بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اما بعد فبين ان معاشر الاخوة الكرام رسالة قيمة ومؤلف نافع للامام العلامة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهي رسالة كتبها رحمه الله نصحا لعباد الله جل وعلا في باب عظيم من ابواب هذا الدين في امر عظيم دعت اليه شريعة الاسلام. جاء الامر به في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعند غلبة الاهواء ونسوب الفتن تضيع لدى كثير من الناس العناية بالسنن والهدي المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيحتاج المقام بين وقت واخر الى الذكرى والتبكير والله سبحانه وتعالى يقول وذكر فان الذكر تنفع المؤمنين على ان الفتن عند نسوبها وكثرتها قد يصاب بعض الناس بالاعراض عن السنن فتعرض عليه الآيات البينات من كلام الله والاحاديث الواضحات من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرفع بها رأسا ولا يقيم لها وزنا لغلبة الاهواء ولهذا يحتاج المقام من كل مسلم ناصح لنفسه ان يروض نفسه على لزوم السنة والتقيد بها وتقديمها على الاهواء والاراء واقوال الناس وحظوظ النفس ونحو ذلك ليتحقق او لتتحقق له بذلك السعادة في الدنيا والاخرة وليسلم بذلك من الزلل وهذا الكتاب المبارك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تحدث فيه عن اصل مقرر لدى اهل السنة كاصل من الاصول التي لا قيام لمصالح الناس الدينية والدنيوية الا بها فان امر المسلمين لا ينتظم الا باجتماع ولا اجتماع الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة فهي امور اخذ بعضها ببعض وقائم بعضها على بعض فاذا ضيعت ضاعت المصالح الدينية والدنيوية وعم الفساد وانتشر الشر وضعفت الشوكة وتسلط الاعداء ولهذا ينبغي ان تعظم السنة وان يعظم هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان تكون حال المسلم مع ما يسمعه ويبلغه من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون مع ذلك المأثور معظما ممتثلا منقادا فمن الله تبارك وتعالى الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم ولا يكون الاسلام الا بالاستسلام والانقياد ل امر الله جل في علاه وامر رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذه القاعدة التي الفها رحمه الله هي قاعدة مختصرة في طاعة الله وطاعة رسوله واولي الامر عملا بقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم اما طاعة الله سبحانه وتعالى فهو الرب الامر الناهي الذي يحكم في عباده بما يريد ويسرع ما يشاء فالامر امره والشرع شرعه والحكم حكمه جل في علاه ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله واما الرسول عليه الصلاة والسلام فهو المبلغ عن الله الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فطاعته صلى الله عليه وسلم من طاعة الله ومن يطع ومن يطع الرسول فقد اطاع الله واما اولوا واما اولو الامر فلان الله سبحانه وتعالى امر بطاعتهم وامر بطاعتهم رسوله صلى الله عليه وسلم والطاعة التي لهم والتي جاء الامر بها في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام هي الطاعة في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولعل هذا والله تعالى اعلم السر في حذف الفعل قال اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ولم يقل واطيعوا قال واولي الامر منكم لان لان لهم طاعة امر الله سبحانه وتعالى لكن ليست طاعة مطلقة في كل امر وانما الطاعة لهم فيما ليس بمعصية فاذا امروا معصية لله سبحانه وتعالى فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق الحاصل ان هذه الرسالة رسالة نافعة مع اختصارها في بابها احسن فيها البيان والنصح ونسأل الله جل وعلا الذي يسر لنا هذا المجلس لمذاكرتها ان ينفعنا سبحانه وتعالى بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى في قاعدة له مختصرة في وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وولاة الامور الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ونشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد فهذه قاعدة مختصرة في وجوب طاعة الله ورسوله في كل حال على كل احد وان ما امر الله به ورسوله من طاعة الله وولاة الامور ومناصحتهم واجب وغير ذلك من الواجبات قال الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم به. ان الله كان سميعا بصيرا وقال وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا فامر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله واولي الامر منهم. كما امرهم ان يؤدوا الامانات الى اهلها. واذا حكموا بين الناس من يحكم بالعدل وامرهم اذا تنازعوا في شيء ان يردوه الى الله والرسول قال العلماء الرد الى الله هو الرد الى كتابه. والرد الى الرسول بعد موته هو الرد الى سنته قال الله تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم. فهدى الله هم الذين امنوا لما لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فجعل الله الكتاب الذي الذي انزله هو الذي يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وفي صحيح مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام يصلي بالليل يقول اللهم جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم بدأ رحمه الله تعالى هذه الرسالة بهذا الحمد والثناء على الله تبارك وتعالى المعروف عند اهل العلم بخطبة الحاجة وهي خطبة مأثورة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكثيرا ما يستهل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عددا من كتبه بهذه الخطبة وتضمنت هذه الخطبة من قواعد الدين واصول من قواعد الدين واصوله تعظيم الله تبارك وتعالى والثناء عليه وتمجيده جل في علاه وحسن الالتجاء اليه تبارك وتعالى ما يدل على عظم شأن هذه الخطبة وجلالة قدرها ورفيع شأنها حتى انها كانت سببا في دخول قومي ضماد الازدي رضي الله عنه الاسلام بان سمع هذه الخطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت سببا لدخوله ودخول قومه الاسلام بسماعه هذه القبة العظيمة فكان كثيرا ما يستهل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مؤلفاته بها ثم شرع في تقرير ما اراده الله في هذه الرسالة من وجوب طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واولي الامر واخذ يسوق رحمه الله الدلائل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقرر الاصل ثم ساق ادلته وهذه الطريقة لا تعرف الا عند اهل السنة فان عقيدتهم ودينهم قائم على الكتاب والسنة نعتقد كذا لقول الله كذا ونؤمن بكذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا. فالدين عندهم قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فقرر رحمه الله تعالى هذا الاصل العظيم وهو ما امر الله جل وعلا به من طاعة ولاة الامر ومناصحتهم وان ذلك واجب ديني محتم امر الله به وامر به رسوله عليه الصلاة والسلام ثم اخذ يسوق الدلائل على ذلك فاورد قول الله عز وجل ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا هاتان ايتان متواليتان في سورة النساء ولهذا لعل الفصل بين الاولى والثانية وقال تعالى من بعض النساخ والا لا حاجة الى هذا الفصل والاية الاولى من هاتين الايتين تتعلق بالولاة والامر والاية الثانية تتعلق بالرعية الاية الاولى تتعلق بالولاة من كان قائما على ولاية عامة او خاصة والاية الثانية تتعلق بالرعية فالاولى في بيان واجب الولاة والثانية في واجب الرعية ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض كتبه قال قال العلماء نزلت الاية الاولى في ولاة الامور ونزلت الاية الثانية في الرعية نزلت الاية الاولى لولاة الامور اي في الواجب على ولاة الامور ونزلت الاية الثانية في اي فيما يجب على الرعية اما ما يتعلق الواجب على ولاة الامر فان الله جل وعلا يقول ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها وقد جاء في سبب نزول هذه الاية ان العباس عم النبي عليه الصلاة والسلام طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعطيه استدانة استدانة البيت ليكون عنده استقاية استقاية الحاج واستدانة البيت فنزل قول الله عز وجل ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. تؤدوا الامانات الى اهلها فعلم من سبب ان نزول لهذه الاية الكريمة ان مما تتناوله الامانة والامر بتأديتها الى اهلها امر الولاية واعطاء كل ذي حق حقه والعبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب ولهذا كما قرر العلماء رحمهم الله تعالى ان الاية بعمومها ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها تتناول بعمومها جميع الواجبات الدينية جميع الواجبات الدينية في حقوق الله جل وعلا وحقوق العباد في حقوق الله تبارك وتعالى وحقوق العباد تتناول ذلك تتناول الآية ذلك بعمومها. ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل والحكم بالعدل انما يكون في الحكم فيهم بشرع الله وبما جاء عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلوات الله وسلامه عليه ان الله يأمر بالعدل فالحكم فيهم بالعدل هو الحكم فيهم بشرع الله بما جاء عنه في كتابه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ولهذا قال جل وعلا ان الله نعمنا يعظكم به ان الله لعبنا يعظكم به وهذا مدح لشرعه واوامره وعظاته جل في علاه بوحيه المنزل ان الله نعم ما يعظكم به هذا ثناء على ما وعد الله سبحانه وتعالى عباده به مما جاء في وحيه جل وعلا المنزل ان الله نعمنا يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا وقد جاء في سنن ابي داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الاية الى قوله ان الله كان سميعا بصيرا وضع ابهامه عليه الصلاة والسلام على اذنه والسبابة على عينه وضع افهامه على اذنه والسبابة على عينه قال العلماء رحمهم الله تعالى فعل ذلك تأكيدا للوصف ان الله سميع بسمعه يليق بجلاله وكماله بصير ببصر يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وختم الاية بهذين الاسمين فيه التنبيه تنبيه العباد بان الله جل وعلا سميع لاقوالهم بصير باعمالهم لا تخفى عليه منهم خافية فيثيب تبارك وتعالى المحسن باحسانه والمسيء باساءته ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ونسي الذين احسنوا بالحسنى ثم قال جل وعلا فالآية التي تلي هذه الاية قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فامر عز وجل بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الطاعة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام تتناول طاعته سبحانه فيما امر بامتثاله وطاعته فيما نهى عنه بالانتهاء عنه فالطاعة لله والطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم في الاوامر والنواهي فالاوامر بامتثالها والنواهي بالانتهاء عنها والبعد عن الوقوع فيها اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم اي واطيعوا اولي الامر منكم لكنه لما لم يأتي في السياق اعادة الفعل اطيعوا قال اطيعوا الله لان الله سبحانه وتعالى الامر الناهي واطيعوا الرسول لان الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله وما على الرسول الا البلاغ واولي الامر منكم لم يعد الفعل لم يقل واطيعوا اولي الامر منكم ففيه الامر بالطاعة لولاة الامر لكن عدم اعادة الفعل اطيعوا فيه التنبيه ان الطاعة المطلقة انما هي لله الامر الناهي وللرسول عليه الصلاة والسلام المبلغ عن الله الذي طاعته انما هي من طاعة الله سبحانه وتعالى واما ولاة الامر فلهم طاعة امر الله سبحانه وتعالى بها ولكنها في حدود المعروف في حدود المعروف كما قال عليه الصلاة والسلام انما الطاعة في المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولهذا قال العلماء ان حذف الفعل حذف الفعل اي اطيعوا فيه التنبيه على هذا الامر في التنبيه على هذا الامر وهو ان الطاعة التي لهم ليست طاعة مطلقة وانما هي طاعة بالمعروف فاذا امروا بمعصية الله سبحانه فلا طاعة للمخلوق في معصية الخالق وقوله جل وعلا واولي الامر قوله واولي الامر يتناول كما بين اهل العلم العلماء والامراء يتناول العلماء والامرا وقد نص الامام احمد وغيره من اهل العلم على تناول الآية للصنفين ل العلماء اهل بصيرة بشرع الله تبارك وتعالى والدراية بشرعه اهل الفقه في الدين والبصيرة بشرع رب العالمين والامرا الذين لهم الولاية وبيدهم السلطة فالاية تتناول كما نص اهل العلم الصنفين الولاة والعلماء. في قوله واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء ان حصل نزاع في شيء اختلاف في امر من الامور سواء في اصول الدين او في فروعه فالرد انما يكون الى الله والى رسول الله صلى الله عليه وسلم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول اما الرد الى الله فبالرد الى كتابه واما الرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته فهو الرد الى سنته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ان كنتم تؤمنون بالله ربا خالقا معبودا مقصودا ملتجأا اليه واليوم الاخر اي يوم الجزاء والحساب وكثير ما يأتي ذكر الايمان بهذين الاصلين العظيمين. الايمان بالله والايمان باليوم الاخر في مقام الترغيب ومقام الترهيب في كثير من نصوص الكتاب والسنة اما الايمان بالله فباعتبار انه هو المقصود المعبود المتقرب اليه سبحانه وتعالى بالعمل واما الايمان باليوم الاخر لان اليوم الاخر هو يوم الجزاء اليوم الاخر هو يوم الحساب يوم الوقوف بين بيدي الله تبارك وتعالى ان كنتم تؤمنون بالله ربا خالقا معبودا مقصودا ملتجما اليه واليوم الاخر الذي تقفون فيه بين يدي الله تبارك وتعالى ويجازيكم على اعمالكم في هذه الحياة ذلك اي الرد الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم خير اي للناس في صلاح دنياهم واخراهم واحسن تأويل اي احسنوا عاقبة ومآلا ومثوبة يوم يلقى العبد ربه جل في علاه قال شيخ الاسلام رحمه الله فامر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله واولي الامر واولي الامر منهم كما امرهم ان يؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكموا بين الناس ان يحكموا بالعدل وامرهم اذا تنازعوا في شيء ان يردوه الى الله والرسول تلخيص لمضمون الايتين قال رحمه الله قال العلماء الرد الى الله هو الرد الى كتابه والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته هو الرد الى سنته هو الرد الى سنته ثم ساق اية اخرى رحمه الله تعالى في بيان وجوب التحاكم الى كلام الله وحيه وتنزيله جل في علاه قال قال الله تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين كان الناس امة واحدة على ماذا كان الناس على كان الناس امة واحدة اي على الايمان والتوحيد باصح القولين في معنى الاية كان الناس امة واحدة اي على الايمان والتوحيد ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كان بين نوح وادم عشرة قرون كان بين نوح وادم عشرة قرون كلهم على شريعة الحق كلهم على شريعة الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين فاختلفوا فبعث الله النبيين ومبشرين ومنذرين فكان الناس امة واحدة اي على سريعة الحق على الايمان بالله وتوحيده واخلاص الدين له سبحانه وتعالى فاختلفوا اختلفوا اي صاروا فريقين فريق على سريعة الحظ على التوحيد وفريق كفر بالله واعرض عن دين الله سبحانه وتعالى. فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين قال كان الناس امة واحدة فبعث الله كان الناس امة واحدة اي على الحق والهدى ثم وقع الخلاف اختلفوا فبعث الله النبيين مبكرين ومنذرين مبشرين بالجنة من اطاع الله ووحده واخلص الدين له ومنذرين من النار لمن عصى الله وخالف شرعه وعرض عن هداه فبعث الله النبيين مبكين ومنذرين وانزل معهم الكتاب وانزل معهم الكتاب بالحق اي انزل مع انبيائه ورسله الكرام وحيه تبارك وتعالى قال وانزل معهم الكتاب بالحق وهذا فيه ان وحي الله تبارك وتعالى وتنزيله كله حق ومعنى وصي بانه حق اي ان اخباره كلها صدق واوامره كلها عدل احق اي اي صدق في الاخبار وعدل في الاوامر والنواهي صدق في الاخبار وعزل في الاوامر والنواهي كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد قال وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه يقول رحمه الله تعالى بعد سياقه للاية بتمامها فجعل الله الكتاب الذي انزله هو الذي يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه فالله انزل الكتاب فيصلا بين الناس في خصوماتهم وحاكما بينهم فاذا تحاكموا الى كتاب الله تبارك وتعالى هدوا الى صراط مستقيم واذا لم يتحاكموا الى كتاب الله جل وعلا ظلوا عن السوائل السبيل ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ما سبب الخلاف الذي بين الناس مع وجود الحق والهدى بينهم ترى بينهم كتاب الله وهم مختلفين وتراهم مختلفين يقول جل وعلا وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات اي قامت الحجة بنزول الوحي وبيان الاحكام البينات الواضحات بسبب ماذا قال بغيا بينهم اي الذي حملهم على ذلك البغي الذي حملهم على ذلك البغي ما يكون بينهم من بغي بعضهم على بعض وتجاوز حدود الله تبارك وتعالى وتفلتهم من الشرع المنزل باتباع الاهواء واتباع الاراء والسير مع حظوظ النفس وميولاتها قال جل وعلا وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه وهذا فيه ان الهداية منة الهية وتوفيق رباني يهدي من يشاء وقوله باذني اي الكون القدري لان الابن المضاف الى الله تبارك وتعالى تارة يراد به الاذن الكون القدري وتارة يراد به الابل الشرعي الديني وقد مر معنا في مجلسنا هذا اية كريمة فيها ذكر للاذن مضافا الى الله تبارك وتعالى ومرادا به الابن الشرعي. ما هي الاية احسنت ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ما لم يأذن به الله الاذن هنا الشرعي الاذن المراد به الاذن الشرعي واما الاذن في الاتي في هذه الاية الكريمة باذنه اي الكون القدر فالهداية منة الهية ومنحة ربانية يهدي تبارك وتعالى من يشاء يمن بالهداية على من يشاء ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما شكى منكم من احد ابدا قال جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفستوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء بل الله يزكي من يشاء قال فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم نسأل الله الكريم بمنه وكرمه ان يهدينا اليه اجمعين صراطا مستقيما وسؤال الله تبارك وتعالى الهداية الى صراطه المستقيم هذا هو اعظم المطالب واجلها على الاطلاق يقول ابن تيمية رحمه الله تأملت في اعظم الدعاء فوجدته في سؤال الله الهداية وجدته في قول الله اهدنا الصراط المستقيم ومما يدلك على عظم هذه الدعوة ان الله سبحانه وتعالى افترضها على العباد افترض ما عليهم في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في كل ركعة من كل صلاة تدعو في كل ركعة من كل صلاة بهذه الدعوة المباركة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام يصلي بالليل كان اذا قام يصلي بالليل يقول اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم يقول ابن القيم رحمه الله بكتابه اعلام الموقعين وكان شيخنا يعني ابن تيمية كثير الدعاء بهذه الدعوة كان شيخنا كثير الدعاء بهذه الدعوة وكما انه رحمه الله تعالى كثير الدعاء بها فانه كذلك كان كثير الوصية بهذه الدعوة ولهذا تجد في في مواضع كثيرة من كتبه حتى لو استعملت الحاسب الآلي في موسوعة كتب ابن تيمية وكتبت هذه الدعوة تجد انها تتكرر في مواضع كثيرة من كتبه رحمه الله موصيا بها وحاثا على العناية بها وهي دعوة عظيمة مباركة ولا سيما اذا وفقك الله جل وعلا للدعاء بها في جوف الليل مستفتحا بها صلاتك كما كان نبينا صلوات الله وسلامه عليه يفعل وهي دعوة عظيمة مباركة فيها توسلات الى الله جل وعلا التجاء اليه ان يهدي عبده وان يبصره بالحق والهدى وان يعيذه من الزيغ والزلل فالامور التي يختلف فيها الناس ويشتبه فيها الحق بالباطل والهدى بالضلال ففي مثل ذلك ينبغي على العبد ان يفوض امره الى الله وان يعظم التجائه اليه جل في علاه ولا يخوض غمار الامور يقتحم ابواب الفتن ويخاطر بنفسه ويخاطر بدينه بل عليه ان يلجأ الى الله ويلح على الله ويسأل الله تبارك وتعالى ان يهديه وان يبصر وان يرشد فالهداية بيد الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم قال كان اذا قام يصلي بالليل يقول اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل خص هؤلاء الملائكة الثلاثة بالتوسل الى الله سبحانه وتعالى بربوبيته لهم خص هؤلاء الثلاثة لربوبية الله تبارك وتعالى لهم لان كل ملك من هؤلاء الملائكة الثلاثة موكول بجانب من جوانب الحياة والمطلوب في هذه الدعوة ما هو حياة القلب بالهداية هذا هو المطلوب ان يحيا قلبك بالهداية بنزوم صراط الله المستقيم فبدأ هذا المطلب العظيم وهو سؤال الله تبارك وتعالى الهداية بالتوسل الى الله بربوبيته لجبريل وميكائيل واسرافيل اما جبريل فهو الموكل بالوحي نزل به الروح الامين ومن اسماء جبريل الروح لانه ينزل بالوحي وسمي روحا سمي جبريل روحا لانه ينزل بالوحي وسمي الوحي روحا لان به حياة القلوب. وصلاح العباد اومن كان ميتا فحيناه يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم كحياة القلوب انما هو بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب وميكائيل موكل بالقطر وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الحيوان والنبات وجعلنا من الماء كل شيء حي واسرافيل موكل بالنثر والصور واسرافيل موكل بالنفخ في الصور واذا نفخ في الصور عادت الحياة وقام الناس لرب العالمين ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون فتوسل الى الله جل وعلا اولا بروبيته لجبريل وميكائيل واسرافيل ثم توسل اليه بانه سبحانه وتعالى فاطر السماوات والارض الفاطرة السماوات والارض اي مبدعهما فطر السماوات اي مبدع السماوات والارض وخالقهما من العدم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة وهذا توسل الى الله تبارك وتعالى بعلمه الواسع المحيط وبعلمه الذي وسع كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما طريق التوسل الى الله تبارك وتعالى بعلمه الذي وسع كل شيء عالم الغيب والشهادة الغيب والشهادة هذا بالنسبة لنا بالنسبة لنا هناك امور شهادة اي نراها ونشاهدها وهناك امور غيب والله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة هذا بالنسبة لنا. اما بالنسبة له جل وعلا فالغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه خافية فقوله عالم الغيب والشهادة اي بالنسبة لنا نحن في امور شهادة نراها وامور غيب لا نراها. والله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة عالم الغيب والشهادة اي عالم بما نراه ونشاهده وعالم بما هو غائب عنا لا نراه ولا نشاهده احاط علمه بكل شيء احاط علمه تبارك وتعالى بكل شيء احاط كل بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا. لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء ثم توسل اخر الى الله بانه يحكم بين العباد فيما كانوا فيه يختلفون. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون فبعد هذه الوسائل عظيمة والالتجاءات العظيمة الى الله وهذا فيه تأديب هذا الدعاء فيه تأديب للعباد كما هو الشام في الدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتربية ان يجعلوا بين مطلوبهم وسائل واعظم الوسائل التي يتوسل بها الى الله تبارك وتعالى اسماءه الحسنى وصفاته العليا قال قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوه فله الاسماء فله الاسماء الحسنى اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك ما المراد بالاذن هنا الكوني القدري المراد بالاذن الكوني القدري فاهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك اي بمشيئتك بارادتك الكونية القدرية انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون انك تهدي من تشاءوا الى صراط مستقيم انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم اي ان الهداية بيد الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء واما المخلوق مهما عظم شأنه وعلت مكانته لا يستطيع لا يملك هداية لاحد ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما اكثر الناس ولو حرصت بالمؤمنين ولو حرصت على هدايتهم الهداية بيد الله الهداية بيد الله انك لا تهدي من احببته اي احببت هدايته ولكن الله يهديه من يشاء فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى والمراد آآ الهداية هنا اي هداية التوفيق بداية شرح الصدر لقبول الحق اما هداية الدلالة والبيان فان الله سبحانه وتعالى قال آآ لنبيه وانك لتهدي الى صراط مستقيم وانك لتهدي الى صراط مستقيم قولان وانك لتهدي الى صراط مستقيم لا يتنافى مع قوله انك لا تهدي من احببت لان الهداية المثبتة له غير الهداية المنفية عنه الهداية هدايتان هداية توفيق وهداية بيان فالمثبتة له عليه الصلاة والسلام هداية البيان والدلالة وانك لتهدي الى صراط مستقيم والهداية المنفية عنه بداية التوفيق وشرح الصدر هذا امر بيد الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء الى صراط مستقيم نعم قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة وعامتهم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم وهو من جوامع كلم نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال الدين النصيحة اي جماع الدين النصيحة جماع الدين النصيحة نظير قوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة ونظير قوله عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة هذا فيه بيان مكانة النصيحة بدين الله تبارك وتعالى والنصيحة هذه كلمة جامعة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح بوجوه الخير ارادة وفعلا يتضمن قيام الناصح للمنصوح بوجوه الخير ارادة وفعلا ارادة بصلاح القلب لا ينطوي القلب على آآ امور سيئة امور خبيثة امور فاسدة بل ليس فيه الا الصدق والوفاء والنقاء والسلامة والفعل لا يكون الا افعال حسنة واعمالا طيبة فالنصيحة كما بين اهل العلم هي قيام الناصح للمنصوح بوجوه الخير ارادة هذا يتعلق بالقلب وفعلا هذا يتعلق باللسان والجوارح باللسان والجوارح قال الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالها ثلاثا تأكيدا وبيانا لعظم شأن النصيحة من دين الله تبارك وتعالى قلنا لمن يا رسول الله قلنا لمن يا رسول الله؟ لما عظم من شأن النصيحة وبين ان الدين كله قائم على النصيحة ان الدين كله قائم على النصيحة. قيام الدين انما هو على النصيحة ادرك الصحابة رضي الله عنهم عظم شأن النصيحة ورفعة مكانتها وان دين الله قائم عليها قالوا لمن يا رسول الله لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم لله نصيحة لله تبارك وتعالى الله اكبر الله اكبر اما النصيحة لله جل وعلا فبتوحيده والايمان به واخلاص الدين له وطاعته واتباع ما امر به والانتهاء عما نهى عنه وبتعظيم شرعه جل وعلا وحيه المنزل واما النصيحة لكتاب الله وبتعظيم الكتاب وتحكيمه والتحاكم اليه وربي امور النزاع اليه والائتمار باوامره والانتهاء عن نواهيه والتصديق لاخباره فكل ذلكم من النصيحة لكتاب الله تبارك وتعالى واما النصيحة لرسوله عليه الصلاة والسلام فبمحبته محبة مقدمة على محبة النفس والوالد والولد والناس اجمعين كيف لا وهو اولى بكل مؤمن من نفسه كما قال الله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وب باتباعه ولزوم نهجه صلى الله عليه وسلم. وترسم خطاه وبطاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر صلوات الله وسلامه عليه واما النصيحة لائمة المسلمين فبطاعتهم بغير معصية الله وبارادة الخير لهم وعدم انطواء القلب على غل او حقد تجاههم وبالدعاء لهم بالصلاح والمعافاة وسيأتي عند شيخ الاسلام رحمه الله من من التقريرات والبيان ما يتعلق بهذا الموضوع واما النصيحة لعامة المسلمين تبي معاملتهم بالمعاملة الكريمة التي يحب المرء ان يعامل بها قد قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وقال عليه الصلاة والسلام ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك وهذه حقيقة النصح لعباد الله فيما يتعلق بالقلب لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وفيما يتعلق بالمعاملة ان تأتي للناس الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك هذان الحديثان يختصران ما يتعلق بالنصيحة لعامة المسلمين. ارادة وفعلا. ارادة بان تحب لهم من الخير ما تحب لنفسك وفعلا بان تأتي الى الناس الذي تحب ان يؤتى اليك ان تأتي الى الناس الذي تحب ان يؤتى اليك في كل مقام بحسبه ان كنت ابا ان كنت ابا اه او كنت ابنا واردت ان تعرف حق الوالدين عليك فقدر نفسك انك انت الاب ما الذي تحب؟ ان ان تعامل به من قبل ابنائك وهكذا في سائر الامور ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك. جماع الاخلاق ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك انظر في كل مقام ما الذي تحب ان تعامل به لو كنت انت في ذلك المقام هذا هو هذا هو حسن الخلق ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك وثمة خلاصة مفيدة منقولة عن كتاب الشيخ عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله الرياظ الناظرة تتعلق النصيحة لولاة الامور يقول رحمه الله قال رحمه الله تعالى واما النصيحة لائمة المسلمين وهم ولاتهم من السلطان الاعظم الى الامير الى القاضي الى جميع من لهم ولاية صغيرة او كبيرة فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم اعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم. وذلك باعتقاد امام والاعتراف بولايتهم ووجوب طاعتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم وحث الرعية على طاعتهم ولزوم امرهم الذي لا يخالفه امر الله ورسوله وبذل ما يستطيع الانسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون اليه في في رعايتهم. كل احد بحسب حاله والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق فان صلاحهم صلاح لرعيتهم. واجتناب سبهم والقدح فيهم واشاعة مخالبهم فان في ذلك شرا وضررا وفسادا كبيرا. فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك. وعلى من رأى منهم ما لا يحل ان وعلى من رأى منهم ما لا ان ينبههم سرا لا علنا بنطق وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود. فان هذا مطلوب في حق كل احد اصل ولاة الامور والولاة وبالاخص ولاة الامور فان تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير. وذلك علامة الصدق والاخلاص واحذر ايها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود ان تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس فتقول لهم اني نصحتهم وقلت وقلت فان هذا عنوان الرياء وعلامة ضعف الاخلاص. وفيه اضرار اخر ومعروفة نعم ويشهد ويشهد لما ذكره رحمه الله من لزوم مسارة ولي الامر بالنصيحة ما رواه ابن ابي عاصم في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اراد ان ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية. ولكن يأخذ بيده فيخلو به. فان قبل منه فذاك والا كان قد ادى الذي عليه وصححه العلامة الالباني رحمه الله تعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك