او عدم دخول الجنة او نحو ذلك فهذا علامة ودليل وبرهان على انه كبيرة علامة ودليل وبرهان على انه كبيرة قال فسم كبرى على نص احمد اي على ما نص عليه الامام احمد بن حنبل رحمه الله وهذا الحد للكبيرة نص عليه الامام احمد وايضا من قبله ينقل عن ابن عباس رضي الله اه عنهما قال وزاد حفيد المجد وزاد حفيد المجد اي الامام الهمام العلامة المحقق شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى زاد اي على هذا الحد المنقول عن الامام احمد زاد عليه او جاء وعيد او جا وعيده بنفي لايمان ولعن مبعد. او جاء وعيده بنفي لايمان ولعن مبعدين زاد ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية فيما تعرف به الكبيرة وان الكبيرة ما جاء في حد في الدنيا او توعد في الاخرة او جاء وعيده بنفي الايمان مثل لا ايمان لمن لا امانة له ومثل لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ومثل لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده ومثل لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. ومثل ونحو ذلك. لان الايمان لان الايمان اينفى؟ وهذه قاعدة مهمة في هذا الباب الا في ترك واجب او فعل محرم الايمان لا ينفى في النصوص الا في ترك واجب من الواجبات الدينية او فعل محرم امر من الامور التي حرمها الله سبحانه وتعالى على عباده بنفي لايمان ولعن مبعد. ولعن مبعد اي مبعد لصاحبه عن رحمة الله. لان اللعن هو الطرد والابعاد آآ من رحمة الله سبحانه وتعالى. فاذا جاء في نص ما ذكر اللعن لفاعله لفاعلي الامر فهذا دليل على انه كبيرة. مثلا لعن الله اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. هذا اللعن يدل على ان ان الربا وكتابته والشهادة عليه من الكبائر مثل لعن النبي صلى الله عليه وسلم شارب الخمر ومثل ذلك كثير فكل نص صدر باللعن لعن فاعل آآ ذلك الشيء فهو دليل على انه كبيرة. او نفي عنه الايمان ومثل نفي الايمان قوله عليه الصلاة والسلام ليس منا ليس منا فهذا دليل على انه من الكبائر مثل قوله عليه الصلاة والسلام ليس منا من شق الجيوب و لا لطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية ومثل قول من غشنا فليس منا مثل قوله ليس اه منا من تكهن او تكون هنا له او تطير او تطير له او سحر او سحر له. فمثل هذا اللفظ لا يأتي الا في الكبائر هذا معنى قوله رحمه الله وزاد حفيد المجد او جاء وعيده اي جاء الوعيد عليه بنفي لايمان ولعن مبعد اي لعن مبعد لصاحبه من رحمة الله سبحانه وتعالى ثم اه بعد ذلكم شرع في اه سرد الكبائر وعدها ومما ينبغي ان يلاحظ انه في سرد الكبائر لم يراعي الترتيب حسب خطورة الكبيرة لم يراعي الترتيب آآ حسب خطورة الكبيرة وان كان بدأ هذه الكبائر وهي بداية جيدة بالسبع الموبقات التي جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد مخرج في الصحيحين وهو حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل مال اليتيم واكل آآ الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنين الغافلات فالناظم رحمه الله تعالى بدأ اولا بهذه السبع ثم اتبعها بكبائر اخرى حتى بلغت آآ اثنتين وسبعين كبيرة فيما عده واورده رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى كشرك وقتل النفس الا بحقها واكل الربا والسحر مع قذف نهد واكل كاموال اليتامى بباطل توليك يوم الزحف في حرب جحدي؟ نعم قال رحمه الله تعالى كشرك كشرك البدء بهذه الكاف البدء بهذه الكاف دليل على انه لم يورد الحصر دليل على انه لم يرد حصر الكبائر فيما عده ولعلنا ايضا عرفنا ذلك من الاصل الذي نظمه وهو له رحمه الله حيث اه بدأه بقوله ومن الكبائر بدأه بقوله رحمه الله تعالى ومن الكبائر وختمه بقوله وغير ذلك فهذا فيه انه لم يرد الحصى انه لم يرد اه الحصر ولهذا بدأ بهذه الكاف تنبيها على اه انه لم يرد حصر الكبائر في هذا العدد الذي اورده هنا ولهذا آآ لا يقال فاته كذا وفاته كذا لانه لم يقصد الحصر لم يقصد حصر الكبائر في هذا العدد والبهوتي رحمه الله تعالى لما شرح او علق على هذه الكبائر هدد ايضا كبائر اخرى عدد كبائر اخرى لم يذكرها الحجاوي رحمه الله تعالى على كل هو لم يرد اه حصر الكبائر في هذا العدد ومما يفيد ذلك قوله كشرك. فالكاف تفيد عدم ارادته حصر الكبائر في في فيما اورده وذكره رحمه الله تعالى قوله كشرك الشرك هو اكبر الكبائر واعظمها واخطرها على الاطلاق وهو اظلم الظلم واكبر الجرم وقد قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم ولهذا في الكتاب والسنة عند ذكر الكبائر والامور التي نهى الله عباده عنها يبدأ به يبدأ به لانه اكبر الذنوب واخطرها على الاطلاق فانظر مثلا سورة الاسراء عندما ذكر الله سبحانه وتعالى فيها اه الاوامر والنواهي وذكر فيها نواهي كثيرة جدا تبلغ اه في مجموعها ثمانية عشر بدأها بقوله لا تجعل مع الله اه بدأها بقوله سبحانه وتعالى اه انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولة. وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. فبدأ بقوله لا تجعل مع الله الها اخر. الذي هو الشرك مثله في سورة الفرقان قال الله سبحانه وتعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون وفي الحديث المتقدم ذكره حديث ابي هريرة المخرج في الصحيحين بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الكبائر بالشرك. لان الشرك واكبرها واعظمها واخطرها على الاطلاق والشرك تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله او خصائصه سبحانه وتعالى فمن اضاف شيئا من من خصائص الله في ربوبيته او اسمائه تبارك وتعالى وصفاته فهو مشرك ومن ايضا اعطى غير الله او صرف لغير الله شيئا من حقوق الله في باب التعبد والخضوع والذل والدعاء والرجاء وغير ذلك فانه مشرك الشرك الاكبر الناقل من ملة الاسلام فالشرك هي هو التسوية ولهذا اهل النار اه المشركين اهل النار المشركون الكفار عندما يدخلون النار يوم القيامة يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. اذ نسويكم برب العالمين فالشرك آآ بالله عز وجل هو تسوية غيره به في شيء من حقوقه او شيء من خصائصه سبحانه وتعالى قال كسيرك وقتل النفس الا بحقها وقتل النفس الا بحقها. قتل النفس اي ان يقتل نفسا بغير حق ان يقتل نفسا متعمدا بغير حق قد قال الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها المراد بالقتل هنا قتل النفس بغير حق ومر معنا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اثاما وقتل النفس الا بحقها الا بحقها والمراد بحقها ما دل عليه الدليل وهو آآ الثيب الزاني والنفس بالنفس والمفارق لدينه التارك للجماعة واكل الربا واكل الربا وهذا ايضا من من عظائم الذنوب وكبائر الاثام واكل الربا يتناول كل صورة من تعاطيه سواء كان اكلا او شربا او لبسا او اه بناء او غير ذلك لكن يذكر الاكل لانه ابرز هذه الصور التي تكون تحصيل الانسان للربا او اكتسابه اه الربا والعياذ بالله واكل الربا والسحر قال كقتل كشرك وقتل النفس الا بحقها واكل الربا والسحر مع قذف نهد والسحر هو آآ عزائم ورقى ونفث من نفس خبيثة لها اتصال بالشياطين وتعاون معهم فيترتب عليه من المضار والمفاسد ما الله تبارك وتعالى به عليم وهو علم من العلوم المحرمة الباطلة التي لا يكون تعلمها الا بالكفر بالله سبحانه وتعالى وقد دل القرآن الكريم على كفر الساحر من وجوه كثيرة تراها في سورة البقرة في الاية الكريمة التي فيها التحذير من الشرك وبيان خطورته قوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا الى تمامها وقد دلت هذه الاية على كفر الساحر من سبعة وجوه ذكرتها في مجلس سابق بل في مجالس وهي موجودة في كتاب معارج اه القبول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى مع قذف نهد القذف هو الرجم قذف النهد اي رمي اه اه النساء اه العفيفات المؤمنات القانتات البريئات بالزنا والعياذ بالله ومر معنا في حديث الموبقات ذكر ذلك في السبع الموبقات قال والتولي يوم الزحف قذف المؤمن المؤمنات الغافلات وقذف المؤمنات الغافلات القانتات فذكر فيه قذف المؤمنات فقوله قذف مع قذف نهدي اي قذف المؤمنات القانتات البريئات العفيفات بالزنا والفاحشة والعياذ بالله فهذا من كبائر الذنوب وعظائم الاثام قال واكلك اموالا اليتامى بباطل واكلك اموال اليتامى بباطل ايضا هذا من الكبائر ان الذين يأكلون اموال اليتامى انما يأكلون في في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا فاكل مال اليتيم اه هو من من جملة كبائر الذنوب وفي النص توعد الله سبحانه وتعالى فعل ذلك بانه يأكل في بطنه نارا وسيصلى يوم القيامة سعيرا وقوله بباطل اي بغير حق لان ولي مال اليتيم له ان يأكل من مال اليتيم بالمعروف ان يأكل من ما لي اليتيم بالمعروف اما اخذ والاكل من مال اليتيم بباطل فهو الذي حرمه الله سبحانه وتعالى وهو من كبائر الذنوب وعظائم الاثام قال وتوليك يوم الزحف في حرب جحدي اي في قتال الكفار الجاحدين والتولي يوم الزحف اي الفرار من الصف في ملاقاة الاعداء ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بسخط من الله فهذا ايضا من اه الكبائر وعظائم اه الذنوب وهو مذكور في حديث السبق اه حديث السبع الموبقات الذي اه مر ذكره ثم مضى الناظم رحمه الله تعالى في سرد الكبائر وعدها ونكتفي ايومنا هذا بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان اعيذنا اجمعين من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خير