الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قمت بالامس اه طلبت ما يتعلق بترجمة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في قصته في حداثة سنه مع الرجل اليهودي الذي كان شيخ الاسلام رحمه الله تعالى سببا في اسلامه مشيرا بالقصة الى انه رحمه الله منذ حداثة سنه وعنده عناية بالعلم وتمكن من رد الشبهات ونقد الباطل فقد فتح الله عليه في هذا الباب فتحا عظيما جاء في ترجمته كما نقل اثنان من الزملاء زملائكم جزاهم الله جزاهما الله خيرا من كتاب الاعلام العلية في مناقب ابن تيمية رحمه الله تعالى جاء في الترجمة قال المؤلف عمر البزار رحمه الله في ترجمته لشيخ الاسلام قال اخبرني من اثق به عمن حدثه ان الشيخ رضي الله عنه في حال صغره كان اذا اراد المضي الى المكتب يعترظه يهودي كان منزله بطريقه بمسائل يسأله عنها لما كان يلوح عليه من الذكاء والفطنة وكان يجيبه عنها سريعا حتى تعجب منه ثم انه صار كلما اجتاز به يخبره باشياء مما يدل على بطلان ما هو عليه فلم يلبث ان اسلم وحسن اسلامه وكان ذلك ببركة الشيخ على صغر سنه قوله ببركة الشيخ يعني المراد ما اه اكرمه الله عز وجل به من العلم النافع والحجة ايظا اه مر معنا في موظع من كلام شيخ الاسلام آآ ابن تيمية رحمه الله في كتاب العبودية موضع فيه خطأ تواردت عليه النسخ المطبوعة وهو اه قوله اه رحمه الله تعالى ويقول محققهم ويقول محققهم او محققوهم ويكون محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها معصية بلا طاعة والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية الموظع الثاني من هذا الكلام فيه خطأ وصوابه ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها طاعة بلا معصية والحقيقة فيها طاعة بلا معصية والمثبت في عامة النسخ عكس ذلك وهو خطأ والمراد بالحقيقة ما سبق ان تحدثنا عنه من خلال كلام شيخ الاسلام غير مرة ان من يشهد الحقيقة الكونية يرى ان اعمال الناس كلها طاعات لانها موافقة للمراد الكوني فالذي يشهد الحقيقة يرى ان اعمال الناس واحوالهم كلها طاعة بلا معصية لانها موافقة الارادة الكونية القدرية وشيخ الاسلام وهذا نقله احد زملائكم في مواضع من كتبه كما في كتابه الفرقان وكتابه النبوات وكتابه اقتضاء الصراط المستقيم وكتاب الايمان الاوسط في كل ذلك يذكر آآ هذه التقسيم الثلاثي اه بالصواب دون الخطأ الذي موجود عندنا في اه المطبوع من كتاب العبودية مثلا في كتابه الفرقان قال وهؤلاء الذين يقولون بالوحدة قد يقدمون الاولياء على الانبياء ويذكرون ان النبوة لم تنقطع كما يذكر عن ابن سبعين وغيره ويجعلون المراتب ثلاثة يقولون العبد يشهد اولا طاعة ومعصية ثم طاعة بلا معصية ثم لا طاعة ولا معصية وذكر ايضا مثل هذا في كتابه النبوات وفي كتابه اقتضاء الصراط المستقيم وفي كتابه الايمان اه الاوسط فعلى كل حال يصوب ما جاء في جميع النسخ المطبوعة اه الكتاب في هذا الموضع فيكون صواب الجملة ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها آآ طاعة بلا معصية والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية اي انهم يجعلون المراتب ثلاث المرتبة الاولى مرتبة اهل الشريعة اهل الشريعة اهل الايمان والطاعة والعبادة والاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام فيقولون اهل الشريعة عندهم طاعة ومعصية الطاعات ان يفعلوا ما امروا به والمعاصي ان يفعلوا ما نهوا عنه فعندهم طاعة ومعصية والقسم الثاني اهل الحقيقة اهل الحقيقة اي الذين يشهدون الحقيقة الكونية والارادة الكونية فهؤلاء عندهم طاعة بلا معصية لان كل عمل يقوم به الانسان من خير او شر كفر وايمان هداية او ظلال او غير ذلك كله عندهم طاعة لانه موافق للارادة الكونية القدرية وجاري على وفق الارادة الكونية القدرية والقسم الثالث من هؤلاء اه حسب تقسيم هؤلاء اهل التحقيق ومرادهم باهل التحقيق الوحدة وحدة الوجود والاتحاد فهؤلاء ليس فيه طاعة ولا معصية ليس فيه طاعة ولا معصية لماذا؟ لان عندهم ان الرب عبد والعبد رب تعالى الله عما يقولون وسبحانه وتعالى عما يصفون فهذا تقسيم هؤلاء ولهذا لما ذكر رحمه الله القسم الثالث الذي هو قسم اهل التحقيق الذين يقولون عن انفسهم اهل التحقيق الذي ليس فيه طاعة ولا معصية لما ذكره قال وهذا تحقيق مذهب فرعون وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا الخالق وانكروا تكليمه لعباده لعبده موسى وما ارسله به من الامر والنهي. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب العبودية وجماع الدين اصلان الا نعبد الا الله ولا نعبده الا بما شرع لا نعبده بالبدع كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وذلك تحقيق الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله ففي الاولى الا نعبد الا اياه وفي الثانية ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله المبلغ عنه فعلينا ان نصدق خبره ونطيع امره وقد بين لنا ما نعبد الله به ونهانا عن محدثات الامور واخبر انها ضلالة. قال تعالى بلى من اسلم وجهه وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون كما اننا مأمورون الا نخاف الا الله ولا نتوكل الا على الله ولا نرغب الا الى الله ولا نستعين الا بالله الا تكون عبادتنا الا لله. فكذلك نحن مأمورون ان نتبع الرسول ونطيعه. ونتأسى به فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه والدين ما شرعه قال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون فجعل الايتاء لله والرسول كما قال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وجعل التوكل على الله وحده بقوله وقالوا حسبنا الله ولم يقل ورسوله كما قال في وصف الصحابة رضي الله تعالى عنهم في الاية في الاخرى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشو فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله نعم الوكيل ومثله قوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. اي حسبك وحسب المؤمنين كما قال تعالى اليس الله بكاف عبده ثم قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله فجعل الايتاء لله وللرسول وقدم ذكر الفضل لله لان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وله الفضل على رسوله وعلى المؤمنين وقال انا الى الله راغبون فجعل الرغبة الى الله وحده كما في قوله فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. نعم يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وجماع الدين اصلان اي ما يقوم عليه الدين ويبنى والدين بمثابة البناء والبناء لا يقوم الا على اصول واعمدة فكذلك الدين له اصول عليها قيامه وهذه الاصول التي عليها قيام الدين هي مثل الاساس للبناء والاصول للاشجار وقد قال الله تعالى في سورة إبراهيم الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فالدين يقوم على اصلين اي على اساسين متينين لا قيام له الا عليهما الا وهما الا يعبد الا الله والا يعبد الا بما شرع لا يعبد بالاهواء والبدع فعلى هذين الاصلين قيام دين الله فمن اشرك مع الله غيره في العبادة لم يقبل له عمل ومن عبد الله بغير ما شرع لم يقبل عمله بل رد عليه الدليل الاول قوله في الحديث قوله سبحانه في الحديث القدسي كان اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ودليل الثاني قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فدين الاسلام آآ جماعه امران وقيامه على اصلين الا يعبد الا الله والا يعبد الا بما شرع. لا يعبد بالبدع كما قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وهذه الاية الكريمة ذكر فيها الاصلان معا الاخلاص والمتابعة اما المتابعة ففي قوله فليعمل عملا صالحا واما الاخلاص ففي قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا والله عز وجل لا يقبل عمل العامل الا اذا كان آآ منضبطا بهذين الضابطين مقيدا بهذين الاصلين العظيمين قال وذلك تحقيق الشهادتين ذلك تحقيق الشهادتين الاشارة بقوله ذلك الى الاصلين الا يعبد الا الله والا يعبد الا بما شرع ذلك تحقيق الشهادتين شهادة لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله الاولى شهادة ان لا اله الا الله فيها الا نعبد الا الله ففيها نفي واثبات نفي للعبودية عن كل من سوى الله واثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده فلا اله الا الله معناها الا نعبد الا الله ان نخلص عبادتنا لله وحده وفي الثانية اي شهادة ان محمدا رسول الله في الثاني ان محمدا هو رسوله المبلغ عنه كما قال الله سبحانه وما على الرسول الا البلاغ وقال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ففي الثانية شهادة ان محمدا رسول الله فعلينا ان نصدق خبره وان نطيع امره وهذا كالشرح للمراد بالشهادة شهادة ان محمدا رسول الله وشهادة ان محمدا رسول الله معناها ان نصدق خبره وان نطيع امره وان ننتهي عن نهيه لو قيل ما معنى شهادة لا اله الا الله؟ جواب ذلك معناها طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر لانه عليه الصلاة والسلام جاء بهذه الامور الثلاثة جاء باوامر ونواهي واخبار فمن قال اشهد ان محمدا رسول الله وجب عليه ان يطيعه فيما امر وان يصدقه فيما اخبر وان ينتهي عما نهى عنه وزجر كما قال تعالى في الاية المتقدمة وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ارسل ليطاع فمن شهد انه رسول من عند الله يجب عليه ان يطيعه وان يصدق الاخبار التي اجاء بها وان يأتمر باوامره وان ينتهي عن نواهيه قال رحمه الله وقد بين لنا اي الرسول عليه الصلاة والسلام ما نعبد الله به ونهانا عن محدثات الامور واخبر انها ضلالة وهذا كله جاء في احاديث كثيرة بين لنا ما نعبد الله به وهذا بينه عليه الصلاة والسلام بيانا وافيا ما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه بلغ البلاغ المبين صلى الله عليه وسلم ولم يمت الا وقد انزل الله قوله ببيان اكمال الرسول واتمامه للبلاغ اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولهذا قال مالك ابن انس رحمه الله ما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون دينا الى قيام الساعة لذلك بالاية الكريمة قال ونهانا عن محدثات الامور وكان ينهى عن ذلك نهيا متكررا ويسمع منه يوم الجمعة اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فجاء عنه النهي عن المحدثات واخبر انها ضلالة انها اي المحدثات كلها لا يستثنى منها شيء. اي امر احدث في الدين فهو ضلالة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل محدثة ضلالة ولو كان هذا العموم عليه استثناء لاستثنى هو صلى الله عليه وسلم الناصح الامين فلما قال كل بدعة ضلالة ولم يستثني بدعة من ذلك علم ان جميع البدع ضلالة ولو كان في القول استثناء لاستثنى لانه ناصح صلى الله عليه وسلم مثل ما جاء في الحديث الاخر قال كل امتي يدخلون الجنة هذا الكلام او هذا العموم فيه استثناء فاستثنى قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا ومن يا ابى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. اما في التعميم الاول لم يستغني. ولو كان فيه استثنى لاستثنى صلى الله عليه وسلم لو كان فيه استثناء لاستثنى عليه الصلاة والسلام لقال كل بدعة ضلالة الا بدعة كيت وكيت لكنه عمم ولم يستثني فعلم من ذلك ان جميع البدع في الدين ضلالة كما يدل لذلك قوله في الحديث الاخر من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه ثم اورد اية اخرى جمعت بين الاصلين كالاية الاولى قال الله تعالى بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون الاصل الاول وهو الاخلاص لقوله اسلم وجهه لله اي مخلصا والاصل الثاني وهو المتابعة في قوله وهو محسن لان العامل لا يكون محسنا في عمله الا اذا اتبع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ثم بين رحمه الله مقام التوحيد بقوله وكما اننا مأمورون ان لا نخاف الا الله والا نتوكل الا على الله ولا نرغب الا في الله ولا نرغب الا في الله ولا نستعين الا بالله والا نتوكل والا تكون عبادتنا الا لله فكذلك نحن مأمورون ان نتبع الرسول ونطيعه ونتأسى به فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه والدين ما شرعه اي كما اننا مأمورون بالاخلاص ولا تقبل اعمالنا الا به فكذلك نحن مأمورون بالاتباع ولا تقبل اعمالنا الا به ونعيد مرة ثالثة كلمة الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في قوله ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل. اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة فهذه كلمة عظيمة جدا وسبق ان نقلها شيخ الاسلام ابن تيمية في موضع متقدم مر علينا في كتابه العبودية فاذا كما اننا مأمورون بالاخلاص ولا تقبل اعمالنا الا به فكذلك نحن مأمورون بالاتباع فلا تقبل اعمالنا الا به والناس في هذا الباب اربعة اقسام قسم اعمالهم جاءت عن الاخلاص والمتابعة وهم الذين يقبل الله اعمالهم وقسم اعمالهم باخلاص بلا متابعة وقسم اعمالهم بمتابعة بلا اخلاص وقسم اعمالهم لا اخلاص فيها ولا متابعة وجميع الاقسام الثلاثة الاخيرة مردودة غير مقبولة فالله لا يقبل الا من كان عمله خالصا لله موافقا لسنة رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم اورد رحمه الله قول الله تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. اورد هذه الاية ليبين من خلالها ان آآ الحقوق التي لله الخاصة به يفرد بها ولا يجعل معه فيها شريك حتى منهم افضل خلقه كالرسول عليه الصلاة والسلام الذي هو افضلهم فلا يشرك مع الله فيها غيره فحق الله لله خالصا واما آآ الحق المشترك الحق المشترك مثل ما يأتي في في الاية الايتاء والطاعة لان طاعة الرسول من طاعة الله عليه الصلاة والسلام الائتمار بامره والانتهاء عن نهيه صلوات الله وسلامه عليه فبين من خلال هذه الاية هذه الامور ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. قال فجعل الايتاء لله والرسول جعل الايتاء لله والرسول كما قال الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فالايتاء لله والرسول اذا ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام. وما اتى به الرسول عليه الصلاة والسلام يجب ان بالقبول لانه مبلغ عن عن الله وقرن سبحانه وتعالى ايتاءه بايتاءه ايتاء رسوله بايتائه سبحانه وايتاء الرسول بما جاء به من الدين وما اتاكم الرسول فخذوه هو وحي من الله. وهو فيه مبلغ عن الله فيجب ان يطاع وان يتبع وان تمتثل اوامره عليه الصلاة والسلام فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه وجعل التوكل على الله وحده جعل التوكل على الله وحده قال لو انهم ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله ما قال ورسوله وانه قال حسبنا الله لان الحسب الذي هو الكافي الله جل وعلا فجعل التوكل على الله وحده وقالوا حسبنا الله وقالوا حسبنا الله وانتبه جيدا لقول ابن تيمية رحمه الله وجعل التوكل على الله وحده لتفهم من ذلك ان كلمة حسبنا الله كلمة توكل كلمة حسبنا الله كلمة توكل كلمة توكل على الله في جلب النعماء ودفع الضب والبلاء يشرع لك ان تقولها في مقام جلب النعماء في سؤال الرزق تقول حسبنا الله وايضا في دفع الظر والبلاء تقول حسبنا الله اما قولها في مقام جلب النعماء فدليله الاية التي ساق شيخ الاسلام قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون فهنا قيل حسبنا الله التي هي كلمة توكل في مقام جلب النعماء وطلب الرزق في شرع لك في هذا المقام ان تقول حسبنا الله اما ان يقال في هذا المقام حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله انا الى الله راغبون بحذف آآ ورسوله هذا من الخطأ لان كلمة التوكل في الاية هي كلمة حسبنا الله اما باقي الاية فهو رد على المنافقين والاية في سياق الرد على اه المنافقين الذين يلمزون المطوعين في الصدقات. ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها فاذا هم يسخطون فرد الله عليهم سبحانه وتعالى هذا اللمز والطعن والوقيعة في اهل الخير والفظل بقوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى والله راغبون فاذا في مقام جلب النعماء تتوكل على الله تقول حسبنا الله وايضا في مقام دفع الظر والبلاء تقول حسبنا الله ان يكفينا الله فالله كافي عبده في جلب نعمائه ودفع ظره وبلائه ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه وقال تعالى اليس الله بكاف عبده قال اه قال وجعل التوكل على الله وحده بقوله وقالوا حسبنا الله ولم يقل ورسوله كما قال الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. هذه الاية في ماذا فيها التحسب في مقام دفع الضر والبلاء فيها التحسب في مقام دفع الظر والبلاء فالصحابة قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل في هذا المقام عندما قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم قد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم الخليل حين القي في النار وقاله محمد صلى الله عليه وسلم حين قال الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا وحسبنا الله ونعم الوكيل ومن فوائد الاية ان التوكل على الله والثقة به وحده سبحانه وتعالى يزيد ايمان الشخص ويزيد من قوة قلبه وثبات نفسه ورباطة جأشه قال ومثله قوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين حسبك الله اي اي الله كافيك هذا معناها حسبك الله اي يكفيك الله والحسيب اسم من اسماء الله الحسنى ومعناه الكافي قال يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين قوله ومن اتبعك معطوف على ما قبله لكن السؤال هل هو معطوف على لفظ الجلالة او معطوف على الكاف في حسبك هل هو معطوفا على لفظ الجلالة او معطوف على الكاف حسبك فحسبك لو قيل انه معطوف على لفظ الجلالة يصبح المعنى خطأ خطأ فادح لان المعنى سيكون حسبك الله وحسبك المؤمنون يكفيك الله ويكفيك المؤمنون وهذا خطأ والصواب ان قوله سبحانه وتعالى ومن اتبعك معطوف على الكاف حسبك معطوف على الكاف حسبك والمعنى كما قال شيخ الاسلام اي حسبك وحسب المؤمنين حسبك وحسب المؤمنين ان يكفيك ويكفي المؤمنين يكفيك ويكفي المؤمنين بخلاف المعنى الاول فانه معنى فاسد اي حسبك وحسب المؤمنين كما قال تعالى اليس الله بكاف عبده اليس الله بكاف عبده ثم قال اي في الاية المتقدمة وقالوا سيؤتينا الله من فضله ورسوله فجعل الايتاء لله والرسول فجعل الايتاء لله والرسول وقدم ذكر الفضل سيؤتينا الله من فضله وقدم ذكر الفضل لان الفضل آآ اه بيد الله يؤتيه من يشاء قال وقدم ذكر الفضل لان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وله الفضل على رسوله وعلى المؤمنين وله الفضل على رسوله وعلى المؤمنين كما قال تعالى وان الفضل بيد الله يؤتي آآ اه وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وقال اي في الاية المتقدمة انا الى الله راغبون وهذا حصر فالرغبة الى الله وحده الرغبة الى الله وحده لا يشرك معها احد كائنا من كان. فالرغبة الى الله قال فجعل الرغبة الى الله وحده كما في قوله فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب اي ارغب اليه وحده دون سواه نعم قال رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله والقرآن يدل على مثل هذا في غير موضع فجعل العبادة والخشية والتقوى لله وجعل الطاعة والمحبة لله ورسوله كما في قول نوح عليه السلام ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. وقوله ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه في فاولئك هم الفائزون وامثال ذلك فالرسل امروا بعبادته وحده والرغبة اليه والتوكل عليه والطاعة والتوكل عليه والطاعة لهم فالرسل امروا بعبادته وحده والرغبة اليه والتوكل عليه والطاعة لهم. فاضل الشيطان النصارى واشباههم بالله وعصوا الرسول فاتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. والمسيح ابن مريم. فجعلوا يرغبون اليهم ويتوكلون عليهم ويسألونهم مع لامرهم ومخالفتهم لسنتهم وهدى الله المؤمنين المخلصين لله اهل الصراط المستقيم. الذين عرفوا الحق واتبعوه فلم يكونوا من المغضوب عليهم ولا الضالين فاخلصوا دينهم لله واسلموا وجوههم لله وانابوا الى ربهم واحبوه ورجوه وخافوه وسألوه رغبوا اليه وفوضوا امورهم اليه وتوكلوا عليه واطاعوا رسله وعزروهم ووقروهم واحبوهم والوهم واتبعوهم واقتفوا اثارهم واهتدوا بمنارهم وذلك هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من الرسل وهو الدين الذي لا يقبل الله من احد دينا الا اياه. وهو حقيقة العبادة لرب العالمين فنسأل الله العظيم ان يثيب ان ان يثبتنا عليه ويكمله لنا ويميتنا عليه وسائر اخواننا به ماذا في النسخ الاخرى ويكمله لنا نعم فنسأل الله العظيم ان يثبتنا عليه ويكملنا به الاقرب ويكملنا به ويميتنا عليه وسائر اخواننا وسائر اخواننا المسلمين. والحمد لله وحده. وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم. ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابن عباس في وصية النبي عليه الصلاة والسلام له وفيها انه عليه الصلاة والسلام قال له اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله فجعل السؤال والاستعانة كله لله لا يلجأ الى غير الله في شيء من ذلك اذا سألت فاسأل الله اي وحده واذا استعنت اي فاستعن بالله وحده ولا تجعل مع الله شريكا في ذلك هذا فيه الاخلاص لله سبحانه بالسؤال والاستعانة قال اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف قال والقرآن يدل على مثل هذا بغير موضع القرآن فيه ايات كثيرة جدا في مواضع كثيرة من كتاب الله عز وجل تدل على ذلك قال فجعل العبادة والخشية والتقوى لله وجعل الطاعة والمحبة لله ورسوله هذا ايضا من قبيل ما سبق هناك حق خالص لله سبحانه وتعالى وهو العبادة بما يندرج تحتها من المحبة الدعاء والرجاء والاستعانة والتوكل والاستغاثة وغير ذلك فهذا كله لله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وجعل الطاعة والمحبة لله ورسوله وجعل الطاعة والمحبة لله ورسوله الطاعة في ايات كثيرة قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول والمحبة مر معنا قول الله تعالى احب اليهم من الله ورسوله وايضا مر معنا الحديث اه ان اه ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ومحبة الرسول تبع لمحبة الله محبة الرسول عليه الصلاة والسلام من محبة الله قال رحمه الله كما قال كما في قول نوح عليه السلام ان اعبدوا الله واتقوه واطيعون فذكر حق الله العبادة والتقوى حق الرسل طاعتهم فيما يأمرون به ويدعون اقوامهم اليه وقول الله تعالى ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون فاولئك هم الفائزون فذكر في هذه الاية طاعته وطاعة رسوله واما الخشية والتقوى فلله وحده سبحانه وتعالى الخشية والتقوى لله سبحانه وتعالى وختم الاية بقوله فاولئك هم الفائزون حقيقة عندما يتحدث عن الفوز ينبغي ان تستحضر مثل هذه الايات لان الفوز في مفهوم كثير من الناس ولا سيما الشباب في زماننا انصرف الى اللعب الفوز انصرف الى اللعب اذا قالوا الفائز او من الفائز او من الفائزين اي في اللعب ولا يحظر في ذهنهم عند الحديث عن الفوز الا اللعب اما الفوز المبين والفوز العظيم والفوز الاكبر فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز هذا الفوز في غفلة عنه وقلوبهم لاهية عنه ونحن نعلم ان الشخص اذا احب الفوز جد واجتهد له فالذين يلعبون اذا ارادوا الفوز في لعبهم اجتهدوا معروف ان من اراد الفوز لابد ان يجتهد له ويبذل قصارى جهده حتى يفوز فمن آآ الامور المؤسفة في هذا الزمان ان اكثر ما يتحدث فيه عن الفوز والفائز واكثر ما تأتي هذه اللفظة في الالسن عن اللعب وينسى الفوز العظيم والفوز المبين آآ آآ نعم ينسى هذه هذا المعنى العظيم الذي هو حقيقة الفوز فاذا قيل من الفائز يقال قال الله تعالى ومن يطع الله ورسوله من الفائز اذا قال القائل من الفائز اليوم هذا كثير السؤال عند الشباب من فاز اليوم؟ قل لهم من يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقي فاولئك هم الفائزون وتكون حقيقة ادخلت عليه هذا المعنى العظيم وهو غافل عنه وذهنه منصرف عنه فكم يحتاج الشباب فعلا ان يذكروا بهذا الفوز جعلنا الله اجمعين وذرياتنا ومن نحب من الفائزين قال وامثال ذلك الرسل امروا بعبادته وحده والرغبة اليه والتوكل عليه امروا بذلك جميع الرسل امروا بذلك بعبادته وحده والرغبة اليه وحده والتوكل عليه وحده واخلاص الدين له سبحانه وتعالى وايضا في الوقت نفسه امروا بالطاعة لهم لانهم مبلغون عن الله والرسل بعثوا ليطاعوا كما مر معنا في الاية وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فامروا اقوامهم بعبادة الله واخلاص الدين له وفي الوقت نفسه امروهم ان يطيعوهم واخبروهم ان النجاة يوم القيامة انما تكون بطاعة الرسل وان مهمتهم البلاغ عن الله سبحانه وتعالى قال فاضل الشيطان النصارى واشباههم فاشركوا الله وعصوا الرسل يعني عن صوم من الجهتين من جهة الاخلاص ومن جهة المتابعة من جهة الاخلاص اشرك مع الله غيره ومن جهة المتابعة عصوا الرسل فاتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم فجعلوا يرغبون اليهم يعني الى الاحبار والرهبان والمسيح يرغبون اليهم ويتوكلون عليهم ويسألونهم مع معصيتهم لامرهم ومخالفتهم لسنتهم فجمعوا بين السيئتين سيئة الشرك وسيئات البدعة فاشركوا الارباب الرهبان الاشرك الاحبار والرهبان والمسيح مع الله في العبادة وفي الوقت نفسه عصوا الرسل فيما يدعونهم اليه من طاعة الله وعبادته سبحانه وتعالى واخلاص الدين له قال وهدى الله المؤمنين المخلصين له اهل الصراط المستقيم الذين عرفوا الحق واتبعوه فلم يكونوا من المغضوب عليهم ولا من الضالين قال عرفوا الحق واتبعوه والذي عرف الحق واتبعه هو المنعم عليه قد قال الله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين غير المغضوب عليهم ولا الضالين فالمغضوب عليه الذي عرف الحق ولم يعمل به والضال الذي عمل بلا بلا علم والمنعم عليه الذي اكرمه الله بالعلم والعمل عرب عرفوا الحق واتبعوا هؤلاء هم اهل الصراط المستقيم فلم يكونوا من المغضوب عليهم اي الذين يعلمون ولا يعملون ولا من الضالين الذين يعملون بلا علم فاخلصوا دينهم لله واسلموا وجوههم لله وانابوا الى ربهم واحبوه ورجوه وخافوه وسألوه ورغبوا ورغبوا اليه وفوضوا امورهم اليه وتوكلوا عليه. هذا القسم كله الاول وهو الاخلاص لله سبحانه وتعالى والقسم الثاني المتابعة قال واطاعوا رسله وعزروهم اي احترموهم ووقروهم وعزروهم ووقروهم واحبوهم ووالوهم واتبعوهم واقتفوا اثارهم واهتدوا بمنارهم وهذا المتابعة فجمعوا بين اه الاصليين اه الاخلاص الذي تدل عليه شهادة ان لا اله الا الله والمتابعة التي اه تدل عليه شهادة ان محمدا رسول الله قال وذلك هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من الرسل فالله عز وجل بعث الاولين والاخرين بالاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول وعن هذين الاصلين يسأل الاولون والاخرون يوم القيامة ماذا كنتم تعبدون ماذا اجبتم المرسلين؟ الاول سؤال عن الاخلاص والثاني سؤال عن المتابعة قال وذلك هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من الرسل وهو الدين الذي لا يقبل الله من احد دينا الا اياه كما قال الله ان الدين عند الله الاسلام وقال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين قال وهو حقيقة العبادة لرب العالمين وهو حقيقة العبادة لرب العالمين. حقيقة العبادة لرب العالمين ان نخلص الدين له متبعين رسله. سائرين على نهجهم مترسمين خطاهم نسأل الله عز وجل ان يجعل اعمالنا جميعا اه صالحة ولوجهه خالصة والا يجعل لاحد فيها شيئا وهي الدعوة التي كان يدعو بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد نقلها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الكتاب ثم ختم رحمه الله وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء ختم هذا الكتاب المبارك بهذه الدعوة قال فنسأل الله العظيم ان يثبتنا عليه ان يثبتنا عليه اي على دين الاسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه كالذي هو اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وان يكملنا به لان العبد انما يكمل بهذا الدين وحظه ونصيبه من الكمال بحسب حظه ونصيبه من هذا الدين وهذا المعنى سبق ان اشار اليه رحمه الله تعالى في موضع مر معنا من كتابه العبودية. قال ويميتنا عليه. وسائر اخواننا المسلمين والله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وفي الدعاء للميت الوارد في السنة اللهم من احييت ومنا فاحييه على الايمان ومن توفيت ام فاحيي على الاسلام ومن توفيته فتوفه على الايمان ثم ختم بما بدأ به وهو حمد الله اه سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على رسوله الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نسأل الله الكريم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يجزي هذا الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى خير الجزاء على هذا الكتاب المبارك وايضا ان يجزي ولم ننسى السائل الذي سأل شيخ الاسلام ذلك السؤال الجميل الذي ترتبت عليه اه بفضل الله سبحانه وتعالى وجود هذه الرسالة بفضل الله عز وجل فنسأل الله ان يجزيه ايضا خير الجزاء وان يجزي جميع علمائنا الاولين منهم والاخرين على ما يقومون به من جهود عظيمة هي تعليم الناس التوحيد وتعليمهم الاتباع للرسول الكريم فعليه الصلاة والسلام وفي بيانهم لحقيقة العبودية لله عز وجل التي ضل عنها كثير من الناس في اودية كثيرة من اودية الهلكة نسأل الله عز وجل ان يعيننا اه اجمعين على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يجعل اعمالنا كلها صالحة ولوجهه خالصة والا يجعل لاحد فيها شيئا ونسأله تبارك وتعالى ان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم وتب علينا انك انت التواب اه الكريم ونسأل الله عز وجل ان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين اه ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا و واجعله الوارث منا اه ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا اه من لا يرحمنا. ايضا اختم هذا المجلس بالدعاء لكم جميعا ان يجزيكم خير الجزاء. على هذا الجلوس وعلى هذا الانصات وعلى هذا الصبر جعل الله عز وجل ذلك في موازين حسناتكم ونفعكم ونفعنا اجمعين وهدانا اليه جميعا صراطا مستقيما واصلح لنا جميعا شأننا كله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين