بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنسأل الله عز وجل ان يمن علينا جميعا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يمن علينا بالادب الكريم والخلق المبارك الذي هو هدي قدوتنا واسوتنا نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه الذي قال عنه ربه تبارك وتعالى انك لعلى خلق عظيم ونحن ايها الاخوة الكرام بصدد دراسة كتاب عظيم ومؤلف قيم ومصنف مبارك في الادب ادب الشريعة وخلق الاسلام الذي دعا اليه رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه من زينة هذا الكتاب ان جامعه امام مشهور وعلم جليل ومحدث محقق الا وهو الامام البخاري محمد ابن اسماعيل رحمه الله صاحب الصحيح وهو غني عن التعريف وكتابه هذا سمي الادب المفرد لانه افرده بالادب زيادة على كتابه الادب الذي ظمنه كتابه الصحيح وليعلم ان هذا المصنف ليس هو كتاب الادب الذي هو من ضمن كتابه الصحيح وانما هو مصنف افرده رحمه الله مستقلا في بيان ادب الشريعة وخلق هذا الدين العظيم وان كان هذا الكتاب المفرد في الادب يشترك مع كتاب الادب المظمن في صحيح البخاري الا انه يزيد عليه زيادات كثيرة ومهمة وعظيمة من حيث سياقه رحمه الله لجملة من الروايات وعقده لعدد من الابواب الزائدة على ما في كتاب الادب من صحيحه وايضا من حيث الاثار الكثيرة التي ضمنها وساقها في كتابه الادب المفرد وموضوع الادب ادب الشريعة من حيث هو كان محل عناية اهل العلم في قديم الزمان وحديثه وهذا يظهر من كثرة المصنفات والمؤلفات المختصرة والمطولة والمنظومات العديدة التي كتبها اهل العلم في الادب بل من عظيم عنايتهم بالادب انه ما من فن من الفنون وجانب من جوانب الشريعة الا وافرد فيه بعض المصنفات التي تختص ببيان الاداب المتعلقة به كآداب الطعام مثلا واداب السفر واداب المجالسة واداب طلب العلم الى غير ذلك من الاداب التي دعت اليها شريعة الاسلام والادب خلق يكون في الانسان فيدفعه الى فعل ما يحمد من الاقوال والاعمال ولهذا قيل في تعريف الادب انه استعمال ما يحمد من الاقوال والاعمال وقيل ايضا في تعريفه استعمال مكارم الاخلاق في تعاملات الانسان والادب كما بين اهل العلم يكون مع الله عز وجل ويكون مع رسوله عليه الصلاة والسلام ويكون مع عباد الله المؤمنين كل بحسب مقامه وحاله واعظم الادب الادب مع الله جل وعلا بالحياء منه ومراقبته في السر والعلانية والجد والاجتهاد في القيام بطاعته وما يقرب اليه والبعد عما نهى عنه وحذر عباده منه وهو جل وعلا لا يأمر عباده الا بما فيه خير وصلاح لهم ولا ينهى عباده الا عن ما فيه شر وضرر عليهم في الدنيا والاخرة فمن الادب مع الله عز وجل الحياء منه ومراقبته والقيام بطاعته ومجانبة ما يسخطه تبارك وتعالى من الاقوال والافعال واما الادب مع الرسول عليه الصلاة والسلام فبتحكيمه عليه الصلاة والسلام وجعله قدوة واسوة لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة والا يتقدم بين يدي قوله بقول او عمل فلا يفعل حتى يأمر ولا يقولوا حتى يقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيكون متقيدا بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في اقواله وافعاله في حركاته وسكناته بحيث يكون عليه الصلاة والسلام اسوة وقدوة له فيما يأتي ويذر والادب مع الناس ومع عباد الله يكون بمعاملتهم يكون بمعاملتهم كلا منهم بحسب مقامه وبحسب قدره ويتفاوتون يتفاوت الناس باحقيتهم بالادب وحسن المصاحبة وطيب المعاملة بحسب مقامهم وشأنهم ولهذا بدأ الامام البخاري رحمه الله كتابه هذا ببر الوالدين مشيرا بذلك الى ان الوالدين احق الناس واولاهم بكريم الادب وجميل الصحبة وحسن المعاملة كما سيأتي بيان ذلك وايظاحه وما ومن الادب اداب الشريعة المتعلقة بالاحكام والعبادات اداب الوضوء اداب الصلاة اداب الذكر اداب آآ المعاملة اداب طلب العلم الى غير ذلك من من الاداب العظيمة وقد اجتهد الامام البخاري رحمه الله في كتابه هذا المبارك بجمع اه جملة كبيرة وقدر مبارك من اداب الشريعة واخلاق الاسلام الفاضلة العظيمة التي دعا اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم واحب ان اشير تحدثا بنعمة الله تبارك وتعالى ان هذا الكتاب عشت معه سنوات قدرها قرابة التسع سنوات في درس مع طلاب الجامعة امضينا في في دراسة هذا الكتاب والتعرف على مضامينه والوقوف على جوانب ما فيه من كريم الاخلاق وعظيم الاداب فوقفنا على هذه الابواب العظيمة المباركة بابا بابا حديثا حديثا اثرا اثرا نقف كل عند كل باب نتأمل وفي الاحاديث والاثار ودلالاتها ومن يعينه الله تبارك وتعالى على الصبر على دراسة هذا الكتاب والوقوف على ابوابه العظيمة والتقريرات المباركة التي تظمنها فانه باذن الله تبارك وتعالى يحصل خيرا كثيرا وقد قال العلماء رحمهم الله ان الادب عنوان فلاح الانسان وسعادته في الدنيا والاخرة فما استجلبت الخيرات بمثل آآ الخلق الفاضل والادب الكريم قد قال عليه الصلاة والسلام ادناكم مني منزلة يوم القيامة احاسنكم اخلاقا قال انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وسئل اي شيء يكثر دخول الجنة او اعظم ما يدخل به الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق فالادب في الشريعة له مكانته العلية ومنزلته الرفيعة فاذا وفق المسلم الى اداب الاسلام واخلاق الاسلام استعان بالله تبارك وتعالى اذا وفق لمعرفتها استعان بالله تبارك وتعالى على تحقيقها نال خيرا عظيما وفظلا عميما في الدنيا والاخرة واحب ان انبه بين يدي دراستنا لهذا الكتاب الى نقاط احب لنفسي ولاخواني ان تكون حاضرة في اذهاننا ونحن بصدد دراسة هذا الكتاب المبارك الامر الاول ان نصحح النية في دراستنا له والنية قد يشوبها ما يشوبها من اغراض وامور تخل بها فاذا صححت النية بورك فالعمل وبورك في الجلوس وبورك في العلم وبورك في الطلب وتحقق الاثر وجدت الثمرة وتصحيح النية ان ان ان ينوي من جلس لدراسة هذا الكتاب بجلوسه ان يعرف اولا اداب الشريعة واخلاق الاسلام وان يتعرف عليها وان يرفع عن نفسه ما جهل ما جهله منها ثم ثانيا ان يجاهد نفسه على تحقيق هذه الاداب والقيام بها ويجاهد نفسه على هذا الامر والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ثم ايضا ينوي ايظا نشر هذه الاداب بين الناس اولا في اتصافه بها هو فيكون قدوة للناس في الادب والخلق وايضا بالدعوة دعوة الناس الى اداب الشريعة واخلاقها الفاضلة وهذه النية الفاضلة الكريمة التي اشير اليها نراها واضحة في اه الوفود التي كانت تأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام لمعرفة دين الله تبارك وتعالى خذوا مثالا على ذلك ما جاء في الصحيحين في قصة وفد عبد القيس عندما جاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا ان بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وانا لا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام تمرنا بقول فصل مرنا بقول فصل انظروا الى النية المباركة التي انطوت عليها قلوبهم مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة هذا غرضهم غرضهم من يدخل الجنة بالقول الفصل الذي يسمعونه من الرسول عليه الصلاة والسلام والغرظ الاخر ان يبلغوه من ورائهم من الناس ولهذا قال الامام احمد رحمه الله العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك ان تروي ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك بمعرفة دينك والشرع الذي امرك الله تبارك وتعالى به ودعاك اليه وان ترفع هذا الجهل عن غيرك بان تكون ناصحا وموجها ومعلما ولا تؤخر البيان عن وقت الحاجة ما تسمعه من الاداب سارع في نشره اعمل به وسارع في نشره اذا ذهبت الى بيتك علم اولادك وعلم اخوانك وعلم من استطعت ومن بركة او من اسباب بركة العلم بذله ونشره وتعليمه والله عز وجل يجازي المحسن من عباده الناصح لهم الساعي في نشر الخير بينهم يجازيه بمثل ذلك اضعافا مضاعفة تثبيتا له على دينه وحفظا له وتأييدا ودفاعا عنه الى غير ذلك من الثمار والاثار المباركة ايضا اذكر بين يدي دراسة هذا الكتاب باهمية الدعاء سل الله تبارك وتعالى ان يعينك فانت مهما تعلمت من الاداب ومهما درست من الاخلاق ومهما وقفت على مكارم مكارم الاداب لا تستطيع ان تقوم بشيء منها الا اذا اعانك الله وذلل الامر لك ويسره ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لحبه معاذ اني احبك يا معاذ فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وجاء عنه عليه الصلاة والسلام بما صح عنه انه قال من اراد ان يبالغ في الدعاء فليقل اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فهي كما انها دعوة يؤتى بها ادبار الصلوات فهي ايضا دعوة مطلقة يؤتى بها في كل وقت يطلب الانسان عون الله جل وعلا كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون في رجزهم كما في الصحيح لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا وقد جاء عن طاؤوس ابن كيسان وهو من علماء التابعين انه قال ان هذه الاخلاق وهائب ان هذه الاخلاق وهائب اي هبات من الله وان الله تبارك وتعالى اذا احب عبده وهبه منها فاذا مع التعلم والمدارسة والمذاكرة والوقوف على اداب الشريعة يسأل المسلم ربه ان يعينه على تحقيق ذلك والقيام به على اتم حال واحسن حال وقد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه كان يقول في دعائه اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت وصح عنه انه عليه الصلاة والسلام كان يقول في في دعائه اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي والحديث ثابت بدون تقييده بالنظر الى المرآة وايضا صح عنه عليه الصلاة والسلام انه كان يقول في دعائه اللهم اني اعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء فاذا الحاجة ماسة الى ان تسأل الله تبارك وتعالى ان يعينك على اه تحقيق الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة وان يعيذك من سيء الاخلاق ورديئها وان يجنبك وان يجنبك ذلك وان يعيذك منه ويتلخص من ذلك باختصار مجاهدة النفس على تعلم تعلم هذه الاخلاق والاداب ومجاهدة النفس على تطبيقها والقيام بها ايضا المجاهدة للدعوة اليها وبيانها ونشرها والاستعانة بالله تبارك وتعالى وحده على تحقيق ذلك ويجمع هذا كله قول نبينا عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن اتوجه الى الله تبارك وتعالى سائلا باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يمن علينا اجمعين باتمام هذا الكتاب تعلما وفهما ودراسة وان وان يمن علينا ايضا بتحقيق ما فيه من الاداب الكاملة والاخلاق الفاضلة وان يهدينا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وان يعيذنا من سيء الاخلاق لا يعيذنا منها الا هو ونسأله تبارك وتعالى ان يعيذنا من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم ونعم الوكيل وعلى بركة الله نبدأ وبه تبارك نستعين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام الحافظ ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا قال اخبرنا ابو نصر احمد بن محمد بن الحسن بن حامد بن هارون بن عبد الجبار البخاري المعروف بابن النيازكي قراءة عليه فاقر به قدم علينا حاجا في صفر سنة سبعين وثلاث مئة قال اخبرنا ابو الخير احمد ابن محمد ابن الجليل ابن خالد ابن حريث البخاري الكرماني العبقسي البزار سنة اثنين وعشرين وثلاث مئة قال حدثنا ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن الاحنف الجعفي البخاري قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة قال الوليد بن العيزاري اخبرني قال سمعت ابا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه دار واومأ بيده الى دار عبد الله رضي الله عنه انه قال سألت النبي صلى الله عليه واله وسلم اي العمل احب الى الله عز وجل قال الصلاة على وقتها قلت ثم اي قال ثم بر الوالدين قلت ثم اي قال ثم الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني قال الامام البخاري رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم باب قول الله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا بدأ الامام البخاري رحمه الله كتابه الادب بهذا الباب العظيم المبارك وابواب تتلوه في معناه في بر الوالدين وحقوق الوالدين والواجب نحو الوالدين وهذه او هذا البدء بهذا الباب في كتاب الادب فيه لفتة كريمة وتنبيه عظيم من هذا الامام المبارك رحمه الله الى ان الوالدين هم هما احق الناس بالادب فكأنه يقول لك يا من تقرأ اداب الشريعة وتقف على اخلاق الاسلام الفاضلة اعلم ان احق الناس بهذه الاداب واولاهم بهذه الاخلاق هما الوالدان ولهذا سيأتي في الحديث من احق الناس بحسن صحابتي؟ يعني من اولى الناس بالتعامل باب الادب الكريم والخلق الفاضل المسلم مطلوب منه ان يعامل جميع الناس او جميع عباد الله تبارك وتعالى بالاداب الفاضلة والاخلاق التي دعا اليها الاسلام لكن الوالدان احق واولى واجدر فاذا بدء الامام البخاري رحمه الله لكتابه الادب المفرد بالوصية بالوالدين وببر الوالدين هذا تنبيه منه الى ان الوالدين هما احق الناس واولى الناس آآ هذه المعاملة وبهذه الاداب الفاضلة والاخلاق العظيمة التي دعا اليها الاسلام وكثير من الناس قد يحسن مع رفقائه وزملائه واقرانه ومن يتعامل معهم قد يحسن ان ان يأتي بالاداب والتلطف في الخطاب وحسن الحديث لكنه لا يحسن شيئا من ذلك مع والدته ولا يحسن شيئا من ذلك مع والده مع ان الوالدة احق والوالد يليها كما هو واضح في احاديث النبي عليه الصلاة والسلام ومع ان الوالدة احق والوالدة احق فيوجد في في الناس من يعق والديه ويكون مع عقوقه لوالديه معاملا للاخرين بالمعاملة الطيبة وبالاداب الفاضلة يعق من هم احق بحسن المعاملة وكريم الاداب ويعامل الاخرين بالمعاملة الطيبة فاذا هذا تنبيه عظيم ولفتة كريمة من الامام البخاري رحمه الله الى ان الوالدين هما احق الناس بالادب احق الناس بالادب وبحسن المعاملة وكريم الاخلاق والاداب صدر اه الترجمة بقول الله تبارك وتعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا وصينا الانسان اي امرناه وصينا الانسان بوالديه اي امرناه لوالديه احسانا وحسنا ولم يحدد مجالا من الحسن يعامل به الوالدان ليعم ذلك كل جوانب الاحسان وجميع صنوف البر في اي مجال من المجالات وفي اي وقت من الاوقات فهذه وصية من الله تبارك وتعالى تكررت في القرآن ووردت فيه في في مواضع بالحث والامر بالاحسان الى الوالدين بل انه تبارك وتعالى قرن حق الوالدين بحقه في اكثر من في اكثر من اكثر من اية في كتابه عز وجل قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ان اشكر لي ولوالديك الايات في هذا المعنى كثيرة يقرن فيها تبارك وتعالى حق الوالدين بحقه سبحانه وتعالى وهكذا جاء هذا المعنى في احاديث عديدة عن رسولنا صلوات الله وسلامه عليه سيأتي بعضها عند المصنف رحمه الله تعالى وصينا الانسان بوالديه حسن اي في جميع ابواب الاحسان ومجالاته ومن ذلكم ما سيأتي في هذا الكتاب من انواع البر ووكامل الاخلاق وجميل الاداب التي دعت اليها الشريعة فكل ذلك داخل في الاحسان آآ المأمور به في في هذه الاية تجاه الوالدين وقد جاء في اه الصحيح صحيح البخاري ومسلم وسيأتي في ابواب قريبة او في باب قريب عند المصنف ان هذه الاية نزلت لسعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه عندما دعته امه لان يرتد عن الاسلام وان يرجع عن عن هذا الدين وكررت عليه الطلب ثم انها من الحاحها وشدة رغبتها في هذا الامر حلفت ان تمتنع عن الطعام حلفة تمتنع عن الطعام حتى يرجع عن دينه وقالت له قالت له ان كلاما معناه ان انك تزعم ان محمدا يدعو الى بر الوالدين والى طاعة الوالدين فانا ادعوك الى ان تطيعني وترجع عن عن دين محمد وحلفت انها لا تتناول طعاما ومكثت ثلاثة ايام وهي ممتنعة فكان ان قال لها في اخر الامر قال لها يا اماه آآ والله لو كان لك مئة نفس وخرجت نفسا نفسا على ان ان ادع دين محمد ما تركته تطعمي ان شئتي او لا تطعمي لا ادع دين محمد ولهذا جاء قول الله سبحانه وتعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا وايضا قوله وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا قال فلا تطعهما اي فيما دعواك اليه من الاشراك والكفر بالله سبحانه وتعالى ولم يقل فعقهما بل امر بمصاحبتهما بالمعروف مع انهما على هذه الحال مع انهما على هذه الحال يدعوان اه ابنهما الى الشرك بالله سبحانه وتعالى فرب العالمين يقول فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واذا كان الاب الذي بهذه الحال والام التي بهذه الحال يأمر رب العالمين ان يصاحب وان تصاحب بالمعروف فكيف بالام المسلمة والام العابدة قال المطيعة المصلية الصائمة المحسنة لولدها انواع الاحسان وصنوف البر قال فصاحبهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ولاحظ قوله تعالى معروفا اي لا تنسى الجميل السابق والمعروف القديم والجهد البالغ الذي قدمته الام وقدمه الاب مما سيأتي الاشارة الى شيء من تفاصيله عند المصنف رحمه الله تعالى ثم اورد حديث ابي عمرو الشيباني عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان ابا عمرو يقول الوليد سمعت ابا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار واومأ بيده الى دار عبد الله اي بن مسعود رضي الله عنه وهذا فيه ان الاشارة اذا اغنت لا بأس ان يكتفى بها قال حدثنا صاحب هذه الدار واشار الى دار عبدالله بن مسعود فاغنت هذه الاشارة الى داره عن ان يقول لعبدالله ابن مسعود آآ ان يقول ان يذكره باسمه وتحقق المقصود بهذا الايماء او بهذه الاشارة قال واومأ بيده الى دار عبد الله قال سألت النبي القائل عبدالله سألت النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب الى الله عز وجل ثم يأتي ايظا السؤال ثم اي ثم اي وهذا فيه حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة تفاضل الاعمال والفاضل منها والمقدم منها فكانوا يعنون بهذا ولهذا سيمر معنا احاديث كثيرة من هذا القبيل يسألون النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك ويأتي في بعض الاحاديث تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم على الفاضل من الاعمال والمقدم منها ابتداء كما في قوله الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الذهب والورق ومن ان تلقوا عدوكم فيظربوا اعناقكم وتظربوا اعناقكم او اعناقهم؟ قلنا بلى يا رسول الله قال ذكر الله عز وجل فيأتي في احاديث ينبه عليه الصلاة والسلام فيها على الفاضل من الاعمال وتفاضل الاعمال ويأتي في بعضها سؤال الصحابة عن هذا الامر وهذا جانب من العلم الشريف وباب من الفقه عظيم يحرص عليه ويعتنى به كما كان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم يعنون به من خلال هذه السؤالات المتكررة منهم حول هذا الجانب العظيم قال عبد الله سألت النبي عليه الصلاة والسلام اي العمل احب الى الله عز وجل اي العمل احب الى الله عز وجل؟ وهذا فيه اثبات المحبة صفة لله اثبات المحبة صفة لله جل وعلا وهي صفة ثابتة في كتابه وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال في القرآن يحبهم ويحبونه وقال فاتبعوني يحببكم الله فمن صفاته تبارك وتعالى انه جل وعلا يحب لمحبته اسباب وموجبات وكان الصحابة رضي الله عنهم شديد الحرص على معرفة ما تنال به محبة الله عز وجل ولهذا نلاحظ السؤال العظيم اي العمل احب الى الله سبحانه وتعالى وهذا السؤال نابع عن حرص شديد في القلب في معرفة الاحب الى الله عز وجل من اجل ان يفعل ومن اجل ان ينال بذلك محبة الله له وقد كان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه انه يقول اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك وانظر هنا قوله والعمل الذي يقربني الى حبك فابن مسعود يسأل الان عن العمل الذي يقرب الى حب الله تبارك وتعالى. اي العمل احب الى الله عز وجل والحديث يدل على ان شعب الايمان خصال الدين متفاوتة في الافظلية ليست على رتبة واحدة كما بين ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان فالايمان ذو شعب وشعبه منها ما هو اعلى ومنها ما هو ادنى والشعب الاعلى من شعب الايمان احب الى الله سبحانه وتعالى من الشعب الادنى. وكلها حبيبة الى الى الله سبحانه وتعالى قال اعلاها قول لا اله الا الله وهذا فيه التنبيه الى ان احب شيء الى الله عز وجل التوحيد وهو اساس الدين وعليه قيامه ومن لم يكن موحدا فانه لا ينال من محبة الله شيئين بل ان الله يبغضه سبحانه وتعالى ويمقته كبر مقتا عند الله فالله عز وجل موصوف بانه يحب واذا علم المسلم هذه الصفة العظيمة لزمه ان يجتهد بنيل محبة الله تبارك وتعالى. وها هم الصحابة رضي الله عنهم حريصون على هذا الامر معتنون به عظيم العناية يبحثون عنه فهذا عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول للنبي عليه الصلاة والسلام اي العمل احب الى الله عز وجل قال الصلاة على وقتها وجاء في بعض الفاظ الحديث في الصحيح الصلاة لوقتها وهما بمعنى واحد الصلاة على وقتها او الصلاة لوقتها اي ان تؤدي الصلاة في الوقت الذي وقته الله وحدد قال تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا اي لها وقت محدد فاحب العمل الى الله تبارك وتعالى ان يؤدي المسلم الصلاة لوقتها كما امره الله جل وعلا كما امره الله جل وعلا ثم يترتب على قيام بهذه العبادة العظيمة والقربى الجليلة التي هي اداء الصلاة المكتوبة لوقتها كما كما امره الله يترتب على ذلك ثمار واثار يقف عليها المسلم في الاحاديث الكثيرة التي وردت عن نبينا عليه الصلاة والسلام مبينة مكانة الصلاة في الاسلام وعظيم منزلتها وما يترتب عليها من الخيرات العظيمة والثمار المباركة في الدنيا والاخرة واشير هنا الى حديث واحد ربما كثير من الاخوة لم يقف عليه وهو حديث ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام رواه الترمذي في جامعه وغيره من اهل العلم يقول الله تبارك وتعالى يا ابن ادم اركع لي اربعا من اول النهار اكفك اخره اركع لي او اربعا من اول النهار اكفك اخره يقول ابن تيمية رحمة الله عليه وعندي ان هذه الاربع هي اه فريضة الفجر ونافلتها فريضة الفجر ونافلتها يا ابن ادم اركع لي اربعا من اول النهار اكفك اخره اقرأ من الاحاديث الشيء الكثير في بيان فضيلة الصلاة ومكانة الصلاة ومنزلتها فالاسلام وهنا يقول عليه الصلاة والسلام احب العمل الى الله تبارك وتعالى الصلاة لوقتها قال ابن مسعود رضي الله عنه قلت ثم اي قلت ثم اي؟ قال بر الوالدين قال بر الوالدين الصلاة حق الله حق الله على عبادة اوجبها على عباده وافترضها عليهم في اليوم خمس في اليوم والليلة خمس صلوات فهي حق لله تبارك وتعالى على عباده واعقب حقه بحق الوالدين نظير الايات التي اشرت اليها في القرآن والتي يقرن فيها تبارك وتعالى حق الوالدين بحقه قال بر الوالدين البر هذه كلمة جامعة تتناول جميع صنوف الاحسان وكريم المعاملات وطيب الاخلاق بر الوالدين اي ان ان يحسن الانسان الى الى الى والديه بالمعاملة وبالقول باستعمال الادب والخلق وبالطاعة والبعد عن العقوق قال وبر الوالدين قلت ثم اي قال ثم الجهاد في سبيل الله ثم الجهاد في سبيل الله اي الجهاد لاعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى قدم حق الوالدين على الجهاد وهذا فيه تنبيه كما قال بعض اهل العلم اه الى اشتراط اذن الوالدين في الجهاد الك ابوان؟ قال ففيهما فجاهد فحق الوالدين حق عظيم ولا يدخل الانسان في الجهاد الا بعد استئذان الوالدين واخذ الموافقة منهما ولهذا اخر الجهاد على بر الوالدين قال ثم اي وثم تفيد العطف والتراخي قال ثم اي؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله. وفي قوله في سبيل الله تنبيه على الاخلاص وان ليس كل قتال للكفار يكون في سبيل الله فلا يكون قتال قتال في سبيل الله الا اذا كان خالصا لله من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله قال حدثني بهن اي بهذه الثلاث وقد خصت هذه الثلاث بالذكر لانها عنوان على ما سواهما او على ما سواها من من الاعمال من ضيع الصلاة فهو لما سواها اضيع ومن ضيع بر الوالدين الذين هما اعظم الناس احسانا اليه ومعروفا وجميلا سابقا ومتلاحقا ثم يقابلهما بالعقوق وبعدم البر فاذا ضيع حق الوالدين فتضيع حق غيرهما ممن لا يلحقهما بالاحسان بالمعروف والمعروف من باب اولى ولهذا خصت هذه لانها عنوان على ما سواها وهذا فيه تنبيه الى ان الى ان من وفق لاداء الصلاة والمحافظة عليها ووفق لبر الوالدين والاحسان اليهما فتح الله له من ابواب الخير والطاعة والبر والاحسان ما لا يحتسبه العبد واذا ضيع الصلاة ظاعت الطاعات من باب اولى واذا ظيع بر الوالدين ظاعت الاداب والاخلاق مع الاخرين من باب اولى كما ذكر عنوان على ما على ما لم يذكر ودليل عليه قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني يعني لو طلبت منه ان يزيدني ثم اي ثم اي لزادني فما الذي جعل ابن مسعود يقف الى هذا الحد ولا يواصل ثم اي ثم اي ثم اي هو يقول الان لو استزدته لزادني. يعني لو طلبت من النبي عليه الصلاة والسلام ان يزيدني على هذه لزادني فما الذي منعه من طلب الزيادة جاء في رواية لا للحديث في صحيح مسلم بزيادة لابن مسعود رضي الله عنه انه قال فما تركت ان استزيده الا ارعاء عليه اي رفقا به الا ارعاء ارعاء عليه اي رفقا به صلوات الله وسلامه عليه. وهذا اخذ منه اه اه اهل العلم الرفق بالعالم احيانا طالب العلم آآ تدفعه رغبته في العلم والاستزادة منه عدم مراعاة حال العالم من حيث آآ جهده او صحته او وقته او او باله او ظروفه او نحو ذلك فيكون مهتما بتحصيل حاجته واستزادته من العلم ولا يكون مراعيا حال العالم حتى ان بعض اهل العلم يضطر احيانا مع بعض الطلبة من شدة الارهاق الذي يعانيه والتعب الذي يجده الى ان يطلب منها الوقوف ولا يقف ايضا يقول له لا لا لابد ان تجيبني او اه اصبر علي او نحو ذلك وربما ايضا بعضهم يقسو او ينفض يده فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يراعون هذا الجانب قال يعني ما منعني ان استزيده الا ارعاء عليه يعني رفقا به وهو لم يسأله الا ثلاث اسئلة اي العمل احب الى الله؟ قال قال الصلاة لوقتها. قال ثم اي قال اه بر الوالدين قال ثم اي قال الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني ولو استزدته لزادني قال وما منعني من ان استزيد الا ارهان علي اي رفقا به صلوات الله وسلامه عليه. اذا هذا من الادب العظيم المبارك الذي اه اه من الادب العظيم المبارك الذي كان عليه الصحابة رظي الله عنهم وبهذه المناسبة الفت الانتباه انتباه الاخوة طلبة العلم ان تبدأ في دراستك لهذا الكتاب بجملة من التقييدات آآ الاشباه والنظائر يعني مثلا تضع عنوانا عندك في كراسة ادب الصحابة في طلب العلم تضع عنوانا عندك في في في كراسة ادب السؤال او فقه السؤال تضع اه عنوانا عندك في في كراسة مثلا آآ حرص الصحابة على المسارعة وهذا سترى عليه امثلة كثيرة ستمر المسارعة لتطبيق ما جاء ما سمعوه من النبي عليه الصلاة والسلام وكن متيقظ الذهن كلما مر عليك شيء من هذا ضع له عنوان وارصد الاشباه في هذا الباب يجتمع لك في نهاية الكتاب انواعا من الاداب العظيمة مبوبة ومصنفة تستفيد منها فائدة عظيمة جليلة وتكون مجالا لك انت فيما بعد اذا اردت ان تستحضرها وان تقف عليها كلام سريع فتجدها مبوبة عندك مرتبة فينفعك الله بها وربما ايضا يفتح الله عليك فيما بعد فتكون آآ في رسائل دعوية او نحو ذلك مما تستفيد منه ويستفيد منه ايظا الاخرين قال ولو استزدته لزادني نعم قال حدثنا ادم قال حدثنا شعبة قال حدثنا يعلى ابن يعلى ابن عطاء قال حدثنا يعلى بن عطاء عن ابيه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد فهذا الحديث نظير للحديث الذي قبله فيه الجمع بين حق الله سبحانه وتعالى وحق الوالدين وان رضا الله تبارك وتعالى من رضا الوالدين وان سخطه تبارك وتعالى من سخط الوالدين بمعنى انك اذا ارضيت والديك فهذا فيه رضا لله واذا اسخطت والديك فهذا فيه اسخاط لله عليك تسخط الله تبارك وتعالى عليك قال رضا الرب في رضا الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين فالوالد يطلب رضاه ويجتنب ويبتعد عن سخطه ولا يعني هذا لا يعني طلب رضا الوالد واجتناب سخطه ان يطاع اذا امر بالمعصية ومرت معنا الاية في هذا الباب وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا فلا يدخل في في رضا او طلب رضا الوالدين طاعتهما في المعصية ولهذا لما طلبت ام سعد من ابنها ان يرتد عن دين الاسلام وبينت له ان رضاها في هذا الامر لم يطلب رضاها لان هذا الرضا في سخط الرب جل وعلا لكن ايضا مع هذه الحال فان المسلم مطالب ان يكسب رضا الوالدين ليس بطاعتهما ليس بطاعتهما فيما دعا اليه او دعيا اليه من المعصية وانما بالمعاملة الطيبة وبالاخلاق الفاضلة وبالمصاحبة بالمعروف والاحسان والكلام الجميل فيمتنع عن الاستجابة عن فعل المعصية التي اه يدعى اليها ويعاملهما بالمعاملة الطيبة وبالخلق الجميل قال عن عبد الله ابن ابن عمر قال الشيخ الالباني رحمه الله كذا الاصل وعند الترمذي وغيره ابن عمرو ذكر ذلك في السلسلة الصحيحة قال هناك ان الحديث حسن موقوف وصح مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام فهو هنا موقوف على عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنه وصح مرفوعا الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه والشيخ الالباني رحمة الله عليه اعتنى بهذا الكتاب كتاب الادب المفرد للامام البخاري ودرس اه احاديث الكتاب وميز بين الصحيح منها والضعيف وكان في اول الامر قسم الكتاب الى قسمين وطبع صحيح الادب المفرد اه مستقلا وضعيف الادب مستقلا ثم رأى الشيخ فيما بعد الى ابقاء الكتاب كما كان وطبعه والاشارة الى آآ كل حديث في في موضعه صحة او ضعفا فيما يتعلق بالكلام على الاحاديث اه لن نقف اه عند الحديث الذي صح عن النبي عليه الصلاة والسلام لكن الحديث الذي يكون في سنده شيء من الكلام فنقف عنده قليلا واذا كان له شاهد يتقوى به اشير الى ذلك حسب الامكان حسب ما تيسر وآآ اما ما سوى ذلك فلن نقف اه عنده في دراستنا لهذا الكتاب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وهذا تنبيه آآ فيما يتعلق بكتاب الادب المفرد يوجد آآ في في الباب رقم اثناش اه توزيع لهذا الكتاب لمن لم يستلم اه نسخته من الكتاب عند الباب رقم اثنعش بعد صلاة العشاء لمدة ساعة آآ والكتاب تبرع به احد المحسنين لمن يرغب ان يحضر اه الدرس ويواظب قدر الاستطاعة في الحظور. فكل من كان راغبا في الحضور يستلم نسخته من الكتاب واما من كان لا يتمكن من الحضور فيدع النسخة لغيره ممن يتمكن من الحضور ايضا لا اجد حرجا من ان اشير تعاونا على البر والتقوى اه الى الاباء الكرام اذا كان امكن تشجيع الابناء على الحضور والمشاركة حتى نتعاون جميعا على البلوغ الى الخير في بيوتنا بالوقوف على هذه الاداب ولعل الابناء اذا اذا حضروا وجلسوا معنا وشاركونا في دراسة هذه الاداب الكريمة نتعاون باذن الله على صلاح البيوت وتحقق الاداب والاباء اه ربما يعاني البعض منهم اه من اه معاملات الابناء واشياء من هذا القبيل فنتعاون من خلال هذا الدرس على اه البلوغ ان شاء الله الى الخير في الادب والخلق والمعاملة الطيبة باذن الله تبارك وتعالى وهذه ايام اختبارات فاذا لم يتمكنوا الان ولو بعد الاختبار ولو وضعت للابن حوافز ومشجعات حتى يستفيد وانت المستفيد من ذلك باذن الله تبارك وتعالى واسأل الله عز وجل لا لنا جميعا صلاح النية والذرية وان يبارك في ابنائنا واوقاتنا واعمارنا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وخواكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل فضيلة الشيخ اذا تعلم الانسان شيئا من الاداب ثم سعى في نشره وان قصر هو في العمل به فهل يكون ممن قال الله فيهم كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون لا يكون من من هؤلاء اذا كان ليس اه مفرطا ومهملا ومتهاونا بهذا الامر وهذا لا يكون من الحريص على الدعوة الى هذا الخلق ونشره بين الناس لكن العبد قد يقصر قد يقع عنده شيء من التقصير او النقص ولا يشترط بالمحتسب والداعي الى الله تبارك وتعالى لا يشترط فيه ان ان يكون مكملا لامور الشريعة وجوانب الدين لا يشترط فيه ذلك لا يشترط في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن يجاهد نفسه ويجاهد الاخرين والنفس لها اقبال وادبار والايمان يزيد وينقص ولو قيل انه لا يدعو الا كامل الايمان ما دعا احد لابد من وجود التقصير ووجود الخطأ والنفس لها اقبال وادبار فيستمر مجاهدا لنفسه وايضا مجاهدا في في الدعوة دعوة الاخرين الى اداب الاسلام واخلاقه الكريمة الفاضلة نعم يقول جزاكم الله خيرا ما هو السبب بان يحسن الرجل الى اصدقائه وزملائه ويتلطف معهم ولا يحسن مع والديه واهل بيته. هذا له سبب واظح اشار اليه اهل العلم وهو ان اصحابه ان لم يعاملهم بهذه المعاملة نفضوا ايديهم منه وتركوه واعرظوا عنه اما والدته لو لم لو عاملها بالادب ما تنفض يدها منه يا ولدي وتتحنن وتتودد وتتلطف ولا يزال يعقها وترحمه وتحن عليه وتعطف فسيء الخلق يقابل هذا الاحسان المتواصل من الام بعقوق ويتلطف مع اصدقائه لانه جرب لو عامل احدهم بقسوة نفروا منه وتركوه وليس لهم به حاجة اما والدته لا والدته لا تزال معه مع غلظته مع شدته مع قسوته تتحنن وتتلطف وتتودد يا بني ويا بني وتكرمه وتحسن اليه وعطفها عليه يزداد لانه ظناها ومنها فكثير منهم يرى هذا الحنان من الام ونفسه ضربت على العقوق فيستمر والعياذ بالله. وجرب انه ان عامل اصدقاؤه بمثل هذه المعاملة التي