بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم ما عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان كتاب العبودية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كتاب عظيم في بابه وهو من احسن واجود وانفع ما الف في هذا الباب تقعيدا وتأصيلا وتقريرا. واستشهاد واستدلالا ومؤلفه معروف بباعه العلم ومكانته العلية وجودة مصنفاته ومكانة تحقيقاته وامامته في الدين رحمه الله تعالى وحظيت كتاباته بعناية اهل العلم واهتمامهم واستفادتهم وكتب الله عز وجل لها قبولا عظيما ونفعا عميما ولقد كان من عادته رحمه الله باغلب ما كتبه من مصنفات الا يكتب ابتداء وانما يكتب بناء على طلب السائلين ورغبة المستفتين وكان في العلم رحمه الله تعالى وغيره سخيا كريما فيسأل سؤالا ربما يجيب عليه غيره بكلمة او كلمتين فيبسطه رحمه الله في صفحات بل احيانا في مجلدات وعندما تحدث ابن القيم رحمه الله عن منزلة السخاء في كتابه مدارج السالكين تحدث بحديث عجب يجدر بطالب العلم ان يقف عليه من حيث مكانة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في السخاء ولا سيما سخاؤه بالعلم نصحا وتعليما وتفقيها وبيانا لدين الله جل وعلا وكما اشرت وقد ذكر ذلك هو رحمه الله تعالى انه لا يكتب الا بناء على طلب السائلين ولهذا كانت تأتيه الاسئلة من الانحاء المختلفة فيجيب وتعرف كثير من رسائله رحمه الله تعالى ومؤلفاته باسماء البلدان التي وردت اليه تلك السؤالات منها فاجاب رحمه الله تعالى رسالته رحمه الله التدميرية والحموية والصفدية والواسطية وغيرها من كتبه كثير يبعث اليه السائل ويبسط الجواب باوراق كثيرة تبلغ احيانا مجلدات واحيانا يجيب اجابة مختصرة ثم يعتذر للسائل في اخر الجواب او في اخر صفحة لقوله رحمه الله هذا ما اه امكن الكتابة فيه بحسب ما لدينا من اوراق بحسب ما لدينا من اوراق اي ان عنده رحمه الله بسطا اوسع وكلاما اوفى لكن ليس عنده ورق يكتب فيه ذلك البسط ويبين فيه ذلك البيان الواسع وهنا ايها الاخوة الكرام يجدر لطالب يجدر بطالب العلم ان ينتبه الى مكانة السؤال واهميته ولا سيما اذا صدر السؤال من شخص مخلص وناصح ومحبا للخير له ولاخوانه المسلمين فخذ على سبيل المثال ذلك الرجل الذي من واسط طلب من ابن تيمية رحمه الله تعالى ان يكتب رسالة مختصرة في العقيدة والح على شيخ الاسلام ماذا ترتب على هذا السؤال وذاك الالحاح اصبحت الواسطية متنا يعتمد عليه اغلب طلبة العلم من زمن شيخ الاسلام حيث انها انتشرت بين طلاب العلم في زمانه انتشارا واسعا فكيف بالامر بعد زمانه رحمه الله تعالى وانظر في هذا المقام هذا السائل الموفق الذي سأل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هل هذا السؤال قال قول الله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وفروعها وهل مجموع الدين داخل في العبادة ام لا؟ وما حقيقة العبودية؟ وما هي اعلى المقامات وهل هي نعم وهل هي اعلى المقامات؟ او ام فوقها شيء من المقامات؟ ليبسط لنا القول في ذلك لا يدرى من هو هذا السائل لكن رب العالمين يعلمه جل وعلا وتسبب بسؤاله هذا الذي هو في سطر او في سطرين وجود هذا المؤلف القيم والكتاب النفيس والدال على الخير كفاعله ورب العالمين يعلمه سبحانه وتعالى فالنصيحة والاخلاص والصدق ينبغي حتى يكون في السؤال السؤال الذي تطرحه تكون مخلصا فيه صادقا ناصحا يبارك الله في سؤالك وينفع به كأن يكون يرى في اخوانه تقصيرا في جانب معين او في امر ما فيسأل عالما وهو وهو يطمع بسؤاله ان يفقه الناس دين الله وان يعرفوا الحق وان يتبينوا الهدى وان يهتدوا الى الصواب يقوم في قلبه هذه المعاني فيجيب العالم وينتفع الناس الى ما لا حد له ولا عد فكان هذا السائل موفقا في هذا السؤال كالذي طرحه او القاه على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وتأمل جمال سؤاله في تصديره للسؤال بالاية الكريمة يا ايها الناس اعبدوا ربكم فكانت سؤالاته كلها تفقه في هذه الاية وعمل على تدبرها وفهم معناها وملت عليها والله جل وعلا يقول افلا يتدبرون القرآن ويقول افلم يتدبروا القول ويقول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته فاراد هذا السائل ان يفقه هذه العبودية التي امر الله سبحانه وتعالى بها في هذه الاية الكريمة لا سيما وان هذه الاية الكريمة هي اول امر في القرآن هذه الاية الكريمة هي اول امر في القرآن اذا فتحت المصحف من اوله اول امر يواجهك هو قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم كما ان اول نهي يواجهك في الاية التي تليها وهو قوله فلا تجعل لله اندادا وانتم تعلمون فاول امر في القرآن امر بالعبادة واول نهي في القرآن نهي عن الشرك ولا شك ان هذا البدء دليل على الاهتمام وعظم ما بدأ به فاول امر بدء به في القرآن الامر بعبادة الله واول نهي نهي عنه في القرآن الكريم النهي عن الاشراك به سبحانه وتعالى وكل امر بالعبادة في كتاب الله عز وجل امر بالتوحيد فقوله اعبدوا ربكم اي وحدوا ربكم بالعبادة ولا تكون العبادة عبادة الا بالتوحيد فاذا لم تكن قائمة على التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى لا تكون عبادة مقبولة بل تكون عملا باطلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد اي خصه وحده بالعبادة وكن من الشاكرين فالعبادة لا تكون عبادة الا بالتوحيد كما ان الصلاة لا تكون صلاة الا بالطهارة. ارأيتم لو ان شخصا صلى الظهر اربع ركعات مع الجماعة مؤديا الاركان والواجبات والمستحبات. ثم قال صليتنا من دون طهارة اليس يصح ان يقال له ما صليت اليس يصح ان يقال له ما صليت نعم لانه الصلاة لا تكون صلاة صحيحة مقبولة الا بالطهارة فمن صلى بدون طهارة كانه لم يصلي لانه لم يصلي ايضا من عبد الله بدون الاخلاص لا تكون عبادته مقبولة ولا يقبلها الله سبحانه وتعالى منه لان الله جل وعلا لا يقبل العبادة الا بالاخلاص وفي الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه فاذا قوله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوا ربكم اخلصوا له العبادة. افردوه وحده بالعبادة لا تجعلوا معه الشركاء والانداد قال يا ايها الناس وهذا فيه ان العبادة مأمور بها جميع الناس. الذكر والانثى الحر والعبد الصغير والكبير الجميع مأمور بذلك. المسلم والكافر الكل مأمور بالعبادة. يا ايها الناس اعبدوا ربكم فهذا امر للجميع ان يدخلوا في هذه العبادة التي خلقوا لاجلها واوجدوا لتحقيقها فان الله عز وجل انما خلق الثقلين واوجدهم ليعبدوه. ويفردوه سبحانه وتعالى بالعبادة كما قال الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولاجلها انزل الكتب وارسل الرسل كما قال الله سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ولاجلها خلقت الجنة والنار فعباد الله حقا هم اهل الجنة والمتخذون في العبادة الانداد والشركاء هم اهل النار وهي حق الله سبحانه وتعالى على العباد كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث معاذ وحق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فهو حق اوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده ولاجله خلقهم سبحانه وتعالى واوجدهم اذا اذا علم ذلك تل تعظم عناية المسلم في هذه العبادة التي هي اجل غاية واعظم مطلب وانبل مقصد وليكن اهتمامه بها تفقها وتعلما وفهما وعملا وتطبيقا مقدم على كل امر فهي التي لاجلها خلق ولاجلها اوجد وعليها مدار الحساب والعقاب يوم لقاء الله. تبارك وتعالى. فاذا وقفت الخلائق بين يدي الله عز وجل يسألون ماذا انتم تعبدون ماذا اجبتم المرسلين سؤال عن توحيد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وتجريد المتابعة لرسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اقول لقد كان هذا السائل ولا يدرى من هو موفقا في هذا السؤال الذي صدره بهذه الاية الكريمة ثم ذكر عدة سؤالات كلها في باب الفقه والفهم لهذه الاية الكريمة قال فما العبادة وفروعها؟ وهل مجموع الدين داخل في العبادة ام لا؟ وما حقيقة وهل هي اعلى المقامات ام فوقها شيء من المقامات؟ وليبسط لنا القول في ذلك هذا السؤال هذا السائل اه الموفق رحمه الله وغفره غفر له وجزاه على سؤاله خير الجزاء ثم بسط شيخ الاسلام الجواب على هذا السؤال بسطا وافيا وحرر المسألة تحريرا دقيقا وظمن كتابه هذا رحمه الله من التقعيدات المتينة والتقريرات الرصينة والاصول الكلية الجامعة والشواهد والدلائل الواضحة وايضا البيان البين والبسط الوافي ما كان بحق انفس مؤلف كتب في هذا الباب العظيم وما احوج طالب العلم الى آآ قراءة هذا الكتاب و الاستفادة من مضامينه العظيمة وما اشتمل عليه من تقريرات متينة وتحقيقات عظيمة اجزل الله جل وعلا لمؤلفه الثواب واعظم له الاجر وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء وثقل به في موازينه يوم لقاء الله تبارك وتعالى ونسأل الله عز وجل الذي من علينا وتفضل وهو المان جل وعلا المتفضل وحده بهذا المجلس لقراءة هذا الكتاب العظيم ان يشرح صدورنا اجمعين لحسن الاستفادة وحسن الانتفاع وحسن العمل وان يجعل ما نقرأه ونتعلمه ونفيده حجة لنا لا علينا وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يرزقنا الاخلاص في طلب العلم وان يرزقنا الاخلاص في العمل بالعلم وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه لا حول ولا قوة الا بالله ما شاء الله وعلى الله توكلنا وبه تبارك وحده جل وعلا نستعين ومنه وحده جل وعلا نستلمح المن والعون والتوفيق. فنبدأ مستعينين بالله متوكلين عليه سبحانه بسم الله ما شاء الله توكلنا على الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فقد سئل شيخ الاسلام وعلم الاعلام ناصر السنة وقامع البدعة احمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله تعالى عن قوله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وما فروعها؟ وهل مجموع الدين داخل فيها ام لا؟ وما حقيقة العبودية هل هي اعلى المقامات في الدنيا والاخرة؟ ام فوقها شيء من المقامات؟ وليبسط لنا القول في ذلك؟ فاجاب رحمه الله هذا كما عرفنا سؤال السائل وقد صدر هذا الكلام بهذه الكلمة كما سمعنا سئل شيخ شيخ الاسلام بالبناء لما لم يسمى فاعله فلا يدرى من هو هذا السائل لكن سؤاله يدل على خير عظيم وحرص على نفعه ونفع اخوانه المسلمين ولا سيما ان سؤاله اشتمل على آآ جمالا في الطرح وادب في السؤال وايضا ارتباط بكتاب الله اه سبحانه وتعالى وتأدب مع المسؤول ورغبة ايضا في اه اه بسط المسألة والتوسع في بيانها فلما ذكر السؤالات المتنوعة التي رغب في الاجابة عليها اه تفقها في الاية الكريمة التي صدر بها سؤاله قال في تمام ذلك وليبسط لنا القول وبسط القول يعني آآ التوسع هي البيان والايظاح والشرح والتقرير على خلاف ما يفهمه اه اه كثير من العوام من كلمة البسط. يعني عندما يقول بعضهم عندي مسألة بسيطة. يعني يقصد قليلة او اه يسيرة او ليست بطويلة بينما البسط ومعناه السعة التوسع فاراد هذا السائل من شيخ الاسلام اه رحمه الله تعالى ان يتوسع وان يبسط القول في الجواب على هذا السؤال نعم قال رحمه الله تعالى العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. هكذا في النسخة التي قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود. والامر بالمعروف والنهي عن نهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الادميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والانابة اليه. واخلاص الدين له والصبر لحكمه. والشكر لنعمه والرضا والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وامثال ذلك هي من العبادة لله. نعم. بدأ الله تعالى بالبسملة وهي يؤتى بها طلبا للعون من الله عز وجل فالباء في البسملة باء الاستعانة فيبدأ بها طلبا للعون وتبركا بذكر اسمه تبارك وتعالى وايضا بدأ بحمد الله عز وجل والثناء عليه جل وعلا بما هو اهل ثم قال رحمه الله العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة هذا تعريف للعبادة صدر به شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كتابه العبودية وهو تعريف ثمين للغاية ومتين جدا بل هو من اجود ما عرفت به العبادة وهو من تقريرات شيخ الاسلام ابن تيمية وهو من الدلائل والشواهد على متانة علم هذا الامام ومكانته ولهذا اصبح هذا التعريف هو التعريف المتبادر لذهن كل عالم ومؤلف يكتب في معنى العبادة فقل ان تجد مؤلفا يكتب في بيان العبادة او عالما يشرح في درسه بيان العبادة الا ويورد هذا التعريف ويذكر هذا التعريف هو تعريف نفع الله عز وجل به نفعا عظيما وانتشر انتشارا واسعا كما قدمت قل من يعرف العبادة في مؤلف او في تعليم او نحو ذلك الا ويحتاج الى هذا التعريف الجامع المانع الذي هو من تقريرات شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العبودية بل صدر به كتابه العبودية نستفيد من ذلك متانة تقريرات شيخ الاسلام وقوة تأصيلاته وانه رحمه الله تميز في تقريراته وتأليفاته بكلمات وجيزات تحوي علوما كثيرات نافعات وهذا امر معلوم يشهده من يطالع ويقرأ كتب هذا الامام اه رحمه الله تعالى وغفر له وهذا التعريف للعبادة تعريف جامع مانع جامع من حيث انه تناول ما تشمله العبادة من معنى ومدلول ومانع من اه ان يكون يدخل ومانع من ان يكون يدخل في هذا التعريف للعبادة ما ليس من العبادة فهو تعريف جامع ما له ونافع جدا قال فيه رحمه الله العبادة اسم جامع العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة فالعبادة تتناول ذلك كله. اسم يجمع ذلك كله. يجمع كل ما يحبه الله ويرضاه يجمع كل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهر هو الباطنة سواء ما كان منها ظاهرا معلنا او باطنا اي سرا وخفيا فتتناول عبادة ما يقوم في القلب من اعمال وما يكون في اه اللسان من اقوال وما يكون ايضا من الجوارح من اعمال فالعبودية او العبادة تتناول ذلك كله فالعبادة مدارها على القلب واللسان والجوارح ولكل منها عبوديته اه الذي اه اه لكل منها عبوديته او الذي تختص اه به قال العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة قوله يحب يحبه الله ويرضاه. تنبيه لطيف على ان المقصد بهذه الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة نيل رضا الله والفوز بمحبته. فهذا مقصد العابدين ومراد العاملين البحث عن فرضا الله والفوز بمحبته سبحانه وتعالى فهي الغاية وهي المقصد وهي المطلب واليها واليها السعي والعمل بحثا عن آآ الفوز برضا الله سبحانه وتعالى والفوز بمحبته سبحانه وتعالى. ورضوان من الله اكبر فالعبادة سعي للفوز برضا الله ومحبته وذلك بالقيام بالاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة التي يحبها سبحانه وتعالى الله من عباده هذا هو تعريف العبادة ثم اتبع التعريف بذكر المثال انواع من اه العبادات التي فامر الله سبحانه وتعالى عباده بها قال فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان الى الجار واليتيم والمسكين والمملوك من الادميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة فهذه امثلة ولهذا قال من العبادة ليست هذه المذكورات هي كل العبادة وانما هي من العبادة التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها واوجدهم لتحقيقها وبدأ رحمه الله تعالى هذه العبادات بمباني الاسلام واركان الاسلام كما جاء في حديث اه ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام فبدأ بهذه اه المباني التي هي اركان الاسلام واعمدة لهذا الدين وعليها بناء اه الاسلام وبدأ بالصلاة لانها اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين. واول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة واول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهي اعظم فرائض آآ الدين بعد آآ الشهادتين. فلذلك بدأ رحمه الله على بها قال فالصلاة والزكاة والزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله وفي غالب الايات التي يؤمر فيها في القرآن الكريم بالصلاة تتبع بالامر بالزكاة فهي قرينة آآ الصلاة في كتاب الله تبارك وتعالى وصيام رمضان. كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وهو شهر واحد في السنة افترظ الله سبحانه وتعالى على عباده صياما والحج وهو فريضة افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده في العمر كله مرة واحدة وما زاد على ذلك فهو نفل وتطوع ومن العبادة صدق الحديث مما يعبد الله سبحانه وتعالى به ويتقرب اليه جل وعلا به صدق الحديث. وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا كونوا مع الصادقين فامر جل وعلا عباده بان يكونوا مع الصادقين. فبان يصدقوا في اه اقوالهم وفي كلامهم فلا يتكلمون الا الحق ولا يقولون الا الصدق فصدق الحديث عبادة صدق الحديث عبادة وقربة يتقرب بها الصادق الى الله سبحانه وتعالى كذلكم اداء الامانة اداء الامانة لمن ائتمنك. فهذا ايضا مما اه يتعبد لله به ويتقرب الى الله سبحانه وتعالى به وبر الوالدين وهو عبادة عظيمة قرنها الله جل وعلا في مواضع من القرآن بحقه سبحانه كقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وقال تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وقال تعالى ان اشكر لي ولوالديك الي المصير فبر الوالدين عبادة عظيمة قرنها الله سبحانه وتعالى بالعبادة التي هي حقه جل وعلا على عباده في مواضع من كتاب الله جل وعلا وايضا صلة الارحام التي امر الله عز وجل بصلتها كما قال عز وجل والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب وقال عز وجل متوعدا من قطع ما امر الله به ان يوصل فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم والوفاء بالعهود اي ما قام في ذمة الانسان من عهد فانه يجب عليه الوفاء به وان يلتزم ما تم اه مع ما تم من معاقبة بينه وبين غيره او معاهدة او التزام بينه وبين غيره يجب عليه ان آآ يفي بذلك والوفاء بالعهد عبودية يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى وكذلكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من العبادة التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالامر المعروف والنهي عن اه المنكر عبادة يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها. وكذلكم جهاد الكفار والمنافقين. قال الله عز وجل يا ايها النبي جاهدوا الكفار والمنافقين واغلظ عليهم. ومأواهم جهنم وبئس كذلكم الاحسان الى الجار واليتيم والمسكين المملوك من الادميين والبهائم هذا كله من العبادة ودين الاسلام دين الاحسان والله تبارك وتعالى كتب الاحسان على كل شيء فيجب على المسلم القائم بالعبادة لله ان يتقرب الى الله عز وجل بالاحسان للوالدين بالاحسان للجيران بالاحسان القريب بالاحسان ايضا الى بهيمة الانعام وهذا الاحسان من موجبات الفوز برحمة الله ودخول جنته سبحانه وتعالى فالبهيمة اذا رحمتها رحمك الله واذا احسنت اليها احسن الله اليك واعظم لك الاجراء والمثوبة هل جزاء الاحسان الا الاحسان فهذا مما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به. كذلكم من العبادة الدعاء والذكر والقراءة اي للقرآن وللعلم النافع المقرب الى الله سبحانه وتعالى هذا كله من العبادة من عبادة الله ان تذكر الله اه الذكرى المشروع المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام بل تحرص ان ان يكون ذكرك لله بالكثرة. كما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا. وقال جل وعلا والذاكرين الله كثيرا اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. والدعاء من العبادة بل هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عبادة كما في حديث النعمان ابن بشير قال الدعاء هو العبادة وتلا قول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين اما جل وعلا اه الدعاء عبادة وقراءة القرآن وايضا قراءة آآ العلوم النافعة فقها وتفسيرا وغير ذلك من علوم الشريعة كل ذلكم من اه العبادة ومما يتقرب الى الله جل وعلا به وفي الحديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة. قال وامثال ذلك من العبادات وامثال ذلك من العبادات ينبه ذلك الى ان ما ذكره مجرد امثلة وليس اه على وجه اه الاستقصاء او الحصر وانما ذكر امثلة على اه اشياء هي من العبادة ومما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به قال وكذلك حب الله ورسوله. انتقل هنا الى بيان انواع من العبودية الباطنة التي هي في في القلب قلب العابد فقال وكذلك حب الله ورسوله. فحب الله سبحانه وتعالى عبادة. ومن اعظم ما تتقرب الى الله به حبه جل وعلا بل ان الحب هو روح العبادة واساسها ولبها والمؤمنون يحبهم الله جل وعلا ويحبونه ويتقربون اليه سبحانه وتعالى محبته ومحبة من يحب ومحبة ما يحب سبحانه وتعالى وفي الدعاء المأثور اللهم انا اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله فمما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به حبه جل وعلا وحب رسوله. صلى الله عليه وسلم وقد قال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اه بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار كذلكم خشية الله كذلكم خشية الله سبحانه وتعالى وخشيته عز وجل عبادة قلبية عظيمة بل هي ركن من اركان التعبد القلبية. لان التعبد لله بعموم العبادات وانواع الطاعات يقوم على ثلاثة اركان وهي المحبة والخوف والرجاء فهذه اركان لعبادة الله سبحانه وتعالى اه التقرب اليه سبحانه وتعالى فمما او من اعظم ما يتقرب به المتقرب الى الله عز وجل ان يكون في قلبه خشية وخوف من الله عز وجل وكلما ازداد العبد بصيرة بالله واسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكماله وكبريائه وبطشه سبحانه وتعالى ازداد خوفا منه سبحانه. ولهذا قال الله ان اما يخشى الله من عباده العلماء. اي ان العبد كلما ازداد علما بالله ازداد خشية من الله جل وعلا ولهذا قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف اي ان المعرفة بالله كلما زاد بالقلب زاد الخوف والخشية من الله عز وجل ثم يترتب على اه هذا الخوف وهذه الخشية اه من الله سبحانه وتعالى العمل بمرضه. فالعبد اذا خاف من الله فر الى الله واناب الى الله واقبل على طاعة الله سبحانه وتعالى فان كل شيء يخافه الانسان ويخشاه يفر منه الا الله سبحانه وتعالى من يخاف ويخشى يفر اليه كما قال سبحانه ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين. فمن يخاف الله يفر الى الله بالاقبال عليه والانابة اليه اه القيام بعبادته سبحانه وتعالى على الوجه الذي يرظيه سبحانه وتعالى كذلكم اه الانابة اليه مما يتقرب آآ الى الله عز وجل به الانابة اليه. وقد قال الله تعالى وانيبوا الى ربكم. واسلموا له فالانابة هي الرجوع الى الله بفعل ما امر وترك ما نهى عنه سبحانه وتعالى وزجر فاهل الايمان هم اهل الانابة الى الله عز وجل بالاقبال عليه سبحانه وتعالى طاعة واستسلام وامتثالا لاوامر اه الرب سبحانه وتعالى وكذلكم اخلاص الدين لله اخلاص الدين لله والاخلاص هو اساس العبادة الذي عليه تقوم بل لا تكون العبادة عبادة الا بالاخلاص وقد قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال الله تعالى الا لله الدين الخالص فاخلاص الدين لله آآ هو عبودية وهو اساس آآ آآ العبودية اه الذي عليه تبنى وعليه تقوم اه العبادة والاخلاص في العبادة وفي الدين ان يكون اه الدين صافيا نقيا لا يراد به الا الله سبحانه وتعالى فالخالص هو الصافي النقي. الخالص هو الصافي النقي واخلاص الدين لله. اي ان يكون دين العبد صافيا نقيا ما يراد به الا الله سبحانه وتعالى ليس فيه رياء ولا سمعة ولا ارادة للدنيا بالعمل ولا غير ذلك من الامور التي هي اه والعياذ بالله من محبطات الاعمال لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجه وفي الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه كذلكم يدخل في اه العبادة الصبر لحكمه الصبر لحكمه وفي القرآن الكريم في اواخر الطور قال الله تعالى واصبر لحكم ربك فانك اه باعيننا واصبر لحكم ربك وحكم الله حكم الله جل وعلا يتناول بهذا الموظع وفي الاية المشار اليها واصبر لحكم ربك يتناول الحكم الكوني القدري والحكم الشرعي الديني وفي كل منهما مطلوب من العبد الصبر. ولهذا تنوعت اه اه تنوع قبر بحسب اه ما يطلب من العبد المؤمن ان يحقق عبودية الصبر فيه فالله جل وعلا يقول واصبر لحكم ربك. وحكم الله اه نوعان حكم كوني قدري وحكم شرعي ديني فاذا حكم الله وقضى كونا وقدرا على عبده بمصيبة من المصائب او بلية من اه البلايا من فقر او موت قريبا او فقد حبيب او اه حصول اه اه نقص في صحة او في مال او غير ذلك فانه مطلوب منه ان يتلقى هذا الحكم الكوني القدري بالصبر وقد قال الله ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون فهذا صبر على حكم الله صبر على حكم الله اي ما قضاه قدره سبحانه وتعالى على عبده من موت قريب او فقد لمال او حصول فقر او وجود مرض او غير ذلك كل ذلك يجب عليه ان يتلقاه بالصبر وان يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانما اخطأه لم يكن ليصيبه وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال علقمة رحمه الله هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم وايضا الحكم آآ يطلق ويراد به الحكم الشرعي الديني. اي ما امر الله سبحانه وتعالى عباده به وما نهاهم عنه فالله عز وجل آآ حكم حكما شرعيا ديني باوامر امر عباده ان يفعلوها ونواهي نهى عباده ان اه يقارفوها فيجب على العبد ان يقابل هذا الحكم الشرعي الديني بالصبر فالاوامر يصبر على فعلها والنواهي يصبر عن فعلها ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى الصبر ثلاثة انواع صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله تبارك وتعالى المؤلمة. وجميع هذه الانواع الثلاثة تدخل قل تحت قوله والصبر والصبر لحكمه في الاية الكريمة واصبر لحكم ربك فيدخل اه تحت الصبر لحكم الله هذه الانواع الثلاثة الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على اقدار الله تبارك وتعالى المؤلمة. والصبر هو حبس النفس ومنعها يصبر على طاعة الله بان يحبس نفسه على فعل الطاعة ويصبر عن المعصية بان يحبس نفسه ويمنعها من فعل المعصية وايضا في الاقدار المؤلمة يحبس نفسه عن الجزع والتسخط والنياحة ولطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية يحبس نفسه ويمنع نفسه من ذلك كله والصبر المعتبر ما كان عند الصدمة الاولى الصبر المعتبر ما كان عند الصدمة الاولى. كما قال عليه الصلاة والسلام لتلك المرأة التي وجدها عند قبر تبكي اه فاقدي صبي لها كما جاء في بعظ اه روايات الحديث فقال لها عليه الصلاة والسلام اتقي الله واصبري. فقالت اليك عني لم تصب بمثل مصيبتي فمضى عليه الصلاة والسلام فقيل لها انه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحقته عند بيته عليه الصلاة والسلام فلم تجد حجابا ولا بوابين جاءت اليه عليه الصلاة والسلام لتعتذر فقال لها انما الصبر عند الصدمة الاولى فهذا اصل متين لا بد من العناية به في باب الصبر على المصاب الا وهو ان الصبر عند الصدمة الاولى اما بعد ذلك فالعبد سيسلو ولهذا قيل قديما من لم يصبر عند من لم يصبر في اول المصاب سلا فيما بعد سلو البهائم من لم يصبر في اول المصاب سلا فيما بعد سلو البهائم لان البهيمة عندما مثلا آآ يموت وليدها عندما يموت وليدها آآ تحزن وهي بهيمة خاصة اول ما آآ تصاب بفقده ثم مع الوقت تسلب مع الاكل والشرب البحث عن طعام وتسلو وتنساه ورأيت ناقة مرة اه وفي ذلك عبرة تذهب الى مكان بعيد لان وليدها مات فيه ورأيتها تذهب وتقف عند المكان وتسم وليدها الميت وسألت عنها قالوا استمرت على ذلك ايام ثم سلت ونست ذلك وهي ناقة فيقول اهل العلم من لم يصبر آآ في اول المصاب سلا سلو البهاء ولهذا في الحديث قال انما الصبر عند الصدمة الاولى فينبغي على المسلم ان يوطد نفسه على التخلي التحلي بهذا الخلق العظيم والتقرب الى الله سبحانه وتعالى به وموعود الله وثوابه جل وعلا للصابرين عظيم جدا يكفي في ذلك اطلاق البشارة في قوله وبشر الصابرين ولم يذكر لعظم ما اعده سبحانه وتعالى لهم من مكرمات وثواب وعطاء جزيل قال والشكر والشكر لنعمه والشكر لنعمه ايضا مما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به ان يكون العبد شاكرا لله شاكرا لله سبحانه وتعالى على نعمه ونعم الله على عباده لا تعد ولا تحصى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وما بكم من نعمة فمن الله فيتأمل كالعبد في نعم الله عليه في سمعه في بصره في حواسه في صحته في عافيته في بدنه في طعامه في شرابه في مسكنه في لاولاده نعم لا تعد ولا تحصى ولا يربط الانسان باب النعمة في حاله آآ اه التي هو عليها في اه يوما آآ من ايام حياته بل نعم الله من اول وجوده بل قبل وجوده ونعم الله سبحانه وتعالى عليه متوالية اقول ذلك لان بعض الناس قد يصاب في مرحلة من حياته بمرض او يصاب بفقر او يصاب بشدة فينسى نعم الله عليه ينسى نعم الله تبارك وتعالى عليه. لكن اذا آآ وسع نظره وتجاوز حد هذا المصاب الذي هو فيه وجد ان نعم الله عليه لا تعد ولا تحصى بدءا من كونه جنينا في بطن امه كيف يسر الله سبحانه وتعالى له الغذاء ويوم ولادته كيف عطف امه عليه بالحليب والعطف وغير ذلك نعم لا تعد ولا تحصى فمما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به الشكر آآ لنعمه جل وعلا شاكرا لانعمه والشكر للنعمة يكون بالقلب اعترافا ويكون باللسان حمدا وثناء على المنعم ويكون بالجوارح عملا بطاعة الله كما قال الله سبحانه وتعالى اعملوا ال داوود شكرا كذلكم يدخل في العبادة الرضا بقضاء الله فمما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به ان يرظى بقظائه والرظا بالقظاء منزلة اعلى من منزلة الصبر وارفع واعلى شأنا ومقاما فالرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى عبودية قلبية عظيمة يكرم الله سبحانه وتعالى بها اه خواص عباده واصفياء اوليائه والتوكل عليه التوكل عليه ايظا هذا من العبادة التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها ان يكون العبد متوكلا على الله توكل على الحي الذي لا يموت والتوكل هو الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه سبحانه وتعالى مع بذل الاسباب التوكل هو ما يجمع التوكل حقا هو ما يجمع هذين اه الاصلين ان يستعين بالله ويعتمد عليه سبحانه وتعالى ويبذل الاسباب التي امر جل وعلا عباده اه ببذلها والقيام بها وعبودية التوكل عبادة تصحب المسلم في كل شؤونه فالاعمال الدينية والطاعات كلها تحتاج الى توكل وايضا الاعمال والمصالح الدنيوية كلها تحتاج من العبد الى توكل ولهذا شرع للمسلم في كل مرة يخرج فيها من بيته لاي مصلحة دينية او دنيوية ان يخرج مستحظرا التوكل على الله قائلا بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله والرجاء لرحمته ايضا مما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به الرجاء لرحمته. قال الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فرجاء رحمة الله اه من اه اه العبوديات التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها بل هو من اركان التعبد القلبية كما قدمت اه كل عبادة نتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها تقام على اركان ثلاثة الحب والرجاء و الخوف ولهذا قال والرجاء الى رحمته والخوف من عذابه والخوف من عذابه فمر معنا في الاية ويرجون رحمته ويخافون عذابه فالخوف من عذاب الله عبودية يتقرب الى الله سبحانه وتعالى آآ يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها. وكلما كان العبد آآ شديد الخوف من عذاب الله وعقاب الله سبحانه وتعالى على ازداد تهيؤا وعملا آآ بطاعة الله ولهذا اه اه اه من يكرمهم الله سبحانه وتعالى بدخول الجنة يذكرون ذلك يذكرون حالهم في الحياة الدنيا وكونهم كانوا على خوف من ذلك اليوم ومن عذاب الله وان هذا هو الذي اوصلهم تلك الرتب. مثل ما جاء في الاية اه في سورة الطور اه فاقبل بعضهم على بعض اه يتساءلون قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم انا كنا من قبل ندعو وانه هو البر الرحيم وفي اه سورة الحاقة قال فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرأ كتابي اني اني ملاق حسابي. وقال الله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. فاذا خاف العبد من عذاب الله سبحانه وتعالى آآ زجره ذلك عن فعل المحظور او ترك آآ المأمور واستعد للقاء الله عز وجل ولهذا تكثر الايات في القرآن التي فيها الترهيب آآ من من عذاب الله سبحانه وتعالى حتى يتجنب العبد كل امر يسخط الله ويغضبه جل وعلا لما ذكر رحمه الله هذه الامثلة ايضا لا على وجه الحصر قال وامثال ذلك وامثال ذلك هي من العبادات ومراد شيخ الاسلام بذكر هذه الامثلة بدءا من ذكره للصلاة الى الخوف من عذاب الله سبحانه وتعالى اراد ان يوضح التعريف السابق بالامثلة فعرف العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة ثم آآ وضح هذا التعريف بالمثال نعم قال رحمه الله تعالى وذلك ان العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له والتي خلق الخلق لها كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وبها ارسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم لقومهم وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال تعالى ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون كما قال في الاية الاخرى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم. وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون وجعل ذلك لازما لرسوله الى الموت كما قال واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وبذلك وصف ملائكته وانبيائه فقال تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون وقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون وذم المستكبرين عنها بقوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم ونعت صفوة خلقه بالعبودية له. فقال تعالى عيني يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ولما قال الشيطان قال ربي بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين قال الله تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين وقال في وصف الملائكة بذلك وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول هم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وهم من خشيته مشفقون. وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا. وكلهم اتيه يوم القيامة فردا وقال تعالى عن المسيح الذي ادعيت فيه الالهية والبنوة ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله وقد نعته الله بالعبودية في اكمل احواله فقال في الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا. وقال في الايحاء فاوحى الى عبدي به ما اوحى وقال في الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا. وقال في التحدي وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله. نعم اه اردت ان نقف فقط على هذه الايات وايضا نعرف مكانة هؤلاء الائمة رحمهم الله وعنايتهم العظيمة بكتاب الله جل وعلا ومداواة للناس بالقرآن وذكر بالقرآن من يخاف وعيد وهذه طريقة الائمة من اهل العلم والفضل يحيون القلوب ويذكرون الناس ويعلمونهم سوق الايات وذكر الادلة من كتاب الله جل وعلا سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه الكلام على مضامين هذه اه الايات ومدلولها والشاهد منها السياق يكون في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى. نسأل الله الكريم اه ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول السائل ما صحة المقولة التي تقول انه يجب الرضا بقدر الله ولا يجب الرضا بالمقدور المؤلم بل يكفي فيه الصبر هناك فرق بين كالرضا بالقضاء والرضا بالمقضي الرضا بالقضاء واجب واما اه المقظي فبحسبه قد اه يكون المقضي على اه اه عبد الوقوع في معصية مثلا او ذنب من اه الذنوب. فعليها ان يتوب الى الله يسر الله عز وجل اه التوفيق للتوبة والعون على اه الهداية ويسأل الله عز وجل ان يغفر له ذنبه وخطيئته فثمة فرق بين القظاء والمقظي نعم احسن الله اليكم ويقول بعض الناس اذا سئل عن العمل الدنيوي قال العمل عبادة فما صحة ذلك العبادة اه مفهومها اعد السؤال احسن الله اليكم يقول بعض الناس اذا سئل عن العمل الدنيوي يقول العمل عبادة اه العبادة مفهومها كما تقدم معنا اوسع من اه اه العبادة المحضة العبادة المحظة التي اه هي حق الله آآ حق الله على عباده المتعلق به سبحانه وتعالى من صلاة وصيام وذكر ونحو ذلك اه اه ليست العبادة مقصورة على ذلك وليست ايضا مقصورة على فعل ما اوجبه الله على عباده من حقوق للادميين مثل بر الوالدين صلة الارحام ونحو ذلك بل انها اوسع من ذلك. فيدخل فيها ترك العبد للمنهي الذي حرمه الله عليه ويدخل فيها فعله للمباح اذا قصد به التقرب الى الله وعمله اه طلبا اه اه رضا الله سبحانه وتعالى مثل ان يأكل او يطعم او ينام لتكون ليكون اكله وشربه ونومه قوة له على طاعة الله فهذه تدخل في هذه في العبادة بما قام في قلب العامل من نية صالحة ويدل لذلك الحديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فاذا قول القائل العمل عبادة ليس على اطلاقه العمل يعني اعمال العبد الدنيوية ومصالحه ونحو ذلك ليس على اطلاقه العمل عبادة اذا ما اذا كان نوى به الاستعانة على طاعة الله مثل شخص يعمل اه في صنعا من الصناعات او مهنة من المهن ويقصد بهذا العمل ان يسد حاجته وحاجة اه اولاده في باب الرزق وان آآ يعمل بامر الله له في السعي في طلب الرزق ويسر الله عز وجل الرزق الحلال ويتجنب الحرام الى غير ذلك يدخل عمله آآ هذا في باب العبادة. اما اذا كان يعمل العمل الدنيوي ولم تقم تقم في قلبه اه النية الصالحة او نية التقرب الى الله سبحانه وتعالى فانه حين اذ لا يدخل في اه العبادة والاعمال معتبرة بنياتها. نعم احسن الله اليكم يسأل عن الفرق بين الانابة والتوبة الانابة هي الرجوع الى الله سبحانه وتعالى. الانابة هي الرجوع الى الله وانيبوا الى ربكم اي اه ارجعوا اليه وعودوا اليه اه بفعل اه اوامره وترك نواهيه سبحانه وتعالى والمنيب هو المقبل على الله سبحانه وتعالى والتوبة التوبة ايضا فيها المعنى نفسه معنى الرجوع الى الله عز وجل بترك ما نهى عنه حرمه على عباده وما قد وقع فيه العبد من ذنوب او اعمال اه تسخط الله اه تبارك وتعالى. وتكون التوبة بالندم على فعل ذلك الذنب وبالعزم على عدم العودة اليه وبالاقلاع عنه اقلاعا تاما نعم احسن الله اليكم يقول ما حكم الخوف من الجن اذا كان في حدود خوف الانسان الطبيعي كخوفه من عدو او خوفه مثلا من حية او خوفا مثلا من عقرب او مثلا اه نحو ذلك فهذا خوف طبيعي ليس داخل في العبادة ولا يلام الانسان عليه وفي القرآن قال الله تعالى فاوجس في نفسه خيفة موسى لما جاء السحرة والقوا حبالهم وعصيهم قال فاوجس قال الله تعالى فاوجس في نفسه خيفة موسى. موسى من اولي العزم من الرسل هذا الخوف خوف طبيعي ومثله قول اه مثل ما جاء في الحديث كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا خاف قوما قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم هذا خوف طبيعي فاذا كان في في هذا الحدود فهو خوف طبيعي لا ملامة على الانسان فيه اما اذا دخل الانسان في هذا الباب باب الخوف من الجن الى حد الوسوسة والتوهمات والتخيلات فهذا زائد عن الحد ويعد مرظ من الامراض فيكون في جانب الجبن المذموم والمعاني التي جاء الشرع بذمها. واذا زاد هذا الامر الى الدخول في تعلقات باطلة واعمالا محرمة فربما يصل بالانسان اذا حد الاشراك. نعم احسن الله اليكم يقول ما صح التقسيم او زيادة الحكم الجزائي بالنسبة لانواع الحكم الحكم الجزائي هو من الاحكام الثابتة الحكم لله كونا وقدرا شرعا ودينا وايضا جزاء وعقوبة والله سبحانه وتعالى هو الديان وفي القرآن قال مالك يوم الدين وما قال تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين اي يوم الحساب والله عز وجل هو مالك يوم الدين اي اه الحساب ومن اسمائه جل وعلا الديان. وقد جاء في الحديث اه الصحيح ان الله يقول يوم القيامة انا الملك انا الديان ومعنى الديان اي المجازي فالحكم الذي هو اه الجزاء والحساب هو لله وحده قال تعالى ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى احسن الله اليكم يقول كيف نوفق بين قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في ان كل لفظ عبادة في القرآن معناه التوحيد وبين تعريف شيخ الاسلام العبادة ليس هناك تعارض بين القولين فكلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بيان حد العبادة الجامع لها من حيث الاعمال التي يقوم بها العابد وسيأتي عنده قريبا تعريف للعبادة من حيث النظر الى العابد نفسه وكلمة ابن عباس رضي الله عنهما في بيان ان الامر بالعبادة في القرآن الكريم او كل امر بالعبادة في القرآن الكريم امر بتوحيد الله سبحانه وتعالى وهذا المعنى موجود ضمنا في تعريف شيخ الاسلام موجود ضمنا في تعريف شيخ الاسلام لان ابن تيمية قال العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وذكر رحمه الله تعالى في شرحه لهذه الجملة ان من جملة الاعمال باطنة الاخلاص لله اخلاص الدين لله سبحانه وتعالى وعرفنا انه اه اساس الدين الذي عليه يبنى وان العبادة لا تقبل الا به وسيأتي عند شيخ الاسلام ابن تيمية تقرير ذلك توسع في هذا المقام ووذكر الدلائل والشواهد عليه. نعم احسن الله اليكم يقول شاع عند ابتلاء اي شخص بشيء ان يقال لها رزقك الله الصبر والسلوان. فما صحة ذلك؟ وما معنى السلوان السلوان اه معناه ان يسلوا عن عن عن مصابه بان تطيب نفسه ويطمئن قلبه ويسلو عنه اه اه المصاب والمصاب يحتاج الى اه ما يسلو به قلبه وقد الف احد الائمة الاعلام في هذا الباب تسلية اهل المصائب تسلية اهل المصائب وهو كتاب نفيس ونافع جدا في بابه يعني ما هي الامور والمعاني التي يحتاج اليها المصاب ليسلو فالسلوان المراد بها ان يسلو آآ ان يسلو المصاب فالدعاء له بذلك من حيث المعنى وصحيح والدعاء له بالصبر حال المصاب ايضا صحيح لكن بدون المصاب يطلب الانسان آآ الصبر على المصاب فهذا فيه طلب للمصاب نفسه فليس له ذلك وانما اذا وقع في اه المصاب يسأل الله ان يعينه على الصبر على ما ابتلاه وان يوفقه للتحلي الصبر وايضا اذا علم الانسان عن اخر انه ابتلي بمصيبة يسر الله له ان يرزقه الصبر من حيث المعنى لا بأس بذلك نعم احسن الله اليكم يقول هل يكفي في التعزية الهاتف اذا كان الانسان في دولة اخرى يقولون ما لا يدرك لا يترك. اذا ما تستطيع تقابله المقابلة المواجهة ابلغ و آآ امكن في الفائدة له وتسميتي له واذا لم يتمكن فما لا يدرك لا يترك اذا لا يتمكن الانسان من ملاقاة اخيه لمواساته الاتصال به هاتفيا لا شك ان في اه فائدة ونفع نعم اليكم يقول هجرت ولدي بسبب اصراره على المعاصي فما حكم هجري له هذا الزمان زمان يمر فيه كثير من الابناء في بفتن عاصفة جدا وخلطاء سوء كثر وفتن متلاحقة جارفة فحقيقة ينبغي على الاباء في هذا المقام ان يحرص على ترويضا الابن ان يحرص على احتواء الاذن اه القرب منه والعطف عليه واحساسه بشفقته عليه ورحمته والهجر للزجر للزجر لكن في مثل هذا الوقت اذا هجر الانسان ابنه تلقفاه تلقفاه دعاة الشر واهل الفساد واهل المخدرات واهل الى غير ذلك فربما يكون اه باب عظيم اه اه دخول اه الابن في الشر دخولا واسعا آآ والهجر اصالة انما يؤتى به لزجر الانسان ومداواته ومعالجته فاذا كان الانسان في مجتمع صلحا ومستقيمين ووقع ابنه في خطأ وهجره لا شك ان الهجر في مثل ذلك المقام له تأثيره. لكن اذا كان المجتمع يعج بخلطاء الفساد وهجره وامتنع من كلامه قرب منه اهل الباطل فالذي اراه ويظهر لي في مثل هذا ان يحرص الاب على احتواء ابنه والتودد اليه و آآ الاحسان اليه وآآ الدفع بالتي احسن وتقليل الشر في ابنه ما امكن ولجوء الصادق الى الله دعوة الوالد لولده مستجابة وان يحرص الا يدعو على ابنه بعظ الاباء آآ يعني يشتد احيانا غضبه لفعلة مشينة او تصرف مشين على ابنه فيدعو عليه دعاء شديدا يدعو عليه بالنار يدعو عليه بسخط الله يدعو عليه بالهلاك يدعو عليه امور اه كبيرة جدا ودعوة الوالد لولده مستجابة فعليه ان يدعو له يعطف عليه ويرحمه ويحاول ان يحتويه وايضا يدفع اليه آآ قرناء الخير ودعاة الحق يهديه مثلا آآ شيء من الاشرطة او شيء من الكتب من هنا ومن هنا ولا يستعجل النتيجة لا يستعجل نجده اما تحقق هداية في شهر الشهر الذي بعده ان شاء الله وان لم تكن هذه السنة السنة التي بعدها يروظ نفسه على وهو مأجور على على صبره ومداواته لابنه والعمل على معالجته نعم احسن الله اليكم يقول رجل رمى الجمرات وحلق رأسه وقبل طواف الافاضة جامع اهله فماذا عليه في مثل هذه الحالة لا يفسد الحج لكن عليه شاة اه يذبحها اه لفقراء الحرام. نعم احسن الله اليكم يقول اديت فريضة الحج واريد ان اعمل عمرة لامي مع العلم انها على قيد الحياة ولكنها كبيرة في السن. اعد احسن الله اليكم يقول اديت فريضة الحج واريد ان اعمل عمرة لوالدتي وهي على قيد الحياة ولكنها كبيرة في السن فهل اذا كان كبر والدتك في السن لا تتمكن معه من الركوب في السفر ولا تقدر على ذلك فلك ان تعتمر عنها اما اذا كانت قادرة على الركوب والسفر وتتمكن من ذلك فليس لك ان تعتمر عنها نعم احسن الله اليكم يسأل عن حكم رفع اليدين في الدعاء في اخر المحاضرة او في الدعاء الجماعي آآ رفع اليدين في الدعاء قال فيه عليه الصلاة والسلام ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا اما اه الاحوال من حيث رفع اليدين عدمها فهي ثلاثة يعني قسم جاءت السنة الرفع فيه فيقال فيه ان السنة ترفع الايدي وقسم جاءت السنة بعدم رفع اليدين فيقال فيه السنة الا ترفع الايدي مثل الدعاء وقت خطبة الجمعة الا في الاستسقاء. السنة الا ترفع الايدي وقسم مطلق فهذا الامر فيه واسع ان رفع يديه لا حرج وان لم يرفع يديه لا حرج لكن لا يتخذ سنة لا يقال من السنة اه رفع الايدي او من السنة عدم رفعها والامر اه في ذلك نعم واسع نعم صلى الامر في هذا القسم واسع ان شاء رفع وان شاء لم يرفع نعم الله اليكم يقول ما حكم تشميت العاطس تشميت العاطس واجب واذا حمد الله اه فسمته وبعض اهل العلم يقول حق على كل من سمعه ان اه يشمته وبعض اهل العلم يقول اذا فعل اه هذا التشميت البعض اجزى عن الباقين. نعم ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يوفقنا لكل خير وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا واه زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادته ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما الم انك انت علام الغيوب اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبعك رضاك يا رب العالمين اللهم ولي على المسلمين اينما كانوا خيارهم يا رب العالمين واصرف عنهم شرارهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وانصر المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا. اللهم كن لنا ولهم ولا تكن علينا اللهم اعنا واياهم ولا تعن علينا وانصرنا واياهم ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدنا بقلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييت واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه