بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة اما بعد فان توحيد العبادة هو اصل الاسلام وقاعدته التي عليها يبنى وهو زبدة النبيين عليهم صلوات الله وسلامه. قد قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوني. والايات في هذا المعنى كثيرة وبين ايدينا ايها الاخوة الاكارم رسالة قيمة مبارك في هذا الباب العظيم والاصل المتين. ومؤلفها علم همام وشيخ امام. الا وهو شيخ الاسلام ابن رحمه الله تعالى ومن هو في العلم تحقيقا وتدقيقا وتأصيلا وتقعيدا وكان له رحمه الله عناية خاصة بالتوحيد ومسائله والف في ذلك المصنفات الكثيرة حتى انه قيل له في ذلك قيل له ان اكثر مؤلفاتك في التوحيد والعقيدة. فقال ان امر الفقه قريب. واما العقيدة فان الخطأ فيها اما شرك او بدعة. والامر في ذلك خطير. ولهذا اجتهد رحمه الله تعالى اجتهادا عظيما في اصلاح العقائد والنصح لعباد الله في هذا الباب العظيم الذي هو قاعدة الدين والاساس الذي عليه يبنى. لا سيما ان جهل في ذلك كثير. ودعاة الباطل يروجون من الخرافة والضلال والبدعة ولربما الشرك بما لا يحسن كثير من عوام والطغاة والجهال السلامة منه الا من سلمه الله تبارك وتعالى وقد اصل شيخ الاسلام رحمه الله فيما يتعلق بتوحيد العبادة في هذه تأصيلات قيمة وعظيمة. هذه الرسالة التي عرفت بقاعدة جامعة في توحيد الله واخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة. وهذا اخواني اخذ من مقدمة شيخ الاسلام واستهلاله هذه الرسالة حيث قال رحمه الله تعالى بعد الحمد والثناء على الله تبارك وتعالى الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم قاعدة جامعة في توحيد الله واخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة. وهو عنوان دال على المظمون. وذلك ان دين الله الله تبارك وتعالى يقوم على هذين الاصلين اعني العبادة والاستعانة. كما قال الله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين. والفاتحة ام القرآن. وجماع ما ورد فيه وانما كانت ام القرآن لانها اشتملت اجمالا على حمل عليه القرآن تفصيلا وقوله اياك نعبد واياك نستعين ذكر لامرين غاية ووسيلة اما الغاية فهي عبادة الله سبحانه وتعالى. واما الوسيلة فهي الاستعانة به جل وعلا ولا سبيل لتحصيل هذه الغاية التي هي العبادة الا بالاستعانة بالله عز وجل وهذا مفصلا عند شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذه الرسالة المباركة النافعة. ولهذا ايضا سيأتي في اواخر الرسالة ذكر هذه السورة العظيمة سورة الفاتحة وذكر ما استنبطه واستخلصه رحمه الله تعالى من تأصيلات وتقعيدات تتعلق بهذا الباب العظيم مستمدة من هذه السورة المباركة ونشرع الان في القراءة في هذه الرسالة مستعينين بالله تبارك وتعالى سائلين جل في علاه ان يمدنا اجمعين بالعون والتوفيق وان يلهمنا رشد انفسنا يصلح لنا شأننا كله ونسأله جل في علاه ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. وبعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه قاعدة جامعة في توحيد الله واخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما وبعد فهذه قاعدة فهذه قاعدة جليلة في توحيد الله واخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة في بعض النسخ قاعدة جليلة وفي بعضها جامعة. تعبير الادب وكلها دقيقة قاعدة جامعة لان ما قرره رحمه الله تعالى فيه جماع الدين في هذا الباب العظيم ومع كونه جامع فهو مقام جليل بلا ريب. نعم. قال الله تعالى قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء الاية وقال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الظر فاليه تجأرون. وقال تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. وقال تعالى في الاية الاخرى وان يمسسكم الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله. وقال تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقال تعالى فاعبده وتوكل عليه. وقال تعالى عليه توكلت واليه انيب. وقال تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وقال تعالى فاعلم ان انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله نراض ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ الاية وقال تعالى قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات والارض ولا في الارض وما له فيهما من شرك وما لهم وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضد عنكم ولا تحويلا. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. وقال تعالى ولا تدعو مع الله الها اخر لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه. له الحكم واليه ترجعون. وقال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. الذي خلق السماوات والارض وما بينهما الاية. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. الاية ونظائر هذا في القرآن كثيرة وكذلك في الاحاديث وكذلك في اجماع الامة لا سيما اهل العلم والايمان منهم فان هذا عندهم قطب رحل فان هذا عندهم قطب رح الدين كما هو الواقع. وتبين هذا بوجوه نقدم قبلها مقدمة نعم. استهل رحمه الله تعالى هذه الرسالة ببيان الغاية منها هو المقصود وانها افردت لبيان توحيد الله عز وجل واخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة وذكر رحمه الله تعالى ان المضمون الاتي في هذه الرسالة هو تأصيل سامع لهذا المقام مقام العبادة والاستعانة مقام اياك نعبد واياك نستعين واه هذان المقامان اياك نعبد واياك نستعين عليهما قيام دين الله كله. ولا قيام الدين الا على هذين الاصلين اخلاص الاستعانة اخلاص العبادة لله واخلاص الاستعانة به جل وعلا فلا يعبد الا الله ولا يستعان الا به جل وعلا. فالعبادة حقه لا شريك له سبحانه وتعالى بشيء منها والمعونة بيده لا معين الا الله. ولا سبيل الى تحصيل اي مقصود الا منه سبحانه وتعالى لما اشار الى او قدم بهذه المقدمة التي فيها بيان المقصود ساق هذه الايات وعندما تقرأ سوقه لهذه الايات تأخذك اه وانت تقرأ هذه الايات فائدة او اه تتحقق لك فائدة عظيمة وهي الارتباط الوثيق بين هؤلاء الائمة وكتاب الله وسنة نبيه. عليه الصلاة سرد ايات كثيرة كلها في هذا الباب. كلها في هذا الباب وهي جديرة بان تتأمل وتعرف معانيها ودلالاتها والوقوف معها اية اية ربما يطول به المقام. لكن لعله يتيسر من كان اشد حرصا ان يطالع تفاسير هذه الاية اية اية ولو في كتاب واحد من كتب التفسير ارشح في هذا كتاب الامام ابن سعدي رحمة الله عليه. فتراجع الايات اية الاية وينظر الى ما بينه اهل العلم في معاني هذه الايات ومضامينها لكن من حيث الجملة بدأ اولا رحمه الله تعالى بايات تدل على ان الامر كله الله وان وانه سبحانه وتعالى هو المعطي المانع الخافض الرافح القابض الباسط المعز المذل. وانه ما يفتحه على عباده من رحمة. فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وان ما قضاه من نعمة على عبد من عباده فلا راد لها وما قضاه من مصيبة او ابتلاء فلا راد له وان الامر كله بيده وطوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى وذكر ايات كثيرة في تقرير هذا الامر مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ما بكم من نعمة وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون هيمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله. فجميع هذه الايات فيها ان الامر كله بيد الله. وانه عز وجل مدبر لهذا الكون عطاء ومنعا خصا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا حياة وموتا كل ذلك فاذا افاد المسلم من هذه الايات هذا الاصل العظيم ينطلق الى ما بعده اياك نعبد واياك نستعين. فالغاية عبادة الله. والوسيلة وطلب العون ممن الامر بيده. طلب العون ممن الامر بيده وطوع تدبيره سبحانه وتعالى ولهذا اشار وسيأتي مفصلا ان العبادة والاستعانة جمع بينهما في من اية منها هذه الايات التي اشار اليها اياك نعبد واياك نستعين وقوله عليه توكلت وقول فاعبدوا وتوكل عليه. وقوله عليه توكلت واليه انيب. هذه ثلاث ايات. كلمات جمع فيها بين هذين الاصلين العبادة والاستعانة العبادة هي الغاية والاستعانة هي الوسيلة. ولهذا قال العلماء ان قوله اياك نعبد وقوله ايظا فاعبده هذا تحقيق للا اله الا الله وقوله واياك نستعين وقوله وتوكل عليه عليه توكلت هذا تحقيق لي لا حول ولا قوة الا بالله لان لا اله الا الله كلمة توحيد ولا حول ولا قوة الا بالله كلمة استعانة عندما تقول لا حول ولا قوة الا بالله تطلب بقولك هذه الكلمة من الله العون. على طاعته. ولهذا يمكن ان نقول لا حصول او لا تحقيق بلا اله الا الله الا بلا حول ولا قوة الا بالله. لا يمكن ان تكون من اهل لا اله الا الله الا اذا اعانك الله. فلا اله الا الله هي الغاية ولا حول ولا قوة الا بالله ما هي الوسيلة؟ ولهذا شرع لنا عند سماع نداء المؤذن للصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح ان نقول لا حول ولا قوة الا بالله نطلب من الله العون بل شرع لنا في كل مرة نخرج فيها من البيت وحدة دينية او دنيوية ان نقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله نطلب من الله العون سبحانه وتعالى فكثيرا ما يجمع بين هذين الاصلين. العبادة التي هي الغاية والاستعانة التي هي الوسيلة حقيقي هذه الغاية. والعبادة تعلقها بالالوهية والاستعانة تعلقها بالربوبية. تعلقها بالربوبية ولهذا صدر رحمه الله بايات تتعلق بربوبية الله. وان الامر بيده سبحانه وتعالى يدبر ويقضي بما يشاء ويحكم بما يريد لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه سبحانه وتعالى. ثم ذكر بعد ذلك ايات في توحيد العبادة واخلاص الدين له جل وعلا. منها قول فاعلم انه لا اله الا الله توحيد العبادة فاعلم ان لا اله الا الله وهذا ايضا فيه تنبيه الى ان لا اله الا الله لا بد فيها من العلم بمعناه معرفة بمدلولها قد قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة فاشترط لقبولها العلم بمعناها. ثم بعد العلم لابد من الصدق ولابد من العمل بما تقتضيه هذه الكلمة من توحيد واخلاص لله سبحانه وتعالى ثم ذكر رحمه الله رحمه الله تعالى ايات كلمات في ابطال الشرك. والتعلق بغير الله سبحانه تعالى الذي هو نقيضها هذا التوحيد مثل قوله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضرنة؟ او ارادني برحمة؟ هل هن ممسكات رحمته؟ يعني هل بيدها شيء؟ الامر كله الله الضر والنفع والعطاء والمنع والقبض والبسط والعز والذل كله بيد الله سبحانه وهذه لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فظلا عن ان تملك شيئا من ذلك لغيرها. قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. قل حسبي الله. وهذه الكلمة حسبي الله كلمة استعانة مثل لا حول ولا قوة الا بالله حسبي الله كلمة استعانة ولا تقال عند الشدائد فقط. والنوازل والمدلهمات بل تقال عند الشدائد وتقال ايضا في مقام طلب النعمان. فهي كلمة استعانة يشرع لك ان تقولها وانت في شدة وكرب وخوف ونحو ذلك. الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا مالا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فتقال في مقام الشدة وايضا تقال في مقام الرخاء في طلب النعمة في مقام طلب النعمان تقال في الشدائد وتقال في هذا يعني تقال في طلب وتقال في دفع الضر. والاية الكريمة التي بين ايدينا جمعت في الارضين. جمعت الدلالة على مشروعية قوله في مقام دفع البلاء وفي مقام طلب النعمان. لانه جل وعلا قال افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هذا مقام ايش؟ دفع بلى ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هذا مقام ايه؟ ايش؟ جلب نعمان ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل الله قل حسبي الله اي الله كافيني في جلب النعماء ودفع ظهري والبلاء. الله كافيني في جنبي النعماء لا حصول لاي نعمة من النعم الا بكفايته سبحانه وتعالى ولا دفع ضر او بلاء الا بكفايته. والله سبحانه وتعالى يقول اليس الله بكاف عبده ايضا اورد قول الله سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وهذه اية من اعظم الايات ابطالا للشرك. بل قال عنها بعض العلماء رحمهم الله انها اجتثت شجرة الشرك من اصولها. واقتنعتها من عروقها ولم تبقي لمشرك متعلق. لان الامور التي تدور في ذهن المسلم فيتعلق بها في دعوته لمن يدعوه من دون الله سبحانه وتعالى جاءت هذه الاية على نقضها واحدا تلو الاخر فلم تبق لمشرك اي متعلم تأمل ذلك في ما ذكر مرتبا في هذه الاية نفيه عنه من يتعلق به من دون الله. الامر الاول من يدعى من دون الله يستحق ان يدعى ان كان يملك في هذا الكون ملكا استقلاليا ولو مثقال ذرة. فلوجود هذا الملك الذي يملكه وان قل يستحق به ان يدعى فقال الله سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة. في السماوات اثقلت الارض ابطل المتعلق الاول. ثمة امر دون هذا ان وجد استحق من وجد فيه ذلك ان يدعى ان لم يكن مالكا ولو شيئا قليلا ملكا استقلاليا ان يكون شريك للمالك ولو في بعض الملك فيستحق بذلك ان يدعى لهذه الشركة فابطر الله ذلك قال وما له اي الله قال سبحانه وتعالى وما قال جل وعلا وما لهم اي الذين يدعون من دونه فيهما من شرك وما لهم فيهما من شرك. اي هؤلاء الذين يدعون ليس لهم اي مشاركة ولا في شيء قليل. اذا لا مالك ولا شريكا للمالك ثمة امر ثالث دون هذا. ان وجد استحق من وجد به ان يدان. الا وهو ان يكون ظهير للمالك اعين بالمال وزير للمالي. المالك يحتاجه في استشارة في اخذ رأي الى غير ذلك. فافطر الله ذلك. قال وما له؟ اي الله منهم اي الذين يدعون من دونه من ظهير. فابطل هذا المتعلق الثالث. اذا لا مالك ولا شريكا للمالك ولا ظهيرا للمالك بقي متعلق رابع. وهو ان يكون مالكا للشفاعة الابتدائية بدون اذن المالك مثل العظماء الذين يستطيعون الدخول على الملوك وعلى الرؤساء بمكانتهم العظيمة ويقولون افعل كذا. يستغل ومكانته بدون استئذان. ولهذا ربما العظيم يستجيب له فيما يفضب الى اخره وبدون اذن يدخل فابطر الله ذلك المتعلق بقوله ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. ولهذا لم تبقي لمشرك متعلم. لم تبقي لمشرك تعلق واجتثت شجرة الشرك من اصولها. ايضا اورد قول الله سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين ازعمتم من دون الله فلا يملكونك اشف الضر عنكم ولا تحوينا. كشف الضر اي اذا وقع كشف الضر اي اذا وقع وتحويله قبل ان يقع من مكان الى اخر او من شخص الى اخر لا تملك من ذلك شيئا. اولئك الذين يدعون هم يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. وهذا فيه آآ اركان التعبد القلبية الثلاثة وهي الحوض والرجاء والخوف وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله افرد فيها ورقات يسيرة في مجموع فتاواه في مجلد الاول وسماهم محركات القلوب تسمى هذه الثلاث محركات القلوب وتكلم عنها بكلام نافع جدا يجدر بك ان تقف عليه قال ولا تدعو مع الله الها اخر لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون وهذا فيه تقرير للتوحيد بذكر جملة من الدلائل والبراهين في قوله سبحانه كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون هذه كلها براهين للتوحيد. واورد قول الله توكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا الذي خلق السماوات والارض وما بينهما آآ ذكر اولا الامر بعبادة الله واخلاص التوكل عليه ثم ذكر براهين على ذلك ومنها تفرده بخلق السماوات والارض وما بينهما. الذي خلق السماوات والارض ومن بينهما في ايام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. اذا هذه ايات رتبها رحمه الله تعالى ترتيبا دقيقا بدأها اولا بما يتعلق بتوحيد الربوبية وان الامر كله بيد الله لا شريك له ثم دخل من ذلك الى ان هذا العلم لربوبية الله يستلزم افراده وحده بالعلم واخلاص العبادة له. والاستعانة به على تحقيقها. لان الامر بيده جل في علاه ثم ذكر ايات تجمع بين العبادة والاستعانة ثم بعض الايات في تقرير التوحيد الذي هو الغاية والمقصود الذي هو اخلاص العبادة لله ثم ذكر ايات آآ آآ افضل من خلالها التعلقات الباطلة بغير الله دعاء او استعانة. قال رحمه الله ونظاهر هذا في القرآن كثير وكذلك في الاحاديث وكذلك في اجماع الامة لا سيما اهل العلم والايمان منهم. فان هذا عندهم اي اهل العلم والايمان فان هذا عندهم قطب رحا الدين. فان هذا قطب رحى الدين اي الدين يدور على ذلك وقيامه على ذلك ولا قيام للدين الا عليه. قال رحمه الله ويتبين هذا بوجوه يقدم قبلها مقدمة. نعم. وقال رحمه الله وذلك ان العبد بل كل شيء بل وكل مخلوق سوى الله هو فقير ذلك وذلك ان العبد بل كل حي بل وكل مخلوق اي والله هذه العبارة عندكم آآ فيها آآ تقديم وتأخير فيه شيء من الاخلال العبارة وذلك ان العبد بل وكل حي سوى الله بل وكل مخلوق والباقي كما هو نعم وذلك ان العبد بل وكل حين والله وكل مخلوق وكلا. بل وكل مخلوق هو فقير. محتاج الى جلب ما ينفعه. ودفع ما يضره المنفعة للحي هي من جنس النعيم واللذة. والمضرة هي من جنس الالم والعذاب فلابد له من امرين. احدهما هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع ويرتد به. والثاني هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود والمانع من دفع المكروه وهذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل والغاية فهنا اربعة اشياء. احدهم وامر هو محبوب مطلوب الوجود. والثاني امر مكروه مبغض. مطلوب العدم. والثالث وسيلة الى حصول المطلوب المحبوب. والرابع الوسيلة الى دفع المكروه. فهذه الاربعة الامور ضرورية للعبد بل ولكل حي لا يقوم وجوده وصلاحه الا بها. واما ما ليس بحي فالكلام فيه على وجه اخر نعم يقول رحمه الله تعالى في تقرير ما سبق وهو ان قيام على اخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى واخلاص الاستعانة به فلا يعبد الا الله ولا استعان الا به جل وعلا. يقول في تقرير ذلك وذلك ان العبد بل وكل حي سوى الله بل وكل مخلوق هو فقير محتاج. فقير محتاج اي ان فقره فقر ذاتي ان فقره فخر ذاتي لا غنى له عن من خلقه. قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. في الحديث القدسي كلكم ضال الا من هديته. فاستهدوني اهدكم. كلكم قم جائع الا ما اطعمته فاستطعموني اطعمكم. كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم العبد فقره الى ربه ومولاه فقر ذاتي لا غنى له عنه طرفة عين. فهو محتاج الى ربه وابو مولاه اسقفه استشعار العبد هذا الفقر وهذا الاحتياج في كل لحظة وكل طرفة عين لهذا العبد يحرك فيه هذا المعنى وهو طلب العون من الله. وصدق الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى في المعونة والسداد ولهذا في الدعاء المأثور وهو من ادعية الكرب اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كله لا اله الا انت. قال فقير محتاج الى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره حاجة العبد تتلخص في ماذا؟ في امرين. جلب نعماء ودفع وبلاء تتلخص في هذين الامرين حاجة العبد تتلخص في هذين الامرين جلب ما ينفعه هو دفع ما يضره قال منفعة للحي هي من جنس النعيم واللذة. والمضرة هي من جنس الالم والعذاب. هي من جنس الالم والعذاب والعبد محتاج الى آآ جل هذا النعيم وهذه اللذة وايضا دفع هذا الالم وهذا العذاب قال فلابد من امرين احدهما هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع ويلتف به والثاني وهو المعين الموصل المحصن بذلك المقصود هو المانع من دفع المكروه. وهذان حبهما الشيئان المنفصلان العلم والغاية. الفاعل والغاية فهنا اربعة اشياء احدهما امر هو محبوب مكتوب الوجود امر مكروه مبغض مطلوب العدم الثالث الوسيلة الوسيلة الى حصول المحبوب الرابع الوسيلة الى دفع اذا تأملت هذه الاربع وضحت لك حقيقة هذا الامر. العبد فقير. ومحتاج الى جلب ما ينفعه والى دفع ما يضره. فخير الى ذلك ولا يمكن ان يحصل له ذلك الا بالوسيلة الا بمعين على تحقيق ذلك. ثمة اربعة امور امر محبوب مطلوب وجوده امر مبغض مكروه مطلوب عدمه. الامر الثالث هو الوسيلة لتحصيل المطلوب والوسيلة للدفع المرهون هذه اربعة امور قال هذه اربعة امور ضرورية للعبد ولكل حي هذه الامور الاربعة ضروري لكل عبد ولكل حي لا يقوم وجوده وصلاحه الا بها. لا يقوم وجوده وصلاحه الا بهذا ثم بعد هذا التقديم يأتي آآ تقرير ذلك وبيانه من خلال بعض التأصيلات يذكرها رحمه الله. نعم. اذا تبين ذلك فبيان ما ذكرته من وجوه احدهما ان الله تعالى هو الذي يحب ان يكون هو المقصود المدعو ان الله هو الذي يجب ان يكون احدهما ان الله تعالى هو الذي يجب ان يكون هو المقصود المدعو المطلوب وهو المعين على المطلوب وما سواه هو المطلوب. وهو المعين على دفع المكروه فهو سبحانه الجامع للامور الاربعة دون ما سواه وهذا معنى قوله اياك نعبد واياك نستعين. قال وهذا معنى قوله اياك نعبد واياك نستعين. اي ان هذه الامور الاربعة التي نشار اليها تتلخص في قوله اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد الغاية المطلوبة وذلك باخلاص الدين لله والبعد عما يضاده ويباينه من الاشراك به سبحانه وتعالى ولا سبيل الى تحصيل ذلك المطلوب والسلامة من ذلك من ضده الا بمعونة الله معونة الله لعبده على توحيده ومعونته لعبده على السلامة من الاشراك به فان العبودية تتضمن المقصود المطلوب لكن على اكمل الوجوه والمستعان هو الذي يستعان به على المطلوب فالاول من معنى الالوهية والثاني من معنى الربوبية الاول من معنى الالوهية والثاني من معنى الربوبية اي قولا اياك نعبد. والثاني اي قوله واياك نستعين. الاول من معنى الالوهية التي هي صفة الله التي دل عليها اسمه الله. والربوبية ايضا صفة الله التي دل عليها اسمه الرب. فمعنى الالوهية اياك نعبد. ومعنى الربوبية اياك نستعين. ايمان بانه آآ ذو الالوهية على خلقنا اجمعين يعني ان تعبده مخلص الدين له وايمانك بانه رب العالمين يعني ان تخلص تخلص استعانتك به فلا تستعين الا به لانه هو رب العالمين مالك مدبر امورهم المتصرف فيهم كيف شاء وهم جميعا طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى. فالاول من معنى الالوهية والثاني من معنى الربوبية. نعم. اذ الاله هو الذي يؤلف في عبد وانابة واجلالا واكراما. والرب هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه الى جميع احواله من العبادة وغيرها. نعم هذا بيان لمعنى الاله ومعنى الرب. بيان لمعنى الاله ومعنى الرب الاله اي الذي يؤله جاء عن ابن عباس كما روى الطبري في تفسيره انه قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فالاله هو الذي يؤله في عبد يؤله اي تألمه القلوب وتخضع وتذل له في عبد محبة وانابة واجلالا واكراما والرب هو الذي يربي عباده. والرب الذي يربي عباده. او يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه الى جميع اقواله من العبادة وغيرها. الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق قد سوى تسبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى ثم قدر والذي قدر فهدى والذي اخرج المرأة فخلق وهدى جل وعلا. خلق هذه المخلوقات وهدى كلا من كلا منهما كلا منها هي المصالح وحاجاته. والهداية عامة وخاصة. عامة تتناول حتى الدواب و الطيب وغيرها وهداية خاصة وهي هداية اهل الايمان الى طاعة الله واخلاص الدين لهم. وعنها يتحدثون قال الرب هو الذي يربي عبده. عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه الى جميع احواله من عبادتي وغيره من العبادة وغيرها وهذه التربية الخاصة لان التربية التي يدل عليها اسم الله الرب نوعان تربية عامة وتربية خاصة. التربية العامة لجميع المخلوقات. برهانها مؤمنيها وكافرها وتربية خاصة اي باهل الايمان. وذلك بهدايتهم لهذا الدين وتوفيقهم لطاعة رب العالمين سبحانه وتعالى. قال اه فيعطيه خلقه ثم يهديه الى جميع احواله من العبادة وغيرها نعم وكذلك قوله تعالى عليه توكلت واليه انيب وقوله فاعبده وتوكل عليه عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير. وقوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا تموت وسبح بحمدك وقوله تعالى عليه توكلت واليه متاب. وقوله وتبتل اليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا. فهذه سبعة مواضع تنتظم تنظم تنتظم هذين الاصلين الجامعين. طيب يقول هذه سبعة مواضع. كم الايات التي مرت سبعة وست ها ها؟ وتبتل اليه تبتيلا ما شاء الله خلافكم قوي ها القوي والآية تماما كيف نختلف؟ هذا الاختلاف والايات امامنا شيخ الاسلام يقول هذه سبع ايات يقول وكذلك قوله لما بدأ ذكر هذه الايات هي ست ايات وليست سبع بدءا من قول علي توكلت واليه ننيب هذه ستة وليست سبع ايات لكنه قال صدرها بقوله وكذلك قوله هذا عطف على ماذا؟ هذا قول واياك نعبد الله اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد واياك نستعين وكذلك قوله عليه توكلت واليه ينيب وذكر بعد ايات هذه سبع ايات مع قوله اياك نعبد واياك نستعين. فهذه سبع مواضع تنتظم هذين الاصلين. ما الاصلان العبادة والاستعانة. الاصنام العبادة والاستعانة. هذي سبع ايات تنتظم هذين الاصلين اه اياك نعبد واياك نستعين اه واضح فيهما الاصنام. عليه توكلت هذا الاستعانة واليه ينيب هذا العبادة. قوله فاعبدوا وتوكل عليه اعبدوا. هذا الاصل الاول والعبادة وتوكل عليه الاستعانة ربنا عليك توكلنا واليك انبنا استعانة وعبادة. وتوكل على الحي الذي لا يموت هذه عبادة هذه وسبح بحمده هذه العبادة. قوله عليه توكلت استعانة واليه متاب هذه عبادة وقوله وتبتل اليه تبكيلا هذه العبادة وقولا في تمامها فاتخذه وكيلا هذه الاستعانة هذه سبع ايات من القرآن جمعا او انتظمت هذين الاصلين العظيمين ان العبادة آآ لله سبحانه وتعالى لا شريك له وان الاستعانة طلب المعونة لا يكون الا به جل في علاه وكما ان هذين الاصلين جمعا في هذه الايات فقد جمع في احاديث كثيرة عن رسول الله عليه والسلام مثل قوله عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله. وقوله منها وتوكل وقوله عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقوله عليه الصلاة والسلام لو توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطيب تغدوا خماصا وتروح بطانا والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. نعم. وقال رحمه الله الوجه الثاني ان الله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والانابة اليه. ومحبته والاخلاص له. فبذكره تطمئن وبرؤيته في الاخرة تقر عيونهم ولا شيء يعطيهم في الاخرة احب اليهم من النظر اليه ولا شيء يعطيهم في الدنيا اعظم من الايمان بك. وحاجتهم اليه في عبادتهم اياه وتألههم كحاجتهم واعظم في خلقه واعظم في خلقه لهم وربوبيته اياهم. فان ذلك هو الغاية المقصودة لهم. نعم ولا شيء يعطيهم في الدنيا اعظم من الايمان به وحاجتهم اليه اي الى الله في عبادتهم اياه اياه كما في بعض النسخ كحاجتهم واعظم من خلقه لهم وربوبيته اياهم. فان ذلك هو الغاية. نعم. وحاجتهم اليه في عبادتهم اياه وتألههم كحاجتهم واعظم في خلقه لهم وربوبيته اياهم من خلقه لهم. من خلقه كما في هذه النسخ من خلقه لهم وربوبيته اياهم. واعظم من خلقه لهم وربوبيته اياهم. فان ذلك هو الغاية المقصودة لهم وبذلك يصيرون عاملين متحركين ولا يصيرون عاملين متحركين وبذلك يسيرون عاملين متحركين ولا صلاح لهم ولا فلاح ولا نعيم ولا لذة بدون ذلك بل من دون ذلك بدون ذلك بحال. نعم. بل من اعرض عن ذكر بل من اعرض عن ذكر ربه فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. ولهذا كان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ولهذا كانت لا اله الا الله احسن الحسنات. وكان التوحيد بقول لا اله الا الا الله رأس الامر. نعم. هذا الوجه الثاني ذكره رحمه الله تعالى ان الله وتعالى خلق الخلق لعبادته. خلق الخلق لعبادته. ما هي عبادته؟ قال الجامعة. لم معرفته والانابة اليه ومحبته والاخلاص له. هذه حقيقة العبادة تجمع هذه الامور ولا تكون محبة الله ولا يكون اخلاص الدين له الا مع المعرفة الى معنى المعرفة به. فالمعرفة اصل تبنى عليه العبادة. كلما كان المعرفة العبد بالله اعظم كانت عبادته له واقباله عليه اعظم كما قيل من كان بالله اعرف كان منه اخو ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد. كما قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. قال فبذكره تطمئن قلوبهم. وبرؤيته في الاخرة تقر عيونه ولا شيء في الاخرة احب اليهم من النظر اليه. لان النظر الى الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم من فضله اجمعين النظر الى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة هو اكمل نهي. واعظم نهي ولا نعيم اعظم من هذا النعيم ان يرى هذا العبد الفقير ربه العظيم الجليل سبحانه وتعالى وفي الدعاء المأثور اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وجاء في الصحيح في صحيح مسلم وغيره اذا دخل ال الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى هل تريدون شيئا؟ ازيدكم؟ فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تنجنا من الم تدخلنا الجنة؟ قال فيكشف في كشف الحجاب. فينظرون الى الله سبحانه وتعالى فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر اليه. قال وبرؤيته في الاخرة تقر عيونه. ولا شيء في الاخرة احب اليهم من النظر وفي الدنيا ماذا؟ قال ولا شيء يعطيهم في الدنيا اعظم من ايمانهم. دعك ان اه جميع الدنيا التي تسلب قلوب الناس تخرب عقولهم وتستهلك كثيرا من اوقاتهم ما اعطي العبد في هذه الحياة الدنيا اعظم من الايمان. اعظم من الايمان. ولهذا سبحان الله لا نعيما للقلب في هذه الدنيا حتى لو اعطي الانسان من الدنيا جميع متعيها بانواعها لا نعيم القلب في هذه الدنيا الا بالايمان. وقد قال الله تعالى ان الابرار لفي نعيم. وان الفجار لفي الجحيم. قال العلماء الابرار في نعيم في دورهم الثلاثة. في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة والفجار في جحيم في بهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ يوم القيامة. وهذا النعيم لا يرتبط هذا النعيم لا يرتبط بشيء من متع الدنيا. ولهذا قد يكون الانسان فقير. قد يكون مصاب بامراض. قد يكون معاق في بعظ بدنه. الى غير ذلك اشعر بهذا النعيم شعورا عظيما. ويجد هذه اللذة وهذه الهنائة وهو على حاليته من فقر او مرض او حاجة او غير ذلك. فاعظم اه ما يعطيهم في الدنيا هو الايمان وحاجتهم اليه. الى الله في عبادتهم اياه. وتألههم اياه. كحاجتهم واعظم من خلق مرغوبين مربوبيتهم اياه. كما ان العبد فقير الى الله سبحانه وتعالى من جهة الربوبية ان يعينه وان الى اخره فهو كذلك محتاج الى الله في ان يذل له لانه لا ولا يلتد ولا يهنأ الا بهذه العبودية الاخلاص لله سبحانه. قال فان ذلك هو الغاية المقصودة لهم. وبذلك يصيرون متحركين. بذلك اي بهذه المعرفة بالله. وانه سبحانه وانهم فقراء الى الله لا غنى لهم انوا طرفة عين وباقبالهم على الله شهادتهم لانفسهم على طاعته يصيرون عاملين متحركين. عاملين بطاعة الله متحركين في الاقبال عليه سبحانه. ولا صلاح لهم ولا فلا ولا نعيما ولا لذة بدون ذلك بحال. لا يمكن ان ان يمتد الانسان او ان يسعد في الدنيا والاخرة بهذا بل من اعرض عن ذكر ربه فان له معيشة ضنكا. كما قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا اي في الدنيا معيشة ضنكا اي هذه الحياة الدنيا ومثلها قول الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. الحياة الطيبة بالايمان ومعيشة الظنك بماذا؟ بالاعراض عنها هذا الايمان. قال ولهذا كان الله لا يغفر ان يشرك به. ولهذا كان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. كل ذنب دون الشرك فصاحبه تحت المشيئة ان شاء الله غفر له وان شاء عذبه وان عذبه فانه لا يخلو في النار الا المشرك من مات على الشرك بالله لا مطمع له يوم القيامة اطلاقا في مغفرة الله ورحمته. اطلع غني لا مطمئنة الله عز وجل غفور رحيم لكن المشرك الذي مات على الشرك بالله وتعالى لا مطمع له مطلقا في المغفرة. ولا سبيل له لنيلها. بل ليس له الا النار خالدا فيها ابدا ابدا لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها. قال ولهذا كان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ولهذا كانت لا اله الا الله احسن الحسنات. ولهذا كانت لا اله الا الله واحسن الحسنات كما جاء في المسند وغيره عن عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث ابي ذر قال او من الحسنات لا اله الا الله؟ ابو ذر يسأل النبي صلى الله عليه وسلم او من الحسنات لا اله الا الله قال هي احسن الحسنات. هي احسن تمام وكان التوحيد بقول لا اله الا الله هو رأس الامر ورأس الامر. التوحيد الذي هو لا اله الا الله رأس الامر. ما المراد بالامر؟ الدين. الامر هو الدين من حمل عملا ليس عليه امرنا. فرأسوا الامر هو الدين. اقرأ هذا المعنى في حديث معاذ نمتحنكم ما هو الحديث؟ ها يا فهد ها؟ الا اخبرك؟ الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه. ثم ثم قال رأس الامر الاسلام. وعموده الصلاة وذروة سنام الجهاد في سبيل المراد بقوله رأس الامر الاسلام اي لا اله الا الله. هذا هو المراد. المراد بقول رأس الامر الاسلام اي لا اله الا الله كلمة التوحيد. فكان التوحيد بقوله لا اله الا الله هو رأسه رأس الارض. رأس الامر اي اي الاساس الذي عليه قيام هذا الدين ولا قيام للدين الا عليه. نعم. وقال الله فاما توحيد الربوبية الذي اقر به الخلق وقرره اهل الكلام فلا يكفي وحده بل هو من الحجة وهذا معنى ما يروى يا ابن ادم يا ابن ادم خلقت خلقت كل شيء له وخلقتك لي فبحقي عليك الا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك عما خلقتك له. يقول فاما توحيد الربوبية الذي اقر به الخلق. الذي اقر به الخلق. الخلق يقرون لان الله رب العالمين وانه هو الخالق حتى المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المنعم من خلقكم من خلق السماوات من خلق الارض كل ذلك يقرون بانه الله سبحانه وتعالى. وقرره اهل الكلام اهل الكلام ايضا قرروا هذا التوحيد واطالوا في تقريره. وذكروا عليه براهين كثيرة. واحيانا في بعض آآ بعظ كتب المتكلمين يطيلون في ذكر الادلة في اثبات الرب واثبات وجوده. ومن الطرائف التي تروى ان احد كبار علماء الكلام ومعه حاشية من التلاميذ وله ابهة صيت وكذا فمروا بامرأة عجوز. مروا بامرأة عجوز على الفطرة. وما عرفتهم. قالت من هذا فاحد طلابه قال معرفا به ما تعرفينه؟ هذا الرازي عنده الف دليل على وجود الله عنده قلب ذليل على وجود الله. قالت تلك المرأة بفطرتها والله لو لم يطر في قلبه الف شك لما وجد عنده ما يحتاج الامر الادلة هذي والتطويل و الامر واضح. امر بين ظاهر لا يحتاج الى ذلك علماء الكلام يطولون جدا في تقرير الربوبية واثبات الرب واثبات وجود الله واما توحيد العبادة فلا يعرجون عليه ولا يتكلمون عنه ولا يقررونه غاية التوحيد عنده هو اثبات وجود الله واثبات ربوبيته قال وقرره اهل الكلام فلا يكفي وحده. ما معنى لا يكفي وحده؟ اي لان يكون صاحبه موحدا لا يكفي ولا ينجي ايضا يوم القيامة لو جاء انسان بهذا ما ينجيه يوم القيامة حتى يأتي بلا سنه وهو توحيد العبادة. واخلاص الدين لله سبحانه وتعالى. قال بل هو من عليه ما معنى ذلك؟ من الحجة على كل مشرك يقر بربوية الله من الحجة عليه ان يقر بان يخلص العبادة له. انظر تقرير هذا المعنى في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذي ان من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء. فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا اتجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله اقراركم بانه رب هذه الاشياء وخالق هذه الاشياء والمتصرف في هذه الكون يستلزم ان تخلصوا العبادة له وان تفردوه بالتوحيد والا تجعلوا معه الامداد والشركاء فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال من هو من حجة عليهم وهذا معنى ما يروى يا ابن ادم خلقت كل شيء لك. الله عز وجل سخر ما في وما في الارض جميعا منه لهذا الانسان. سخر له وسخر هذه الاشياء لهذا الانسان. يحصل منها المنافع المتنوعة والخيرات العظيمة تسخيرا من الله ومنا قال يا ابن ادم خلقت كل شيء لك وخلقتك لي وخلقتك لي وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وخلقتك منك بحقي عليك لا تشتغل ما خلقته لك عما خلقتك له. وهذا التقرير ان الانسان لا يشتغل بما خلقه الله له عما خلقه الله لاجل هذا من اعظم ما ينبغي ان ان يتنبه له العبد وكثير من الناس مشتغل بما خلق له عما خلقه الله سبحانه وتعالى لاجله وهو توحيد واخلاص الدين له. نسأل الله ان يستعمله ان يستعملنا اجمعين في طاعته. وما يقرب اليه وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل رجاءه حسبنا ونعم الوكيل والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين