بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ووالدينا والحاضرين. قال رحم الله ويشهد اهل السنة ويعتقدون ان الخير والشر والنفع والضر. والحلو والمر قضاء الله تعالى وقدره لا مرد لهما ولا محيص ولا محيد عنهما ولا يصيب المرء الا ما كتب له ربه ولو جهد الخلق ان ينفع المرء ولم يكتبه الله له لم يقدر عليه ولو جاهدوا ان يضروه بما لم يقضه الله عليه لم يقدروا. على ما ورد به الخبر عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله. ومن مذهب اهل سنة وطريقتهم مع قولهم بان الخير والشر من الله وبقضائه انه لا يضاف الى الله تعالى ما يتوهم منه نقص على الانفراد فلا يقال يا خالق القردة والخنازير والخنافس والجعلان. وان كان لا مخلوق الا والرب خالقه. وفي ذلك ورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح تبارك وتعاليت والخير في يديك والشر ليس اليك. ومعناه والله اعلم والشر ليس مما يضاف اليك افرادا وقصدا. حتى قال لك في المناداة يا خالق الشر ويا مقدر الشر. وان كان هو الخالق والمقدر لهما جميعا. ولذلك اضاف الخضر عليه السلام ارادة العيب الى نفسه فقال فيما اخبرنا اخبرنا الله تعالى عنه في قوله اما السفينة فكانت للمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيدها ولما ذكر الخير والبر والرحمة اضاف ارادتها الى الله عز وجل فقال فاراد ربك ان يبلغ اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ولذلك قال قال مخبرا عن ابراهيم عليه السلام انه قال واذا مرضت فهو يشفين. واضاف المرض الى نفسه والشفاء الى ربه وان كان الجميع منه جل جلاله قال رحمه الله ومن مذهب ومن مذهب اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل مريد لجميع اعمال العباد خيرها وشرها لم يؤمن احد الا بمشيئته ولم يكفر احد ولم يكفر احد الا بمشيئته ولو شاء لجعل الناس امة واحدة ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا ولو شاء الا يعصى ما خلق ابليس فكفر الكافرين وايمان المؤمنين والحاد الملحدين وتوحيد الموحدين وطاعة المطيعين ومعصية العاصين كلها بقضائه سبحانه وتعالى وقدره وارادة وارادته ومشيئته. اراد كل ذلك وشاءه وقضاه. ويرضى الايمان والطاعة ويسخط الكفر والمعصية ولا يرضاها. قال الله عز ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر. وان تشكروا وان تشكروا يرضه لكم. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول رحمه الله تعالى ويشهد اهل السنة ويعتقدون ان الخير والشر والنفع والضر بقضاء الله وقدره لا مرد له ولا محيص ولا محيد عنه ولا يصيب المرء الا ما كتبه له ربه ولو جهد الخلق ان ينفع المرء بما لم يكتبه الله له لم يقدروا عليه ولو جهدوا ان يضروه بما لم يقضه له بما لم يقضي الله له او بما لم يقضه الله لم يقدروا على ما ورد به خبر ابن عباس رضي الله تعالى عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ومن يرك بخير فلا رد بفضله هذا الفصل اراد به شيخ الاسلام الصابوني رحمه الله تعالى ان يبين ان من باهل السنة والجماعة انهم يؤمنون بقضاء الله وقدره والايمان بقضاء الله وقدره يترتب عليه امور الامر الاول ان الامور كلها بقضاء الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى هو الذي قدرها. ولا يصح ايمان العبد الا اذا صح ايمانه بالقضاء والقدر. كما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عندما عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الامام قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه والقدر خيره وشره. وجاء في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه سئل صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقال ان تؤمن بالله الاخر وملائكته وكتب رسله والقدر خيره وشره. اذا من كذب القدر فقد انتقض ايمانه وكما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه الايمان بالقدر نظام التوحيد. فاذا كذب القدر اختل نظامه. والايمان بالقدر يتضمن الايمان بامور. الامر الاول الايمان بعلم الله السابق. الايمان بعلم الله السابق لكل شيء. فلابد ان نؤمن ان الله عز وجل علم كل شيء فكلما سيكون فان الله عالمه سبحانه وتعالى علم سبحانه ما كان وعلم ما يقول وعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون سبحانه وتعالى. فعنده خزائن كل شيء سبحانه وتعالى وعنده الفاتح الارض عنده مفاتح السماء والارض سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء سبحانه وتعالى. وهو بكل شيء العليم وهو بكل شيء محيط سبحانه وتعالى. فلابد ان نؤمن بان الله عال بكل شيء. وهذه المرتبة مرتبة الايمان بالعلم مما اجمع عليها المسلمون واجمعوا على كفر من كذب بها اجمعوا على ان من انكر عند الله عز وجل انه كافر بالله عز وجل باجماع باجماع المسلمين. وذلك ان نفي العلم عن ربنا سبحانه وتعالى يعني ان الله جاهل تعالى الله عن قول الظالمين علوا كبيرا. المرتبة الثانية ايضا من مراتب الايمان بالقدر ان نؤمن ان نؤمن بالكتابة وان الله سبحانه وتعالى كتب كل شيء في اللوح المحفوظ كل ما سيكون وما يقع فان الله كتبه سبحانه وتعالى باللوح المحفوظ. فما كان وما يكون قد سطر في اللوح المحفوظ اليس يقع في الشيء في الكون هذا شيء الا وقد كتبه الله عز وجل المرتبة الثالثة ودليل الكتابة قوله آآ صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم ان الله لما خلق الحديث في صحيح مسلم في السنن ان الله اول ما خلق القلم قال له اكتب. قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن. الى يوم القيامة. الى يوم القيامة. فجرى القلم بما هو كائن الى قيام الساعة جرى ابوك الى قيام الساعة فاهل السنة ايضا يعتقدون من مراتب الامام القدر الايمان بان الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ كتب كل شيء في اللوح المحفوظ سبحانه وتعالى فما كان وما يكون قد خطه وسطره عز وجل في في اللوح المحفوظ. المرتبة الثالثة الامام بمشيئة الله العامة وان كل ما وقع وكل ما سيقع فان الله شاءه. وان وان الله اراده ارادة كونية ومشيئة عامة اراده مشيئة عامة وارادة كونية. فكل ما وقع او سيقع فان الله شاءه واراده سبحانه وتعالى ولا يكون في خلق الله شيء لا يريده ولا يشاء. لا يقع في هذا الكون شيء الا وقد جاءه رب سبحانه وتعالى سواء كان خيرا او كان شرا فانه لا يقع الا باذن الله وبعلم الله سبحانه وتعالى سيأتي معنا الفرق بين الارادة الكونية وبين الارادة الشرعية وهل يلزم من الارادة المحبة والرضا؟ على تفصيل سيأتيه. المرتبة الرابعة ايضا من مراتب الايمان بالقدر ان نؤمن بان الله عز وجل خالق لكل شيء وان الله سبحانه وتعالى خلق كل ما دونه فكل ما دون ربنا سبحانه وتعالى من المخلوقات فان الله خالقه. هو الذي خلق الشر وهو الذي خلق الخير سبحانه وتعالى. فما من شيء في هذا الكون الا وهو من خلق الله عز وجل. فاعمال المطيعين. واعمال العاصين هي من خلق ربنا سبحانه وتعالى والخير الذي يفعله الاخيار والشر الذي يفعله الاشرار والخير والشر كله من خلق الله عز وجل كله بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى. كذلك النفع والضر. كل ذلك بقدر الله عز وجل. ويعلمون ان ما كتبه الله يلعب ما كتبه الله عز وجل للعبد فانه لا بد ان يقع لا بد ان يقع وكلما خط في اللوح المحفوظ فلا بد ان يقع على العبد وانما يقع التغيير والتبديل والمحو فيما يسطر في صحف الملائكة اما الذي سطر في اللوح المحفوظ فهذا لا يبدل القول فيه لدى ربنا سبحانه وتعالى ولابد ان يقع. فما اراد الله ما اراده الله عز وجل فلا بحيص عنه. ولا بحيد عنه ولا يصيب المرء الا ما كتب له ولو جاهد الخلق اي لو اجتمع الخلق كلهم على ان ينفع العبد شيء لم ينفعه الا بشيء قد كتبه الله الله له ولو اجتمع لن يضره بشيء لم يضره اذا بشيء قد كتبه الله عز وجل عليه. فالاقلاب قد رفعت والصحف قد جفت ولا يغير مما قدر في اللوح المحفوظ شيء. فكل ما خط في اللوح المحفوظ فانه لا يبدل ولا يغير. اما قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت فهذا فيما يتعلق في صحف الملائكة. اما الذي خط في اللوح المحفوظ فهذا لا يتبدل ولا يتغير المسألة الثانية ايضا ذكر هنا مسألة ان الخير والشر من الله سبحانه وتعالى بقضائه ان الخير والشر كله من الله سبحانه وتعالى الا انه ذكر ان الشر لا يضاف الى الله تعالى لا يضاف الى الله سبحانه وتعالى على ما يتراهم منه نقص الافراد. ومسألة اضافة الشرع الى الله عز وجل لابد ان نقسمها الى اقسام. اولا ليس في افعال الله شر. ليس في افعال الله شر. فالشر من جهة افعاله لا ينسب اليه ولا يضاف اليه لان افعاله سبحانه وتعالى وقظاءه وقدره كله خير لا فيه والشر انما هو في مفعولاته وفي مخلوقاته سبحانه وتعالى. اما قضاؤه وقدره الذي يتعلق بفعله سبحانه وتعالى الذي هو فان افعاله ليس فيها شر ليس فيها شر بل هي خير خير آآ محض لا شر فيها واما من جهة المفعولات فان المفعولات والمقضي والمقدر فيه الخير وفيه الشر ونسبة الشر نسبة الشر لهذا المفعول الذي وقع الا انه ليس شرا محضا لان في ايجاده وخلقه لابد ان يكون فيه منفعة حكمة ارادها الله عز وجل حتى ابليس الذي هو رأس الشر ورأس الكفر والضلال في ايجاده وفي خلقه خير عظيم يعرف بالذلك اولياء الله من اولياء الشيطان يعرف في ذلك الصادقين الكاذبين. يتميز به يتميز بايجاد وخلقه. بل يخالف هواه وشهوة اخوته كذلك من وقع في المخالفة والمعصية انه يتجلى له اسماء الله من فوق الكون. اذا تتجلى له اسماء الله اسمي التواب واسم الغفور واسم الرحيم وما شابه هذه الاسماء التي تعرف اذا وجد الذنب ووجد الخطيئة والمعصية تتجلى معالي التوبة والباطرة والرحمة وتظهر اثارها على خلق الله عز وجل. اما نسبة الشر الذي هو المفعول الى الله عز وجل فانه يضاف الى الله في ثلاث حالات يضاف الى الله عز وجل في ثلاث حالات. الحالة الاولى ان يدخل في عموم خلق الله عز وجل ان يدخل في عموم خلق الله عز وجل كقوله تعالى الله خالق كل شيء. فكل شيء يدخل فيه الخير والشر. الحالة الثانية ان يضاف الى الله عز ان يضاف الى الله عز وجل مع مع عدم الاظافة الاظاف الى الله مع ذكر سببه ان مضافة الشر الى سببه اضافة الشر الى سببه. مثل اه قوله تعالى من شر ما خلق فاضاف الشر الى الى الخلق ما اصاب فبنفس فاصاب الشر والسيئة اذا اظاف الشر والسيئ الى من؟ الى العبد. فهنا يذكر الشر مع اظافته الى سببه والى فاعله. الحالة الثالثة ذكر الشر ذكر الشرع مع اظافته الى مع اظافته الى المجهول او يضاف الى المجهول وان لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا فهنا ذكر الشر ولم ينسبه الى الله عز وجل وانما نسبه الى الى المجهول. وذلك من باب الادب من باب الادب مع الله عز وجل ولذلك ذكر هنا انه لا يرضى الله عز وجل على وجه الاستقلال والانفراد فلا يقال يا رب الشر يا خالق القردة والخنازير فان هذا فيه سوء ادب مع الله عز عز وجل وانما يقال الله خالق كل شيء الله خلق المخلوقات كلها شرها وخيرها ضارها ونافعها. الله الذي خلق اما اظافة الخلاء مثل الشرور. كالعقارب والحيات والخنافس والخنازير وقول يا خالق الجعلان يا خالق الخنافس يا خالق الخنازير نقول هذا فيه سوء ادب مع ربنا سبحانه وتعالى. وانما اذا اردت ان تدعوه بخلقه تقول يا خالق كل شيء يا رب كل شيء فان الشر ليس فان الشر ليس اليك. اذا قوله والشر ليس اليك اما الشر ليس لك من جهة افعالك. واما انه لا اليك على وجه الانفراد وعلى لا يضاف اليك لا يضاف اليك على جهة تراد من جهة المخلوقات والمفعولات وانما يضاف الى الله تحت عبو بخلقه ان يضاف الى سببه ان يضاف بعدم ذكر آآ حذف مع حذف الفاعل له. مع حذف فاعله كما قال سبحانه وتعالى في قصة الخضر عندما قال اما السفينة فكانت فاردت ان اعيبها لما ذكر العيب ذكره الى نفسه وهذا من كمال ادبه مع ربه سبحانه ولما ذكر الخير قال رحمة رحمة من ربك اي هذا الفعل فعلته رحمة من ربك وكذلك في قول ابراهيم عندما قال واذا مرضت فهو يشفين اسم المرض الى نفسه ونسب الشفاء الذي هو خير من الى الله عز وجل. فهنا هذا هو كمال الادب الا يظافر الشرع الى الله عز وجل على وجه الاستقلال على وجه الانفراد قال هنا من مذهب اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل مريد لجميع ابناء العبادة. قرأنا هذا. نعم. مريد لجميع اعمال العباد خيرها وشرها. هذه المسألة وهي مسألة ان الله سبحانه وتعالى اراد افعال العباد واراد اعمال العباد كلها الخير والشر الطاعة والمعصية هذا هو قول اهل السنة بالاجماع واهل السنة مجمعون ومتفقون على ان جميع ما يفعله العبد من خير وشر فان الله اراده فان الله اراده الا انهم يسمون هذه الارادة بالارادة الكونية ويعبرون عنها بتعبير اخر وهي ان الله شاءها ان الله سبحانه تعالى شائها وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فكل شيء بمشيئة الله عز وجل ولا يخرج شيء عن مشيئته الله ولذلك لما ظاق عطن المعتزلة والجهمية بهذه النصوص وان الله كيف كيف يريد كيف يريد الشر؟ كيف يريد الشر ويعاقب عليه وهو مذهب المعتزلة فاصلوا اصلا سموه اصل العدل. زاعمين اننا اذا قلنا ان الله اراد الشر فان الله لا يعذب عليه. فارادوا عندما حصل عندهم هذا تناقض الذي هو في عقولهم وليس بالواقع قالوا كيف يأمره بالشر؟ ثم يعاقبه على هذا الشر كيف يخلق الله الشر فيه ويعاقبه على هذا الشر؟ فلما رأوا هذا التناقض ماذا فعلوا؟ قالوا ان الله لم يخلق افعال العباد ولم يرد من العبد ان يكون فاجرا ولا كافرا ولم يشأ له ذلك. وانما العبد هو الذي شاء ذلك وهو الذي اراده فغلبت مشيئته مشيئة الله عز وجل وارادته ارادة الله عز وجل ولا شك ان هذا من اعظم الضلال هذا من اعظم الضلال فهنا نقول ان المعتزل واما الجهمية لما رأوا كذلك قالوا ان العبد افعاله الخير والشر هو قد ارادها الله وشاء الله عز وجل والعبد ليس له بشية وليس له اختيار وانما هو كالركا الريشة في بهب الريح ولا شك ان هذا ايضا هو قول باطل. فخرجنا في بهذه الارادة الى طائفتين. القدرية المعتزلة والجهمية الجبرية. اما اهل السنة لما قرأوا النصوص والنصوص وعلموا ان الله اراد الخير واراد الشر وان ارادته التي يرظى بها ويحبها سبحانه وتعالى هي المتعلقة بما يحب من الطاعات واما الفجر واما الكفر والفجور وما شابه فان الله لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفاجر ولا يحب المسرفين ولا يحب المبذرين ولا يحب العاصين والفاسقين. افادنا ادى الارادة ارادتان. ارادة كونية وارادة شرعية. ارادة كونية لابد ان تقع ويدخل تحت ويبنى وينتظم تحتها ايضا الخير والشر. وهي تسمى بالارادة الكونية. اما الارادة الشرعية فهي التي يحبها الله ويريدها ويرضاها ولكنها ليست حتمية الوقوع قد تقع وقد لا تقع فان وقعت كانت تحت الارادة الكونية الا انها عن عن الشر ان الله الخير يحبه ويريده ويرضى عن صاحبه. ولذلك جعلوا الارادة ارادتان جعلوا الارادة ارادتي ارادة للخير وارادة للشر ارادة شرعية وارادة كونية. وجعلوا المشيئة واحدة جعلوا المشيئة واحدة تسمى المشيئة العامة. والمشيئة العامة هي كل ما شاءه الله عز وجل من الخير والشر. فنحن نقول ان الله سبحانه وتعالى مذهب اهل السنة اراد كل ما كل ما وقع في كفر فالله اراده ولا يقع في خلق الله ولا في ملك الله شيء لا يريده لا يقع في كونه لخلق الله وفي وفي مخلوقاته شيء لا يريده. واذا قلنا ان الله لا يريد الفجور ووقع الفجور. يقول الله لا يريده شرعا ولكن الله يريده كونا لحكمة ارادها سبحانه وتعالى ولعلمه السابق ان هذا العبد يفجر وان هذا العبد يطيع فمضت ارادته على علمه سبحانه وتعالى والارادة متعلقة متعلقة بالعلم فكل ما علم الله عز وجل وعلم وخلقه وشاءه فان الارادة تكون وفق ما علمه سبحانه وتعالى الا انه سبحانه وتعالى ليس لعباده عليه حجة فقد امره امره بطاعته ونهاه عن معصيته وبينه طرق النجاة وبين له طرق الشر والهلاك. ثم اه جعله جعلهم عقولا وجعلهم مشيئة يختارون ما فيه نجاتهم. فمن هلك فانما يهلك على نفسه ومن ضل فانما يضل على نفسه. اذا مذهب اهل السنة كما قال شيخنا انهم انهم ان الله عز وجل مريد لجميع اعمال العباد خيرها وشرها ولم يؤمن احد الا بمشيئته ولو شاء سبحانه وتعالى جعل الناس امة واحدة ولو شاء الله ما عصي ولو شاء ان لا يعصى ما خلق ابليس فكفر الكافرين اراده الله كونا وايمانا المؤمنين اراده الله كونا وشرعا بقضاءه سبحانه وتعالى وقدره يسد قضائه سبحانه وتعالى وقدره وارادته ومشيئته اراد كل ذلك وشاءه وقضاه. ويرضى الايمان والطاعة ويسخط الكفر والمعصية. اذا نقول ان ان الارادة او الارادتان الكونية والشرعية تجتمعان في اي شيء الارادة الكونية والشرع تجتمع وتفترقان. تجتمع الارادة الكونية مع الشرعية في حالة واحدة هي تجتمع الارادة الكونية والشرعية في طاعة المطيع اذا اطاع وتفترقان في معصية العاصي. اذا وقعت معصيته. فاذا اطاع المطيع ربه وفعل الطاعة لله عز وجل مخلصا لله فيها فان فان طاعته ارادها الله كون وارادها الله شرعا لان الله احبها ورضيها والفرق بين الارادة الكونية والشرعية يقول هناك عدة فروق الفرق الاول ان الارادة الكونية لا بد ان تقع الاطارات الكونية لابد ان تقع. الارادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع. الفرق الثاني ان الارادة الكونية قد يحبها الله وقد لا يحبها يحبها ولا يرضاها الارادة الشرعية الله يحبها ويرضاها ويريدها شرعا سبحانه وتعالى فهذا هو الفرق هذان الفرقان هما الفرق بين الارادة والشرعية ان الكونية حتمية الوقوع والشرعية ليست بحتمية ان الشرعية يحبها الله ويرضاها والكونية قد يحبها وقد لا يحبها قد يرضاها وقد لا يرضاها اذا هذا هو الفيصل في مسألة الارادة. ولما ظل المعتزلة وجعل الارادة ارادة واحدة اصلوا اصل العدل الذي فيه ان العبد يخلق افعال نفسه وان الله لا يخلق افعال العباد وظل الجهمية في هذا اراد ايضا وجعلوا ان العبد لا مشيئة له ولا اختيار اما اهل السنة فقالوا ان للعبد مشيئة واختيار والله له مشيئة واختيار واما النافذة مشيئة الله عز وجل واختيار الله عز وجل هو الذي ينفذ وهو الذي يمضي. اما العبد فلا يشاء الا ما شاءه الله عز وجل له سبحانه وتعالى والله اعلم. واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد