اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. قال المؤلف رحمه الله تعالى ويثبت اصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا. من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما اثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه اليه ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره. ويكلون علمه الى الله وكذلك يثبتون ما انزله الله عز اسمه في كتابه من ذكر المجيء والاتيان. المذكورين في المذكورين في قوله عز وجل هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقوله عز اسمه وجاء ربك والملك صفا صفا. وقرأت في رسالة الشيخ ابي بكر الاسماعيلي الى اهل جيلان. ان الله سبحانه ينزل الى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله عز وجل هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام؟ وقال وجاء ربك والملك صفا صفا. ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف. فلو شاء سبحانه ان يبين لنا كيف كذلك فعل فانتهينا الى ما احكمه وكففنا عن الذي يتشابه. اذ كنا قد امرنا به في قوله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب. اخبرنا ابو بكر بن زكريا الشيباني سمعت ابا حامد بن الشرقي يقول سمعت احمد السلمي ابا داوود الخفاقة يا فلان سمعنا اسحاق ابن ابن ابراهيم الحنظلي يقول قال لي الامير عبدالله بن طاهر يا ابا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة الى الى سماء الدنيا كيف ينزل؟ قال قلت اعز الله الامير لا لا يقال لامر رب كيف؟ انما ينزل حدثنا ابو يعقوب ابو ابو يعقوب اسحاق ابن ابراهيم العدل. حدثنا محبوب بن عبدالرحمن القاضي حدثنا ابو بكر ابو بكر بن احمد بن محبوب حدثنا احمد بن حمويه حدثنا ابو عبد ابو عبدالرحمن العتكي حدثنا محمد بن سلام قال سألت عبد الله بن المبارك عن نزوله عن نزول ليلة النصف من شعبان فقال عبد الله يا ضعيف ليلة النصف ينزل في كل ليلة فقال الرجل يا ابا عبد الرحمن كيف ينزل؟ اليس يخلو ذلك المكان المكان منه فقال عبد الله ينزل كيف شاء. وفي رواية اخرى لهذه الحكاية ان عبد الله ابن المبارك قال للرجل اذا جاءك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصغي له. وسمعت الحاكم ابا عبد الله رحمه الله يقول سمعت ابا زكريا ابن محمد العنبري يقول سمعت ابراهيم ابن ابي طالب يقول سمعت احمد ابن سعيد ابن ابراهيم ابن عبد الله الرباطي يقول حضرت مجلس الامير عبد الله ابن طاهر ذات يوم وحضر اسحاق ابن ابراهيم يعني ابن راهوية. فسأل عن حديث النزول اصحيح هو؟ قال نعم. فقال له بعض قواد عبدالله يا ابا يعقوب اتزعم وان الله تعالى ينزل كل ليلة؟ قال نعم. قال كيف ينزل؟ فقال له اسحاق اثبته فوق حتى اصف لك اصف لك النزول. فقال له الرجل اثبته فوق فقال له اسحاق قال الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا. فقال الامير عبدالله بن طاهر يا ابا يعقوب هذا يوم القيامة فقال اسحاق اعز الله الامير ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم وخبر نزول الرب كل ليلة الى سماء الدنيا خبر متفق على صحته مخرج في الصحيحين من طريق ما لك بن انس عن الجهرية عن الاغر وابي سلمة عن ابي هريرة. اخبرنا ابو علي زاهر بن احمد حدثنا ابو اسحاق ابراهيم بن عبد الصمد. حدثنا ابو مصعب حدثنا ما لك حاء وحدثنا ابو بكر ابن زكريا حدثنا ابو حاتم المكي بن عبدان حدثنا محمد بن يحيى قال ومما قرأت على ابن نافع وحدثني مطرف عن مالك رحمه الله حاء وحدثنا ابو بكر ابو بكر ابن زكريا اخبرنا ابو القاسم عبدالله بن عبدالله بن ابراهيم بن باكويه حدثنا يحيى بن محمد حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن تهاب الزهري عن ابي عبدالله الاغر وابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر؟ فيقول من يسألني فاعطيه من يدعوني فاستجيب له؟ من يستغفرني فاغفر له. ولهذا الحديث طرق الى ابي هريرة رواه الاوزاعي عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ورواه يزيد بن هارون وغيره من الائمة عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن الزهري عن الاعرج عن ابي هريرة ومالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة وعبيد الله ابن عمر عن عن سعيد ابن ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة وعبد اعلى ابن ابي المشاوير وبشير ابن سليمان عن ابي حازم عن ابي هريرة. وروي الخبر من غير طريق ابي هريرة. رواه نافع بن جبير بن مطعم عن ابيه وموسى بن عقبة عن اسحاق بن يحيى عن عبادة ابن الصامت وعبدالرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبدالله وعبيد الله بن ابي رافع عن علي بن ابي طالب وشريك عن ابي اسحاق عن ابي الاحوط عن عبد الله بن مسعود ومحمد بن كعب بن القراضي عن فضالة ابن عبيد عن ابي الدرداء وابو الزبير عن جابر وسعيد بن جبير عن ابن عباس وعن ام المؤمنين عائشة وام سلمة رضي الله عنهم كلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ينزل الله كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول من يسألني فاعطيه من يدعوني فاستجيب له من يستغفرني فاغفر له فبذلك كانوا يفضلون صلاة اخر الليل على اوله. وهذه الطرق كلها مخرجة باساليبها في كتابنا الكبير المعروف بالانتصار. هذا لفظ ابي سلمة والاغر عن ابي والاغر عن ابي هريرة. وفي رواية يزيد ابن هارون عن محمد ابن عامر عن ابي سلمة عن ابي هريرة. والاوزاعي عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مضى نصف الليل او ثلثاه ينزل الله الى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له حتى ينفجر الصبح. وفي رواية سعد بن مرجانة عن ابي هريرة زيادة في اخره وهي ثم يبسط يديه فيقول من يقرض غير ولا ظلوم. وفي رواية ابي حازم عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ينزل الى السماء الدنيا في ثلث الليل الاخير في نادي هل من سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له فلا يبقى شيء فيه الروح الا علم به الا علم به الا الثقلان الجن والانس. قال وذلك حين تصيح الديكة وتنهق الحمير وتنبح الكلاب وفي رواية موسى ابن عقبة عن اسحاق ابن يحيى عن عبادة ابن الصامت زيادات حسنة وهي التي اخبرنا بها ابو يعلى حمزة ابن عبد العزيز المهلبي قال انبأنا عبد الله بن محمد الرازي قال انبأنا ابو عثمان محمد بن عثمان بن ابي سويد قال حدثنا عبد الرحمن يعني ابن المبارك قال حدثنا فضيل بن سليمان عن عن موسى ابن عقبة عن اسحاق عن اسحاق ابن يحيى عن عبادة ابن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول الا عبد من عبادي يدعوني فاستجيب له الا ظالم لنفسه يدعوني فاغفر له؟ الا مقتر عليه رزقه فيدعوني فارزقه؟ الا مظلوم يذكرني فانصره على عالم يدعو. انا مقتر عليه رزقه. الا مقتر عليه رزقه فيدعوني فارزقه الا مظلوم يذكرني وانصره على عالم يدعوني فافكه قال فيكون كذلك الى ان يطلع الصبح ويعلو على كرسيه. وفي رواية ابي الزبير عن جابر من طريق مرزوق ابي بكر الذي اخرجه محمد بن اسحاق بن خزيمة مختصرة. ومن طريق ايوب عن ابي الزبير عن جابر الذي خرجه الحسن بن سفيان في مسنده. ومن طريقه شامل الدستور عن ابي الزبير عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان عشية عرفة ينزل الله فيه الى السماء الدنيا فيباهي به اهل الارض اهل السماء ويقول انظروا والى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي. فلم يرى يوم اكثر عتيقا من النار من يوم عرفة. وروى هشام الدستوى عن يحيى ابن ابي كثير عن هلال ابن ابي ميمونة عن عطاء ابن يسد عن رفاعة الجهني. حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مضى ثلث الليل او شطر الليل او ثلث ينزل الله الى السماء الدنيا فيقول لا لا لا اسأل عن عبادي غيري من يستغفرني فاغفر فاغفر له من يدعوني فاستجيب له. من يسألني اعطيه حتى ينفجر الصبح. اخبرنا ابو محمد المخلدي اخبرنا ابو العباس السراج. حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبيد الله بن موسى عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن ابي مسلم قال اشهد على ابي سعيد وابي هريرة انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانا اشهد عليهما انهما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله الله يمهل حتى اذا ذهب ثلث الليل الاول هبط الى السماء الدنيا فيقول هل من مذنب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى تطلع الشمس؟ اخبرنا محمد المخلدي حدثنا ابو العباس الثقفي حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا شبابة بن سوار عن يونس عن يونس عن يونس عن يونس ابن ابي اسحاق عن عن ابيه عن ابي مسلم الاغر قال اشهد على ابي سعيد وابي هريرة انهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يمهل حتى اذا كان ثلث الليل هبط الى هذه السماء ثم امر بابواب السماء ففتحت فقال هل من سائل فاعطيه؟ هل من داع فاجيبه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من مضطر اكشف عنه ضره هل من مستغيث اغيثه؟ فلا يزال ذلك مكانه حتى يطلع حتى يطلع الفجر في كل ليلة من الدنيا اخبرنا ابو محمد المخلدي انبأنا ابو العباس عن الثقفي حدثنا مجاهد بن موسى والفضل بن سهل. قال حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شريف عن ابي اسحاق عن الاغر ان شهد على ابي هريرة وابي سعيد انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا كان ثلث الليل نزل تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فقال الا هل من مستغفر يغفر له هل من سائل يعطى سؤله؟ الا هل من تائب يتاب عليه؟ حدثنا الاستاذ ابو منصور ابن حمشاد حدثنا ابو علي اسماعيل ابن محمد الصغار حدثنا ابو منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تعالى في في كل ليلة الى السماء الدنيا فيقول انا الملك انا الملك ثلاثا من يسألني فاعطيه من يدعوني فاستجيب له. من يستغفرني فاغفر له فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر سمعت الاستاذ ابا منصور على اثر هذا الحديث الذي املاه علينا علينا يقول سئل ابو حنيفة عنه فقال ينزل بلا كيف؟ وقال بعضهم ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف من غير ان يكون نزوله مثل نزول المخلوقين بل بالتجلي والتملي لانه جل جلاله منزه ان تكون صفاته مثل صفات المخلوق مثل مثل صفات الخلق كما كان منزها ان تكون ذاته مثل ذوات فمجيئه واتيانه ونزوله على حسب ما يليق بصفاته من غير تشبيه وكيف. وقال الامام ابو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعت من حافذه ابي طاهر رحمه الله تعالى باب ذكر اخبار ذكر اخبار ثابتة السند. رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب الى السماء الدنيا كل ليلة من غير صفة من غير صفة كيفية النزول مع اثبات النزول نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه قوله باب باب ذكر اخبار ثابتة السواد. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين هذا الفصل يتعلق بمجيء الله ونزوله الى السماء الدنيا كل ليلة. فذكر رحمه الله تعالى ابو عثمان الصابوني في معتقده قوله ويثبت اصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما اثبته رسوله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه اليه ويمرون ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكرك ظاهره ويكلون علمه الى الله هذا هو مذهب اهل السنة والجماعة في مسألة النزول فاهل السنة والجماعة متفقون على ان الله سبحانه وتعالى ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا يتعرض لعباده برحمته سبحانه وتعالى. فيقول من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فاعطيه؟ حتى يخرج الصبح وحتى يطلع الفجر ومع اثباتهم لهذا النزود فانهم لا يمثلون نزوله بنزول المخلوقين المخلوقين ولا يكيفونه وانما يكلون علمه الى الله سبحانه وتعالى. وما نقل عن ما لك رحمه الله تعالى او عن الامام احمد في مسألة المجيء وانه يجيء امره فهذا لا يصح عنهما رحمهم الله تعالى بل الثابت عن الامام احمد وعن مالك وعن اهل السنة انهم يثبتون هذه الاحاديث ويؤمنون بها ويمرونها كما جاءت مع اثبات معانيها وفي هذا في هذا ذكر بعض الايات الدالة على ما يدل على النزول فمن ذلك اتيان الله عز وجل لقوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله فقوله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا فهذه الايات تدل على ان الله يجيب وان الله يأتي وسوى ذكر هذه الايات من باب تقوية حجة اهل السنة بان المخالف في باب النزول يقول هذه اخبار احاد واخبار الاحاد لا يملن او لا تبنى عليها العقائد وهذا قول باطل بل باجماع اهل السنة ان خبر الاحاد حجة وانه يفيد ما يفيد المتواتر فكل ما صح خبره كل ما صح الخبر به وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حكم سواء على علمي او عملي فان اهل السنة يثبتونه ويعملون به اما اهل البدع فيردون احاديث الصفات بدعوى انها احاد وثانيا ان هذا الخبر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من اكثر من عشرين طريقا فعن اكثر من عشرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو ايضا متواتر من جهة من جهتك او من جهة روايته هو متواتر وهو صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وثالثا ايضا ان الله سبحانه وتعالى اثبت مجيئه واتيانه وهذي معنى النزول لان الذي ينفي نزول الرب سبحانه وتعالى يقول ان التحرك والذهاب والمجيء والاتيان هذه من افعال الاجسام والله منزه ان يكون جسما وهذا التأصيل الفاسد انبنى عليه تعطيل الله عز وجل من كثير من افعاله ولذلك يرون ان من كمال الله انه لا يزول ومعنى لا يزول عندهم اي لا يتحرك ولا يتغير ولا يتبدل وهذا ليس بصحيح فان الله سبحانه وتعالى اثبت لنفسه المجيء واثبت لنفسه الاتيان واثبت لنفسه النزول فالله ينزل كل ليلة وينزل عشية عرفة وقد جاء في ذلك مراسيم وهي لا ترى فيها ضعف جاء مرفوعة وجاءت مرسلة انه ينزل ايضا ليلة النصف من شعبان وان كانت هذه لا تصح لكن يغني عنها ان الله عز وجل ينزل كل ليلة سواء شعبان او غير شعبان ففي كل ليلة من ليالي السنة ينجو ربنا من السماء الدنيا ونزوله يطلقه اهل السنة ان يقول ينجو ربنا ولا يزيدون ولكن لما انكر الجهمية نزول الله بذاته زاد بعض اهل السنة من باب اثبات حقيقة النزول قالوا ينزل بذاته فلفظة الذات زاد عن السنة لما وجد من ينفي نزول الرب بذاته وان الله ينزل ينزل امره او ينزل رحمته او ينزل ملك من الملائكة يخاطب الناس بهذا القول فهنا اثبت اهل السنة ان الله ينزل بذاته نزولا يليق ليس بالحديث ان الله ينزل بذاته والزيادة في اللصوص الاصل انها لا تزاد الاصل ان النص لا يزاد عليه شيء قاصد ما يتعلق بباب الصفات وانما ننتهي الى ما انتهى اليه النبي صلى الله عليه وسلم لكن اذا وجد من اهل البدع من يقول قولا يخالف ظاهر النص ويخالف حقيقة النص فمن باب اثبات الحقيقة لا حرج ان ان يزاد في النص من باب التفسير والبيان ما يدل على معناه الحقيقي فنقول قل ينزل ربنا بذاته. ينزل ربنا بذاته نزولا يليق بجلاله. ينزل ربنا بذاته نزولا يليق جلاله اهل البدع لا يثبتون صلة النزول ولا صفة المجيء ولا صفة الاتيان كما ذكرت بدعوى ان هذا من افعال الاجسام والله منزه ان يكون جسما وتأولوا ينزل ربنا ان النزول يتعلق بامره وقالوا وجاء ربك اي جاء امره جاء امره وجاء حكمه وقضاؤه وهذا لا شك انه مخالف لظاهر النص اما دعواهم ان الذي ينزل امر الله او الذي ينزل ملك من الملائكة او تنزل رحمته سبحانه وتعالى فهذا يرده ظاهر الحديث فهنا اولا ان الله قائمة قال ينزل ربنا. ينزل ربنا. فاظاف النزول الى الله والاصل في الالفاظ الحقائق والاصل في الالفاظ انه يراد منها ظاهرها ثانيا ان قوله ينزل ملك اما في الحنم يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه. وهذا لا يقوله الا من يملك ذلك فالملك والرحمة والامر كلها لا تملك شيئا من ذلك فاذا قلنا ان الرحمة هي صفة من صفات الله في هذا المقام التي هم يقولون هم اصلا لا يثبتون صلة الرحم لله عز وجل فاذا كان لا يثبتون فهي مخلوقة فهي عندهم فهي عندهم مخلوقة لله عز وجل فاذا كانت مخلوقة كيف تقول هذه الرحمة امن يدعوني فاستجيب له وان قالوا ان صفة لله عز وجل فان هذه الصفة لا تقم بنفسها لا تقم بنفسها وانما تقوم لله ولا يمكن لصفة ان تتكلم بهذا الكلام وانه تكلم بذلك هو هو الله سبحانه تعالى وان قالوا انه ملك كل هذا ادعاء بان هذا الملك يدعي نفسه الروبية وانه يستجيب وانه ينفع وانه يضر من وانه يطلب العباد ان يدعوه وان يسألوا ذلك الملك وهذا دعوة الى الشرك بالله عز وجل فكل هذا يدل على بطلان هذه الاقوال وهذه آآ الاراء الفاسدة الضالة المخالفة لظاهر النصوص بل نقول ان الله ينزل حقيقة وانه هو الذي يقول ذلك من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له هذا هو كلام الله عز وجل كل ليلة يخاطب عباده هذا الخطاب. ويناديهم بهذا النداء. ثم ذكر هنا قصة عبد الله اللي ظاهر اسحاق ابن راهوية رحمه الله تعالى انه قال يا ابا يعقوب الحديث الذي يروى او الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينجو ربنا كل ليلة من السماء الدنيا كيف ينزل قال قلت اعز الله الامير لا يقال لامر ربي كيف وانما ينزل بلا كيد هذا معتقد اهل السنة والجماعة ان الله ينزل نزولا يليق بجلالهم واما كيفية النزول فعلمها عند الله نكل علما الا الى الله عز وجل واما انه ينزل الى كيف اي مراده بقوله ينزل من الكيف ليس المعنى انه ينزل الى كيفية مطلقة وانما المراد هنا ينزل بلا كيف نعلمه. ينزل بنا كيف نعلم فنحن نجهل الكيفية التي ينزل فيها او ينزل بها ربنا سبحانه وتعالى والا الله ينزل نزولا يليق بجلاله سبحانه وتعالى ثم ذكر القصة مرة اخرى انه قال لي انه قال سألت المضاف عن نزول ليلة النصف من شعبان فقال عبد الله ضعيف يا ضعيف اي انك ظعفت في رأيك حتى قصرت نزول الله على اي شيء على ليلة واحدة على ليلة واحدة. فالله ينزل كل ليلة واضح؟ اراد ان الله ينزل كل ليلة باسانيد صحيحة ونزوله نزولا يليق بجلد فقال كيف ينزل؟ قال اليس يخلو ذلك المكان منه؟ هذي مسألة مسألة خلو العرش من الله عز وجل وعدم خلوه هي مسألة من المسألة اختلى فيها اهل السنة المتأخرين خاصة واما المتقدمون من اهل السنة فلم يتعرضوا لهذه المسألة بل نقل حماد بن سلمة وغير واحد ابن مهدي وغير واحد انه ينزل ولا يخلو العرش منه وهذا الذي عليه المتقدمون للسنة انه ينزل ربنا سبحانه وتعالى ولا يخلو العرش منه ولذلك لما سئل الله كيف نزل عليه سيخلو ذلك ويقال ينزل كيف شاء ينزل كيف شاء فسكت عن هذا وهذه مسألة هل نقول يخلو؟ او نقول لا يخلو او نقول او نسكت على ثلاث اقوال منهم من اجاب فاننا نعلم ونسكت عن هذه المسألة وهذا مذهب شديد ومنهم من قال انه ينزل وهو على عرشه وهو على عرشه ومنهم من قال ينزل ويخلو العرش منه ذكر فيها ذكر الصابون في هذا الكتاب انه بلفظة ثم يرجع الى كرسيه الى كرسيه. وهذه اللفظة لو ثبتت لافادت ان العرش يخلو منه لكنا للفظة من كرة. ولا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ساقه باسناده في اخر ما ساق من مسألة نزول ربي سبحانه وتعالى قال ثم ثم يرجع الى كرسيه وهذه لفظة من كرة لفظة من كرة غير غير ثابتة والصحيح الصحيح الذي عليه عامة اهل السنة المتقدمين له ينزل ولا يخلو العرش منه. وهذا الذي قرره شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وآآ محقق اهل السنة ان الله ينزل نزول يريق بجلاله ولا يخلو العرش منه. ايضا يقرر اهل السنة في نزول الله عز وجل انه اذا نزل فان كل شيء يكون تحته ينجو ربنا وكل شيء ينزل تحته وليس هناك لازم انه اذا نزل ان هناك شيء يألوه اذا نزل السماء الدنيا نقول حتى العرش وحتى السماوات السبع السابعة والسادسة والخامسة والرابعة والثالثة والثانية كلها قولوا تحتها كلها تكون تحته وذلك ان الله على كل شيء قدير ويفعل ما ما يشاء سبحانه وتعالى واما هذا اللازم الذي يلزمنا به اهل البدع ان اذا اثبتنا نزوله الى السماء الدنيا ان شيء من مخلوقاته يحتويه او يحيط به فهذه لوازم باطلة لا نلتزمها لا نلتزمها وانما نقول لا نلتزم اياها ولا نلتزم بها وانما نقول كما قال اهل السنة وهذا باجماعهم واتفاقهم ان الله ينزل سبحانه وتعالى واذا نزل نزل جميع المخلوقات تحته سبحانه وتعالى. وليس ثم شيء فوقه اذا نزل. بل هو هو واعلى كل شيء وهو فوق كل شيء سبحانه وتعالى ثم ذكر ان الحديث الذي جاء في الباب حديث ابي عبد الله الاغر عن ابي هريرة جاء من طرق كثيرة. جاء من طرق عبدالله بن عبدالله ابن ابي عبد الله الاظهر عن ابي هريرة وجاء من طريق الزهرة عن عبدالله الاغر وجاء عن ابي سعيد وابي هريرة وجاء عن ابي هريرة وجاء من جانب ابن عبدالله ومن طريق آآ جويل له عشرون طريقة بل اكثر من ذلك وفيه ان الله ينزل كل ليلة. والصحيح في وقت نزوله انه اذا الثلث الاخر اما الثلث الاول والاوسط فقد ورد لكن في اساليبها ضعف والمحفوظ في هذه الاثار انه ينزل اذا بقي الثلث الاخير ثم يتعرض العباد لقوله من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. هنا قصة في عبد الله قصة ابي طه عندما قال له قال آآ عندما سأله ذلك القائل احد القوات عبدالله بن طالب يا ابا يعقوب اتزعم ان الله تعالى ينزل كل ليلة؟ قال نعم. قال كيف ينزل؟ فقاله ابو اسحاق فقاله اسحاق الرعاوية اثبته فوقك. اثبته فوق اي اجعله غير متحرك ثابت حتى اصل لك النزود. فقال ذلك الجاهل اثبته فوقه. اثبته فوق اي انني اثبت انه فوق لا ينزل ولا يتحرك. فقال اسحاق بحجة واستدلال صحيح قال فر. فقال الله تعالى وجاء ربك الله يقول وجاء فقال الامير يا ابا يعقوب هذا يوم القيامة فقال اسحاق اعز الله الامير ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم من يمنعه اليوم فمن انكر مجيء الله قال ان الله لا يجيه كفر من انكر مجيء الله وقال ان الله لا يجي فرد اللفظ والمعنى كفرناه برده اللفظ والمعنى اما اذا اثبت اللفظ ورد المعنى بتحريفه عن ظاهره وقال يجيء امره نقوله مبتدع ضال يقيم الحجة عليه ونبين له الادلة فان اصر واندفعت جميع ما يتعلق من الشبه كفر بعد ذلك انه كذب وانكر شيئا من القرآن. قال هنا ذكر اهل الدال على ذلك فيقوم يدعون قال استجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفر له حتى وجه المساق من طريقي لانه من طرق كثيرة جاء من طريق ابي حازم ومن طريق ابي هر من طريق ابيه وترك موسى ابن عقبة عن اسحاق ابن يحيى العباد ابن الصامت وهذا الذي فيه ثم يعود الى عكرسيه ثم جاء من طريق جاد بن عبد الله وطريق علي بن ابي طالب من طريق ابن مسعود ومن طريق فضالة وابن الدرداء وجابر وابو الزبير ابن الزبير وابن عباس وعائشة وام سلمة. كما قال كل مخرج باساليبها ثم لك حين اوزاع ان يهدي لكثير عن ابي سلمة اذا مضى النصف الليل او ثلثاه ينزل الله السماء الدنيا واصفح لفظة ثلثاه وموافقة الاحاديث الصحيحة فيقول هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له حتى ينفجر الصبح وهذا من كرم الله عز وجل من يقرض غير عدو ولا ظلوم في صحيح مسلم هذه اللفظة ويدل على ان الله يتعرض لعباده برحمته ويتعرض لعباده بكرمه وعطائه. وانه ينزل الى سمائه الدنيا فيسأل عباده ويتعرض لهم برحمته. قال بعد ذلك ثم وقف نقف على مسألة ما يتعلق بحديث هذا الحديث ذكره قال فضيلة الشيخ حدثنا فضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة عن اسحاق ابن يحيى ابن ابي لهب الصامت ينفي الله تبارك وتعالى كل ليلة حتى يبقى ثلث الليل الاخير فيقول الا عبد من عبادي يدعوني فاستجيب له الا ظالم نفسي يدعوني فاغفر له الا مقتر عليه رزقه فيدعوني فارزقه. الا مظلوم يذكرني فانصره. على عالم يدعو لي فافكه اي اسير. قال فيقول ذلك الى ان يطلب الصبح الى ان يطلع ويعلو على كرسيه. هذا الحديث بلفظة ويعلو على كرسيها بلفظة من كرة. والحديث فيه اسحاق ابن يحيى لم يسمع الفضيل ابن سليمان ظعف وها لفظة ويعلو على كرسيه غير ثابتة وقد روي الحديث عن طرق الاخرى ولم تذكر فيه هذه اللفظة لم تذكر فيه هذه اللفظة. فهي لفظة من كرة ومن قال من دخل بهذا الحديث استدل به على ان الله ان الله يخلو عرشه ذاك الصحيح كما ذكرت ان العرش لا يخلو من الله عز وجل اذا نزل بل ينزل ربنا وهو على عرشه مستوي سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم