بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا مفتتح هذه الدورة العلمية الصيفية التاسعة لصيف هذا العام عام الف واربع مئة واربع وثلاثين بجامع البلوي في حي الفيصلية بالمدينة واسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يبارك لنا اجمعين في هذه الدورة وان يمن علينا فيها بالعلم النافع وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه وما يخصنا في هذا الدرس في هذه الدورة رسالة قيمة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عنوانها رسالة في العبادات والفرق بين شرعيها وبدعيها ولا يخفى مال هذا الموضوع من مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة وايضا ما تمس الحاجة اليه الى معرفة هذا الباب العظيم الذي هو اصل لابد منه في العبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بان يميز العابد بين الحق والباطل والهدى والضلال والسنة والبدعة والعبادات لا بد ان يميز بين شرعيها وبدعيها فيعرف الشرعي منها ليلزم وليعمل به ويعرف البدعي منها ليحذر وليحذر منه. وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وكان صلى الله عليه وسلم يؤكد على هذا الاصل تأكيدا متكررا حيث كان يقول اذا خطب الناس يوم الجمعة اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها فذكر الشرع والبدعي ذكر الشرعية مرغبا فيه والبدعية محذرا منه وفي حديث العرباض ابن سارية فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فذكر الشرعية مرغبا فيه والبدعية محذرا من صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه ونشرع مستعينين بالله طالبين مده وعونه وتوفيقه في قراءة هذه الرسالة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين اجمعين اما بعد يقول شيخ الاسلام رحمه الله في رسالته التي بعنوان رسالة في العبادات والفرق بين شرعيها وبدعيها الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الا هو فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ونشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وكشف الغمة وجاهد في لله حق جهاده وعبد الله مخلصا حتى اتاه اليقين من ربه. صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين فصل في العبادات والفرق بين شرعيها وبدعيها فان هذا باب كثر فيه الاضطراب كما كثر في باب الحلال والحرام. فان اقواما استحلوا بعض ما حرمه الله واقاموا واقواما حرموا بعض ما احل الله تعالى. وكذلك اقواما احدثوا عبادات لم يشرعها الله بل نهى عنها واصل الدين ان الحلال ما احله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله والدين ما شرعه الله ورسوله ليس لاحد ان يخرج عن الصراط المستقيم الذي بعث الله به رسوله. قال الله تعالى وان هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وفي حديث ابن وفي حديث عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خط خطا وخط خطوطا يمينه وشماله ثم قال هذه سبيل الله. وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وقد ذكر الله تعالى في سورة الانعام والاعراف وغيرهما ما ذم به المشركين حيث حرموا ما لم يحرمه الله تعالى كالبحيرة والسائبة واستحلوا ما حرمه الله كقتل اولادهم وشرعوا دينا لم يأذن به الله قال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ومنه اشياء محرمة جعلوها عبادات كالشرك والفواحش ثم مثل الطواف بالبيت عراة وغير ذلك والكلام في الحلال والحرام له مواضع اخر والمقصود هنا العبادات نعم هذا استهلال بدأ به رحمه الله تعالى هذه الرسالة منبها من خلاله الى اهمية هذا الموضوع ومسيس الحاجة اليه وان الواجب على العبد في باب العبادات ان يميز بين شرعيها وبدعيها كما ان الواجب عليه في باب المعاملات ان يميز بين حلالها وحرامها وذكر رحمه الله تعالى ان هذا باب كثر فيه الاضطراب وذلك بسبب غلبة الاهواء وكثرة البدع ودروس السنن ووجود ايضا ائمة الضلال ودعاة الباطل فاحتاج العبد ولا سيما طالب العلم ان يكون على قاعدة متينة واصل عظيم ثابت في التمييز بين العبادات سنيها وبدعيها يعرف السني منها ليلزم وليعمل به وايضا ليدعى الناس اليه ويعرف البدعي منها ليحذر وليجتنب ولينهى الناس عنه لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العبادات الا ما الا ما شرع واذن لعباده تبارك وتعالى به فكما انه سبحانه لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه فانه جل وعلا لا يقبل من العمل الا ما كان موافقا لهدي نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه ونبه رحمه الله تعالى انه لما كان من الناس من وجد عنده خلل في باب المعاملات الحلال والحرام واصبح عندهم في هذا الباب تجاوزات وتعديات فيمارسون اعمالا لحرمها الله جل وعلا ونهى عباده عنها غير مبالين بحلال او حرام فانه ايضا في الوقت نفسه وجد في باب العبادات اه اقوام لم يبالوا في هذا الباب وانما يفعل من العبادات ما وافق رغبته ومشتهاه لا ما وافق شرع الله سبحانه وتعالى ولهذا غلبت البدع وكثرت في كثير من المجتمعات بهذا السبب اما من شرح الله صدره للخير ووفقه لتعظيم سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فانه لا يتجاوز الهدي الوارد والدليل الثابت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في عباداته وتقرباته الى الله سبحانه وتعالى اورد رحمه الله قول الله عز وجل وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وهذه الاية فيها ان سبيل الله واحد وهو الذي انزل به وحيه وجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم وما عدا هذا السبيل فهي سبل منحرفة مباينة لسبيل الله تبارك وتعالى ومخالفة له وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه لان الشيطان لا يريد لعباد الله تبارك وتعالى السير على صراطه المستقيم وانما يريد منهم ان يتنكبوا الصراط وان يدخلوا في شيء من هذه السبل المنحرفة. كما يوضح ذلك حديث عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه انه خط خطوطا انه خط خطا وخط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم قرأ الاية الكريمة فاذا ثمة سبيل واحد لا يقبل الله تبارك وتعالى سواه وثمة سبل كثيرة وطرق عديدة لا يقبل الله سبحانه وتعالى شيء منها هذه السبل هي الطرائق التي يحدثها الناس الطرائق التي يحدثها الناس مما ليس من شرع الله تبارك وتعالى كل ذلكم لا يقبله الله وانما الذي يقبل الله تبارك وتعالى من العمل ما كان موافقا هذه الكريم الذي انزله على نبيه على نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونبه رحمه الله تعالى ان امر الاحداث في الدين والتعبد لله سبحانه وتعالى بما لم يشرع هذا امر موجود من قدم في الامم يتكلفون عبادات وقربات يتقربون الى الله سبحانه وتعالى بها ما انزل الله بها من سلطان ومن ذلكم صنيع اهل الشرك والكفر الذي ذمهم الله سبحانه وتعالى بفعله وهو تقربهم بالبحيرة والسائبة ونحو ذلك من الاعمال التي لم يأذن بها الله سبحانه وتعالى فهذه الاعمال وان فعل شيء منها تقربا او قصد به التقرب الى الله لا يقبل الله ذلك لان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه وموافقا لهدي نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وكان ايضا فيهم وهو من اعظم الطوام التي عندهم في هذا الباب ان تقربوا في في هذا الباب بما هو شرك اكبر ناقل من الملة حيث اتخذوا الوسائط اتخذوا الوسائط بينهم وبين الله بزعمهم تقربهم من الله زلفى. وتدنيهم من الله كما ذكر الله عنهم ذلك بقوله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فانظر هذا الاحداث في العبادة كيف احالها الى شرك اكبر ناقل من الملة مبطل للاعمال كلها عياذا بالله نعم قال رحمه الله والمقصود هنا العبادات فنقول العبادات التي يتقرب بها الى الله تعالى منها ما كان محبوبا لله ورسوله مرضيا لله ورسوله. اما واجب واما مستحب. كما في الصحيح عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى ما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما ما افترظته ما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته ولابد له منه ومعلوم ان الصلاة منها فرض وهي الصلوات الخمس ومنها نافلة كقيام الليل وكذلك الصيام فيه فرض وصوم شهر رمضان ومنه نافلة كصيام ثلاثة ايام من كل شهر. وكذلك السفر الى المسجد الحرام فرض والى المسجدين الاخرين مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس المقدس مستحب وكذلك الصدقة منها ما هو فرض ومنها ما هو مستحب وهو العفو. كما قال تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا ابن ادم انك ان تنفق انك ان تن الفضل خير لك وان تمسكه شر لك. ولا تلام على كفاف واليد العليا خير من اليد السفلى. وابدأ بمن والفرق بين الواجب والمستحب له موضع اخر غير هذا. والمقصود هنا الفرق بين ما هو مشروع سواء كان كان واجبا او مستحبا وما ليس بمشروع يقول رحمه الله العبادات التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها منها ما كان محبوبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم مرظيا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم اما واجبا اما واجب او مستحب العبادات الشرعية والعبادات المشروعة التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده هي على قسمين اما واجبات واما مستحبات وهذه القسمة مندرجة في عموم العبادات تجد مثلا في الصلوات واجب ومستحب فالصيام واجب ومستحب في الصدقات واجب ومستحب في الحج واجب ومستحب فالعبادات على قسمين واجب ومستحب واول ما يبدأ به واعظم ما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به هو الفرائض التي اوجبها الله سبحانه وتعالى على عباده ثم من بعد ذلك تأتي المستحبة المستحبات متممة ومكملة اعمال العبد كما يوضح ذلكم هذا الحديث الذي بدأ به رحمه الله تعالى وهو مشهور عند اهل العلم بحديث الولي وقد افرده بعض اهل العلم بالتصنيف هو حديث عظيم جدا في بيان من هم اولياء الله حقا وهذا منزلق هذا منزلق انزلق فيه كثير من الناس وتورط فيه كثير من الناس في باب الولاية حيث دخل اناس كثيرون في اعمال باطلة وبدع ما انزل الله تبارك وتعالى ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان يمارسونها تحت مسمى الولاية حتى ان بعض هؤلاء تحت هذا المسمى عطلوا العبادات الشرعية حتى الواجب منها وزعموا ان الولي يترقى في مراتب الولاية حتى يصل الى درجة تسقط عنه التكاليف فلا يكون مأمورا بفعل واجب ولا مستحب وهذا هو عين الضلال والباطل فهذا الحديث حديث الولي حديث مهم جدا في في هذا الباب وان العبادات التي اه شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده على قسمين واجبات ومستحبات وان الواجبات اعظم وما تقرب متقرب الى الله سبحانه وتعالى اعظم واحب الى الله جل وعلا مما اوجب الله سبحانه وتعالى على عباده. قال الله تعالى في هذا الحديث قدسي من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه وهذا يفيدنا ان الولاية على درجتين ان الولاية على درجتين وان اعمال الاولياء اولياء الله سبحانه وتعالى على درجتين الدرجة الاولى فعل الفرائض وهذا وهذه الدرجة مستفادة من قوله ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فهذه درجة عظيمة جدا في الولاية واهلها اهلها من اولياء الله اهل هذه الدرجة من اولياء الله. الذين يحافظون على فرائض الاسلام وواجبات الدين ويعتنون بها عناية دقيقة. هؤلاء من اولياء الله كما واضح في هذا الحديث لان الحديث في الاولياء الحديث في اولياء الله قال ما من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته علي فالدرجة الاولى في الولاية التقرب الى الله بالفرائض فالذي يحافظ على فرائض الاسلام والله سبحانه وتعالى افترض على عباده ما جاء مبينا في اه الحديث المشهور حديث مباني الاسلام وغيره بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام هذه فرائض الاسلام التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده ولهذا يأتي في احاديث كثيرة هل علي غيرها؟ يقول لا الا ان تتطوع حتى قال احد السائلين والله لا ازيد على ذلك ولا انقص قال افلح ان صدق فهذه فرائض من حافظ عليها فهو من اولياء اه من حافظ عليها فهو من اولياء الله تبارك وتعالى ثم تأتي بعد ذلك رتبة في الولاية اعلى من هذه الرتبة اعلم من هذه الرتبة وهي رتبة العناية بالمستحبات بعد الاتيان بالفرائض ولا يشتغل بالفرائض الا بعد العناية ولا يشتغل بالمستحبات الا بعد العناية بالفرائض والمحافظة عليها اما من يستغل بالمستحب مضيعا الفرض فهذا مغرور هذا مغرور اذا كان يشتغل بالمستحبات مضيعا فرائض الاسلام هذا مغرور وعمله آآ آآ مخالف لما ينبغي ان يكون عليه في التقرب والتعبد الى الله سبحانه وتعالى لان ما تقرب متقرب الى الله بشيء احب الى الله مما افترظ الله سبحانه على على عباده مما افترض الله سبحانه وتعالى على عباده. ولهذا يقال من شغله الفرظ عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرظ فهو مغرور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور اذا كان يشتغل بنوافل ويضيع اه اه بمقابلها الفرائض التي افترض الله سبحانه وتعالى على عباده فهذا نوع من الغرور والضياع في نفس الوقت فاذا الدرجة الثانية من درجات الولاية التقرب الى الله سبحانه وتعالى بالمستحبات بعد الاتيان بالفرائض بعد الاتيان بالفرائض وهذه درجة علية ومنزلة رفيعة من منازل التعبد والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. التقرب الى الله بالنوافل بعد المستحبات قال جل وعلا في هذا الحديث القدسي ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه وهذا فيه تنبيه الى ان باب المستحبات باب واسع جدا للتنافس والاعمال المستحبة كثيرة كثيرة ومتنوعة ومجالاتها متعددة وهذا باب واسع جدا التنافس وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فاول ما يكون من العبد هو المحافظة على الفرائض والواجبات ويعتني بها عناية دقيقة ثم بعد ذلك يجاهد نفسه ما استطاع بالمنافسة في المستحبات. اهل الدرجة الاولى التي هي فعل الواجبات هم المقتصدون واهل الدرجة الثانية التي الاتيان بالمستحبات بعد الفرائض والواجبات هم المنافسون او المسابقون آآ في الخيرات وهم المقربون. وقد قال الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فذكرهم اقسام من ثلاثة والمقتصد هو الذي اقتصر على فعل الواجب وترك المحرم والسابق بالخيرات هو الذي زاد على ذلك تنافسا في فعل الرغائب والمستحبات وقد ذكر اهل العلم رحمهم الله تعالى ان كلا من المقتصد والسابق بالخيرات كلا منهما داخل اه كلا منهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب كلا منهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب. المقتصد الذي فعل الواجب وترك المحرم والسابق بالخيرات هو الذي زاد على ذلك تنافسا في فعل الرغائب والمستحبات كل منهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب الا ان رتبهم في الجنة متفاوتة كما قال الله سبحانه وتعالى ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون. وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد ان اورد هذا الحديث بين ان الصلوات الخمس اه ان الصلاة فيها مفروضة وهي الصلوات الخمس وفيها نافلة كقيام الليل وقيام الليل هو احب الصلوات الى الله بعد الصلاة المفروضة قيام الليل هو احب الصلوات الى الله سبحانه وتعالى بعد المفروظة كما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام اعظم الصلوات بعد الصلاة المفروضة الصلاة من جوف الليل الصلاة من جوف آآ الليل فهي احب الصلوات الى الله سبحانه وتعالى بعد الصلوات الخمس التي افترضها الله جل وعلا على عبادة والصيام فيه فرض وهو صيام شهر رمضان وفيه نوافل كصيام الثلاثة ايام من كل شهر كذلك السفر الى المسجد الحرام فرض الذي هو حج بيت الله الحرام وهو في العمر اه مرة واحدة والى المسجدين الاخرين مسجد النبي عليه الصلاة والسلام وبيت المقدس وهذا اه مستحب ايضا الصدقة منها ما هو فرض وهي الزكاة المفروضة التي افترظ الله على عباده ومنها ما هو مستحب وهو الصدقات آآ آآ المستحبة التي ليست مفروضة على العباد. اذا العبادات المشروعة منها ما هو فرض ومنها ما هو نفل والواجب على العبد ان يحافظ على الفرائض محافظة دقيقة ثم من بعد ذلك يجتهد ما استطاع بفعل النوافل وكلما ازداد من هذه النوافل زادت درجة ظروف الولاية وعظم ثوابه واجره عند الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال في في الحديث المتقدم اه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى اه احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي اي ان الله سبحانه وتعالى يتولاه ويسدده في سمعه وفي بصره وفي يده وفي رجله فيكون مسدد معانا موفقا في ذلك اه كله قال ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي اه ولان استعاذني لاعيذنه. اي ان الله اه الشاب الذي خرج نادي نياتك هذي حبيبي نصرتك فمات الله يحفظك آآ قال عليه الصلاة قال الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث القدس ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه اي ان الله سبحانه وتعالى يؤيده في آآ في سمعه ويؤيده في بصره حواسه وانه يكون مستجاب الدعوة لا يسأل الله سؤالا الا اعطاه ولا يستعيذ به سبحانه وتعالى من شر الا آآ الا اعاده نعم قال رحمه الله فالمشروع هو الذي يتقرب به الى الله تعالى وهو سبيل الله. وهو البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف وهو طريق والسالكين ومنهاج القاصدين والعابدين. وهو الذي يسلكه كل من اراد هداية كل من اراد الله هدايته. وسلك طريق الزهد مدير العبادة اعد في المشروع. فالمشروع هو الذي يتقرب به الى الله تعالى. وهو سبيل الله وهو البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف وهو طريق السالكين. ومنهاج القاصدين والعابدين. وهو الذي كل من اراد الله هدايته وسلك طريق الزهد والعبادة وما يسمى بالفقر والتصوف ونحو ذلك. نعم اعد فالمشروع هو الذي يتقرب به الى الله تعالى وهو سبيل الله وهو البر والطاعة والحسنات والخير معروف وهو طريق السالكين. ومنهاج القاصدين والعابدين. وهو الذي يسلكه كل من اراد الله هدايته طريق الزهد والعبادة وما يسمى بالفقر والتصوف ونحو ذلك. نعم المشروع من العبادات الذي هو السني آآ منها او المشروع منها الذي شرعه الله سبحانه وتعالى لعبادة هو التقرب الى الله عز وجل بالبر والطاعة والحسنات والخير والمعروف وهذه كلمات جوامع ذكرها رحمه الله تعالى يندرج تحتها العبادات الشرعية البر كلمة عظيمة جدا تجمع الدين كله اصوله وفروعه كما في اية البر في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى الى تمام الاية فهذه الاية اية البر جمعت في بيان البر وحقيقته بين العقيدة في اولها ولكن البر من امن بالله هذا هذه العقيدة والعمل في تمامها في قوله واتى اتى المال على حبه الى تمامها فاذا البر وكذلك الطاعة والحسنات والخير والمعروف هذه كلها كلمات جوامع كلمات جوامع اندرج تحتها العبادات المشروعة تندرج تحتها العبادات المشروعة التي شرعها الله سبحانه وتعالى واذن لعباده بها. ثم ايضا ثمة سمى اخر لهذه العبادات المشروعة طريق السالكين منهاج القاصدين والعابدين هذه ايضا آآ اسمى يندرج تحتها هذه الاعمال الشرعية التي آآ شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده قال وهو الذي يسلكه كل من اراد الله هدايته وسلك طريق الزهد والعبادة وسلك طريق الزهد والعبادة وما يسمى بالفقر والتصوف ونحو ذلك. ينبه رحمه الله تعالى الى ان ثمة هنا منزلق لان بعض الناس يدخل فيما يسمى التصوف والفقر ونحو ذلك من المسميات اه تحت هذه التسمية يتخلى عن هذه العبادات الشرعية. ويدخل في باب او ظرب من البدع التي ما احدث الله بها من سلطان فيقول الذي يريد الزهد حقيقة ويريد العبادة حقيقة ويريد سلوك سبيل العارفين الى الله سبحانه وتعالى حقيقة والذي يسميه بعظ الفقر او التصوف الذي يريد ذلك حقيقة فليعبد الله بما شرع فليعبد الله بما شرع وكأنه رحمه الله تعالى يقول لا يجوز لاحد ان يتخلى عن العبادة المشروعة تحت اي مسمى كان كونه مثلا آآ ينتسب الى طريق مثلا من طرق التصوف او مسلك من المسالك او نحو ذلك هذا لا يخوله ابدا ان يتخلى عن العبادة المشروعة. فالله سبحانه وتعالى مهما كان الامر لا يقبل من العبادة الا ما شرع واذن لعباده به نعم. قال رحمه الله ولا ريب ان هذا يدخل فيه الصلوات المشروعة واجبها ومستحبها ويدخل في ذلك قيام الليل للمشروع وقراءة القرآن على الوجه المشروع والاذكار والدعوات الشرعية وما كان من ذلك مؤقتا بوقت كطرفي النهار وما كان متعلقا بسبب فتحية المسجد وسجود التلاوة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة وما ورد من الاذكار والادعية الشرعية في ذلك. وهذا يدخل فيه امور كثيرة وفي ذلك من الصفات ما يطول وصفه. وكذلك يدخل فيه الصيام شرعي كصيام نصف الدهر وثلثه او ثلثيه او عشره وهو صيام ثلاثة ايام من كل شهر ويدخل فيه السفر كالسفر الى مكة كالسفر الى مكة والى المسجدين الاخرين ويدخل فيه الجهاد على اختلاف انواعه واكثر الاحاديث النبوية في الصلاة والجهاد ويدخل فيه قراءة القرآن على الوجه المشروع. نعم قوله رحمه الله ولا ريب ان هذا يدخل فيه الاشارة في قوله هذا الى ما تقدم وهو ان المشروع هو الذي يتقرب به الى الله وهو سبيل الله وهو البر والطاعات والحسنات والخير المعروف وعرفنا ان هذه كلمات جوامع يدخل فيها الدين كله كلمات جوامع يدخل فيها الدين كله يدخل فيها واجبات الدين ومستحباته ولهذا يقول هنا ولا ريب ان هذا يدخل فيه الصلوات المشروعة ويدخل فيه آآ الصيام المشروع وتدخل فيه الصدقات المشروعة فرضها ونفلها الدين كله يدخل في هذا لان الذي تقدم كلمات جوامع وهذا تفصيل لها تفصيل لها قال ولا ريب ان هذا يدخل فيه الصلوات المشروعة واجبها ومستحبها ويدخل في ذلك قيام الليل آآ المشروع الصلاة المشروعة فيها واجبات وهي الصلوات الخمس ومستحبات ومن اه هذه المستحبات صلاة الليل بل هي اعظم آآ الصلوات المستحبة شأنا وقراءة القرآن على الوجه المشروع قوله وقراءة القرآن على الوجه المشروع فيه تنبيه الى ان هذه العبادات قد تقع من العامل على وجه غير مشروع قد تقع من العامل على وجه غير مشروع وهذا فيه تنبيه الى ان العمل المشروع لابد ان يؤتى به على الصفة المشروعة العمل المشروع لا بد ان يؤتى به على الصفة المشروعة التي اثرت عن النبي صلى الله عليه وسلم والا رد على العامل. مثلا الكلمات الاربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر هذه الكلمات هي احب الكلمات الى الله على الاطلاق لو ان شخصا اخذ يذكر الله بها على صفة غير مشروعة لم تقبل منه لو ان احدا اخذ يذكر الله بها على صفة محدثة غير مشروعة لم تقبل منه وفي هذا يأتي القصة المشهورة التي خرجها الدارمي في سننه باسناد صحيح عندما اه ذكر لعبدالله ابن مسعود ان نفرا اه مجتمعين في المسجد وعليهم رجل قائم يقول اه سبحوا مئة فيسبحون وبين يديهم حصى فيقول سبحوا مئة فيسبحون ثم يحركون الحصى من جهة الى اخرى مع التسبيح حتى يكملوا مئة تسبيحة معها مئة حصاد نقلوها من مكان الى الى مكان مثل نقل خرزات السبحة من موضع الى موضع ثم يقول لهم كبروا مئة هللوا مئة وهم يفعلون ذلك بصوت جماعي. وبهذه الطريقة المحدثة فدخل عليهم عبدالله بن مسعود وقال عدوا سيئاتكم فانا ظامن على الله لان لا ينقصكم من حسناتكم شيئا قالوا والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير ما اردنا الا الخير. قال وهل كل من اراد الخير ادركه؟ اي ان الخير لا يدركه الا من يتبع سبيل امام الخير محمد صلوات الله وسلامه عليه قراءة القرآن تكون على الوجه المشروع لان ثمة امر حتى صنف به فيه بعظ اهل العلم بدع القراء يعني يأتي ببدع في القراءة اه في طرق محدثة لم يشرعها الله سبحانه وتعالى ولم يأذن بها والبدع موجبة لرد العمل لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير اه مقبول منه قال والاذكار والدعوات الشرعية وما كان من ذلك موقتا بوقت كطرفي النهار وما كان متعلقا بسبب كتحية المسجد وسجود التلاوة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة وما ورد من آآ الاذكار والادعية الشرعية في ذلك. وهذا يدخل فيه امور كثيرة وفي ذلك من الصفات ما يطول وصفه لان التفاصيل المتعلقة بهذه الاعمال وموظعها كتب الاحكام او احاديث الاحكام. وكما ذكر رحمه الله تعالى باب واسع وانما الغرض هنا من ذلك التنبيه جملة على العبادات شرعيها وبدعيها وان الشرعية منه مسنون ومنه واجب قال وكذلك يدخل فيه الصيام الشرعي كصيام نصف الدهر وثلثه او ثلثيه او عشره وهو صيام ثلاثة ايام من كل شهر صيامه ثلاث ايام من كل شهر لان صيام ثلاثة ايام من كل شهر صيام الدهر لان الحسنة بعشر امثالها الحسنة بعشر امثالها فاذا صام من الشهر ثلاثة ايام والحسنة بعشر امثالها كانه صام الشهر كله ومن واظب على ذلك في كل شهر من واظب على ذلك في كل شهر فكأنما صام السنة كلها ولهذا ينبغي على المسلم ان يحافظ على ثلاثة ايام من كل شهر شهر سواء صامها مجتمعة او صامها متفرقة كان يصوم مثلا يوم الاثنين او يوم الخميس او او يصومها مجتمعة سواء في اول الشهر او في وسطه او في اخره فصيام ثلاثة ايام من كل شهر قال ويدخل فيه السفر الشرعي في السفر الى مكة والسفر الى مكة فرظ في العمر مرة واحدة لاداء حج بيت الله الحرام اه واداء العمرة فالله سبحانه وتعالى افترض ذلك على آآ العباد في العمر مرة واحدة. الحج مرة وما زاد فهو تطوع والى المسجدين الاخرين اذا السفر الى مكة فرض مرة واحدة في العمر ثم بعد ذلك السفر اليها لا يكون فرضا وانما يكون مستحبا اما المرة الاولى التي هي ركن الاسلام فان آآ فان هذا فرض افترضه الله سبحانه وتعالى على العباد وما يأتي بعد ذلك من سفر الى مكة فهو سفر مستحب وليس بواجب قال والى المسجدين الاخرين السفر الى المسجدين الاخرين اي المسجد النبوي والمسجد الاقصى وفي الحديث لا تسد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى السفر الى هذين المسجدين مستحب على كل حال يعني ليس مما افترظه الله على عباده ليس مما افترظه الله سبحانه وتعالى على عبادة والسفر الى المسجد النبوي ليس جزءا من الحج ليس جزءا من آآ الحج لكنها فرصة لمن حج وتعنى السفر ان يكسب المجيء الى مسجد النبي واشد الرحل اليه لاداء آآ الصلاة فيه لكن هذا السفر لم يفترظه الله سبحانه وتعالى على عباده قال ويدخل فيه الجهاد على اختلاف انواعه واكثر الاحاديث النبوية في الصلاة والجهاد ويدخل فيها فيه قراءة القرآن على الوجه المشروع. نعم قال رحمه الله والعبادات الدينية اصولها الصلاة والصيام والقراءة التي جاء ذكرها في الصحيحين في حديث بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما لما اتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال الم احدث انك قلت لاصوم من النهار ولا اقومن من الليل ولا اقرأن القرآن في ثلاث؟ قال بلى الم احدث انك الم انك قلت لاصومن النهار ولاقومن الليل ولاقرأن القرآن في ثلاث؟ قال بلى قال فلا تفعل فانك اذا فعلت ذلك هجمت نعم هجمت له العين ونفهت له النفس ثم امره بصيام ثلاثة ايام من كل شهر فقال اني اطيق اكثر من ذلك فانتهى به الى صوم يوم وفطر يوم فقال اني اطيق اكثر من ذلك فقال لا افضل من ذلك وقال افضل الصيام صيام صيام داوود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر اذا لاقى وافضل القيام قيام داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وامره ان يقرأ القرآن في سبع ولما كانت ولما كانت هذه العبادات قال رحمه الله تعالى والعبادات الدينية اصولها الصلاة والصيام والقراءة الصلاة والصيام والقراءة وهذه الاصول العبادات اجتمعت في غير ما حديث منها هذا الحديث الذي اشار اليه في قصة عبد الله ابن عمرو ابن العاص قال الم احدث يقول النبي عليه الصلاة والسلام له الم احدث انك قلت لاصومن النهار ولاقومن الليل ولاقرأن القرآن. هذه الثلاث هي امهات العبادات هذه الثلاثة التي اجتمعت في هذا الحديث هي امهات العبادات وهي اعظم ما يتقرب به المتقرب الى الله سبحانه وتعالى قال لاصومن النهار ولاقومن الليل ولاقرأن القرآن هذه امهات العبادات ولهذا قال شيخ الاسلام اصول آآ العبادات الصلاة والصيام والقراءة التي جاء ذكرها في الصحيح في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص لما اتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال الم احدث انك قلت لاصوم ومن النهار اي انه يواصل صيام النهار بشكل دائم ومستمر ولاقومن الليل اي لا يرقد يصلي الليل كله ولاقرأن القرآن في ثلاث يعني يختم القرآن كل ثلاثة ايام وعبد الله بن عمر صاحب هذا الكلام من صغار الصحابة هذه همة صحابي صغير واقبالها العظيم الشديد على العبادة حيث عزم هذا العزم ان يصوم يوميا لا يتوقف وان لا ينام الليل يصلي اه الليل كله وان يقرأ القرآن فيختمه كل ثلاثة ايام فقال بلى قال فلا تفعل فانك اذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس اي ان هذا يوجد عند العبد مع الوقت والاستمرار اه السآمة والتعب وآآ الجهد وربما يتسبب في الانقطاع عن هذا العمل والتوقف عن اه الاستمرار فيه ولهذا جاء في الحديث عليكم من العمل ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا لا يكثر الانسان على نفسه الاعمال الى ان اه تكثر عليه مع اه مرور الايام فيحدث عنده شيء من السآمة والملل ثم ربما ايضا يتسبب في التوقف عن اه العمل والانقطاع فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تفعل ثم امره بصيام ثلاثة ايام من كل شهر امره بصيام ثلاثة ايام من كل شهر فقال اني اطيق اكثر من ذلك. فانتهى به الى صوم يوم وفطر يوم انتهى به الى صوم يوم وفطر يوم وهذا الذي ارشد اليه صيام ثلاثة ايام من كل شهر هذا عمل عظيم جدا اذا الله وفق له العبد عمله عظيم لان من صام ثلاثة ايام من كل شهر كأنما صام الدهر وهذا فظل الله سبحانه وتعالى. الحسنة بعشر امثالها الحسنة بعشر امثالها فاذا صام ثلاثة ايام من كل شهر فكانما صام آآ الدهر فكان يطلب المزيد اه اه في في العمل ويقول اني اطيق اكثر من ذلك فانتهى به الى صوم يوم وفطر يوم فقال اني اطيق اكثر من ذلك قال لا افضل من ذلك قال لا افضل من ذلك وقال افضل الصيام صيام داوود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر اذا لاقى. وافضل القيام قيام داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه. يقسم الليل الى اه ستة اقسام الثلاثة الاقسام الاول وهي نصف الليل ينام ينام وهذا فيه تنبيه الى امر مهم في هذا الباب وهو ان قيام الليل يحتاج الى نوم مبكر يحتاج الى نوم مبكر من اول الليل ينام اما الواقع المعاصر الان لدى كثير من الناس وايضا عند كثير من طلبة العلم السهر السهر بعد العشا والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السهر بعد هداة الليل كان يكره الحديث بعد صلاة العشاء لماذا؟ لما يترتب على ذلك من اه اظعاف للانسان عن اه تحصيل هذا الخير العظيم وادراك هذا الخير العظيم. ولهذا لاحظ قال ينام نصف الليل اي الاول يقسم الليل الى ثلاث اقسام النصف الاول وهو ثلاث اسداس الليل ينامه اذا من يسهر الثلاثة الاسداس الاول من الليل؟ ماذا يحدث والغالب على كثير من الناس انه يسهر الثلاث الاسداس الاول من الليل ثلاث الاسلاس الاول من الليل يسهرها. ما ينام الا بعد مضي الثلاث الاسداس من الليل. ماذا يحدث لهذا الذي سهر الثلاث الاسداس من الليل يقال في حق هذا عسى ان تسلم له صلاة الفجر اما قيام الليل ففي خبر كان عسى ان تسلم له صلاة الفجر ولهذا ان اتاها يأتي مثقلا اذا اتى لصلاة الفجر يأتي مثقلا ويفوت ايظا كثير من هؤلاء نافلة الفجر التي هي خير من الدنيا وما فيها كما صح بذلك الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه وربما انه ايضا يتمادى ولا يأتي الا في اخر الصلاة ويصلي ما فاته من الصلوات بشكل سريع ثم يرجع الى اه النوم قال ينام نصف الليل ثلاث الاسداس الاول من الليل ينامها ويقوم ثلثه يعني يقوم آآ السدسين الرابع والخامس السدس الاول والثاني والثالثة ينامه ينامها والرابع والخامس يقومه ثم ينام السدس الاخير من الليل ثم ينام السدس الاخير من الليل والنوم للسدس الاخير من الليل فيه فوائد منها النشاط العظيم لصلاة الفجر التي هي فريضة فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده. فبعد هذا القيام الذي استغرق سدسي الليل ينام سدسا يريح بدنه حتى يقوم لصلاة الفجر بقوة ونشاط قال وامره ان يقرأ القرآن في سبع والصحابة رضي الله عنهم كان هذا هدي في قراءة القرآن يحزبونه اه سبعة اه اه احزاب بحيث يختمونه كل سبعة ايام بحيث يختمونه كل سبعة ايام ثلاثا خمسا سبعا تسعا آآ احدى عشر ثلاثة عشر مثل ما جاء تقسيمهم كذلك يعني ثلاثا ثلاث سور ثلاثة سور ثم خمس سور ثم سبع سور وهكذا نعم قال رحمه الله ولما كانت هذه العبادات هي المعروفة قال قال في حديث الخوارج الذي في الصحيحين يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم. يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فذكر اجتهادهم بالصلاة والصيام والقراءة وانهم يغلون في ذلك حتى حتى تحقروا صحابة عبادتهم في جنب عبادة هؤلاء. نعم آآ ايضا هذا الحديث الحديث الذي ذكر به النبي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم حال الخوارج ذاما لهم فيه هذه العبادات الثلاث قال يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم. فذكر هذه العبادات الثلاثة التي هي اصول العبادات. الصلاة والصيام وقراءة القرآن هذه العبادات الثلاث هي اصول العبادات كما نبه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد اجتمعت في اكثر من حديث منها حديث عبد الله ابن المتقدم ومنها هذا الحديث قال يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم اي ان تلاوتهم للقرآن بالحناجر مجردة دون فهم للقرآن ودون عقل لمعانيه وتدبر لدلالاته يقرأون حروفه ولا يقيمون حدوده يقرأون الفاظه ولا يفهمون معانيه يقرأونه ولا يحكمونه ولا يعملون به يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية اي يخرجون من الدين وظرب على ذلك مثالا كما يمرق السهم من الرمية اي يخترقها فيدخل من جهة ويخرج من الجهة الاخرى قال فذكر اجتهادا بالصلاة والصيام والقراءة وهذه اصول العبادات وانهم يغلون في ذلك حتى تحقر الصحابة عبادتهم في جنب عبادة هؤلاء حتى تحقر الصحابة عبادتهم في جنب عبادة هؤلاء اجتهادا آآ منهم اه مصحوبا بغلو مثل ما نبه رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله وهؤلاء غلوا في العبادات بلا فقه فآل الامر بهم الى البدعة فقال يمرقون من يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية اينما وجدتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة انهم قد استحلوا دماء المسلمين وكفروا من خالفهم وجاءت فيهم الاحاديث الصحيحة. قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله قال صح فيهم الحديث من عشرة اوجه. وقد اخرجها مسلم وقد اخرجها مسلم في صحيحه. واخرج البخاري قطعة منها. نعم عن اه هؤلاء الخوارج خلوا غلوا في العبادات بلا فقه غلوا في العبادات بلا فقه وهذا فيه تنبيه الى ان العبد يحتاج في باب العبادات الى فقه ان يفقه شرع الله وما اذن الله سبحانه وتعالى لعباده ان يعملوه وان يقوموا به من العبادات لابد من فقه لانه ان لم يكن عنده فقه جنح به جهله الى ممارسة لاعمال لم يشرعها الله سبحانه وتعالى ولم يأذن لعباده بها. ولهذا ال الامر بهؤلاء الى البدعة تعالى الامر بهم الى البدعة مع انهم عندهم اجتهاد في هذه الاصول اصول العبادات الصلاة والصيام وقراءة القرآن عندهم اجتهاد في في هذه العبادات ولما كان عملهم بلا فقه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم اي لا يفقهون ولا يعقلون المعاني ال بهم الامر الى البدعة الا بهم الامر الى البدعة ولهذا قال يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. اينما وجدتموه قلوهم فانا في قتلهم اجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة. انظر كيف كان اه حال هؤلاء في المروق من اه الدين وانهم استحقوا باعمالهم الشنيعة القتل استحقوا باعمالهم الشنيعة القتل حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من قتلهم له اجر عظيم يوم اه القيامة قال فانهم قد استحلوا دماء المسلمين وكفروا من خالفهم وجاءت فيهم الاحاديث الصحيحة عن اه النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرا منهم وذما لحالهم وبيانا لسوء فعالهم. نعم قال رحمه الله ثم هذه الاجناس الثلاثة مشروعة ولكن يبقى الكلام في القدر المشروع منها وله صنف كتاب الاقتصاد في وقال ابي ابن كعب وغيره اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة والكلام في والكلام في سرد الصوم وصيام الدهر سوى يومي العيدين وايام التشريق وقيام جميع وقيام جميع هل هو مستحب؟ كما ذهب الى ذلك طائفة من الفقهاء والصوفية والعباد او هو مكروه كما دلت عليه السنة وان كان جائزا. لكن صوم يوم وفطر يوم افضل. وقيام ثلث الليل افضل ببسطه موضع موضع اخر. قال رحمه الله ثم هذه الاجناس الثلاثة ثم هذه الاجناس الثلاثة مشروعة التي هي الصلاة والصيام وقراءة القرآن ولكن يبقى الكلام في القدر المشروع منها ما القدر المشروع من هذه الاعمال الثلاثة الصيام الصلاة وقراءة القرآن يبقى الكلام في القدر المشروع منها وله صنف كتاب الاقتصاد في العبادة لا يشير الى كتاب بعينه ولكن مصنفات لاهل العلم حول هذا المظمون حول هذا المعنى اه الاقتصاد في العبادة. وقال ابي ابن كعب وغيره اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة اقتصاد في سنة ان يأتي بعمل اه مقتصد من السنن الثابتة وان قلت هذه الاعمال خير له من ان يجتهد بان يأتي باعمال كثيرة وعبادات عديدة لكنها في امور محدثة وبدع ما انزل الله تبارك وتعالى بها اه من سلطان قال اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة وهذه كلمة عظيمة جدا في باب العبادات وفقها قليل من العمل يوافق السنة خير من كثير من العمل لا يوافق السنة لماذا؟ لان ما ما لا يوافق هدي النبي عليه الصلاة والسلام مردود على العامل كما قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا اه ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه نعم. قال رحمه الله اذ المقصود هنا الكلام في اجناس عبادات غير مشروعة حدثت في المتأخرين كالخلوات فانها تشتبه تشتبه بالاعتكاف الشرعي والاعتكاف الشرعي في المساجد. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله هو واصحابه من العبادات الشرعية والان دخل رحمه الله تعالى بعد هذه المقدمة ان اصول العبادات هي الصوم والصيام وقراءة القرآن يقول لكن هناك عبادات آآ مثل الخلوات عبادات مثل الخلوات حدثت في المتأخرين هذه تشبه تشتبه بالاعتكاف الشرعي تشتبه بالاعتكاف الشرعي والاعتكاف الشرعي في المساجد كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم. لكن الخلوات لها اه طريقة اخرى واسلوب اخر فاحدثت لها اماكن واحدثت لها صفات واحدثت لها امور وترتب عليها ايضا اه مفاسد وشرور عظيمة جدا فهذا دخول من شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فيما يتعلق بهذه اه الخلوات ولعلنا نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان آآ ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اه انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل واحب ان انبه ان الدورة يعني ما كانت ما كنت متذكرا لها واعتذر عن التأخير ولم اذكر بها البارحة ليلا او وجزاه الله خير احد الاخوة جاءني في البيت ودعاني قال الطلاب مجتمعين وفي المسجد وذكرني كان الاصل ان اذكر ليلا حتى يعني حتى ما جئت معي لا بكتاب ولا اخذت كتاب الاخوان او مذكرة الاخوان فكل هذا اعتذر عنه وهو غير مقصود لكن نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين