الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن عبادته وطاعته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. بحسب الامكان والجهاد في سبيله لاهل الكفر والنفاق فيجتهدون في اقامة دينه مستعينين به. دافعين مزيلين بذلك ما قدر من السيئات. دافعين بذلك ما قد يخاف من ذلك كما يزيل الانسان الجوع الحاضر بالاكل ويدفع به الجوع المستقبل وكذلك اذا ان اوان البرد دفعه باللباس وكذلك كل مطلوب يدفع به مكروه. كما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت ادوية داوى بها ورقى نسترقي بها وتقاتا نتقي بها. هل هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال هي من قدر الله وفي الحديث ان الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتلجان بين السماء والارض فهذا حال المؤمنين بالله ورسوله العابدين لله وكل ذلك من العبادة. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد لا يزال كلام الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى موصولا ببيان حال المؤمنين عباد الله عوامهم وخواصهم. من وصفهم بقوله كما تقدم اهل القرآن الذين هم اهل الله تبارك وتعالى وخاصته فذكر رحمه الله من اعمالهم كما سبق انهم يعملون بطاعة الله وطاعة رسوله ويجتنبون ما نهى الله سبحانه وتعالى وما نهى عنه رسوله بمعنى انهم يحققون عباد الله عبادة الله ختم كلامه السابق بالاية الكريمة اياك نعبد واياك نستعين اي انهم جمعوا لانفسهم بين العبادة استعانة العبادة التي هي الغاية والاستعانة التي هي وسيلة لتحقيق تلك الغاية ثم اتبع ذلك بقوله ومن عبادته وطاعته امره الامر بالمعروف ومن عبادته وطاعة امره الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الانكار فهذا من عبادة الله. وداخل في العبودية لله عز وجل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الاصل الذي هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقيام اهل العبادة حقا به فيه دلالة على فساد حال اولئك الذين لا يشهدون الا الحقيقة الكونية فان اولئك الذين لا يشهدون الا الحقيقة الكونية بمن ان وبعد عن هذه المعاني الشرعية لا في تحقيق العبادة في انفسهم ولا ايضا دعوة الى العبادة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فعلى طريقة اولئك تتعطل الاحكام ويظيع الدين ولا تقوم له قائمة لان من يعتقد تلك العقيدة هو في نفسه لا يعمل وفي الوقت نفسه لا يدعو الاخرين ولا يأمر بالمعروف ولا ولا ينهى عن المنكر لانه قصر شهوده على الحقيقة الكونية دون الحقيقة الشرعية الدينية. فيقول رحمه الله ومن عبادته وطاعة امره الامر بالمعروف النهي عن المنكر بحسب الامكان والجهاد في سبيله لاهل الكفر والنفاق فيجتهدون اي المؤمنون بالله ورسوله عوامهم وخواصهم يجتهدون في اقامة دينه مستعينين به. دافعين مزيلين بذلك ما قدر من السيئة انظر هنا الى الفرق بين هذه الطريقة طريقة المؤمنين عباد الله وطريقة اولئك مر حديثه رحمه الله عن طريقة اولئك السيئات المقدرة كيف يتعاملون معها سواء المقدر عليهم او المقدرة على الاخرين. كيف يتعاملون معها يقولون هذا وفق امر جرى وفق المقدر والمقدر ماض لا يعمل على ازالة ذلك الخطأ او المخالفة عن نفسه ولا يعمل ايظا عن على ازالته عن الاخرين وسيأتي معنا ان هذا المبدأ الفاسد هؤلاء لا يطردونه يعني لا يطبقونه في كل شيء وانما القوم اهل اهواء وباطن فاذا وقع في سيئة يمضي عليها واذا وقع اه اخر في سيئة اقره عليها ولم يلمه عليها ويقول ان هذه اه اه امور مقدرة ولا يمكن ان آآ نعمل على تغيير مقدر او او نحو ذلك لكن لا يطبق هذه القاعدة في كل شيء لا يطبقها في كل شيء يعني مثلا لو كان الذي المقدر الذي اصيب به مرض شديد والم شديد في بدنه هل يطبق قاعدته الاولى ويكون هذا مرض ومقدر ويمضي المقدر كما هو لا اعمل على ازالته ام انه يتخذ الاسباب فمنه يتخذ الاسباب. مثلا اذا احس بجوع شديد هل يمضي على هذا المقدر ويقول هذا شيء مقدر وكتب عليه سابقى على هذا الجوع ولا يبذل الاسباب هل يفعل ذلك من اوضح البراهين على فساد المذهب ان صاحبه متناقض فيه من اوضح ما يدل على فساد مذهب من المذاهب ان صاحبه يتناقض يعني لا يطبقه في كل شيء لو ان احدا سرق شيئا له او اعتدى على عرضه او على اهله هل يطبق قاعدته السابقة ويقول هذه هذا شيء مقدر؟ ليأخذ هذا ما سرق وهو سرق بقدر وهذا ايضا اعتدى على اهله يقول بقدر لا اعاتبه ولا الومه كيف الومه على شيء مقدر؟ هل يكون ذلك لا يقول ذلك وانما تجده في الاشياء التي لا توافق هواه يترك عقيدته. والاشياء التي يهواها يمضي على تلك العقيدة الفاسدة الباطلة بخلاف اهل الايمان فهم يجتهدون في اقامة دينه مستعينين به. دافعين مزيلين بذلك ما قدر من السيئات. نعم هو يعلم ان السيئة التي وقع فيها هو مثلا هي مقدرة ولا يمكن ان يقع الا شيء مقدر. كذلك السيئة التي وقع فيها الاخر ايظا مقدرة لكنه مع علمه انها مقدرة يجاهد نفسه على تركها وايضا يعمل على مجاهدة الاخرين على تركها امرا معروف ونهيا عن المنكر فيكون بهذا الصنيع يدفع القدر بالقدر يكون بصنيعه هذا يدفع قدر الله بقدر الله فاذا قدر له الوقوع في سيئة يجتهد ويسأل الله سبحانه وتعالى العفو والتوبة والهداية فيدفع القدر بالقدر يدفع قدر الله سبحانه وتعالى بقدر الله انظر الى هذه الامثلة يقول دافعينا بذلك ما قد يخاف من ذلك اه يقول مزيلين بذلك ما قدر من السيئات دافعين بذلك ما قد يخاف من ذلك يعني هذا نوع هذان نوعان من الجهاد. يقوم بهما اهل الايمان. الاول في حال وقوعه في معصية او في ذنب يجتهد في اه تركها والبعد عنها توبة الى الله وانابة اليه مزيلين بذلك ما قدر عليهم من السيئات ايضا ما لم يقع فيه من الذنوب يجتهد في دفعه باتقاء الاسباب والوسائل التي تفضي اليه الى ذلك الذنب مثلا لا يجالس قرناء السوء وهو مأمور بعدم مجالستهم شرعا لماذا؟ يدفع بذلك عن نفسه الذنوب لا يجالس قرناء السوء ويقول ان كان مقدرا علي على عقيدة اولئك ان كان مقدرا علي آآ تلك الذنوب ساقع فيها سواء جالستم او لم اجالسهم بل يدفع يدفع ما ما قد يخاف من ذلك فلا يجالس مثلا قرناء السوء لا يقرأ مثلا كتب اهل الاهواء واهل البدع اما على عقيدة اولئك لا يبالي يقرأ اي شيء وينظر في اي شيء ويجالس من شاء ويقول المقدر واقع سواء جالستم او لم اجالس سواء قرأت او لم اقرأ المقدر سيحصل فلا يقول ذلك صاحب الحق لا يقول ذلك بل يدفع ما قد يخاف من ذلك مثل كما يزيل الانسان الجوع الحاظر بالاكل مثل الان يعني هذا مثال يوضح الانسان لو كان يحس بجوعا سيدفعه بالاكل اذا كان الانسان يتخوف من جوع يتخوف من جوعه في في وقته الحالي ليس جائعا لكن يتخوف انه سيجوع مثلا سيسافر وفي الطريق ليس مثلا ثمة اكل فتجده يأكل اما ليدفع جوعا آآ ليزيل جوعا حاضرا او ليدفع جوعا ماذا اه متوقعة فاذا كما يزيل الانسان الجوع الحاظر بالاكل ويدفع به الجوع المستقبل هذا الذي نفعله وكل يفعله حتى اولئك يفعلونه في قضية الجوع ايضا يفعل في قضية ماذا ها يا اخوان في قضية الذنوب في قضية الذنوب اذا كان وجد الذنب مثل ما كنا ندفع الجوع بالاكل ندفع الذنوب بماذا بالتوبة ندفع الذنوب بالتوبة والانابة الى الله وسؤال الله عز وجل ان يعيننا على الخلاص منها واذا كان الذنب لم يقع لكن ثمة مخاوف في وسائل امامي وبين يديه توصل الى الذنب فماذا اصنع؟ مثل ما كنت انا ادفع اه خوفي من الجوع كذلك ايضا ادفع وقوعي في الذنب باغلاق الوسائل والمنافذ والطرائق التي تفضي بالانسان الى الذنب كذلك اذا ازال البرد ودفعه باللباس سواء وقت ان يستبرد الانسان فيأخذ اللباس ويتدفأ به او قبل ان يستبرد بماذا بالاستعداد ها نحن اذا اقبل الشتاء وقبل ان يستبرد الوقت يذهب الشخص ويشتري من اه الملابس التي يعلم انه سيحتاجها ليتدفى بها في الشتاء. اما على عقيدة اولئك كيف يكون الامر على انه كما قلنا سابقا ان اولئك لا يطردون شهود الحقيقة الكونية في جميع الامور وانما في الامور التي لها تعلق باهوائهم. الامور التي لها تعلق باهوائهم ولا يطردونها في كل الامور يقول رحمه الله وكذلك كل مطلوب يدفع يدفع وكذلك كل مطلوب يدفع به مكروها يدفع به مكروها يعني بعد ان ذكر امثلة ذكر هذا التعميم الذي يشمل الامثلة الماضية وغيرها من الادلة على ذلك؟ قول النبي قول اه قولهم للنبي عليه الصلاة والسلام ارأيت ادوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقات نتقي بها هل ترد من قدر الله شيئا هل ترد من قدر الله شيء؟ ثلاثة اشياء سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنها الشيء الاول ادوية ادوية يتداوى بها الانسان والادوية التي يتداوى بها الانسان احيانا يتداوى بها من باب ازالة مرض موجود واحيانا يتداوى بها لدفع مرض ماذا متوقع يسمى الان هذا النوع من التداوي الطبي الايش الوقائي الطب الوقائي. في الحديث قال من اصطبح بسبع تمرات من العجوة لم يظره عين يومه ذلك اصطبح يأخذ سبع تمرات عجوة في في في صبيحة اليوم يتقي بها هذه هذه الادواء هذا قبل ان يقع وهناك ادوية ايضا تستعمل وقت وقوع المرض. ادوية تستعمل وقت وقوع المرض. فيسألون تلك الادوية التي يستعملونها ادوية نتداوى بها سواء كان الدواء لرفع مرض حاضر او دفع مرض متوقع وكذلك رقيا نسترقي بها. رقية نسترقي بها ايضا باب الرقى والدعوات قد يسترقي الانسان يرقي نفسه من مرض الم به او يأتي بالتعوذات التي تدفع بها ماذا تدفع بها الاسقام والامراض ونحوها. مثل ما جاء فلا لا يظره شيء حتى يمسي فيأتي المسلم بتلك الاذكار للدفع كما انه يأتي باخرى ايظا الرفع وتقات نتقي بها وتقاتل التقي بها وهذا ايضا باب واسع الان لما تلبس الثياب الشتوية تتقي بها البرد او تلبس مثلا اه نعلا وتتقي به الشوك او مثلا اه تأخذ مظلة في يدك تتقي بها حرارة الشمس هذه الاسباب التي تفعلها تقاد تتقي بها والرقية والدواء قالوا يا رسول الله هل ترد من قدر الله شيئا؟ يعني لما نفعلها هل هي ترد القدر؟ الشيء المكتوب؟ انظر الجواب العظيم كلمة واحدة لكن هي جواب هذا الموضوع الذي لا جواب عليه غيره قال هي من قدر الله هي من قدر الله قوله هي من قدر الله اذا انت لما تسترخي وتتداوى وتتقي ماذا فعلت اجيبوا دفعت القدر بالقدر قال هي من قدر الله فدفعت القدر بالقدر فهي هي من قدر الله. يقول عليه الصلاة والسلام هي من قدر الله. هذا الذي تفعله هو شيء قدره الله فعلته اه قدره الله وفعلته تدفع به هذه الامور وتتقي به هذه الاشياء قال هي من قدر الله فيستفاد من ذلك ان القدر يدفع بالقدر يدفع بالقدر تبذل السبب وتستعين بالله تبذل السبب وتستعين بالله سبحانه وتعالى ان آآ يوفقك للخير وان يصرف عنك السوء مثل هذا الحديث قوله في الحديث الاخر ان الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتلجان بين السماء والارض يعتلجان اي يصطرعان ويتدافعان بين السماء والارض والحديث حسن يا يلتقي الا الدعاء والبلاء نلتقي الى الدعاء والبلاء. الدعاء الذي فارتفع من العبد الى الله سبحانه وتعالى والبلاء النازل البلاء النازل فيلتقي الدعاء والبلاء فيعتلجان ان يصطلعان ويتدافعان هذا يدفع هذا قال ان الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتلجان بين السماء والارض وجاء في حديث اخر قال لا يرد القدر الا الدعاء كثير يستشكل كيف يكون الدعاء يرد ماذا القضاء ولا اشكال اذا علمت قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا هي من قدر الله الدعاء نفسه من قدر الله وانت تدفع القدر بالقدر وانت تدفع القدر بالقدر عندما تدعو الله. يا اخي الكريم الان مثلا الان مثلا يكون شخص مثلا في سيارة في سيارة والسيارة مندفعة وفاجأه شيء في الطريق وقبظ على الممسك او الفرمل الذي يمسك السيارة عاين كأنه في ماذا في موت وفي انتهاء صادف شيئا فتجده ماذا يقول ومن معه ايضا في السيارة ماذا يقول؟ يا رب يا رب الجأ الى الله سبحانه وتعالى. اذا هذا الحادث هو مقدر هذا الحادث هو مقدر وهذه الدعوات ايضا مقدرة هذه المقدرة ويعتلجه مثل ما جاء في الحديث البلاء النازل والدعاء يعتلجان يصترعان وقد يكتب الله سبحانه وتعالى لانسان نجاة من هلكة محققة وهذا يحصل كثير كم نسمع من من شخص يقول انا اعيش في حالة في حياة ماذا عمر ثاني في عمر ثاني رأيت الموت بعيني يقول دفع القدر بالقدر. لان الدعاء الذي قاله هو مقدر الدعاء الذي قاله وتلفظ به ولجأ الى الله سبحانه وتعالى هذا الدعاء نفسه هو من قدر الله سبحانه وتعالى ايضا تجد المريض الذي اشتد به المرض واخذ يعاني منه ويلجأ الى الله يا رب يا رب يا رب هذا المصاب الذي به مقدر والدعوات الصادرة للعبد مقدرة ونحن مأمورون بالدعاء ورب العالمين يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض اذا لما ننظر الى قواعد الشريعة واصولها ودلائلها وشواهدها نجد ان العبد مطلوب منه ان يدفع القدر بالقدر لا على تلك الطريقة الباطلة والعقيدة الفاسدة يستسلم ويقول هذا اه هذا مقدر والمقدر ماض ولن افعل شيئا فتجده لا يقوم بطاعة ولا يتوب بمعصية ولا يستغفر من ذنب لاخذ ذلك ويقول هذه سنة كونية وامر ماضي ولا خروج لي عن المقظي والمقدر تلك عقيدة باطلة فاسدة من افسد ما يكون كما قدمت وكما ايضا سيأتي في تقرير شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اهل تلك العقيدة لا يطردونها ولا يطبقونها في كل شيء قال رحمه الله فهذا حال المؤمنين بالله ورسوله العابدين لله. هذي حالهم اه مجاهدة ومصابرة وبذل للاسباب واستعانة بالله تبارك وتعالى وامر بالمعروف ونهي عن المنكر الى غير ذلك من اه الامور هذه حالهم وكل ذلك من العبادة. كل ذلك من العبادة المأمور بها نعم قال رحمه الله تعالى وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية وهي ربوبيته تعالى لكل شيء ويجعلون ذلك مانعا من اتباع امره الديني الشرعي على مراتب في الضلال طغولاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة وقول هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى وهو من جنس قول المشركين الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم وهؤلاء من اعظم اهل الارض تناقضا بل كل من احتج بالقدر فانه متناقض فانه لا يمكن ان يقر كل ادمي على ما فعل فلابد اذا ظلمه ظالم او ظلم الناس ظالم وسعى في الارض بالفساد واخذ يسفك دماء الناس ويستحل الفروج ويهلك الحرث والنسل ونحو ذلك من انواع الضرر التي لا قوام للناس بها ان يدفع هذا القدر وان يعاقب الظالم بما يكف عدوانه وعدوانه امثاله فيقال له ان كان القدر حجة فدع كل احد يفعل ما يشاء بك وبغيرك. وان لم يكن حجة بطل اصل قولك ان القدر حجة واصحاب هذا القول الذين يحتجون بالحقيقة الكونية لا لا يطردون هذا القول لا يطردون لا يطردون هذا القول ولا يلتزمونه وانما هم يتبعون ارائهم واهوائهم كما قال فيهم بعض العلماء انت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري. اي مذهب وافق هواك تمذهبت به؟ نعم رجع لها الشيخ الاسلام رحمه الله مرة اخرى ليبين فساد ما عليه اولئك الذين يشهدون الحقيقة الكونية وهي ربوبية الله تعالى لكل شيء ويجعلون ذلك مانعا من اتباع امره كالدين الشرعي يعني مثلا احدهم من اصحاب هذا المذهب الفاسد لا يصلي لا لا يصوم يقع في الفواحش في المحرمات الى غير ذلك. ثم اذا عوتب ماذا يقول يقول هذا مقطر ومكتوب اين اذهب من القدر هذا الشيء مكتوب ومقدر ولو شاء الله ما فعلت هذا لا تلمني لا تلمي على ذلك هذا شيء كتب وقدر فلا تلومني عليه فماذا يعني بناء على شهوده الحقيقة الكونية وربوبية العامة ومشيئة النافذة وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن يعجل يجعل ذلك مانع يجعل ذلك مانعا عن اتباع الامر الديني الشرعي يقول هؤلاء على مراتب غلاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة انظر الى كلامه يقول في كل ما يخالفون فيه الشريعة لكن هل يطبقون في كل شيء ما يمكن ما يمكن مذهب لا يمكن اصلا ان يطبق في كل شيء صاحبه لا يستطيع ان يطبقه في كل شيء لكنهم يطبقونه في كل ما يخالفون فيه الشريعة مثلا في تركهم للعبادات غشيانهم للفواحش والمنكرات والمحرمات الى غير ذلك يطبقون هذا المذهب وهؤلاء شر من قول قول هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى وهو من جنس قول المشركين الذين قالوا لو شاء لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم قال رحمه الله وهؤلاء من اعظم اهل الارض تناقضا من اعظم اهل الارض تناقضا وكفى دليلا على فساد مذهب تناقض اصحابه بحيث انهم لا يطردون المذهب في كل شيء ولا يطبقونه في جميع الابواب فهذا من اعظم ما ما يكون دلالة على فساد المذهب بل انظر ماذا يقول كل من احتج بالقدر فهو متناقض كل من احتج بالقدر متناقض كل شخص يحتج على ذنبه معصيته جريمته مخالفته الى اخر ذلك بالقدر هو شخص متناقض من اي جهة متناقض من جهة انه لا لا يمكن ان يطبق مذهبه هذا في كل شيء ارأيتم لو ان شخصا قابله قابله وصفعه على وجهه حتى سقط على قفاه حتى سقط على قفاه وقال لا لا تلومني هذا شي كتبه الله وما قدرها الله وقضاه وانا ماظي في المقدر يمضي المذهب الذي هو كان عليه قبل قليل هل يمضي مذهبه؟ ابدا بل لو ان شخصا جاء وسرق ماله جمع له اموال سنوات طويلة وجا شخص وسرق المال وعرف ان هذا هو فلان السارق قال لا تلوم هذا امر الله كتب لي اني انا اللي اخذ مالك وقدره الله علي ولا مناص لي من هذا المقدر يقبل شخص مثلا اه انتهك عرظه الى غير ذلك من الامور وقال لا تلمني هذا شيء قدره الله ما يمكن يقبل ما يمكن يقبل فهم من اعظم الناس تناقضا ولا يطبق مذهبه في كل شيء لا يطبق مذهبه في كل شيء بل يقول رحمه الله لا فانه لا يمكن ان فانه لا يمكنه ان يقر كل ادمي على ما فعل اذا كان هو في نفسه يعتذر عن اعماله بان بانه مقدرة اذا كان هو في نفسه يعتذر عن اعماله اخطائه مخالفاته بانه مقدر لو شاء الله ما فعلنا ذلك هل هو بناء على عقيدته هذه يقر كل ادمي على ما فعل ما ينكر لو احد اخذ ماله ما يقره احد اعتدى عليه لا يقره ما يمكن لا يمكن ان يقر كل كل احد على ما فعل فلابد اذا ظلمه ظالم او ظلم الناس ظالم وسعى في الارض بالفساد واخذ يسفك دماء الناس ويستحل الفروج ويهلك الحرث والنسل ونحو ذلك من انواع الظرر التي لا قوام للناس بها بها ان يدفع هذا العدوان ويعاقب الظالم بما يكف عدوانه ما يكف عدوان امثاله فيقال له ان كان القدر حجة فدع كل احد يفعل ما شاء بك وبغيرك اذا كان القدر اذا كان اذا كان مبدأك انك تقول لو شاء الله ما فعلت هذا لو شاء الله ما فعلت هذه المعاصي لو شاء الله لكنت من المصلين لو شاء الله لما وقعت في هذه الفاحشة لو كان هذا مذهبك يقال له لو كان هذا مذهبك اذا اقر كل ادمي في كل خطأ وفي كل ظلم يقع عليك ويقع على الاخرين هل يمكن ان يطبق هذا الشيء؟ لا والله لا يمكن ان يطبق فهذا دليل واضح وبرهان بين على فساد عقيدة هؤلاء فيقال له ان كان القدر حجة فدع كل احد يفعل ما يشاء بك وبغيرك وان لم يكن حجة بطل اصل قولك الان انت بينت فساد مذهبه باي طريقة باثبات تناقضه تقول له يا اما اما انت بين امرين اما ان تطرد مذهبك في كل شيء اما ان تطرد المذهب في كل شيء تطبقه في كل شيء لا تفرق بين متماثلات هنا تطبق مذهبك وهنا تخالف مذهبك. طبقه في كل شيء او تب الى الله من مذهبك ودعه تب الى الله من من مذهبك ودع هذا المذهب الفاسد يقول رحمه الله اصحاب هذا القول الذين يحتجون بالحقيقة الكونية لا يطردون هذا القول ولا يلتزمونه لا يطردون هذا القول ولا يلتزمون لا يطردون لا يطبقونهم في اه نظائر ما يطبقونه فيه. وما يماثل ما يطبقونه فيه لا يطردون هذا المذهب ولا يلتزمون وانما هم اه بحسب اهوائهم وارائهم. انما هم بحسب اهوائهم وارائهم يعني تطبيق المذهب متى تطبيق المذهب وقت موافقته لشيء يهواه ما يريد يصلي مثلا ما يريد يصلي او يريد يستمر على معصية ما من المعاصي فيحتج على ذلك آآ القدر فاذا هم اهل اهواء فاسدة باطلة كما قال فيهم بعض العلماء انت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري اي مذهب وافق هواك كمذهبت به او تمذهب به عند قدري وعند المعصية جبري القدرية هو الجبرية مذهبان في باب القدر متظادان القدرية والجبرية مذهبان في باب القدر متظادان القدرية لقب يطلق على القدرية النفات الذين ينفون القدر الذين ينفون القدر ويقولون لا قدر يقولون الانسان هو الخالق لفعل نفسه ولم يقدره الله عليه والجبرية ضد هذا المعتقد يعتقدون ان الامور مقدرة وان الانسان اصلا لا مشيئة له ولا اختيار ولا اختيار له بل هو مجبور على فعل نفسه كالورقة في مهب الريح ولهذا لقبوا بالجبرية لانهم يقولون بان العبد مجبور على فعل نفسه ومسلوب المشيئة لا مشيئة له ولا اختيار اشبه ما يكون بالورقة التي تطير في الهوات تقلبها الرياح بلا اختيار قال بعض العلماء فيهم انت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري عند الطاعة عندما يقوم بشيء حسن وجيد وعظيم ونحو ذلك ماذا يقول ينسبه لنفسه عند عند الطاعة عندما يقوم بامل عمل عظيم وعمل جليل وعمل جيد او نحو ذلك ينسبه لنفسه انا كذا انا كذا ما يقول الحمد لله الذي يسر لي هذا الامر اعانني عليه وفقني له هداني للقيام به لا يقول ذلك وانما يقول انا الذي كذا وانا الذي كذا وانا الذي كذا فينسبه لنفسه مجردا عن اه التقدير تقدير الله سبحانه وتعالى بل يمن بالعمل يمن بالعمل فهذا اه معنى قوله انت عند الطاعة قدري. وعند المعصية جبري عند المعصية اذا وقع في معصية يغير ذاك المذهب الاول يقول ايش مجبور هذا شيء مقدر وانا مجبور عليه فعند الطاعة قدري وعند المعصية جبري اه جبري اي اي مذهب وافق هواه كمذهب به نعم. قال رحمه الله تعالى ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة. فيزعمون ان الامر والنهي لازم لمن شهد لنفسه اعلاء واثبت له صنعا. اما من شهد ان افعاله مخلوقة او انه مجبور على ذلك. وان الله هو المتصرف فيه كما يحرك سائر المتحركات فانه يرتفع عنه الامر والنهي والوعد والوعيد. وقد يقولون من شهد الارادة سقط عنه التكليف ويزعم احدهم ان الخضر سقط عنه التكليف لشهوده الارادة فهؤلاء لا يفرقون بين العامة والخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان الله خالقه. فهؤلاء فهؤلاء لا يفرقون بين العامة والخاصة. هؤلاء يفرقون. فهؤلاء يفرقون بين العامة والخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان الله خالق افعال العباد وانه يدبر جميع الكائنات وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما وبين من يراه شهودا. فلا يسقطون التكليف عن اعد فهؤلاء. فهؤلاء يفرقون بين من العامة والخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان الله خالق افعال العباد وانه يدبر جميع الكائنات وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما وبين من يراه شهودا فلا يسقطون التكليف عمن يؤمن بذلك ويعلمه فقط لكن يسقطونه عمن يشهده فلا يرى لنفسه فعلا اصلا. وهؤلاء لا يجعلون الجبر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه وقد وقع في هذا طوائف من المنتسبين الى التحقيق والمعرفة يجعلون وهؤلاء يجعلون الجبار وهؤلاء يجعلون. نعم. وهؤلاء يجعلون الجبر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه وقد وقع في هذا طوائف من المنتسبين الى التحقيق والمعرفة والتوحيد وسبب ذلك انه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه خلافه. كما ضاق نطاق المعتزلة ونحوهم من القدرية عن ذلك ثم المعتزلة اثبتت الامر والنهي الشرعيين دون القضاء والقدر الذي هو ارادة الله العامة وخلقه لافعال العباد وهؤلاء اثبتوا القضاء والقدر ونفوا ونفوا الامر والنهي في حق من شهد القدر اذ لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا. وقول هؤلاء من قول المعتزلة ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين الذين لم يشهدوا هذه الحقيقة الكونية ولهذا يجعلون من وصل الى شهود هذه الحقيقة يسقط عنه الامر والنهي. ويقولون انه صار من الخاصة. وربما تأولوا على ذلك قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. فاليقين عندهم هو معرفة هذه الحقيقة وقول هؤلاء كفر صريح وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر. فانه قد علم بالاضطرار من دين الاسلام ان الامر والنهي لازم لكل عبد ما دام عقله حاضرا الى ان يموت لا يسقطان عنه لا بشهوده القدر ولا بغير ذلك. فمن لم يعرف ذلك عرف وبين له فان اصر على اعتقاد سقوط الامر والنهي فانه يقتل وقد كثرت مثل هذه المقالات في المستأخرين واما المتقدمون من هذه الامة فلم تكن هذه المقالات معروفة فيهم وهذه المقالات هي محادة لله ورسوله ومعدة ومعاداة ومعاداة له وصد عن سبيله ومشاقة له وتكذيب لرسله ومضادة له في حكمه وان كان من يقول هذه المقالات قد يجهل ذلك ويعتقد ان هذا الذي هو عليه طريق الرسول طريق الرسول وطريق اولياء الله المحققين فهو في ذلك بمنزلة من يعتقد ان الصلاة لا تجب عليه لاستغنائه عنها بما حصل له من الاحوال القلبية او ان الخمر حلال له لكونه من الخواص الذين لا يضرهم شرب الخمر او ان الفاحشة حلال له لانه صار كالبحر لا تكدره الذنوب ونحو ذلك. نعم. هنا يذكر رحمه الله تعالى صنف من هؤلاء المبتدعة الضلال يدعون لانفسهم انهم اهل التحقيق والمعرفة فيزعمون ان الامر والنهي لازم لمن شهد لنفسه فعلا واثبت له صنعا. اما من شهد ان افعاله مخلوقة او انه مجبور على ذلك وان الله هو المتصرف فيه كما يحرك سائر المتحركات فانه يرتفع عنه الامر والنهي والوعيد ويقولون من شهد الارادة سقط عنه التكليف هذا ايضا اه اعتقاد اخر غير الاول يقسمون الناس الى قسمين عامة وخاصة يقسمون الناس الى قسمين عامة وخاصة. العامة يلزمهم الامر والنهي وهم من لم يشهدوا هذه الحقيقة التي شهدوها الذي هو شهود الحقيقة او الارادة الكونية ويعتبرون ويعتبرون ذلك درجة يصل اليها الخواص يصل اليها الخواص ومن وصل اليها اصبح من الخاصة فتسقط عنه الاوامر والنواهي اما من قبل ذلك من العامة لا تسقط عنهم لا تسقط عنهم الاوامر والنواهي فهم مأمورون ومكلفون لكن من وصل الى درجة الشهود الارادة الكونية وبلوغ هذه الدرجة سقطت عنه آآ التكاليف يزعم احدهم ان الخضر سقطت عنه التكاليف لشهود الارادة. المراد بالارادة هنا اي الارادة الكونية القدرية. قال فهؤلاء لا يفرقون بين العامة وبين الخاصة يفرقون بين العامة وبين الخاصة من هم العامة العامة اهل اهل العمل بالطاعة والعبادة والاتباع للكتاب والسنة هؤلاء هم اه العامة والخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية الخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان الله خالق افعال العباد وانه مريد لجميع الكائنات وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما وبين من يراه شهودا بين من يعلم ذلك علما ومن يراه شهودا اي من يعلمه علما لا يكفي لبلوغ تلك الدرجة حتى يشهد هذه اه الحقيقة الكونية فلا يسقطون التكليف عمن يؤمن بذلك ويعلمه فقط ولكن يسقطونه عمن يشهده فلا ولنفسه فعلا اصلا اذا وصل الى هذه الرتبة اصبح من الخواص الذين تسقط عنهم التكاليف وهؤلاء يجعلون الجبر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه مانعا من التكليف على هذا الوجه اي وجه مانعا من التكليف على هذا الوجه اي على هذا الوجه الذي هو درجة يبلغها خواص اه من الناس يشهدون الحقيقة الكونية فتسقط عنهم التكاليف بهذا الاعتبار. هم لا يقولون التكاليف ساقطة عن كل الناس وانما يقولون التكاليف تسقط عمن يبلغ هذه الدرجة درجة شهود الحقيقة الكونية فيجعلون الجبر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه يعني على هذا الوجه اي انه يعتبرون درجة آآ اذا شهدها العبد سقط لها عنه التكاليف لا يقولون التكاليف ساقطة عن كل اه الناس وانما يجعلونها تسقط عمن يبلغ هذه الدرجة. قال وقد وقع في هذا الطوائف من المنتسبين الى التحقيق والمعرفة هو التوحيد وسبب ذلك انه ضاق نطاقهم سبب ذلك انه ضاق نطاقهم عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه خلافه يؤمر بما يقدر عليه خلافه. يؤمر بترك الذنوب وعدم الدخول فيها ويقدر عليه الذنب فظاق نطاقهم كيف يقدر ما امر بخلافه وغفل هؤلاء عن ان هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان ومجاهدة والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. قال ثم المعتزلة الان لما ذكر عقيدة هؤلاء يعقد مقارنة بينهم وبين عقيدة المعتزلة يقول ثم المعتزلة اثبتت الامر والنهي الشرعيين وردت القضاء والقدر المعتزلة اثبتت الامر والنهي الشرعيين اثبتت ان العبد مأمور بالطاعات ومن هي عن آآ المعاصي وفي الوقت نفسه ردت القضاء والقدر لا يؤمنون بان الامور وقدر ويعتقدون ان العبد هو الخالق لفعل نفسه وردت القضاء والقدر الذي هو ارادة الله العامة. وخلقه لافعال العباد وهؤلاء الصنف الذي تحدث عنه قريبا هؤلاء اثبتوا القضاء والقدر ونفوا الامر والنهي في حق من شهد القدر بحق من شهد القدر اذ لم يمكن اذ لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا اي عن جميع الناس بل جعلوا ذلك خاصا اه من شهد الحقيقة الكونية او شهد الارادة فبزعمهم يسقط عنه الامر والنهي قال وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين الذين لم يشهدوا هذه الحقيقة اه الكونية وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين وهذا اصطلاح يكثر عند هؤلاء عندما يمتدحون كبارهم بسقوط التكاليف عنهم يقول لا تعرفون ذلك لانكم محجوبون لانكم محجوبون لكن هذا الذي بلغ هذه الحقيقة وشهد هذه الحقيقة الكونية واصبح من اهل شهود هذه الحقيقة فسقطت عنه التكاليف اما هذا الامر لا تدركونه لانكم في حجاب عنه انتم محجوبون عن ذلك اه اعينكم عليها غشاوة لا يمكن تعرفون ذلك وذاك الذي بزعمهم سقطت عنها التكاليف يمارس الفواحش والمحرمات والموبقات ويترك الطاعات وهو عند اتباعه شخص وصل اعلى الرتب والمقامات لكن لكونه بزعم اولئك شهد الحقيقة الكونية سقطت عنه التكاليف والحقيقة ان الرجل لم يشهد حقيقة كونية وانما دخلت عقله لوث شيطانيا هذا الحقيقة. الحقيقة انه دخل عقله لوثة شيطانية فترك عبادة الله وترك طريق الانبياء والمرسلين وان كانت باعه وهو ايضا في نفسه يزعمون له انه شهد حقيقة كونية. هو لم يشهد حقيقة ومن ابعد الناس عن الحقائق ولكنه اصيب بلوثة شيطانية فاصبح يمارس الفواحش والمحرمات والموبقات ويترك الطاعة والعبادة ويزعم اتباعه وهو ايضا يزعم انه واصل وان التكاليف سقطت عنه ولهذا يجعلون من وصل الى هذه الحقيقة سقط عنه الامر والنهي وصار من الخاصة وصار من الخاصة لانهم مثل ما عرفنا سابقا يفرقون بين آآ الناس الى قسمين العامة والخاصة وهذا التفريق اصطلاح كثر عند الطرقية المتصوفة كثر عندهم جدا يجعلون الاشياء الاباطيل التي عندهم هذه درجة للخواص مثل ما قالوا في الذكر قسموه الى ثلاثة اقسام قسموه الى ثلاثة اقسام قالوا ذكر للعامة وذكر للخاصة وذكر لخاصة الخاصة ذكر العامة قالوا لا اله الا الله ذكر العامة قالوا لا اله الا الله هذا للعوام. عامة الناس الخاصة لفظ الجلالة الله يرددونه بدون نفي ولا اثبات مع ان ترتاد لفظ الجلالة لو ردده الانسان الف مرة الله الله لو ردده الف مرة او الاف المرات لا يثبت به ايمان لان الايمان والتعظيم والتنزيه اه غير ذلك من المعاني الشرعية لا تثبت الا بجملة مفيدة لا تثبت الا بجملة مفيدة مثلا يقول الله اكبر او يقول لا اله الا الله او يقول سبحان الله او يقول الحمد لله او توكلت على الله او لا حول ولا قوة الا بالله. اما يردد الله الله لو رددها عشرات والاف المرات لا يثبت بها شيء ما لم تكن في جملة مفيدة لان هذا يقول الله اكبر وذاك يقول الله غير موجود فهي لا تكون الا عندما تكون في جملة مفيدة فيجعلون هذا الذكر بلفظ الجلالة الله هذا الخاصة ويجعلون الذكر بالظمير هو بخاصة الخاصة وخاصة الخاصة لا يذكرون الله بكلمة التوحيد لا اله الا الله ولا تجري على السنتهم وانما يرددون الظمير هو هو حتى قال لي شخص كان على هذه الطريقة وتاب قال كنا نجتمع في بستان من البساتين ونذكر الله بالظمير هو جماعة بصوت واحد جماعة بصوت واحد هو يقول لي بنفسه يقول والله لو كنت وراء الجدار وسمعتنا لما ظننت ان الذي وراء الجدار من بني ادم يقول لو كنت وراء الجدار يشير الى نوع من فيقول والله ما كنت اظن انهم ان اللي وراء الجدار من بني ادم ابدا وهم بزعمهم انهم خاصة الخاصة وان مصفوت عباد الله وانهم احسن عباد الله ذكرا لله سبحانه وتعالى ويظنون انهم بلغوا حقيقة لم يبلغها غيره وهذا كله من عبث الشيطان وتظييعه للانسان وصاحب ذلك يعتقد انه بلغ مبلغا اه لم يبلغه غيره. واذا انكر عليه اذا انكر عليه منكر مثل هذا العمل في نفسه يقول هذا محجوب ما وصل هذا الذي وصلنا اليه ولا يعرف ينكر لانه لا لا يعرف هذا الامر الذي بلغناه ولا يدرك هذا الامر الذي وصلنا اليه قال رحمه الله وربما تأولوا على ذلك قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ربما تأولوا على ذلك قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني يجعلون عملهم ماذا؟ تأويل للاية معنى تأويل اي تطبيق للاية فيعتبرون انهم انهم بهذا الصنيع يطبقون هذه الاية واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وعرفنا فيما سبق ان باجماع المفسرين ان اليقين هنا الموت وهم يقولون اليقين شهود هذه الحقيقة وبلوغ هذه المرتبة فاذا بلغها لا يعبد الله لان فهم الاية عندهم اعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي اعبد ربك حتى تبلغ الدرجة التي تشهد فيها الارادة اه الكونية حينئذ عليه لا تعبد الله سقطت عنك التكاليف هذا فهم الاية عندهم والاية خطاب لصفوة خلق الله محمد عليه الصلاة والسلام بعبادة الله الى ان يموت. ومضى على عبادة الله الى انفاسه الاخيرة ولحظات الاخيرة صلوات الله وسلامه عليه وهو صفوة عباد الله وخير عباد الله صلوات الله وسلامه عليه. قال وجعلوا اليقين هو معرفة هذه الحقيقة جعلوا اليقين معرفة هذه الحقيقة وقول هؤلاء كفر صريح وقول هؤلاء كفر صريح وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر وليس من شرط الكفر ان يعلم صاحبه انه كفر. وقع فيه آآ خلائق او اناس وان كان بعضهم لا يعلم انه كفر مثل ما قد ترى اناس يشرك بالله يشرك بالله ويستغيث بغير الله ويطلب المدد من غير الله ويرفع يديه داعيا غير الله مدد يا فلان مدد يا فلان ولا يعلم آآ انه في اعماله هذه يمارس الشرك الناقل من الملة وتجده مثلا يصلي يصوم ويتصدق ويحج ويقول لا اله الا الله لكن يمارس الشرك بسؤال غير الله سبحانه وتعالى ودعاء غير الله سبحانه وتعالى. وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر فانه قد علم بالاضطرار من دين الاسلام. ان الامر والنهي لازم لكل عبد اما تلك التخرصات وتلك اه الاقاويل الباطلات لا ترفع عن احد تمرا ولا نهيا وانما هي مجرد مزاعم يزعمها اولئك المبطلة فعلم من دين الاسلام بالضرورة ان الامر والنهي لازم لكل عبد ما دام عقله حاضرا الى ان يموت الى ان يموت لا يسقط عنه الامر والنهي لا بشهوده القدر ولا بغير ذلك لا يسقط عن الامر والنهي سواء قال انني شهدت القدر او شهدت الارادة الكونية سواء قال اني بلغت الحقيقة الفلانية او غير ذلك لا يسقط علم من دين الاسلام بالضرورة ان الامر والنهي لا يسقط عن اه اي احد حتى يموت واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي حتى يأتيك الموت. ومثلها قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون فمن لم يعرف ذلك عرفه وبين له هذا الواجب ان يعرف هذا الامر ويبين له ويقال له هذا كفر وهذا ظلال وهذا ليس من دين الله وهذا مناقظ ومصادم لدين الانبياء والمرسلين يعرف ويبين له ذلك بالادلة فان اصر على اعتقاد سقوط الامر والنهي فانه يقتل والمراد بقوله يقتل اي ان مثل هذه الاحكام ليست لاحاد الناس وانما على ولي الامر ومن بيده الزمام زمام الامر آآ ان يقوم بذلك فاهل العلم يبينون واذا لم يفعل ذلك يرفع ولي الامر ينفذ فيه حكم الله سبحانه وتعالى لا ان المراد ان مثل هذه الاعمال يباشرها كل احد وقد كثرت مثل هذه المقالات في المتأخرين لان الباطل يتوالد ويتزايد وتتفرع له فروع فكثرت هذه المقالات في المتأخرين. اما المتقدمون من هذه الامة فلم تكن هذه المقالات معروفة فيهم لا وجود لها وانما وجدت في اه اه المتأخرين. اما السلف فكانوا فقد عافاهم الله عز وجل ووقاهم وسلمهم من ذلك وهذه المقالات هي محادة لله ورسوله ومعاداة له وصد عن سبيله ومشاقة له وتكذيب لرسله ومضادة له في حكمه وهذه كلها دلائل وشواهد على عظم فساد هذه العقيدة وانها عقيدة فيها محادة لله ورسوله ومعاداة له وصد عن سبيله ومشاقة له وتكذيب لرسله ومضال له في حكمه وان كان من يقول هذه المقالات قد يجهل ذلك من يقول هذه المقالات قد يجهل ان مقالته هذه مصادمة لدين المرسلين ومحادة لله ولرسوله قد يجهل ذلك ويعتقد ان هذا الذي هو عليه طريق الرسول وطريق اولياء الله المحققين فهو في ذلك بمنزلة من يعتقد ان الصلاة لا تجب عليه لاستغنائه عنها بما يحصل له من الاحوال القلبية ما يحصل له من الاحوال القلبية لو ان انسانا اعتقد ذلك ان الصلاة لا تجب عليه. يقول يكفي يكفي آآ لافوز برضا ربي ما قام في قلبي من ايمان وهذا يقوله حتى بعض العوام يقول الامام في القلب يقول الايمان في القلب الكلام على القلب وتجده مثلا يترك الطاعة والعبادة مستغنيا بما يزعمه في قلبه من احوال قلبية من احوال قلبية ونسي او غفل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب تجد بعضهم اه لا يبالي مثلا بفعل المحرمات ارتكاب المنهيات واذا نهي عنها قال الكلام على القلب الكلام عن القلب يقول انا الحمد لله قلبي ابيظ بعضهم كان قلبي طاهر الكلام مع القلب هذه الاشياء الظاهرة والامور هذي كلها العبرة بالقلب يقول لك فهل يكفيه هذا الاعتقاد وهذا الظن في تركه لما امره الله به وفعله لما حرم الله عليه اكتفاء بما يزعمه في نفسه من احوال قلبية هل هذا الاعتقاد كافي لا والله او اخر مثلا يزعم ان الخمر حلال ان الخمر حلال له لكونه من الخواص الذين لا يضرهم شرب الخمر لو ان انسان اعتقد ذلك ان انه انه من الخواص والخمر انما حرمت على المحجوبين وامثالهم. اما الخواص الذين لا تضرهم الخمر ليس عليهم شيء في شربهم. لو اعتقد ذلك هذا ينجيه من اثم وعقوبة شربها؟ لا والله كذلكم لو ان احدهم احدا فعل الفاحشة واعتقد ان الفاحشة حلال له لانه صار كالبحر لا تكدره الذنوب صار كالبحر لا تكدره الذنوب يقول البحر لو مثلا سقطت فيه ميتة ما كدرت ولا ضرت فيه فيعد نفسه مثل البحر لو ارتكب فاحشة ما تضرهم ولا اه تؤثر فيه فكل هذه الاعتقادات والظنون لا تنجي صاحبها من سخط الله سبحانه وتعالى ولا تنجيه من عقابه. نعم قال رحمه الله تعالى ولا ريب ان المشركين الذين كذبوا الرسول يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر على مخالفة امر امر الله فهؤلاء الاصناف فيهم شبه من المشركين. لانهم اما ان يبتدعوا واما ان يحتجوا بالقدر. واما ان يجمعوا بين الامرين كما قال تعالى عن المشركين واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر الفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون؟ وكما قال تعالى عنهم سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا ولا حرمنا من شيء وقد ذكر عن المشركين ما ابتدعوه من الدين الذي فيه تحليل الحرام والعبادة التي لم يشرعها الله بمثل قوله تعالى هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم. وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه الى اخر السورة وكذلك في سورة الاعراف في قوله يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة الى قوله واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون؟ قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد الى قوله وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق. الى قوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وهؤلاء قد يسمون ما احدثوه من البدع حقيقة كما يسمون ما يشهدون من القدر حقيقة. وطريق وطريق الحقيقة عندهم هو السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بامر الشارع ونهيه. ولكن بما يراه ويذوقه ويجده في قلبه مع ما فيه غفلة مع فما فيه من غفلة عن الله جل وعلا ونحو ذلك وهؤلاء لا يحتجون بالقدر مطلقا بل عمدتهم اتباع ارائهم واهوائهم وجعلهم لما يرونه ويهوونه حقيقة وامره باتباعها دون اتباع امر الله ورسوله نظير بدع اهل الكلام من الجهمية وغيرهم. الذين يجعلون ما ابتدعوه من الاقوال للكتاب والسنة حقائق عقلية. يجب اعتقادها دون ما دلت عليه السمعيات ثم الكتاب والسنة اما ان يحرك ثم الكتاب والسنة اما ان يحرفوا القول فيهما عن مواضعه واما ان يعرضوا واما ان يعرضوا عنه بالكلية فلا يتدبرونه ولا اعقلونه بل يقولون نفوظ معناه الى الله مع اعتقاده نقيظ مدلوله واذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات المخالفة للكتاب والسنة وجدت جهليات ثم الكتاب والسنة ثم الكتاب والسنة اما ان يحرفوا القول فيهما عن مواضعه واما ان يعرضوا عنه بالكلية ثمة فروقات بين يعني بين النسخ آآ مثلا في نسختي ثم الكتاب والسنة اما ان يحرفوه عن مواضعه واما ان يعرض عنه بالكلية وما كانوا مر ايضا لهذا نظائر كثيرة ما كان من هذه الفروقات ليس له تأثير على ذات المعنى لن اقف عنده ولان ليس بيدي نسخة آآ يعني محققة مثلا على نسخ خطية ويمكن يجزم الانسان بما فيها فالذي ليس له اه صلة او تأثير على المعنى في الغالب لن اقف عند ما كان من هذا النوع اما الشيء الذي له اه تأثير على السياق او على المعنى فهذا لا بد من الوقوف عنده بما ييسر الله سبحانه وتعالى ثم الكتاب والسنة ثم الكتاب والسنة اما ان يحرفوا القول فيهما عن مواضعه واما ان يعرضوا عنه بالكلية. المعنى واحد ثم الكتاب والسنة اما ان يحرفوه عن مواضعه واما ان يعرض عنه بالكلية لكن مر علينا نظائر ما اقف عندها من هذا القبيل نعم ان المعنى متطابق اختلاف في العبارة ايضا قبل قليل يعني مر آآ زيادة في النسخة التي معك ولكن بما يراه ويذوقه ويجده ونحو ذلك ما استطيع ان اجزم بشيء لانه ليس بيدي نسخة يمكن نعم والمعنى مستقيم هكذا وهكذا مستقيم بالزيادة او بحذفها المعنى مستقيم عندك ولكن بما يراه ويذوقه ويجده في قلبه ها؟ في قلبه في قلبها. نعم ويجد في قلبه مع ما فيه من غفلة عن الله مع ما فيه من غفلة عن عن الله ونحو ذلك. هذه ليست عندنا لكن المعنى يعني المعنى باثباتها او بحذفها يعني لا اشكال فيه. نعم يصلو ليه بل ثم الكتاب والسنة اما ان يحرفوا القول فيهما عن مواضعه. واما ان يعرضوا عنه بالكلية فلا يتدبرونه ولا يعقلونه. بل يقولون نفوظ معناه الى الله مع اعتقادهم نقيض مدلوله واذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات المخالفة للكتاب والسنة وجدت جهليات واعتقادات فاسدة. وكذلك اولئك اذا حقق عليهم ما يزعمونه من حقائق اولياء الله المخالفة للكتاب والسنة اوجدت من الاهواء التي يتبعها اعداء الله لا اولياؤه. نعم يقول رحمه الله بعد ان بين فساد ما عليه اولئك قال ولا ريب ان المشركين الذين كذبوا الرسل يترددون بين البدعة المخالفة لشرعه وبين الاحتجاج بالقدر وعرفنا ان اولئك الذين تحدث عنهم قبل قليل هم كذلك يترددون بين البدعة وبين الاحتجاج بالقدر يترددون بين البدعة وبين الاحتجاج بالقدر وفي هذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا فهذا من اتباع سنن اهل الجاهلية قال ولا ريب ان المشركين الذين كذبوا الرسل يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج قدرت على مخالفة امر الله فهؤلاء الاصناف فيهم شبه من المشركين فيهم شبه من المشركين. اما ان يبتدعوا واما ان يحتجوا بالقدر. واما ان يجمعوا بين الامرين المشركون وقعوا في ابتداع امور كثيرة ووقعوا ايضا في الاحتجاج على باطلهم بالقدر من الامثلة على وقوع المشركين في ذلك وان هذا هو حالهم قول الله تعالى واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون وكما قال تعالى وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء فهذه الاية والاية التي قبلها فيها احتجاج المشركين على باطلهم بالقدر واما الادلة على كونهم ابتدعوا اشياء في الدين مخالفا لشرع الله فكثيرة جدا يذكرها بقوله وقد يذكرها شيخ الاسلام بقوله وقد ذكر عن المشركين ما ابتدعوه من الدين الذي فيه تحليل الحرام والعبادة التي لم يشرعها الله بمثل قوله وقالوا هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم وانعام حرمت ظهورا وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه. الى اخر السورة وكذلك الايات في سورة آآ سورة الاعراف وساقها رحمه الله تعالى آآ مثل آآ الفحشاء وتحريم الزينة التي احلها الله للعبادة غير ذلك فهذه الايات فيها دليل على انهم ابتدعوا من الدين ما لم يشرعه الله في تحليل الحرام والعبادة بما لم يشرع الله والايات الاول فيها احتجاج المشركين على باطلهم بالقدر وقد عرفنا فيما سبق ان اولئك المبتدعة وقعوا في هذين النوعين من الباطل ابتدعوا اشياء في الدين ما انزل الله بها من سلطان وايضا احتجوا على اه اعمالهم بالقدر نظير احتجاج المشركين الاول يقول رحمه الله وهؤلاء قد يسمون يعني هؤلاء المبتدعة الظلام قد يسمون ما احدثوه من البدع حقيقة كما يسمون ما يشهدون من القدر حقيقة يعني نوعي الباطل الذي وقعوا فيه الابتداع يسمونه حقيقة وشهود القدر الذي يعطلون به الامر والنهي ايضا يسمونه حقيقة وطريق الحقيقة عندهم طريق الحقيقة عندهم هو السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بامر الشرع ونهيه ولكن بما يراه ويذوقه ويجده ونحو ذلك وهؤلاء لا يحتجون بالقدر مطلقا بل عمدتهم اتباع ارائهم واهوائهم وجعلهم لما يرونه ويهوونه حقيقة كما سبق بيان ذلك في كلامه رحمه الله تعالى وامرهم باتباعها دون اتباع امر الله ورسوله نظير بدع اهل الكلام من الجهمية الان يذكر رحمه الله يقارن بين حال الطرقية من المتصوفة وبين الجهمية ارباب الكلام اولئك يجعلون سلوكهم الباطل الذي يمارسونه يعدون الحقيقة وهؤلاء ايضا الجامية يعدون العقليات التي اه يزعمونها يعدونها ايضا حقيقة ويعتبرونها حقائق يقول هذا نظير بدع اهل الكلام من الجهمية وغيرهم الذين يجعلون ما ابتدعوه من الاقوال المخالفة للكتاب والسنة حقائق عقلية بدع الجهمية يسميها الجهمية حقائق عقلية وبدع اولئك الطرقية يسمونها حقائق سلوكية فكل يدعي ان ما هو عليه حقيقة الجهمية يعتبرون آآ بدعهم المخالفة للكتاب والسنة حقائق عقلية يجب اعتقادها دون ما دلت عليه السمعيات يعني دون ما دل عليه الكتاب والسنة ثم ماذا يصنع الجهمية في اه ايات القرآن واحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المخالفة لما توصلوا اليه بعقلياتهم ماذا يفعلون بها؟ قال اما ان يحرفوه عن مواضعه واما ان يعرض عنه بالكلية فلا يتدبرونه اما ان يحرفوا الايات او على طريقة الاخرين يفوضون معانيها يفوضون معانيها بالاعراض عنها بالكلية فلا يتدبرونه ولا يعقلونه بل يقولون نفوظ معناه الى الله وكل نص اوهم التشبيه اوله او فوظ ورم تنزها. احدى الطريقتين بل يقولون نفوظ معناه الى الله مع اعتقادهم لنقيظ مدلوله مع اعتقادهم للنقيض مدلولا وهذا يدل على ان المفوض معطل لانه يعتقد نقيض مدلول النص. الرحمن على العرش استوى المفوض ماذا يقول فيها الرحمن على العرش استوى المفوض ماذا يقول في هذه الاية يقول الله اعلم بمعناها نفوض معناها الى الله. لا ندري ما معناها. لكنه في الوقت نفسه يعتقد ان المعنى الذي تدل عليه الاية الذي هو استواء الله على العرش استواء يليق بجلاله هذا غير صحيح مثله مثل المؤول مثله مثل المؤول يعتقد ان هذا المعنى غير حق لكن يفوض المعنى نهى معنى غير هذا المعنى الله اعلم به لكن هذا المعنى الظاهر الذي يثبت اهل السنة ولا يؤمن به هذا معنى قوله رحمه الله بل يقولون نفوظ معناه الى الله مع اعتقادهم لنقيظ مدلولا. واذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من من العقليات يقصد بهؤلاء اي الجهمية ومن على طريقتهم من المتكلمين اذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات مخالفة للكتاب والسنة وجدت جهليات واعتقادات فاسدة وكذلك اذا وكذلك اولئك اذا حقق عليهم اولئك يعني اصحاب تلك المزاعم التي هي شهود الحقيقة الكونية وشهود الارادة اذا حقق عليهم ما يزعمونه من حقائق اولياء الله المخالفة للكتاب والسنة وجدت من الاهواء التي يتبعها اعداء الله لاولياؤه التي يتبعها اعداء الله لاولياءه. وقلت لكم قبل قليل يزعمون ان حقيقة آآ يزعمون انها حقيقة آآ كونية يزعمون ان ما توصل توصلوا اليه حقائق كونية شهدوها والواقع انها لوثة شيطانية افسدت عليهم عبادتهم وصلتهم بربهم واوقعتهم في الهلاك والردا ثم اخذ رحمه الله تعالى يتحدث ان اصل ظلال هؤلاء وما سبب هذا الظلال وايضا لا يزال الحديث عنده رحمه الله تعالى ماضيا في تقرير هذا الامر نكتفي بهذا القدر ونسأل الله عز وجل كان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله نسأله جل وعلا ان يوفقنا جميعا لكل خير وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل وان تجعل كل قظاء قظيته لنا خيرا. اللهم فانا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا اللهم لك اسلمنا وبك امنا وعليك توكلنا واليك انبنا وبك خاصمنا نعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلنا فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم ان نسألك رضوانك والجنة ونعوذ بك من سخطك ومن النار. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم يا ربنا انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم ناصرا وحافظا ومؤيدا معينة. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم. ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين