الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب العبودية وكثير من السالكين سلكوا في دعوى حب الله انواعا من امور الجهل بالدين اما من تعدي حدود الله واما من تضييع حقوق الله. واما من ادعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها لبعضهم اي مريد لي ترك في ترك في النار احدا فانا بريء منه. فقال الاخر اي مريد لي ترك احدا من المؤمنين يدخل النار فانا منه بريء فالاول جعل مريده يخرج كل يخرج كل من في النار. والثاني جعل مريده يمنع اهل الكبائر من دخول النار ويقول بعضهم اذا كان يوم القيامة نصبت خيمتي على جهنم حتى لا يدخلها احد وامثال ذلك من الاقوال التي تؤثر عن بعض المشايخ المشهورين. وهي اما كذب عليهم واما غلط منهم ومثل هذا قد يصدر في حال سكر وغلبة وفناء يسقط فيها تمييز الانسان او يضعف حتى لا يدري ما قال والسكر هو لذة مع عدم تمييز ولهذا كان من هؤلاء من اذا صحى استغفر من ذلك الكلام والذين توسعوا من الشيوخ في سماع القصائد المتضمنة للحب والشوق واللوم والعدل والغرام. كان هذا اصل مقصدهم فان هذا الجنس يحرك ما في القلب من الحب كائنا ما كان. ولهذا انزل الله محنة يمتحن بها فقال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فلا يكون محبا لله الا من يتبع رسوله وطاعة الرسول ومتابعته لا تكون الا بتحقيق العبودية وكثير ممن يدعي المحبة يخرج عن شريعته وسنته صلى الله عليه وسلم ويدعي من الحالات ما لا يتسع هذا الموضع لذكره حتى قد يظن احدهم سقوط الامر وتحليل الحرام له وغير ذلك مما فيه مخالفة شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته وطاعته بل قد جعل الله اساس محبته ومحبة رسوله الجهاد في سبيله والجهاد يتضمن كمال محبة ما امر الله به وكمال بغض ما نهى الله عنه. ولهذا قال في صفة من يحبهم ويحبون اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد لا يزال كلام الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى موصولا بيان المخالفات والانحرافات التي دخلت من باب المحبة. ودعوى المحبة وسبق من نبه رحمه الله تعالى على شيء من ذلك ولا يزال كلامه رحمه الله موصولا التحذير من مثل هذه الانحرافات والمخالفات والتجاوزات. قال رحمه الله وكثير من سالكين سلكوا في دعوى حب الله انواعا من امور الجهل بالدين. تأمل كثير من سالكين سلكوا في دعوة حب الله انواعا من امور الجهل بالدين. اي انهم فعلوا امورا يزعمون انها من محبة الله تبارك وتعالى وانها من تمام تحقيق محبته جل وعلا والحق انها جهل بدين الله ومخالفة لشرع الله تبارك وتعالى والسبب في ذلك عرفناه فيما سبق الا وهو ان هؤلاء عندهم حب لكن مع قلة علم وقلة بصيرة ولربما ايضا قلة عقل وفهم فيترتب على ذلك تجاوزات واعمال ليست من دين الله ليست من دين الله تبارك وتعالى وهم يمارسونها باسم الدين وباسم تحقيق المحبة لرب العالمين ذكر امثلة لذلك قال اما من تعدي حدود الله من تعدي حدود الله اي تجاوزها تعدى حدود الله تبارك وتعالى اي يتجاوز حدود الله وهذا باب غلو ومغالاة وتجاوز آآ الحد في دين الله تبارك وتعالى واما وهذا مقابل للاول من تظييع حقوق الله وهذا جفاء الاول غلو وهذا جفاء الاول يغالي بفعل امور ليست من دين الله تبارك وتعالى يزعم ان الدافع اليها هو محبة الله واخر يضيع ضده يضيع حقوق الله التي اوجبها على عباده ويبني ذلك على حبه لله وان مقام الحب الذي قام في قلبه اغناه عن هذه الاعمال ووصوله فيه موصلا او مبلغا اغناه عن هذه الاعمال فيضيعها حقوق الله فالاول متجاوز للحدود بغلوه والاخر مضيع للحقوق بجفاء وهذا وذاك يفعل يفعلون ذلك باسم المحبة قال واما من ادعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها ادعاء الدعاوى الباطلة اي في انفسهم او في اشياخهم يدعون لانفسهم اشياء لا حقيقة لها من تصرف مثلا في الكون او دعاوى من هذا النحو ومن هذا القبيل يدعونها بزعم منهم انها لهم لعلو مقامهم في المحبة ورفعة درجتهم فيها فيدعي بعضهم دعاوى باطلة لا حقيقة لها كقول بعضهم اي مريد لي ترك في النار احدا فانا منه بريء وقول الاخر اي مريد لي ترك احدا من المؤمنين يدخل فيها فانا منه بريء الاول جعل مريده يخرج كل من في النار والثاني جعل مريده يمنع اهل الكبائر من دخول النار هذا كلام باطل وفيه تعدي وتجاوز للحدود هذا الذي يقول هذا الكلام وكذلك من تحته من مريدين هو نفسه هو نفسه لا يدري عن حاله ولا يعرف مآله رب العالمين جل شأنه قال وان منكم الا واردها اي النار كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جديا ويقول سبحانه وتعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور العبد على يقين انه سيعبر من فوق النار وسيمر من فوقها ولكنه في شك من نجاته على يقين من العبور والمرور وان منكم الا واردها لكن النجاة في شك لا يضمن لنفسه مهما كان صلاحه فكيف يضمنه للاخرين بل كيف يدعي هذه الدعوة الجائرة الكاذبة الفاجرة انه يمنع من استحق دخول النار يمنعه من دخولها اهل الكبائر والاخر يدعي انه يخرجهم منها وهذا كله دعاوى فاجرة كاذبة يقولها هؤلاء بناء على ادعاء علو مقامهم في المحبة وتحقيقهم لها فصاروا بزعمهم حقيقين بهذه الامور جديرين بها ويقول بعضهم اذا كان يوم القيامة نصبت خيمتي على جهنم حتى لا يدخلها احد ويقول الاخر يوم القيامة ابصق على جهنم تصبح حشيشا اخضرا يقول لهم لا عليكم هؤلاء القائلون هذا الكلام فهم في غرور هم في غرور غرهم الشيطان فادعوا لنفسهم هذه الرتبة وهذا المقام وتبعا تغرير الشيطان بهم غرروا اتباعهم. فاصبح اتباعهم يتعلقون بهم ويلتجئون اليهم حتى في النجاة من النار ودخول الجنة يلجأ الى شيخه لما يعتقده فيه بناء على هذه الادعاءات ارأيتم العامي الجاهل عندما ينشأ على يد شيخ من هؤلاء الاشياخ ويزعم هذا الزعم ويدعي هذا الادعاء ستراه في حياة الشيخ وبعد مماته يلتجئ اليه في ان يدخله الجنة وان ينجيه من النار وهذي كارثة تكثر عند اصحاب الطرق الباطنة الطرقية تكثر عندهم ولهذا ينشأ عندهم تعلق بالاشياخ وبغير الله والالتجاء اليهم واستحالة عند هؤلاء ما كان عند النصارى من دعاوى بصكوك الغفران ونحو ذلك تحولت عند هؤلاء مصداقا لقول نبينا عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قال وامثال ذلك من الاقوال التي تؤثر عن بعظ المشايخ المشهورين وهي اما كذب عليهم واما غلط منهم تأمل هذا الكلام فانك تحتاج اليه يا طالب العلم يقول رحمه الله وهذا اما كذب عليهم واما غلط منهم شيخ الاسلام رحمه الله تعالى مع كثرة تصديه للمبطلين. وجهوده العظيمة في دحظ شبهات هؤلاء وابطال اقوالهم كان رجلا منصفا عدلا يزن الامور بموازين العدل وينصف خصومه فانظر هذا الانصاف لما ذكر هذه الاقوال عنهم واشار الى انها من اقوال بعض الشيوخ المشهورين قال هي اما كذب عليهم واما غلط منهم فوضعها احتمال احتمال ايضا وارد ان يكون كذب عليه وكثيرا ما تنسب اقوال الى اشخاص هم منها براء تكون كذبا عليهم وليست من اقوالهم فهو ينبه بذلك الى التنبه لمثل هذا الامر قبل ان نحكم على شخص معين ننتبه قد يكون القول ليس له. حتى وان قيل قد يكون ليس له قد يكون كذبا عليه او او يكون زيدة في كلامه او نقص من كلامه او حذف حرف من كلامه يغير الكلام فبدل ان يبادر الانسان يقول فلان الفاعل تارك الى اخره يتأكد من هذه القضية واذا اراد ان يرد الباطل يرده بمثل هذه الطريقة فما احوجنا طلبة العلم ولا سيما في مقام الرد والنقد ان نعرف مثل هذه الاداب وكيف الرد وطريقته؟ وكيف التعامل قال هي اما كذب عليهم واما غلط منهم واما غلط منهم يعني اقوال هي خطأ وظلال ومثل هذا قد يصدر في حال سكر وغلبة وفناء يسقط فيه تمييز الانسان سبق قد اشار رحمه الله في بيت النقلة ان السكر سكران سكر الهوى وسكر المدامة التي هي الخمر سكر هوى وسكر مدامة اي الخمر وسكر الهوى عندما يهين اه القلب في نوع من الهوى معين يهيمن عليه ويسيطر عليه ويملأه قد يترتب على ذلك اقوال سيئة قد يندم عليها قد يندم عليها لكنه وقع فيها من شدة هيامه او اغراقه في ذلك الهوى وهو في وهو في ذلك مذموم ولا شك لكن مراد شيخ الاسلام انه قد يكون بعضهم قال ذلك لا يقصد ذات هذه الكلمات او ذات هذه الالفاظ وانما غلب عليه اه نوع من سكر الهوى فجاءت مثل هذه الكلمات ولهذا يستغفر بعضهم من ذلك ويندم على قوله له. قال ومثل هذا قد يصدر في حال سكر وغلبة وفناء فيها تمييز الانسان او يضعف حتى لا يدري ما قال حتى لا يدري ما قال والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر في الحديث ان الرجل يقول الكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا فالكلمات الخطيرة الاثمة التي تجني على عقائد الناس وعلى اديانهم وعلى عباداتهم وعلى تجرؤهم على مقام رب العالمين سبحانه وتعالى لا شك انها في غاية الخطورة الاثم والتجني والتعدي ولكن شيخ الاسلام يشير الى اسبابه والبواعث التي قد تنشأ فيها مثل هذه الاقوال قال والسكر هو لذة مع عدم تمييز. سواء كان سكر الخمر او سكر الهوى ولهذا كان بين هؤلاء من اذا صحى استغفر من ذلك الكلام. من اذا صحى استغفر من ذلك الكلام وسكر الخمر يجعل الانسان يجعل الانسان يفعل امورا يقول كلاما اذا صحى من سكره واخبر به ندم ندم على ذلك واسف على صدوره منه او فعله له. ولربما بعضهم يتوب من الخمر بسبب ما يذكر له انه كان يفعله مثل احدهم قيل له رأيناك في الليل ليلة الرابع عشر فاقفز عاليا وتمد يدك تقول اريد ان امسك القمر والناس يرونك ويضحكون لما اخبر بذلك لما اخبر بذلك ندم انه يتعاطى شيئا يجعله يصل بمثل هذه الحال يكون اضحوكة الناس وهذه مثال من الاف الامثلة لما يقع من المخمور من تصرفات واعمال بسبب سكره وكذلك سكر الهواء يجر الانسان الى اقوال وافعال من هذا القبيل واسوأ قد يكون فيها تعدي على مقام رب العالمين او دعاوى باطلة او كلمات جائرة قال والذين توسعوا من الشيوخ في سماع القصائد المتضمنة للحب والشوق واللوم والعدل والغرام كان هذا اصل مقصده كان هذا اصل مقصدهم الذين توسعوا من الشيوخ في سماع القصائد المتضمنة للحب والشوق والعدل والغرام كان هذا اصل مقصده اصل مقصدهم ان يزداد يزداد عمق الحب في في في نفسه لكن ازدياد عمق الحب مثل ما سبق بدون خشية وبدون خوف بدون عناية بمقامات الدين الاخرى ينشأ عنها مثل هذه الامور والقصائد والشعر الانشاد مع ما قد يضاف اليها اعتنى بها من قديم الطرقية والسلف حذروا منها حتى ان ابن تيمية رحمه الله تعالى ذكر له رجل يتوب الناس بالاناشيد يتوب الناس بالاناشيد يعني يأتي الى العصاة فيأتي باناشيد آآ بصوت معين وبطريقة معينة اه مادة ايظا وموظوعات معينة فيتأثرون قال هذا رجل مبتدع او صاحب بدعة واخذ يفصل رحمه الله في التحذير من ذلك والناس في زماننا توسعوا كثيرا في هذا الباب راجت عندهم حتى ان بعض القصائد التي لا تعرف الا عند اه الطرقية دخلت على الناس من هذا الباب ولا شك ان مثل هذه القصائد عندما تكون هي مادة الانسان التي يتلقى عنها تنشأ تنشأ عنده اعمال او تصرفات مبنية المصدر الذي هو يتلقى عنه. بخلاف ذاك الذي يتلقى عن القرآن والسنة فيكتسب وسكون وهدوء وادب وخلق وغير ذلك من المعاني التي لا يحصلها اولئك ولا يصلون الى قريبا منها قال ولهذا انزل الله للمحبة محنة ان المحبة مثل ما سبق الاشارة كل يدعيها وكل ينسبها الى نفسه فانزل الله للمحبة محنة يمتحن بها المحب انزل للمحبة محنة يمتحن بها المحب اي انزل اية ابتلاء يبتلي فيها المحب يعني من يدعي المحبة ومن يزعمها يختبر نفسه في ضوء الاية. وهي قول الله تعالى ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله اهل العلم يسمون هذه الاية اية المحنة ويسمونها اية الامتحان والمعنى ان من ادعى المحبة ليمتحن نفسه في ضوئها وفي ضوء العلامة التي ذكرت فيها فاتبعوني هذه هي العلامة العلامة لصدق المحبة اتباع النبي عليه الصلاة والسلام. اما ذاك الذي تجاوز الحدود باسم المحبة او ظيع الحقوق باسم المحبة او ادعى الدعاوى الباطلة باسم المحبة ليست محبته صادقة لان المحبة الصادقة هي التي لها هذه العلامة. فاتبعوني يحببكم الله انتبه اذا لكلام شيخ الاسلام تعليقا على الاية قال فلا يكون محبا لله الا من يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام عظيم جدا قال فلا يكون محبا لله الا من يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يكون محبا لله حتى وان ادعها لان الامر ليس بالادهاد مر معنا قول الله تعالى في شأن اليهود انهم قالوا نحن ابناء الله واحباؤه نحن ابناء الله واحباءه فالمحبة كل يدعيها من طريف ما مر علي في هذا الباب يقولون في البرازيل الدولة المعروفة ان الشعب يقولون نحن شعب حبيب الى الله ونحن شعب حبيب الى الله والدليل يقولون اننا دائما نفوز في كرة القدم والدليل اننا نفوز بكرة القدم نحن شعب حبيب الى الله وكفر وفجور وفسق وضياع ولا شيء عندهم من دين الله ويدعون دعوة المحبة امرها سهل على كل سهل فاجر وفاسق وكافر قل ما شئت ويقول انا حبيبي الى الله سهلة جدا على كل انسان لكن الدعاوى اذا لم يقم عليها بينات اهلها ادعيان فاذا هذه الاية علامة هذه الاية علامة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني اتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم يقول شيخ الاسلام فلا يكون محبا لله الا من يتبع رسوله. صلى الله عليه وسلم وطاعة الرسول ومتابعته بتحقيق العبودية طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحقيق ومتابعته تحقيق العبودية. الذي يطيع الرسول عليه الصلاة والسلام ويفعل ما امر به هذه هي العبودية العبودية لله تقوم على اصلي سبق بيانهما الاخلاص المعبود المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فالعبودية هي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومتابعته ويدخل تحت قوله طاعة الرسول ومتابعته الاخلاص لان اعظم ما دعا اليه صلى الله عليه وسلم الاخلاص فالعبودية هي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومتابعته. هذا هو تحقيقها وكثير ممن ممن يدعي المحبة يخرج عن شريعته وعن سنته يدعي المحبة ويخرج عن شريعته وسنته. ويدعي من الخيالات ما لا يتسع هذا الموضع لذكره ابن تيمية رحمه الله تعالى يعرف عن هؤلاء الشيء الكثير طلع على كتبهم وحصلت ايضا بينه وبينهم مناظرات ومباحثات فيعرف عنهم الشيء الكثير رحمه الله يقول ما لا يتسع هذا الموضع لذكره؟ حتى قد يظن احدهم سقوط الامر وتحليل الحرام له سقوط الامر وتحليل الحرام له يدعي ذلك ويظن ذلك لنفسه بناء على ماذا بناء بناء على ما يتوهمه من نفسه من علو مقام في المحبة وتحقيقا للمحبة وغير ذلك مما فيه مخالفة مخالفة شريعة الرسول وسنته وطاعته بل قد جعل محبة الله ومحبة رسوله اقرأ ما عندك بل قد جعل الله اساس محبته ومحبة رسوله الجهاد في سبيله. نعم. بل بل قد جعل الله اساس محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم الجهاد في سبيله يوضح رحمه الله يقول والجهاد يتضمن كمال محبة ما امر الله به وكمال بغظ ما نهى الله عنه المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله. كما جاء بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد يتضمن كمال محبة ما امر الله به وكمال بغض ما نهى الله عنه. ولهذا قال في وصفي في وصفه من في وصفه من يحبهم ويحبونه قال اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله. نعم قال رحمه الله ولهذا كانت محبة هذه الامة لله اكمل من محبة من قبلها وعبوديتهم لله اكمل من من قبلهم واكمل هذه الامة في ذلك هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ومن كان بهم اشبه كان ذلك فيه اكمل اين هذا من قوم يدعون المحبة وفي كلام بعض الشيوخ المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد المحبوب وارادوا ان الكون كله قد اراد الله وجوده. فظنوا ان كمال المحبة ان يحب العبد كل شيء. حتى الكفر والفسوق والعصيان ولا يمكن احدا ان يحب كل موجود بل يحب ما يلائمه وينفعه ويبغض ما ينافيه ويضره ولكن استفادوا بهذا الضلال اتباع اهوائهم. ثم زادهم انغماسا في اهوائهم وشهواتهم. فهم يحبون ما يهوونه الصور والرئاسة وفضول المال والبدع المضلة زاعمين ان هذا من محبة الله ومن محبة الله بغض ما يبغضه الله ما يبغضه الله ورسوله وجهاد اهله بالنفس والمال واصل ضلالهم هذه ليست عندنا الجملة الاخيرة واسقط ظلالهم واصل ضلالهم ان هذا القائل الذي قال ان المحبة نار تحرق ما سوى مراد المحبوب قصد بمراد الله تعالى الارادة الكونية في كل الموجودات اما لو قال مؤمن بالله وكتبه ورسله هذه المقالة فانه يقصد الارادة الدينية الشرعية كذا في معك والذي عندي واصل ضلالهم ان هذا القائل الذي قال ان المحبة نار تحرق ما سوى مراد المحبوب قصد بمراد الله تعالى الارادة الدينية الشرعية التي هي بمعنى محبته ورضاه فكأنه قال تحرق من القلب ما سوى المحبوب لله وهذا معنى صحيح نعم اعد القراءة واصله قال رحمه الله واصل ضلالهم ان هذا القائل الذي قال ان المحبة نار تحرق ما سوى مراد المحبوب قصد الله تعالى الارادة الكونية في كل الموجودات اما لو قال مؤمن بالله وكتبه ورسله هذه المقالة فانه يقصد الارادة الدينية الشرعية التي هي بمعنى محبته ورضاه. فكأنه قال تحرق من القلب ما المحبوب لله وهذا معنى صحيح هذا فكأنه قال يعني يقوي ان الاصعب ما عندنا في نسختنا يعني من ينسبون اليه او يرفضون عن هذه المقالة ما قصد هذا المعنى الذي فهموك وانما قصد الارادة الشرعية والارادة كونية وشرعية يأتي الحديث عن ذلك نعم قال رحمه الله وهذا معنى صحيح فان من تمام الحب لله الا تحب الا ما يحبه الله. فاذا احببت ما لا يحب كانت المحبة ناقصة واما قضاؤه وقدره فهو يبغضه ويكرهه ويسخطه وينهى عنه فان لم اوافق فان لم اوافقه في بغضه وكراهته وسخطه لم اكن محبا له بل محبا لما يبغضه فاتباع هذه الشريعة والقيام بالجهاد بها من اعظم الفروق بين اهل المحبة بين اهل محبة الله واوليائه الذين يحبهم ويحبونه وبين من يدعي محبة الله ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعظ البدع المخالفة لشريعته. ويبقى اعد من بعد قوله وهذا معنى صحيح قال رحمه الله وهذا معنى صحيح. فان من تمام الحب لله الا تحب الا ما يحبه الله. في النسخ هكذا وهذا معنى صحيح فان وان فان قال ايوة مم طيب اعد وهذا معنى صحيح فان قال رحمه الله وهذا معنى صحيح فان من تمام الحب لله الا تحب الا ما يحبه الله فاذا احببت ما لا يحب كانت المحبة ناقصة واما قضاؤه وقدره فهو يبغضه ويكرهه ويسخط ويسخطه. وينهى عنه فان لم اوافقه في بغضه وكراهته وسخطه لم اكن محبا له بل محبا لما يبغضه فاتباع هذه الشريعة والقيام بالجهاد بها من اعظم الفروق بين اهل محبة الله واوليائه. الذين يحبهم ويحبونه وبين من يدعي محبة الله ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعض البدع المخالفة لشريعته فان دعوى هذه المحبة لله من جنس دعوى اليهود والنصارى المحبة لله بل قد تكون دعوة هؤلاء شرا من دعوى اليهود والنصارى لما فيهم من النفاق. الذين هم به في الدرك الاسفل من النار. كما قد تكون دعوى اليهود والنصارى شرا من دعواهم اذ لم يصلوا الى مثل كفرهم وفي التوراة والانجيل من الترغيب في محبة الله ما هم متفقون عليه حتى ان ذلك عندهم اعظم وصايا الناموس ففي الانجيل لان المسيح قال اعظم وصايا المسيح ان تحب الله بكل قلبك وعقلك ونفسك والنصارى يدعون قيامهم بهذه المحبة وان ما هم فيه من الزهد والعبادة هو من ذلك وهم وهم براء من محبة الله اذ لم يتبعوا ما احبه بل اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم والله يبغض الكافرين ويمقتهم ويلعنهم. وهو سبحانه يحب من يحبه. لا يمكن ان يكون العبد محبا لله والله تعالى غير محب له بل بقدر بقدر محبة العبد لربه يكون حب الله له. وان كان جزاء الله لعبده اعظم كما في الحديث الصحيح الالهي عن الله تعالى انه قال من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب والي ذراعا تقربت اليه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة وقد اخبر الله سبحانه انه يحب المتقين والمحسنين والصابرين ويحب التوابين ويحب المتطهرين. بل هو يحب من فعل ما امر به بل هو يحب من فعل من فعل ما امر به من واجب ومستحب. كما في الحديث الالهي الصحيح لا يزال عبدي تقربوا الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. الحديث وكثير من المخطئين الذين ابتدعوا اشياء في الزهد والعبادة وقعوا في بعض ما وقع فيه النصارى. من دعوى المحبة لله مع مخالفته وترك المجاهدة في سبيله ونحو ذلك ويتمسكون في الدين الذي يتقربون به الى الله بنحو ما ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها ولو صدق لم يكن قائلها معصوما فيجعلون متبوعيهم شارعين لهم دينا جعل النصارى قسيسيهم ورهبانهم شارعين لهم دينا ثم انهم ينتقصون العبودية ويدعون ان الخاصة يتعدونها كما يدعي النصارى في المسيح والقساوسة ويثبتون لخاصتهم من المشاركة في الله من جنس ما تثبته النصارى في المسيح وامه الى انواع اخر يطول شرحها في هذا الموضع نعم يقول رحمه الله ولهذا كانت محبة هذه الامة لله جل وعلا اكمل من محبة من قبلها اي لما اكرمهم الله سبحانه وتعالى به من اتباع للرسول عليه الصلاة والسلام واستمساكا بهديه وسيرا على نهجه فكانوا كما اخبر الله خير امة اخرجت للناس وفي الحديث خير الناس قبلي قال وعبوديتهم لله اكمل من عبودية من قبلهم وعبوديتهم لله اكمل من عبوديتهم من قبلهم لان كمال اتباعهم للرسول عليه الصلاة والسلام اكمل من حال من قبلهم في اتباع رسلهم ولهذا شهد الله لهم بالخيرية وشهد لهم رسوله عليه الصلاة والسلام بها قال واكمل هذه الامة في ذلك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وشيخ الاسلام رحمه الله يريد بهذا التدرج الذي سمعتموه ان يصل الى تقرير امر جليل للغاية في باب العبودية الا وهو ان يعرف في هذا الباب مقام الصحابة وما كان عليه الصحابة وان يحذر الانسان من الدعاوى التي نشأت بعدهم والمحدثات التي اوجدت بعدهم فان كل تلك المحدثات هي في الحقيقة شر وقى الله اصحابه منه وليس خيرا لم يعرفه الصحابة فعرفه من بعدهم. ليتنبه لذلك هو في الحقيقة شر وقى الله اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منه. وليس خيرا جهله الصحابة وعرفه هؤلاء الذين جاءوا من بعده فيخلص المسلم من هذا الى فائدة ثمينة جليلة للغاية الا وهي ان كل عبادة يتعبد لله بها لم تكن موجودة في عهد الصحابة ليست من دين الله لان الصحابة خير امة خير الصحابة من خير امة اخرجت للناس وهم خير هذه الامة واكملهم عبودية لله ولهذا قال مالك رحمه الله كلمته العظيمة ما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون دينا الى قيام الساعة ما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه لن يكون دينا الى قيام الساعة ولهذا كل مدعي يطالب عندما يقول هذا عمل جيد او عمل فاضل او غير ذلك يقال له اخرج لنا النص والاثر ان الصحابة فعلوا ذلك فان لم يكونوا قد فعلوه فالامر كما قال السلف من لم يسعه ما وسع الصحابة لوسع الله عليهم من لم يسع مما وسع الصحابة لوسع الله عليه. يسعنا ما وسع اصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام واستمع الان الى كلمة شيخ الاسلام الجليلة. والله كلمة عظيمة احفظوها وحافظوا عليها. يقول رحمه الله هذا التدرج بالبيان قال ومن كان بهم اشبه كان ذلك فيه اكمل لما بين مقام الصحابة ومنزلتهم العلية قال ومن كان يعني ممن جاء بعدهم ومن كان بهم يعني بالصحابة اشبه كان فيه اكمل وهذي قاعدة في هذا الباب ان العبد كل ما كان اعظم تباعا وتأسيا وتشبها بالصحابة كان ذلك اكمل في العبودية كان ذلك فيه اكمل يعني العبودية لله سبحانه وتعالى ومن كان على الاثر كما قال السلف فهو على الطريق. ان كان على الاثر اثر الصحابة وجادتهم رظي الله عنهم وارضاهم فهو على الطريق قال ومن كان بهم اي باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اشبه كان ذلك فيه اكمل. ذلك اشارة هنا بقول ذلك للعبودية. والتعبد لله كان ذلك فيه اكمل اذا ماذا يقابل ذلك من كان ذلك من كان بهم اشبه كان ذلك فيه اكمل ممكن نقول ومن كان عن هذه الابعد من كان عن هدي ابعد كان ذلك فيه انقص اي دلالا على نقص دينه ووهاء ايمانه وبعده لما اشار الى مقام الصحابة العلي في الحب حب الله وتحقيقه له. قال فاين هذا؟ من قوم يدعون المحبة فاين هذا من كلام قوم يدعون المحبة؟ وكلام بعض الشيوخ اقرأ ما عندك وفي كلام بعض الشيوخ لا فاين فاين هذا من قوم يدعون المحبة وفي كلام بعض الشيوخ المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد محبوب. نعم. قال فاين هذا من قوم يدعون المحبة واشار الى نماذج من هؤلاء اصحاب هذه الدعاوى ثم يشير الى ايضا شيء من هذا القبيل يقول وفي آآ كلامي بعض الشيوخ المحبة المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد المحبوب في كلام بعض الشيوخ المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد المحروم وارادوا يعني هؤلاء القوم الذين يدعون المحبة ارادوا ان الكون كله هكذا فهموا في كلمة بعض الشيوخ ارادوا ان الكون كله قد ارادة الله اراد الله وجوده قالوا من كلام بعض الشيوخ ان المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد المحبوب قالوا والكون اراده الله كله اراده الله كله اي ماذا كون وقدرا لكن آآ الذي قال تلك الكلمة ما اراد الارادة الكونية وانما انا اراد الارادة الشرعية كما سيأتي توضيح ذلك عند شيخ الاسلام تابع الكلام يقول فاين هذا من قوم يدعون المحبة وبين يعني معترضتين وفي كلام بعض الشيوخ المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد محبوب وارادوا يعني هنا الذين يدعون المحبة ان الكون كله قد اراد الله وجوده فظنوا ان كمال المحبة ان يحب العبد كل شيء لان الله اراد انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. هذه الارادة الكونية القدرية الارادة الكونية القدرية قالوا والمحبة نار في القلب تحرق كل شيء سوى مراد المحبوب والكون كله مراد لله. اذا نتيجة هذا ماذا فهمهم؟ ما هو فهم للمحبة ان يحب كل شيء في الكون يحب الكفر يحب الفجور يحب الفسوق يحب الفواحش يحب المحرمات كل شيء موجود في الكون آآ يحبه لانه مراد المحبوب وارادوا ان الكون كله قد اراد الله وجوده فظنوا ان كمال المحبة ان يحب العبد كل كل شيء حتى الكفر والفسوق والعصيان هذا الذي قاله دعوة هؤلاء انفسهم هل هو امر فعلا واقعي عملي عندهم تطبيقي في كل شيء يعني الان هم لما قعدوا هذه القاعدة وفهموا هذا الفهم وان كل شيء اراده كونا وقدرا فهو يحبه جعلوا الارادة الكونية ملازمة للمحبة وهذا كلام باطل فبنوا على ذلك ان يحب كل شيء في الكون من حيث الواقع العملي لهؤلاء هل هم كل شيء في الكون يحبونه يقول ابن تيمية ولا يمكن احد ان يحب كل موجود ولا يمكن احد ان يحب كل موجود يعني هذه دعوة يركبها هؤلاء ليصلوا الى مآرب لهم اما عند عندما يمحص هؤلاء يجد فعلا ان في اشياء لا يحبونه لا يحبونها خاصة الاشياء التي تمسهم هم انفسهم بنوع من الاذى لو سطى عليه او اعتدى عليه او آآ اضر به او باشياء من حقوقه هل يحب ذلك ما يحبها وتنتقض عنده القاعدة التي قررها قال ولا يمكن احدا ان يحب كل موجود بل يحب ما يلائمه وينفعه ويبغض ما ينافيه ويضره اذا ماذا ما هو مأربهم بتلك القاعدة التي قعدوها. ما هو مأربهم بتلك القاعدة التي قعدوها؟ يقول ولكن استفادوا بهذا الضلال اتباع اهواه استفادوا بهذا الضلال استفادوا بهذا التقعيد وهذا التأصيل اتباع اهوائهم فكل شيء يهونه من البدع واريد منهم ان يحتجوا له اصبح الاحتجاج ما يحتاج الى وقت ولا الى جهد اذا قيل لها هات الدليل ايش يقول في كل باطل يفعل كل مارس كل هوى تهواه نفسه ويميل اليه قيل له هات الدليل. ماذا يقول يقول يكفي دليلا ان الله اراده كونه ما احتاج اقول دليل ما دام ان الله اراد كونا يكفي لكن لو قال له من يحدثه وهل الان لو صفعتك على وجهك حتى تسقط على قفاك تحب ذلك واعتذر لك قل هذا شيء اراده الله كونا وقع كما اراد هل تقبل بذلك فاذا هم دعوة لا يطبقونها الا في الملائم. يعني الاشياء الذي يلائم اهوائهم يوافق اهواءهم يطبقونه. وما سوى ذلك وهذا من اكبر الدلائل على بطلان العقيدة عندما تكون متناقضة عند صاحبها. في مقام يثبتها وفي مقام لا في يعملها وفي مقام لا يعملها قال ولكن استفادوا بهذا الضلال اتباع اهوائهم. فهم يحبون ما يهوونه. في الصور والرئاسة وفضول المال والبدع مظلة زاعمين ان هذا من محبة الله زاعمين ان هذا المحبة لنا يعني الله ارادها كونا اذا يحبها الله ارادها كونا اذا يحبها الله ومن محبة الله اقرأ زاعمين ان هذا من محبة الله ومن محبة الله بغض ما يبغضه الله ورسوله زاعمين ان هذا من محبة الله ومن محبة الله بغض ما يبغضه الله ورسوله وجهاد اهله بالنفس والمال. نعم. يعني ابن تيمية رحمه الله يا ايها يبين ان هذا القول الذي يقوله فاسد. لان من محبة الله بغض ما يبغضه الله ورسوله وجهاد اهله بالنفس والمال وسيبين ذلك لاحقا رحمه الله تعالى قال واصل ضلالهم ان هذا القائل الذي قال ان المحبة نار تحرق ما سوى مراد المحبوب قصد بمراد الله الارادة الدينية الشرعية قصد بمراد الله الارادة الدينية الشرعية التي بمعنى محبته فكأنه قال تحرق من القلب ما سوى المحبوب لله ما سوى المحبوب لله فكأنه قال تحرق من القلب ما سوى المحبوب لله لان الارادة الدينية الشرعية مرادفة للمحبة لا يريد تبارك وتعالى شرعا ودينا الا ما يحب اما الذي يريد كونا وقدرا قد يريد كونا وقدرا ما لا يحب مثل الكفر والشرك وغير ذلك من الامور التي ارادها كونه وقدره لكن لا يحبها ولا يرضى لعباده الكفر فهو لا يحبه ويبغض الكافرين كبر مقتا عند الله امور كثيرة تدل على ان الله يبغض ذلك ولا يحبه. جاء صريحا بالقرآن مع انه وارادها كونا وقدرا اذا اصل ضلال هؤلاء ان هذا القائل الذي قال ان المحبة نار تحرق ما سوى مراد فالمحبوب قصد بمراد الله الارادة الشرعية الدينية التي بمعنى محبته ورضاه فكأنه قال تحرق من القلب ما سوى المحبوب لله قال وهذا معنى صحيح هذا معنى صحيح المحبة نار المحبة نار تكون في قلب المحب تحرق من القلب كل شيء سوى المحبوب لله هذا كلام صحيح. بمعنى ان المحبة لله الصادقة اذا وجدت فعلا في القلب اذهبت عن القلب وطردت عن القلب كل امر الا امرا يحبه الله واضح الا امرا يحبه الله سبحانه وتعالى فان قال فان قال من تمام الحب الا يحب الا ما يحب الله من تمام الحب ان لا يحب الا ما يحب الله فاذا احببت المحبوب كانت المحبة ناقصة فاذا احببت او احببت المحبوب كانت المحبة ناقصة واما قضاؤه وقدره فهو يبغضه ويكرهه ويسخطه وينهى عنه فان لم اوافقه في بغضه وكراهته وسخطه لم اكن محبا له بل محبا لما يبغضه هكذا في النسخة التي معي اقرأ لي مرة ثانية ما عندك قال رحمه الله وهذا معنى صحيح فان من تمام الحب لله الا تحب الا ما يحبه الله فاذا احببت ما لا يحب كانت المحبة ناقصة واما قضاؤه وقدره فهو يبغضه ويكرهه ويسخطه وينهى عنه فان لم اوافقه في بغضه وكراهته وسخطه لم اكن محبا له بل محبا لما يبغضه. نعم هذا الكلام اه واضح يعني في اه لما قال وهذا معنى صحيح اخذ يوضح ذلك رحمه الله تعالى بقوله وهذا معنى صحيح فان من تمام اه المحبة اعطني نسختك نعم لما بين رحمه الله ان هذا معنى صحيح وضحه بقوله فان من تمام الحب لله الا تحب الا ما يحب الله فاذا احببت ما لا يحب كانت المحبة ناقصة واما قضاؤه وقدره او يبغضه ويكرهه ويسخطه يعني قضاؤه بما اشير اليه سابقا الكفر والفسوق ونحو ذلك قضاه بهذه الاشياء القضاء الكوني فهو يبغضه ويكرهه ويسخطه وينهى عنه فان لم اوافقه في بغضه كراهته وسخطه لم اكن محبا له. بل محبا لما يبغضه فاذا هذا كلام عظيم جدا في توضيح هذا الامر وبيان ان المحبة اذا قيل عنها انها نار تحرق ما سوى مراد المحبوب وقصد بذلك آآ ان يحب ما يحبه المحبوب ويبغض ما يبغضه فهذا معنى صحيح مثل ما وضح رحمه الله تعالى ثم استمر في البيان قال فاتباع الشريعة والقيام بالجهاد من اعظم الفروق بين اهل محبة الله اتباع الشريعة والقيام بالجهاد من اعظم الفروق بين اهل محبة الله واوليائه الذين يحبهم ويحبونه وبين من يدعي محبته الله ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعظ البدع المخالفة للشريعة هذا الان فرقان وابن تيمية رحمه الله له كتاب عظيم في هذا الباب باب الفرقان الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان ترون فيه بسطا للفروقات فهذا فرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان قد يكون فصل رحمه الله في كتابه الفرقان فيقول فاتباع الشريعة والقيام بالجهاد من اعظم الفروق بين اهل محبة الله واولياءه الذين يحبهم ويحبونه وبين من يدعي محبته الله ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعظ البدع المخالفة لشريعته لانها اشار في اكثر من موضع انهم على قسمين قسم ينظر الى عموم الربوبية ويبني عليه ان هذا امر قدره الله كونا واوجده وقضاه فلا يقضي كونا الا بما يحب اذا انا اكون قد وافقته في محبوبة الذي هو مراده الكون القدري وانا اجري في ما اراده وفي مراده فبعض من هذا الباب والاخر لا يدخل في اتباعه لبعض البدع المخالفة لشريعته و يزعم انه انه يمارسها من تمام محبته لله فان دعوة هذه المحبة لله التي بهذا الفهم دعوة المحبة لله هي من جنس دعوة اليهود والنصارى المحبة لله بل قد تكون دعوة هؤلاء شرا من دعوى اليهود والنصارى شرا من دعوى اليهود والنصارى لما فيهم من النفاق الذي الذين هم به في الدرك الاسفل من النار. كما قد تكون دعوة اليهود والنصارى شرا من دعواهم اذا لم يصلوا الى مثل كفرهم وهذا ايضا من انصافه وتحريه رحمه الله تعالى في تقريراته قال وفي التوراة والانجيل من محبة الله من تقرير محبة الله ما هم متفقون عليه حتى ان ذلك عندهم اعظى اعظم الوصايا الناموس اي اعظم وصايا الوحي ففي الانجيل ان المسيح قال اعظم وصايا المسيح ان تحب الله بكل قلبك وعقلك ونفسك انت تسمع هذا الكلام لكن الواقع العملي التطبيقي لهذه المحبة ضلال وانحراف ورهبانية ابتدعوها وضلالات ما لها حد والنصارى يدعون قيامهم بهذه المحبة وان ما هم فيه من الزهد والعبادة هو من ذلك وهم براء من محبة الله لماذا؟ اذ لم يتبعوا ما احبه بل اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم ثم بيان اخر للامر يقول والله يبغض الكافرين ويمقتهم ويلعنهم وهو سبحانه يحب من يحبه. لا يمكن ان يكون العبد محبا لله والله تعالى غير محبا له لا يمكن للعبد ان يكون محبا لله والله غير محبا له فهؤلاء يدعون انهم محبين لله لو كان حبهم لله صادقا لاحبهم الله لكن لما كان حبهم لله مجرد دعوة لم يحبهم الله بل يبغضهم ويلعنهم يمقتهم وتوعد بانه سيدخلهما النار وهم يقول نحن ابناء الله واحباؤه فانتبه لهذا يقول والله يبغض الكافرين ويمقتهم. يبغض الكافرين ويمقتهم ويلعنهم وهو سبحانه يحب من يحبه لا يمكن ان يكون الاب محبا لله والله تعالى غير محب له بل بقدر محبة العبد لربه يكون حب الله له وان كان جزاء الله لعبده اعظم. وان كان جزاء الله لعبده اعظم. كما في الحديث الصحيح الالهي عن الله تعالى انه قال من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. هذا في سعة فظل الله سبحانه وتعالى ومنه على عبده المحب له المقبل عليه المتقرب اليه سبحانه بما يحب وقد اخبر سبحانه انه يحب المتقين والمحسنين والصابرين ويحب التوابين ويحب المتطهرين بل هو يحب من فعل ما امر به ما امر به من واجب ومستحب كما في الحديث الصحيح لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل ايظا قبله قال ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصروا به وهذا الحديث يعرف بحديث الولي لان فيه البيان من هم اولياء الله في بيان من هم اولياء الله؟ اوله قال الله من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبك. فدل الحديث على ان اولياء الله على درجتين الدرجة الاولى الذين يفعلون الفرائض والواجبات ويتجنبون المحرمات. فهؤلاء اولياء لله ثم الدرجة الثانية وهي اعلى من درجة هؤلاء وهي اضافة الى التقرب الى الله بفعل الواجب وترك المحرم المنافسة في والمستحبات واليهم الاشارة بقوله ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني ولئن استعاذ بي لاعيذنه قال وكثير من المخطئين الذين اتبعوا او ابتدعوا اشياء في الزهد والعبادة وقعوا في بعض ما وقع فيه النصارى من دعوى المحبة لله مع مخالفة شريعته وترك المجاهدة في سبيله ونحو ذلك. حتى انني قرأت مرة لاحدهم يستدل على جواز المولد والاحتفال به يقول ولئن كان ولئن كان اهل الصليب اتخذوا يوم مولدي نبيهم عيدا اكبر فالمسلمون اولى بالتكريم واجدر متفق عليه هذا دليل ولان كان هذا الصليب ولئن كان اهل الصليب اتخذوا مولد يوم مولد نبي عيدا اكبر فالمسلمون اولى بالتكريم واجدهم وفي الحديث لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وعند القائل انه جاء بدليل قاطع وفيصل في الموظوع وهو في الحقيقة دليل على ان مثل هذه الاعمال انما دخلت على اه بعظ المسلمين من باب التشبه قال وكثير من المخطئين الذين اتبعوا اشياء في الزهد والعبادة وقعوا في بعض ما وقع فيه النصارى من دعوى المحبة لله مع مخالفة شريعته وترك المجاهدة في سبيله ونحو ذلك ويتمسكون في الدين الذي يتقربون به الى الله بنحو ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها يعني اذا طولب احدهم بدليل على الاعمال التي يتقرب الى الله بها وهي ليست من دين الله بماذا يستدل تجد بعضهم يستدل بحكايات او اخر يستدل بتجارب او يستدل بمنامات واشياء من هذا القبيل فيستدلون من الكلام المتشابه والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها ولو صدقة لم يكن قائل وهو معصوما لو صدق يعني لو انه ثبت صحة نسبتها الى قائل معين فكل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر صلوات الله وسلامه عليه كما هي كلمة الامام مالك ابن انس رحمه الله فيجعلون متبوعيهم شارعين لهم دينا كما جعل النصارى قسيسيهم ورهبانهم شارعين لهم دينا وتصبح كلمة آآ الشيخ او المتبوع هي النص هي النص ابن تيمية رحمه الله له كلمة جميلة جدا يقول فيها كل يستدل لقوله لا به كل يستدل لقوله لا به الا الله ورسوله كل يستدل لقوله يعني اذا قال قائل قولا لا يكون قوله الدليل لا يكون قوله الدليل الا قول الله وقول رسوله عليه الصلاة والسلام فهذا هو الدليل لكن كل قائد يستدل لقوله يعني يبحث دليل عن قوله فان وجد دليل على قوله اخذ به ولهذا ينقل عن ابي حنيفة رحمه الله تعالى انه قال لا يحل لاحد ان يأخذ بقولنا ما لم يعلم دليلنا عليه لا يحل لاحد ان يأخذ بقولنا ما لم يعلم دليلنا عليه والامام الشافعي رحمه الله يقول اذا رأيتم قولي يخالف اه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقول ارض الحائط والامام مالك رحمه الله يقول كل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر يعني رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والامام احمد رحمه الله يقول عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يأخذون برأي فلان وفلان والله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ثم انهم ينتقصون العبودية ثم انهم ينتقصون العبودية ويدعون ان الخاصة يتعدونها يقسمون الناس الى عامة وخاصة والخاصة عندهم يتعدون مقام العبودية العبودية للخاصة اما هم فمقامهم تجاوز العبودية فلا يقومون بشيء من العبودية لله لا فعلا لاوامره ولا تركا لنواهيه ومر معنا انه وسيأتي ايضا في اخر الكتاب يستدلون على ذلك بقوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اليقين يقولون درجة اذا وصل اليها سقطت عنه التكاليف سقطت عنه التكاليف وتكون التكاليف للعامة اما الخاصة الذين بلغوا بزعمهم درجة اليقين تسقط عنهم التكاليف فالعبودية ينتقصونها ويدعون ان الخاصة يتعدونها. كما يدعي النصارى في المسيح وقساوسته ويثبتون للخاصة من المشاركة في في الله من جنس ما تثبته النصارى في المسيح وامه الى انواع اخرى يطول شرحها في هذا الموضع وهذه امثلة يذكرها رحمه الله تعالى يبين من خلالها ان البدع التي سرت في الناس والخرافات التي ما انزل الله بها من سلطان هي حقيقة فيها وجه تشابه بين اصحابها وبين من كانوا قبلنا. من نصارى او يهود او غيرهم مصداقا لقول نبينا عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا. ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وهذا يعني انك جميع ما تسمعه وتقرأه عن الامم التي كانت قبلنا سيقع مثله شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه خص جحر الضب بالذكر لانه يتميز عن غيره من جحور الزواحف بانه جحر متلوي ومعقد عادة الزواحف تحفر حفرة مستقيمة وتنتهي الى عمق معين بينما الظب لا حتى الذي يريد ان يصطاد والضرب مأكول اللحم من يريد ان يصطاده اذا حفر يضيع لان اذا حفر يلتف ويلتف يضيع ما ما يتهيأ له بالحفر ان يصطاد بسهولة بمعنى لو دخلوا اشياء متلوية وفعلوا امور معقدة وطرائق غاية في الفساد فيوجد من يفعل مثلهم نسأل الله ان يحفظنا نسأل الله ان يحفظنا وان يعيذنا من الاهواء والبدع وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي هي معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا بين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. اذكر ايضا صيام التاسع والعاشر غدا وبعد غد الاثنين والثلاثاء اما صيام العاشر فشكر لله سبحانه وتعالى فهو اليوم الذي اهلك الله فيه فرعون وقومه ونجى فيه موسى عليه السلام وقومه. واما صيام التاسع فمخالفة لليهود. كما في صحيح قال عليه الصلاة والسلام لان بقيت الى قابل لاصومن التاسع اي مع العاشر وصيام عاشوراء قال عنه صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه