الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فالدين كله داخل في العبادة وقد ثبت في الصحيح ان جبريل لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في سورة اعرابي وسأله عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال فما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال فما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك ثم قال في اخر الحديث هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فجعل هذا كله في الدين. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لما بين شيخ الاسلام رحمه الله تعالى حقيقة العبادة وانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة ولما بين ايضا مكانة العبادة وانها الغاية المحبوبة لله والمرضية له جل وعلا وكذلك نعت الله عز وجل انبيائه وملائكته وعباده واولياءه بها ونعت بها صفوة خلقه صلوات الله وسلامه عليه في اشرف مقاماته صلوات الله وسلامه عليه وساق المؤلف في كل ذلك من ادلة القرآن ما تيسر لبيان المقصود ثم بعد ذلكم قال رحمه الله فالدين كله داخل في العبادة فالدين كله داخل في العبادة لانا عرفنا ان العبادة اسم جامع العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله فاذا الدين كله داخل في العبادة وقد بين ذلك رحمه الله تعالى جوابا للسائل لان من سؤالاته التي طرحها عليه شيخ الاسلام وهل الدين داخل في العبادة ام لا وهل مجموع الدين داخل في العبادة ام لا؟ جواب هذا السؤال في قوله رحمه الله فالدين كله داخل في العبادة الدين كله داخل في العبادة واستدل رحمه الله لذلك بحديث جبريل المشهور وحديث جبريل حديث جامع جاء فيه جبريل عليه السلام الى نبينا صلى الله عليه وسلم على صورة على صورة اعرابي وسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الاسلام والايمان والاحسان فاجابه صلى الله عليه وسلم ببيان ذلك تبين الاسلام وبين الايمان وبين الاحسان صلوات الله وسلامه عليه ثم قال نبينا صلى الله عليه وسلم في تمام الحديث هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فعلم ان الدين دين الله عز وجل الذي رضيه لعباده ولا يرضى لهم دينا سواه يتناول ذلك كله ويشمل ذلك كله. جميع ما ذكر في هذا الحديث الجامع يتناوله هذا الاسم الدين. قال يعلمكم دينكم ومن ينظر المعاني التي بينت في الحديث يجد ان الاسلام بين بشرائعه والايمان بين بحقائقه الباطنة من عقائد واصول تقوم في قلب المؤمن وايضا الاحسان الذي هو اعلى رتب الدين ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ثم في تمام ذلك يقول عليه الصلاة والسلام هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. اذا الدين يتناول العقيدة والشريعة يتناول العلم والعمل كله دين وقول نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه الدين هذا يتناول الفقه في العقيدة والفقه في العمل الذي هو العبادة. كله من الفقه في دين الله فدين الله عز وجل علم وعمل علم وعمل. العقائد التي تكون في القلوب والاعمال التي تكون في القلوب وكذلك هم الاعمال التي تباشر بالجوارح ينطق يتلفظ بها اللسان هذه كلها داخلة في الدين وهذا الحديث حديث جبريل حديث جامع حتى ان بعض اهل العلم قديما قال يصلح ان يقال عن هذا الحديث ام السنة مثل ما يقال عن الفاتحة ام القرآن الفاتحة يقال لها ام القرآن لماذا لان ما حوته الفاتحة اجمالا جاء في القرآن تفصيلا فالفاتحة اجملت كل ما فصل في القرآن فيؤم القرآن وكذلكم حديث جبريل اجمل كل ما فصل في السنة وجميع ما فصل في السنة من اعمال واحكام وعبادات وعقائد وغير ذلك راجعة الى هذا الحديث ولهذا قال في تمامه نبينا عليه الصلاة والسلام هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم تعلمكم دينكم هو حديث جامع وهو حديث يجدر بكل مسلم ان يعتني به حفظا لالفاظه وفهما لمعانيه وتحقيقا لمقتضياته وينبغي ان ان ان ينشر وينشأ عليه الاولاد والابناء ويعتنى بتحفيظهم هذا الحديث وحثهم على العمل به وتحقيقه لانه حديث عظيم جدا ومن جوامع كلم اه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فشيخ الاسلام هنا رحمه الله تعالى اورد هذا الحديث شاهدا ودليلا ان العبادة تتناول مجموع الدين ومجموع امور الدين واعماله كلها عبادة وكلها مما يتعبد لله سبحانه وتعالى به وحديث جبريل تناول ثلاثة امور ثلاثة امور كلها داخلة في الدين. الاول الاسلام وفسره عليه الصلاة والسلام بالاعمال الظاهرة وذكر فيه امهات الاعمال الظاهرة وهي مباني الاسلام الخمسة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام والامر الثاني الايمان وفسره بعقائد الدين الباطنة التي في القلب قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. فهذه اصول ستة يقوم عليها الدين ولا يقبل شيء من الدين الا بها قال تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. لا يقبل شيء من الدين الا بهذه الاصول قال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ونجزي لانهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون الامر الثاني الايمان وفسره العقائد التي تكون بالقلب وجماعها هذه الامور او الاصول الستة الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره تفاصيل هذه الاصول في كتب العقائد وتفاصيل اركان المتقدمة في كتب الاحكام والاحكام والعقائد كلها اه من دين الله وعليها قيام دين الله سبحانه وتعالى. ثم يأتي تمام ذلك وكماله الاتقان والاحسان والاجادة بان يعبد العبد ربه كانه يا الله هذا اكمل ما يكون وهي اعلى رتب الدين ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال شيخ الاسلام بعد ان اورد هذا الحديث فجعل هذا كله من الدين فجعل هذا كله من الدين اي الشرائع الظاهرة والعقائد الباطنة وايضا الاحسان وما فيه من اتقان واجادة وتكميل للعمل جعل هذا كله من الدين. نعم قال رحمه الله تعالى والدين يتضمن معنى الخضوع والذل. يقال دنته فدان اي ذللته فذل ويقال يدين الله ويدين لله ان يعبدوا الله ويطيعه ويخضع له فدين الله عبادته وطاعته والخضوع لك والدين يتضمن معنى الخضوع والذل يقال بنته فدان اي ذللته فذل ويقال يدين الله ويدين لله ان يعبدوا الله ويطيعه ويخضعوا له فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له والعبادة اصل معناها الذل ايضا. يقال طريق معبد اذا كان مذللا قد وطأته الاقدام لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب. فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له فان اخر مراتب الحب هو التتيم واوله العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب ثم الصبابة لانصباب القلب اليه ثم الغرام وهو الحب اللازم للقلب ثم واخرها التتيم يقال تيم الله اي عبد الله. فالمتيم العبد لمحبوبه ومن خضع لانسان مع بغضه له لا يكون عابدا له ولو احب شيئا ولم يخضع له لم يكن له عابدا. كما قد يحب ولده وصديقه ولهذا لا يكفي احدهما في عبادة الله تعالى بل يجب ان يكون الله احب الى العبد من كل شيء. وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبة والذل التام الا الله وكل ما احب لغير الله فمحبته فاسدة وما عظم بغير امر الله كان تعظيمه باطلا. قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم عشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشونها تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى الله بامره فجنس المحبة تكون لله ورسوله كالطاعة فان الطاعة لله ورسوله والارضاء لله ولرسوله والله ورسوله احق ان يرضوه والايتاء لله ورسوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله نعم هذا وجه اخر اورده رحمه الله تعالى في بيان ان الدين كله داخل في العبادة والوجه الاول استدلاله رحمه الله على ذلك بحديث جبريل المشهور وهنا يبين رحمه الله تعالى ما بين لفظة الدين ولفظة العبادة من تلازم في المعنى فكل من اللفظتين دال على معنى الذل والتذلل والخضوع لله سبحانه وتعالى قال والدين يتضمن معنى الخضوع والذل والدين يتضمن معنى الخظوع والذل اي في اصل مدلول هذه اللفظة لغة يتضمن هذا المعنى يقال دنته اذان اي ذللته فذل او اذللته فذل اذللته او ذللته اي قهرته قهرته فيقال بنته فدان اي ذللته او اذللته فذل ويقال ايضا دانه اي اذله. دانه اي اذله واستعبده هذا مدلول الكلمة من حيث اللغة فهي لفظة تدل على معنى الذل و اه اه الخضوع والتعبد مثل ما قيل آآ دانه دانه اي تعبده واستعبده فاللفظة من حيث من حيث مدلولها اللغوي تدل على معنى الذل آآ الخضوع يقال ندين الله وندين لله يقال ان دين الله وندين لله اي نعبد الله ونطيعه ونخضع له ونخضع له يقال ان دين الله باللزوم او ندين لله بالتعدي فهي تأتي لازمة يأتي هذا الفعل لازما ومتعديا والمعنى واحد وهو التعبد والطاعة والخضوع ولهذا تقول بامور الدين هذا ندين الله به او هذا ما ادين الله به وتقول ايضا هذا ما ندين لله به او ما ادين لله به فهي تأتي هذه اللفظة متعدية ولازمة وهي في كل تدل على معنى الذل والخضوع اذا استحضرت هذا المعنى ونظرت في معنى العبادة باللغة ما معنى العبادة لغة قال والعبادة اصل معناها الذل ايضا ما مراد شيخ الاسلام لما قال ايضا يعني مثل ما سبق ايضا هي مثل ما سبق تدل على معنى الذل الدين يدل على معنى الذل والخضوع والعبادة ايضا تدل على معنى الذل والخضوع ولهذا استعمل رحمه الله لفظة ايضا لفظة ايظا لينبه القارئ الى المعنى المراد هنا وهو ان يبين ما بين اللفظتين من اه تلازم من حيث الاصل للمدلول اللغوي قال والابادة اصل معناها الذل ايضا يقال هذا شاهد لغوي على ان العبادة معناها الذل يقام طريق معبد يقال طريق معبد اي اه اذا كان مدللا طريق معبد اي مذلل اذا كان مذللا قد وطأته الاقدام فاذا العبادة معناها الذل والدين ايظا معناه الذل فثمة اشتراك بين اللفظتين من حيث المدلول اللغوي هذا شاهد اخر من حيث الاصل اللغوي للكلمتين ان آآ العبادة مجموع الدين كله مجموع الدين اه كله يدخل في معنى اه العبادة والتعبد لله سبحانه وتعالى قال رحمه الله لكن العبادة المأمور بها لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب العبادة المأمور بها تتضمن معنى الحب ومعنى معنى الذل ومعنى الحب يعني ليس فقط هذا المدلول اللغوي الذي هو الذل فالذل وحده بدون الحب لا يكون عبادة عبادة الشرعية التي تعبد الله سبحانه وتعالى بها بل فيها قدر زائد على ذلك وهو ماذا؟ كالحب فالعبادة هي آآ تتضمن معنى الذل ومعنى الحب معنى الذل الذي دلت عليه الكلمة في في مدلولها اللغوي ومعنى الحب فالعبادة ذل وحب تقوم على هذين الركنين ومدارها على هذين الركنين فهي تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له هذا تعريف للعبادة اليس كذلك هذا تعريف للعبادة قال العبادة هي غاية آآ الذل لله بغاية المحبة له غاية الذل لله بغاية المحبة له التعريف للعبادة ومر معنا قريبا عند شيخ الاسلام في صدر هذه الرسالة تعريف العبادة بانها اسم جامد لكل ما يحبه الله ويرضاه فهذا التعريف للعبادة هو ذاك تعريف لكن اختلف النظرين هناك تعريف للعبادة باعتبار المتعبد به هناك تعريف للعبادة باعتبار المتعبد به هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه اما هنا تعريف للعبادة باعتبار حال المتعبد ووصف المتعبد فالعبادة بهذا الاعتبار هي غاية الذل لغاية الذل لغاية المحبة لله. قيامها على هذين الركنين. بمعنى لو انه وجد ذل لشخص بدون حب لم يكن هذا الامر عبادة واذا وجد حب بدون ذل لا يكون عبادة فالعبادة مدارها على هذين الركنين كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية هو عبادة الرحمن غاية حبه وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قضبان وعبادة الرحمن هي غاية وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابدين هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قام حتى قامت القضبان فالعبادة تدور على هذين القطبين اه غاية الحب مع غاية الذل لله سبحانه وتعالى يؤكد رحمه الله تعالى ان معنى الحب يؤكد رحمه الله تعالى ان الحب معنى داخل في العبادة وهو من التعبد فيقول فان اخر مراتب الحب اخر مراتب الحب هو التتيم لان الحب درجات الحب درجات وكل درجة لها اسم عند العرب كل درجة من درجات الحب لها اسم عند العرب فهو درجات والمحب يتنقل في اه درجات اخر درجة من درجاته هو التطيب اول هذه الدرجات العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب ثم الصبابة من صباب القلب اليه ثم الغرام وهو الحب الملازم للقلب لاحظ كل اسم من هذه الاسماء يعبر عن معنى قام في القلب تجاه المحبوب فهي درجات قال ثم الغرام وهو الحب الملازم للقلب ثم العشق واخرها التطيب اخرها التطيب يقال فيم الله اي عبد الله اذا في ارتباط بين آآ العبادة هو اه اه بين العبادة وبين اه الحب فاخر درجات الحب هو التتيم يقال تيم الله اي عبد الله. فالمتيم المعبد بمحبوبة المتيم المعبد بمحبوبه فاذا العبادة آآ تحتاج في العابد قيام هذين الامرين الذين عليهما اه مدار اه العبادة وهما قطب فلكها الذل والحب الذل والحب فالمتيم المعبد لمحبوبه اذا في ضوء ما تقدم بغوي ما تقدم من تعريف اه العبادة باعتبار صفة العابد وحاله ندرك ان من خضع لانسان مع بغضه له فلا يكون عابدا من خضع لانسان مع بغضه له خضع له خوفا منه من بطشه من جبروته من لكنه لا يحبه فهذا الخضوع لا يكون اه به عابدا له ولو احب شيئا ولو احب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له كما قد يحب ولده وصديقه وابنه اهله مثلا فاذا وجد حب لم يكن معه خظوع للمحبوب لم يكن عابدا له اذا من هو العابد من احب محبوبا وخضع لها من احب محبوبا وخضع له فقد تعبد قلبه له من من احب محبوبا وخضع له فقد تعبد قلبه له اصبح قلبه عبدا له اذا اجتمع في القلب الحب والخضوع الحب والخضوع يكون بذلك عبدا بقيام هذين الوصفين به قال ولهذا لا يكفي احدهما في عبادة الله ولهذا لا يكفي احدهما في عبادة الله. عبادة الله لابد فيها من الامرين ولا تقوم عبادة الله عز وجل الا على هذين الركنين لابد من قيامها قيامهما فالعابد الحب والذل غاية الحب مع غاية الذل لله سبحانه وتعالى قال بل يجب ان يكون الله احب احب الى العبد من كل شيء وان يكون الله عنده اعظم من كل شيء فيحب الله سبحانه وتعالى حبا اعظم من حبه لكل شيء وان يعظم الله سبحانه وتعالى تعظيما اعظم من كل شيء بل لا يستحق المحبة والذل التام الا الله لا يستحق المحبة والذل التام الا الله سبحانه وتعالى فكل ما احب لغير الله فمحبته فاسدة وما عظم بغير امر الله كان تعظيمه باطلا. وهذي قاعدة ثمينة مستفادة مما سفر الحب والتعظيم للمخلوق يجب ان يكون تبعا لحب الله سبحانه وتعالى و رضاه عز وجل كحبنا للانبياء وللاولياء وللاصفياء وللاعمال الصالحات الزاكيات هذا كله حب لله وكل حب لغير الله فهو فاسد كل حب لغير الله فهو فاسد ايضا تعظيمنا للشرع تعظيمنا لشعائر الله تعظيمنا لانبياء الله ورسله تعظيما لائق بمقامهم هذا التعظيم تبع لتعظيم الله سبحانه وتعالى فكل اه تعظيم لغير امر الله كان تعظيما باطلا اما هذا التعظيم المشار اليه انفا فهو تعظيم بامر الله سبحانه وتعالى وهو جزء من الطاعة لله عز وجل قال رحمه الله قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها تخشون كسادها ومساكن ترضونها. هذه ثمانية اشياء ذكرت في الاية يسميها اهل العلم المحاب الثمانية ثمانية محاب جبرت القلوب على حبها كل انسان جبل على محبة هذه الاشياء محبة اهله محبة ولده محبة تجارته محبة مسكنه الى غير ذلك هذه القلوب جبلت على محبتها ولا شيء في كون الانسان يحب هذه الاشياء لكن الخطورة عندما تكون محبة هذه الاشياء او محبة بعضها اعظم من محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال احب اليكم واحب افعل تفضيل احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره اي بعقوبته لان هذا الفعل يبوء به فاعلوه بسخط الله وغضبه عندما يقدم في المحبة غير الله على الله سبحانه وتعالى ولو كان هذا المحبوب له منزلته او مكانته في قلبه لا يجوز ان تقدم محبته على محبة الله جل وعلا قال فجنس المحبة يكون لله ورسوله لان في الاية قال احب اليكم من الله ورسوله وايضا في الحديث قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواه فجلس المحبة يكون لله ورسوله كالطاعة تكون لله ورسوله وهنا يشير رحمه الله تعالى الى ان جنس المحبة لا المحبة التي محبة العبودية محبة العبودية والدنيا هذي خاصة بالله. لكن جنس المحبة اه يكون لله ورسوله كالطاعة تكون لله ورسوله والارظاء يكون لله ورسوله وهذه من الحقوق المشتركة من الحقوق اه المشتركة وينبغي ان يفرق بين الحق المشترك والحق الخالص لله سبحانه وتعالى الذي لا يشرك معه فيه غيره فالمحبة لله ورسوله الايتاء مثل ما سيأتي ايضا الطاعة الارظاء الايتام في قوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله هذه مشتركة واما العبادة بما تدل عليه وما يدخل تحتها من توكل وذل اه استعانة ودعاء ورجاء ذبح ونذر وغير ذلك كل المعاني التي تدخل فيها هذي حق لله سبحانه وتعالى لا لا يجوز ان مشرك معه فيها غيره كائنا من كان بل هي حق خالص لله جل وعلا قال كالطاعة تكون لله ورسوله والارظاء لله ورسوله قال والله ورسوله احق ان يمرضوا والايتاء لله ورسوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله هذا فيما يتعلق بهذه الحقوق المشتركة. اما العبادة فهي حق خالص لله سبحانه وتعالى ويبين ذلك في مشيئاته. نعم قال رحمه الله تعالى واما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك فلا تكون الا لله وحده كما قال تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون فالايتاء لله والرسول كقوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واما الحسم وهو الكافي فهو الله وحده. كما قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوا فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين منين اي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله ومن ظن ان المعنى حسبك الله والمؤمنون معه فقد غلط غلطا فاحشا كما قد بسطناه في غير هذا الموضع وقال تعالى اليس الله بكاف عبده؟ نعم هنا يبين رحمه الله تعالى ان العبادة التي هي حق الله سبحانه وتعالى على عباده وما يناسبه من التوكل والخوف ونحو ذلك لا تكون الا لله وحده لا تكون الا لله وحده بخلاف ما مر معنا من الطاعة والايتاء ونحو ذلك من الحقوق المشتركة فلا يخلط بين الامرين لا يخلط بين الحق المشترك وبين الحق الذي هو لله وبين الحق ايظا الذي هو للرسول. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه المعصية هنا هذه الاية جمعت الانواع الثلاثة لتؤمنوا بالله ورسوله هذا حق مستمر وتعزروه وتوقروه هذا حق للرسول عليه الصلاة والسلام وتسبحوه وتسبحوه بكرة واصيلا هذا حق لله ليس للرسول عليه الصلاة والسلام تسبيحه لله والتهليل لله والتكبير لله سبحانه وتعالى فمعرفة هذه الحقوق نافع حتى لا يخلط بينها كما يقع عند اه اهل الباطل ممن يجعل شيئا من حقوق الله الخالصة لغير الله كالرسول او الاولياء او نحوهم فيقعون في الشرك المحض والكفر المبين قال واما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك فلا تكون الا لله وحده كما قال تعالى قل ايا ايها النبي يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم تعالوا الى كلمة هنا اطلقت الكلمة والمراد بها الجملة. وجاءت مفسرة في الاية جاءت الكلمة وفسرت الاية الا نعبد الا الله هذا هو المراد بالكلمة وصفها بانها كلمة سواء ومعنى سواء اي عدل ليس فيها اجحاف ولا ظلم لاحد الطرفين كلمة عدل وكلمة انصاف لا لا لا اجحاف فيها تعالوا الى كلمة سواء اي كلمة قائمة على العدل والانصاف وعدم الانجح ما هي الكلمة الا نعبد الا الله هذا هو هذا هو الميزان الصحيح للعدل والانصاف. الا نعبد الا الله الا نصرف شيء من العبادة الا لله سبحانه وتعالى. الذي تفرد لخلقنا وخلق السماوات والارض وخلق هذه المخلوقات فالقول العدل والانصاف وان نجتمع عليه كلنا ان لا نعبد الا الله لا نتخذ اربابا من دونه سبحانه وتعالى هذا هو الانصاف وهذه الدعوة المنصفة السالمة من الظلم لان اتخاذ الشركاء هذا ظلم بل هو اظلم الظلم وافراد الله بالعبادة هو هو الانصاف والعدل قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم. وقال والكافرون هم الظالمون فاشنع الظلم اشده ان ان يجعل مع الله سبحانه وتعالى الشركاء والانداد فدعاهم عليه الصلاة والسلام كما امره الله كان يكاتب بها هذه الاية الملوك دعاهم الى ذلك دعاهم الى كلمة سواء اي كلمة انصاف وعدل لا اجحاف فيها وهي الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعظنا بعظا اربابا من دون الله فان تولوا اي اعرضوا عن هذا الذي دعوت دعوتهم اليه تقول اشهدوا بانا مسلمون قولوا لهم اشهدوا انا مسلمون اي لله مخلصون ديننا لله سبحانه وتعالى لا نشرك مع الله شيئا كائنا من كان فهذا حق الله هذا حق الله سبحانه وتعالى يخلص له مثل قوله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له حقوق الله سبحانه وتعالى على عبادة لا يدخل فيها احد. كائنا من كان لا الملائكة ولا الانبياء ولا غيرهم هذه حقوق لله خلق الخلق لاجلها واوجدهم سبحانه وتعالى لتحقيقها فلا يجعل مع الله سبحانه وتعالى اه الشركاء في شيء من ذلك ثم اورد قول الله عز وجل ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون قال فالايتاء لله ولرسوله لقوله وما اتاكم وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فادهوه. واما الحسم وهو الكافي فهو الله وحده ليتضح المعنى السياق سياق الاية الكريمة اه سياق الاية الكريمة ولو انهم رضوا ما اتاهم الله سياقها في الحديث عن المنافقين والاية التي قبلها الاية التي قبلها هي من جملة الايات التي في سورة التوبة وهي الفاظحة التي فضح الله سبحانه وتعالى فيها المنافقين اقوالهم الشنيعة وعقائدهم الباطلة واقاويلهم الزائفة. فتجد في سورة التوبة التي هي الفاضحة ايات كثيرة ومنهم ومنهم منهم ومنهم ثم يذكر ماذا من اوصاف اولئك ومخازيهم وشنائعهم فالاية التي قبل هذه الاية قال الله عز وجل فاضحا للمنافقين قال ومنهم من يلمزك في الصدقات ومنهم من يلمزك في الصدقة. ما الغرض من هذا اللمس ما الغرض من هذا اللمس هل هو لمز متجرد بحيث ينظر صاحبه الى الانصاف واعطاء الحقوق لاصحابها والعدل مع الجميع هل هذا هو المقصود؟ لا يلمز لانه يريد فيجعل اللمس وسيلة ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها ربو اذا ليسوا هم اهل عدل بحث عن الحق وانما اهل مقامه ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. حتى لو كان الصدقات جعلت في مستحقين واهلا لها اذا لم يعطوا من تلك الصدقات تبقى حالهم هذه انهم يسخطون اذا هذه من صفات المنافقين يلمز آآ المتطوع بالصدقات والباذل وليس له غرض في هذا اللمس الا انه لم يعطى منها ولو اعطي لا اسكت العطاء فمه واخرس لسانه فهو يلمز من اجل ذلك من اجل حظ نفسه فقط لا بحثا في المسألة من من حيث العدل والقيام به واعطاء كل ذي حق حقه ليس هذا مرض المنافق. فالحديث اذا في وصف ماذا المنافقين المنافقين. فلما ذكر وصفهم جل وعلا بذلك قال ومنهم من يلمزك بالصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون قال جل وعلا متبعا ذلك ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله اي رضو القدر الذي اعطاهم اياه والقدر الذي من الله عليهم به والقدر الذي اعطاهم الله اعطاهم اياه الرسول صلى الله عليه وسلم ناولهم اياه وقدمه لهم فلو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله وقالوا حسبنا الله اي الله كافينا نلجأ اليه نطمع فيما عنده نسأله النوال والعطاء نفزع اليه في حاجاتنا ورغباتنا حسبنا الله وهي كلمة عظيمة جدا كلمة عظيمة فيها عبودية الفزع الى الله والتوكل على الله والالتجاء الى الله عز وجل قال ابن عباس كما في صحيح البخاري قالها ابراهيم الخليل حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فهي كلمة قالها الانبياء وقالها الاولياء وقالها الاصفياء وهي كلمة لجوء الى الله سبحانه وتعالى فلو ان هؤلاء قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله سيؤتينا الله من فضله ورسوله يؤتينا الله من فضله ان يمن علينا ويجود علينا ويتفضل وهو المال سبحانه وتعالى والمتفظل ورسوله اي مما يأتيه من اه اموال فيعطينا منها مثل غيرنا سيؤتينا الله قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله لاحظ الحسب جعله لله وحده الحسد جعله لله وحده والحسب ما هو؟ الكفاية قال الله تعالى اليس بك اليس الله بكاف عبده وقال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه يكفيه من كل شيء ولو كادته السماوات والارض ومن فيهن لم يجدوا اليه سبيلا. اذا كان الله عز وجل هو الكافي لعبده جعل الحسم لله وحده قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله اي ويؤتينا رسوله والمراد بايتاء الرسول ما هو ما المراد بايتاء الرسول اي ما يكون وهذا في زمانه والخطاب في الاية للمنافقين والخطاب في الاية للمنافقين فقال وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. ايضا جعل الرغبة لمن لله وحده ما قال راغبون الى الله ورسوله لان الرغبة عبادة لا تكون الا لله. فاذا فرغت فانصب والى ربك فرغب. فالرغبة الى الله فالرغبة الى الله وحده سبحانه وتعالى لا تكون للرسول وفي بعض طبعا كتاب التوسل والوسيلة لشيخ الاسلام ابن تيمية وقع خطأ سريع جدا ببعض الطبعات بسبب النساخ. ويقال ان النساخ هم المساخ قالوا في في موضع من كلام شيخ الاسلام الرغبة الى الله ورسوله والاصل النسخ الخطية من كلام شيخ الاسلام والرغبة الى الله وسؤاله ما يمكن ان يقول ابن تيمية الرغبة الى الله ورسوله لان الرغبة عبادة لا تكون الا لله سبحانه وتعالى الا لله سبحانه وتعالى. واصل الجملة الرغبة الى الله وسؤاله سؤال الله وهذا كله اه لا لا يصرف الا لله سبحانه وتعالى. اذا الحسد لله والرغبة اه الى الله سبحانه وتعالى والايتاء الايتاء لله وللرسول والمراد بايتاء الرسول عليه الصلاة والسلام اي في زمانه عندما تأتيه العطايا ولهذا ما يصلح ان تنتزع هذه الاية من سياقها وتجعل مثلا وردا او دعاء يدعى به اه فيقول الداعي مثلا في في في شدة او في كرب حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون انتزاء الاية من سياقها وهي في سياق المنافقين نظير آآ عمل بعض الطرقية عندما يستدلون ايضا بالاية الاخرى وهي السياق فيها عن المنافقين وفيها قال ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. هذا في حياته عليه الصلاة والسلام. وايضا هذا الخطاب الذي هنا في هذا السياق في حياته حياة النبي عليه الصلاة والسلام. فالله يقول في شأن هؤلاء المنافقين الذين يلمسون المطوعين في الصدقات. يقول سبحانه وتعالى ولو انهم يعني بدل اللمس الذي كانوا يفعلونه اه والغمز للمطوعين في الصدقات لو انهم بدلوا ذلك رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون لكان هذا الجواب وهو آآ معلوم من خلال آآ السياق وان لم ينص عليه اي لكان خيرا لهم كما ذكر ذلك ائمة التفسير اي لكان ذلك خيرا لهم لو انهم فعلوا هذا لكان خيرا لهم واسلم لهم من النفاق وطرائق طرائقهم الباطنة لو انهم فعلوا هذا اه رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون لكان هذا خيرا لهم واسلم لهم من آآ المسالك الباطلة التي سلكوها مزوار نحو ذلك من الطرائق الباطلة قال رحمه الله فالاتاء لله وللرسول الايتاء لله وللرسول لقوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا والايتاء هنا في الاية وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا اي ما جاءكم به ودعاكم اليه من شرائع الدين واوامر رب العالمين فخذوه وما نهاكم عنه اي منعكم منه حرمه عليكم فانتهوا لانه صلى الله عليه وسلم مبلغ عن عن الله سبحانه وتعالى قال واما الحسب واما الحسن وهو الكافي فوالله وحده واما الحسد وهو الكافي فهو الله احد. ولهذا لا يقال حسبنا الله ورسوله والاية قال فيها حسبنا الله سيؤتينا من فضله فالحسب هو الله وحده تبارك وتعالى الحسم هو الله وحده تبارك وتعالى لان الحسد معناه الكافي والكافي هو الله جل شأنه آآ لا شريك له كما قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله اي كافينا وحده تبارك وتعالى وحسبنا الله ونعم الوكيل كلمة عظيمة جليلة مباركة تقال في الشدائد عندما يخاف الانسان قوما يخاف عدوا يخاف ظالما يخاف باغيا يخاف جبارا يقول حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم الخليل امام الحنفاء حين القي في النار وقالها محمد عليه الصلاة والسلام واصحابه حين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين حسبك الله ومن اتبعك من الوالي هنا في في فهم هذه الاية يتمحص ويستبين فهم الاعتقاد فهم الاعتقاد لان الحسب هو الله وحده الحسب هو الله وحده العطف في قوله ومن اتبعك يا ايها النبي يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين العطف هنا من اتبعك قالوا هل هو عطف على الله بحيث يكون المعنى يا ايها النبي حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين هذا قال بعض الناس في فهم الاية وهو فهم فاسد هو فهم فاسد لان الحسب هو الله وحده. الكافي هو الله وحده ولا يصح اطلاقا ان ان تفهم الاية بهذا الفهم بحيث يقال ان المؤمنين ايضا يكفون النبي عليه الصلاة والسلام. وان النبي آآ يكفيه الله ويكفيه المؤمنون الكلام غير صحيح لكن المعنى يا ايها النبي حسبك الله وحسب من اتبعه. فيكافيك الله وكافي من اتبعك فالله كافي نبيه وكافي ايظا اتباعه نبيا فكلهم فيه كفاية الله وفي حفظه وتسديده وتوفيقه سبحانه وتعالى قال يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي حسبك وحسب من اتبعك اي كافيك وكافي من اتبعك ومن ظن ان المعنى حسبك الله والمؤمنين معه حسبك الله والمؤمنين مع فقد غلط غلطا فاحشا لماذا قال تارة فاحشا لانه جعل هذا الامر الخاص بالله وحده والكفاية جعله لغير الله هذا معنى فاسد خطأ فاحش كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال فقد غلط غرطا فاحشا كما قد بسطناه في غير هذا الموضع ومن ذلكم اه في كتابه منهاج السنة في المجلد الرابع صفحة خمسة وخمسين ذكر بسطا للتنبيه على هذا الخطأ الفاحش قال رحمه الله وقال تعالى اليس الله بكاف عبده وقال تعالى اليس الله بكاف عبدا؟ ايضا هذا في تقرير المعنى اه السابق اليس الله بكاف عبده تقرير المعنى السابق وهو ان الحسب هو الكافي حسب هو الكافي فالحسب هو الله اي الكافي هو الله فمن توكل على الله كان الله اه كان الله حسبه اي كان الله كافيه هذا معنى قوله اليس الله بكاف عبده فيها ان من حقق العبودية لله والالتزام الى الله والتوكل على الله والاستعانة بالله كفاه الله عز وجل نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى اليس الله بكاف عبده وتحرير ذلك ان العبد يراد به المعبد الذي عبده الله. هذا اليس الله بكاف عبده؟ الاقرب انها اتبع ما قبلها تبدأ القراءة وتحرير ذلك نعم صلوا عليه قال رحمه الله تعالى وتحرير ذلك ان العبد يراد به المعبد الذي عبده الله فذلله ودبره وصرفه وبهذا الاعتبار فالمخلوقون كلهم عباد الله الابرار منهم والفجار والمؤمنون والكفار واهل الجنة واهل النار اذ هو هم كلهم ومليكهم لا يخرجون عن مشيئته وقدرته وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر فما شاء كان وان لم يشاءوا وما شاءوا ان لم يشأه لم يكن كما قال تعالى افغير دين الله يبغون وله اسلم من في والارض طوعا وكرها واليه يرجعون فهو سبحانه رب العالمين وخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ومقلب قلوبهم ومصرفي امورهم ربى غيره ولا مالك له فهو سبحانه فهو سبحانه رب العالمين وخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ومقلب قلوبهم ومصرف امورهم لا رب غيرهم ولا مالك لهم سواه ولا خالق لهم الا هو. سواء اعترفوا بذلك او انكروه. وسواء علموا ذلك او جهلوه لكن اهل الايمان منهم عرفوا ذلك واعترفوا به. بخلاف من كان جاهلا بذلك او جاحدا له. مستكبرا على ربه ولا يقر ولا يخضع له مع علمه بان الله ربه وخالقه فالمعرفة بالحق اذا كانت مع الاستكبار عن قبوله والجحد له كان عذابا على صاحبه. كما قال تعالى وجحدوا بها ايقنتها انفسهم ظلما وعلوا. فانظر كيف كان عاقبة المفسدين وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. نعم قال رحمه الله تعالى وتحرير ذلك اي ما يدل عليه هذا اللفظ اه لفظ العبادة والعابد والعبد تحرير ذلك ان العبد يراد به المعبد يراد به المعبد هذا معنى وسيشرحه والمعنى الاخر ولعله سيأتي العابد يراد به المعبد ويراد به العابد ولهذا فان العبودية لله نوعان عبودية عامة وعبودية خاصة وان شئت قل عبودية لربوبيته وعبودية لالوهيته العبودية لربوبيته هي العبودية العامة والعبودية لالوهيته هي العبودية الخاصة العبد في المعنى الاول وهو العبودية لربوبيته يطلق عليه عبد بمعنى معبد مذلل طوع تسخير الله وتدبيره مشيئة الله فيه نافذة حكمه فيه ماض سبحانه وتعالى ومنه الاية التي سبق ان مرت ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا عبدا فالعبد هنا بمعنى المعبد والمراد بالعبودية في هذا السياق اي العبودية العامة التي تشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر والمطيع والعاصي كلهم يأتي يوم القيامة عبدا اي معبد مذلل طوعة تدبير الله وطوع تسخيره سبحانه وتعالى هذه عبودية عامة تشمل جميع المخلوقات يقول رحمه الله وتحرير ذلك ان العبد يراد به المعبد الذي عبده الله فذلله ودبره وصرفه فدلله ودبره وصربه هل كائن من الكائنات يخرج عن هذا المعنى هل احد من المخلوقات يخرج عن هذا المعنى؟ الجواب لا. الكافر والمسلم كلهم طوع تدبير الله وطوع تسفيره سبحانه وتعالى. ذلا ودبر وسره سبحانه وتعالى وبهذا الاعتبار بهذا الاعتبار يعني هذا الاعتبار لمعنى العبد جميع المخلوقين عباد الله جميع المخلوقين عباد الله من الابرار والفجار والمؤمنين والكفار واهل الجنة واهل النار اذ هو ربهم كلهم ومليكهم لا يخرجون عن مشيئته وقدرته وكلماته التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر كلهم عبيد لله بهذا الاعتبار كبار العبودية العامة التي هي عبودية لربوبية الله انه هو الرب الخالق المتصرف المدبر الذي مشيئته نافذة في الجميع فكلهم بهذا الاعتبار لا يخرجون عن مشيئته وقدرته وكلماته التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر. وجاء في الحديث التعود بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهم بر ولا فاجر والكلمات كلمات الله الكلمات التي تضاف الى الله تارة يراد بها الكونية القدرية وتارة يراد بها الشرعية الدينية كلمات الله تارة يراد بها الكونية القدرية وتارة يراد بها الشرعية الدينية والكلمات هنا من اي النوعين كونية او شرعية نعم الكلمات هنا كونية او شرعية كونية كلمات هنا كونية ولهذا قال لا يجاوزهن بر ولا فاجر اما الكلمات الشرعية كلمات الله الشرعية هل التزمها الكفار والفجار ام عصوا الله رسول الله. اما كلمات الله الكونية نافذة في الجنة. ما شاء الله كان نفذ طبقا لما شاء سبحانه وتعالى الكلمات هنا كلمات كونية ولهذا قال لا يجاوزها بر ولا فاجر لا يجاوزها بر ولا فاجر اما الكلمات الشرعية الفاجر لا يلتزم بها يعصي الله سبحانه وتعالى ولا يطيع فيما امر به قال فما شاء كان وان لم يشاءوا وما شاءوا ان لم يشأ لم يكن ما شاء الله كان اي طبقا لما شاء في الوقت الذي يشاء لا راد لحكمه ولا معقب لقظائه وما شاءوا الشيء الذي يشاءه العباد والعبد له مشيئة ان لم يشاء الله لا يكون لان مشيئة الله سبحانه وتعالى نافذة ولا يكون الا ما شاء الله لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين يقول الامام الشافعي رحمه الله في ابيات تحوي هذا المعنى وهي من احسن ما قيل في القدر نضمن ما شئت كان وان لم اشاء وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلته وهذا اعنته وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن اي ان كل ذلك بمشيئة الله وبقدرة الله سبحانه وتعالى وما شاء سبحانه وتعالى كان وما لم يشأ لم يكن. الناس منهم شقي ومنهم سعيد منهم قبيح منهم حسن منهم طويل منهم الى غير ذلك كل ذلك بمشيئة الله وانه هو اضحك وابكى. وانه هو امات واحيا وانه خلق الزوجين الذكر والانثى من نطفة اذا تمنع وانه هو اغنى واقنى الكل بتدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى. فاذا هذا المعنى لا يخرج عن احد. الكل عباد الله بهذا الاعتذار الاعتبار العام للمعنى ومنه قول الله تعالى افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون. ما نوع الاسلام هنا اسلام تدبيره وتسخيره وربوبيته كونه المهيمن المسخر المدبر ما يخرج احد عن آآ تسخير الله سبحانه وتعالى وتدبيره وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرما واليه يرجعون. فهو سبحانه رب العالمين. وخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ومميتهم. ومقلب قلوبهم ومصرفوا امورهم لا رب لهم غيره ولا مالك لهم سواه ولا خالق لهم الا هو سواء اعترفوا بذلك او انكروا سواء اعترفوا بذلك او انكروه هو الرب هو الخالق هو المالك هو الرازق هو المدبر اعترفوا او انكروا هذا هو اه حقيقة اه الامر سواء اعترفوا بذلك او انكروه وسواء علموا بذلك او جهلوا سواء علموا بذلك او جهلوا. ولكن اهل الايمان منهم ولكن اهل الايمان منهم علموا ذلك واعترفوا به بخلاف من كان جاهلا بذلك او جاحدا له مستكبرا على ربه لا يقر ولا يخضع له مع علمي بان الله ربه وخالقه لان من في من ينكر عبوبية الله ينكر ذلك لا عن يقين في القلب وانما عن جحود وعناد واستكبار مثل ما قال الله عز وجل عن فرعون وقومه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. في اواخر سورة الاسراء يقول موسى عليه السلام مخاطبا فرعون لقد علمت موسى هكذا يقول لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات يعني في قرارة نفسك تعلم لكن لما يقول ما علمت لكم من اله غيري لما يقول هذه الكلمة يقولها في ظاهر الخطاب اما في قلبه يعلم مثل ما قال له موسى قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات لكن يخاطب القوم جحودا واستكبارا وعلوا قائلا ما علمت لكم من اله غيري قوله ما علمت لما تجمع معها قول موسى لقد علمت ماذا ينتج لك ان فرعون في حقيقة الامر وقرارة نفسه يعلم ان رب العالمين هو الله لكن هذا الانكار العلني من باب الاستكبار كما قال الله جحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم اذا بعض الناس يكون عنده معرفة لكن في في العلن يجحد ظلما وعلوا الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابنائهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون اذا مشكلة كثير من الناس ليست مشكلة عدم معرفة تكون معرفة والعلم موجود عندهم لكن هناك دفائن في النفوس من من ظلم وعلو واستكبار ونحو ذلك من المعاني لاجلها يعلنون الجحد ويعلنون التكذيب. قال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله اجحدوا نعم قال رحمه الله تعالى فان اعترف العبد ان الله ربه وخالقه وانه مفتقر اليه محتاج اليه عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله وهذا العبد يسأل ربه ويتضرع اليه ويتوكل عليه لكن قد يطيع امره وقد يعصيه وقد يعبده مع ذلك وقد يعبد الشيطان والاصنام ومثل هذه العبودية لا تفرق بين اهل الجنة واهل النار ولا يصير بها الرجل مؤمنا كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فان المشركين كانوا يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون غيره. قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات الارض لا يقولن الله وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ان سيقولون لله قل افلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانى تسحرون؟ ينبه هنا رحمه الله تعالى الى ان هذا النوع من او هذا المعنى اه العبادة الاقرار به لا يكفي ولا ينجي اذا اقر المقر وعرف الانسان ان الله ربه وخالقه ومليكه ومدبر شؤونه اذا عرف قصر على هذه المعرفة ولم يقم بالعبادة والذل لله سبحانه وتعالى وصرف العبادة له وحده لا يكفيه ولا ينجيه لا يكفي ليكون بذلك موحدا ولا ينجي من عذاب الله يوم القيامة. فهذا النوع من المعرفة ان وجد لا يكفي ولا ينجي قال رحمه الله فاذا عرف العبد ان الله ربه وخالقه وانه مفتقر اليه. ومحتاج اليه عرف عبوديته المتعلقة بربوبية الله عرف عبوديته المتعلقة بربوبية الله وهذا العبد يسأل ربه ويتضرع اليه ويتوكل عليه لكن قد يطيع امره وقد يعصيه في في ضراءه والتجاءه حاجاته يلجأ الى الله يلجأ الى الله ويعرف انه لا يجيب المضطر الا الله وانه لا يكشف السوء الا الله مثل ما قال الله عز وجل في خطاب المشركين امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما؟ تذكرون فمن يقر بالربوبية والمشركون كانوا يقرون بربوبية الله. يقرون نمور رب الخالق الرازق ويفزعون اليه وحده في الضراء فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين يفزعون اليه وحده ويقولون ان الاصنام لا تنجينا الان يقولون ذلك لكن في السراء وفي الرخاء يعبدون معه تبارك وتعالى غيره. فاذا اذا عرف العبد ان الله ربه وخالقه وانه مفتقر اليه ومحتاج اليه عرف عبودية متعلقة بربوبية الله هل هذه المعرفة كافية ومنجية؟ هل هي كافية ليكون بها العبد موحدا هل هي منجية من عذاب الله يوم القيامة؟ الجواب لا. حتى يأتي بلازمها وهو تحقيق العبودية المتعلقة بالوهية الله بان يخضع له وحده ويصرف له العبادة وحده قال رحمه الله وهذا العبد يسأل ربه ويتضرع اليه ويتوكل عليه لكن قد يطيع امره وقد يعصيه وقد مع ذلك وقد يعبده مع ذلك وقد يعبد الشيطان والاصنام قد يعبدوا مع ذلك وقد يعبد الشيطان الاصنام ومثل هذه العبودية لا تفرق بين اهل الجنة واهل النار ما معنى لا تفرق بين اهل الجنة واهل النار لان اذا وجدت في في شخص ليست كافية ليكون بذلك من اهل الجنة او ليكون بذلك ناجية من النار لا تكفي فاذا هذه العبودية الاولى تفرق بين اهل الجنة واهل النار. ما هي العبودية التي تفرق بينها الجنة والنار عبودية دي اولوية الله العبودية الخاصة التي تصرف فيها العبادة لله وحده ولا يجعل معه تبارك وتعالى شريكا في ذلك ولا يصير بها رجل مؤمنا اي الايمان اه الصحيح الذي تقوم به اه النجاة. لا يصير بها الرجل مؤمنا كما قال الله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال وما يؤمن اكثرهم بالله وصفهم بشيء من الايمان ما هو هذا الايمان والذي وصفهم به هو تلك المعرفة التي هي معرفة تتعلق ربوبية الله تعرفون ان الله الرب المالك الرازق يعرفون ذلك يعتقدون ان اصنامهم لا تملك شيئا وانها مملوكة لله مثل ما كانوا يقولون في تلبية انه لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فكانوا يقرون ان اصنافهم لا تملك وان المالك هو الله فهذه المعرفة هذه المعرفة نوع ايمان بالله لكنه لا يكفي ولا ننجيه. ولهذا قال وما يؤمن اكثرهم بالله ما معنى يؤمن اكثرهم بالله اي ربا خالقا رازقا مالكا مدبرا متصرفا الا وهم مشركون اي مشركون به غيره في العبادة فالايمان الذي وصفوا به هو الايمان بالربوبية والشرك الذي وصفوا به الشرك في العبادة وما يؤمن اكثرهم بالله اي ربا خالقا رازقا مالكا متصرفا الا وهم مشركون اي مشركون معه غيره في العبادة. قال فان المشركين كانوا يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون غيره هذا هو معنى الاية هذا هو معنى قوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون معناها ان المشرك ان المشركين يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون يا رب وهم يعبدون غيره قال الله تعالى ولئن سألتهم هذه ادلة يسوقها عديدة تبين ان المشركين كانوا يقرون بربوبية الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل لمن الارض وما فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله. قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيكون سيقولون لله قل افلا تتقون كل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانى تسحر اين تذهب عقولكم اذا كنتم تقرون ان ان الله متفرد بهذه الاشياء ومع ذلك تتخذون معه الشركاء وتجعلون معه تبارك وتعالى الانداد. اذا هذه الايات التي ساق ولها نظائر كثيرة في القرآن تدل ان المشركين كانوا يقرؤون بربوبية الله وهذا ايمان لا لا يكفي ولا ينجي لانهم اشركوا مع الله غيره سبحانه وتعالى في العبادة خلاصة ما سبق ان هذا النوع من المعرفة وهذا النوع من الايمان لا يكفي مع انه وجد من اناس كثر اشتغلوا بالعلم جعلوا هذا النوع من المعرفة هو الغاية في التوحيد وان شهود هذا النوع من المعرفة هو الغاية في التوحيد وشغلوا اعمارهم واوقاتهم في تقرير ذلك ولم يعرجوا لا بقليل ولا بكثير على توحيد العبادة الذي هو زبدة دعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم. ولهذا يقول شيخ الاسلام منبها على ذلك نعم قال رحمه الله تعالى وكثير ممن تكلم في الحقيقة ويشهدها يشهد هذه الحقيقة وهي الحقيقة الكونية التي يشترك فيها وفي شهودها وفي معرفتها المؤمن والكافر والبر والفاجر. بل وابليس معترف بهذه الحقيقة. واهل النار قال ابليس ربي فانظرني الى يوم يبعثون. وقال ربي بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين وقال ارأيتك هذا الذي كرمت علي لان اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا وامثال هذا من الخطاب الذي يقر فيه بان الله ربه وخالقه وخالق غيره وكذلك اهل النار قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. وقال تعالى عنهم ولو ترى اذ على ربهم قال اليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا. فمن وقف عند هذه الحقيقة وعند شهودها ولم يقم بما امر به من الحقيقة الدينية التي هي عبادته المتعلقة بالوهيته وطاعة امره وامر رسوله كان من جنس ابليس واهل النار وان ظن مع ذلك انه من خواص اولياء الله واهل المعرفة والتحقيق الذين سقط عنهم الامر والنهي الشرعيان كان من شر لاهل الكفر والالحاد ومن ظن ان الخضر وغيره سقط عنهم الامر لمشاهدة الارادة ونحو ذلك كان قوله هذا من شر اقوال الكافرين الله ورسوله حتى يدخل في النوع حتى يدخل في النوع الثاني من معنى كان قول هذا شرا من اقوال الكافرين بالله ورسوله حتى يدخل في النوع الثاني من معنى العبد وهو العبد بمعنى العابد فيكون عابدا لله لا يعبد الا اياه فيطيع وامر رسله ويوالي اولياءه المؤمنين ويعادي اعداءه وهذه العبادة متعلقة بالهيته تعالى ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده او يعبد معه الها اخر. نعم يبين لشيخ الاسلام رحمه الله بعد ان ان بين النوع الاول من اه معنى العبودية والعبادة الذي هو العبد المعنى المعبد المدلل وهو العبودية لربوبية الله بان يقر ويعترف بان الله ربه وخالقه ورازقه ومليكه ومدبر شؤونه وان هذا النوع يقر به اه المشركون ويعترفون لكنه لا يكفي ولا ينجي ما لم يقر بلا زمن لما بين ذلك رحمه الله ذكر ان كثيرا ممن يتكلم في الحقيقة ويشهدها يشهد هذه الحقيقة يشهد هذه الحقيقة وهي الحقيقة الكونية لا يشهد الحقيقة الشرعية التي هي الامر والنهي والدعوة الى عبادة الله واخلاص الدين له هذه لا يشهدها ولا يقف عندها ويجعل قصارى الحقيقة وقصارى تحقيق الدين والعبودية لله ان يشهد هذه الحقيقة بان يقر بان الله هو الرب الخالق الرازق المتصرف المدبر فيقول شيخ الاسلام مبينا خطأ هؤلاء يقول وهي الحقيقة الكونية التي يشترك فيها وفي شهودها ومعرفتها المؤمن والكافر والبر والفاجر اذا كان يقتصر على ذلك فهو يقتصر على حقيقة يشهدها المؤمن والفاجر والبر والكافر حتى ابليس وحتى المشركون في زمن النبي عليه الصلاة والسلام يقول رحمه الله وابليس معترف بهذه الحقيقة معترف بهذه الحقيقة واهل النار ايضا معترفون بها. قال ابليس ربي فانظرني الى يوم يبعثون. ربي بما اغويتني لازين لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين فبعزتك لاغوينهم اجمعين. ارأيتك هذا الذي كرمت علي اذا هذه ايات فيها اه ارأيت كهذا الذي كرمت علي لان اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا. ذكرت بتمامها عندك آآ ارأيتك هذا الذي كرمت علي لان اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا نسختي اقتصر على ارأيتك ارأيتك هذا الذي كرمت علي رأيتك هذا الذي كرمت علي لان اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته. احتنكن ومن يستأصلهم الا قليلا استأصلهم بالاغواء وايقاعهم في في في الفساد يقال احتنك الجراد الزرع اي استأصله اصل الكلمة من الحنك لان الجراد بحنكة يأكل الزرع كله ويستأصله فلا احتنكن ذريته اي استأصلهم باغوائهم اجمعين وافسادهم اجمعين الا قليلا الا عبادك منهم المخلصين لما في الاية الاخرى فهذه الايات تلاحظ فيها قول ابليس ربي ربي بعزتك ارأيتك هذا الذي كرمت علي كل هذه شهود للربوبية اذر بي واقرار الربوبية. لكنها لا تنجي ولا تكفي فهو يقر بذلك وهو شر الخليل. شر آآ افسد الخليقة وشرهم ايضا اهل النار قال رحمه الله وامثال هذا من الخطاب الذي يقر فيه بان الله ربه وخالقه وخالق غيره. لكنه لا يكفي ولا ينجيه هذا كذلك اهل النار قالوا ربنا قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. ولو ترى اذ وقفوا على ربهم قالوا اليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا اذا هذا اقرار لكن هذا القرار لا يوجد لا ينجي ولا يكفي فمن اقتصر في في هذا الباب على شهود هذه الحقيقة الكونية كان ايمانه من جنس ايمان ابليس بمعنى المشركين وهو ايمان لا يكفي ولا ينجي. يقول شيخ الاسلام فمن وقف عند هذه الحقيقة وعند شهودها ولم يقم بما امر به من الحقيقة الدينية التي هي عبادة الله المتعلقة بالهيته وطاعته امره وامر رسله كان من جنس ابليس واهل النار لماذا لان لان الحقيقة التي اقتصر عليها يشارك فيها اه ابليس ويشارك فيها اهل النار ولم تكن منجية لهم من اه النار ولا منجية لهم من من سخط الجبار سبحانه وتعالى قال وان ظن مع ذلك انه من خواص اولياء الله ينبه رحمه الله بذلك الى ان في اهل الباطل من وقع في هذا الظن وسبح في هذا الوهم ويظن انه بذلك من خواص اولياء الله بما قام عنده من شهود لهذه الحقيقة وظنه بانه بهذا الامر هو من خواص اولياءه ايضا لا يكفيه لان الدعاوى التي تدعى لا تنجي صاحبها ما لم يكن عنده في عمله بينة ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به ومن السهل على الانسان ان يدعي لنفسه انه من خواص الاوبيا وان او يدعي نفسه انه من اهل الجنة بل بعض غلاة الطرقية يزعم لاتباعه ان دخول الجنة لا يكون الا من طريق ضمنها لنفسه ولاتباعه على خرافاته وظلاله وباطله آآ الكثير فمثل هذه الدعاوى سهلة اليهود ماذا قالوا والنصارى ماذا قال قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم. ان كنتم صادقين ليست العبرة بالدعاوى ليست العبرة بالدعاوى مجرد ان يدعي هذا لا ينجي يقول القائل مع اختصاره على هذه الحقيقة عن نفسه من من خواص اولياء الله هذا ما يجيه عند الله اليهود ايضا قال نحن ابناء الله واحباؤه. ما ينجيهم هذا مجرد الدعاوى ما تنجي مثل ما قال الله هاتوا برهانا البرهانا ان يعبد الله حقا وان يخلص الدين لله سبحانه وتعالى. اما ان يقتصر الانسان على شهود الحقيقة الكونية فقط هذا لا لا ينجي ولا يكفي وان ظن مع ذلك انه من خواص اولياء الله واهل المعرفة والتحقيق الذين سقط عنهم الامر والنهي الشرعية كان شرا من اهل الكفر والالحاد وهذا ايضا قال به غلاة الطرقية ولاة اه الطرقية يقولون بذلك. يقولون في اه كبارهم وكبرائهم الذين شهدوا هذه الحقيقة واقتصروا في الشهود عليها انهم خواص اولياء الله وزعموا ان التكاليف سقطت عنهم زعموا ان التكاليف سقطت عنهم. التكاليف هي الامر والنهي الشرعية يعتبرون الواحد منهم ليس مأمورا بالصلاة ولا بالصيام ولا بالطواف ولا منهيا ايضا عن الزنا وعن آآ الفواحش وعن كل هذا ليس منهي عنه لانه بهذه المعرفة بزعمهم سقطت عنه التكاليف فهذا القول يقول رحمه الله شر شر من اهل الكفر والالحاد ومن ظن ان الخضر او غيره سقط عنهم الامر لمشاهدة الارادة والمراد بالارادة هنا الكونية لا الارادة الشرعية ونحو ذلك كان قوله هذا شرا من اقوال الكافرين بالله ورسوله شره من اقوال الكافرين بالله ورسوله. حتى يدخل في النوع الثاني اي باقتصار الانسان على النوع الاول لا يكفيه ذلك ولا ينجيه من عذاب الله حتى يدخل في النوع الثاني من معنى وهو العبد بمعنى العابد عرفنا فيما سبق ان آآ العبودية لها اطلاقان والعبد له اطلاقان يطلق ويراد به المعبد المذلل كما مر بيانه وهذا شروع من شيخ الاسلام رحمه الله في بيان النوع الثاني وهو اطلاق العبد بمعنى العابد بمعنى العابد فيكون عابدا لله لا يعبد الا اياه فيطيع امره وامر رسله ويوالي اولياءه المؤمنين به المتقين ويعادي اعداءه هذا النوع الثاني الذي تكون به النجاة يحصل به ويتحقق به التوحيد لله سبحانه وتعالى قال وهذه العبادة متعلقة بالهيته هذه العبادة متعلقة بلاهيته. العبادة الاولى متعلقة بماذا بربوبيته والعبد معناه هناك المعبد وهي متعلقة بربية الله وهي عامة وهذه العبادة عبادة متعلقة بالوهيته وهي خاصة وهي خاصة ليست من الاولى تشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر لا تشمل هؤلاء بل هي خاصة بعباد الله الذين او ممتثلوا امره واتبعوا رسله واخلصوا الدين له سبحانه وتعالى. قال وهذه العبادة متعلقة بالهيته تعالى ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله وما معنى لا اله الا الله ما معنى لا اله الا الله؟ اي لا معبود بحق الا الله. اما اهل القسم الاول من اشار اليهم بقوله وكثير ممن يتكلم في الحقيقة ويشهدها يشهد هذه الحقيقة هي الكونية عندما يقولون لا اله الا الله يقولونها ولكن يفسرونها تفسيرا مقتصرين فيه على الحقيقة الكونية يقول قائل في تفسير لا اله الا الله اي لا قادر على اختراع الا الله او لا مبدع لهذا الكون الا الله او لا خالق الا الله او نحو ذلك حتى كلمة التوحيد اساءوا ايما اساءة في في فهم مدلولها فالمعنى الثاني العبودية اه او للعبد اي بمعنى العابد فيكون عابدا لله لا يعبد الا اياه فيطيع امره وامر رسله ويوالي اولياءه المؤمنين المتقين يعادي اعداءه وهذه العبادة متعلقة بالهيته تعالى ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده او يعبد معه الها اخر اي شيء ينفعه هذا القرار من يقر بربوهية الله ولا يعبد الله او يقر بربوبية الله ويعبد مع الله غيره. اي شيء ينفعه ذلك الابراهيم وهل ينجيه من عذاب الله؟ لا والله قد مرت معنا الاية وما يؤمن اكثرهم بالله اي ربا خالقا رازقا الا وهم مشركون اي مشركون معه غير في العبادة وتوحيد الله عز وجل نوعان علمي وعملي علمي وعملي العلم الاول الذي يتعلق اه الربوبية والعمل الثاني وهو الذي يتعلق بالالوهية بان يخلص الدين لله والله عز وجل خلق الخلق للعلم والعمل قال تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل العلم خلق لتعلموا مئات الذاريات قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. الله خلق الخلق للعلم والعبادة. فالتوحيد نوعان علمي وعملي ولا نجاة للعبد ولا فوز له في دنياه واخراه الا بذلك. ولا يزال الحديث عند شيخ الاسلام رحمه الله تعالى موصولا في تقرير هذا الامر نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احيتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين