الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب العبودية والعبادة والطاعة والاستقامة لزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الاسماء مقصودها واحد ولها اصلان. احدهما الا يعبد الا الله الثاني ان يعبد بما امر وشرع لا يعبد لا يعبده بغير ذلك من الاهواء والظنون والبدع. قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال تعالى ومن احسن ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا فالعمل الصالح هو الاحسان وهو فعل الحسنات. والحسنات هي ما احبه الله ورسوله هو ما امر به امر ايجاب او استحباب. فما كان من البدع في الدين التي ليست في الكتاب ولا في صحيح السنة. فانها وان قالها من قالها وعمل بها من عمل ليست مشروعة. فان فما كان فما كان من البدع في الدين التي ليست في الكتاب هم. ولا في صحيح السنة فانها وان قالها من قالها وعمل بها من عمل ليست مشروعة. فان الله لا يحبها ولا رسوله فلا تكون من الحسنات ولا من العمل الصالح. كما ان من يعمل ما لا يجوز كالفواحش والظلم ليس ليس من الحسنات ولا من العمل الصالح. واما قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقوله اسلم وجهه لله فهو اخلاص الدين لله وحده. وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا. ولا تجعل لاحد لاحد فيه شيئا. وقال الفضيل ابن عياض في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ قال اخلصه واصوبه. قالوا يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على السنة. نعم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الاسماء مقصودها واحد اي ان هذه الالفاظ ترد كثيرا في الكتاب والسنة والمقصد بهذه الالفاظ واحد ان يذل العبد لله عز وجل وان يخضع له وان يقوم بطاعته وان يمتثل امره وان يتجنب ما نهاه الله سبحانه وتعالى عنه وان يلزم صراط الله المستقيم وبين رحمه الله تعالى ان هذه الالفاظ مقصودها واحد ولها اصلان اي على الدين قيامهما ولا يقوم الدين الا عليهما وهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام الاول هو مقتضى لا اله الا الله والثاني هو مقتضى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدين الله عز وجل قائم على الاخلاص والمتابعة دين الله جل وعلا قائم على الاخلاص والمتابعة. الاخلاص الذي دلت عليه كلمة التوحيد لا اله الا الله والمتابعة التي دلت عليه شهادة ان محمدا رسول الله وعن هذين الاصلين العظيمين يسأل الناس يوم القيامة ماذا كنتم تعبدون؟ هذا سؤال عن الاخلاص ماذا اجبتم المرسلين؟ هذا سؤال عن المتابعة فعن هذين الاصلين يسأل الاولون والاخرون يوم القيامة يسألون عن الاخلاص يقال لهم ماذا كنتم تعبدون ويسألون عن المتابعة ماذا اجبتم المرسلين واذا علم العبد انه سيقف بين يدي الله وان الله سبحانه وتعالى سيسأله فليعد للمسألة جوابا وليكن الجواب صوابا فهو سيسأل عن الاخلاص وعن المتابعة الذين عليهما قيام دين الله تبارك وتعالى والاخلاص ان يكون العمل كله لله لا يراد به غيره سبحانه وتعالى ولا يتقرب بشيء منه لاحد سواه جل وعلا والمتابعة ان تكون الاعمال كلها موافقة ان تكون الاعمال كلها موافقة لهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فاذا كان العمل ليس لله خالصا اوليس للسنة موافقا لم يقبله الله. حتى يكون خالصا صوابه حتى يكون خالصا لله صوابا موافقا لسنة رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال رحمه الله ولها اصلان احدهما الا يعبد الا الله احد الاصلين الا يعبد الا الله اي ان يخلص الدين كله لله وان يفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والا يجعل معه الشركاء والانداد والاصل الثاني ان يعبده بما امر وشرع لا بغير ذلك من الاهواء والبدع. الاصل الثاني هو المتابعة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وان تكون العبادات المتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى موافقة لامر الله ولهدي رسوله عليه الصلاة والسلام لا ان تكون بالاهواء والبدع والمحدثات والله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان موافقا لهدي رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا صح في الحديث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه حتى وان كان مخلصا فيه لله حتى وان كان مخلصا فيه لله ان لم يكن موافقا للسنة يرد على صاحبه ولا يتقبله الله سبحانه وتعالى منه ثم ذكر رحمه الله تعالى ثلاث ايات من القرآن جمعت هذين الاصلين ذكر رحمه الله ثلاث ايات من القرآن جمعت هذين الاصلين الاخلاص والمتابعة الاولى قول الله جل وعلا في اخر اية من سورة الكهف فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فقوله فليعمل عملا صالحا هذا فيه المتابعة لان العمل لا يكون صالحا الا بالاتباع والاهتداء بهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فاذا كان العمل موافقا للسنة فهو صالح واذا كان العمل مخالفا للسنة فهو بدعة وضلالة وليس صالحا بل مردود على صاحبه غير مقبول منه وفي قوله تبارك وتعالى ولا يشرك بعبادة ربه احدا هذا فيه الاخلاص فيه الاخلاص لا المعبود فجمع في هذه الاية الكريمة بين الاصلين الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. الاية الثانية قول الله جل وعلا بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن قوله اسلم وجهه لله هذا فيه الاخلاص لله عز وجل في العمل وقوله وهو محسن فيه الاتباع لان العمل لا يوصف بالاحسان الا اذا كان وفق هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه الاية الثالثة قول الله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن اسلم وجهه لله هذا فيه الاخلاص وهو محسن هذا فيه الاتباع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نظير الاية التي قبلها فهذه الايات الثلاث جمع فيها بين هذين الاصلين العظيمين الاخلاص المعبود للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يوضح رحمه الله تعالى ما دلت عليه هذه الايات بقوله فالعمل الصالح هو الاحسان فالعمل الصالح اي الذي ورد في الاية الاولى هو الاحسان اي الذي ورد في الايتين اه اه الاخيرتين فالعمل الصالح هو الاحسان وهو فعل الحسنات والحسنات هي ما احبه الله ورسوله وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب فاذا في قوله في الاية الاولى فليعمل عملا صالحا وقوله في الاية في الايتين الاخيرتين وهو محسن هذا فيه الاتباع وان يكون فعل الانسان وفق شرع الله وهدي رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام لا ان يعبد الله بالاهواء والبدع والضلالات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان قال فما كان من البدع التي في الدين ليست مشروعة فان الله لا يحبها. وفي بعض النسخ زيادة فيها مزيد وتوظيح كما كان من البدع التي في الدين ليست مشروعة فان الله لا يحبها ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ما كان من البدع في الدين يعني اذا احدث بدعا في دين الله جل وعلا فهي ليست مشروعة لان الله عز وجل انما تعبدنا بما شرع وبما جاء عن رسوله وانزل على رسوله عليه الصلاة والسلام فما كان من البدع ليست من دين الله وهذا معنى قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث المتقدم اه من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد قال فان الله لا يحبها ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وقد تكون في ظن صاحبها بل هذا هو الغالب قد تكون في ظن صاحبها محبوبة لله ومرضية عنده وهذا بحال آآ اهل او اغلب اهل البدع في بدعهم وقد قال الله في القرآن قد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا يظن انه على احسن ما يكون وعلى احسن العمل وعلى احسن الهدي ولهذا جاء في الحديث ان التوبة احتجزت عن صاحب البدعة حتى يدع بدعته. لماذا؟ لانه يرى انه على حق. لا يرى انه على ظلالة صاحب المعصية اذا انكرت عليه معصيته ماذا يقول صاحب المعصية اذا انكرت عليه معصيته ماذا يقول تجده يقول انا مخطئ وانا مقصر ادعو الله ان يهديني. انا احاول ان اتوب هذا حال كثير من المقصرين عندما ينكر عليه تقصيره وخطأه. اما صاحب البدعة اذا انكرت عليه بدعته لا لا يقر من انكر عليه انكارا ولا يرظى انكاره لانه يرى انه على الحق وانه على الهدى وان هذا العمل الذي يقوم به يحبه الله ويرضاه ولهذا يدافع وينافح عن بدعته فالشاهد ان البدع الاعمال التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى لا يحبها لا يحبها الله سبحانه وتعالى وكونه لا يحبها معنى ذلك انه لا يقبلها وكونه لا يقبلها لا يثيب عليها حتى لو امضى حياته في تلك الاعمال اجتهد فيها ونصب وتعب كل تعبه ذلك لا يفيده ولا ينفعه لان الله لا يحب عمله الله جل وعلا لا يحب عمله لانه جل وعلا انما يحب ما شرع وما امر به لا ان يتخذ كل انسان له طريقة او خطة او مسلكا ويتفرق الناس سدرة مدر كل على هواه وكل على طريقته ليس هذا مما يرظى الله ليس هذا مما يرظي الله سبحانه وتعالى. ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء هذا شيء لا يحبه الله ولا يرضاه فليس الدين الذي يقبله الله سبحانه وتعالى الا الذي شرعه وانزل به وحيه آآ المبين سبحانه وتعالى قال فما كان من البدع التي في الدين ليست مشروعة فان الله لا يحبها ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تكون من الحسنات ولا من الاعمال الصالحات انظر هذا الكلام الجميل لا تكون من الحسنات ولا تكون من الاعمال الصالحات وان كانت في عين صاحبها وفاعلها وممارسها انها من احسن الحسنات وافضل القربات لكن طالما ان العمل ليس بمشروع اذا لا يحبه الله وليس من الاعمال الصالحة ولا من الحسنات فاذا خرج ما كان من هذا القبيل من قوله فليعمل عملا صالحا وقوله وهو محسن خرج من هذا نعم عمل اعمال يراها حسنة يراها اعمالا صالحة لكن لكونها ليست مشروعة فالله لا يحبها ولا تدخل في العمل الصالح ولا تدخل في اه باب الاحسان بل هي داخلة في باب الاهواء والضلالات التي لا يقبلها الله سبحانه وتعالى قال فما كان من البدع التي في الدين ليست مشروعة فان الله لا يحبها ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تكونوا من الحسنات ولا من الاعمال الاعمال الصالحة ولا من العمل الصالح كما ان ما يعلم انه فجور كالفواحش والظلم ليس من الحسنات ولا من من العمل الصالح ولا من العمل الصالح البدع مثل ما اوضح رحمه الله تعالى امر لا يحبه الله فلا تدخل في باب العمل الصالح لان الله لم يأمر بها مثل ما نعلم جميعا ويعلم ايضا صاحب البدعة ان الفجور ان الفجور لا يحبه الله ولا يرضاه لان الله لم يأمر به بل نهى عنه وحذر عباده منه ولهذا يقول رحمه الله كما ان ما يعلم انه فجور كالفواحش والظلم ليس من الحسنات ولا من الاعمال الصالحات ايضا البدع التي ما انزل الله بها من سلطان يقال فيها مثل ذلك ليست من الحسنات ولا من الاعمال الصالحات بل العلماء قالوا ان البدعة اخطر على صاحبها من المعصية على ما سبق بيانه لان المعصية صاحبه صاحبها يدرك انه على خطأ اما البدعة فصاحبها يرى انه على بحق وانه على صراط مستقيم هذا الذي سبق عند شيخ الاسلام هو بيان لقوله في الاية الاولى فليعمل عملا صالحا وقوله في الايتين الاخيرتين وهو محسن اما ما يتعلق بقوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا وقوله اسلم وجهه لله اسلم وجهه لله الذي هو الاخلاص في بينه رحمه الله بقوله واما قوله ولا يشرك عبادة ربه احدا وقوله اسلم وجهه لله فهو اخلاص الدين لله وحده فبين رحمه الله بهذا الشرح ان الثلاث الايات ان الثلاث الايات جمعت بين هذين الاصلين العظيمين الذين عليهما قيام دين الله تبارك وتعالى ثم اورد رحمه الله اثرا عن عمر ابن الخطاب واثرا اخر عن الفظيل ابن عياظ جمع فيها فيهما بين هذين الاصلين جمع فيهما بين هذين الاصلين. اما اثر عمر وقد خرجه الامام احمد رحمه الله في كتابه الزهد آآ قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اي في دعائه اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. وهذه دعوة عظيمة جدا ونافعا للغاية جمع فيها هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وارضاه بين هذين الاصلين الذين لا قبول للعمل الا بهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول وتأمل رعاك الله قول عمر رضي الله عنه في هذه الدعوة مرتين اجعل اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا تأمل هذا جيدا لتستيقن انك لا يمكن ان تكون من المخلصين لله ولا من المتبعين لرسول الله عليه الصلاة والسلام الا اذا جعلك الله كذلك فالامر بيده والامر لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد نظير ذلك قول امام الحنفاء خليل الرحمن عليه السلام في دعائه ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريته وفي دعاء عباد الرحمن واجعلنا للمتقين اماما ولهذا نظائر كثيرة وهذا يفيد ان ان لا يمكن ان يكون الانسان على الحق والهدى والعمل الصالح والاخلاص لله سبحانه وتعالى الا اذا جعله الله كذلك حتى وان رأى الانسان الحق واضحا وبينا لا يمكن ان يكون من اهله الا اذا وفقه الله واعانه وشرح صدره وهداه الى صراطه المستقيم ولهذا يقول مطرف ابن عبد الله من السخير كما روى ذلك الامام احمد في الزهد وغيره يقول رحمه الله ولو جيء بالحسنات لو جيء بالحسنات والخيرات ووضعت في يمينه واخرج قلبي ووضع في شمالي لم استطع ان اجعل شيئا من تلك الحسنات في قلبي الا ان يكون الله هو الذي يظعه الحسنات في يمينه وقلبه في يساره يقول لا يمكن ان اضع شيء منها في قلبي الا ان يكون الله هو الذي يظعه فقلبك لا يمكن ان يكون مخلصا الا اذا جعل الله فيه الاخلاص وقلبك لا يكون قلبا حريصا على الاتباع لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الا اذا جعل الله قلبك كذلك فالامر لله من قبل ومن بعد والهادي هو الله رب العالمين وهو الذي بيده الهداية من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا فالامر بيد الله فهذه دعوة عظيمة عظيمة جدا دعا بها كان يدعو بها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا اللهم اجعل عملي كله صالحا اي وفقني في اعمالي كلها لان اكون متبعا للرسول عليه الصلاة والسلام لازم النهجه مقتفيا اثره متمسكا بهديه بعيدا عن الاهواء والبدع وقوله واجعله لوجهك خالصا اي اجعل عملي كله خالصا لوجهك الكريم لا ليس فيه رياء وليس فيه سمعة وليس فيه ارادة للدنيا ولا غير ذلك من الاغراض وانما خالص لله واجعله لوجهك خالصا ومعنى خالصا اي صافيا وفقني ان يكون عملي كله صافيا نقيا لا يراد به الا وجهك ولا يبتغى به الا رضاك واجعله لوجهك خالصا ثم ايضا اكد في دعوته على مقام الاخلاص فقال ولا تجعل لاحد فيه شيئا قولها ولا تجعل لاحد فيه شيئا داخل في واجعله لوجهك خالصا لكن هذا اهتمام بمقام فالاخلاص لله سبحانه وتعالى بان تكون الاعمال كلها لله خالصة لوجهه ولا يكون لاحد فيها شيء اي تكون النية صافية تماما خالصة لله سبحانه وتعالى لا يراد بها الا الله عز وجل فهذه دعوة عظيمة فكان يدعو بها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ويحصن بالمسلم ان يحفظها وان يدعو بها اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا ثم اورد شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اثر الفضيل ابن عياض رحمه الله الفضيل ابن عياض من علماء التابعين ومن اجلة علماء التابعين تنقل عنه رحمه الله في كتب الحديث وكتب التفسير وغيرها من كتب اهل العلم نقولات عظيمة جدا تدل على متانة علمه ودقيق فهمه وحسن نصحه وبيانه رحمه الله تعالى مع انه رحمه الله كما ذكر في ترجمته الى ان جاوز الاربعين من عمره او بلغ الاربعين من عمره وكان في اه مسالك غير غير لائقة بقطع طريق وسرقة واشياء من هذا القبيل لكن شرح الله صدره وهداه سبحانه وتعالى واصبح امام من ائمة المسلمين فاصبح امام من ائمة المسلمين. لا ترى كتابا في الحديث او في التفسير او في شروحات الحديث او غيره الا ويكون قال الامام الفضيل ابن عياض اصبح امام من الايمان مع انه بلغ الاربعين وكان شاطرا في قاطع طريق معروف بقوته وهداها الله سبحانه وتعالى وكان سبب هدايته ان سمع تاليا يتلو قول الله جل وعلا من سورة الحديد الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون سمع هذه الاية واكرمه الله سبحانه وتعالى بان وقرت في صدره فقال بلى ثم خطأ خطوات عظيمة في سلوك طريق الهداية وقرر الهجرة الى مكة بلد الله الحرام وبقي فيها الى ان توفاه الله يعبد الله ويأخذ عن اهل اه العلم ويتلقى عنهم حتى اصبح اماما من اه من اكابر ائمة المسلمين هذا الامام رحمه الله له هذه الكلمة التي جمع فيها بين الاخلاص والمتابعة في تفسيره وبيانه لقوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا الذي خلق الموت والحياة نعم ليبلوكم ايكم احسن عملا ليبلوكم ايكم احسن عملا لم يقل جل وعلا اكثر لان العبرة ليست بالكثرة وانما العبرة في العمل بحسنه ولهذا لما علم النبي عليه الصلاة والسلام معاذ تلك الدعوة العظيمة التي فيها طلب العون من الله قال تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن ما قال كثرت قال حسن عبادتك لان العبرة بحسن العبادة قال وحسن عبادتك والعبادة لا تكون متصفة بالحسن الا اذا اخلصت لله وكانت وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يبين ذلكم الفضيل رحمه الله تعالى قال في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه ايكم احسن عملا؟ قال اخلصه واصوبه هذا معنى احسن عملا اخلاص واصابة لكن هذا كلام مجمل يحتاج الى تفسير وبيان ولهذا قالوا له يا ابا علي وهذه كنيته يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ يعني بين لنا ما اجملته في بيان معنى الاية ما اخلصهم واصوبه؟ قال العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ان يكون لله. والصواب ان يكون على السنة كلمة عظيمة جدا كلمة عظيمة جدا قالها هذا الامام وقد رواها عنه ابو نعيم في ترجمته للفظيل في حلية الاوليا ورواها ابن ابي الدنيا في كتابه النية والاخلاص هو كتاب مطبوع جمع فيه نقولات عظيمة جدا في باب اه النية والاخلاص قبل ان ننتقل اه الى كلام شيخ الاسلام الذي بعد هذا واحب ان اسمع كلمة الفضيل ممن آآ يحفظ هذه الكلمة من من الاخوة يحفظ كلمة الفظيل ابن عياض ماذا قال الفضيل ابن عياض في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. نعم تفضل نعم ارفع الصوت اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي طيب بارك الله فيك الاخ الذي في الاخير نعم احسنت قريب من المعنى طيب كلمة الفضيل ابن عياض تفظل يا اخي ماذا قال؟ الخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة هذا اخر كلمة الفضيل بن عياض اذا تكونون بهذا اعطيتوني كلمة الفضيل مقصطة. كل واحد اعطانا منها جزءا فاريد شخصا يعطينا كلمة الفضيل كاملة تفضل ما اسمعك حتى الان لا اسمعك بقيت الكلمة بقية. تفضل احسنت وبارك الله فيك انت جئت بها كاملة اثابك الله نعم اعيدها كلمة الفظيل ابن عياظ في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة. هذه كلمة جديرة بان تحفظ كلمة الفضيل ابن عياض جدير ان تحفظ هذه الكلمة وايضا الدعوة التي دعا بها عمر بن الخطاب وكان يدعو بها عمر بن الخطاب ايضا جدير ان تحفظ ومن يحفظ كلمة او دعوة عمر دعوة عمر ابن الخطاب التي مرت معنا قبل قليل من يحفظها؟ نعم نبي مشاركة من هذه الجهة انت متردد وناخذك ها ها باقي فيه ايوه نعم احسنت اثابك الله. جزاك الله خيرا. طيب تفضل. قال رحمه الله فان قيل فاذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة. فلماذا عطف عليها غيرها؟ كقوله في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين. وقوله لنبيه فاعبده وتوكل عليه. وقول نوح اعبدوا الله واتقوه وكذلك قول غيره من الرسل. قيل هذا له نظائر كما في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والفحشاء من المنكر وكذلك قوله ان الله يأمر بالعدل بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وايتاء ذي القربى هو من العدل والاحسان. كما ان الفحشاء والبغي من المنكر. وكذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة واقامة الصلاة من اعظم التمسك بالكتاب. وكذلك قوله عن انبيائه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات وامثال ذلك في القرآن كثير هنا يورد شيخ الاسلام اه استشكالا قد يورده احد او يرد على ذهن بعض الناس فيقول ان قيل اذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة الصلاة والصيام والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والصدق والوفاء الى غير ذلك. اذا كان جميع ما يحبه الله داخل في لماذا نرى في القرآن ايات تعطف فيها اعمال يحبها الله على العبادة مثل عطف التوكل على العبادة. والتوكل عمل صالح يحبه الله عمل من اعمال القلوب التي يحبها الله سبحانه وتعالى ففي القرآن ايات مثلا عطف فيها التوكل او الاستعانة على العبادة مثل قوله اياك نعبد واياك نستعين وقوله فاعبده وتوكل عليه وقوله اعبدوا الله واتقوه واطيعوه وتقوى الله وطاعته داخلة فيه العبادة فما وجه ذلك؟ اذا كان الدين او كل ما يحبه الله ويرضاه داخل في العبادة لماذا في القرآن ايات يعطف فيها على العبادة اعمال صالحات يحبها الله سبحانه وتعالى ويرضاها قال في جواب ذلك قيل هذا له نظائر هذا له نظائر نظائر ان يعطف فيها على الشيء ما هو منه وما هو داخل فيه اي ان هذا ليس بمشكل. هناك نظائر يعطف على الشيء ما هو منه او او ما هو داخل فيه. تخصيصا لهذا الخاص الذي ذكر ونص عليه مع دخوله في ذلك اللفظ العام يقول هذا له نظائر مثل قوله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر عطف المنكر على الفحشاء تنهى عن الفحشاء والمنكر كذلك قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى عطف الاحسان وايتاء ذي القربى على العدل وهو من العدل قال وايتاء ذو القربى هو من العد والاحسان كما ان الفحشاء والبغي من المنكر وقد عطف عليهما وكذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة يمسكون بالكتاب ما معنى يمسكون بالكتاب اي يعملون به ويقيمون اوامره والصلاة من جملة الاوامر التي في الكتابة التي امرنا ان نتمسك بها وان نحافظ عليه ومع ذلك عطفت الصلاة على التمسك بالكتاب قال واقامة الصلاة من اعظم التمسك بالكتاب الشخص المصلي هو بهذه الصلاة التي يحافظ بها يحافظ عليها هو من المتمسكين بالكتاب صلاته تمسك بكتاب الله فما وجه عطف اقام الصلاة على التمسك بالكتاب مع انها من التمسك بالكتاب الا ان هذا التخصيص فيه آآ اهتمام بهذا المخصص وبيان لعظم شأنه جلالة مكانته وقدره. مثل قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ودعاؤه سبحانه وتعالى رغبا ورهبا من الخيرات. من المسارعة في الخيرات وامثال ذلك في القرآن كثير نعم قال رحمه الله وهذا الباب يكون تارة مع كون احدهما بعض الاخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العامي والمعنى الخاص وتارة دلالة الاسم تتنوع بحال الانفراد والاقتران. فاذا افرد عم واذا قرن بغيره كاسم الفقير والمسكين لما افرد احدهما في مثل قوله تعالى للفقراء الذين احصروا في سبيل الله وقول ايه؟ اطعام عشرة مساكين دخل فيه الاخر. ولما قرن بينهما في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين صارا نوعين نعم هنا يبين رحمه الله آآ ما يكون في العطف وان العطف تارة يعطف الخاص على العام تارة يكون العطف من باب عطف الخاص على العام وتارة يكون العطف من باب عطف بعض الالفاظ التي يختلف معناها حال الافتراق وحال الاقتران بمعنى انها حال الانفراد ذكرها مفردة تشمل جميع المعنى وحال ذكرها آآ مقترنة تشمل بعض المعنى تشمل بعض المعنى وهذا له نظائر. والقاعدة في ذلك مثل ما قال اهل العلم ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها مثل عطف الايمان على الاسلام في ايات الايمان اذا ذكر وحده يشمل معنى الاسلام ومعنى الايمان والاسلام ايضا اذا ذكر وحده يشمل المعنيين واذا ذكرا معا في نص واحد كان الاسلام العمل الظاهر والايمان في العمل الباطن الذي الذي هو العقيدة التي تكون في القلب كما جاء ذلك موضحا في حديث جبريل حينما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن آآ الايمان هو الاسلام قال وهذا الباب يكون تارة مع كون احدهما بعض الاخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام والمعنى الخاص هذا نوع ومن امثلته والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة كما تقدم وتارة تكون دلالة الاسم تتنوع بحال الافراد والاقتران اذا افرد عم واذا قرن بغير خص مثل لفظ الايمان والاسلام ومثل ايضا لفظ الفقير والمسكين لما افرد احدهما في قوله للفقراء الذين احصروا في سبيل الله وافرد المسكين في قوله اطعام عشرة مساكين دخل في الاخر ولما قرنا بينهما في قوله تعالى انما الصدقات للفقراء والمسكين صار نوعين وليس نوعا واحدا ليس العطف هنا في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين من باب عطف الخاصة على العام وانما العطف هنا هذا نوع وهذا نوع اخر هذا نوع وهذا نوع اخر لان هذه الالفاظ من شأنها ان اذا ذكرت مجتمعة مجتمعة في نص واحد انفردت كل واحدة بمعنى واذا ذكر كل واحد منهما مفردا عن الاخر شمل معناه ومعنى اللفظ الاخر نعم. قال رحمه الله وقد قيل ان الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال الاقتران. بل يكون من هذا الباب والتحقيق ان هذا ليس لازما. قال تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وقال تعالى واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وذكر الخاص مع العام يكون لاسباب متنوعة. يقول رحمه الله وقد قيل ان الخاص وقد قيل ان المعطوفة على العام لا يدخل في العام حال الاقتران لا يدخل في العام حال الاقتران الان نأخذ مثال على ذلك ليتضح الاستشكال الذي اورد والجواب الذي سيأتي به شيخ الاسلام عليه يقول قد قيل ان الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال الاقتران. نأخذ مثال قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة واقاموا الصلاة اقام الصلاة عرفنا انه من باب عطف الخاص على العام لان اقام الصلاة هو من جملة التمسك بالكتاب تمسك بالكتاب لفظ عام يتناول اقام الصلاة ايتاء الزكاة جميع الاوامر التي في الكتاب ان نفعلها جميع النواهي التي في الكتاب ان ننتهي عنها هذا كله يعد تمسكا بالكتاب فاذا عطف الصلاة اقام الصلاة على التمسك بالكتاب هو من باب عطف الخاص على العام. يقول رحمه الله وقد قيل ان الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال الاقتران بل يكون من هذا الباب. يقصد من اي الابواب من باب الالفاظ التي اذا فاجتمعت افترقت من باب الالفاظ التي اذا اجتمعت افترقت مثل الايمان والاسلام ومثل الفقير والمسكين ومثل البر والتقوى والفاظ كثيرة اذا اجتمعت افترقت يعني اذا اجتمعت في الذكر افترقت في المعنى فهل قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة الذي هو من باب عطف العام على الخاص هو من هذا القبيل الجواب لا ولهذا يقول رحمه الله وقد قيل ان الخاصة المعطوف على العام لا يدخل في العام حال الاقتران بل يكون من هذا الباب قال والتحقيق ان هذا ليس بلازم ليس بلازم ان يكون من هذا الباب باب الالفاظ التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت وذكر امثلة واضحة في بيان ان ان هذا القول غير صواب قال قال تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال عطف جبريل وميكال على الملائكة فهل يقال ان هذا العطف عطف جبريل على الملائكة هو من قبيل اذا اجتمعت افترقت جبريل من الملائكة جبريل من الملائكة. ايضا قوله واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومريم. وعيسى وعيسى ابن مريم هنا خمسة عطفوا على النبيين وهم من النبيين بل هم افظل النبيين وتخصيصهم بيان آآ مزيد فضلهم ومزيد مكانتهم. فاذا هذه الاية والاية التي قبلها توضح ان ذلك القول ليس بالصواب. نعم. قال رحمه الله وذكر الخاص مع العام يكون لاسباب متنوعة. تارة لكونه له خاصية ليست غير افراد العام كما في نوح وابراهيم وموسى وعيسى. وتارة لكون العام فيه اطلاق قد لا يفهم منه العموم. كما في قوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك فقوله يؤمنون بالغيب يتناول الغيب الذي يجب الايمان به. لكن فيه اجمال فليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليك وما انزل من قبلك. وقد يكون المقصود انهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالاخبار بالغيب وهو وما انزل اليك وما انزل من قبلك. ومن هذا الباب قوله تعالى اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة. وقوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة وتلاوة الكتاب هي اتباعه والعمل به. كما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال يحلون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون تشابهه ويعملون بمحكمه. فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها. لكن خصها بالذكر لمزيتها وكذلك قوله لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري واقامة الصلاة لذكره من اجل وكذلك قوله تعالى اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. وقوله اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. فان هذه الامور هي ايضا من تمام تقوى الله. وكذلك قوله فاعبده عليه فان التوكل والاستعانة هي من عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها المتعبد بخصوصها فانها هي على سائر انواع العبادة اذ هو سبحانه لا يعبد الا بمعونته. نعم قال رحمه الله تعالى في مزيد لتوظيح ما سبق يقول وذكر الخاص مع العام يكون لاسباب متنوعة ذكرا خاص مع العام يكون لاسباب متنوعة تارة لكونه له خاصية لسائر ليست لسائر افراد العام مثل الاية المتقدمة واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عطف عطف الخاص على العام في في هذه الايات لخاصية في هذا الخاص ومزيد مكانة وفضل ولهذا خص مثله ايضا عطف جبريل وميكال على الملائكة هذا نوع وتارة لكون العام وتارة لكون العام فيه اطلاق قد لا يفهم منه العموم في اطلاق قد لا يفهم منه اه لا يفهم منه العموم فيخص هذا تنصيصا له ولدخوله في في هذا اللفظ العام كما في قوله هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك عطف هنا قول الذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك على الايمان بالغيب والايمان بالغيب يتناول الغيب الذي يجب الايمان به يجب الايمان به فهو يتناول الايمان بالمنزل والوحي المنزل يتناول ذلك لكن فيه اجمال لفظة يؤمنون بالغيب فيها اجمال لكن فيه اجمال وليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليك وما انزل من قبلك فلهذا خص يعني عطف على الايمان بالغيب مع دخوله في ازالة او بيانا لهذا اه الاجمال قال رحمه الله ومن هذا الباب قوله تعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة عطف اقامة الصلاة على ماذا على تلاوة الكتاب وما هي تلاوة الكتاب اسأل كثير من الناس عن تلاوة الكتاب ما هي انحصر الفهم في كثير من الناس ولا سيما في زماننا هذا ان تلاوة الكتاب ان يفتح المصحف ويقرأ منه هذا معنى التلاوة وهذا المراد بالتلاوة مع ان تلاوة الكتاب تتناول امورا ثلاثة القراءة والفهم والعمل القراءة للقرآن والفهم لمعانيه والعمل به والعمل بالقرآن يسمى تلاوة للقرآن انت عندما تصلي عندما تبر والديك عندما تساعد الفقراء عندما تخرج الزكاة عندما تصدق في الحديث الى غير ذلك مما جاء في القرآن تعد بهذه الاعمال تاليا للقرآن تعد بهذه الاعمال تالية للقرآن وتعد اعمالك هذه التلاوة للقرآن لان التلاوة ليست مجرد القراءة التلاوة تتناول ايظا العمل بالقرآن والعمل نفسه يسمى تلاوة ما معنى قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم والقمر اذا تلاها ما معنى والقمر اذا تلاهى اي تبعه والقمر اذا اذا تبعها فالتلاوة هي الاتباع فتلاوة القرآن اتباع القرآن وهنا قال اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة اقام الصلاة من تلاوة القرآن فما وجه عطف اقامة الصلاة على تلاوة القرآن مع انها من تلاوة القرآن قال هو من هذا القبيل يعني ما ما كل احد يدرك دخوله فتذكر وتخص بالذكر تنبيها على ذلك وبيانا لمكانة هذه العبادة ايضا قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة هذا من عطف الخاص على العام وتلاوة الكتاب هي اتباعه كما قال ابن مسعود تلاوة الكتاب هي اتباعه كما قال ابن مسعود في قوله الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته يتلونه حق تلاوته. يعني بعض الناس يظن ان تلاوة القرآن حق تلاوته ان يحفظه وان يا يتقن مثلا قراءته والا يخطئ في حفظه بحرف ويقف عند هذا الحد هذا ليس صحيح تلاوة القرآن تجمع القراءة وتجمع الفهم وتجمع العمل بالقرآن الكريم ولو ان شخصا حفظ القرآن عن ظهر قلب ولم يعمل به لم يكن من اهل القرآن. ولم يكن من تالي القرآن ولم يكن محققا تلاوة القرآن ولو ان شخصا عامل بالقرآن عمل بالقرآن ولم يتيسر له حفظه عن ظهر قلب يعد تاليا للقرآن ويعد من تالي كتاب الله سبحانه وتعالى. ويعد من اهل هذه الاية فتلاوة القرآن العمل به. قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته يحلون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابه ويعملون بمحكمه فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر لمزيتها خصها بالذكر اي مع دخولها في قوله الذين يمسكون بالكتاب وقوله اتل ما اه اوحي اليك من الكتاب مزيتها ومكانتها مثل هذا ايضا قوله تعالى انني قول الله لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري اقام الصلاة لذكر الله هو من عبادة الله داخل في قوله اعبدني لكن خصص الصلاة بالذكر لمزيد لمكانتها وعظم من شأنها واقم الصلاة لذكره. قال واقام الصلاة لذكره من اجل عبادته وكذلك قوله اتقوا الله وقولوا قولا سديدا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة اتقوا الله وكونوا مع الصادقين هذه الامور اي القول السديد وابتغاء الوسيلة اليه وان يكون العبد من الصادقين من تمام التقوى لكن عطفت على التقوى تخصيصا لها وبيانا لعظم مكانتها لما ذكر الامثلة عاد الى المقصود واساس ايراد الاشكال قال فكذلك قوله فاعبده وتوكل عليه التوكل من جملة العبادة وعطف على العبادة لماذا؟ لان التوكل والاستعانة اه تخصيصه هنا لبيان خصوصيتها. وايظا مكانتها. وان العبادة لا تتحقق الا بها. بالاستعانة قال فان التوكل والاستعانة هي من عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها المتعبد بخصوصيتها بان هي العون على سائر انواع العبادة اذ هو سبحانه لا يعبد الا بمعونته فالعبادة غاية والاستعانة هي عبادة عبادة وفي الوقت نفسه وسيلة آآ القيام بالعبادة لانه لا يمكن للعبد ان يعبد الله الا بمعونة الله قد مر معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن لعبادتك نعم قال رحمه الله اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله قال الله اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله. وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلى درجته ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه او ان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق بل من اضلهم قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وهم من خشيته مشفقون قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. وقال تعالى في المسيح ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. وقال تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقال تعالى لن يستنكر كيف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون؟ ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله. واما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا اليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا. وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وقال تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر. لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون. وقال تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون وهذا ونحوه مما فيه وصف اكابر الخلق بالعبادة وذم من خرج عن ذلك متعدد في القرآن. وقد اخبر انه ارسل جميع الرسل بذلك فقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى لبني اسرائيل يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. وقال واياي فاتقون. وقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم لكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. وقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى اني امرت ان اعبد الله مخلصا له مخلصا له الدين. وامرت لان اكون اول المسلمين. قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم من عظيم قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه. وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادة الله كقول نوح ومن بعده عليهم السلام اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وفي المسند عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل تحت ظل رمحي وجعلت الذلة والصغار على من خالف امري وقد بين ان عباده هم الذين ينجون ينجون من السيئات. قال الشيطان ينجون من الشيطان قال الشيطان رب بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم هم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين وقال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. وقال في حق يوسف كذلك اصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. وقال سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين وقال انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. وبلعبودية نعت كل من اصطفى من خلقه في قوله. واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار. وقوله واذكر عبدنا داوود ذا الايدي انه اواب. وقال عن سليمان نعم العبد انه اواب. وعن ايوب نعم العبد. وقال واذكر عبد ايوب اذ نادى ربه وقال عن نوح عليه السلام ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا. وقال عن من خاتم رسله سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. وهو اولى القبلتين وقد خصه الله بان على العبادة فيه بخمسمائة ضعف. والمقصود بمضاعفة الحسنات هو المسجد الذي عن الزيادة هذي ليست عندنا وفيها نظر. وقال وانه لما قام عبد الله يدعوه وقال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وقال فاوحى الى عبده ما اوحى وقال يشرب بها عباد الله وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ومثل هذا كثير متعدد في القرآن الان نسختك فيها احيانا زيادات ما هي موجودة عندنا. ها؟ هذي الزيادة مكتوب زيادة بعض النسخ زيادة من بعض النسخ في الخطية وهذي معتمد فيها على نسخ خطية لان قوله ان التضعيف بخمس مئة صلاة في المسجد الاقصى هذا ليس بصحيح. وانما الصحيح ان التضعيف في المسجد الاقصى كما في المستدرك للحاكم وغيره اه مئتين وخمسين. مئتين وخمسين صلاة. يعني المسجد يفضله باربع. باربع مرات آآ اورد شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في هذا الموضع الذي ختم به هذا الفصل ان ما سبق بيانه كله مما يؤكد على اهمية تحقيق العبودية لله وان كمال المخلوق في تحقيق العبودية وكلما ازداد المخلوق عبودية وخضوعا لله تبارك وتعالى كان ذلك زيادة في كمال المخلوق. فكمال المخلوق راجع للعبودية او راجع الى حظه ونصيبه من العبودية التي خلق لاجلها واوجد لتحقيقها ثم بين رحمه الله ما سبق ان بينه في مواضع ان من توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه او ان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق العبودية حق لله خلق العباد لخلقها واوجدهم لتحقيقها ولا يمكن ان يصل عبد من العباد الى مرحلة تكون العبودية ليست مطلوبة منه. هذا مناقض لمقصود الخلق ومناقض للغاية التي اوجد الانسان لاجلها. فمن يقول ذلك هو من اجهل الخلق واظلهم عن سواء السبيل ثم اخذ رحمه الله يسوق ايات اورد واشار فيما سبق الى شيء منها في بيان ان آآ العبادة هي وصف صفوة الخلق فذكر رحمه الله تعالى ايات عديدة وصف الله سبحانه وتعالى فيها الملائكة العبودية لله سبحانه وتعالى ثم ذكر ايضا ايات فيها عدم استكبار استكبارهم عن العبادة بحق الملائكة وفي حق الانبياء قال لا يستكبرون عن عبادته وقال عن المسيح لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون فكل آآ عباد الله وصفوة خلق الله سبحانه وتعالى نعتهم الله بالعبودية وعدم آآ الاستكبار عنها ايظا اورد ايات فيها امر الله سبحانه وتعالى بالعبادة وان ذلك مقصود الخلق وفيها التحذير من الاستكبار عن عبادة الله وعقوبة الله سبحانه وتعالى للمستكبرين عن عبادته واورد ايات ايضا عديدة اخبر فيها اه الله جل وعلا انه ارسل جميع الرسل بذلك. وان العبادة هي المقصود من بعثة الرسل. كما ان المقصود من اه خلق الناس وايجاد الثقلين فالمقصود هو عبادة الله وساق ايات رحمه الله تعالى عديدة في بيان ان المقصود من بعثة الانبياء والمرسلين الدعوة الى عبادة الله وان كل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادة الله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وهكذا الشأن في نبينا عليه الصلاة والسلام بعث بهذا هذه الغاية بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له هذا الغاية التي بعث منها عليه الصلاة والسلام كما انها الغاية التي بعث من اجلها الانبياء من قبله وبين ان اهل العبادة المتصفين بها المحافظين عليها هم الذين ينجون من الشيطان فلا ينجو من الشيطان وكيده وحبائله ومصائده الا من وفقهم الله سبحانه وتعالى لاخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وساق في ذلك عدة ايات ثم ختم بان الله سبحانه وتعالى نعت بالعبادة كل من اصطفى من خلقه نعت بالعبادة كل من اصطفاه من خلقه فذكر نعت الله لابراهيم واسحاق ويعقوب وداوود ونوح ثم ختم بنبينا عليه الصلاة والسلام نعتهم بالعبادة وذكر ايات فيها تمثيل لبيان هذا المقصود فاذا العبادة هي نعت صفوة الخلق وهي الغاية التي ارسل لاجلها الرسل وخلقت لاجلها المخلوقات واوجدت الجنة والنار وهي المقصود من الخلق فمن زعم ان من الناس او توهم ان من الناس من يبلغ به الامر ان تسقط عنه التكاليف او انه لا يكون مأمورا عبادة الله فهذا قول من ابطل الاقوال وافسدها واشدها مناقضة لمقصود الخلق ومقصود بعثة الانبياء والمرسلين وبهذا ينتهي هذا الفصل نسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يوفقنا لسديد الاقوال وصالح الاعمال اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا السنة التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحة. ولوجهك خالصة ولا تجعل لاحد فيها شيئا. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك كموجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادته ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم. ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم انا نسألك بانك انت الله الحي القيوم القوي المتين العزيز الذي بيده ازمة الامور نسألك يا حي يا قيوم باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تنصر اخواننا المسلمين ضعفين في كل مكان اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام انصر اخواننا المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدة اللهم ان بهم من اللأواء والشدة والظنك ما لا يعلمه الا انت ولا يقدر احد على رفعه سواك اللهم كن لنا ولهم ولجميع المسلمين حافظا ومعينا ومؤيدا ونصيرا اللهم اعنا واياهم وجميع المسلمين ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا انه ولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. فاللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا بنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. اللهم يا ربنا يا حي يا قيوم ولي على المسلمين اينما كانوا خيارهم اصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل يا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه