الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب العبودية وقد جعل الله سبحانه ابراهيم وال ابراهيم ائمة لهؤلاء الحنفاء المخلصين. اهل محبة الله وعبادته واخلاص الدين له كما جعل فرعون وال فرعون ائمة المشركين المتبعين المتبعين اهواءهم قال تعالى في ابراهيم ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين وقال في فرعون وقومه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون. واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة. ويوم القيامة هم من المقبوحين ولهذا يصير اتباع فرعون اولا الى ان لا يميز بينما يحبه الله ويرضاه وبين ما قدر الله وقضاه. بل ينظرون الى المطلقة الشاملة ثم في اخر الامر لا يميزون بين الخالق والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود هذا ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية. والحقيقة فيها معصية بلا طاعة والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا تكليمه لعبده موسى وما ارسله به من الامر والنهي واما ابراهيم وال ابراهيم الحنفاء من الانبياء والمؤمنين بهم فهم يعلمون انه لابد من الفرق بين الخالق والمخلوق. ولا بد من الفرق بين الطاعة والمعصية وان العبد كلما ازداد تحقيقا لهذا الفرق ازدادت محبته لله وعبوديته له وطاعته له واعراضه عن عبادة ومحبة غيره وطاعة غيره الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله سلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لما ذكر رحمه الله تعالى اهل الحق وقولهم وذكر ايضا انحرافات اهل الباطل واقوالهم نبه ان كلا من هؤلاء لهم ائمتهم فاهل الحق لهم ائمة الهدى اقتدوا بهديهم وساروا على نهجهم وتمسكوا خطاهم واهل الباطل لهم ايضا ائمة اهل الباطل والضلال فاهل الحق متبعون لائمة الهدى واهل الباطل متبعون لائمة الباطل والردى قال وقد جعل الله سبحانه ابراهيم وال ابراهيم ائمة للحنفاء المخلصين اي ان كل شخص حنيف ومخلص لله امامه في اخلاصه ابراهيم عليه السلام واسوته ابراهيم قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فالمخلص الحنيف المقبل على الله سبحانه وتعالى امامه في ذلك ابراهيم ومحمد عليه الصلاة والسلام وجميع ائمة الهدى من الانبياء واتباعهم واورد شاهدا لذلك قول الله سبحانه وهبنا له اي لابراهيم اسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا وهذا موضع الشاهد في بيان ان اهل الحق والهدى ائمتهم ابراهيم الخليل وال إبراهيم من كان على سنن الانبياء وطريق الانبياء من ائمة الحق والهدى والامامة في الدين رتبة علية لا تنال الا بالمجاهدة والصبر واليقين كما قال الله سبحانه وتعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون فذكر في الاية اربع علامات عظام لائمة الهدى الهداية اي العمل في طريق الدعوة والتعليم والتوجيه ثم دعوتهم بامر الله ليست بالباطل او بالبدع والاهواء وانما يهدون بامر الله ثم الصبر ثم اليقين فهي اربعة امور صفات تجتمع في ائمة الحق وائمة الهدى فهم دعاة الى الله عز وجل ودعوتهم بامر الله لا بالباطل والاهواء ثم هم اهل صبر واهل يقين فهذه الصفات تجتمع في ائمة الهدى واضدادها تجتمع في ائمة الباطل والردى واورد قول الله سبحانه وجعلنا وجعلناهم اي في فرعون وقومه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون يدعون الى النار فاذا اهل الباطل اتباع الاهواء المردية والشهوات الباطلة لهم ائمة وائمتهم مثل ما ذكر الله عز وجل وجعلناهم ائمة يدعون الى النار فهناك ائمة يدعون الى الجنة وهناك ائمة يدعون الى النار فالذي يحرص على الاخلاص والعبادة لله والاقبال على الله واتباع شرع الله هو مؤتم بائمة الهدى والذي ينحرف في طرائق الباطل وسبل الضلال ايضا له ائمة ولهذا يحشر هؤلاء مع ائمتهم يحشر هؤلاء مع ائمتهم. من يسلك مسالك الباطل يحشر مع يوم القيامة مع ائمة الباطل من يسلك مسالك الباطل يحشر يوم القيامة مع ائمة الباطل لا يحشر مع ائمة الهدى احصروا الذين ظلموا وازواجهم قال عليه الصلاة والسلام في شأن الصلاة من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية بن خلف في هذا الزمان الرجل الذي لا يصلي يحشر مع فرعون مع البعد الزمني بينه وبين فرعون لم يلقه وبينه وبين قرون لكن يحشر معه. لانه مؤتم به مؤتم به حتى وان لم يره يعد اماما له ويحشر معه شاء ام ابى حتى لو قال انا ما اعرف فرعون ولا عندي منه خبر ولا قارون كلهم ما اعرفهم يحشر معهم طالما انه سلك مسالكهم وسار في طرائقهم يحشر معهم فيكون يوم القيامة جنبا الى جنب مع فرعون وهامان وقارون وامية بن خلف وهؤلاء صناديد الكفر هؤلاء الاربعة المسمين في الحديث صناديد الكفر واعمدة الباطل منهم من الهاه عن الحق رئاسته ومنهم من الهاه وزارته ومنهم من الهاه تجارته والمحصل ان اشياء من الدنيا الهتهم عما خلقوا لاجله فمن سار سيرهم وسلك مسلكهم وترك طاعة ربه ومولاه سبحانه وتعالى حشر معهم حصر معهم فاذا اهل الحق ائمتهم ابراهيم وال ابراهيم واهل الباطل ائمتهم فرعون وال فرعون واتباع فرعون ولهذا خذ اللي خذ الامر الذي يوضح لك هذا المعنى جليا في قضية الصلاة كما هو في الحديث في قضية الصلاة قال وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية بن خلف لماذا؟ لان هذا مسلكه وهذا الذي كانوا يدعون اليه بخلاف ائمة الهدى ابراهيم الخليل عليه السلام يقول واجعلني ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريته وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها وكان يأمر اهله بالصلاة هذا شأن ائمة الهدى فالذي يصلي فهو مؤتم بائمة الهدى ابراهيم وال ابراهيم ونبينا عليه الصلاة والسلام والذي لا يصلي ويسلك مسالك الاهواء والباطل والضلال شاء ام ابى يحشر مع ائمة الباطل حتى لو قال انا ما عندي منهم خبر ولا اعرفهم يحشر معهم لان طريقهم واحد ومسلكهم واحد ونهجهم واحد قال ولهذا يصير اتباع فرعون اولا الى انهم لا يميزون بينما يحبه الله ويرضاه وبينما قدره وقضاه ولا يبين رحمه الله التدرج في اتباع فرعون الخطوات التي يخطوها بها يخطوها الشيطان بالانسان ليكون من اتباع فرعون والسائرين على نهجه في الاستكبار والاشراك والانصراف عن عبودية الله سبحانه وتعالى والعلو في الارض والفساد فهذا عبر خطوات قال يصير اتباع فرعون اولا الى انهم لا يميزون بينما يحبه الله ويرضاه وبين ما قدره وقضاه بحيث يقولون هذا كله اراده الله ويخلطون بين الارادة الكونية القدرية والارادة الشرعية الدينية ويجعلون البابين بابا واحدا وان كل ما اراده الله فهو يحبه كل ما اراده الله فهو يحبه سواء اراده كونا او اراده شرعا نعم ما اراده الله شرعا يحبه لكن الاشياء التي ارادها كونا سبحانه وتعالى لا يلزم ان يكون محبا لكل ما اراده كونه. فهناك امور كونية لا يحبها ولا يرضاها وجاءت الدلائل الكثيرة انه يبغض ويمقت ويكره ويسخط ويغضب في ايات كثيرة جدا في اشياء ارادها كونا فهؤلاء خلطوا بين المحبة اه خلطوا بين الارادة الكونية والقدرية الكونية القدرية والارادة الشرعية الدينية فلا يميزون بينما يحبه ويرضاه وبينما قدره وقضاه ولهذا يقول واحد منهم الله قدر الكفر وقدر النفاق وقدر آآ الشرك قدر الظلم قدر هذه الاشياء اذا هو يحبها ولا ضير عليه ان كنت من اهلها فانا اعيش في امر محبوب لله فيمارس انواع الضلال والباطل بهذا الشهود شهود الارادة الكونية القدرية والغفلة عن الارادة الشرعية الدينية قال بل ينظرون الى المشيئة المطلقة الشاملة المشيئة المطلقة الشاملة اي ان كل ما وجد فهو بمشيئة الله فاذا اعماله يعتبرها كلها مرضية لله محبوبة له لانها بمشيئته لانها بمشيئته ثم في اخر الامر تدرج بهم في اخر الامر لا يميزون بين الخالق والمخلوق لا يميزون بين الخالق والمخلوق يتدرج بهم هذا الضلال والالحاد والباطل الى ان يصل به الحال الى ان يميز لا يميز بين الخالق والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود هذا ولهذا يقول قائلهم الرب عبد والعبد رب ما في فرق لا يميز بين ربه ومربوب وعبده معبود وخالق ومخلوق يجعلهما شيئا واحدا ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية الشريعة التي جاءت بها انبياء الله سبحانه وتعالى وبعثت بها رسل الله سبحانه فيها طاعة ومعصية فيها طاعة لله وفيها معصية له ولهذا اتباع الشريعة يوجد عندهم طاعة ويوجد عندهم معصية لان الشريعة حكمت على اعمال بانها طاعات واعمال بانها معاصي واهل الشريعة يعلمون ان هذه طاعات وان هذه معاصي وان هؤلاء مطيعين وان هؤلاء عصاة فالشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها معصية بلا طاعة والحقيقة فيها معصية بلا طاعة والتحقيق الذي هم عليه درجة التي بلغوها شهود آآ الحقيقة الكونية والارادة الكونية والمشيئة الشاملة العامة والغفلة عما سوى ذلك فيها والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية ليس فيه طاعة ولا معصية لان لنا كله جاري مشيئة النافذة العامة فليس فيه طاعة ولا معصية ولا يصح ان يقال مطيعين وعصاة لانهم كلهم وفق الارادة ماضون وفق الارادة قال وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه هذا تحقيق مذهب فرعون قومه ولهذا هم من ائمتهم فرعون ائمتهم فرعون فهذا مذهب فرعون نهاية مذهب فرعون انكار الله وانكار العبودية لله وانكار الخضوع لله وانكار الطاعات وانكار المعاصي كل هذا ينكره توصلوا الى النتيجة الذي وصل اليها فرعون فهو امامهم فهو امامه. ولهذا كل مبطل له ائمة انظر على سبيل المثال انكار المبطلة لعلو الله انكار مبطلة لعلو الله سبحانه وتعالى ونفيهم لذلك وجحدهم ان الله مستو على عرشه من امامهم في ذلك من امامهم في هذا الانكار؟ موسى عليه السلام في جملة ما اخبر به فرعون ان الله في السماء حتى قال له في دعوته كما في سورة الاسراء لقد علمت يا فرعون ما انزل هؤلاء يعني الايات والنزول من اعلى الا رب السماوات وصرح له بعلو الله واستوائه على عرشه ولهذا اعلن جحوده وتكذيبه واستخف بالملأ الذين عنده قال يا هامان ابني لي صرحا يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى لان لان موسى زعم ان الهه في السماء فابن لي صرح يا هامان اي بناء عالي مرتفع جدا اصعد منه الى السماء انظر الى هذا الاله الذي يدعي موسى واني لاظنه كاذبا ففرعون انكر وجحد علو الله وموسى اثبت علو الله سبحانه وتعالى ولهذا قال العلماء من ينكر علو الله فهو فرعوني والذي يثبت علو الله موسوي لان هذا ذاك امام فرعون وهؤلاء ائمتهم موسى والانبياء عموما فكل مبطل له ائمة كل مبطل له ائمة فالذي ينكر علو الله حتى لو ما كان عنده خبر من عقيدة فرعون امام فرعون لانه نهج نهج فرعون في جهد علوا له وانكار علو الله سبحانه وتعالى قال وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا الخالق وانكروا تكليمه لعبده موسى وما ارسله به من الامر والنهي وايضا هؤلاء محصل قولهم ذلك ونتيجته ذلك قال واما ابراهيم وال ابراهيم الحنفاء الانبياء فهم يعلمون انه لابد من الفرق بين الخالق والمخلوق وبين الطاعة والمعصية ان العبد كلما ازداد تحقيقا اي للعبودية ازدادت محبته لله وعبوديته له وطاعته له واعراضه عن عبادة غيره ومحبة غيره وطاعة غيره نعم قال رحمه الله وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله وبين خلقه والخليل يقول افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى. مثال ذلك اسم الفناء فان الفناء ثلاثة انواع نوع للكاملين من الانبياء والاولياء ونوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين فاما الاول فهو الفناء عن ارادة ما سوى الله بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا اياه ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب من غيره وهو المعنى الذي يجب ان يقصد بقول الشيخ ابي يزيد حيث قال اريد الا اريد الا ما يريد اي المراد المحبوب المرضي وهو المراد بالارادة الدينية وكمال العبد الا يريد ولا يحب ولا يرظى الا ما اراده الله ورظيه واحبه وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب ولا يحب الا ما يحبه الله كالملائكة والانبياء والصالحين. وهذا معنى قولهم في قوله الا من اتى الله بقلب سليم قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى ارادة الله او مما سوى محبة الله. فالمعنى واحد وهذا المعنى ان سمي فناء او لم يسمى هو اول الاسلام. واخره وباطن الدين وظاهره. نعم يقول رحمه الله وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله وبين بين الله وخلقه يسوونه بين الله وبين خلقه سواء في حقوق الله او في خصائص الله في حقوق الله بان يشركوا مع الله غيره في العبادة والعبادة حق لله سبحانه وتعالى او يسووا بين الله وبين خلقه في خصائص الله التي هي ربوبيته واسماءه وصفاته فيجعلون للمخلوق الناقص من الصفات ما ليس الا لله بل ربما بلغ بهم الامر بالتسوية ان يجعلوا المخلوق والخالق شيئا واحدا ليس هناك رب وعبد وانما هما شيء واحد فيسوون بين المخلوق والخالق. هؤلاء اتباع فرعون هؤلاء اتباع فرعون واتباع ائمة الباطل والضلال. قال اما والخليل عليه السلام يقول افرأيتم ما كنتم تعبدون؟ انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين قول ابراهيم الخليل فانهم عدو لي الا رب العالمين نستفيد منها فائدتان الاولى ان هؤلاء يسوون بين الله وبين معبوداته يسوون بين الله وبين معبوداتهم ولهذا قال لهم عليه السلام افرأيتم ما كنتم تعبدون لو رأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي واستثنى رب العالمين. بمعنى انهم يعبدون رب العالمين في جملة معبوداته فهم يسوون بين الله وبين غيره ولهذا يقولون في النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فاذا الاية تفيد ان هؤلاء عندهم تسوية بين الله وبين خلقه هذي الاولى الفائدة الثانية ان ابراهيم وجميع ائمة الهدى عندهم تفرقة يفرقون بين آآ الله وبين خلقه وبين الحق وبين الضلال وبين التوحيد وبين الكفر كل هذا يفرقون بينه. بخلاف ما هؤلاء الذين يجعلون ذلك كله شيئا واحدة قال ويتمسكون يعني هؤلاء المشركون الضالون يتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ يتمسكون بماذا بالمتشابه من كلام المشايخ. انتبه لهذه الكلمة حتى ايضا تفهم كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاتي المتشابه من كلام المشايخ مثل ماذا؟ قال مثل لفظة الفناء الفناء هذه اللفظة ماذا تكون ليست لفظة جاءت في القرآن ولا في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ولا ايظا جاءت في كلام الصحابة ومن اتبعهم باحسان ليس هناك في القرآن ايات فيها الترغيب في الفناء او الحث على الفناء او الاشادة بالفناء ولا ايظا في احاديث النبي عليه الصلاة والسلام ذكر للفناء وعده منزلة من منازل الصالحين او باب من ابواب الخير لا يوجد ذكر له ولا ايظا في كلام الصحابة ومن اتبعهم باحسان. اين وجدت هذه اللفظة قال رحمه الله يتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ يكون لبعض المشايخ المتأخرين الفاظ انشأوها وعظموها وتكلموا كثيرا بها فيتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ يعني كلمة فيها اشتباه معنى متشابه اي كلمة فيها اشتباه تحتمل معاني عديدة. الكلام المتشابه هو الذي يحتمل معاني يحتمل معنى حق ومعنى باطل ومعنى فاسد فتكون تحتمل معاني عديدة فيتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ ابن تيمية رحمه الله وغيرهم من ائمة اهل العلم لا لا وجود لهذه الالفاظ عندهم في كتبهم عندما يقرر المعتقد الحق والمنهج القويم والصراط المستقيم لا وجود لهذه الالفاظ اطلاقا عندهم ولا يعرجون عليها لكن لما يأتي في هذا في مثل هذا المقام مناقشة هؤلاء والرد عليهم يأتي بهذه الالفاظ في مقام ماذا؟ المناقشة اما الانسان الذي يريد ان يعبد الله ويتقرب الى الله بما شرع لا يحتاج اصلا الى لفظة الفنا هذي ليست لفظة شرعية لا وجود لها في الكتاب ولا في السنة. لكن يذكرها شيخ الاسلام رحمه الله هنا في مقام ماذا مناقشة لانها عند القوم الذين يشير اليهم الذين ظلوا ووقعوا في الباطل ويريد ان يبين الحق يقول يتمسكون بالمتشابه من من كلام المشايخ لو تركوا المتشابه من كلام المشايخ واخذوا المحكم من كلام الله لهدوا الى سواء السبيل والى صراط الله المستقيم يا اخواني اذا كان من يتبع المتشابه في الاية ابتغاء الفتنة وابتغاء الزيغ فهو غالي. في الاية اية ذكر الحكيم فكيف بمن يتبع المتشابه من كلام مشايخ متأخرين لا شأن لهم في الحق ولا وليسوا من اهله ويتبع المتشابه من كلامهم قال واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. ولهذا تراهم يتركون ايات واظحات بالالاف والمئات تقرر حقيقة واظحة كل هذا يتركه ويتمسك بكلام متشابه يقرر به الباطل الذي يميل اليه ويعتقده قال ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى فهم لهم ائمة في اتباع متشابه ائمتهم في ذلك النصارى مثال ذلك اسم الفناء لماذا اورد رحمه الله تعالى اسم الفناء هنا في هذا الكتاب لماذا اورده؟ مثالا لاتباع المشركون الضالون لكلام للمشتبه من كلام المشايخ وتركهم فالمحكم من كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام. اذا اوردها في مقام النقد والرد لكن ابن تيمية رحمه الله رجل ايضا منصف رجل منصف الالفاظ المشتبهة يحللها الالفاظ المشتبهة يحللها وينظر ماذا تحتمل من المعاني؟ وماذا يراد بها من المعاني المعنى الحق يثبت والمعنى الباطل يرد وقاعدة في هذا الباب ان اللفظ المشتبه يوقف عبارة رحمه الله كما في التدميرية قالوا يوقف اللفظ ويفصل في المعنى يوقف اللفظ ويفسر ويفصل في المعنى الالفاظ المستبية يوقف ما عندما نريد ان نتحدث عن عقيدتنا عن ديننا عن ايماننا بربنا لا نأتي بهذه الالفاظ المجملة ولا نعبر بها اطلاقا لكن اذا جئت الى مقام مثلا جئت الى لنفرض مثلا مدرسة قائمة في بلده وقال ماذا قولك في الفناء مثلا يفيدك هنا لما تطلع على كلام شيخ الاسلام تقول اذا كان تريد بالفناء اولا تقول الفنادق كلمة لا وجود لها في الكتاب والسنة ولا في كلام الصحابة لكن اذا كان تريد بالفناء كذا فهو حق واذا كان تريد كذا فهو باطل. تعرف ماذا تحتمل هذه الكلمة المتشابهة من معاني وماذا يراد بها من معاني؟ فيحق الحق ويبطل كالباطل وهذي طريقة الانصاف طريقة الانصاف فقال رحمه الله مثل ذلك مثال ذلك اسم الفناء. فان الفناء ثلاثة انواع فان الفناء ثلاثة انواع نوع للكاملين من الانبياء والاولياء ونوع للقاصرين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين حسب هو يتكلم الان حسب ما تحتمله هذه اللفظة من معنى وما يعبر عنها به من معاني فذكر رحمه الله تعالى ان الفناء ثلاثة انواع ثم سرح هذه الانواع الثلاثة الاول من هذه الانواع قال هو الفناء عما سوى الله الفناء عما سوى الله ويعبر عن هذا النوع بالفناء عن عبادة السواء الفناء عن عبادة السوى ان يفنى عن عبادة سوى الله. ما معنى يفنى عن عبادة سوى الله نحن لفظة لا نحتاجها لكننا الان بصدد تحليل هذه اللفظة وما تحتمله من معاني فقط فالفناء اما سوى اه اه الفناء عما عن عبادة السواء. الفناء عن عبادة السواء او الفناء عن عبادة سوى الله اي ان تكون عبادته كلها لله ان تكون عبادته كلها لله فالفناء عن عبادة السوى او الفناء عما سوى الله بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا الله ولا يتوكل الا عليهم ولا يطلب غيره هذا معنى من المعاني التي يراد بها يراد آآ الفناء او المراد بهذه اللفظة لفظة الفناء فكون الانسان لا يحب الا الله ولا يعبد الا الله ولا يلجأ الا الى الله ما هذا هل توحيد الانبياء والمرسلين؟ ولهذا قال نوع للكاملين من الانبياء والاولياء الذي هو ان لا يعبد الا الله لا يصرف شيء من العبادة الا لله يخلص دينه كله لله سبحانه وتعالى فهذا النوع يعبر عنه فناء فناء عن عبادة السوى اي سوى الله فهو الفناء عما سوى الله بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا الله ان يفنى بعبادة الله عن عبادة كل ما سواه هذا معناه ان يفنى بعبادة الله عن عبادة كل ما سواه يقبل بكليته على الله حبا ورجاء وخضوعا وذلا وطمعا. ويعرض عن كل ما سواه سبحانه وتعالى قال وهو المعنى الذي يجد ان يقصد بقول الشيخ ابي يزيد اي البسطاني اريد الا اريد الا ما يريد اريد الا اريد الا ما يريد قال يحمى الكلام على احسن محمل لانها هذا لفظ ممكن يحمله شخص على الارادة الكونية فيصل الى عقيدة فاسدة مر الحديث عنها. لكن يقول رحمه الله وهو المعنى الذي يجب ان يقصد بقول الشيخ ابي يزيد يجب ان يقصد بقول الشيخ ابي يزيد ان لم يقصد هذا المعنى بقوله اصبح قولا قولا باطلا والمدلول الذي يدل عليه مدلولا باطلا. اريد الا اريد الا ما يريد اريد اي ارغب اريد ارغب الا اريد الا ارغب والا اطلب والا افعل الا ما يريد اي الا ما يريده الله مني شرعا ودينا اي اريد ان اجاهد نفسي ان تفعل ما اراده الله مني شرعا ودينا فتهمل على هذا المحمل آآ الحسن قال يجب ان يقصد بقوله اريد الا اريد الا ما يريد اي المراد المحبوب المرظي ما هو المراد المحبوب للمرضي الذي شرعه الله الارادة الشرعية الدينية ولهذا الارادة الشرعية الدينية تساوي المحبة كل ما اراده شرعا ودينا يحبه سبحانه وتعالى قال وهو المراد بالارادة الدينية وكمال العبد الا يريد ولا يحب ولا يرظى الا ما اراده الله ورظيه واحبه. فتحمل تلك الكلمة على هذا المعنى وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب ولا يحب ولا يحب الا ما يحبه الله يعني من الاشخاص والذوات الا ما يحبه الله كالملائكة والانبياء والصالحين وهذا معنى قولهم في قوله تعالى الا من اتى الله بقلب سليم. ما هو القلب السليم؟ هو الذي يحب ما يحبه الله قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى ارادة الله الشرعية او مما سوى محبة الله فالمعنى واحد وهذا المعنى ان سمي فناء او لم يسمى هو اول الاسلام واخره وباطن الدين وظاهره لاحظ كلمة شيخ الاسلام الدقيقة ان سمي فناء او لم يسم يعني ان سماه هؤلاء فناء او لم يسموه فنان هذا هو حقيقة الدين هذا حقيقة الدين ان يخلص العبد دينه لله وان يفرد الله سبحانه وتعالى وحده بالعبادة والا يجعل مع الله سبحانه تعالى شريكا في شيء من العبادة فيخلص دينه كله لله سبحانه وتعالى قال وهذا المعنى انما سمي فناء ان سمي ثناء او لم يسن يعني ان سماه اولئك اما نحن معاشر اهل السنة لا نحتاج الى هذا الاسم لا نحتاج اليه ولا نحتاج ان نعبر به ولا يصلح ان الانسان في درس او في خطبة او في تعليم الناس يقول يا جماعة الخير كلنا لا بد اننا ويأتي بهذه العبارة هذا ما يصلح هذه عبارة من عبارات الصوفية مصطلحات مثل ما قال شيخ الاسلام المتشابه من كلام المشايخ اي مشايخ التصوف ما يعبر بها لكن لما نأتي الى الحكم على هذا اللفظ ننظر رأيناها في كتاب وسألنا سائل او في مدرسة ننظر ونفصل مثل ما فصل شيخ الاسلام رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله واما النوع الثاني فهو الفناء عن شهود السوى وهذا يحصل لكثير من السالكين. فانهم لفرط جذاب قلوبهم الى ذكر الله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن ان تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد لا يخطر بقلوبهم غير الله بل لا يشعرون الا كما قيل في قوله تعالى واصبح فؤاد ام موسى فارغا. ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها قالوا فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى وهذا كثيرا ما يعرض لمن داهمه امر من الامور اما حب واما خوف واما رجاء. يبقى قلبه منصرفا عن كل شيء الا عما قد احبه او خافه او طلبه بحيث يكون عند استغراقه في ذلك لا يشعر بغيره فاذا قوي على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده. وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره. وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات العبد فمن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى والمراد ثناؤها في شهود العبد وذكره وثناؤه عن ان يدركها او يشهدها. كذا العبارة في بعض النسخ لكن ما جاء في مجموع الفتاوى في المجلد العاشر لكتاب العبودية موجود في مجموع الفتاوى في المجلد العاشر والعبارة هناك اوضح قال حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات المعبدة ممن سواه ويبقى من لم يزل وهو الراب. حتى يفنى من حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات المعبدة ممن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب احسن الله اليك قال رحمه الله واذا قوي هذا ضعف المحب حتى يضطرب في تمييزه فقد يظن انه هو محبوبه كما يذنب. واذا قوي واذا قوي هذا ظعف المحب حتى يظطرب في تمييزه فقد يظن انه هو محبوبه كما يذكر ان رجلا القى نفسه في اليم فالقى محبه نفسه خلفه فقال انا وقعت فما اوقعك خلفي؟ قال غبت بك عني فظننت انك اني وهذا الموضع زلت فيه اقوام وظنوا انه اتحاد وان المحب يتحد بالمحبوب حتى لا يكون بينهما فرق في في وجودهما وهذا غلط. فان الخالق لا يتحد به شيء اصلا بل لا يمكن ان يتحد شيء بشيء الا اذا استحال وفسدت حقيقة كل منهما وحصل من اتحادهما امر ثالث لا هو هذا ولا هذا كما اذا اتحد الماء واللبن والماء والخمر ونحو ذلك ولكن يتحد المراد والمحبوب والمراد والمكروه ويتفقان في نوع الارادة والكراهة في حب هذا ما يحب هذا ويبغض هذا ما يبغض هذا ويرظى ما يرظى ويسخط ما يسخط ويكره ما يكره من يوالي ويعادي من يعادي وهذا الفناء كله فيه نقص. نعم ثم ذكر رحمه الله تعالى المعنى الثاني الفناء وهو الفناء عن شهود السوى والفناء عن شهود السوا اي شهود ما سوى الله فيفنى القلب بحيث لا يكون فيه شهود اه الا الله لا يشهد الا الله. لا يشهد بقلبه الا الله فهو شهود ثناء عن شهود السوى اي شهود ما سوى الله وهذا يحصل لكثير من السالكين. ويقول عنه ابن القيم يظنه الصوفية غاية السالكين. غاية السالك ان يصل بسلوكه هذا الموصل ان يفنى عن شهود السواء اي شهود ما سوى الله الا يشهد قلبه الا الا الله يقول فانه لفرط جذاب قلوبهم الى ذكر الله وعبادته ومحبته وظعف قلوبهم عن ان تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد لا يخطر بقلوبهم غير الله بل ولا يشعرون الا به ولا يخطر بقلوبهم غير الله بل ولا يشعرون ماذا بل لا يشعرون الا به نعم عندي ساقطة لا لا يخطرون بقلوبهم غير الله بل ولا يشعرون الا به كما قيل في قوله واصبح فؤاد ام موسى فارغا ان كادت لتبدي به. ما معنى فارغا لما القت آآ ولدها قالوا فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى يعني غاب عن قلبها كل شيء الا ذكر موسى وهذا كثير كثير يعرض لمن داهمه امر من الامور. هذا هذا المعنى يعرظ لمن داهمه امر عظيم جدا سواء امرا محبوبا او مبغوضا فاذا داهم الانسان يصبح قلبه فارغ من كل شيء الا من ماذا الا من هذا الشيء يكون قلبه فارغ من كل شيء الا من هذا الشيء الذي داهمه قال فاصبح فؤاد ام موسى فارغة يعني الماء لا يخطر بباله اي شيء اخر الا موسى فيعبرون بالشهود اه الفناء عن شهود السواء فهذا المعنى ان ان بالمجاهدة والترقي الى ان يصل الى هذه الرتبة التي هي غاية السالكين عندهم الى ان يصل هذه الرتبة انه يكون قلبه فارغ من كل شيء لا يشهد الا الله لا يشهد السوا ثناء عن شهود السوى قالوا فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى وهذا كثير يعرض لمن دهمه امر من الامور اما حب واما خوف واما رجاء يعرض له فراغ قلبه من كل شيء الا من هذا الشيء. ولاحظ في الحب او في الرجاء او في الخوف هذي تعرض للانسان ويجد ان قلبه لا يوجد فيه شيء اخر يفكر فيه او يشغل قلبه الا ماذا؟ هذا الامر. اذا هم يقولون السالك اعظم ما يبلغه ويقصده ويصل اليه ان يبلغ هذه المرتبة يجاهد نفسه بالعبادة وبالذكر الى اخره الى ان يصبح ماذا لا يشهد قلبه لا يشهد قلبه سوى الله ثناء عن شهود السوى اي سوى الله بحيث يكون عند استغراقه في ذلك لا يشعر بغيره انتبه الان لقضية لا يشعر بغيره. ماذا سيدخل تحتها ماذا؟ سيدخل تحته لا يشعر بغيره قلبه فارق من غير اه ليس فيه الا الا الله الا ذكر الله انظر الان كيف الخطوات التي والمنزلقات التي سيدخلها هؤلاء باتباع المتشابه من هذه الالفاظ فيقول هذي اعلى درجات السالكين ان يفنى عن شهود السوى اي سوى الله يتدرج في العبادة والذكر والمجاهدة للنفس ايظا الخلوة ونحو ذلك حتى لا يشهد قلبه السواه سوى الله ولا يكون فيه الا ذلك فهنا يدخل في منعطف هنا يدخل في منعطف فيعتقد انه بوصول هذه وبلوغ هذه المرتبة اصبح لا يشهد كل شيء حتى الذكر والعبادة والصلاة و انواع القربات التي لله عز وجل غاب عنها بذاك الشهود انظر الانحلال الان من اين دخل على هؤلاء غاب عنها واصبح لا يشهد سوى الله حتى الامر والنهي والعبادة والذكر هذي كلها مثل ما سيأتي قال فاذا قوي على صاحبه الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده. وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره. وبمعروفه عن معرفته كما ايضا عبر شيخ الاسلام عن عبادته ومعبودة عن عبادته. اذا اذا لما يصل الى هذا المنعطف ما الذي سيحدث ما الذي سيحدث؟ سيتوقف عن العبادة وسيتوقف عن الذكر وسيتوقف لماذا؟ لان خلاص رجل وبلغ هذا المبلغ ولهذا يسمونها ايظا يعبرون عنها اه لما يبلغ هذا المبلغ يعبرون عنها بدرجة والسكر والجمع ولا عبارات عند الصوفية كثيرة يعبرون عن هذه المعاني فلا يشتغل لا بعبادة ولا بذكر ولا بطاعة ولا بهذا منعطف يمضي في هذا المنعطف المهلك يدخله ايضا في منعطف اشد هلكة منه وهو ماذا يبلغ به الامر الى ان يرى انه بلغ به الفناء الى ان ثنى ان ثنى هو في الله فاصبح هو الله شيء واحد الدرجات التي يخطو الشيطان بها في هؤلاء اذا ان يصل الى هذه الدرجة من الهلكة فيقول انا الله والله انا يصرحون بها حتى في زماننا هذا يصل الى هذه الدرجة منعطفات منعطفات يدخل فيها كل منعطف يدخله في منعطف اشد بحال هاكا انظر تعبير شيخ الاسلام مرة ثانية فاذا قوي اذا قوي يعني اول مرحلته اول مرحلته هو عبادة ومجاهدة للنفس حتى يريد ان يصل الى هذا المقصد الذي هو غاية السالكين عندهم ان يفنى عن السواك عن تود السواق يريد ان يصل الى هذا بحيث لا يكون في قلبه الا اه الا الا الله ولا يشهد آآ اي شيء اخر يريد ان يصل لهذه المرحلة يشتغل المجاهدة وغالبا ايضا المجاهدة تكون باعمال هم اصلوها واسسوها ما الاذكار وخلوة وظلمة وانقطاع واشياء من هذا القبيل وايضا اه عزلة وهي ان في الارض الى غير ذلك من الامور التي وضعوها لانفسهم حتى يصل الى هذه الغاية. فاذا قوي على صاحبه الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات المعبدة ممن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب والمراد فناؤها في شهود العبد وذكره وثناؤها عن ان يدركها او يشهدها قال واذا قوي هذا وضعف المحب واذا قوي هذا ضعف المحب حتى اضطرب في تمييزه فقد يظن انه هو محبوبه لاحظت المنعطف الاخير حتى يظن انه هو محبوبه يعني يظن انه هو الله وسيأتي عندنا النوع الثالث من اه الفناء حتى يظن انه هو محبوبه كما يذكر ان رجلا القى نفسه في اليم القى نفسه في اليمن القى نفسه في اليم فالقى محبه نفسه خلفه. فالقى محبه نفسه خلفه فقال انا وقعت فما اوقعك خلفي فما اوقعك خلفي؟ قال غبت بك عني حتى ظننت انك اني غبت بك عني حتى ظننت انك انت وهذا الموضع زل فيه اقوام وظنوا انه اتحاد يعني بالترقي بهذه الدرجات يترقى بها الى ان يحصل اتحاد ما معنى اي ان يتحد الخالق المخلوق بالخالق فيصبح شيئا واحدا تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون وظنوا انه اتحاد وان المحب يتحد بالمحبوب حتى لا يكون بينهما فرق في نفس وجودهما حتى لا يكون بينهم فرق في نفس وجودهما ان يكون هو واياه شيئا. شيئا واحدا لا فرق في وجودهما. بمعنى يكون وجود الخالق ووجود المخلوق وهذا غلط فان الخالق لا يتحد به شيء اصلا بل بل انظر الى تقعيد الجميل يقول بل لا يتحد شيء بشيء لا يتحد شيء بشيء يعني مخلوق من مخلوق لا لا يحصل اجتهاد لا يتحد شيء بشيء الا اذا استحال او فسد او حصل من اتحدهما امر ثالث الا اذا استحال او فسد او حصل من اتحادهما امر ثالث فلا يتحد شيء بشيء الا بهذه الامور الا اذا حصل من اتحادهما امر ثالث لا هو ذا ولا هو ذا. كما اتحد الماء واللبن والماء والخمر ونحو ذلك الان لما يصب مثلا ماء على لبن اتحد الماء باللبن لكن ما اصبحت حقيقة الماء ماء ولا ايضا حقيقة اللبن لبن. اصبح شيء ثالث هذا مما يبين انه لا يمكن يتحد شيء بشيء الا اه ان يستحيل يعني الى شيء اخر او يفسد او يحصل من اتحادهما آآ آآ امر ثالث قال ولكن يتحد المراد والمحبوب والمراد هو المكروه يتحد المراد والمحبوب والمراد والمكروه ويتفقان في نوع الارادة والكراهة. في حب هذا ما يحب هذا ويبغض هذا ما يبغض هذا. ويرظى ما يرضى ويسخط ما يسخط ويكره ما يكره ويوالي من يوالي ويعادي من يعادي وهذا الفناء كله فيه نقص وهذا الفناء كله في نقص يعني هذا النوع من الفناء الذي يتحدث والذي يجعله هؤلاء غاية السالكين هذا فيه نقص نقص من جهة اظعافه العبودية والذل والخضوع لله ونقص ايضا من حيث ما يوصل به من يجعله مقصدا له وغاية الى انواع من الهلكات كما اوضح ذلك رحمه الله وبينه. نعم قال رحمه الله تعالى واكابر الاولياء كابي بكر وعمر والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار لم يقعوا في هذا الفناء فضلا عمن وفوقهم من الانبياء وانما وقع شيء من هذا بعد الصحابة وكذلك كل ما كان من هذا النمط مما فيه غيبة العقل وعدم التمييز لما يرد على القلب من احوال الايمان فان الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا اكمل واقوى واثبت في الاحوال الايمانية. من ان تغيب عقولهم او يحصل لهم غشي او عفوا او سكر او فناء او وله او جنون وانما كان مبادئ هذه الامور في التابعين من عباد البصرة فانه كان فيهم من يخشى عليه اذا سمع القرآن. ومنهم من يموت كابي جهير الضرير وزرارة ابن اوفى قاضي البصرة وكذلك صار في شيوخ الصوفية من يعرض له من الفناء والسكر ما يضعف ما يضعف معه تمييزه حتى يقول في تلك الحال من الاقوال ما اذا صحا عرف انه غالط فيه كما يحكى نحو ذلك عن مثل يزيد وابي الحسين وابي الحسين النوري وابي بكر الشبلي وامثالهم. بخلاف ابي سليمان الداراني الكرخي والفضيل بن عياض بل بل وبخلاف الجنيد وامثاله ممن كانت عقولهم وتمييزهم يصحبهم في احوالهم فلا يقعون في مثل هذا الفناء والسكر ونحوه بل الكمل تكون قلوبهم ليس فيها سوى محبة الله وارادته وعبادته وعندهم من سعة العلم والتمييز ما يشهدون به الامور على ما هي عليه. بل يشهدون المخلوقات قائمة بل يشهدون المخلوقات قائمة بامر الله مدبرة بمشيئته. بل مستجيبة له قانتة له. فيكون لهم فيها وذكرى ويكون ما يشهدونه من ذلك مؤيدا وممدا لما في قلوبهم من اخلاص الدين. وتجريد التوحيد له والعبادة له وحده لا شريك له وهذه هي الحقيقة التي دعا اليها القرآن وقام بها اهل تحقيق الايمان والكمل من اهل العرفان ونبينا صلى الله عليه وسلم امام هؤلاء واكملهم ولهذا لما عرج به الى السماوات وعاين ما هنالك من الايات واوحي اليه ما اوحي من انواع المناجاة اصبح فيهم وهو لم يتغير حاله ولا ظهر عليه ذلك. بخلاف ما كان يظهر على موسى من التغشي صلى الله عليهم وسلم اجمعين. نعم قال رحمه الله واكابر الاولياء كابي بكر وعمر رظي الله عنهما والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار لم يقعوا في هذا الفناء فظلا عن من فوقهم من الانبياء. لم يقعوا في هذا الفناء يعني ان تبلغ به مجاهدة في فيفنى عن كل شيء ولا يشعر بشيء الا آآ اه مشهوده ومحبوبه فيفنى عن كل شيء حتى مثل ما مر معنا حتى عن الامر والنهي والعبادة والذكر و والطاعة وغير ذلك من المعاني وايضا قد يدخل في نوع من الاصطلام او الغشي او الجنون او السكر او نحو ذلك كل ذلك تحت مسمى هذا الفناء. قال فالصحابة لم يقعوا في هذا الفناء فظلا عن من فوقهم من الانبياء وانما وقع شيء من هذا اقرأ وانما كان مبادئ هذه الامور في التابعين من عباد البصرة اقرأ فانه كان فيهم من يغشى عليه اذا سمع القرآن ومنهم من يموت كابي جهير الضرير وزرارة بن اوفى قاضي البصرة وكذلك صار في شيوخ الصوفية من يعرض له من الفناء والسكر ما يضعف معه تمييزه حتى يقول في تلك الحال من الاقوال ما اذا صحا انه غالط فيه كما يحكى نحو ذلك عن مثل ابي نعم اي ان هذه الامور انما نشأت فيما بعد اما عند الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لم يقع شيء من ذلك وهم ائمة الهدى ومصابيح الدجى واهل الاتباع الاتباع والائتساء لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وانما بدأت هذه اه الاشياء مبادئ هذه الامور في التابعين من عباد البصرة فانه كان فيهم من موسى عليه اذا سمع القرآن ومنهم من يموت على ان ايضا بعض التابعين اه شدد في هذا الامر بل بعضهم اعتبر هذا شيء من الدعاوى مثل ما ينقل آآ آآ عن ابن سيرين فيما اذكر ان انه قال بيننا وبين هؤلاء يعني الذين يحصل لهم الغشي عند عند الذكر وقراءة القرآن قال بيننا وبين هؤلاء ان يقف احدهم على الجدار ونقرأ القرآن ان يقف احدهم على الجدار ونقرأ القرآن ننظر هل يصاب بغشي او لا يصاب لكن لما يكون جالس في الارض المنبسطة ويسمع الايات يصاب بغشي قال اذا بيننا وبينه ان يقف على جدار ونقرأ عليه القرآن هل يصاب بغشي او لا يصاب؟ اما انه اذا كان على الجدار يضبط نفسه وجسمه لانه اذا صاب به شيء يعرف انه سيموت يسقط على رأسه ويموت فيمسك نفسه في مثل هذه الحالة. فقال بيننا وبينه من يقف احدهم على الجدار ونقرأ عليه القرآن وجدت هذه البدايات لم تكن موجودة عند والصحابة وايضا نبه شيخ الاسلام ان وجودها في بعض اه التابعين ربما نبه عن ذلك في بعض كتبه ربما ان سبب ذلك قوة الوالد وضعف القلب بخلاف حال الصحابة الذين كمل الله عز وجل احوالهم وقلوبهم آآ شأنهم مع الايمان وايات الايمان وايات الوعد والوعيد ونحو ذلك ثم ذكر ان ان الامر ترقى في هذا قال وكذلك صار في شيوخ الصوفية من يعرض لهم من الفناء والسكر ما يضعف معه تمييزه حتى يقول في تلك الاحال من اقوال اذا صحى عرف انه غالط يعني لما يدخل في هذه المرحلة من الفناء ويغيب بها عن كل شيء يقول كلمات يقول كلمات اذا صحى من ذلك ندم واسف على صدور مثل هذه الكلمات عنك كما يحكى ذلك عن ابي يزيد اي البسطامي وابي الحسن النوري وابي بكر الشبري وامثاله بخلاف ابي سليمان الداراني ومعروف الكرحي والفضيل ابن عياض بل وبخلاف الجنيد وامثاله ممن كانت عقولهم وتمييزهم تصحبهم في احوالهم فلا يقعون في الفناء والسكر ونحو ذلك بل الكمل تكون عقولهم ليس فيها سوى محبة الله وارادته وعبادته وعندهم من سعة العلم والتمييز ما يشهدون به الامور على ما هي عليه انتبهوا هنا لهذه الفائدة هذه ثمينة جدا جدا ثمينة لما ذكر مقام اولئك وما فيه من نقص وخلل وما يجر اولئك ما يجر اليه من فساد قال الكمل من عباد الله عقولهم ليس فيها سوى محبة الله وارادته وعبادته وعندهم في الوقت نفسه من سعة العلم والتمييز ما يشهدون به على ما هي عليه بل يشهدون المخلوقات قائمة بامر الله مدبرة بمشيئته مسبحة له قانتة فيكون لهم فيها تبصرة وذكرى. ويكون ما يشهدونه من ذلك مؤيدا وممدا لما في قلوبهم من اخلاص الدين. وتجريد والعبادة له وحده لا شريك له حقيقة هذه الكلمة ثمينة جدا. في هذا المقام وتجلية الامر ووضع الامور في في في نصابها قال وهذه الحقيقة التي دعا اليها القرآن وقام بها اهل التحقيق والايمان والكمل من اهل العرفان ونبينا صلى الله عليه وسلم امام هؤلاء واكملهم. ولهذا لما عرج به الى وعاين ما هنالك من الايات. واوحى اليه ما اوحى من انواع المناجاة واصبح فيهم وهو لم يتغير حاله. ولا ظهر عليه ذلك سبحان الله يعني اسري به الى بيت المقدس وعرج به الى ما فوق السماء السابعة وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام ورأى من ايات ربه الكبرى ورأى اشياء عظيمة ثم اصبح عند قومه وحاله هي حاله حاله عليه الصلاة والسلام هي حاله. بينما الانسان الذي ضعيف القلب يشهد احيانا مواقف تجد يتغير حاله تماما او يصاب مثلا بامور او اشياء من هذا القبيل فاذا هذا الذي ذكره رحمه الله حال الكمل ان عقولهم تصحبهم مع انهم ليس في قلوبهم سوى محبة الله وارادة الله وعبادة الله لكن عنده من سعة العلم والتمييز ما يشهدون به الامور على ما فهي عليه نعم قال رحمه الله تعالى واما النوع الثالث مما قد يسمى ثناء فهو ان يشهد ان لا موجود الا الله وان وجود الخالق هو وجود المخلوق فلا فرق بين الرب والعبد. فهذا فناء اهل الضلال والالحاد الواقعين في الحلول والاتحاد وهذا يبرأ منه المشايخ المستقيمون فاذا قال احدهم ما ارى غير الله او لا انظر الى غير الله ونحو ذلك فمرادهم بذلك ما ارى ربا غيره ولا خالقا ولا مدبرا غيره ولا اله غيره ولا انظر الى غيره محبة له او خوفا منه او رجاء له. فان العين تنظر الى ما يتعلق به القلب فمن احب شيئا او رجاه او خافه التفت اليه وان لم يكن في القلب محبة له ولا رجاء له ولا خوف منه. اعد واما النوع الثالث واما النوع الثالث مما قد يسمى فناء فهو ان يشهد الا موجود الا الله وان وجود الخالق هو وجود المخلوق فلا فرق بين الرب والعبد فهذا فناء اهل الضلال والالحاد الواقعين في الحلول والاتحاد. وهذا يبرأ منه المشايخ المستقيمون فاذا قال احدهم ما ارى غير الله او لا انظر الى غير الله ونحو ذلك فمرادهم بذلك يبرأ منه المشايخ المستقيمون وهذا يبرأ منه المشايخ المستقيمون. فاذا قال احدهم ما ارى غير الله او لا انظر الى غير الله ونحو ذلك فمر بعضهم بذلك اي ما ارى ربا غيره ولا خالقا ولا مدبرا غيره. ولا الها غيره ولا انظر الى غيره محبة له او خوفا منه او رجاء له فان العين تنظر الى ما لا الى ما يتعلق به القلب فمن احب شيئا او رجاه او خافه او التفت اليه فمن احب شيئا او رجاه او خافه التفت اليه. واذا لم يكن في القلب محبة له ولا رجاء له ولا خوف منه. ولا بغض له ولا غير ذلك من تعلق القلب به لم يقصد القلب ان يلتفت اليه ولا ان ينظر اليه ولا ان يراه وان رآه اتفاق الرؤية المجردة كما كما كان كما لو رأى حائطا ونحوه مما ليس في قلبه تعلق به والمشايخ الصالحون رضي الله عنهم يقول رحمه الله واما النوع الثالث الفناء عن وجود السوى. هذا النوع الثالث مما قد يسمى عن وجود السوى الاول آآ عرفناه وهو الفناء عن عبادة السوى والثاني الفناء عن شهود السوى والثالث عن وجود السوى ووقول الملاحدة اهل الوحدة يسمونه فناء وهو ان يشهد الا موجود الا الله الفناء ان يشهد اللا موجود الا الله. وان وجود الخالق هو وجود المخلوق لا فرق بين الرب والعبد قال فهذا فناء اهل الظلال والالحاد الواقعين في الحلول والاتحاد الواقعون في الحلول والاجتهاد قال اما المشايخ المستقيمون اذا قال احدهم ما ارى غير الله او غيره لا انظر الى غير الله او نحو ذلك. اذا جاءت مثل هذه الاطلاقات فمراد بذلك ما ارى ربا غيره. ولا خالقا غيره ولا مدبرا له ولا الها غيره. ربما بعض الجهال يقرأها فيحملها على المعنى الموجود عند الملاحدة من اهل الحلول والاتحاد فهذا مرادهم اي ما ارى ربا غيره ولا خالقا غيره ولا مدبرا ولا الها غيره ولا انظر الى غيره محبة عندما يقول لا انظر الى الا الله اي محبة او خوفا منه او رجاء له فان العين تنظر الى ما يتعلق به القلب فان العين تنظر الى ما يتعلق به القلب. فمن احب شيئا او رجاه او خافه التفت اليه فاذا لم يكن في قلبه محبة ولا رجاء له ولا خوف منه ولا بغض له ولا غير ذلك من تعلق القلب له لم يقصد اه القلب ان يلتفت اليه ولا ان ينظر اليه ولا ان يراه وان رآه اتفاقا رؤية مجردة كان كمن رأى حائطا يعني لا يتعلق به قلبه اذا مراد آآ المشايخ آآ مراد المشايخ الصالحين عندما تأتي مثل هذه العبارات لم ارى الا اه الا الله او لم انظر الا الا الى الله اي في خوفي في مراقبة في خشية مثل هذا المعنى ارادوا بهذه العبارات قال والمشايخ الصالحون رضي الله عنهم يذكرون شيئا من تجريد التوحيد وتحقيق اخلاص الدين كله بحيث لا يكون العبد ملتفتا الى غير الله ولا ناظرا الى ما سواه لا حبا له ولا خوفا منه ولا رجاء له بل يكون القلب فارغا من المخلوقات خاليا منها لا ينظر اليها الا بنور الله نعم قال رحمه الله فبالحق يسمع وبالحق يبصر وبالحق يبطش وبالحق يمشي. فيحب منها ما يحبه الله ويبغض منها ما يبغضه الله ويوالي منها ما والاه الله ويعادي منها ما عاداه الله. ويخاف الله فيها ولا يخافها في الله ويرجو الله فيها ولا يرجوها في الله فهذا هو القليب فهذا هو القلب السليم الحنيف الموحد المسلم المؤمن المحقق العارف بمعرفة الانبياء والمرسلين. وبحقيقتهم وتوحيدهم نعم يعني هذا كله توظيح اقوال المشايخ الصالحين اذا بدرت منهم مثل العبارات السابقة ما ارى غير الله او لا انظر الى غير الله هذا هو آآ مرادهم بمثل هذه الالفاظ. نعم. قال رحمه الله فهذا النوع الثالث الذي هو الفناء في الوجود هو تحقيق ال فرعون ومعرفتهم هو تحقيق ال فرعون ومعرفتهم قال رحمه الله فهذا النوع الثالث الذي هو الفناء في الوجود هو تحقيق ال فرعون ومعرفتهم وتوحيدهم قرامضة وامثالهم واما النوع الذي عليه اتباع الانبياء فهو الفناء المحمود. الذي يكون صاحبه ممن اثنى الله عليهم من اوليائه المتقين وحزبه المفلحين الغالبين وليس مراد المشايخ والصالحين بهذا القول ان الذي اراه بعيني من المخلوقات هو رب الارض والسماوات فان هذا لا يقوله الا من هو في غاية الضلال والفساد اما فساد العقل واما فساد الاعتقاد فهو متردد بين الجنون والالحاد. نعم يقول رحمه الله هذا النوع الثالث الذي سبق ان تحدث عنه وهو الثناء عن وجود السواء فهو في الحقيقة تحقيق ال فرعون وتوحيدهم ومعرفتهم كالقرامطة وامثالهم اما الذي عليه الانبياء اتباع الانبياء هو الفناء المحمود الذي يكون صاحبه ممن اثنى الله عليهم من الاولياء اولياءه المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين ونبه رحمه الله مرة ثانية ان المشايخ الصالحين عندما يعبرون ببعض العبارات ان الذي اه مثل ما مر معنا اه ما ارى غير الله او لا انظر الى غير الله مرادهم بهذه العبارات ان الذي اراه بعيني من ليس مرادا من الذي اراه بعينه هو رب الارض والسماوات. فان هذا لا يقوله الا من هو في غاية الضلال والفساد اما فساد العقل او فساد الاعتقاد فساد العقل يعني ماذا فالجنون وفساد الاعتقاد يعني للحاج قال فهو متردد بين الجنون والالحاد من فسد عقله فهو مجنون. فسد اعتقاده فهو ملحد في الدين نعم قال رحمه الله وكل المشايخ الذين يقتدى بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الامة وائمتها من ان الخالق سبحانه انه مباين للمخلوقات وليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. وانه يجب افراد القديم عن الحديث. وتمييز الخالق عن المخلوق الحادث نعم يا شيخ؟ عن الحادث وانه يجب افراد القديم عن الحادث وتمييز الخالق عن المخلوق وهذا في كلامهم اكثر من ان يمكن ذكره هنا وهم قد تكلموا على ما يعرض للقلوب من الامراض والشبهات فان بعض الناس قد يشهد وجود المخلوقات فيظنه خالق الارض والسماوات بعدم التمييز والفرقان في قلبه بمنزلة من رأى شعاع الشمس فظن ان ذلك هو الشمس في السماء وهم قد يتكلمون في الفرق والجمع ويدخل في ذلك من العبارات المختلفة نظير ما دخل في الفناء فان العبد اذا شهد التفرقة والكثرة في المخلوقات. طيب اه نكتفي نتحدث عن هذا غدا ان شاء الله. نسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اقسم لنا من ما يحول بيننا وبين المعاصي ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا اسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليه اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ