بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد نواصل القراءة في هذه الرسالة والقاعدة المختصرة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى سائلين الله عز وجل المد والعون والتوفيق نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وقد ثبت في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند اسه بقدر غدره. قال وان من اعظم الغدر يعني بامام المسلمين وهذا حدث به عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لما قام قوم من اهل المدينة يخرجون عن طاعة ولي امرهم ينقضون بيعتاه. وهذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما فيه تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الغدر والغدر واخلاف العهد والميثاق قد جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم ان من اية المنافق انه اذا عاهد غدر والغدر خيانة واعظم ما تكون الخيانة واعظم ما يكون الغدر عندما يكون مع ولي الامر لان الوفاء بالبيعة لولي الامر والسمع والطاعة له امر لا تنتظم مصلحة المسلمين الا به ولا تندرجوا عنهم المفاسد والسرور ان بفعله وتحقيقه ولهذا فان اعظم الغدر الغدر الذي يكون مع ولي الامر الغدر الذي يكون مع ولي الامر بنقض البيعة وعدم الوفاء بالعهد والمبايعة والعقد الذي مع الامام بما يترتب على هذا النقض من فساد عريض وشر عظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند اسه بقدر غدرته ان الغدر يتفاوت حجمه ولهذا قال بعده وان من اعظم الغدر الغدر بهما مسلمين لان الشر الذي طبعا الغدر به من مسلمين من الشر الذي يترتب على الغدر باحاد الناس وافرادهم فالغدر يتفاوت واضم الغدر واشده وينصب يوم القيامة لكل غادر دماء عند انسه اي عند مقعدته وهذا اللواء لواء خزي وفضيحة واشهار خزنيه وفضيحته على رؤوس الاشهاد يوم القيامة وهذا جزاء من جنس العمل فلما خان وغدر هتك ستره يوم القيامة وفضح على رؤوس الخلائق على غدر على قدر غدرته واذا كانت غدرته خيانة مع ولي الامر ولي امري المسلمين فهذا اعظم ما يكون في الغدر لعظم الفساد والشر الذي يترتب على ذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهذا اي الحديث حدث به عبدالله ابن عمر لما قام قوم من اهل المدينة يخرجون عن طاعة ولي امرهم ينقضون بيعته فاورد لهم رضي الله عنه وارضاه حديث النبي صلى الله عليه وسلم محذرا ومنذرا في الهامش روى البخاري رواه البخاري ومسلم ولفظ البخاري عن نافع قال لما خلع اهل المدينة يزيد المؤياه مع ابن عمر حشمه وولده فقال اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينصب لغادر ان قد بايعنا هذا الرجل على على الله رجل على الله ورسوله ثم ثم ينصب ثم ينصب له القتال واني لا اعلم احدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الامر الا كانت الفيصل بيني وبينه قال التيمي قال التيمي في الحجة وقد روى هذا الاثر قال اهل اللغة والفيصل القطيعة والهجران قال ابن حجر رحمه الله وفي هذا الحديث وجوب طاعة الامام الذي انعقدت له البيعة والمنع من الخروج عليه ولو جار في حكمه انه لا ينخلع بالفسق وانه لا ينخلع بالفسق ولهذا ابن عمر رضي الله عنهما اورد الحديث في هذا المقام انكارا على من نقض البيعة ونزع اليد انما الطاعة بسبب ما يراه من فسق في ولي الامر اذ ذاك فانكر ابن عمر رضي الله عنهم على هؤلاء فعلتهم واستدل على فانكاره او استدل بانكاره بذلك بحديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في التحذير من الغدر وان اعظم الغدر الغدر بامام المسلمين نعم قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن نافع قال جاء عبدالله بن عمر الى عبد الله بن مطيع حين كان من امر الحرة ما كان زمن يزيد ابن زمن يزيد ابن معاوية فقال اطرحوا لابي عبد الرحمن وسادة فقال اني لم اتك لاجلس اتيتك فليحدثك لاحدثك حديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في السياق نفسه في سياق التحذير من نزع اليد من الطاعة وخلع البيعة ولي الامر اورد قول النبي صلى الله عليه وسلم من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له. من نزع او خلع يدا من طاعة اي طاعة لولي امر قائمة امامته وامرته ومستتب الامر له. فمن نزع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له. قد عرفنا ان الحجة في كتاب الله والسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قائمة على التحذير من ذلك فمن نزع اليد من الطاعة وخلع اليد من الطاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له لا اجر له. معنى لا حجة له يعني لا عذر له ليس عنده حجة تبرأ بها ذمته يعتبر بها عن نزعه لليد من الطاعة لقي الله تبارك وتعالى يوم القيامة ولا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية اي مات على ضلالة من مات وليس في عنقه بيعة اي لامام مات ميتة جاهلية اي مات على ضلالة لماذا لان اهل الجاهلية كان كل على رأسه كل على رأسه ولهذا امور فوضى يكثر فيهم السلب والنهب والعدوان والشرور لانه لا يرظى بان يكون احد اميرا عليه او واليا عليه يستنكف من ذلك ويستكبر مع ان مصلحة الناس لا تكون الا باجتماع. والاجتماع لا يكون الا بامرة. والامرة لا تكون الا بسمع وطاعة لكنهم يستكبرون عن ذلك ولا ولا يقبلون فمن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية لان حال اشبهت بحال اولئك فيكون مات على ضلالة. يكون مات والعياذ بالله على ضلالة. نعم رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه. فانه ليس احد من الناس يخرج من السلطان شبرا فمات عليه الا مات ستنجاهلية وهذا الحديث في الصحيحين النظير الذي قبله يقول نبينا عليه الصلاة والسلام من رأى من اميره شيئا ان يكرهه والمراد يكرهه اي يكرهه بحكم الشرع لا بحكم الهوى وميول النفس من رأى في اميره شيئا يكرهه اي من المخالفات الشرعية من الفسق الفجور والظلم والجور ونحو ذلك من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فليصبر حتى يستريح بر او يسترح من فاجر لكن الواجب على المسلم اذا رأى من اميره شيئا يكرهه ان يصبر يصبر عليه يصبر حتى يستريح بر او او يستراح من فاجر لا ان يقابل هذا الذي يكرهه بان ينزع اليد من الطاعة او يعلن الخروج على الوالي او يفتات عليه فهذا كله ليس من دين الله ليس من دين الله ولا من شرعه سبحانه وتعالى من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه. فانه ليس احد من الناس يخرج من السلطان شبرا فمات عليه الا مات ميتة جاهلية يخرج شبرا اي ولو كان القدر الذي حصل منه في الخروج على ولي الامر قدر يسيرا او شيئا قليلا فان الخروج على ولي الامر ونزع اليد من الطاعة امر في مفسدة عظمى وشر كبير وبلاء مستطير. ولهذا جاءت الشريعة بالتحذير منه صيانة للمسلمين وحفظا لامنهم ورعاية لبيضتهم وابقاء لشوكتهم ولهذا جاءت الاحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرة من نزع اليد من الطاعة حتى وان فسق الامام وفجر وظلم وجار لانه يترتب على ذلك من فاسد والشرور امور لا حد لها ولا عد وكما قال بعض السلف ليلة مع امام عادل كالوابل الطيب كالوابل الصيب وليلة مع امام غشوم يعني جائر وظالم خير من فتنة تدوم خير من فتنة تدوم. وهذا امر علمه الناس بالتجربة. علمه الناس بالتجربة ليلة مع امام غشوم ظالم جائر متعدي منتهب للاموال الى غير ذلك خير من فتنة تدوم يهلك فيها الحرف والنسل ويعتدى فيها على الاعراض وتنتهب الاموال ويختل الامن وتذهب الشوكة ويصبح آآ الناس نهبة للاعداء ولهذا الشريعة جاءت محذرة من ذلك اشد التحذير لما يترتب عليه من الفساد العريق والشر تطير نام قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية. ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية او يدعو الى عصب قضية فقتل فقتلة جاهلية. وفي لفظ ليس من امتي من خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا تتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ولست منه. فالاول هو الذي يخرج من طاعة ولي الامر ويفارق الجماعة والثاني هو الذي يقاتل لأجل العصبية والرئاسة لا في سبيل الله كأهل الأهواء مثل قيس ويمن الثالث مثل الذي يقطع الطريق فيقتل من لقيه من مسلم وذمي ليأخذ ماله وكالحرورية المارقين الذين قاتلهم علي بن ابي طالب بن طالب رضي الله عنه الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا فان في قتلهم اجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة. هذا الحديث وهو في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه حديث عظيم جدا جمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم امورا ثلاثة عظيمة لا تنتظم مصالح المسلمين الخاصة والعامة الا بها امور ثلاثة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بها تنتظم من مصالح المسلمين وتتحقق لهم الطمأنينة في اوطانهم وبلدانهم ويتحقق الامن ويتمكنون من اداء عباداتهم والاشتغال بمصالحهم الدينية والدنيوية فاذا اخل بهذه الامور التي ذكرها عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث اختل هذا النظام ولم تتحقق للمسلمين هذه المصلحة التي لا تنتظم مصالحهم الا بها وبتحقيقها جمع عليه الصلاة والسلام امورا ثلاثة عظيمة في هذا الحديث بدأه قوله من قاتل من خرج من الطاعة وفارق الجماعة من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة فمات مات ميتة جاهلية خرج من الطاعة اي من طاعة الامام قال لا اسمع ولا اطيع نزع اليد من الطاعة وقل لا اسمع ولا اطيع وفارق الجماعة جماعة المسلمين المجتمعين على الامام فارقهم وشد من بينهم ومات على هذه الحال يقول عليه الصلاة والسلام فانه مات ميتة جاهلية لان فعلته هذه ليست من دين الله حتى وان كان فعل ذلك غيرة على الدين انتصارا للدين ورغبة في نصرة الدين ومات على هذه الحال مات ميتة جاهلية. لان هذا ليس من دين الله ولا حجة له في هذا العمل على هذا العمل في دين الله تبارك وتعالى فمن خرج من الطاعة وفارق الجماعة ومات مات ميتة الجاهلية هذا الامر الاول مما لا تنتظم به مما لا تنتظم مصالح المسلمين الا به السمع والطاعة لولي الامر وملازمة الجماعة وعدم مفارقتها. هذا امر لا يمكن ان تتحقق مصلحة المسلمين الا به فاذا اخذن بذلك اختل نظامهم الامر الثاني قال ومن قاتل تحت راية عمية عمية يعني عمياء والفتن توصف بانها عمياء صماء بكماء لان المرء يدخل غمارها ولا يدري ما هي يقتل ولا يدري فيما قتل ويقتل ولا يدرى فيما قتل هكذا الفتن فمن قاتل تحت راية عمية يعني عمياء ليست راية شرعية واضحة بين قائمة على اصول من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام يغضب لعصبة كذا لفظه في مسلم يغضب لعصبة او يدعو الى عصبة يعني ايه انتصاره ليس في دين الله ولا لشرع الله. وانما انتصار تحت رايات قومية او تجمعات حزبية او نحو ذلك من لا الشعارات والرايات يتعصب لفئة او يتعصب لقوم او يتعصب جماعة فيقاتل ليس نصرة للدين ولا انطلاقا من قواعد الشريعة اصولها المتبعة وقواعدها المرعية من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة او يدعو الى عصبة او ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية فقتل فقتلة جاهلية يعني موتته ليست في سبيل الله وانما موته قتلة جاهلية كما هو السام في اعمال اهل الجاهلية في قتالهم وراياتهم العمياء التي تنصب للقتال قال وفي لفظ وهو تتمة الحديث في صحيح مسلم من خرج على امتي ومن خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاسى من مؤمنها ولا يفي بعهد عادة فليس مني ولست منه من خرج على امتي يعني بالسيف بالسلاح حمل السلاح اشترى السلاح وخرج على الامة يضرب ضرها وفاجرها يحمل السلاح على اهل الاسلام ويضرب البر والفاجر ولا يتحاسب من مؤمنها يعني لا يتورع ولا يكف عن مؤمن فيأتي اهوج مندفع ثائر ويقتل من يراه. من بر وفاجر من صالح وطالح ولا يتحاشم مؤمنها ولهذا في مثل هذا القتال الاهوج الاعمى الابكم الاصم احيانا في احيانا العباد في مساجدهم يصلون لا شأن لهم بقتال ما يسعرون الا والمتفجر يقتلهم وهم في في عبادتهم وطاعتهم لله واحيانا مرضى في مستشفى مرضى وكبار سن وبحاجة الى رعاية يأتي لمن يفجر عليهم في مستشفاهم ولا يتحاسب اهوج لا يتحاشى من مؤمن ولا يفي ذي عهد عهده قد يكون في بلاد المسلمين من غير المسلمين من بينه وبين المسلمين عهد فيقتل ولا يبالي لا يفي بعهد عهدا ومن قتله معاهدا لم يرح رائحة الجنة فلا يبالي لا بعهد ولا ببر ولا تقي ولا غير ذلك يأتي ويدخل ويقتل ويفجر ولا يبالي بذلك فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في هؤلاء من خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاسب من مؤمنها ولا يفي لي بعهد عهده فليس مني ولست منه اي ان النبي صلى الله عليه وسلم منه بريء واهل هذا الفكر الاهوج احيانا بل كثيرا ما يتخيرون الاوقات التي يقبل فيها اهل الايمان على العبادة وتطمئن نفوسهم ولهذا كثيرا ما تقع اعمالهم ان نكراء هذه على مد التاريخ في شهر رمضان المبارك. وفي الاوقات التي تطمئن ان النفوس وتسكن للعبادة والخشوع والاقبال على الله وقراءة القرآن يبدأ هؤلاء بالتخطيط لمثل هذه الاعمال الهوجاء. فمن خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه. اي ان النبي صلى الله عليه وسلم منه براء قال شيخ الاسلام رحمه الله فالاول اي من هؤلاء الاصناف الثلاثة هو الذي يخرج من طاعة ولي الامر ويفارق الجماعة والثاني هو الذي يقاتل لاجل العصبية او العصبة والرئاسة لا في سبيل الله كاهل الاهوام مثل قيس ويمن. قيس يمن كان قتال في النسب كان القتال الذي بينهم في النسب ليس في دين ولا في شرع فيكون شبيها بهؤلاء في قتالهم ومثل هذه التعصبات والتحزبات والتجمهرات القائمة على مثل هذا الامر وعلى مثل هذه الانتماءات اهلكت المسلمين. واضرت بهم مضرة عظيمة والنبي صلى الله عليه وسلم حذر اشد التحذير من مثل ذلك قال من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة او يدعو الى عصبة فقتل فقتلة جاهلية فقتل فقتلة جاهلية. قال والثالث مثل الذي يقطع الطريق فيقتل من لقيه من مسلم وذمي ليأخذ ماله وكالحرورية يعني الخوارج كالحرورية المارقين الذين قتلهم قاتلهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهن. يعني قول المشتغلين بالعبادة حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامهم وصيامكم مع صيامهم. وقراءتكم للقرآن مع قراءته لهم عناية كبيرة بالصلاة والصيام وقراءة القرآن لكن ماذا قالوا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. ما معنى ذلك اي حظ من القرآن فقط في حدود مخارج الصوت فقط في حدود مخارج الصوت بدءا بالحروف الحلقية التي تبدأ من من اقصى الحلق الى الحروف التي في السفه هذا حظ من القرآن حظ من القرآن هو المخارج اما القلب لا يفقه شيئا في القرآن ولا يعي شيئا من معاني القرآن ولا يتدبر القرآن ولا يعقل القرآن. نعم يقرأ القرآن كثيرا ربما يحفظ القرآن حفظا متقنا مثلا لكنه لا لا يعي معناه ولا يعقل دلالة فضل من ان يعمل به فضلا من ان يعمل بالقرآن قال يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يعني حظهم منه من الحنجرة وفوق لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية كما ينبق السهم من الرمية. اينما لقيتموهم فاقتلوهم. فان في قتلهم اجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة فالحاصل ان هذا الصنف الذي يخرج على الامة يضرب البر والفاجر ولا يتحاسن من مؤمن ولا يفي لذي عهد عهدا هذا ليس على دين من الله وليس هذا من شرع الله وليس هذا سبيل المصلحين بعضهم يظن انه بهذه الاعمال يصلح الفساد وهو لا يصلح لا يصلح وانما يفسد في الناس فسادا عريظا ويجلب للمجتمعات المسلمة الامنة شرا مستطيرا ولا يتحقق على ايدي هؤلاء اي مصلح ولهذا ينبغي ان يعلم وهذا امر عرفه العلماء عبر التاريخ ان مسلك الخوارج مسلك لا يترتب عليه اي اصلاح في المجتمعات ومع ذلك يكررون منهجهم عبر التاريخ ومع ذلك يكررون منهجهم عبر التاريخ زعما منهم انهم يريدون الاصلاح. لكن عبر التاريخ وبتتبع اهل العلم لطرائق هؤلاء عبر التاريخ لا يوجد مما سلكه هؤلاء اي ثمرات اصلاحية في المجتمعات حتى ان شيخ الاسلام في تتبع له لهؤلاء خرج بخلاصة عبر عنها بقوله رحمه الله فلا اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا قال فما اقاموا دينا يعني باعمالهم هذه ليس فيها قيام دين. وفي الوقت نفسه ليس فيها ابقاء لدنيا الناس ولهذا لما تقوم الاعمال الخارجية التي يزعم من ارباب انها تريد الاصلاح في المجتمعات لا يحصل منفعة من قيام دين على ايدي هؤلاء وفي الوقت نفسه تحصل مفاسد كثيرة في المجتمعات التي يدخلون يدخلونها ببغيهم وعدوانهم وجورهم وظلمهم تحصل فساد عريض اختل الامن وتزهق ارواح ويقتل ابرياء ولا يتمكن الناس من مصالحهم واعمالهم ويحصل فساد عريض جدا فالحاصل ان هذه الامور الثلاثة التي جمعها النبي عليه الصلاة والسلام لا تنتظر مصالح المسلمين الا بالسلامة منها. والحذر منها فيأمون الثلاثة امور ثلاثة لا انتظام لمصالح المسلمين الا بالحذر من كالوقوع في هذه الخصال التي فحذر منها نبينا عليه الصلاة والسلام اشد التحذير. نعم. قال رحمه الله تعالى وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعة ولي الامر وان كان عبدا حبشيا كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة. وعن ابي ذر رضي الله عنه قال اوصاني خليلي ان اسمعوا واطيعوا ولو كان حبشيا مجدع الاطراف وعند البخاري ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة. وفي صحيح مسلم عن ام قصيني رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع وهو يقول ولو استعمل ولو استعمل يقودكم بكتاب الله اسمعوا واطيعوا. وفي رواية عبد حبشي مجدع. اورد شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى هذه الروايات الكثيرة والاحاديث العديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلها في التأكيد على امر السمع والطاعة مهما كان الامر وان لا تنكف المرء منه ويستكبر حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم من شدة تأكيده على السمع والطاعة لولي الامر قال وان كان عبدا حبسيا وفي بعض الروايات مجدع الاطراف وبعض الروايات كانه سعره زبيبا من شدة تجعد شعر رأسه يؤكد عليه الصلاة والسلام على السمع والطاعة مع ان الاجماع اجماع اهل العلم منعقد على انه لا يولى العبد الامرة لا يظن لا تكون الولاية لعبد وقالوا في الجمع بين ذلك الاجماع المنعقد من اهل العلم وبينما دلت عليه هذه الاحاديث وان تأمر عليكم عبد اي وان كان حصلت من عبدا غلب واستتب الامر واصلح الامر بيده فاسمعوا واطيعوا وقيل وان تأمر عليكم عبد او ولو كان عبدا يعني لو قدر ان الوالي في امرة خاصة ولى عدا على قرية او على بلدة صغيرة فليس على اهل البلدة الا السمع والطاعة. قال وان كان عبدا اكد على ذلك تأكيدات كثيرة عليه الصلاة والسلام فان ان من الاحاديث التي ساقها حديث ام ام الحصين قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع وهو يقول ولو استعمل عبد يقودكم بكتاب الله اسمعوا واطيعوا. قال ولو استعمل عليكم عبد الوصايا التي في حجة الوداع هي وصايا مودع لها شأنها لها شأنها لها مكانتها ووصاية عامة لعموم المسلمين فاكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه القضية قضية السمع والطاعة؟ قال حتى وان كان عبدا. حتى وان كان عبدا نعم الله تعالى وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم الذين تبغضونهم ويبغضون وتلعنونهم ويلعنونكم. قلنا يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف عند ذلك؟ قال لا ما اقاموا فيكم الصلاة لا ما اقاموا فيكم الصلاة الا من ولي علي الا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه وصف النبي عليه الصلاة والسلام لخيار الائمة وشرار الائمة خيار الائمة وسرار الائمة. اما خيار الائمة فهم من تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم معنى تصلون اي تدعون تدعون لهم بالخير ويدعون لكم فهؤلاء الخيار الائمة خيار الائمة من كانت الحال بينهم وبين الرعية متوائمة وبينهم الالفة والمحبة وقرب النفوس يحب بعضهم بعضا ويدعوا بعضهم لبعض قال وسرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. هذا اخبار عن الواقع فيما يتعلق بشرار الائمة ولننتبه هذا اخبار عن الواقع فيما يتعلق بشرار الائمة ان ان الامر بينه وبين الرعية منفصل فيه كراهية وفيه نفرة وفيه عدم وئام هم يلعنون رعيتهم ورعيتهم يلعنونهم. هم يبغضون رعيتهم ورعيتهم يبغضونهم فهذا اخبار عن الواقع. واقع شرار الائمة مع الرعية هو هذا ولكن ليس في الحديث حظا او ترغيبا او حثا على اللعن لعن لعن الواتس. ليس في ذلك وانما هذا اخبار عن الواقع اخبار عن الواقع واقع افتراض الائمة هو هذا. ان ان من تحتهم يبغضونهم يلعنونهم ويدعون عليهم هذا هو الواقع لكن المطلب الشرعي في مثل هذا المقام صح في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا تسبوا امرائكم السب ليس فيه مصلحة شرعية اذا ما الذي فيهم المصلحة الشرعية اذا كان الوالي فاسدا ضع لمن جائرا ما الذي فيه المصلحة الشرعية؟ الشريعة جاءت بجلب المصالح. ودرء المفاسد والشرور فاذا قدر ان الوالي فاسد او جائر او ظالم فليس هناك مصلحة شرعية في اللعن والسب. قال لا تسبوا امرائكم وامر بالصبر والحديث في السنة لابن ابي عاصم وهو حديث ثابت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وامر صلى الله عليه وسلم بالصبر فاذا ليس في الحديث حثا على اللعن او ترغيبا في اللعن وانما هو اخبار عن الواقع اما المطلوب الشرعي في مثل هذا المقام الدعاء له بالصلاة الدعاء له بالهداية ومر معنا من قول الفضيل رحمه الله تعالى قال لو كان لي دعوة مستجابة لم اجعلها الا في السلطان لانه اذا صلح صلاحه له وللرعية صلاحه له وللرعية قلنا يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف عند ذلك؟ يعني اذا وجد هؤلاء الائمة اصترار الا ننابذهم بالسيف يعني نخرج عليهم وننزع اليد من الطاعة ونرفع السلاح عليهم الا ننابذهم بالسيف عند ذلك قال عليه الصلاة والسلام لا ما اقاموا فيكم الصلاة لا ما اقاموا فيكم الصلاة اعادها مرتين وهذا فيه بيان عظم شأن الصلاة بين الدين في بيان عظم شأن الصلاة من الدين. وان قيام الدين على هذه الصلاة. واذا وجدت الصلاة اذن في المساجد وفتحت ابواب المساجد وعبد الله سبحانه وتعالى وحفظ على الصلوات الخمس قامت هذه الشعيرة العظيمة هذا عمارة خير قل لا ما اقاموا فيكم الصلاة لا ما اقاموا فيكم الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام الم من ولي عليه ظالم فرأى فرآه يأتي شيئا من معصية الله رأى ان الوالي يمارس معاصي يرتكب كبائر امور من عظائم الذنوب ماذا يصنع قال فليكره الكراهة في القلب فليكره ما يأتي اي الوالي من معصية الله ولا ينزع عن يدا من الطاعة فليكره فمن كره سلم وبرأت ذمته لان هذا الذي يملك ولا ينزعم من طاعة يدا من طاعة لانه لو نزع يدا من طاعة جلب الشر وجر الشر عليه وعلى بغيره نعم قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا. وفي صحيح مسلم اورد هذا الحديث في الحث على العدل في كل الولايات العامة والخاصة حتى ولاية المرء مع اهله وولده في البيت حث على العدل واما ان نقسطين المقسطين جمع مقسط والمقسط هو العدل الذي يقوم في ولاية بالعدل والانصاف وعدم الظلم ان المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن. انظر مكانة اهل العدل ومنزلتهم العلية يوم القيامة. حتى من يعدل مع اولاده هذه هذه ولايته. اذا كانت ولايته ولاية خاصة في بيته مع اهله واولاده. وعاملهم بالعدل بالانصاف بدون ظلم يكون من اهل هذا الشرف العظيم والمكانة العلية يوم القيامة على منابر من نور يوم القيامة على يمين الرحمن وكنتا يدي ربي يمين وكلتا يديه يمين الذين هذا وصف للمقسطين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا يعاملون من تحتهم بالعدل بالانصاف بالبعد عن الجور والظلم في حكمهم واهليهم وما ولوا. نعم وهو الله تعالى وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه. ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به. وهذه دعوة من النبي عليه الصلاة والسلام باقية الى قيام الساعة من ولي من امر الامة شيئا فشق عليهم فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم ادعى الله عليه ان يشق عليه ولابد ان تلحق هذه الدعوة وان تصيبه لان دعوته مستجابة عليه الصلاة والسلام ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به. وهذا ماض على قاعدة الشريعة في الجزاء ان الجزاء من جنس العمل. فمن احسن الى عباد الله ورفق بهم احسن الله اليهم ورفق به ومن شق عليهم فالجزاء من جنس العمل. قال فاشقق عليه. نعم. قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن الحسن البصري قال عاد عبيد الله ابن زياد معقل ابن يسار في مرضه الذي مات فيه. فقال له ما اعقل اني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو لرعيته الا حرم الله عليه الجنة. وفي رواية لمسلم ما من امير يلي من امر المسلمين شيئا لا يجهل لهم وينصح لا يجهد لهم وينصح الا لم يدخل معهم الجنة. وهذا الحديث في عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلق بالولاة سواء كانت الولاية عامة او خاصة وان الواجب على من استرعاه رعية وتولى ولاية سواء كانت هذه الولاية عامة او خاصة الواجب عليه ان ينصح لهم. وان يجهد في تحقيق مصالحهم والا يكون ظالما او جائرا فما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة هذا لا يختص الولاية الكبرى او الولاية العظمى. وانما حتى ولاية المرأة في بيته يشمل الحديث ولهذا سيأتي بعد ذلك ايراد شيخ الاسلام رحمه الله قول النبي صلى الله عليه وسلم الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته فيقول عليه الصلاة والسلام ما من عبد يسترعيه رعية يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته الا حرمه الله عليه الجنة وفي رواية لمسلم ما من امير يلي من امر المسلمين شيئا لا يجهد لهم وينصح الا لم يدخل معهم الجنة الا لم يدخل معهم الجنة انظر هؤلاء الذين ظلمهم هذا الوالي ابتز حقوقهم لم ينصح لهم وقد قاموا بواجبهم الذي امروا به شرعا السمع والطاعة لم يجاوزوا حدود الله يفوزون يوم القيامة بالجنة لكن والوالي لا يدخل معهم الجنة لا يدخل معهم الجنة ما دام انه على هذا الوصف ما تغاسل لرعيته مات غير ناصح لرعيته مات ظالما لرعيته قال عليه الصلاة والسلام الا لم يدخل معهم الجنة. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته. والرجل راع على اهل بيته وهو مسئول عنهم. والمرأة راعية على بيت بعدها وهي مسؤولة عنه والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وهذا الحديث اورده رحمه الله تعالى تنبيها على ان الاحاديث السابقة مثل حديث ابن عمر ان المقسطين وحديث عائشة اللهم من ولي وايضا فلم يتعلق بوصية معقل وقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يسترعيه رعية كل هذه الاحاديث لا تختص بالولاية العامة بل كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فاورده شيخ الاسلام رحمه الله تعالى تنبيها على ذلك نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وامر عليهم رجلا. فاوقد نارا قال ادخلوها فاراد الناس ان يدخلوها. وقال الاخرون انا فرغنا منها فذكر فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين ارادوا ان يدخلوها لو دخلتموها لم تزالوا فيها الى يوم القيامة. وقال للاخرين قولا حسنا وقال لا لا طاعة في معصية الله انما الطاعة في المعروف. ختم رحمه الله تعالى هذا الفصل بهذا الحديث مبينا ان السمع والطاعة لولي الامر انما يكون في المعروف والمعروف هو الشرع. المراد بالمعروف اي الشرع شرع الله دين الله سبحانه وتعالى الذي شرعه ورضيه لعباده فالطاعة لولي الامر انما هي في في المعروف اما اذا امر بشيء يخالف المعروف يعني يخالف شرع الله يخالف دين الله سبحانه وتعالى فلا سمع له ولا طاعة قال عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وامر عليهم رجلا. فاوقد نارا اوقد نارا فقالوا ادخلوها اوقد نارا وجاء في بعض الروايات قال اليس لي عليكم السمع والطاع؟ قالوا بلى قالوا اجمعوا حطب. فجمعوا الحطب قال اشعلوا النار اشعلوا النار. قال ادخلوا النار اليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قال ادخلوا النار فاراد اناسا يدخلوا عملا بامر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالسمع والطاعة ارادوا ان يدخلوا وقال الاخرون انما فررنا من النار كرارنا كله من النار كيف ندخلها فذكروا ذلك للرسول عليه الصلاة والسلام فقال للذين ارادوا ان يدخلوها لو دخلتموها لم تزالوا فيها الى يوم القيامة لو دخلتموها لن تزالوا فيها الى يوم القيامة. وقال للاخرين الذين قالوا انما فررنا من النار قال لهم قولا حسنا يعني ذكر لهم كلام طيب اقنع على الصنيع الذي فعلوه هو الفعل الذي فعلوه والقول الذي قالوه وقال عليه الصلاة والسلام لا طاعة في معصية الله انما الطاعة بالمعروف. لا طاعة في معصية الله انما الطاعة في المعروف يعني اذا امر الوالي بمعصية حتى الاب في ولايته على ابنائه اذا امر ابناؤه بمعصية لا طاعة له اذا امر ابناءه بمعصية لله عز وجل لا طاعة له لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لان المخلوق مربوب لله كيف تقدم طاعة المرغوب المخلوق على طاعة الخالق على طاعة الرب العظيم سبحانه وتعالى. نعم انه الله تعالى فصل قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال الله تعالى وما وارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. من يطع الرسول فقد اطاع الله. وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وقال تعالى يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله او اطعنا الرسول وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيل. ربنا آتهم ضعفين من العذاب قل عنهم لعنا كبيرا. وقال تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. فطاعة الله ورسوله واجبة على كل احد. وطاعة ولاة الامور واجبة لامر الله بطاعتهم فمن اطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الامر لله فاجره على الله. ومن كان لا يطيعهم الا لما يأخذهم من الولاية فان اعطوه اطاعهم وان منعوه عصاهم فما له في الاخرة من خلاق. وقد روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. رجل على فضل ماء بالفلات يمنعه من ابن السبيل ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لاخذها بكذا لاخذها بكذا وكذا فصدقه. لاخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ورجل بايع اماما لا لا يبايعه الا لدنيا فان اعطاه منها واخفى وان لم يعطه منها لم يفيه هذا اخر الموجود من هذه القاعدة في هذا الفصل اه عقده رحمه الله تعالى في بيان الاصلين الذين يقوم عليهما دين الله تبارك وتعالى الا وهما توحيد الله بالعبادة هو تجريد المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فدين الله انما يقوم على هذين الاصلين. دل على الاصل اول قول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي الا ليفردون افردوني بالعبادة ويخلصوا الدين لي ودل على الاصل الثاني ما ساقه رحمه الله تعالى بعد ذلك من ادلة تتعلق بطاعة الرسول ولزوم نهجه وترسم خطاه في قوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ومن يطع الرسول فقد اطاع الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الى غير ذلك من الايات التي ساقها رحمه الله تعالى وهي كلها تقرر هذا الاصل تجريد بقى للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه فلما قرر هذا الاصل رجع الى اصل المسألة وهي طاعة ولاة الامر فقال طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واجبة على كل احد لان دين الله انما يقوم على ذلك وطاعة ولاة الامور واجبة لامر الله بطاعتهم فمن اطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الامر لله فاجره على الله لان هذا يدخل في باب القرب مما تتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ان تطيع ولي الامر تسمع وتطيع لولي الامر حتى وان كان فاجرا تفعل ذلك تقربا وديانة لان هذا شرع الله لان هذا دين الله عز وجل الذي جاءت به النصوص اه الكثيرة في القرآن وفي سنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا الامارة والامامة التخى الديانة وقربة ويفعلها المرء ديانة لا يفعلها من اجل مصلحة حتى يعطى مثلا رئاسة او يعطى مال او يحظى بمنصب في الدولة او نحو ذلك لا يفعل ذلك ديانة وتقربا الى الله سبحانه وتعالى قال فمن اطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الامر فاجره على الله ومن كان لا يطيعهم الا لما يأخذه من الولاية فان اعطوه اطاعهم وان منعوه عصاهم في بعض المناطق وفي بعض الاحيان احيانا يكون بعضهم مؤمل مثلا بوزارة او مثلا برئاسة ثم يحرم منها ويعلن عدم يعلن عدم الطاعة ويعدم يعلن عدم الرضا عن الوالي ويبدأ يتسخط ويزمجر ويغضب ويطعن في الوالي لا لشيء الا لان الرئاسة التي كان يطمع فيها او المال الذي يطمع فيه لم يحصل قال رحمه الله ومن كان لا يطيعهم الا لما يأخذه من الولاية. فان اعطوه اطاعهم وان منعوه عصاهم فما له في الاخرة من خلاقه لانه لم يفعل ما فعل ديانة وتقربا الى الله وانما فعل ما فعل طلبا لحظه من الدنيا فان اعطي حظه من الدنيا من مال او رئاسة او غير ذلك اطاع وان لم يعطى عصا وتمرد فهذا ما له في الاخرة من خلاق اي لا حظ له ولا نصيب لان الذي فعله انما فعله من اجل الدنيا ليس تقربا الى الله فهذا يفيدنا ان الباب باب ديانة وتقرب الى الله سبحانه وتعالى يسمع المرء ويطيع لان هذا الذي حمل ويسأل عنه يوم القيامة فيفعل ذلك طاعة لله. وطلبا لرضا الله سبحانه وتعالى يفعل ذلك طاعة لله وطلبا لرضا الله. ليس طلبا لرضا الولاة. وانما طلبا لرضا الله سبحانه وتعالى الذي امره به ذلك ودعاه الى ذلك فيتقرب الى الله جل وعلا بذلك طالبا رظاه طالبا ثوابه سبحانه وتعالى فهذا باب قربة فان كان يطيع الولاة طلبا اه رئاسة او طلبا لمال فيكون شأنه كما اشار شيخ الاسلام من ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط ثم ختم بهذا الحديث قال روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله نسأل الله العافية والسلامة يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل على فضل ما بالفلات اي في الصحراء يمنعه من ابن السبيل فضل ماء يعني ما زايد عنده فضل الماء الماء زائد عن حاجته ويمر ابن السبيل العطشان المحتاج فيمنعه فيكون يوم القيامة هذا شأنه ممن لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم قال ورجل بايع ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر تخصيص وقت العصر بالذكر لان وقت مبارك فيه ترفع فيه ترفع الاعمال وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار فحلف له بالله لاخذها بكذا وكذا يعني انه اخذ السلعة مؤكدا بالحلف وباللام لام التأكيد اخذها لاخذها بكذا وكذا يعني اشتراها يذكر مثلا مبلغا اه عاليا عن عن سعرها مثلا لاخذها بكذا وكذا فصدقه حلف وبالله وبالتأكيد وبعد العصر فصدقه وهو على غير ذلك يعني الامر على خلاف ذلك لم يستريا بالقيمة التي ذكرها للرجل وانما احتال عليه هذا الحلف وهذه اليمين سيكون من هؤلاء الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. والثالث هو موضع الشاهد من سياقة الحديث قال ورجل بايع اماما لم يبايعه الا لدنيا لم يبايعه الا لدنياه يعني من اجل ان يحصل مال او رئاسة او غير ذلك. فان اعطاه منها وفى اي له بالبيعة ان لم يعطه منها لم يفي اي لم يفي له بالبيعة فهذا ليس له عند الله من خلاق يوم القيامة بل يكون من هؤلاء الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكي ولهم عذاب اليم ولهذا يؤكد شيخ الاسلام رحمه الله وغيره من العلم على ان هذا الباب يتخذ ديانة وتقرب الى الله سبحانه وتعالى ما يقول الانسان لا انا ما اسمع ما اعطوني وظيفة او ما اعطوني عمل او ما اعطوني كذا او ما اعطوني مال لا حملت السمع والطاعة فافعله ديانة وتقربا الى الله ادوا الذي عليك وسل الله سبحانه وتعالى الذي لك. والامر بيد الله ولله سبحانه وتعالى من قبل ومن قبل كل يجازى يوم القيامة بما قدم الوالي يحاسب على ما حمل وانت تحاسب ايضا يوم القيامة على ما حملت نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى ان يوفقنا اجمعين وولاة امر امرنا لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يجمع شمل امة الاسلام على طاعة الله واتباع رسوله صلوات الله وسلامه عليه وان يرد ضال المسلمين الى الحق ردا جميلا وان يوفقنا لاتباع السنة وتعظيمها بهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وان يعيذنا من ان يكون في قلوبنا غل لما جاء عن رسول الله الله عليه وسلم من الهدي القويم والصراط المستقيم وان يعيذنا من الاهواء المضلة والفتن المطية وان يعصمنا من الفتن وان يقينا منها بمنه وكرمه وان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ونصلح لنا اخرتنا التي بها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين نسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفق ولي امرنا لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح امان وان يولي على المسلمين اينما كانوا خيارهم وان يصرف عنهم سرارهم بمنه وكرمه انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا لانت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه