بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب لعن الله من لعن والديه قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال اخبرنا شعبة عن القاسم ابن ابي بزة عن ابي الطفيل رضي الله عنه قال سئل علي رضي الله عنه هل خصكم النبي صلى الله عليه واله وسلم بشيء لم يخص به الناس كافة قال ما خصنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بشيء لم يخص به الناس. الا ما في قراب ثم اخرج صحيفة فاذا فيها مكتوب لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من سرق منار الارض لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام البخاري رحمه الله تعالى باب لعن الله من لعن والديه فهذه الترجمة عقدها الامام البخاري رحمه الله عقب الباب الذي قبلها وهو باب عقوق الوالدين مبينا بذلك رحمه الله ان لعن الوالدين والعياذ بالله من اشد العقوق وافظعه وهو من اشد اللؤم واشنعه ان يقدم الوالدان لولدهما البر والمعروف والاحسان والرعاية والتربية ثم يلقى ذلك كله والعياذ بالله بلعن والديه هذا من اشد العقوق ومن اعظم اللؤم واضاعة المعروف والاحسان والجميل وقد جاء وعيد شديد عن نبينا عليه الصلاة والسلام فيمن كان كذلك والعياذ بالله في من يلعن والديه والعياذ بالله وان من لعن والديه استحق اللعن من الله تبارك وتعالى وهو الطرد والابعاد من رحمة الله عز وجل قال باب لعن الله من لعن والديه اي ان من يلعن والديه يلعنه الله تبارك وتعالى فيبعده ويطرده من رحمته جل وعلا وهذا دليل على ان هذا الامر من كبائر الذنوب وعظائم الاثام ان يلعن الرجل والعياذ بالله والديه هذه كبيرة من كبائر الذنوب وعظيم الاثم وسواء كان لعنه لوالديه تسببا او ابتداء والعياذ بالله وهو اشنع لعن الوالدين ابتداء بان يواجههما ابنهما والعياذ بالله باللعنة ويوجه اللعنة الى والده او الى والدته مباشرة او تسببا بان يلعن الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه بمعنى انه يجر اللعن الى الى والديه ويتسبب في لعن والديه وهذا امر يكثر عند السوقة ومن لا حياء عندهم ولا دين ولا خوف من الله تبارك وتعالى هي مجالسهم ولقاءاتهم يتبادلون لعن الاباء والامهات يتبادلون لعن الاباء والامهات ويكثروا على لسانهم اللعن اكثر من السلام والرحمة اكثر من السلام بل ربما لا يسمع بينهم سلام ولا رحمة ولا بركة ويسمع منهم مرات وكرات اللعن والعياذ بالله ويكون الحظ الاوفر من تلاعنهم للاباء والامهات لا يقول الواحد لا يقول الواحد منهم لمن يشتمه لا يوجه الشتم اليه وانما يوجه الشتم لوالده او والدته والاخر يبادله ذلك وهكذا يكررون التلاعن والعياذ بالله وهذا كله من رقة الدين ووهاء الايمان وخسة الطبع واللؤم والعياذ بالله ان يصل الانسان بهذا المستوى من الحقارة والدناءة والخسة يلعن اباه او يلعن امه تسببا او ابتداء وكما قدمت هذه عظيمة من عظائم الاثام ويستحق بها الفاعل لذلك لعنة الله اي الطرد والابعاد من رحمة الله تبارك وتعالى اورد المصنف رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث علي بن ابي طالب رضي الله عنه وفيه لعن الله من لعن والديه وهو موضع الشاهد من الحديث للترجمة يقول ابو الطفيل سئل علي رضي الله عنه هل خصكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس كافة هل خصكم اي انتم يا ال البيت يا البيت النبي عليه الصلاة والسلام وهل خصك انت في شخصك لقرابتك منه ولكونك من ال بيته فهل خصك بشيء دون الناس كافة يعني دون بقية المسلمين وسائر المؤمنين هل خصكم بشيء من ذلك وقد قيل ان هذا السؤال اثير مبكرا لما وجد عبدالله بن سبأ واتباعه ممن حاولوا ان يتمسحوا ال البيت والنصرة لهم فبدأوا يثيرون شيئا من هذه الامور فسئل علي رضي الله عنه في حياته سئل في حياته رظي الله عنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء وجاء في رواية في صحيح مسلم ان انه قيل له ما كان صلى الله عليه وسلم يسر اليك قال له رجل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر اليك يعني ما الذي كان يخصك به ويقوله لك خاصة سرا بينك وبين ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر اليك فغضب رضي الله عنه فغضب رضي الله عنه وقال ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر الي شيئا يكتمه الناس ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر الي شيئا يكتمه الناس غير انه حدثني بكلمات اربع ذكر هذا الحديث وذكر هذا الحديث ومن عجيب امر من يدعون ان النبي عليه الصلاة والسلام خصه بوصية دون المؤمنين يذكرون تحت هذا امورا كثيرة مكذوبة مختلقة لا اصل لها ولا اساس ولا يذكرون هذه الامور الاربعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه وارضاه قال فهل خصكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس الناس كافة قال ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس وهذا كلام واظح وهذا كلام واضح منه رضي الله عنه وارضاه ومن اراد ان يذكر مناقب علي رضي الله عنه فعلي رضي الله عنه غني ان يكذب عليه لرفعه او الثناء عليه غني عن ذلك تذكر محاسنه الثابتة ومآثره الصحيحة دون دون حاجة فتح باب الاختلاق والكذب عليه وعلى غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سواء من ال بيت النبي او من غيرهم قال الا ما في قراب سيفي قراب السيف هو الغمد الذي يوضع فيه السيف ويغمد فيه السيف وهو يكون من الجلد قال غير ما في قراب سيفي واخرج صحيفة فيها مكتوب كلمات اربع صحيفة في قراب سيفه مكتوب فيها كلمات اربع والكلمات الاربع اذا تأملناها ليس منها شيء يخص عليا رضي الله عنه كلها عامة للمسلمين عموما وصايا لا تختص معين بل هي لكل مسلم وهذا فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يخصه بشيء وهذه الامور الاربع ليست خاصة به وانما هي لعموم المسلمين قال لعن الله من ذبح لغير الله وهذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام سمعه منه علي رضي الله عنه لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من سرق منار الارض لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا هذه الكلمات الاربع التي سمعها علي رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم وكلها كبائر كلها كبائر وذنوب عظام وجرائم كبار وكل واحدة منها صدرها النبي عليه الصلاة والسلام بلعن فاعلها وكرر اللعنة اربع مرات لم يكتفي لعنا واحدا يتناول الامور الاربعة بل كل واحدة منها صدرت بلعن وبدأت هذه الامور الاربعة باخطرها واعظمها خطرا وهو الشرك بالله عز وجل الذي هو اعظم اعظم الذنب واكبر الجرم قد مر معنا قريبا قول النبي صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله فالاشراك بالله اعظم الذنوب واكبر الكبائر ولهذا بدأ النبي عليه الصلاة والسلام بدأ به هنا قال لعن الله من ذبح لغير الله والذبح لغير الله شرك لان الذبح عبادة والعبادة كلها لله تبارك وتعالى قال الله تعالى فصل لربك وانحر اي لربك وقال تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له نسكي اي ذبحي فالنسك هذا عبادة والعبادة حق لله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فمن ذبح لغير الله فقد اشرك بالله تبارك وتعالى واستحق لعنة الله وعذابه وعقابه وان كان من وان كان مات على ذلك استحق الخلود في نار جهنم والشرك في الذبح الشرك في الذبح يكون من جهتين يكون من جهة الاستعانة ويكون من جهة العبادة قال الله تعالى اياك نعبد واياك نستعين فمن استعان غير الله تبارك وتعالى على ذبيحته ولو كان ذبحها لله فهو مشرك كان يقول في عند ذبحه للذبيحة باسم المسيح او باسم فلان او باسم علان فهذه هذه استعانة بغير الله وما اهل لغير الله به اذا اهل بالذبيحة لغير الله وسمي عليها غير الله فهذا شرك في الاستعانة والبافي قولنا بسم الله باء الاستعانة طلب العون والعون لا يطلب الا من الله تبارك وتعالى فهذا شرك في الذبح من جهة الاستعانة ان يذكر على الذبيحة عند ذبحها غير اسم الله من اسم نبي او اسم شجرة او اسم ولي او اسم جن او اي اسم كان هذا كله من الشرك بالله تبارك وتعالى والجهة الثانية من جهة العبادة بان يذبح الذبيحة متقربا بها لغير الله متقربا بها لغير الله تبارك وتعالى فهذا شرك من جهة العبادة وذاك شرك من جهة الاستعانة والواجب ان يكون الانسان في ذبحه مستعينا بالله مخلصا فيه لله فيقول على ذبيحته بسم الله ولا يبتغي بها الا وجه الله تبارك وتعالى قال لعن الله من ذبح لغير الله يعني من ذبح ذبيحة متقربا بها لغير الله تبارك وتعالى ولو كانت الذبيحة من اتفه الحيوان ولو كانت الذبيحة من اتفه من اتفه الحيوان كما جاء في اثر سلمان الفارسي رضي الله عنه قال دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب وذكر قصتهما قال مر على قوم عندهم صنم ولا يجيزون احدا يمر حتى يقرب فقالوا لاحدهم قرب قال ما عندي شيء يعني انا مستعد قال ما عندي شيء اقربه قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فمات فدخل النار دخل النار في ذباب قربه لغير الله فكيف بمن يختار اطيب الشياه واحسن النوق ويسوقها ليتقرب بها الى غير الله تبارك وتعالى. قرب ذبابا فدخل به النار فكيف بمن يقرب شاة او ناقة او بقرة او غير ذلك واما الاخر فقالوا له قرب قال ما كنت لاقرب شيئا ما كنت لاقرب لاحد غير الله تبارك وتعالى قطعوا عنقه فدخل الجنة الامر الثاني في الحديث قال لعن الله من سرق منار الارظ لعن الله من سرق منار الارض وفي بعض روايات الحديث لعن الله من غير منار الارظ اي بدلها وتبديل منار الارض اي العلامات التي تميز بها حدود الاراضي ارض فلان من ارض فلان وجرت عادة الناس في قديم الزمان وحديثه ان ان توضع علامات تميز وتفرق بين الارضين بحيث ان يعرف بالعلامات حد ارض فلان من حد ارض فلان فاذا جاء احد اصحاب الارضين وادخل العلامة في داخل ارضي صاحبه ينشأ عن ذلك ماذا اتساع مساحة ارضه وصغر مساحة ارض صاحبه فيكون غير منار الارض ليسرق من ارض صاحبه واللي جاء في هذه ولهذا جاء في هذه الرواية لعن الله من سرق منار الارض سرق منار الارض يعني غير في منار الارظ لغرظ السرقة والاعتداء واقتطاع ارض غيره او الاقتطاع من ارض غيره بغير حق ومن اقتطع شبرا بغير حق طوقه يوم القيامة من سبع اراضين ولو كان تحريكه للعلامة تحريكا يسيرا قدر شبر فمن ظلم قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبعة اراضين والظلم ظلمات يوم القيامة هو لا هو لا يستفيد في في في في دنياه من شبر يقتطعه او امتار يقتطعها ولكن النفس الظالمة لا تقنع الا بالاعتداء اخذي اموال الناس بغير الحق والا يكون عنده ما فيه كفايته ولكن نفسه الظالمة تأبى الا ان يأخذ مال غيره بغير حق وهذا فيه لعن وطرد وابعاد من رحمة الله. قال لعن الله من سرق منار الارض الامر الثالث وهو الشاهد من الحديث للترجمة لعن الله من لعن والديه لعن الله من لعن والديه اي من باشر والديه باللعنة ووجه اللعنة لوالديه او تسبب في لعن والديه سواء لعن والديه ابتداء او لعن والديه تسببا فكل من الامرين من كبائر الاثم وعظائم الذنوب ان يلعن والديه ابتداء والعياذ بالله او يلعن والديه بالتسبب وفي الحديث تنبيه الى خطورة مجالسة قرناء السوء وخلطاء الفساد من يجالس خلطاء السوء اما ان يعلمونه ان يلعن والديه مباشرة او ان يكون على ايديهما لعن للوالدين بالتسبب وقرناء السوء من اخطر ما يكون على الانسان في دينه دينه وفي عقيدته وفي عبادته وفي ادبه وربما بعض الشباب الصغار تجري على لسانه فهذه الكلمة جريا متكررا وربما بعضهم اصبحت مألوفة عنده معتادة في ايامه ولياليه اصبح لسانه قذرا اصبح لسانه ملوثا متسخا قدر اللعن والعياذ بالله متكرر على لسانه في كل يوم وليلة النبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذي هذا ليس من خلق المؤمن وليس من صفة اهل الايمان اللعن والطعن والبذاء والسب والفحش هذه ليست من خصال الايمان وليست من اعمال اهل الايمان واذا كان ليس اللعن من صفة المؤمن فكيف لعن اقرب اقربائه اليه واكثر الناس احسانا اليه ومعروفا به ولك ان تعجب يكون في البيت الولد فتطعمه امه الطعام وتعطيه اللباس وتطمئن على صحته وعافيته ثم يخرج منها الى الشارع الى زميل او اخر يلعن امه اما ابتداء او تسببا وهي المحسنة وهي الحنون وهي العطوف وهي المكرمة له فهذه والعياذ بالله يصل اليها من بلغ به دناءة الطبع مبلغا شديدا وخسة الخلق ودناءة الحال اي ان يصل الى الى هذه الصفة واعظم من هؤلاء وافظع واشنع من هؤلاء واقبح من يجري على السنتهم والعياذ بالله لعن رب العالمين وهذا ردة ردة عن دين الله تبارك وتعالى وكفر من اشنع الكفر بل هو اشنع الكفر واقبحه يولي عليه رب العالمين نعمه تترى صحة في بدنه وغذاء وطعام وشراب وعافية ثم يتجرأ لسانه ان يتحرك بهذا الكلام القبيح الشنيع والعياذ بالله وهذا كله كما عرفنا ناس من فساد فسادا عريظ ووشر عظيم في القلوب اما القلوب النظيفة القلوب النقية القلوب السليمة لا يمكن ان ان تصل الى مثل هذا قال لعن الله من لعن والديه والامر الثالث والامر الرابع لعن الله من اوى محدثا وفي رواية من اوى محدثا من اوى محدثا اي من اوى صاحب حدث من اوى محدثا اي اوى صاحب حدث مثلا يكون مرتكبا لجناية او لجريمة تيويه وينصره ويستره يشد من عضده فهذا ملعون بلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الرواية الاخرى من اوى محدثا اي امرا محدثا مبتدعا في دين الله ومعنى يؤويه ان ينصر الحدث وينصر البدعة وهذا غاية ما يكون في في الخطورة والعياذ بالله ان يكون الانسان منتصرا للبدعة مؤويا لها مدافعا عنها لا ينتصر للسنة ولا ينهض للذب عنها والدفاع عنها يتحرك كثيرا وينتصر كثيرا للدفاع عن البدع ولهذا يوجد بعض الناس له مؤلفات في والعياذ بالله في الدفاع عن البدع ولا يعرف له مؤلف واحد في الدفاع عن السنة ينتصر للبدعة ويذب عنها ويدافع عنها ولا يذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يدافع عنها ولا ينتصر لها ولا يبالي بها بل حتى فرائض الاسلام وواجبات الدين العظام لا يتحرك لاجلها ولا يهتم بها واعظم من ذلك التوحيد والدفاع عنه والشرك والتحذير منه كل ذلك لا يهتم به فهذا غاية ما يكون في الخطورة وهنا يقول عليه الصلاة والسلام لعن الله من اوى محدثا اي امرا محدثا في دين الله واجبنا نحو المحدثات ان نحذرها وان نحذر الناس منها لا ان نأويها وننتصر لها وندافع عنها فهذا من موجبات غضب الله سبحانه وتعالى وحلول اللعنة نعم قال رحمه الله تعالى باب يبر والديه ما لم يكن معصية قال حدثنا محمد بن عبد العزيز قال حدثنا عبد الملك بن الخطاب بن عبيد الله بن ابي بكرة البصري لقيته بالرملة قال حدثني راشد ابو محمد عن شهر ابن حوشب عن ام الدرداء عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال اوصاني رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بتسع لا تشرك بالله شيئا وان قطعت او حرقت ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمدا. ومن تركها متعمدا برئت منه الذمة ولا تشربن الخمر فانها مفتاح كل شر واطع والديك وان امراك ان تخرج من دنياك فاخرج لهما ولا تنازعن ولاة الامر وان رأيت انك انت ولا تفرر من الزحف وان هلكت وفر اصحابك وانفق من طولك على اهلك ولا ترفع عصاك عن اهلك واخفهم في الله عز وجل ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب يبر والديه ما لم يكن معصية يبر والديه ان يحسن اليهما ويكرمهما ويعاملهما باللطف والمعروف والاحسان ويطيع امرهما وهذا من البر بالوالدين ولا يلقى او يقابل شيئا من امرهما بالعصيان ما لم يكن معصية ما لم يكن معصية اي فانه لا يطيع لا يطيع والديه في معصية لله تبارك وتعالى لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فقوله يبر والديه يبر والديه بانواع البر ومن ذلكم الطاعة الطاعة للوالدين السمع والطاعة لهما ما لم يكن معصية فقوله ما لم يكن معصية اي اذا امراه بمعصية لا يطيع. لكن يبقى البر فلا يفهم من هذا ان ان ان البر يذهب اذا امر بالمعصية بل البر باقي والمصاحبة بالمعروف باقية قد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا اذا قوله ما لم يكن معصية فهذا يتناول جانبا واحدا من جوانب البر وهو السمع والطاعة فاذا امر الوالد او الوالدة او كلاهما الابن بشيء في معصية الله تبارك وتعالى فانه لا يطيع ولا يمتثل الامر لكن يبقى على البر والوصال والاحسان والمعاملة بالمعروف يبقى على ذلك كله واورد الامام البخاري رحمه الله هنا حديث ابي الدرداء ان النبي عليه الصلاة والسلام اوصاه بتسع قال اوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسعة اي بتسع امور او تسع خصال وقوله بتسع هذا من ضبط العلم ومن المفيد لطالب العلم ان يعتني بظبط العلم بالارقام والنبي عليه الصلاة والسلام كان من هديه ذلك يذكر الامور المجتمعة بالرقم مر معنا قريبا قال علي اربع كلمات وهنا قال بتسع وفي الحديث قال اجتنبوا السبع الموبقات ويأتي مثل هذا كثير فذكر الرقم يضبط لطالب العلم العلم يضبط له العلم واذا اخذ يعدد طالب العلم بهذه الامور مثل اذا روى هذا الحديث قال قال ابو الدرداء اوصاني بتسع ثم عد ثمان لو كان لم يحفظها بالرقم تذهب واحدة او اثنتين ولا يشعر لكن اذا كان يحفظ انها تسع فاذا عد ثمان يبدأ يثور السؤال عنده او عند السامعين يقول اين؟ يقول اين التاسعة فمن اسباب ظبط العلم واتقانه تصديره الرقم ولهذا ايضا درج العلماء رحمهم الله على ذلك شروط كذا عددها كذا واجبات كذا عددها كذا ثم يذكرونها يذكر الرقم اولا من اجل ظبط العلم واتقانه قال لا تشرك بالله شيئا لا تشرك بالله شيئا وان قطعت او حرقت فهذا فيه ان الشرك اعظم ذنب عصي الله الله تبارك وتعالى به اعظم الذنوب واكبر الجرائم ولهذا يأتي في القرآن والسنة مجيئا مطردا في ذكر النواهي يبدأ بالشرك وفي ذكر الاوامر يبدأ بالتوحيد فهو اعظم امر نهى الله تبارك وتعالى عنه قال لا تشرك بالله شيئا وان قطعت او حرقت يحتمل قوله لا تشرك بالله شيئا اي في قلبك ونيتك وما لا يطلع عليه الناس يعني لا تعدل عن التوحيد الى الى الشرك مهما كان الامر حتى وان اكرهت على الكفر وفعلت شيئا منه بجوارحك وحواسك فليكن قلبك ثابتا على التوحيد وقد يكون المراد بقوله لا تشرك بالله شيئا في في ظهر في ظاهرك وفي علنك وفيما يراه الناس منك حتى وان اكرهت على ذلك حتى وان اكرهت على ذلك وارغمت عليه فلا تشرك بالله شيئا مع ان من اشرك بالله مكرها على الشرك غير مختار لا يعاقبه الله قال الله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان لا يعاقبه الله فاذا كان الاول فالامر واضح واذا كان الثاني فالارشاد هنا للافضل والاكمل للانسان لانه اذا اكره على الشرك بحيث عرظ الى هذه المرحلة ان يقطع اربا او ان يحرق بالنار ويشوى جسده بالنار كافله في مثل هذه الحالة ان يفعل الشرك في الظاهر مع طمأنينة القلب بالايمان في الباطن ولا يعاقبه الله تبارك وتعالى على ذلك قال لا تشرك بالله شيئا وان قطعت او حرقت قال ولا ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمدا ومن تركها متعمدا برئت منه الذمة وهذا فيه اهمية الصلاة وانها فريضة من فرائض الاسلام وان من ترك الصلاة كفر كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر فهذا فيه ان ترك الصلاة عظيمة من عظائم الذنوب وكبيرة من كبائر الاثم وهو كفر بالله تبارك وتعالى كما دلت على ذلك انواع الدلائل في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه عليه الامر الثالث قال ولا تشربن الخمر فانها مفتاح كل شر لا تشربن الخمر فانها مفتاح كل شر وقد جاء في حديث ثبت عن النبي عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال الخمر ام الفواحش من شربها فعل الفاحشة بامه وعمته وخالته هكذا قال ام الفواحش وجاء عنه عليه الصلاة والسلام انه قال الخمر ام الخبائث فالخمر ام الخبائث وهي ايضا ام الفواحش بمعنى من من تعاطى الخمر من تعاطى الخمر وشرب الخمر تواردت عليه الخبائث والفواحش لان اصل الفواحش وامها ومجمعها الخمر والعياذ بالله والخمر سميت خمرا لانها تخمر العقل وتغطيه ويصبح الانسان لا لا عقل له ولهذا جاء عن عثمان رضي الله عنه في في شرح قول النبي عليه الصلاة والسلام الخمر ام الخبائث ضرب مثالا يوضح فيه هذا المعنى ان الخمر ام ام الخبائث فذكر حال رجل خير بين امور ثلاثة بين ان يقتل نفسا بغير حق او يفعلا والعياذ بالله الفاحشة بامه او يشرب كأسا من الخمر فاختار كأسا من الخمر قال هذا اهونها فشربه ففقد عقله ففعل هذه الامور وزاد عليها ففعل هذه الامور وزاد عليها لان اذا شرب الخمر اجتمعت عليه الخبائث اصبح لا عقل له واصبح الشيطان هو الذي يسوقه ويقوده الى حيث الشر والفساد والخبائث والفواحش والمحرمات قال لا تشربن الخمر فانها مفتاح كل شر وانتبه هنا الشر له مفاتيح والخير له مفاتيح الشر له مفاتيح الخير له مفاتيح ومن اعظم مفاتيح الشر الخمر والعياذ بالله ولهذا دعاة الشر اذا ارادوا ان يورطوا اذا ارادوا ان يورطوا اناسا في الخبائث بانواعها اول ما يبدأون معهم بالخمر لانهم اذا اوقعوهم في في الخمر وفي المخدرات فعلوا كل كبيرة وارتكبوا كل اثم لانهم امسكوا بالمفتاح ودخلوا مع باب السرور فالخمر ام الخبائث والخمر ام الفواحش وهذا كله من لفظه عليه الصلاة والسلام الخمر ام الفواحش الخمر ام الخبائث بمعنى انها تجمع الفواحش وتجمع الخبائث والعياذ بالله قال لا تشربن الخمر فانها مفتاح كل شر قال واطع والديك وان امراك ان تخرج من دنياك فاخرج لهما واطع والديك هذا هو الشاهد من سياق هذه الوصايا في هذه الترجمة والترجمة بر الوالدين ما لم يكن في معصية قال اطع والديك اي اطع والديك في كل ما يأمرانك به يستثنى من هذا اذا امراك بمعصية الله اذا امر الابن بمعصية الله فلا طاعة لهما لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق قال اطع والديك وان امراك ان تخرج من دنياك دنياك اي مالك ما تملك ان امرك ان تخرج من دنياك فاخرج لهما وقد جاء في حديث صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ابناؤكم هبة لكم يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور فهم واموالكم لهم فخذوا من مالهم اذا احتجتم فخذوا من مالهم اذا احتجتم هذا حديث ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا معناه او يكاد ان يكون هذا لفظه عنه صلوات الله وسلامه عليه قال فخذ من ماله ما اذا احتجت ويشهد لهذا المعنى ايضا قوله عليه الصلاة والسلام انت ومالك لابيك انت ومالك لابيك فهنا يقول اطع والديك وان امراك ان تخرج من دنياك. يعني اذا طلب منك والدك من من دنياك شيئا فاعطه لا تشح عليه بشيء من مالك واذا واذا كان الانسان ممن يدرك الجميل تماما ويعرف الاحسان معرفة جيدة فان المعروف الكبير الذي حصل من الام والمعروف الكبير الذي حصل من الاب بنشأة الولد وترعرعه وكبره وانفاقهما عليه من مالهما ورعايتهما له واحسانهما اليهما مثلهما ليس بكثير عليهما اذا طلبا شيئا من المال قل او كثر ان يقدمه بنفس سخية ونفس مطمئنة ونفس مرتاحة لان هذا لا يساوي شيئا امام ما قدماه لا يساوي شيئا امام ما قدماه هل يساوي هذا المال شيئا امام ما قدمته الام من الحمل واطعامك من طعامها هل يساوي شيئا امام شدة الوضع وشدة الرضاعة والتربية في الصغر لا يساوي شيئا بعض الناس من اهل الشيم اذا صنع اليه معروفا يقسم في حق من صنع اليه معروفا انه لو اراد مني مالي كله لاعطيته له. اعترافا منه بجميله عليه ومن اقسم في حقه هذا القسم لم يقدم له معروفا لا لا يقارب معروف الامة والاب فهذا امر طبيعي يدل عليه الايمان والكرم وحسن الخلق واداب الدين اما اذا انتزع من الانسان الخلق والادب فتجده بكل تجده يعني بكل جرأة تجده بكل جرأة يقول هذا مال تعبت عليه كيف اعطيهم هذا بعرقي وهذا تعب وهذا جهدي فيتحدث عن جهده وينسى الاحسان والا لو ذكر الاحسان وذكر المعروف لم لم يتحدث بهذه اللغة ولكانت لغته اخرى لغة الكرم قال واطع والديك وان امراك ان تخرج من دنياك فاخرج لهما ثم ذكر الامر الاخر قال ولا تنازعن ولاة الامر لا تنازعن ولاة الامر وان رأيت انك انت وانتبه لهذه الجملة قال لا تنازع ولاة الامر اي في الامر وفي الولاية ولا تنزع يدا من طاعة ولا تفتات عليهما وان رأيت انك انت يعني وان رأيت انك انت صاحب الحق وانت وانت الذي تفرطت بالحق وحدك او امتزت بالحق وان رأيت انك انت حتى في مثل هذه الحالة لا لا تنازعنا ولاة الامر وفي قوله وان رأيت انك انت تنبيه الى انه منازعة ولاة الامر ينشأ عن مثل ذلك يرى في الانسان نفسه يرى في الانسان يرى الانسان في نفسه انه احق او انه اولى او ان غيره لا يصلح او نحو ذلك فيطرد النبي صلى الله عليه وسلم عن من كان كذلك هذا الوهم وهذا الظن فيقول وان رأيت انك انت وان رأيت انك انت انك انت اي صاحب الحق حتى وان رأيت نفسك بهذه المثوبة لا تنازعنا ولاة الامر لانه منازعة ولاة الامر فساد فساد عريظ وشر مستطير ودمار للناس وظياع للدين وهلاك للحرث والنسل ولهذا جاءت الاحاديث متكاثرة السمع والطاعة والصبر اه النصح لولاة الامر الى غير ذلك مما جاء عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه ثم ذكر امرا اخر قال ولا تفر من الزحف قال ولا تفرر من الزحف وان هلكت وفر اصحابك يذكر الامر ويذكر شيئا من الدوافع اليه. الفرار من الزحف يدفع اليه ان يرى الانسان نفسه شارف على الهلكة ويرى اصحابه قد فروا ومنازعة ولاة الامر يدفع اليه ان يرى الانسان نفسه والاهل او انه هو صاحب الحق في ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ويذكر الدافع وهذا من تمام النصيحة يعني حتى وان وجد مثل هذا الدافع الى فعل هذا الامر احذر ان تفعله احذر ان تفعله قال ولا تفر من من الزحف وان هلكت وفر اصحابك اي عليك في مثل هذا الحال ان تصبر وتثبت والفرار من الزحف كبيرة من الكبائر كما جاء في حديث السبع الموبقات قال اجتنبوا السبعة الموبقات وذكر منها الفرار من الزحف ويستثنى في في في الفرار من الزحف حالتين الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة يعني يرجع لغرض القتال اما يفر هربا فهذا من كبائر الذنوب حتى وان رأى نفسه شارف على الهلاك حتى وان رأى اصحابه قد فروا الواجب عليه ان يثبت قال وانفق من طولك على اهلك وانفق من طولك على اهلك من قولك اي من يسرك وما اتاك الله سبحانه وتعالى وما يسره الله لك انفق من طولك على اهلك وهذا فيه ان الانسان يجب عليه ان ينفق على اهله مما اتاه الله سبحانه وتعالى لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله من وسع الله عليه وسع على على ولده ومن كان فذا حال ظيقة ينفق مما اتاه الله لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها قال وانفق من طولك على اهلك ولا ترفع عصاك على اهلك قال ولا ترفع عصاك على اهلك واخفهم في الله عز وجل وهذه الجملة الاخيرة تتعلق بتربية الاهل وتأديبهم باداب الاسلام قال ولا ترفع عصاك على اهلك جاء في بعض روايات هذا الحديث لا ترفع عصاك عن اهلك لا ترفع عصاك عن اهلك فيدل على جواز استعمال الظرب غير المبرح اذا اذا احتيج اليه واذا لم ينفع اذا لم تنفع الامور الاخرى والمعالجات الاخرى ويكون اخر الدواء الكي وبعض الاهل قد لا يفيد فيه الا مثل هذا العلاج لكن ليس هو اول العلاج. وليس هو اول ما يبدأ به وانما يلجأ اليه اضطرارا عندما لا تنفع الامور الاخرى فهو جائز في مثل هذه الحالة الامر في هذا الباب دون الافراط ودون التفريط لا يقال آآ لا يجوز الظرب مطلقا لا يقال هذا لا يجوز الظرب مطلقا ولا يقال ايظا اضرب كيف شئت وانما خيار الامور اوساطها في امور وحلول وعلاجات قبل استعمال الضرب تستعمل يصبر فاذا اضطر الانسان فالضرب جائز عند الضرورة ولكن لا يكون ظربا شديدا او ضربا مؤذيا او ضربا مضرا واذا ضرب ضرب احدكم فليجتنب الوجه لا يضرب على على على الوجه وانما يظرب على مواظع لا يكون فيها اظهار بالمضروب وانما يقصد بالظرب آآ شيء من التأديب له قال ولا ترفع عصاك عن اهلك هذا معنى هذه الرواية ولا ترفع عصاك على اهلك هذا فيه النهي على الظرفة فيحمل المنع هنا قي ما لا يحتاج اليه بمعنى ان يكون الانسان معتاد يرفع العصا على اهله. اما اذا كان هناك حاجة وظرورة ولم تنفع الحلول الاخرى فلا بأس به في مثل هذه الحال قال واخفهم في الله عز وجل وهذا رأس التربية واساسها رأس التربية واساسها وهو جانب يغفل عنه كثير من المربون والمؤدبون والاباء والامهات كثير منهم يغفل عن هذا. اخفهم في الله بينما كثير من المربين والمعلمين والاباء يخيف ابناءه او من يربيهم بشخصه يخيفهم بشخصه لا يخيفه في الله وهذا خلل في التربية هذا خلل في التربية الاصل ان تخيفه في الله انظروا الاخافة في الله في تربية لقمان الحكيم لابنه. يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله اين مثل هذه التربية؟ من قول قائل لابنه يا بني ان فعلت كذا وكذا انا متابع لك وانا ابحث عنك وانا اسأل عنك وانا من ورائك هذا هذا اخافهم بماذا بشخصه والاول اخافهم بالله واذا اخافه بالله تبارك وتعالى ينشأ الابن في كل الاوقات يراقب يراقب الله سبحانه وتعالى لكن اذا اخافه من شخصه اذا اخافه من شخصه اذا احس يوما من الايام ان ووالده او من يربيه لا يعلم به بدأ يتفلت وهذا يوجد خلل في في التربية والتأديب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام اخفهم في الله عز وجل بمعنى ان ينشأ الابناء وينشأ الاهل على الخوف من الله تبارك وتعالى وعلى مراقبة الله سبحانه وتعالى يقال له يا بني الله شهيد علي الله رقيب عليك الله مطلع عليك اينما تكون يا يا بني يراك الله يسمع كلامك يرى اعمالك يبصر حركاتك وسكناتك حتى لو تكون في في غرفة مظلمة او في مكان خالي يراك رب العالمين. فاذا تكررت الوصية بهذا من الاب لابنه يصبح الابن باذن الله تبارك وتعالى يراقب الله دائما وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام واخفهم في الله عز وجل هذا الحديث حديث ابي الدرداء رضي الله عنه في سنده شهر ابن حوشب صدوق كثير الارسال والاوهام لكن الحديث حسنه الشيخ الالباني رحمه الله تعالى واحال في تحسينه الى كتابه ارواء الغليل وبين هناك ان الحديث حسن بما له من شواهد وبين هناك ان الحديث حسن بما له من شواهد نعم قال حدثنا محمد ابن كثير قال حدثنا سفيان عن عطاء ابن السائب عن ابيه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال جئت ابايعك على الهجرة وتركت ابوي يبكيان قال ارجع اليهما فاضحكهما كما ابكيتهما ثم ذكر الامام البخاري رحمه الله فهذا الحديث حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما وقد تقدم الحديث بتمامه في باب جزاء الوالدين واعاده هنا لان فيه شاهدا للترجمة الترجمة ببر الوالد في بر الوالدين ما لم يكن في معصية وهذا رجل فترك والديه وهاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان والداه يرغبان ان يبقى معه ما وعندهما وهذا الذي رغب فيه الوالدان ليس معصية لله ليس معصية لله وانما رغب في في بقائه لاحتياجهما اليه او لعدم صبرهما عنه او لخوفهما عليه او لغير ذلك فهذا الطلب من الوالدين ليس فيه معصية فالنبي عليه الصلاة والسلام اه امر هذا الرجل الذي قال جئت ابايعك على الهجرة وتركت ابوي يبكيان قال ارجع اليهما فاضحكهما كما ابكيتهما ابكيتهما فالحديث فيه شاهد لي هذه الترجمة نعم قال حدثنا علي ابن الجعد قال اخبرنا شعبة عن حبيبنا ابي ثابت قال سمعت ابا العباس الاعمى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يريد الجهاد فقال احي والداك؟ فقال نعم. فقال ففيهما فجاهد ثم اورد المصنف رحمه الله بخاتمة هذه الترجمة حديث عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد فقال احي والداك؟ قال نعم. قال ففيهما فجاهد يعني لم يأذن له النبي عليه الصلاة والسلام وهذا فيه ان بر الوالدين اعظم من الجهاد في سبيل الله هذا فيه ان بر الوالدين اعظم من الجهاد في سبيل الله وقد مر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام لما اي العمل احب الى الله قال بر الوالدين فقالت الصلاة لوقتها ثم قيل له ثم اي؟ قال بر الوالدين. قيل ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله فبر الوالدين اعظم ومكانته ارفع ولاجل هذا لم يأذن النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الرجل قال احي والداك؟ قال نعم قال ففيهما فجاهد وهنا ايها الاخ الموفق قف متأملا عند قوله عليه الصلاة والسلام ففيهما فجاهد لتنتبه من خلال هذه الجملة العظيمة ان باب بر الوالدين باب مجاهدة ان باب بر الوالدين باب مجاهدة يحتاج فيه الانسان الى مجاهدة ان يجاهد نفسه على برهما والاحسان اليهما والا النفس ميالة الى الاهمال والتضييع والكسل والتفريط ان يلتمس لنفسه المعاذير فالباب باب مجاهدة يحتاج من الانسان الى مجاهدة لنفسه على بر الوالدين قال ففيهما فجاهد اي جاهد نفسك جاهد نفسك والزمها وشد عليها في هذا الباب يبدأ الانسان في في مرحلة مجاهدة للنفس حتى يبلغ مبلغا عظيما بالبر والاحسان كما قال الله تبارك وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فبلوغ درجة الاحسان سواء في بر الوالدين او قبل ذلك في عبادة الله سبحانه وتعالى يكون في يكون بالمجاهدة قال ففيهما فجاهد نعم قال رحمه الله تعالى باب من ادرك والديه فلم يدخل الجنة قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثنا سهيل عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال رغم انفه رغم انفه رغم انفه قالوا يا رسول الله من قال من ادرك والديه عنده الكبر او احدهما فدخل النار ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب باب من ادرك والديه فلم يدخل الجنة باب من ادرك والديه يعني اه ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من ادرك والديه فلم يدخل الجنة اي ادرك والديه حيين لم ينسى يتيما محروما من الابوين او من احدهما بل ادرك ابويه ومن ادرك ابويه فقد ادرك بابا او ادرك بابين عظيمين من ابواب الجنة وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال الزم قدميها فان عندها الجنة ثبت هذا عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو يغني عن الحديث المشهور الجنة تحت اقدام الامهات هذا لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام لكن يغني عنه ويدل على معناه ومقصوده الزم قدميها فان عندها الجنة وايضا هذا الحديث واحاديث كثيرة جدا تدل على ان بر الوالدين باب عظيم من ابواب دخول الجنة ومن ادرك والديه فلم يدخلاه الجنة فهذا محروم محروم من باب عظيم عنده وبين يديه ومتيسر له ان يدخل من خلاله الجنة ولكنه حرم نفسه فهذه ترجمة لبيان ان بر الوالدين والاحسان اليهما باب من ابواب الجنة وان مقابل ذلك وضده وهو العقوق والعياذ بالله يفضي بالانسان الى النار وسخط الله تبارك وتعالى وقد اورد المصنف تحت هذه الترجمة حديثا واحدا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال رغم انفه رغم انفه رغم انفه كررها ثلاث مرات وهذا التكرار ما شأنه في في السامعين لا شك انه يسد السامع الى الى معرفة من هو هذا الامر؟ من هو هذا الشخص رغم انفه رغم انفه رغم انفه قالوا يا رسول الله من يعني من هذا الذي تقول عنه رغم انفه ولك هنا ان تسأل او تتساءل لماذا قال الصحابة من؟ ما غرظ هذا السؤال ما غرظوا هذا السؤال عندما قال الصحابة من الصحابة رضي الله عنهم لما يسألون هذه الاسئلة العلمية يسألون حتى ان كان باب خير فعلوه وان كان باب شر حذروا منه ليس فقط لمجرد المعرفة والاطلاع وانما للعمل فهذا السؤال يدل على نفس حريصة على تحقيق طاعة الله سبحانه وتعالى والبعد عما يسخطه سبحانه وتعالى قال رغم انفه رغم انفه رغم انفه. ومعنى رغم اي الصق بالرغام. والغام هو التراب وهذا دعاء عليه رغم انفه رغم انفه رغم انفه قالوا يا رسول الله من؟ قال من ادرك والديه عند الكبر او احدهما فدخل النار قوله عند الكبر خص الكبر بالذكر لانها حالة يكون فيها الابوان او احدهما محتاجا الى الابن ومحتاجا الى وقفة الابن ومساعدته فخص الكبر او حال الكبر بالذكر لهذا السبب لان حال الكبر تكون حاجة الابوين اشد الى الابن والى وقفته والى مساعدته قال فدخل النار الترجمة قال من ادرك ابواه من ادرك والديه فلم يدخل الجنة والحديث فدخل النار والحديث فيه دلالة لمقصود الترجمة على انه جاء في رواية لهذا الحديث عند الامام احمد في مسنده قال ولم يدخلاه او لم يدخل الجنة قال من ادرك لفظه عند احمد من ادرك والديه عند الكبر او احدهما ولم يدخل الجنة وهذه اوفق لي اه الترجمة هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين يقول السائل قد جاء في حديث اخر عن علي رضي الله عنه حين سئل هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال لا الا افهما يؤتيه الله في كتابه او ما في هذه الصحيفة قيل وما في هذه الصحيفة؟ قال العقل وفكاك الاسير فهل هما روايتان آآ فهما اوتيه العبد من كتابه هذا لا يكون شيئا خص به يعني سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما ما يفتح الله تبارك وتعالى به على عبده واضافة العقل والاسير لا يمنع ان يكون يعني هذا زائد على اه ما جاء في في هذا الحديث وهذه وصايا ليست اه مختصة به رضي الله عنه او بامر مختص به وانما هو امر لعموم المسلمين الشرك في الاستعانة هل هو شرك في الربوبية او شرك في الالوهية الشرك في الاستعانة شرك في الربوبية شرك الاستعانة شرك في الربوبية وهو ايضا شرك في الالوهية من جهة انه طلب ولهذا قال العلماء في قوله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين قالوا اياك نعبد هذه الغاية واياك نستعين هذه الوسيلة الوسيلة لتحقيق الغاية ان يعينك الله واعانة الله لك هذا من ربوبيته وتدبيره بهذا الكون ومن الايمان بقدره وان الامور بتصريفه او من هذه الناحية يتعلق بالربوبية ومن ناحية طلبك العون من الله سبحانه وتعالى هذه عبادة لله تبارك وتعالى نعم اذا زاد صاحب الارض في طول مزرعته وهي في صحراء لم يكن له جار بجوار مزرعته هل هذا جائز اذا كان هذا على وجه الاحياء لو لم يزد وانما احيا الارظ اصلا من اساسها فان له ذلك اذا لم تكن ارضا مملوكة وهي ارض موات واحياها فهي ملك له واذا كانت الارض التي الى جنب ارضه ارضا موات وليست مملوكة لاحد وزادها في ارضه اه اه احياء لها هذا لا شيء فيه وانما الحرمة واللعن في حق من اقتطع من ارض غيره او من ملك غيره هل تغيير علامات العلامات التي تبين الطريق تعتبر من تغيير منار الارض هذا من التغيير لمنار الارض من التغيير لمنار الارض ان ان يغير العلامات الارشادية التي اه يعرف بها الطريق فبدل ان يكون الطريق الى البلد يعني