الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كتاب العبودية اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس يتفاضلون في هذا الباب تفاضلا عظيما وهو تفاضله بدا ذلك بقوله فصل قال رحمه الله فصل اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس يتفاضلون في هذا الباب تفاظلا عظيما. وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان. وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص. ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص. ولهذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش. ان اعطي رظي وان منع سخط فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر ما فيه دعاء وخبرا وهو تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش. والنقش اخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به الشوكة وهذه حال من اذا اصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس فلا نال المطلوب ولا خلص من وهذه حال من عبد المال. وقد وصف ذلك بانه اذا اعطي رضي واذا منع سخط كما قال تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. فرضاهم لغير الله وسخطهم غير الله وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة او بصورة ونحو ذلك من اهواء نفسه. ان حصل له رضي والا لم يحصل له سخط فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له اذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوته فما استرق القلب واستعبده فهو عبده. ولهذا يقال العبد حر ما قنع والحر عبد ما طمع. وقال اطعت اطعت مطامعي فاستعبدتني ولو اني قنعت لكنت حرا. ويقال والطمع غلوا في العنق قيد في الرجل. فاذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل. ويروى عن عمر ابن عن عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه قال الطمع فقر واليأس غنى وان احدكم اذا يأس من شيء استغنى عنه. وهذا امر يجده الانسان من نفسه فان الامر الذي ييأس من لا يطلبه ولا يبقى قلبه فقيرا اليه فان الامر فان امر الذي ييأس من لا يطلبه. ييأس منه لا يطلبه. ولا يطمع به فان الامر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع به. وهذا امر يجده الانسان من نفسه فان الامر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يبقى قلبه فقيرا اليه ولا الى من يفعله. واما اذا طمع في امر من الامور ورجاه فان قلبه يتعلق به فيصير فقيرا الى حصوله والى من يظن انه سبب في حصوله. وهذا في ما لي والجاه والصور وغير ذلك. قال الخليل عليه الصلاة والسلام الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اجمعين اما بعد لما انهى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الكلام على بيان حقيقة العبودية وايضا الكلام على مكانة العبودية وعظم شأنها وايضا ما بينه رحمه الله من ان العبودية نوعان عبودية عامة وعبودية خاصة العامة عبودية لربوبية الله والخاصة عبودية لالوهيته سبحانه وتعالى لما انهى ذلك عقد هذا الفصل ليبين فيه تفاضل الناس في هذا الباب تفاوضا عظيما وانهم متفاوتون فيه تفاوتا كبيرا قال رحمه الله اذا تبين لك ذلك فمعلوم ان الناس في هذا الباب يتفاضلون فيه تفاظلا عظيما وتفاضلهم راجع الى ما قام في قلوبهم من معرفة وايمان وعبودية لله فكلما كان العبد اعظم معرفة بالله وعملا بطاعة الله سبحانه وتعالى كان ذلكم اكمل فيه واعلى فيما قال ومنزلته واعظم في اجره ومثوبته يوم يلقى الله سبحانه وتعالى واذا نقص من ذلك نقص حظه من الخيرية والكمال بحسب ما انتقص من ذلك قال وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان اي التفاضل الذي في العبودية هو تفاضل في حقيقة الايمان. اي ما قام فيهن من ايمان ومعلوم ان اهل الايمان في الايمان متفاضلون. ليسوا في ايمانهم على درجة واحدة. وقد قال الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات اي انهم ليسوا على درجة واحدة ولا على رتبة واحدة بل هم متفاضلون فيقول رحمه الله وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص ايمانا عام وايمان خاص الايمان العام اي بربوبية الله الذي يشترك فيه الجميع يقرون بالربوبية حتى من ينكر منهم الربوبية انما ينكرها جحودا وعنادا واستكبارا. كما مر معنا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. فهذا ايمان عام لكنه لا يكفي ولا ينجي. لا يكفي ليكون به العبد مؤمنا موحدا ولا ينجي من عذاب الله يوم القيامة. وقد مر معنا قول الله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. ما المراد بالايمان هنا؟ اي العام. يؤمن بربوبية الله انه الخالق الرازق المنعم المتصرف الا وهم مشركون اي مشركون معه غيره في العبادة. فهذا الايمان العام بالروبية آآ الخلق والرزق والتدبير والاحياء والاماتة لا ينفع لا ينجى العبد ولا يكفيه ليكون بذلك من اهل التوحيد او من اهل الايمان واما الايمان الخاص فهو العبودية لله وتحقيق العبودية له خضوعا وذلا انكسارا وتقربا الى الله سبحانه وتعالى بما يرضيه قال ولهذا كان كانت ربوبية الرب سبحانه لهم فيها عموم وخصوص وظروب اي هناك ربوبية عامة اوروبية خاصة الربوبية العامة تتناول الخلق والرزق والانعام والصحة وغير ذلك مما يشترك فيه الجميع المسلم والكافر والبر والفاجر فهذه تسمى الربوبية العامة. الربوبية العامة اي التي تتناول جميع المخلوقات واما الربوبية الخاصة فهي ما اختص به فسبحانه وتعالى اصفياءه واولياءه وانبياءه من تربية على الايمان فهذا من الربوبية من التدبير ان الله عز وجل هداهم وفقهم سددهم اعانهم اصلحهم هذا من التربية الخاصة فاذا الربوبية الله لخلقه نوعان ربوبية عامة والربوبية العامة يشترك فيها الجميع المسلم والكافر والبر والفاجر والمهتدي والضال كلهم يشتركون فيها من حيث ان الله خالقهم ورازقهم والمنعم عليهم والمتصرف فيهم هذا ربية عامة. اما الربوبية الخاصة التي هي التربية على الايمان والتوحيد والطاعة لله فهذه ليست عامة للجميع. وانما هي خاصة خص الله سبحانه وتعالى بها اولياءه واصفيائه وانبياءه وتسمى التربية الخاصة ولاجل ذا تجد اكثر ادعية الانبياء فيها سؤال الله بربوبيته ربي ربنا هذا كثير في ادعية الانبياء. يدعون الله سبحانه وتعالى متوسلين اليه بهذا الاسم ربنا ربي وهذا فيه استشعار ما من الله سبحانه وتعالى عليهم به من تربية خاصة حيث رباهم على الايمان وهداهم ووفقهم واعانهم فيتوسلون الى الله بهذا الاسم آآ العظيم مستشعرين ذلك ربنا ربي يكثر هذا في دعاء او دعوات النبيين عليهم صلوات الله وسلامه قال ولهذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل ولهذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب امن لان الشرك له متعلقات كثيرة اذا وقع الانسان في شيء منها اشرك فيتعلق بعبوديات القلب يتعلق بالاعمال الظاهرة يتعلق باقوال اللسان يتعلق بجوانب كثيرة فاذا وقع في شيء منها اشرك ايظا منه آآ ظاهر ومنه خفي منه اه علن ومنه سر قد يشرك الانسان ويرى الناس شركه وقد يشرك ولا يرون شركه قد يشرك بقوله قد يشرك بقلبه وقد يشرك ايضا بعمله فالشرك آآ كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام اخفى من دبيب النمل منه جلي ليس كل الشرك بهذه الصفة منه جلي ظاهر ومنه شرك خفي وصفه النبي عليه الصلاة والسلام في شدة خفائه بانه اخفى من دبيب النمل كما صحفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل للشرك فيكم اخفى من دبيب النمل سبحان الله ما هو دبيب النمل؟ الذي الشرك اخفى منه ما هو دبيب النمل الذي الشرك اخفى منه؟ الان وانت جالس في هذا المجلس لو مرت من جوارك نملة تدب على الارض تشعر بها قال الشرك اخفى من دبيب النمل فالشرك اخفى يقول والذي نفسي بيده لشرك فيكم اخفى من دبيب النبي اذا هذا يقتضي ان يخاف الانسان على نفسه من الشرك عندما تخبر بشيء خطير جدا وايضا يقال لك فيه خفاء شديد قد يتسرب اليك ويتسلل الى الى نفسك يشتد خوفك منه على سبيل المثال لو قيل لك عن مرض من الامراض ان مرض خطير جدا ثم قيل لك هذا المرض كان يأتي بصورة ما تشعر بها يخاف الانسان ويشتد خوفه فالشرك الذي هو اعظم الافات واخطرها منه ما هو خفي وهو في شدة خفائه اشد خفاء من دبيب النمل اذا هذا من الامور التي تقتضي الخوف من الشرك والخوف من الشرك فريضة وواجب بل ومن من اعظم الواجبات ان يكون خوفك من الشرك اشد من خوفك من اي امر اخر. لان الشرك اعظم ذنب عصي الله سبحانه وتعالى به اعظم ذنب هو الذنب الذي من مات عليه بقي في جهنم يوم القيامة ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها هو الذنب الذي قال الله عنه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من مات مشركا لا مطمع له في رحمة ولا مطمع له في مغفرة ولا مطمع له في نجاة فاذا الخوف من الشرك يجب ان يكون شديدا وشيخ الاسلام رحمه الله عقد محمد عبد الوهاب عقد في كتابه التوحيد بابا عظيما سماه باب الخوف من الشرك. لان هذا من الامور المطلوبة من العبد. ان يخاف من الشرك واذا خفت من الشرك بدأت تعمل على الحذر منه ومجانبته والبعد عنه انظر حال من يخاف من اشياء معينة في هذه الحياة مثلا من يخاف على نفسه مثلا من السمنة او يخاف على نفسه من الامراظ التي تترتب على الاغذية والاخلاط من الاكل. ماذا يفعل تجد الخوف الذي عنده من السمنة او الخوف الذي عنده من الاطعمة تجده يمشي على برنامج حمية من اطعمة واشياء يحبها ويشتهيها ونفسه ترغب فيها ويحتمي منها يحتمي من الامراء يحتمي من الاطعمة المباحة خوفا من المرض ولا يحتمي من الذنوب خوفا من النار ولا يحتمي من الذنوب خوفا من النار تجده يحتمي فعلا حمية دقيقة جدا وبرنامج دقيق كله من اجل حمية او محافظة على بدنه الا يصاب بمرض او بسمنة او غير ذلك ثم يمارس ذنوبا ومعاصي تسخط الله سبحانه وتعالى وموجبة للعقوبة في النار ولا يحتمي منها فعجبا لحال من يحتمي من الاطعمة خوفا من ظرتها كيف لا يحتمي من الذنوب خوفا معرتها والانسان العاقل فعلا هو الذي يحتمي ويتحرز ويخاف ولا سيما من اشد الادواء واعظم الذنوب واخطرها وليس هناك اخطر من الشرك ليس هناك من الافات والاظرار اخطر من السر. اعظم ذنب عصي الله به والله يقول عن الكفار يوم القيامة والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير فعاقبة المشرك هي اشنع عاقبة واسوأ عاقبة فمن الامور التي يجب على العبد ان يشتد خوفه منها في هذه الحياة ويسأل الله ان يعافيه منها. وان ينجيه منها الشرك بالله واذا كان امام الحنفاء خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام الذي حطم الاصنام بيده وكسرها صنما صنما قال في دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام يقول في دعاءه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. اجنبني اي اجعلني في جانب بعيد عن الاصنام وعن عبادتي. وهو امام الحنفاء قال ابراهيم التيمي رحمه الله ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم؟ اذا كان امام الحنفاء يقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. فمن يأمن البلاء؟ ثم ماذا قال؟ لما دعا هذه الدعوة واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. ربي انهن اضللن كثيرا من الناس ربي انهن اضللن كثيرا من الناس. الاصنام اظلت كثير من الناس والناس يفتنون بالاصنام والاوثان وعبادة غير الله يفتنون بوسائل ووسائل كثيرة جدا وتدخل عليهم ولا سيما عندما يكون الانسان في ضائقة من مرض او او مصاب او فقر او غير ذلك تدخل عليه الشركيات والتعلقات الباطلة دخولا شنيعا فالشرك افة هي اعظم الافات واخطرها ويجب على الانسان ان يحذر منها ونبينا عليه الصلاة والسلام لما اخبر في هذا الحديث لما قال لا الشرك اخفى فيكم من دبيب النمل لماذا قال هذا الكلام ما الغرض من هذا الكلام؟ لما قال لا الشرك اخفى فيكم من دبيب النمل ما الغرض من هذا الكلام؟ مجرد معلومة يعرفها الانسان ام انه حتى يحذر الانسان ويكون على حذر شديد ومجاهدة لنفسه ان لا تتفلت منه الى اي شيء من الشرك لا صغير ولا كبير. فالمقام مقام مجاهدة قل الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل ثم انه عليه الصلاة والسلام في الحديث نفسه وهو في الادب المفرد للبخاري وغيره وحديث ثابت قال كون ناصح الامين صلوات الله وسلامه عليه وجزاه عن امته امة الاسلام خير ما جزى نبيا عن امته صلوات الله وسلامه عليه. قال الا اخبركم بشيء اذا قلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره قال لهم ذلك لانه حرك في نفوسهم خوفا من الشرك. لما قال للشرك اخفى فيكم من دبيب النمل حرك في نفوسهم خوفا من الشرك ثم في هذا المقام علمهم دعوة عظيمة مباركة نافعة في هذا الباب يجدر بكل مسلم ان يحفظها وان يحافظ عليها قال الا اخبركم بشيء اذا قلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره قالوا بلى قال عليه الصلاة والسلام تقولون اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم فاستغفرك لما لا اعلم هذا تعود اي التجاء الى الله واعتصام به سبحانه وتعالى ان يحميك من الشرك ان تشرك بالله وانت تعلم او ان تشرك من حيث لا تعلم وهذا فيه تنبيه ان وقوع الانسان في الشرك قد يكون وقوعا فيه عن علم وقد يكون عن غير علم كما واضح في هذه الدعوة فهي دعوة عظيمة يجدر بنا ان نحفظها وان نحافظ عليها اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لم لا اعلم قال شيخ الاسلام ولهذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش. اذا اعطي رضي وان منع سخط هذا حديث يبين لنا صورة من صور هذه التعلقات الباطلة التي تبتلى بها قلوب كثير من الناس وبدأ الحديث عليه الصلاة والسلام بقوله تعس تعس اي هلك من كان بهذه الصفة تعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار الدرهم الدينار آآ هما النقدان من الذهب والفضة الدرهم من الذهب والدينار من الفضة اي قلبه وهمه الدرهم والدينار ونصبوا وتعبوا كله للدرهم والدينار فمن كان بهذه الصفة فهو عبد للدرهم وعبد للدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة القطيفة هو الخميصة نوعان من الاقمشة والالبسة بحيث يكون الانسان همه اللباس وهمه الزينة الظاهرة وما علم ان لباس التقوى خير وانفع واعظم فيهتم لباسه وزينته الظاهرة وهيئته الظاهرة لكن الباطن خراب تبان فهمه زينته آآ الظاهرة اما زينة الايمان لا يعتني بها ولا يلقي لها بالا وفي الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين قال تعس وانتكس وهذا دعاء عليه. من كان بهذه الصفة التعاسة الهلاك والانتكاس معروف ان ينقلب رأسا على عقب قال تائس وانتكس واذا شيك فلا انتقش فهذا بيان لسوء حاله ان من كان بهذه الصفة عبد للدرهم عبد للدينار عبد للخميسة عبد للقطيفة اذا شئت فلا انتقش وشيك اي اصابته شوكة فلا انتقش اي لا يجد من يعينه على الخلاص منها والفكاك منها تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش اذا اعطي رضي وان منع سخط وان منع سخط اي انك قلبه كله متعلق بالدرهم والدينار ان كان حصل الدرهم والدينار حصل الرضا ان لم يحصله حصل السخط وعدم الرضا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر فيه يعني في حال من كان كذلك ما هو دعاء وخبر دعاء اي عليه وخبر عن سوء حاله. مثل قوله اذا شيك فلا انتقش هذا خبر تعس وانتكس هذا دعاء عليه فذكر فيه ما هو دعاء وخبر وهو قوله تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش والنقش اخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج او ما تخرج به الشوكة وهذه حال من اذا اصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تأس وانتكس يعني من يكون مفتونا بهذه الاشياء لا يتخلص منها الا ان يتغمدها الله برحمة منه سبحانه وتعالى قال فلا نال المطلوب ولا خلص من المكروه وهذه حال من عبد المال. وقد وصف ذلك بانه اذا اعطي رضي وان منع سخط كما قال الله تعالى اي عن المنافقين ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. اي رضاهم وسخطهم ليس راجعا للدين. وانما للمال. ان اعطوا ومن المال حصل الرضا وان لم يعطوا حصل السخط فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله. بخلاف المؤمن الذي اكرمه الله بان عمر قلبه بالايمان حبه وبغضه وعطاؤه ومنعه كله لله وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام من احب لله واعطى لله ومنع لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان فقد استكمل الايمان ثم بين رحمه الله ان هذا ليس خاصا بمن تعلق قلبه بمال وانما ايضا يشمل من تعلق بالرئاسة او بصورة او غير ذلك قال وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة او بصورة ونحو ذلك من اهواء النفس الذي يكون متعلق بالرئاسة قلبه تعلق بها وهي همه يضحي بكل شيء من اجلها حتى الدين الذي يعرف ان نجاته يوم القيامة ورضى الله عنه لا يكون الا به يتخلى عنه. من اجل رئاسته ويتنازل عن امور دينه واحدا امرا تلو الاخر من اجل رئاسته يفرط في دينه ولا يفرط في رئاسته. اذا كان قلبه متعلقا بها وايظا مثله من كان متعلقا بصورة العشق الحرام الناس عن النظر للصور المحرمة او النظر الى الحرام من النساء او المردان او نحو ذلك اذا حصل في قلبه تعلق واصبح متيما بذلك اهلكه ذلك اشد الهلاكة واصبح عبدا له. قال ونحو ذلك من اهواء نفسه ان ان حصل له رضي وان لم يحصل له سخط فهذا دمى يهواه قد قال الله تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له ادركوا اذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته اذا الرقوا والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته الان ارق القلب وعبوديته الذي حصل لصاحب المال من تعلق شديد في قلبه للمال او تعلق شديد في قلبه للصورة او للرئاسة او غير ذلك كيف اثر فيه ذلك الرق؟ بحيث انه يتخلى عن كل شيء من اجله يتخلى عن كل شيء ينفعه في دينه ودنياه من اجل هذا الامر الذي استرق قلبه واصبح عبدا له قال اذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته. فما استرق القلب فما استرق القلب واستعبده فهو عبده ولهذا يقال العبد حر ما قنع والحر عبد ما طمع العبد اي الرقيق الرجل الرقيق المملوك حر ما قنع اذا كانت نفسه متحلية بالقناعة فهو حر والحر عبد ما طمع الرجل الحر اذا قام في قلبه الطمع اصبح رقيقا ولهذا يكون هذا الحر بسبب طمعه يحصل له من الذل الخضوع والانكسار امام اصحاب رئاسة او اصحاب مال وتذلل بسبب الطمع الذي قام في قلبه بينما لو انه يأس نفسه مما عند عندهم وقنط مما عندهم لاصبح نظيرا لهم. بما اتاه الله من قناعة وعدم تعلق بينما اذا تعلق القلب حصلت له حصل له من الرق والعبودية والذل بحسب ذلك قال الشاعر قطعت مطامعي فاستعبدتني ولو اني قنعت لكنت حرة قطعت مطامي اي اصبحت كل ما طمعت نفسي في شيء اخذت الهث وراءه واسعى فيه بكل طريق حسن او قبيح فاستعبدتني اي صرت عبدا لمطامعي صرت عبدا لمقامه يقول ولو اني قنعت لو انني تحليت بالقناعة لكنت حرا لسلمت من ذلك يقال يقول رحمه الله ويقال الطمع قل في العنق بظم الغين واما بكسرها فهو الحقد الغل بكسر الغين لا تجعل في قلوبنا غلا اي حقدا وحسدا وظغينة واما بالظن فهو ما يوضع في العنق فالغل في العنق والغل في الصدر وهو الحقد فالطمع غل في العنق وقيد في الرجل. وقيد في الرجل. يعني اذا صار اصيب القلب بالطمع صار يلهث وراء اطماع نفسه اصبح في عنقه غل وفي رجله قيد يعني مطامعه جعلته بهذه الصفة فاذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل فاذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل. وروي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال الطمع فقر الطمع فقر اي ان المصاب بطمع ونفسه مليئة بالطمع هو انسان فقير مهما اوتي ومهما حصل يبقى فقيرا واليأس غنى اليأس غنى عندما يعود الانسان نفسه على اليأس مما في ايدي الناس اصبح غنيا اصبح غنيا بما اتاه الله سبحانه وتعالى من قناعة وان احدكم اذا يئس من شيء استغنى عنه وهذه كلمة والله عظيمة جدا ان احدكم اذا يأس من شيء استغنى عنه استغنى يعني لم لم يحتاج اليه لكن اذا طمعا فيه لم ييأس وانما طمع اصبح قلبه دائما طامعا فيه فهو محتاج اليه دائما حتى لو حتى وان لم يحصل له حتى وان لم يحصل الى ان يموت تبقى نفسه طامعة اما الاخر الذي يأس نفسه من ذلك الشيء واشعرها بانها غير محتاج اليه غير محتاج اليه يصبح اه مرتاح النفس مطمئن البال بمثابة الغني بمثابة الغني. قال اذا يأس من شيء استغنى عنه. وهذا امر يجده الانسان من نفسه يقول ابن تيمية وهذا امر يجده الانسان من نفسه يعني لو امتحن نفسه بهذا الضابط لوجد ذلك لنفسه اذا طمع في شيء افتقر اليه واذا يأس منه استغنى عنه اذا يأس منه استغنى عنه ولم يصبح في قلبه تعلق اه به فان الامر الذي ييأس منه ولا يطلبه ولا يطمع به فلا يبقى قلبه فقيرا اليه ولا الى من يفعله. هذي حال الانسان واما اذا طمع في امر من الامور رجاء رجاء وتعلق قلبه به فصار فقيرا الى الى حصوله والى من يظن انه سبب في حصوله وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك. نعم. قال رحمه الله قال الخليل عليه الصلاة والسلام فابتغوا الله الرزق واعبدوه واشكروا له. اليه ترجعون. فالعبد لابد له من رزق وهو محتاج الى ذلك. فاذا طلب رزقه من صار عبدا لله فقيرا اليه. واذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه. ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الاصل. وانما ابيحت للضرورة. وفي النهي عنها احاديث كثيرة في الصحاح والسنن كقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال المسألة باحدكم حتى يأتي يوم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه لحم وقوله من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا او خموشا او كدوشا في في وجهه وقوله لا تحل المسألة الا لذي غرم مفظع او دم موجع او فقر مدقع. وهذا المعنى في الصحيح وفيه ايضا لا ان يأخذ احدكم حبله فيذهب فيحتطب خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه. وقال ما اتاك فمن هذا المال وانت غير سائل ولا مشرف فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك. فكره اخذه مع سؤال اللسان واستشراف القلب وقال في الحديث الصحيح من يستغني يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. واوسى خواص اصحابه الا يسألوا الناس شيئا. وفي المسند ان ابا بكر كان يسقط صوته من يده فلا يقول لاحد ناولني اياه ويقول ان خليلي امرني الا اسأل الناس شيئا وفي صحيح مسلم وغيره عن عوف ابن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة واسر اليهم كلمة خفية الا تسألوا الناس شيئا. فكان بعض اولئك النفر يسقط الصوت من احدهم ولا يقول لاحد ناولني اياه. وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي. ثم قال رحمه الله تعالى فالعبد لابد له من رزق وهو محتاج الى ذلك اي ان هذا امر معلوم ومتقرر ان العبد لا بد له من رزق وبحاجة الى الرزق فكيف يصنع في تحصيل الرزق واكتسابه مرت معنا الاية في قول الخليل عليه السلام فابتغوا عند الله الرزق فابتغوا عند الله اي لا عند غيره الجأوا اليه لا الى غيره فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون فابتغاء الرزق يكون عند الله بدعائه وسؤاله وببذل الاسباب التي اباحها لعباده اما ما نهى الله سبحانه وتعالى عبده عنه فليحذر ان يجعله سبيلا لتحصيل الرزق فابتغاء الرزق يكون بسؤال الله وكان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم اذا اصبح بعد ان يسلم من صلاة الفجر يقول اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وهو حديث صحيح ودعوة ينبغي على كل مسلم ان يدعو بها كل كل يوم بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا كل يوم يسأل الله صلوات الله وسلامه عليه الرزق اذا اصبح فاذا الرزق يكون بابتغاءه عند الله بسؤاله ودعائه والاستعانة به والالتجاء اليه سبحانه وتعالى ثم ببذل الاسباب النافعة التي اباحها الله سبحانه وتعالى لعباده لتحصيل الرزق فاذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا اليه اذا طلب رزقه من الله يا رب يا رب ارزقني موسى عليه السلام قال في دعاءه ربي اني لما انزلت الي من خير فقير. هذا دعاء سؤال الله الرزق آآ يسأل الله وارزقنا وانت خير الرازقين هذا عبودية عبودية لله وذل وافتقار الى الله سبحانه والله سبحانه يحب من عبده ان يسأله يحب من عبده ان يسأله بل انه جل وعلا يغضب اذا ترك العبد سؤاله من لم يسأل جاء في الحديث من لم يسأل الله يغضب عليه يحب الله من عبده ان يسأله فسؤال الله الرزق هذا من العبودية لله والذل بين يديه سبحانه وتعالى والطمع في نواله قال واذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه. اذا علق قلبه في رزقه وحاجته بمخلوق اصبح عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الاصل الاصل في سؤال المخلوق انه محرم. هذا الاصل لا يستثنى من ذلك الا اشياء تكون في حدود آآ الضرورة ونحو ذلك والا الاصل انها محرمة وانما ابيح للضرورة وفي النهي عنها احاديث كثيرة في الصحاح والسنن والمسانيد. كقوله لا عليه الصلاة والسلام لا تزال المسألة باحدكم المسألة هي مسألة الناس يمد يده اليهم يسألهم اعطوه او منعوه لا تزال مسألة باحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة له اي من ذل هذه المسألة التي اه تعلق قلبه فيها بالناس توجها اليهم وطلبا منهم وقوله من سأل الناس وله ما يغنيه يعني لا لم يكن سؤاله عن ضرورة اضطرته للسؤال من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا او خموسا او كدوسا في وجهه فيأتي يوم القيامة هذه اه الصفة تظهر مسألته على وجهه خدوش او خموش او نحو ذلك وقوله لا لا تحل المسألة الا الا لذي غرم مفظع او دم موجع او فقر مدقع اي ان هؤلاء هم من تحل لهما المسألة وهذا المعنى في الصحيح وفيه ايضا لان يأخذ احدكم حبله فيذهب فيحتطب خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه وقال ما اتاك من هذا المال وانت غير غير سائل ولا مستشرف فخذه وما لا فلا تتبع نفسك اي لا تعلق قلبك به تسأل الناس وتطلب منهم اعطوك او منعوك قال فكره اخذه مع سؤال الناس واستشراف القلب. اما اذا كان من غير سؤال ولا استشراف قلب فلانسان ان يأخذ. قال فخذه وقال في الحديث الصحيح من يستغني يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر وهذا فيه ان العبد اذا اكرمه الله بالاستغناء اي عما في ايدي الناس اغناه الله عنهم ومن ايضا كتب له العفاف اعفه الله من اكرمه الله بالتعفف اعفه سبحانه وتعالى ومن تصبر يصبره الله وهذا فيه التنبيه في هذا المقام الى بذل الاسباب الى بذل الاسباب يستعف يتصبر يستغني هذا بذل للاسباب واذا بذل الاسباب مستعينا بالله اعفه الله واغناه وصبره. وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر قال واوصى خواص اصحابه الا يسألوا الناس شيئا اوصى خواص اصحابه الا يسألوا الناس شيئا وشيئا نكرة في مقام النهي فتعم اي لا يسألهم اي شيء الا يسألوا الناس شيئا قال وفي المسند ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه كان يسقط من يده الشيء فلا يقول لاحد ناولني اياه عملا بنهي النبي صلى الله عليه وسلم لهم الا يسألوا الناس شيئا ويقول ان خليلي امرني الا اسأل الناس شيئا. وفي صحيح مسلم وغيره عن عوف ابن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة واسر اليهم كلمة خفية الا تسألوا الناس شيئا فكان بعضهم او بعض اولئك النفر يسقط السوط من يد احدهم فلا يقول لاحد ناولني اياه. نعم. قال رحمه الله وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع. كقوله تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله تعالى عنهما. اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. ومنه قول الخليل فابتغوا عند الله الرزق. ولم يقل فابتغوا الرزق عند الله لان تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصر كانه قال لا تبتغوا الرزق الا عند الله. وقد قال تعالى واسألوا الله فمن فضله والانسان لابد له من حصول ما يحتاج اليه من الرزق ونحوه. ودفع ما يضره. وكلا الامرين شرع له ان يكون دعاؤه لله فلا يسأل رزقه الا من الله. ولا يشتكي الا اليه. كما قال يعقوب عليه السلام انما بثي وحزني الى الله. نعم ثم قال رحمه الله تعالى وقد دلت النصوص اي نصوص الكتاب والسنة على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع وقد تقدم ايضا شيء من ذلك قال كقوله سبحانه وتعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب اي اليه وحده تقديم الجار والمجرور يفيد الاختصاص والى ربك فارغب اي ارغب اليه وحده دون سواه انا الى الله راغبون اي اليه وحده دون سواه. فالرغبة لا تكون الا لله سبحانه وتعالى وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله اوصاه بذلك واخبره في سياق هذا الحديث ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوه بشيء لن ينفعوه الا بشيء كتبه الله له ولو اجتمعوا على ان يظروه بشيء لن يظروه الا بشيء كتبه الله عليه. قال ومنه قول الخليل عليه السلام فابتغوا عند الله الرزق والاسلوب هنا اسلوب حصر ابتغوا عند الله الرزق اي وحده دون سواه فالاسلوب اسلوب حصر ولهذا يقول ولم يقل فابتغوا الرزق عند الله وانما قدم الظرف في قوله ابتغوا عند الله الرزق قدمه والتقديم يشعر بالحصر والاختصاص. كانه قال لا تبتغوا الرزق الا عند الله وقال الله تعالى واسألوا الله من فضله اي ان ذلك لا يرتجى فيه الا الى الله سبحانه وتعالى وحده قال شيخ الاسلام والانسان لابد له من حصول ما يحتاج اليه من من الرزق ونحوه ومن دفع ما يضره محتاج الى هذا وهذا محتاج الى منافع يستجلبها مضار ايضا يستدفعها. محتاج الى منافع ومحتاج الى جلب المنافع ودفع المضار يحتاج الى هذا وهذا وكله بيد الله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده قل ارأيتم ما تدعون من دون الله ان اراد ان ارادني الله بظر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ الامر بيد الله. قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا فالعبد محتاج الى هذا وهذا وكلا الامرين شرع له ان يكون دعاؤه لله. فلا يسأل الا الله ولا يشتكي الا اليه له يسأل واليه سبحانه وتعالى يشتكي له يسأل اي حاجته فالتي يريد من المنافع والخيرات والبركات والارزاق والانعام. يسأل الله وحده وايضا في مقام الدفع دفع الشيء الذي يضره و يؤذيه لا يلجأ الا الى الله سبحانه وتعالى فيكون السؤال له وتكون الشكوى اليه كما قال يعقوب انما اشكو بثي وحزني الى الله نعم قال رحمه الله والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل. وقد قيل ان الجميل هو هجر بلا اذى والصفح الجميل صفح بلا معاتبة. والصبر الجميل صبر بغير شكوى الى بغير شكوى الى مخلوق ولهذا قرئ على احمد بن حنبل في مرضه ان طاووس كان يكره انين المريض ويقول انه شكوى فما ان احمد حتى مات واما الشكوى التي الى الخالق واما الشكوى الى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل فان يعقوب عليه السلام قال فصبر جميل وقال انما اشكو بثي وحزني الى الله. وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل فمر بهذه الاية في قراءته فبكى حتى سمع نشيجه من اخر الصفوف نعم اورد رحمه الله تعالى آآ ان ان القرآن جاء فيه ذكر الهجر الجميل والصبر الجميل والصفح الجميل وبين معنى كل قال الهجر الجميل هو الهجر بلا اذان اذا هجر هجرا جميلا اي هجره بدون ان ان يؤذيه او يناله منه اذى والصفح الجميل يكون بلا معاتبة يصفح ولا يعاتب فاذا كان صفح بلا معاتبة فهو صفح جميل والصبر الجميل هو الذي بلا شكوى الى المخلوق بلا شكوى الى المخلوق فمر معنا قريبا ان يعقوب عليه السلام قال انما اشكو بثي وحزني الى الله مع انه قال فصبر جميل اي انه متحلي بالصبر الجميل عليه السلام متحلم بالصبر الجميل ومع ذلك قال انما اشكو بثي وحزني الى الله. اذا يستفاد من ذلك ان شكوى العبد الى الله لا يتنافى مع صبره الجميع يكون عنده الصبر الجميل ويشكو الى الله وشكواه الى الله لا تتنافى مع صبره الجميل ولهذا قرئ على احمد بن حنبل رحمه الله في مرضه ان طاووسا كان يكره انين المريض ويقول انه شكوى ما معنى شكوى اي الى المخلوق يسمعه انينه حتى يعلمه يوضح له او يشكو اليه مرضه فيائن فيائن وشكواه نوع. او انينه نوع من الشكوى للمخلوق قال كان طاؤوس يكره انين المريض ويقول انه شكوى فما ان احمد ابن حنبل حتى مات كما ان احمد لم يسمع له انين حتى مات واما الشكوى الى الخالق سبحانه فلا تنافي الصبر الجميل الشكوى الى المخلوق تنافي الصبر الجميل اما الشكوى الى الخالق لا تنافي الصبر الجميل. لماذا؟ لان يعقوب عليه السلام قال فصبر جميل وفي الوقت نفسه قال انما اشكو بثي وحزني الى الله ثم بمناسبة ذكره رحمه الله لهذه الاية والشيء بالشيء يذكر اورد اثر عمر ابن الخطاب انه كان يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل يقرأ بسورة يونس ويوسف والنحل في الفجر. يعني يقرأ يوسف كاملا لصلاة الفجر ما رأيكم لو ان اماما قرأها في صلاة الفجر لو قرأها في صلاة الفجر فكان يقرأ عليه رضي الله عنه يقرأ يونس ويوسف والنحل حتى صلاة الفجر التي طعن فيها كان يقرأ بما اذكر سورة يوسف في الصلاة التي طعن فيها واحد تابعين لا اذكر اسمه الان يقول اه انما حفظت سورة يوسف من قراءة عمر او قال عثمان لها في صلاة الفجر حفظ سورة يوسف من قراءة عمر او عثمان نسيت الان في صلاة الفجر حتى عثمان ايضا كان يقرأها في صلاة الفجر كاملة قال فمر بهذه الاية اي انما اشكو بثي وحزني الى الله انما اشكو بثي وحزني الى الله فمر بهذه الاية عمر فبكى حتى سمع نشيجه من اخر الصفوف حتى سمع نشيجه يعني بسبب البكاء من اخر الصفوف. نعم. قال رحمه الله ومن دعاء موسى عليه السلام اللهم لك الحمد اليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك. وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا. اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي. وهواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين. وانت ربي اللهم الى من تكل الى بعيد يتجهمني ام الى عدو امري ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع لي. اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات وصلح عليه امر امر الدنيا والاخرة ان ينزل بي سخطك. او يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى. فلا حول ولا قوة الا بالله وفي بعض الروايات ولا حول ولا قوة الا بك. وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه. نعم قال رحمه الله ومن دعاء موسى عليه السلام اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك من دعاء موسى عليه السلام اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك لهذا مما ينقل هي الروايات والاخبار في دعاء موسى عليه السلام اما اذا والله اعلم بثبوت ذلك عنه عليه السلام لكن من حيث المعنى فالمعاني التي اشتمل عليها هذا الدعاء كلها معاني عظيمة وتفويض الى الله والتجاء اليه واعتصام به سبحانه وتعالى فهي كلمات عظيمة جدا كلمات استغاثة واستعانة وتوكل والتجاء آآ لله سبحانه وتعالى فالشاهد منها قوله واليك المشتكى واليك المشتكى اي وحدك دون غيرك وهذا نظير ما جاء عن يعقوب انما اشكو بثي وحزني الى الله. فالمشتكى الى الله سبحانه وتعالى دون سواه اليه المشتكى ومما ينبه عليه في هذا المقام ان اخبار المريض اخبار المريض للطبيب مثلا او المعالج بنوع المرظ الذي معه اه مكان المرض وآآ مدى قوة المرظ شدة وظعفا او نحو ذلك هذا ليس من الشكوى ليس من الشكوى للمخلوق المنهي عنه وانما هذا من باب الاخبار ويشمل قول النبي صلى الله عليه وسلم تداووا عباد الله تداووا عباد الله ما انزل الله من داء الا انزل له دواء علمه من علمه والتداوي لابد فيه من اخبار لمن علم عنده علم بالادوية وانواع الامراظ وخصائص العلاجات ونحو ذلك اخباره بنوع المرظ بان يقول انا يؤلمني كذا او نحو ذلك فهذا آآ آآ باب اخبار وليس باب شكوى اما التشكل للمخلوقين فهذا لا لا يجوز الشكوى الى الله سبحانه وتعالى انما اشكو بثي وحزني الى الله قال رحمه الله تعالى وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا اي لما رموه عليه الصلاة والسلام اه الحجارة وخرج عليه الصلاة والسلام وقد اشتد هذا اه اهل الطائف به صلى الله عليه وسلم دعا بهذه الدعوة دعا بهذه الدعوة اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهذي فيها الشكوى الى الله رفع الشكوى الى الله سبحانه لما اذوه وادموا عقبيه ورموه عليه الصلاة والسلام بالحجارة الى غير ذلك مما حصل منهم خرج عليه الصلاة والسلام ودعا او رفع هذه الدعوة الى الله يدعو الله سبحانه وتعالى قال اللهم اني اللهم اليك اشكو ضعفي وضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس انت رب انت رب المستضعفين وانت ربي هالتوسل الى الله بربوبيته للمستضعفين وربوبيته له اللهم الى من تكلني الى من تكلني؟ الى عبد يتجهمني او الى عدو ملكته امري الى ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات فعليه امر الدنيا والاخرة ان ينزل بسخطك او يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى فلا حول ولا قوة الا بك فهذا كله التجاء الى الله وتفويض الامر اليه سبحانه وتعالى والاستعانة به وتذلل بين يديه جل وعلا وفيه ايظا وموظع الشاهد ان الشكوى الى الله وحده سبحانه وتعالى كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام في هذه الدعوة اللهم اليك اشكو ضعفي ضعف قوتي وقلة حيلتي. نعم. قال رحمه الله وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه. فكما ان طمعه في المخلوق يوجب عبوديته فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. كما قيل استغني عمن شئت تكن نظيره. وافضل على من شئت تكن اميره واحتج الى من شئت تكن اسيره. فكذلك طمع العبد في ربه رجاءه. ورجاءه له يوجب عبوديته له واعراض قلبه عن الطلب من الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله. لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه ومماليكه واما على اهله واصدقائه واما على امواله وذخائره واما على ساداته وكبرائه كمالكه ومالكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو وقد مات او يموت قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا وكل من علق قلبه بالمخلوقين ان ينصروه او يرزقوه او او ان يهدوه. خضع قلبه لهم وصار وفيه من العبودية لهم بقدر ذلك وان كان في الظاهر اميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم. فالعاقل ينظر مديرا لهم نعم واذا كان في الظاهر اميرا لهم مديرا لهم متصرفا بهم وان كان في الظاهر اميرا لهم لهم متصرفا بهم فالعاقل ينظر الى الحقائق لا الى الظواهر. فالرجل اذا تعلق قلبه بامرأة ولو كان مباحة له يبقى قلبه اسيرا لها تتحكم فيه وتتصرف بما تريد وهو في الظاهر سيدها لانه زوجها او مالكها ولكنه في الحقيقة هو اسيرها ومملوكها ولا سيما اذا دارت بفقره اليها وعشقه لها وانه لا يعتاض عنها بغير فانها حينئذ تتحكم فيه تحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور. الذي لا يستطيع الخلاص منه بل اعظم فان اسر القلب اعظم من اسر البدن واستعباد القلب اعظم من استعباد البدن. فان من استعبد بدنه رق واسر لا يبالي اذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا. بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. واما اذا كان القلب الذي هو الذي هو ملك الجسم رقيقا مستعبدا متيما لغير الله فهذا هو الذل والاسر المحض والعبودية الذليل لما استعبد القلب. وعبودية القلب واسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب. فان لما لو اسره كافر او استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك اذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات. ومن بحق اذا ادى حق الله وحق مواليه فله اجران ولو اكره على التكلم بالكفر فتكلم به وقلبه مطمئن بالايمان لم يضره ذلك واما من استعبد قلبه فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس الحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب. كما ان الغنى غنى النفس. قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض وانما الغنى غنى النفس وهذا لعمر الله اذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة فاما من قلبه صورة محرمة امرأة او صبي فهذا هو العذاب لا يدانيه عذاب. وهؤلاء من اعظم الناس عذابا واقلهم ثواب فان العاشق لصورة اذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لها اجتمع له من انواع الشر والفساد ما لا يحصيه الا رب العباد ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فدوام تعلق القلب بها بل فعل الفاحشة اشد ضررا بلا بلا فعل الفاحشة ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة اشد ظررا فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة اشد ضررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب منه. ويزول اثره من قلبه. نعم على كل الكلام على هذا البيان الذي ذكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى يكون في لقاء الغد باذن لله سبحانه وتعالى نسأل الله جل وعلا ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت ولي ومولاها اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ربنا ورب المستضعفين نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تلطف باخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا يا رب العالمين. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعلوا ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه