الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد نواصل القراءة في هذه الرسالة النافعة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في قاعدة له مختصرة في وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وولاة الامور نعم. وفي صحيح مسلم ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم. وفي السنن من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وزيد ابن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه الى من لم يسمعه. فرب حامل فقهه الى من هو ورب حامل فقه غير فقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم. اخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الامور ولزوم جماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من ورائهم. ويغل بالفتح هو المشهور ويغل بالفتح هو المشهور ويقال غلى صدره فظن اذا كان ذا غش وظغم وحقد. اي قلب المسلم لا يغل على هذه على هذه خصال الثلاثة وهي الثلاثة المتقدمة في قوله ان الله يرضى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم. فان الله اذا كان يرضاها لنا لم يكن قلب المؤمن الذي يحب ما يحبه الله يغل عليها يبغضها ويكرهها. فيكون فيكون في قلبه عليها غل بل يحبها قلب المؤمن ويرضاها. اورد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذه الرسالة هذا الحديث المخرج في صحيح مسلم ومسند الامام احمد رحمه الله تعالى من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرضى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وان تناصحوا من ولاه الله امركم هذا الحديث جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خصالا ثلاثة اخبر ان الله رضيها لنا والواجب على كل مسلم علم بخصال معينة ان رب العالمين رضيها له من الواجب ان يرضاها. وان تقبل عليها نفسه. وان لا يكون في نفسه شيء او حرج من شيء منها لان الله رضيها لنا. وما رضيه رب العالمين لنا كيف لا نرضاه؟ ما رضيه لنا رب العالمين كيف نرضاه كيف لا تقبل عليه نفوسنا؟ ولهذا سيأتي في الحديث الذي بعده وقد جمع فيه عليه الصلاة والسلام الخصال اه جمع فيه عليه الصلاة والسلام الخصال نفسها وقال فيه لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم. اذا كان الله رضيها لنا فكيف يظل القلب؟ ومعنى يظل ان يحقد او يبغظ او يكره اذا اين حقيقة الايمان بالله؟ والرضا بشرعه ودينه اذا كان المرء يجد في صدره شيئا من الغل او الحقد او عدم الرضا وعدم القبول من شيء رضيه الله. وقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يرظى لكم هل هذا يدل ان هذه الامور التي رظيها لنا جزء من الدين؟ جزء من الدين الدين الذي شرعه لعباده. هي داخلة في عموم قول الله سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولاجل ذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض كتبه يجب ان ان تتخذ الامارة والسمع والطاعة للامير والوالي دينا يتقرب به الى الله وتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. لان الله رضي لنا ذلك. فكيف لا نرضى ما رضيه لنا رب العالمين وخالق الخلق اجمعين وهو العليم بمصالح العباد. وما به تتحقق سعادتهم. وليس السعادة العباد فيما يرونه او تهواه نفوسهم وانما سعادتهم فيما رضيه له رضيه لهم ربهم سبحانه وتعالى. قال ان الله يرضى لكم ثلاثا. ذكر عدد الخصال وانها ثلاث في مقدمة بيانه لها حتى يضبطها المسلم حتى يضبطها المسلم. وانها خصال ثلاث كلها اجتمع فيها رضا رب العالمين رضيها للعباد. والخصال الثلاث التي ذكرت في الحديث ورظيها لنا لا الصلاح للعباد في معاشهم في دينهم الا بها. فان امور الناس لا تنتظم ولا تستقيم من حيث الدين والدنيا الا بها وبهذا يعلم ان تخلي الناس عن هذه الخصال او عن بعضها فساد لامر الدين والدنيا. ومجلبة للشرور وموجب لي نشوء الفتن. واختلال امن الناس. وذلك وذهاب راحتهم وطمأنينتهم وقرار امرهم. فهي امور عظيمة جدا تنتظم بها مصالح الناس الدينية والدنيا فلا يجوز الاستهان بها بل يجب ان يعتنى بها وان يعتقد انها من الدين. الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لعباده. ولهذا جرى عادة كثير من اهل العلم من ائمة السنة في الاجزاء المختصرة في بيان الاعتقاد ذكر السمع والطاعة في جملة لقد لان هذا امر رضيه لنا. ولهذا سيأتي معنا في الحديث الذي بعده قال لا وفي رواية له لا يعتقد عليهن قلب امرئ مسلم الا دخل الجنة. الخصال الثلاث لا يعتقد اذا هي عقيدة. وهذا لفظ النبي عليه الصلاة والسلام. قال ثلاث لا يعتقد عليهن قلب امرئ مسلم الا دخل الجنة رواه بهذا اللفظ الدارمي في السنن باسناد حسن. هي جزء من الاعتقاد. جزء من الدين مما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به مما يطلب به رضا الله. وكيف لا يطلب رضا الله بما للعباد. وكيف يطلب رضا الله سبحانه وتعالى بترك ما رضيه جل وعلا للعباد قال ان الله يرضى لكم ثلاثا. ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وهذا اوجب الواجبات واعظم الفرائض على الاطلاق. توحيد الله. واخلاص الدين له من الشرك فانه الامر الذي خلق الخلق لاجله. واوجدهم لتحقيقه وبه انزل وارسل رسله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ولقد بعثنا في كل امة رسول ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه والايات بهذا المعنى كثيرة. قال ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وهذا هو التوحيد. هذا هو التوحيد. هذا هو مدلول لا اله الا الله. نفي واثبات. الاثبات في قوله لتعبدوه والنفي في قوله ولا تشركوا به شيئا وهذا هو توحيد الله. وهذا هو معنى لا اله الا الله ان نعبد الله ولا نشرك به شيئا. ان نخلص العبادة له جل وعلا بها والا نجعل معه شريكا في شيء منها. قال ان تعبدوه. ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. اي ان تخلصوا له العبادة. معنى ان تعبدوه اي توحدوه. تفردوه ماذا؟ ولا تشركوا به شيئا اي لا تجعلوا لاي احد كائنا من كان. من ملك مقرب الرابع ونبي مرسل او غيرهما فالعبادة حق لله. لا يصرف شيء يؤمنها لاحد سواه جل وعلا. وبدأ به لانه هو الاصل الذي يبنى عليه الدين. وتقوم عليه العبادة ولا قبول لعمل من الاعمال الا به. حتى ذكر في الحديث من خصال لا تقبل من العبد الا اذا قامت اعماله على التوحيد والاخلاص لله جل وعلا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا هذا اصل الاصول والاساس الذي يقوم عليه دين الله جل في علاه وان تعتصموا بحبل الله جميعا. كما قال الله جل وعلا واعتصموا بحبل الله. وفي القرآن امر بالاعتصام بحبل الله وامرا بالاعتصام بالله. جل وعلا واعتصموا بالله هو مولاكم. فنعم المولى ونعم النصير ففي امر بالاعتصام بالله توكلا عليه واستعانة به وتفويضا للامور كلها اليه والاعتصام بحبل الله هو الاستمساك بدينه. فاجتمع في نوعي الاعتصام المأمور بهما في القرآن ما دل عليه قول الله تعالى فاعبده وتوكل وقوله اياك نعبد واياك نستعين. قوله وقوله عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله والاعتصام بالله هو صدق الالتجاء اليه والتوكل عليه والاعتماد عليه وتفويض الامور كلها اليه. ومن توكل على الله كفاه. اليس الله بكافل عدى واما الاعتصام بحبل الله فهو الاستمساك بدينه. فهو الاستمساك بدين الله وشرعه المنزل وسواء قيل حبل الله القرآن او السنة او الدين كل ذلك تتناوله الاية ويتناوله هذا الامر بالاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى. وان تعتصموا بحبل الله جميعا. ولا تفرقوا ذكر النهي عن التفرق بعد الامر بالاعتصام بحبل الله فيه دليل على ان عدم الاعتصام بحبل الله موجب للتفرق عدم الاعتصام بحبل الله موجب للتفرق. وفي هذا دليل انه لا اجتماع الا على دين الله وان الاجتماع الحقيقي والائتلاف التام موجب لسعادة الدنيا والاخرة والذي لا ينفصل لا في الدنيا ولا في الاخرة هو الاجتماع على دين الله. وشرع تبارك وتعالى. والاجتماع الذي يبقى لاهله في دنياهم واخراهم الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ان المتقين. فكل اجتماع الى افتراض الا الاجتماع الذي على دين الله وشرعه انه يبقى لاهله في الدنيا والاخرة. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا النهي عن التفرق هنا نهي عن الاختلاف في الدين. وارتكاب البدع والاهواء والضلالات الموجبة للفرقة. ولهذا قال بعض العلماء بمعنى قول النبي عليه الصلاة والسلام ولا تباغضوا قال فيه نهي عن البدعة. لانها تنجب البغظة. لانها ولهذا يقال اهل السنة والجماعة واهل البدعة والفرقة لان دين الله يجمع والبدع تفرق الاهواء تفرق اتباع اهواء النفوس يفرق الجماعة جماعة المسلمين يشتت يصلي ويفرق كلمتهم. يوجد بينهم التدابر والتعادل والتظاهر قال وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وانت ناصح من ولاه الله امركم. وان تناصحوا من الله امركم اي ان يقوم تعاملكم مع ولي الامر الذي ولاه الله تبارك وتعالى امركم الذي ولاه الله تبارك وتعالى امركم ان يكون قائما على النصيحة. والنصيحة عرفنا وقد تقدم معنا في حديث تميم الداري الدين النصيحة قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين ان النصيحة كلمة عامة تعني ارادة او ياما الناصح بالمنصوح بالخير ارادة وفعلا. قيام الناصح للمنصوح بالخير ارادة وفعلا. النصيحة لولاة الامر تنتظم امرين الاول يتعلق بالقلب. فلا يكون القلب منطوي على غل وحقد وحسد ان يبطن الشر والخبث والكيد والمكر على الفساد والنصيحة بالفعل والقول بالسمع والطاعة وعدم الافتيات على ولي الامر عدم نزع اليد من ها؟ وما يندرج تحت ذلك من امور كلها داخلة. مثل الدعاء لولي الامر صلاح والمعافاة هذا من نصيحتي له. الان لو قيل شخص يدعو لولي امره ان يصلحه الله. يدعو لولي امره ان يصلحه الله اللهم اصلحه اللهم اهده اللهم دله على الحق. اللهم ارزقه البطانة الناصعة. الى غير ذلك من دعوات وشخص يدعو عليه. يدعو عليه بالشر والسوء. باللعن يدعو عليه بالاثم اي الشخصين قامت فيه النصيحة وكان من اهلها. ولهذا قال بعض السلف رحمهم الله اذا رأيتم الرجل يدعو للسلطان فاعلم ام انه صاحب سنة واذا رأيته يدعو على السلطان فاعلموا انه صاحب هوى. القلب فيه شيء. لكنه ان القلب فيه نصح لدعا له. لان السلطان في الغالب في ورطة ومسؤولية عظيمة جدا تحملها. عندها الصلاح والمعافاة يعني اذا ارتكب خطأ ليس معنى يدعى له اذا ارتكب خطأ يقال جزاه الله خيرا. نعم وقال اللهم اهده. اللهم اصلحه. اللهم ارزقه البطانة الصالحة. اللهم وفقه للخير. الهمه الصواب. دنه على الصواب حتى ان الفضيل ابن عياض رحمه الله وهو من ائمة السلف واكابر التابعين قال كلمة عجيبة ما يقدر عليها كل احد ما تقدر عليها الا من بصره الله فقهه في دينه. قال كلمة عجيبة جدا قال لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان. يعني لو لي دعوة واحدة قيل لي هذه الدعوة مستجابة ادعو بها لمن شئت. هذه الان لو عرضت على كثير من الناس دعوا مستجابة ما يفكر الا في خاصة نفسه خاصة نفسه مما له زوجة او بيت او مصالحها الخاصة. او عافية من مرض او ذرية غالبا تفكيره في خاصة نفسه. قال لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان عبد الله بن مبارك لما سمع هذا الكلام وهذه المقولة العظيمة من الفضيل ابن عياض قال ومن يقدر على او من على هذا الا مثلك ما كل احد يجتري على هذا عبد الله المبارك لما بلغت هذه الكلمة قال لن على هذا الا مثله يعني مثلك ممن بصره الله وفقهه في الدين. حدثني احد الافاضل انه كان اذا جوار الامام ابن باز رحمه الله. هو يطوف بالبيت. يقول فسمعته في كثير من دعائه يخص ولي الامر كثير من دعائه يخص ولي الامر بالدعاء له فمن يشتري على هذا ويعنى بهذا؟ الا من بصره الله فقهه في الدين ادرك مكانة هذه الدعوة. لانك ان دعوت بها لنفسك نفعتك انت وحدك لكن اذا دعوت بها للامام هذا معنى قوله لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها اذا دعوت بها للامام فصلاح الامام صلاح للرعية صلاح الامام صلاح للرعية فمن عظيم النصح للامام ولي الامر الدعاء له معافاة بالهداية صلاة ان يدله للصواب بالبطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه قال وان تناصحوا من ولاه الله امركم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وهو في السنن من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وزيد ابن ثابت رضي الله عنه وغيرهما. لان هذا الحديث عده العلماء رحمهم الله. من الاحاديث عده العلماء من الاحاديث المتواترة عن الرسول عليه الصلاة والسلام واين قال النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث؟ قاله في الخيف من منى قاله في الخيف من منى في ايام النحر. وامامه جموع الحجيج. فسمعوا منه ولهذا رواه عنه جمع كبير من الصحابة. فهي الاحاديث التي تواترت عن الرسول الكريم عليه الصلاة هو السلام. قال نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه الى من لم يسمعه. فرب حامل فقه الى من هو افقه منه ورب حامل فقه غير فقيه. بدأ عليه الصلاة والسلام حديثه هذا بدعوة عظيمة مباركة ميمونة لكل من يعنى بالسنة. وهذه الدعوة تشمل من كانوا في زمانه وتشمل كل من يعني بالسنة حفظا وسماعا لها وفهما لمعناها وابلاغا ابلاعا الناس فانه تشمله هذه الدعوة. وتتناوله هذه الدعوة ويكون من اهلها. ولهذا يمكن ان يكون الشخص في هذا الزمان ويحظى بدعوة من النبي. عليه الصلاة والسلام ان الله وجهه دعوة من النابين عليه الصلاة والسلام ان ينظر الله وجهه ودعوته مستجابة وتحظى بهذه الدعوة اذا اتجهت لاحاديثه سماء وحفظا وفهما وابلاغا لان المراتب المطلوبة هنا والتي دل عليها دلت عليها الفاظ هذا الحديث برواية هاته اربعة مراتب السماع سماع الحديث ووعي معناه ووعاها وحفظه واستذكاره المستمر حتى لا يضيع وابلاغه للاخرين. وابلاغه للاخرين. فيكون من من اهل هذه الدعوة العظيمة كالمباركة نظر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه الى من لم يسمعه هذا فيه حث على تناقل احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يزال الناس بامس الحاجة الى تناقل احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. وان ينقلها واحدا من الى اخر حتى تنتشر بالامة. فبلغه الى من لم يسمع وكم يا غنيمة عظيمة كبيرة تحظى بها ان تبلغ انسانا حديثا عن رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لم يسمعه قبل الا منك. وينفتح له باب هداية. بسماعه لهذا الحديث الذي بلغته اياه. اوما سمعت اخي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فينتهي. ان كان على منكر يا رب. او يأتمر اذا كان مقصرا في واجب في حديث تنقله له. عن الرسول الكريم عن عليه الصلاة والسلام. وكلما سرت الاحاديث وانتشرت وتنقلت في اوساط كان ذلك موجبا للصلاح. وحسن الاستقامة على دين الله. وهدي رسوله صلوات الله وسلامه عليه هذا امر ليس بالهين. امر ليس بالهين. قال فبلغه الى من لم يسمعه؟ الى من لم يسمع؟ احيانا الذي لم يسمعه يكون في بيتك. اليس كذلك احيانا يكون في بيتك من ام او اب او اخ او اخت او خال او عم او ابن فلا يبخل الانسان لا يبخل الانسان على قرابته واهله بالخير. والان تيسر في زماننا من وسائل الاتصال ونقل المعلومات ما لم يكن متوفرا في الزمان الماضي لكن مع الاسف كثير من هذه الوسائل ووسائل الاتصال يتناقل فيها كثير من الناس الهراء وما لا خير فيه. بل نقل بعض الناس السرور والفتن ولا يعتنون بتناقل احاديث الرسول عليه الصلاة قال فبلغه الى من لم يسمعه. بلغه الى من لم يسمعه. هذا التبليغ لمن لم يسمعه من موجبات نظرة الوجه. واهل الحديث به فهما وحفظا وابلاغا لهم نصيب عظيم من هذه النظرة تدعا بها الرسول عليه الصلاة والسلام. والنظرة في الوجه البهاء والحصن والجمال والضياء تلقاهم نظرة وسرورا. النظرة في الوجه والسرور في القلب وهذه النبرة التي في الوجه هي جزاء من جنس العمل لان هؤلاء لما نهضت قلوبهم احياء السنة في الناس وفي المجتمعات حتى يكون للسنة نظارة بين الناس. لا تكن ميتة بينهم. تكون السنة بينهم نظارة وظياء ساطعة في المجتمعات. لان السنة لما تنتشر بين الناس يظيء مجتمع بالخير لان الله عز وجل انزل على نبيه صلى الله عليه وسلم نورا وضياء وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا. نهدي به من نشاء من فمن ينشر السنة ويسعى في ايصالها للناس وافادة المسلمين منها احدث بعمله هذا نظارة للسنة في مجتمعه. بدل ان كانت قبل ذلك ميتة اصبحت ظاهرة. واصبح لي اه سنة في المجتمع الذي عمل في ابلاغ الناس فيه احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام اصبح للسنة نظارة في المجتمع جوزية من جنس عمله نظارة وجهه. جزاه الله سبحانه وتعالى من جنس عمله. لما سعى في مجتمعه بنظارة السنة فبيته وفي جيرانه بين الناس جازاه الله سبحانه وتعالى من جنس عمله بنضارة وجهه ان نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها. قال سمع منا حديثا قول حديثا هذا ايضا فيه عدم عدم الاستهانة بالنقل ولو حديثا واحدا تيسر لك لا تستعين بهذا الامر. حديثين ثلاثة اقل او اكثر اجعل لنفسك حظا ونصيبا احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. فبلغه الى من لم يسمعه. فرد حامل فقه الى من هو افقه منه. رب حامل فقه الى من هو افقه منه. يعني قد يكون الانسان يحفظ احاديث ولكنه لا يفهم معانيها عاما جيدا. قد اه تكون فيها من المعاني والاستنباطات والدلائل والهدايات ولا يدرك ذلك. فربما ينقل الحديث الى عالم الى فقيه لرجل عنده بصيرة فيستنبط منه من المعاني ما لم يكن يعلمها نقل الحديث لكنه على خير. على خير عظيم في حفظه للحديث ونقله وايصاله هذا خير عظيم جدا فرب حامل فقه الى من هو افقه منه. قد تنقل حديث لعالم مثلا او لرجل فقيه قد يكون اول مرة يسمع. او سمعه مثلا ونسيه ولكنه يكون اثقل منه من الناقل. بمعناه ومدلوله. فرب حامي لفقه الى من ورب حامل فقه غير فقيه. يعني يحفظ لكنه عنده حافظة وليس عنده فهم وعلى كل هذا وذاك كلهم على خير. كلهم على خير عظيم. وآآ مطلوب اذا نقل الاحاديث والعناية بنقلها وايصالها للناس ثم قال عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم. لا يغل الغل الحسد والحقد البغضاء والكراهة فقلب المسلم لا يغل على هذه الامور الثلاثة. يعني قلب المسلم الصادق في اسلامه منشرح لهذه الامور الثلاثة كمال تمام الانسان مطمئن لها تمام الاطمئنان كيف لا وقد مر معنا ان الله رضيها لنا؟ كيف يجد في قلبه شيء فيقول عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اي لا يحمل غلا على هذه الامور. بل قلبه تجاه هذه الامور قلب سليم يتلقاها بارتياح وطمأنينة ولا يجد في صدره شيء وكيف يجد في صدره شيء على هذه الامور والله رظي بعباده. اين الاسلام وصحة الايمان وصحة الرضا ما جاء عن الله سبحانه وتعالى. ولهذا سيأتي كلام شيخ الاسلام فيما بعد قال فان الله اذا كان يرظاها لنا اذا كان الله يرظاها لنا كما في الحديث الاول لم يكن قبل المؤمن الذي ليحب ما يحبه الله يغل عليها. كيف يغل عليها؟ والله رضي له لعباده قال ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل لله. اخلاص العمل لله. ان تكون اعماله كلها خالصة لله. لا يرتغي بها الا وجه الله سبحانه وتعالى والاخلاص في العمل هو ان يؤتى بالعمل صافيا نقيا لا يراد لا يراد به الا الله لا عن ربه الا الى الله سبحانه وتعالى. والله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا اذا كان خالصا لوجهه. في الحديث القدسي يقول والله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه لن يقبل منه سبحانه وتعالى عمله. قال اخلاص العمل لله والمناصحة ولاة الامور. اي ان يكون التعامل مع ولي الامر قائم على النصيحة. ومن النصيحة لولي الامر السمع والطاعة له بالمعروف. وعدم الافتيات عليه وعدم الخروج عليه. و سلامة الصدر تجاه من حسد او غل وانما يكون صدره مهيم يريد له الصلاح يريده المعافاة يريد له الخير وكل من مقتضى النصيحة ومناصحة ولاة الامور ولزوم جماعة المسلمين جماعة المسلمين وهذا فيه الحذر من التفرق وموجبات الفرقة قال فان دعوتهم تحيط من ورائهم دعوتهم هي دعوة الاسلام. وقوله تحيط من ورائهم سبها هذه دعوة الاسلام بالسياج المحيط بالمسلمين. فيبقى المطلوب من المسلم ان يبقى داخل هذا السياج فان دعوتهم تحيط من ورائهم كأن الاسلام محيط بهم مثل السياج. وهم في داخله ويتناول في عمومه ان دعوتهم آآ قوله فان دعوتهم تحيط من ورائهم اي من كان كذلك فان دعوة احاد المسلمين لعموم المسلمين تتناوله لانه جزء منهم ليس ليس شادا وخارجا على الجماعة ومبتغي الفرقة بل هو معهم يحب لهم ما يحب لنفسه يسره ما يسرهم ويسوءهم ما يسوؤهم. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ولهذا المذاهب المنحرفة لم تأتي للناس بخير. لانها ليست مذاهب علاج للمشكلات التي توجد في المجتمع. وانما هي موجبة لتفكك المجتمع وشيوع الفساد والشر فيه والعدوان والبغضاء بخلاف المصلح الناصح لانه يحس انه جزء هذي الجماعة المسلمة اذا رأى فسادا بدأ بالرفق واللين الحلم الدعوة حتى يصلح حتى يصلح ما ما وجد من من فساد. ولهذا الداعية في فمع مثني في الله في بستانه الداعية في مجتمعه مثل الفلاح الفلاح لو وجد نخلة في البستان مريظة يبدأ بمعالجتها تقريب توسيع حوضها ازالة النباتات التي تضرها وثمة ارتباط عجيب بين اول الحديث واخره. اوله من حيث الدعوة التي دعا بها نظر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه لمن لم يسمعه فرب حامل فقه الى من هو افقى منه ورب حامل فقه من غير فقيه واخر الحديث ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم وهذا الارتباط من حيث ان هذه العناية بالسنة حفظا وفهما ونقلا لها بين الناس وسعيا لانتشارها. لا يقع الا من رجل مخلص وناصح وملازم لجماعة المسلمين اما الشخص الخارج عن الجماعة المبتغي للفرقة الذي لا هم له الا الشهادة والبراءة يشهد عليهم ويبرأ فمتى تكون من مثل هذا عناية بالسنة حفظا وفهما ونشرا لها بين الامة. وسعيا في نقلها بين الناس فانما يتهيأ ذلك للشخص المخلص الذي يبتغي باعماله وجه الله سبحانه وتعالى والناصح لولاة الامر الملازم لجماعة المسلمين قال شيخ الاسلام رحمه الله ويغل بالفتح هو المشهور ويقال غلى صدره فغل كذا في المطبوع والصاد غلى صدره يغل والغل الذي في الصدر هو الضغينة والحقد والغش اذا كان ذا غش ظغن وحقد يعني ظغينة وحقد اذا كان ينطوي على هذه الاشياء فان قلبه لا يرتضي هذه الخصال لا يرتضي هذه الخصال ولا يقبلها. ويكون نافرا من قبولها اي قلب المسلم لا يضل على هذه الخصال ومعنى لا يغل اي يتلقاها بارتياح بانشراح برضا دون ان يجد في صدره شيء الان بعظ الناس عندما تقرأ عليه الاحاديث التي مثلا تتعلق بالإمارة وحقوق ولي الأمر والسمع والطاعة وصدره استوحشت واذا قرأت عليه احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة والصيام وفي غير ما يستوحش. لكن اذا قرأت عليه احاديث فيما يتعلق بولي الامر ما فيه الا هذه الاحاديث خلصت الاحاديث الا هذي يجد في قلبه شيء النبي صلى الله عليه وسلم في الحج قال اعبدوا ربكم صلوا فرضكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم. تدخلوا جنة ربكم تدخل جنة ربك ذكر طاعة الامر مع الفرائض. وهنا ذكر طاعة ولي الامر والنصح له مع الاخلاص لله وان كما ان قلب المؤمن لا يغل في باب الاخلاص لله ايضا لا يغل في النصح لولي الامر. فلماذا يستوحش من احاديث الرسول؟ عليه الصلاة والسلام الا اذا القلب فيه عطب فيه شيء فيه هوى في مرض فيجد من هذه الاحاديث المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيه من نفرة وعدم القبول له. مع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يغل عليهم فكيف ينهى عن ذلك ويحذر من ذلك ثم يبقى من الناس من في قلبه غل وعدم رضا من اه هذه النصوص او هذه الاوامر. قال لا يغل على هذه الخصال الثلاثة وهي الثلاثة المتقدمة في قوله ان الله يرضى لكم ثلاثا. ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم ثم استمع الى هذا الكلام الجميل. يقول فان الله اذا كان يرضاها لنا لم يكن قلب المؤمن الذي يحب ما يحبه الله يغل عليها يبغضها ويكرهها سيكون في قلبه عليها غل. بل يحبها قلب المؤمن ويرضاها وجاء في لفظ لهذا الحديث وهو في سنن الدارمي وفي تأكيد هذا المعنى الذي قاله شيخ الاسلام رحمه الله قال فيه عليه الصلاة والسلام لا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال الا دخل الجنة ثم ذكر هذه الخصال الثلاثة العظيمة وبهذا الحديث يعلم ان كلمة عقيدة جاءت في احاديث الرسول. جاءت في كلام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والعقيدة هي ما يربط عليه المرء من العقد والربط ما يربط عليه قلبه ويكون في قلبه آآ امرا جازما لا تردد فيه وانما على القلب على الثبات. والجزم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا صلى الله وسلم على رسوله