بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى قلت وهو اعني محمد بن جرير قد نفى عن نفسه بهذا الفصل الذي في كتابه كلما نسب اليه وقذف به من عدوهم عن سبيل من عدول عن سبيل السنة او ميل الى شيء من البدعة. والذي عن احمد رضي الله عنه وارضاه ان اللفظية جهمية فصحيح عنه. وانما قال ذلك لان جهما واصحابه صرحوا بخلق القرآن والذين قالوا باللفظ تدرجوا به الى القول بخلق القرآن وخافوا اهل السنة في ذلك الزمان من التصريح بخلق القرآن. فادرجوه في هذا القول ذي اللبس لئلا يعد في زمرة جهم الذين هم شياطين الانس يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. فذكروا هذا اللفظ وارادوا به ان القرآن بلفظنا مخلوق. فلذلك سماهم احمد رحمه الله جهمية وحكي عنه ايضا انه قال اللفظية شر من الجهمية. واما ما حكاه محمد بن جرير عن احمد رحمه الله ان من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع فانما اراد به ان السلف الصالحين من اهل السنة لم يتكلموا في باب اللفظ. ولم يحوجهم الحال اليه. وانما حدث الكلام في اللفظ من اهل للتعمق وذوي الحمق الذين اتوا بالمحدثات واتوا عما نهوا عنه من الضلالات وذميم المقالات وخاضوا فيما لم يخض فيه السلف علماء الاسلام فقال الامام احمد هذا القول في نفسه بدعة ومن حق المتسنن ان يدعه وكل بدعة مبتدعة ولا يتفوه به ولا بمثله من البدع المبتدعة. ويقتصر على ما قاله السلف من الائمة المتبعة ان القرآن كلام الله غير مخلوق. ولا يزيد عليه الا تكفير من يقول بخلقه. واخبرنا الحاكم ابو عبد الله الحافظ في كتاب التاريخ الذي جمعه لنيسابورا وعلمائها عند ذكر امام المسلمين عبدالله بن المبارك رضي الله عنه قال حدثنا ابو بكر محمد بن عبدالله الجراحي بمرؤ قال حدثنا يحيى بن ساساويه قال حدثنا عبد الكريم السكري قال وهب بن زمعة اخبرني الباشاني قال سمعت عبد الله بن المبارك رحمه الله يقول من كفر بحرف من القرآن فقد كفر يعني بالقرآن. ومن قال لا اؤمن بهذا اللام فقد كفر الاستواء. لا. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ما زال الكلام في مسألة كلام الله عز وجل. اهل السنة من هذه الصفة قد ذكرنا ان مذهب اهل السنة والجماعة انهم يثبتون ان الله سبحانه وتعالى يتكلم في حرف وصوت وان من صفات كماله انه متكلم. وان كلامه متعلق بمشيئته. يتكلم متى شاء كيفما شاء جاء وبعد ذلك لا يكيفون صفة كلامه ولا يزيدون عليها شيئا من كلام الجهمية ومن وافقهم من اهل البدع والضلال. السلام عليكم فمما انكر على من قال ما يسمى بمسألة اللفظية ومسألة لفظية هي قول محدث احدث بعدما استقر قول اهل السنة ان الله يتكلم حقيقة بصوت وحرف فعجز الجهمية ان يواجهوا اهل السنة بهذه المخالفة صراحة فلجأوا الى حيلة فاسدة وباطنة. وهي قولهم ان الفاظنا بالقرآن مخلوقة وقصدوا بهذه المقولة الملفوظ القصد بهذه المقولة الملفوظ بدأ ان يقول ان الله خلاء مخلوق قالوا الفاضل بالقرآن مخلوقة وقصدوا بذلك اللفظ الذي يتلفظ به القارئ ولذلك قال الامام احمد ان اللفظية جهمية. اللفظية جهمية لان قولهم يؤول الى قول الجهل صفوان وان القرآن وان الله لا يتكلم وانه مخلوق لله سبحانه وتعالى واللفظية الذين ينسبون اللفظ الى انها الى ان الالفاظ مخلوقة لله عز وجل يقصدون بها هذا القصد الذي قصده الجهمية وان المحفوظ هو القرآن او كلام الله الذي نسمعه ونتلوه ونقرأه انه مخلوق لله عز وجل وقد انكر سلف هذه الامة كالامام احمد ومن وافقه في زمانه من اهل السنة على هؤلاء اللفظية على هؤلاء اللفظية ولا يعارض هذا اثبات ان القارئ صوته مخلوق وان المقروء هو كلام الله عز وجل. فيقال اصواتنا مخلوقة واما المقروء المتنون المسموع المحفوظ المكتوب هو كلام الله عز وجل صوت صوت القارئ والكلام كلام البالغ. وهذا ما يسمى بخلق افعال العباد. وان ان افعال العباد مخلوقة لله عز وجل. وقد وصف بعضهم الامام البخاري رحمه الله تعالى انه من اللقدية وشن عليه بعض مشايخه وبعض اهل زمانه بل طردوه من بلده حتى مات رحمه الله تعالى قريبا وحيدا. وهذا القول الذي نسب اليه قول باطل لم يقله لم يقله البخاري ولم ينتسب او لم ينسب لهذا القول ولم ينس هذا القول لنفسه الله تعالى بل قال من قال اني اقول ان القرآن مخلوق هو كاذب. من قال اني اقول لفظ القرآن مخلوق فهو كذاب وانما اراد البخاري تعالى ان اصوات ان افعال العباد مخلوقة ومن ذلك حركة لسانه وصوته و التحرك لهتيه وشفتيه ان مخلوقا لله عز وجل. ولم يقصد رحمه الله تعالى ما يتعلق بالملفوظ. الذي هو اللفظ الذي هو كلام الله عز وجل ولذلك قال احمد من قال افظد القرآن مخلوف فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع فهو مبتدع وذلك حتى الا يخرج افعال العباد عن الخلق وهذه مسألة حادثة لم تكن موجودة عند سلف هذه الامة واما الواجب على المسلم هو ان يقول القرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق. واما المسموع المتن والمحفوظ المقروء المكتوب هو كلام الله عز عز وجل ذكر ايضا قول ابن جرير رحمه الله تعالى قال ولا قول في ذلك عندنا يجوز ان نقوله غير قوله في قوله احمد وهي ان اللفظ هو كلام الله عز وجل وان الملفوظ هو كلام الله سبحانه وتعالى. وقال فيه الكفاية وهو الامام المتبع رحمه الله تعالى وهذا يدل على ان مذهب الجليل الطبري رحمه تعالى هو وفق مذهب الامام احمد ولم يخرج عنه في الاصول وفي المعتقد بل معتقده واصوله هي اصول الامام احمد رحمه الله تعالى. واما ما ينقل عن رجل يقال محمد الجليل انه يقول بقول او بقول الرافضة فهو رجل اخر ليس هو محمد جليل الطبري صاحب التفسير وصاحب التاريخ قول بعد ذلك وحدثنا يحيى بن ساسة وهي حدثنا بكير السكري قال اهل الجامعة اخبرنا علي الباشاري قال سمعت اخي ابن مبارك يقول من كفر بحرف من القرآن فقد سفر بالقرآن. ومن قال لا اؤمن بهذه اللام فقد كفر. هذه المقولة ينقلها غير واحد من السلف ان القرآن كله كلام الله عز وجل حروفه ومعانيه. وان الله تكلم بحقيقة بصوت حرف ومن انكر حرفا من القرآن من انكره بعد ثبوته وعلمه بثبوته وانعقاد الاجماع على ثبوته فقد كفر بهذا الانكار وقد جاء في ذلك احاديث مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم لكن ليس منها شيء صحيح. وجاء عن ابو بكر الصديق عن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ان من كفر بحرب تراب فقد كفر بالله ومعنى ذلك ان القرآن هو كلام الله عز وجل وان اهل السنة اهل الاسلام مجمعون على ما فيه من حروف وانه من اه سورة الفاتحة الى خاتمة الناس هي كلها من كلام الله عز وجل. وما نقل عن مسعود رضي الله تعالى عنه انه لم يثبت سورة السورتي الفلق والناس وقال انهم دعاء وتعوذ تعوذ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا قبل العقد اجماع ويعلم ان من كلام الله عز وجل ابن مسعود رضي الله تعالى عنه كان يرى انها تعاويض نزل من باب التعاويد لانها وغيره من الصحابة بل هو اجماع بين اتفاق الصحابة انها سورة من سور القرآن وان من انكرها بعد انعقاد الاجماع وقال ان ليسوا يكون كافرا بالله سبحانه وتعالى من انكر حرفا او اية من كلام الله كفر بهذا الانكار. ومن هذا يكفر اهل السنة الرافضة يكفر اهل السنة الرافضة لانهم انهم لانهم يجحدون شيئا من كلام الله عز وجل ويغيرون ظروفه ويبدلونها وهذا كفر بالله عز وجل بلغوا من زاد حرفا او قرآنا غير القرآن الذي انزله الله عز وجل ونسبه الى الله يكون كافرا بهذا الافتراق كما تفعله الرافضة. وينسبون ينسبون كلاما كثيرا لله عز وجل ويسمى بمصحف فاطمة وفيه سور كثيرة فهذا كله من الكفر بالله عز وجل. لان الله انزل القرآن وتولى حفظه. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فالقرآن محفوظ ولا يستطيع انس ولا جن ولو اجتمعوا جميعا على ان يزيدوا فيه حرفا او نقصوا منه حرفا ومن زاد فيه حرفا كفر من جحد حرفا منه فقد كفر بالله العظيم. اما من جحد حرفا لجهله وعدم علمه وحفظه فهذا يعلم ويبين له ان هذا من كلام الله عز وجل فان اصر بعد ذلك وامتنع من الاقرار يكون كافرا بهذا الجهل. واما من كان ناشئا في بيت بعيدة ونفى شيئا من القرآن او جهله او لم ينسبه الى الله بالجلد جهلا منه ومات على ذلك انه الاسلام يعذر بجهله. اما من بلغ القرآن وبلغه هذا المصحف بما فيه من كلام الله عز وجل. ثم انكر شيئا منه كونوا كافرا بهذا الانكار. هذه مسألة ما يتعلق بمسألة القرآن ومسألة اللفظ ومسألة من انكر شيئا من القرآن فاخبر انه كافرا بالله عز وجل ذكر على ذلك مسك عدو الله قبل ان اتكلم عن علو الله عز وجل لابد ان نعرف ان الناس في باب الكلام يقول على طوائف فهم قسمان جهمية الجهمية والمعتزل الذي يعطلون الله عز وجل عن الكلام ويقولون ان كلام الله عز وجل مخلوق له. هؤلاء هم الجهمية ويدخل تحت دائرتهم المعتزلة. ويدخل ايضا معنى كلامهم الماتوريدية والاشياء حقيقة الكلام حقيقة. ويقابلهم ايضا من غلى في اثبات صلة الكلام. وقال ان الله يتكلم بحرف وصوت وان هذه الاصوات والحروف قديمة كقدم الله عز وجل بل جعلوا اصواتا اصوات القارئ الذي يقرأ القرآن ان اصواته قديمة مع الله عز وجل. وهؤلاء كالسالمية والكرامية فانهم قالوا ان الله يتكلم بلا مشيئة وان كلامه تخرج جملة واحدة لا تسبق سينه باؤه ولا الفه آآ باؤه بل يخرج نملة واحدة وكان الله غير المتكلم فتكلم هذا قول باطل من جهة اثبات الكلام وايضا هناك من يغلو فيثبت جميع الكلام لله عز وجل ويجعل كل كلامه في هذا الكون هو كلام الله كما هو قول فلاسفة والاتحادية والحلولية الذي يقول كل كلام في الوجود هو كلامه سواء علينا نثره او نظامه وهذا كله باطل. اذا خلاصة النذافة في القرآن من يقول ان الله لا يتكلم وان القرآن وجميع الكلام هو خلق لله عز وجل وانه مخلوق لله سبحانه وتعالى. الطائفة الثانية من غنت واثبتت ان الكلام كله هو كلام الله عز وجل وهؤلاء قول الحلولية والاتحادية وطائفة اخرى اثبتت هذا الكلام في حق الله عز وجل وقالت اما الصوت والحرف فلا يقوم الله عز وجل لانها حوادث وانه ليس محل الحوادث كما هو قول الاشاعي ومن وافقهم وايضا هو قول الكرامية يقوم بهذا القول لانهم لا يثبتون ان الله يتكلم جملة بمشيئته وانما كلام معنى القائل في نفسه واما اهل السنة فاثبتوا ان الله يتكلم بصوت وحرف وان كلامه له حروف ومعاني وانه يتكلم متى شاء كيفما شاء سبحانه وتعالى وان الكلام فيه صفة قائمة في نفسه سبحانه وتعالى وفي ذاته. واما احاد الكلام فمتعلق بمشيئة الله عز وجل متى آآ ما اراد ان يتكلم كلم ربنا سبحانه وتعالى يذكر بعد ذلك ويتعلق بصفة الاستواء ونذكرها ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم