بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه المفرد باب بر الام. قال حدثنا ابو عاصم عن بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله من ابر؟ قال امك قلت من من ابر؟ قال امك قلت من ابر؟ قال امك. قلت من ابر؟ قال اباك ثم الاقرب فالاقرب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله باب بر الام بر الام الاظافة هنا من اظافة المصدر الى مفعوله والمعنى بر الولد امة. بر الولد امة. فهذه ترجمة معقودة لبيان الترغيب في في بر الام والحث عليه. وبيان الحق الخاص الذي جعله الله تبارك وتعالى للام مزيدا على الاب حيث جاء في هذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله اخرى في الباب ربما يأتي بعضها ذكر للام ثلاثة امثال مال الاب ذكر للام ثلاثة امثال ما للاب من البر. قال من ابر؟ قال امك. قال من ابر؟ قال امك. قال من ابر؟ قال امك قال من ابر؟ قال ابى ثم اباك. فذكر للام آآ ثلاثة اضعاف ما للاب من البر وهذا يدل على ان للام مزيد خصوصية في البر واحقية به لان المعاناة والمكابدة والجهد الذي حصل للام في وجود لم يحصل لي الاب ولا لغيره مثله. فالام لها حق خاص. ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة ليبين من خلالها حق الام الخاص وان لها التقدمة والاحقية على الاب وعلى غيره في البر والبر كما عرفنا سابقا هي كلمة تجمع امور الخير. وطيب المعاملة وحسن الصحبة والمعاشرة. فهي جامعة وهي من جوامع الكلم في في في تحقيق انواع الخير وجماع انواع الخير والاحسان والاحسان والمعاملة قال باب بر الام في هذه الترجمة حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده قال قلت يا رسول الله من ابر؟ قال امك قلت من ابر؟ قال امك قال قلت من ابر؟ قال امك. قال قلت من ابر؟ قال امك. قال قلت من ابر؟ قال اباك ثم الاقرب فالاقرب هذا نظير ما تقدم فيه حرص الصحابة على معرفة التفاضل في الاعمال ومعرفة افظلها فجاء هذا الصحابي رظي الله عنه يسأل عن الاحقية في البر من ابر؟ يعني من الناس ببر واحساني من اولاهم بذلك من احقهم بذلك؟ هذا مراده بقوله من يسأل عن الاولوية وقد مر معنا اه حديث ابن مسعود لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام اي العمل احب الى الله اي العمل احب الى الله؟ فهذا كله من حرص الصحابة على معرفة تفاضل الاعمال وتمايزها وانها ليست على درجة واحدة. وهذا الحرص الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ينبئ عن رغبة صادقة وعزيمة قوية على تحقيق هذه الامور على اتم احوالها مراعاة في ذلك للاولى ثم الاقل منه وهكذا ومراعاة الاولوية في الاعمال باب شريف من العلم اذا لم يوفق اليه العبد ربما ينشغل في امور هي اقل وشأنها اهون ويدع امورا عظاما ومهمة وهي اجل مما هو منشغل به. فهذا باب من الفقه عظيم كان كان الصحابة رضي الله عنهم يعنون به عناية فائقة. ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في جواباته لسؤالات هذا السائل رظي الله عنه ذكر بر الام مرات في كل مرة يسأل فيها هذا الصحابي من ابر في ذكر النبي عليه الصلاة والسلام الام قال امك في المرة الثانية قال امك في المرة الثالثة قال امك في المرة الرابعة قال اباك فدل هذا الحديث على ان للام للام من البر والاحسان والصلة والمعروف ثلاثة اظعاف مال الاب وهذا واظح في الحديث. ثلاث اظعاف مال الاب وهذا واظح في الحديث هذا لان ما كان من الام من جهد وتعب وشدة ومعاناة في وجود هذا الولد بتيسير الله وتوفيقه لا لم يكن منه ولا مثله ولا قريبا منه من اب ولهذا لما تأتي في القرآن الكريم الايات التي فيها الوصية بالوالدين كلها يذكر فيها معاناة الام. عندما يذكر الوصية بالوالدين كلها يذكر فيها معاناة الام لا لا يذكر. لا تذكر معاناة الاب لان المعاناة التي تكون من الام في في في وجود الولد لا لا يكون منها ولا قريب منها شيئا من اب كقوله سبحانه وتعالى ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا. وايضا قول الله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على لا وهن وفصاله في عامين. وهنا لاحظ ملاحظة نبه عليها العلماء جدير بنا ان ننتبه لها عندما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام آآ في باب البر والمفاضلة فيه عندما ذكر للام ثلاثة امثال ما للاب. لو تأملت في الايتين اللتين تلوت عليك لرأيت فيهما لفتا وتنبيها على هذا المعنى. لان الام حصل منها ثلاثة امور عظيمة جدا كبار حصل منها ثلاث امور عظيمة جدا وكبار لم تحصل من الاب. الامر الاول الحمل وشدته والامر الثاني الوظع وايظا وشدته والامر الثالث الرظاعة فهذه الامور الكبيرة العظيمة الثلاثة ذكرت في الايتين في قوله سبحانه وتعالى الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها هذا الامر الاول ووضعته كرها هذا الامر الثاني وفصاله ثلاثون شهرا الرضاعة هذا الامر الثالث. الاية الاخرى ايضا ذكر هذه الامور الثلاثة. قال ووصينا الانسان والدي حملته امه وهنا على وهن. وهن الحمل ووهن الوضع وفصاله في عامين الرضاعة. فهذه امور كبار عظيمة جدا حصلت من الام ولم يحصل شيء منها ولا قريب منها من الاب ولهذا كان لها ثلاث اضعاف او ثلاث امثال ما للاب من البر كما هو واضح في في هذا الحديث وفي احاديث اخرى عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وفي الايتين المشار اليهما تنبيه مهم للغاية في باب البر. في ما يعينك على على البر وتحقيقه. على وهو تذكر الجميل السابق والمعروف المتواصل الذي كان من الوالدين وكان من الوالدة على على وجه الاخص فتذكروا ذلك يعين جدا على البر والغفلة عنه واهماله يؤدي الانسان الى العقوق والقطيعة. ولهذا تأتي الايات مذكرة بهذا المعروف العظيم. حملته امه كرها ووضعته كرها تذكر هذه المعاني وتذكر هذه المصاعب وتذكر هذه الشدائد وتذكر هذه معاناة التي حصلت من الام فتذكرها جيدا واستحضارها في القلب يعين الانسان. بينما اذا غفل عن عن هذه المعاني ونهى عنها وانشغل عنها آآ ضعف فيه جانب البر وبدأ يقترب من العقوق شيئا فشيئا. قال من ابر؟ قال امك. قلت من ابر؟ قال امك قلت من ابر؟ قال امك؟ قلت من ابر؟ قال اباك. في الحديث ذكر للام ثلاث مرات فيه ثلاثة اضعاف في البر للام خصت به عن الاب وميزت عنه ثم بعد ذلك ذكر الاب آآ ذكر الاب مرة واحدة ثم ذكر بعده الاقرب فالاقرب. وهنا ايظا في الحديث تنبيه على مراعاة القرابة والادنى فالادنى والاقرب فالاقرب واذا كانت الام حق بالبر من الاب فنأتي في في جانب الاقارب الخالة يقول عليه الصلاة والسلام بمنزلة الام يقول الخالة بمنزلة الام ولها احقية خاصة ومن اجيبي هذا الامر ان الخالة تجد في نفسها من الاهتمام والمتابعة والسؤال عن ابناء اختها شيئا كبيرا جدا. وايضا اذا كانت قريبة منها يتبادلان التعاون على التربية والاصلاح وتحس انه ولدها. ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام الخالة ام. فلها احقية لها احقية بالبر والصلة والاحسان. فاذا مراعاة هذا هذا الجانب والعناية به امر وجه اليه النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث العظيم. نعم. قال حدثنا سعيد ابن ابي مريم قال اخبرنا محمد ابن جعفر ابن ابي كثير قال اخبرني زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما انه اتاه رجل فقال اني خطبت امرأة فابت ان تنكحني وخطبها غيري فاحبت ان تنكحه فغرت عليها فقتلتها. فهل لي من توبة؟ قال امك حية؟ قال لا قال تب الى الله عز وجل وتقرب اليه ما استطعت. فذهبت فسألت ابن عباس لم سألته عن امه فقال اني لا اعلم عملا اقرب الى الله عز وجل من بر الوالدة ثم ساق المصنف رحمه الله هذا الاثر العظيم عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما في بيان احقية الام بالبر والاحسان. وعظم هذا الامر وجلالة قدره. وما يترتب عليه من تكفير السيئات ومغفرة الذنوب ونيل رضى الرب تبارك وتعالى فساق المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابن عباس ليبين المكانة العلية والمنزلة الرفيعة ثواب العظيم الذي يجنيه ويناله منبر امه واحسن اليها. وذكر هنا هذه القصة قصة الرجل الذي اتى الى ابن عباس رظي الله عنه رظي الله الله عنهما فقال اني خطبت امرأة يعني تقدم الى آآ امرأة لخطبتها لتكون زوجة له قال خطبت امرأة فابت ان تنكحني يعني لم تقبل به زوجا لها. لم تقبل به زوجا لها طبها شخص اخر فاحبت ان تنكح يعني قبلت وورظيت به ان يكون زوجا لها يقول هذا الرجل فغرت عليها فقتلتها فغرت عليها فقتلتها وهذا يدل على خطورة الغيرة اذا لم كن مضبوطة بضوابط الشرع. مقيدة بقيود الكتاب والسنة. فاذا كانت هكذا مطلقة على عواهنها فانها تفعل بالانسان الافاعيل تارة تدخله في الشكوك والظنون والاوهام الكاذبة والخاطئة وتخوين الاهل والدخول في آآ امور الصعبة في في هذا الباب وتارة تصل بالانسان الى القتل بغير حق كما هنا. وتصل به ايضا الى امور خطيرة جدا فالغيرة لابد ان تضبط بضوابط الشريعة ولا يترك الامر هكذا طيرة جوفاء ليست مضبوطة بضابط ولا مقيدة بقيود القيود التي في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة قوله فهل لي من توبة فيه دلالة؟ على ان الواجب على الانسان مهما كان ذنبه ان لا ييأس. ان الانسان مهما كان ذنبه الا ييأس. وايضا فيه فائدة ان من وقع في الذنب ووثقلت عليه اراد الخلاص منها قبل ان يلقى الله تبارك وتعالى بها. فليسأل اهل العلم ان سأل غير اهل العلم والرطوب. وربما قنطوه فلا يسأل الا اهل العلم. ولهذا هذا الرجل وفق في في سؤال ابن عباس. رضي الله عنه وكلنا نذكر قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا. ثم ذهب الى عابد ليس بعالم ليس قال انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ قال لا اعلم لك توبة. تسعة وتسعين نفس لا اعلم لك توبة لانه رجل ابد اشتغل بصلاته وصيامه وعبادته لكن ليس عنده بصيرة وفقه في دين الله فنظر الى هذا الرقم الكبير تسعة وتسعين نفس قتلها؟ قال لا ارى لك توبة. فكمل به المئة. فاذا سأل سأل غير العالم اذا سأل غير العالم ورطه وربما قنطه فلا يسأل الا اهل العلم لا يسأل الا اهل العلم واذا وفق الانسان لسؤال اهل العلم والارتباط بهم هدي الى صراط مستقيم ورب العالمين يقول فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. قال فهل لي من توبة؟ قال له ابن عباس رضي الله عنهما امك حية؟ بحذف الاستفسار يعني هل امك حية؟ هل امك على قيد الحياة؟ ايش العلاقة؟ الان الرجل يقول هل لي من توبة فيسأله ابن عباس رضي الله عنه ما هذا السؤال هل امك حية؟ هذا الربط بين الموضوعين اثار تساؤلا عند عطاء ابن يسار الراوي عن ابن عباس لكنه تريث حتى وجد الوقت مناسبا فسأل فما هي الرابطة بين كون هذا الرجل قتل؟ وبين سؤال ابن عباس رضي الله عنهما هل امك حية قال امك حية؟ قال لا. قال قال لا. قال تب الى الله عز وجل. قال تب الى الله عز وجل وهذه ايضا هذا شأن اهل العلم واهل الفقه في دين الله لا يقنطون الناس من توبة مهما كان الذنب لا يقنط الانسان قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. فلا يقنط الانسان ولا ييأس. فقال له تب الى الله سبحانه وتعالى. لكنه في هذا المقام سأله اولا عن هل امك حية؟ لان مقام الحسنات مقام الحسنات التي يقدمها العبد لامه من بر واحسان وصلة ترفعه درجات وتكفر عنه ذنوبا كثيرة. فسأله هذا السؤال لهذا الامر لان ما يكون من الانسان من بر لامه يكفر عنه سيئات ويرفعه عند الله عز وجل درجات. فقال تب الى الله عز عز وجل وتقرب اليه ما استطعت. قوله تب الى الله. عز وجل وتقرب اليه ما استطعت. في بيان لي المسلك الصحيح في التوبة. ونيل غفران الذنوب. وانه لا بد فيه من امرين. الامر الاول التوبة الى الله عز وجل الصادقة من الذنب بالندم عليه والاقلاع عنه والعزم على عدم الرجوع اليه والجانب الثاني الاكثار من الحسنات. قال تقرب الى الله ما استطعت اي بالحسنات. لان رب العالمين جل وعلا يقول ان الحسنات يذهبن السيئات. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام اتبع السيئة الحسنة تمحها فنبهه على هذا الامر نبهه الى ان يصدق مع الله في توبته من ذنبه الذي اقترفه وفعله وان يقبل على حسنات لان الحسنات يذهبن السيئات. فذهبت فسألت ابن عباس هنا ايضا نلاحظ اناة السلف وعدم العجلة. لا لم يستعجل عطاء مع ان الموضوع شدة. مع ان الموضوع وبعض الناس اذا شده الموضوع ما يملك نفسه يقاطع لا يملك نفسه ويقاطع يستوقف العالم او يستوقف الفقيه ويقطع في حديثه لانه سده الامر فلم يملك نفسه. فهنا نلاحظ عطاء انتظر. حتى انتهى وفرغ ابن عباس من جوابه لهذا الرجل ثم سأل قال فذهبت فسألت ابن عباس فذهبت فسألت ابن عباس ايضا هذا فيه الحرص على معرفة العلم والفقه وجوابات اهل العلم قال فسألت ابن عباس لم سألته عن حياة امه لما سألته عن حياة امه هذه مسألة شغلت ذهن عطاء رحمه الله قال لما سألته عن حياة امه؟ فقال اني لا اعلم عملا اقرب اني لا اعلم عملا اقرب الى الله عز وجل من بر الوالدة فهذا يدل على ما في بر الوالدة من الثواب العظيم عند الله عز وجل وقربها هذا العمل وعظيم منزلته عند الله جل وعلا. وهذا واظح في القرآن. لان الله سبحانه وتعالى عظم بر الوالدين تعظيما كبيرا في كتابه فكرر في مواضع من كتابه ان ان قرن حق الوالدين بحقه في ايات عديدة فهذا يدل على المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في بر الوالدين. ولنلاحظ هنا دقة ابن عباس رضي الله عنهما في العبارة. لم يقل لا ليس هناك عمل لم يقل ليس هناك عمل اقرب الى الله عز وجل من بر الوالدة. وانما تحدث عن ماذا؟ عن علمه هو قال لا اعلم وهذا من دقته في التعبير. فرق بين ان تقول لا اعلم دليلا على هذه المسألة. او تقول لا دليل عليها فرق بين العبارتين الاولى ادق لانك تنفي علمك اما الثانية فتنفي وجود الدليل قد يكون الدليل وجودا ولكنك لم تطلع عليه. فهذا من دقة عبارات السلف رحمهم الله في ومراعاة الالفاظ والا تلقى الالفاظ على عواهنها احيانا يكون الانسان قليل البضاعة في العلم ثم تجده يقول هذا لا دليل عليه او يقول هذا لا اصل له. لا يقول لا اعلم له اصلا او لا اعلم له دليلا او لم اقف عليه فيه على دليل او في حدود علمي لم اطلع على دليل او نحو ذلك العبارات فاذا هذا نستفيد منه دقة عبارات السلف مع امامتهم وعلمهم ومكانتهم كانوا يتحرون الدقة في الالفاظ استفدنا هنا فائدة عظيمة ان بر الوالدة والاحسان اليها يترتب عليه من تكفير السيئات ورفعة ورفعة الدرجات شيئا لا يكون في الامور الاخرى ولهذا قال لا اعلم امرا اقرب الى الله عز وجل من بر الوالدة. ووقفت على نظير هذا الجواب لابن عباس رضي الله عنهما في مقام اخر هنا المقام مقام مقام توبة من القتل في مقام اخر التوبة من السحر ايضا ذكر هذا الامر ابن عباس في تفسير ابن جرير الطبري وايضا اورده ابن كثير في تفسيره وجود اسناده عن عائشة رضي الله عنها ان امرأة اتتها امرأة من دومة الجندل اتتها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم عند حداثة موته. فلما لم ترى النبي عليه الصلاة والسلام او لم تجده او وجدته قد مات بكى بكاء شديدا لانها جاءت عندها امر تريد عرظه على النبي عليه الصلاة والسلام فوصلت الى المدينة فوجدته قد مات ووالناس في في حداثة موته. فذكرت المرأة قصتها لعائشة رضي الله عنها. ذكرت لعائشة قالت كان لي زوج احبه حبا شديدا ثم انه ذهب ولم يعد. ولم ندري عنه اين هو قلبي متعلق اريده فكنت اسأل عنه فلقيت امرأة عجوزا فقلت لها ان قصتي كيت وكيت قالت ادلك على امر ان فعلته جاءك او جئت بزوجك وحصلت عليه وقصة المعنى قالت من شدة رغبتها في الحصول على زوجها افعل قالت تأتينا غدا فاتيتها في مكان وعدتني فيه فاذا بكلبين قالت اركبي على واحد فركبت فطار بي بناء الكلبان وذهب وذهب بنا الى بابل فوقفنا هناك عند رجلين معلقين وقالت قولي لهما اريد ان اتعلم السحر قولي لهما اريد ان اتعلم السحر فقال لها انما نحن فتنة فلا تكفري. وابن كثير ساق هذه القصة عند قوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين بباب لهاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقول انما نحن فتنة فلا تكفر. فقال لي انما نحن فتنة فلا تكفري. قال تريد ان اتعلم السحر قال اذهبا اذهبي الى هذا التنور فبولي فيه. قالت فذهبت اليه واقشعررت ورجعت اليهما وقلت لهما قالوا بلت فيه؟ قالت نعم. قال فماذا رأيت؟ قالت لم ارى شيئا. قال كذبت لم تفعلي. ارجعي الى الى بلادك قالت اريد ان اتعلم السحر كررت الامر ثلاث مرات تقول في المرة الثالثة قلت في التنور فرأيت اه فارسا مقنعا خرج مني وطار في السماء. فاتيتهما فقلت لهما انني قد اقبلت فيه فقال هل رأيت شيئا؟ قلت نعم. رأيت فارسا مقنعا خرج مني وطار الى السماء. فقال لي هذا ايمانك فهذا ايمانك يعني خرج لان الانسان اذا دخل في السحر في السحر خرج من الايمان السحر والايمان لا يجتمعان انما نحن فتنة فلا تكفر قال قال هذا ايمانك ثم قلت للمرأة التي معي لم يحصل شيئا ما حصل شيء قالت لا لا تقولين لشيء الا لا تطلبين شيء الا حصل فاخذت لي قمحا وقالت ارميه في الارض فقولي يا ابذر فبذر فقولي انبت فنبت فقولي احقل فحقل اخبز فخبز كله في وقفة تقول لما رأيت انني صرت بهذا الامر ندمت. يعني لحقتها الندامة وبدأت الان تبحث عن التوبة. وقالت لعائشة انني لم افعل من ذلك شيء لكنها تريد ايمانها الان. وندمت على ما كان منها. فارسلتها الى لم تجيبها عائشة ارسلتها الى بعض الصحابة فكانت كلما اتى واحدا من الصحابة كلما اتت واحدا من الصحابة ارسلها الى الاخر تدافعون الجواب حتى قال انسان بن عروة الراوي للحديث قال قال ولو ولو جاءت في زماننا زمان التابعين قال ولو جاءت في زماننا في زماننا لوجدت اناسا نوكا كل واحد منهم يبادر الى جوابها فكانت تأتي الى الصحابة واحدا لاخر فيدفعونه اتت ابن عباس هنا موضع الشاهد وان كنت اطلت قليلا اتت ابن عباس فذكرت لها قصتها قال هل لك والدة؟ هل لك والدة؟ فقال لها مثل ما قال لي لهذا الرجل. فهذا يدل على المكانة العظيمة لبر الوالدة وما يترتب عليه من تكفير السيئات ورفعة درجات عند الله تبارك وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى باب بر الاب قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا وهيب ابن خالد عن ابن شبرمة قال سمعت ابا زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابر؟ قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال اباك. ثم قال الامام البخاري رحمه الله باب بر الاب. بر الاب اي ما يجب من بر الاب والاحسان اليه. وان له في البر وتقدمة واحسان الوالد وجميله ومعروفه على على ابنه معروف عظيم وهو احق الناس بحسن الصحابة واحق الناس بالبر بعد الوالدة. فله احقية في البر وله احقية في في الاحسان وله احقية في حسن المصاحبة. ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة لينبه من خلالها على مال الاب من احقية واولوية في البر والاحسان. واورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو نظيره حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده فيه ذكر آآ البر للام ثلاث مرات ثم في المرة الرابعة ذكر الاب وهذا يدل على ان الاب مقدم على غيره في البر ومنزلته في البر بعد منزلة الوالدة نعم. قال حدثنا بشر بن محمد قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا يحيى ابن ايوب قال حدثنا ابو زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اتى رجل نبي الله صلى الله عليه على اله وسلم فقال ما تأمرني؟ فقال بر امك ثم عاد فقال بر امك ثم عاد فقال بر امك ثم عاد فقال بر امك ثم عاد الرابعة فقال بر اباك ثم ذكر حديث ابي هريرة رضي الله عنه من طريق اخرى ذكره من طريق اخرى ولكنه ذكر الام اربع مرات. ووالذي في الرواية السابقة وكذلك في اه طرق الاحاديث الاخرى عن غير ابي هريرة كما تقدم معنا ذكر الام ثلاث مرات. والشاهد من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لبر الاب وان له الاحقية بالبر بعد الوالدة نعم قال رحمه الله تعالى باب بر والديه وان ظلما. قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد هو سلمة عن سليمان التيمي عن سعيد القيسي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح اليهما محتسبا الا فتح الله بابين. يعني من الجنة ان كان واحدا فواحد. وان اغضب احدهما لم يرضى الله عنه حتى يرضى عنه. قيل وان قال وان ظلماه. قال الامام البخاري رحمه الله باب بر والديه وان ظلما بر والديه وان ظلمه سواء ظلماه هو او ظلم غيره يعني كانا ظالمين فالواجب عليه ان يكون برا بهما بمعنى انه يتحاشى اغضابهما والاساءة اليهما ويتحاشى رفع الصوت عليهما وان كان بهذه المنزلة ظالمين واظلم الظلم واشنعه الشرك بالله عز وجل والدعوة اليه والله تبارك وتعالى يقول وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفة فامر تبارك وتعالى بمصاحبتهما بالمعروف مع انهما على هذه الحال من الظلم. الذي هو اظلم الظلم ان الشرك لظلم عظيم. فامر الله تبارك وتعالى مصاحبتهما بالمعروف بالاحسان لطف باللين بحسن المعاملة مع انهما على هذه الحال. فقول الامام البخاري باب بر والديه وان ظلما يدل عليه الاية الكريمة التي اه اشرت اليها. ووساق هنا هذا الاثر عن ابن رضي الله عنهما قال ما من مسلم له والدان مسلمان ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح اليهما محتسبا. يصبح اليهما محتسبا. يصبح اي اه اي يكون هكذا شأن يصبح على عزم ورغبة في في كل صباح لاحتساب في والديه بالمعروف احسان والبر والصلة قال يصبح اليهما محتسبا. يقول الشيخ الالباني رحمه الله كذا في الاصل ولعل الصواب يحسن اليهما محتسبا. يقول ولعل الصواب يحسن اليهما ووقفت على هذا الاثر في كتاب البر والصلة لابن الجوزي في صفحة ثلاثة وتسعين لفظه عنده يصبح اليهما محسنا. يصبح اليهما محسنا. فاذا كانت محسنا يزول الامر الذي استشكل فقال لعله يحسن اليهما محتسبا. لفظه عند ابن الجوزي رحمه الله يصبح اليهما محسنا يعني كل يوم يصبح الى والديه محسنا محسنا الى الى والديه. وهذا فيه استقبال اه استقبال اليوم من اوله ومن صباحه بالاحسان الى الوالدين. ويجعل هذا الامر الذي هو بر الوالدين والاحسان اليهما من اولى اولوياته في اول يومه وبداية نهاره. وهذا من اسباب التوفيق للعبد في يومه كله اذا بدأ اليوم ببر الوالدين بحسن المعاملة طيب الخطاب جميل الكلام مع ان الصغار في الصباح يكون النوم آآ شديدا عليه ويكون آآ متعبا او او او مائلا الى النوم في الصباح في الغالب الصغار آآ تأتي منهم الفاظ ليست جيدة عندما يوقظ للمدرسة او يوقظ مثلا عندما يوقظ لصلاة الفجر فيتمنع واحيانا يكون تمنعه بالفاظ ماذا؟ غير مناسبة. فاذا لاحظنا هذا الامر ان يصبح محسنا يعود بنفسه ويدرب نفسه من من الصباح الباكر لا يسمع والده او والدته اي كلمة غير مناسبة. ومن شب على شيء تاب عليه من صغره يعود نفسه على الادب على اللطف حتى اذا ايقظته من النوم برغبة الى الفراش او رغبة في وحركته ليقوم وطلبت منه او ان يقوم او كانت والدته فيها او والدته شيء من الشدة لا يقابل هذا الا بالكلمة الطيبة ويجاهد نفسه على على تعويد نفسه على هذا الامر يصبح اليهما محسنا. وهذا فقلت فيه التنبيه على ان يبادر الانسان من الصباح الباكر بالاحسان الى الوالدين. قال اه يصبح اليهما محسنا الا فتح الله له بابين. يعني يفتح له من الصباح بابان اه يعني من الجنة وان كان واحدا فواحدا يعني ان كان ابوان فبابان. وان كان ابا واحدا يعني ليست امه حية او ليس اباه حيا كان واحدا فواحدا. قال وان اغضب احدهما لم يرضى الله عنه حتى يرظى عنه. قيل وان ظلماه قال وان ظلماه. قيل وان ظلماه قال وان ظلماه اي ان الواجب على الابن حتى وان كان من ابيه نحوه شيء من من الظلم او الخطأ او التجاوز او كان ايضا منامه شيء من الخطأ واوى التجاوز لا يلتفت الى خطأ الوالدين وانما الواجب عليه ان يلتفت الى الاحسان الكبير والمعروف العظيم الذي حصل له من والديه ومن الوالدة على وجه الاخص فلا ينسى المعروف العظيم في في خطأ او خطأين او ثلاثة او تجاوز او تجاوزين او ثلاثة بل يكون على باله دائما المعروف الكبير الذي حصل له من من والديه. قال وان قال وان ظلماه هذا الاثر نبه الشيخ الالباني رحمه الله الى ان سنده ضعيف الى ابن عباس رضي الله عنه لان في في اسناده السعيد القيسي وهو مجهول. نعم. قال رحمه الله تعالى باب لين الكلام لوالديه. قال حدثنا مسدد قال حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم قال حدثنا زياد ابن مخراق قال حدثني طيلسة ابن مياس قال كنت مع النجدات فاصبت ذنوبا لا اراها الا من الكبائر فذكرت ذلك لابن عمر رضي الله عنهما قال ما هي؟ قلت كذا وكذا. قال ليست هذه من الكبائر هن تسع الاشراك بالله وقتل نسمة والفرار من الزحف وقذف المحصنة اكل الربا واكل مال اليتيم والحاد في المسجد والذي يستسخر وبكاء الوالدين من العقوق قال لي قال لي ابن عمر اتفرق النار وتحب ان تدخل الجنة؟ قلت اي والله. قال احي والداك؟ قلت عندي امي. قال فوالله لو النت لها الكلام واطعمتها الطعام يدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر. ثم قال الامام البخاري رحمه الله باب لين الكلام لوالديه لين الكلام للوالدين اي ان يخاطب والديه دائما بالكلام اللين دائما خاطبهما بالكلام اللين يختار الطف الخطاب واجمل الخطاب ويخاطب به والديه لوالديه الطف خطابا واجمل خطاب. ويكون حديثا مع مع والديه محفوفا دائما بالتوقير والاحترام والدعاء واخفض الصوت ونحو ذلك مما يتناوله لينا لين الخطاب لين الخطاب هذه كلمة معاني عديدة يدخل فيها عدم رفع الصوت يدخل فيها الدعاء يدخل فيهما يدخل فيها ايضا عدم الشدة عن الوالدين معاني كثيرة جدا تدخل تحت لين الكلام الوالدين قال باب لين الكلام لوالديه. ثم ساق هنا اه اثرا عظيما في فائدة جليلة في موضوعنا وفي موضوعات اخرى يقول ساق بسنده الى آآ طيس له بن مياس آآ هذا آآ مياس لقب وليس اسم واسمه علي النهدي وقد وثقها ابن معين رحمه الله يقول طيسلة ابن مياس كنت مع النجدات كنت مع النجدات النجدات اه فرقة من فرق الخوارج فرقة من فرق الخوارج يتبعون اه رجلا يقال له نجدة بن عامر له نجدة ابن عامر واطلق عليهما النجدات لانهم ينتسبون الى هذا الرجل ووعادة اهل البدع اما ينسبون الى من اسس لهم البدعة مثل النجدات ومثل الجهمية ونحو ذلك. وتارة ينسبون الى نوع البدعة التي باشروها مثل ان يقال الخوارج. واحيانا ينسبون الى المكان الذي يتواجدون فيه مثل الحرورية. فهذه النسب لها اعتبارات معروفة عند اهل العلم. فيقول كنتم من من من النجدات اي كنت من الخوارج. والنجدات هذه طائفة وفرقة من الخوارج ولهم عقائد آآ عرفوا بها من بين عقائدهم ان ان العبد اذا وقع في صغيرة واصر عليها كان كافرا مشركا اذا وقع في كبيرة اي اذا وقع في صغيرة واصر عليها كان كافرا مشركا واذا وقع في كبيرة فهو كافر مشرك فكان عندهم شدة في الصغائر والكبائر ولهذا بسبب ارتباط هذا الذي هو طيسه بهم تأثر بهذا التشدد العنت الذي عند هؤلاء وتوهم في بعض الامور التي هي من الصغائر انها من الكبائر لانه مضى في منهج مع نفسه في بشدة اكتسبها من مصاحبته لهؤلاء وارتباطه بهم. فكان وقع في امور يرى ان من الكبائر ورؤيته انها من الكبائر مبني على ماذا؟ على الصلة التي كانت عنده بهؤلاء كما سيأتي في ايضاح ذلك. قال كنت مع النجدات فاصبت ذنوبا لا اراها الا من الكبائر. هي ليست من الكبائر كما سيأتي توضيح ذلك ولم تذكر الذنوب سترا لها. وربما لم يكن ثمة حاجة لذكرها والا لذكرت. فكانت هناك ذنوب وقع فيها وكان لا يراها الا من الكبائر. من اين جاءته هذه الرؤية؟ من اين جاءته هذه الرؤية؟ لمصاحبة هؤلاء. وهذا فيه في فائدة ان الصاحب له تأثير على صاحبه. اذا اذا صاحب الانسان شخصا فيه تشدد وفي تنطع وفيها تزيد في دين الله تبارك وتعالى يورثه هذه الشدة. وايضا اذا صاحب انسان متساهلا مهملا مظيعا ايظا يؤثر فيه في هذا الجانب. ودين الله وسط. وينبغي على الانسان ان يختار من الاصحاب والرفقاء من كانوا على الوسطية لا لا لا شدة ولا ايظا آآ تهاون وتراخي لا غلو ولا جفاء لا افراط ولا قال لا اراها الا من الكبائر. فذكرت ذلك لابن عمر. ذكره لهذا الامر لابن عمر هو من من توفيق الله له. من توفيق الله له عندما يعرض الانسان مشكلته على العالم هذا من من ابواب التوفيق وهذي امر يا اخوان ينبغي ان ننتبه له. عندما يعرظ المسلم او من وقع في مشكلة او خطأ عندما يعرظها على عالم هذا من ابواب التوفيق وقد كان من مبدأ الخوارج في قديم الزمان وحديثه الحيلولة بين اتباعهم وبين العلماء. يحرصون اشد الحرص على ان ان يبعدوا اتباعهم عن العلما وعن سؤال العلماء وعن ارتباط العلما من خلال القاب آآ سريعة يطلقونها على العلما فينفر اتباعهم من اهل العلم ومن ذلكم لما جاء ابن عباس رضي الله عنهما الى الخوارج ذهب اليهم في مكانهم لمناظرتهم يقول فلما قدمت عليهم قلت لهم جئتكم من اصحاب محمد جئتكم من الذين نزل عليهم القرآن ورأوا النبي عليه الصلاة والسلام وانتم ليس فيكم واحد من هؤلاء يعني من الصحابة. هذا كله ترغيب منه لسماع ما عنده يقول فقال بعضهم لاحظ التنفير قال قال بعضهم دعوكم منه هذا من قريش والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن عنهم؟ قال بل هم قوم خصيمون. بل هم قوم خصمون فلا تجادلوه اتركوه. قال بعضهم نسمع ما عنده. ما ما يضرنا وكان ان بين لهم وناظرهم فرجع منهم الفين او ثلاثة. فالشاهد الرجوع الى والاستفادة من من العالم وسؤال العالم وعرض المشكلة على العالم هذا من اسباب التوفيق. وهنا انبه الاخوان الى ان من الاشياء التي تقيد نجمعها من كتاب الادب المفرد هذا عنوان الان عندنا فائدة او ثمرة عرظ المشكلة او الخطأ على العالم. فعندنا هذا الشاهد وعندنا الشاهد الذي مر علينا قريبا وسيأتي شواهد كثيرة جدا فهنا يقول فذكرت ذلك لابن عمر قال ما هي؟ قلت كذا وكذا يعني سمى له الذنوب التي كان يظنها من الكبائر. قال لي هذه من الكبائر. يعني بين له انها ليست هذه ليست هذه من الكبائر هن تسع. وذكر الاشراك بالله وقتل النسمة يعني قتل الروح النفس التي حرم الله عز وجل قتلها قتل النسمة والفرار من الزحف يعني الفرار من القتال وقذف المحصنة والمراد بالمحصنة الحرة العفيفة سواء كان بكرا او ثيبا واكل الربا اي اخذه ووقيل اكله لان الغالب انه يؤكل والا لو اخذ منه واستعمله في مجال اخر هو في حكم اكله. لكن ذكر الاكل لانه هو الغالب. واكل ما لا اليتيم ايضا اخذ مال اليتيم واستعماله سواء في الاكل او في غيره. والحاد في المسجد. آآ ان يستحل بيوت الله عز وجل ويلحد فيها فيميل ويعدل بالمساجد عما انشأت له بنيت له من طاعة الله وذكره والذي يستسخر من السخرية لا يسخر قوم من قوم قال والذي يستسخر واذا رأوا اية يستسخرون قال وبكاء الوالدين من العقوق فذكر من الكبائر عقوق الوالدين عدد له ابن عباس هذه الكبائر ليس على وجه الحصر لان الكبائر ليست محصورة بهذا العدد بل كما قال ابن عباس هي الى السبعين اقرب لكنه نبهه على انواع الكبائر وان ما كان من هذا القبيل ومن جنسه فهو كبير اما هذه الامور التي ذكرت لي فهي ليست من الكبائر. قال لي ابن عمر اتفرق من النار وتحب ان تدخل الجنة. وهذا فيه الجمع بين الترغيب والترهيب. وان الواجب على الواعظ والمعلم والناصح المربي ان يجمع بين الامرين ان يرغب وان يرهب يرغب في الجنة ويرهب من النار في طريقة القرآن تجد ذكر الجنة ويليه ذكر النار. ذكر المغفرة يليه ذكر العذاب. نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. ففيجمع في الدعوة الى الخير والتحذير ايضا من الشر بين والترهيب كما هي طريقة كما هي طريقة القرآن. قال اتفرق من النار؟ يعني تخاف من النار؟ تخاف ان يعذبك الله يوم القيامة بالنار وتحب ان تدخل الجنة؟ الجواب نعم. قال قلت اي والله بمعنى نعم اي بمعنى نعم قال قلت اي والله اي نعم والله اريد ذلك اريد النجاة من النار ودخول الجنة. قال احي والداك؟ هذا نظير ما تقدم. احي والداك قلت عندي امي. قال فوالله لو النت لها الكلام وهذا موضع الشاهد للترجمة. واطعمتها عام لتدخل الجنة ما اجتنبت الكبائر. لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر. دعاه الى امرين تجاه الوالدة الامر الاول لين الكلام وهذا اكبر ما تحتاجه الام من ابنها. وكثير من الامهات واغلب الامهات تكون في غنية عن آآ ابنها ان يعطيها مالا او يعطيها طعاما او مسكنا بل ربما تكون هي التي تصرف عليه. ففي الغالب اكثر ما تحتاج الام من ابنها كلام لين. خطاب لين. لين في الكلام. الن لها الكلام قال لو النت لها الكلام واطعمتها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر. وهذا فيه ان الكبائر لا بد فيها من التوبة لا بد فيها من التوبة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الصلاة الصلوات الخمس ورمظان الى رمظان والجمعة الى الجمعة مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. فهذه فرائظ عظيمة. من اجل فرائظ الاسلام الفرائض الاسلام لكن اشترط النبي عليه الصلاة والسلام في في هذا اجتناب الكبائر بالتوبة منها فهذا امر لابد منه. قال لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر. كما قدمت اضافة الى الفائدة في في هذا الحديث فيما يتعلق تقبيلين الكلام مع الوالدين فيه ثمرة الرجوع الى اهل العلم. اهل العلم اذا رجع اليهم السائل والمستشكل يفتحون له ابواب الخير. ويذكرون له الادلة يذكرون له النصوص يذكرون له الاحكام الصحيحة باذن الله الى طريق مستقيم. فهذا اكرمه الله بسؤال ابن عمر. فعرف الحق وسلم من الباطل الذي ابتلي به بسبب مصاحبته للخوارج. مثل هذه القصة تماما ما جاء في صحيح مسلم قصة يزيد الفقير قال سغفت انا واصحاب لي بفكر الخوارج. وقدمنا الى الحج وكنا قد عزمنا ادنى العزم على اننا بعد الحج نخرج على الناس. عزمنا على هذا الامر يعني سغفنا فكر الخوارج عزمنا على الحج وكنا ايضا عازمين على ان نخرج على الناس بعد اداء الحج. يقول فحجزنا ثم اتينا مدينة فوجدنا في المسجد يعني في هذا المسجد وجدنا جابر بن عبد الله متكئا على سارية يعلم الناس فذكر الجهنميين الجهنميين المراد بهم اهل الكبائر الذين يخرجون من النار وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام خروجهم من النار ظبائر ظبائر اي جماعات جماعات ثم ذكر ان عليه الصلاة والسلام انهم يلقون في نهر الفردوس فيحيون بمائه كما تنبت الحبة في حميل السيف. ذكر ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فكان ابن فكان جابر حدث الناس بهذا الخبر. يقول فقلت له كيف تقول ذلك وقد قال وقد قال الله تعالى انك من تدخل النار فقد اخزيته. وذكر بعض الايات التي منها ان من دخل النار لا يخرج من النار. سواء كان من اهل الكبائر او من اهل الشرك. وعقيدة الخوارج ان اهل الكبائر ما شأنهم يوم القيامة؟ مخلدين في نار جهنم هذه عقيدتهم. مخلدين في نار جهنم. قال فقال لي جابر هل قرأت المقام المحمود الذي ذكره الله في القرآن؟ قلت نعم. قال ذاك مقام الشفاعة. جعله الله لنبيه عليه الصلاة والسلام واخذ يحدثنا بذلك احاديث الشفاعة. يقول فانصرفنا عنه وقلنا لبعض اترون هذا يكذب على رسول الله اتظنون ان هذا الشيخ يكذب على رسول الله؟ يقول فتركنا هذا الفكر كلنا الا واحدا منهم والا جميعهم رجعوا عن عقيدة الخوارج عندما التقوا بالصحابي الجليل اجابنا ابن عبد الله فالشاهد ان سؤال اهل العلم والارتباط بهم وعرظ ما يستشكله الانسان عليهم. وعلى كل القصة قصة قيصرة بن مياس رحمه الله وتوفيق الله عز وجل له بمراجعة الجليل ابن عمر واستفادته منه تفتح للانسان بابا شريف من العلم وبابا عظيما من ابواب الخير في ثمرة الارتباط باهل العلم وحسن الصلة بهم وعرظ الاشكالات عليهم وكما ذكرت في هذا الكتاب وفي غير من كتب اهل العلم نجد نظائر لهذا الاثر كثيرة فيها ما يترتب من الخير العظيم بالصلة باهل العلم وعرض السؤال على عليهم دون غيرهم. وعلى كل حال الشاهد من هذا الاثر ما ذكره ابن عمر من عظم شأن بر الوالدة والانة الكلام لها واطعامها الطعام والاحسان اليها وانها هذا من اعظم اسباب دخول الجنة. نعم. قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن ابيه قال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة؟ قال لا تمتنعن من شيء احبه. ثم اورد الامام البخاري رحمه الله عن عروة تفسيره لقول الله تبارك على لقول الله تبارك وتعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. قال معناه لا لا امتنع من شيء احبه. هذا التفسير يسميه اهل العلم تفسير الشيء ببعض افراده. لان قوله اخفض لهما جناحا الذل من الرحمة يتناول افرادا كثيرة. من انواع خفظ الجناح. من ذلكم الا يمتنع من شيء من احبه اذا احب شيئا ان يفعله وان يقوم به مما ليس فيه معصية لله تبارك وتعالى فمن تحقيق قوله تبارك وتعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة الا يمتنع من شيء احبه. وايضا يدخل في ذلك الكلام وحسن المعاملة والسمع والطاعة في غير معصية الله تبارك وتعالى الى غير ذلك مما هو داخل في قوله تبارك وتعالى واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. هذا والله تعالى وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين جاء عدد من الاسئلة في الجمع بينما عرف عن ابن عباس رضي الله عنهما انه لا يرى ان للقاتل توبة وما جاء في الحديث هنا ابن عباس جاء عنه اه في في في هذا المعنى انه لا يرى للقاتل توبة وهنا لما سأله هذا الرجل قال يعني هل لي من توبة؟ قال الك ام القاتل يتعلق بقتله ثلاثة حقوق حق لله تبارك وتعالى وحق للمقتول وحق لاولياء المقتول فهناك ثلاثة حقوق ولهذا تكون آآ اجوبة على مثل هذا السؤال لها تعلقات التوبة التي للقاتل بينه وبين الله سبحانه وتعالى يكفرها البر والاحسان المعروف وآآ بذل الجهد في الطاعات ولهذا هو سأله ابن عباس رضي الله عنهما هل لك من ام منبها بذلك الى الى ان بر الوالدة والاحسان اليها ينال به هذا التكفير اما ما يتعلق بحق القاتل فانه يأتي يوم القيامة يحمل رأسه بين يديه ويقول يا رب هذا قتلني وهو يطالب بحقه واولى وحق الاولياء هو لهم في الدنيا ان شاءوا عفوا عنه وان شاءوا اه لم يعفوا وطالبوا بالقصاص فهو حق لهم اه فان عفوا انتهى حقهم وان طالبوا بالقصاص وقص ايضا حصلوا حقهم فالشاهد ان هناك حقوق تتعلق فيكون كلام ابن عباس هنا يتعلق في فيما يتعلق بحق الله اما بر الوالدة ليس له علاقة بحق اولياء المقتول وليس له علاقة ايضا بحق آآ المقتول نفسه ولكن ايضا ثمة امر نبه عليه بعض اهل العلم ان آآ بذل الانسان للاحسان وقيامه به اجتهاده فيه قد يكون سببا لان ييسر الله تبارك وتعالى له يوم القيامة ما ترتفع به درجاته ويكون ايضا سببا لعتقه ونجاته من من عذاب الله تبارك وتعالى. نعم يقول كنت على المعاصي في حياة امي وكنت احيانا ما احيانا اعقها وعشت على المعاصي فترة من الزمن بعد وفاتها الى ان من الله علي بالتوبة والهداية ومعرفة كثير من امور ديني وكلما تذكرت اني كنت اعق امي اتألم كثيرا وتضيق علي الدنيا. فهل لي من سبيل للنجاة من عواقب ذلك العقوق لا شك ان السبيل اه امام الانسان ما دام على قيد الحياة وفي ميدان العمل واسع وان فاتك بر الوالدة او حصل لك شيء من العقوق للوالدة في في حياتها وماتت وانت على العقوق لها لديك الان فرصة عظيمة كبيرة جدا لان تحسن الوالدة احسانا كثيرا وان تضاعف الجهد في الاحسان للوالدة ومن اعظم ذلك الدعاء لها والاكثار من الدعاء لك وطلب الغفران لها فهذا من برها وكذلك من برها الصدقة عنها والحج عنها والاعتمار عنها وكذلك من برها صلة اه صاحباتها ورفيقاتها وزميلاتها والاحسان اليهن واخواتها وقريباتي هذا كله من من ابواب البر التي هي متاحة لك وينبغي ان تضاعف الجهد في هذا الباب اذا كنت حصل منك تفريط بسبب المعاصي بالقيام حقوق الوالدة فامامك امامك الان فرصة ان تعوض وان تضاعف الجهد بهذا الباب العظيم ونسأل الله عز وجل لنا جميعا التوفيق والسداد والعون على كل خير وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح اخواننا اجمعين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم لعبد الله ورسوله نبيا واله وصحبه اجمعين