بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب اثم قاطع الرحم قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال اخبرني محمد بن جبير بن مطعم ان جبير ابن مطعم اخبره انه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول لا يدخل الجنة قاطع رحم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله باب اثم قاطع الرحم هذا جانب الترهيب في جانب الترهيب في صلة الارحام لان النصوص التي وردت بصلة الرحم جمعت بين امرين ترغيب فيها وترهيب من القطيعة الذي هو ضد الصلة وقد مر معنا جملة من الابواب والاحاديث في الترغيب بصلة الارحام وبيان ما في ذلك من الثواب العظيم والاجر الجزيل من الله تبارك وتعالى وهذه الترجمة عقدها الامام البخاري رحمه الله ليبين ما جاء من ترهيب من القطيعة الذي هو ضد الصلة قال باب اثم قطيعة الرحم اي ما على القاطع من الاثم وما اعد الله تبارك وتعالى له من العقوبة اورد في هذه الترجمة حديث جبير ابن مطعم انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قاطع رحم وهذا فيه تهديد شديد للقطيعة وبيان عظم اثم القاطع وبيان ما اعد الله تبارك وتعالى له من العقوبة قال لا يدخل الجنة قاطع رحم لا يدخل الجنة قاطع رحم واذا كان من يقطع رحمه يستحل هذا الامر ان يراه حلالا ليس بحرام مع وقوفه على دلائل الشرع وبيناته بهذا الامر فان قوله لا يدخل الجنة المراد به التأبيد اي لا يدخلها ابدا اذا كان مستحلا لهذا الامر الذي حرمه الله تبارك وتعالى واما اذا كان يرى ان هذا الامر حرام وانه اثم ولكن عنده تهاون وتقصير فان النفي في قوله لا يدخل الجنة قاطع اي لا يدخلها ابتداء المستحل لا يدخلها ابدا والمتهاون لا يدخلها ابتداء وانما يدخلها دخولا متأخرا بعد غيره من السباقين من اهل المنافسة في الخيرات والمحافظة على الطاعات والبعد عن المعاصي والاثام وربما مر بمرحلة تعذيب قبل الدخول ربما مرحلة تعذيب قبل الدخول لان اصحاب المعاصي بما دون الشرك والكفر بالله تبارك وتعالى امرهم يوم القيامة وشأنهم تحت مشيئة الله ان شاء الله عذبهم وان شاء غفر لهم وان عذبهم فانهم لا يخلدون في النار لان الخلود في النار للكفار للمشركين بالله سبحانه وتعالى اما العصاة فانهم اذا دخلوا النار عصاة الموحدين اذا دخلوا النار لا يخلدون فيها وانما يعذبون فيها على قدر اثمهم وعلى قدر ذنبهم او ذنوبهم وجرائمهم ثم بعد ذلك يكون دخولهم الجنة لان الجنة دار الطيب المحض الذي لا خبث فيه فمن جاء يوم القيامة يحمل مع طيبه خبثا طهر اولا حتى يكون مؤهلا لدخول الجنة ثم بعد ذلك يدخل طبتم فادخلوها خالدين لابد ان يكون طيبا لا خبث فيه لابد ان يكون طيبا لا خبث فيه فقوله لا يدخل الجنة قاطع النفي للتأبيد ان كان مستحلا النفي للدخول ابتداء ان كان متهاونا بهذا الامر مفرطا في هذا الواجب مضيعا هذه الطاعة التي امره الله تبارك وتعالى بها نعم قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا شعبة قال اخبرني محمد بن عبدالجبار قال سمعت محمد بن كعب انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ان الرحم شجنة من الرحمن تقول يا رباني ظلمت يا ربي اني قطعت يا ربي اني اني يا ربي يا ربي في جيبها الا ترضين ان اقطع من قطعك الى من وصلك ثم اورد الامام البخاري رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الرحم سجنة من الرحمن قد تقدم معنا هذا الحديث بمعناه وقريبا من هذا اللفظ الذي اه بين ايدينا من حديث عائشة رضي الله عنها وحديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ومر معنا ايضا معنى قوله شجنة او سجنة او سجنة من الرحمن تقول يا رب وعرفنا ايضا ان ان هذا القول من الرحم قول حقيقي وانها تتكلم بهذا الكلام حقيقة ينطقها رب العالمين الذي انطق كل شيء قد مر معنا قريبا تأتي يوم القيامة ولها تأتي الرحم يوم القيامة ولها لسان طلق ذلق لها لسان طلق ذلق والله على كل شيء قدير فهذا قول وكلام حقيقي تتكلم به الرحم بين يدي الله يوم القيامة تشتكي من القطيعة تشتكي من القطيعة تقول اني ظلمت يا رب اني قطعت يا رب اني اني بحذف الخبر فيهما اي تعدد انواع من المظالم والتعديات التي حصلت لها من اناس في الدنيا فتشتكي الى الله عز وجل يوم القيامة وتطالب بحقها حق الرحم ان توصل والا تقطع فتأتي يوم القيامة وتطالب بحقها تقول اني ظلمت اني قطعت اني اني اي اني كذا اني كذا تعدد انواعا من الامور التي حصلت لها في في الحياة الدنيا وتطالب بحقها يقول الله عز وجل قال فيجيبها اي الله الا ترضين ان اقطع من قطعك واصل من وصلك مر معنا في حديث مضى انها تقول نعم اي رضيت ذلك فهذا يدل على اثم قاطع الرحم وايضا ثواب الواصل وجمع في هذا الحديث بين الترغيب والترهيب فالواصل يصله الله سبحانه وتعالى بمنه ومده وعونه وتوفيقه والقاطع يقطعه الله عز وجل يقطع من الخير وتحل عليها العقوبة والنقمة وسخط وسخط الله تبارك وتعالى نعم قال حدثنا ادم بن ابي اياس قال حدثنا ابن ابي ذئب قال حدثنا سعيد بن سمعان قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يتعوذ من امارة الصبيان والسفهاء فقال سعيد بن سمعان فاخبرني ابن حسنة الجهني انه قال لابي هريرة رضي الله عنه ما اية ذلك قال ان تقطع الارحام ويطاع المغو ويعصى المرشد ثم اورد الامام البخاري رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه او اثر ابي هريرة قال سعيد بن سمعان سمعت ابا هريرة يتعوذ من امارة الصبيان والسفهاء الصبيان صغار السن والسفهاء صغار الاحلام الصبي هو صغير السن والسفيه صغير الحلم صغار الاحلام ناقصي العقول والفهم وفيهم الطيش والخفة والعجلة لان اصل السفه باللغة الخفة وسمي السفيه سفيها لخفة عقله سمي السفيه سفيها لخفة عقله لان عقله خفيف ليس رزينا ولا متزنا ولا منضبطا ولا متصفا بالاناة والتؤدة وانما وانما هو متصف بالخفة والطيش والعجلة والاندفاع والتسرع واذا اجتمع الامران صبي وسفيه صبيان وسفهاء ثم يكونون هم الامراء يلون الامارة فهذا امر يتعوذ بالله منه هذا امر يتعوذ بالله منه ولهذا كان ابو هريرة رضي الله عنه يتعوذ بالله من من امرة او امارة السفهاء والصبيان لانه اذا ولي ولي الامارة السفيه الصبي هذا مصيبة على على الناس مصيبة عظيمة ان اعترضوا عليه بشيء او بينوا له شيئا ضاعت دنياهم وان تركوه على سفهه ضاع دينهم ولهذا مصيبة ان يلي امر الناس السفهاء والصبيان ولهذا كان ابو هريرة رضي الله عنه يتعوذ من ذلك يقول اعوذ بالله من امرة الصبيان والسفهاء من عمرة الصبيان والسفهاء الصبيان صغار الاسنان والسفهاء صغار الاحلام قال سعيد بن سمعان الراوي عن ابي هريرة قال فاخبرني ابن حسنة الجهني نلاحظ الان ان الاثر الذي هو تعوذ ابي هريرة من امرة الصبيان والسفهاء سمعه سعيد مباشرة من ابي هريرة يقول سمعت ابا هريرة يتعوذ من امرة الصبيان ثم الزيادة التي تتعلق بموضوع الترجمة لم يسمعها سعيد مباشرة من ابي هريرة وانما سمعها من واسطة ابن حسنة الجهني قال قال سعيد فاخبرني ابن حسنة الجهني انه قال لابي هريرة ما اية ذلك ما اية ذلك قال ان تقطع الارحام ويطاع المغوي ويعصى المرشد وابن حسنة هذا مجهول الذي يروي عنه سعيد ابن سمعان قال لابي هريرة ما اية ذلك يعني ما هي العلامة ما هي علامة ذلك التي يعرف بها هذا الامر فذكر ثلاث علامات ان تقطع الارحام ويطاع المغوي ويعصى المرشد تقطع الارحام التي امر الله تبارك وتعالى ان توصل وهذا هو موضع الشاهد من هذا السياق للترجمة فهذا داخل في جملة ما يتعوذ بالله تبارك وتعالى منه والامر الثاني يطاع المغوي اي الذي يصد عن دين الله ويغوي الناس ويحرفهم عن صراط الله المستقيم يطاع وتسمع كلمته ويصبح له شأن عند الناس يسمعون اليه ويقبلون كلامه ويقبلون على حديثه والامر الثالث يعصى المرشد المرشد الذي يدل الناس على الى صراط الله المستقيم على بصيرة وعلى بينة يعصى لا يطاع تكون الطاعة للمغو اما المرشد فلا يقبل الناس عليه ولا يستمعون له فهذه امارات ثلاث ذكرها ابو هريرة رضي الله عنه قال ان تقطع الارحام ويطاع المغو ويعصى المرشد والشاهد في قوله ان تقطع الارحام نعم قال رحمه الله تعالى باب عقوبة قاطع الرحم في الدنيا قال حدثنا ادم قال حدثنا شعبة قال حدثنا عيينة بن عبدالرحمن قال سمعت ابي يحدث عن ابي بكرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من ذنب احرى ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من قطيعة الرحم والبغي ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب عقوبة قاطع الرحم في الدنيا اي ان قاطع الرحم له عقوبة معجلة في الدنيا وله عقوبة مؤجلة يوم القيامة وهذه الترجمة معقودة لبيان العقوبة المعجلة وان قاطع الرحم له من الله تبارك وتعالى عقوبة معجلة الدنيا قبل العقوبة التي يبوء بها وينالها يوم القيامة واورد حديث ابي ابي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب احرى ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من قطيعة الرحم والبغي احرى اي اجدر واولى وفيه ان قطيعة الرحم والبغي هما اولى الذنوب بتعجيل العقوبة فالباغي يمهله الله سبحانه وتعالى ولا يهمله كذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد جاء في الحديث ان الله عز وجل يملي للظالم ولا يهمله واذا اخذه اخذه بغتة فالظالم وان امتد حبل ظلمه وطالت وطال زمن ظلمه يبغته شيء في الدنيا يراه ويذوقه معجلا في الدنيا ويراه الناس ايضا مع ما يدخر له من عقوبة يوم القيامة فالباغي اجدر واولى الناس بتعجيل العقوبة له في الدنيا بتعجيل العقوبة له في الدنيا وكذلك قاطع الرحم كذلك قاطع الرحم حري وجدير بان تعجل له عقوبته في الدنيا مع ما يدخر له يوم القيامة من العقوبة عند الله تبارك وتعالى والباغي ذاق الناس منه مرارة بغيه والقاطع ذاق قرابته منه مرارة قطيعته ولهذا فهو حري بان تعجل له العقوبة وهو وهما اجدر واولى واحق الناس بان تعجل لهم العقوبة في الدنيا مع ما يدخر لهم من عقوبة يوم القيامة وحديث ابي بكرة هذا سبق ان مر معنا في الباب الخامس عشر واعاده المصنف هنا لمناسبته لهذه الترجمة نعم قال رحمه الله تعالى باب ليس الواصل بالمكافئ قال حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان عن الاعمش والحسن بن عمرو وفطر عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال سفيان لم يرفعه الاعمش الى النبي صلى الله عليه واله وسلم ورفعه الحسن وفطر عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها ثم قال الامام البخاري رحمه الله باب ليس الواصل بالمكافئ ليس الواصل اي حقيقة ليس الواصل حقيقة هو المكافئ والمكافئ هو الذي يجزي غيره بمثل ما جزاه به المكافئ هو الذي اذا وصله ذو رحمه وصلهم على سبيل المكافئة لهم والمجازاة بالمثل فان وصلوه وصلهم وصلته لهم مكافأة صلته لهم مكافأة لهم بمثل ما صنعوا معه فليس عنده همة للوصل ابتداء لكن اذا وصله بعض رحمه وصله وربما بعضهم تقيد بالمكافأة بالمثل كان جلس عنده نصف ساعة يحسبها نصف ساعة مثل ما جاء وجلس عنده نصف ساعة فهو ليس بواصل وانما مكافئ ليس بواصل وانما مكافأ يجزي بالمثل ولهذا ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله هذه ترجمة باب ليس الواصل بالمكافئ لماذا؟ لان المكافئ صلته لرحمه جاءت على سبيل المعاوضة والمجازاة بالمثل جاءت على سبيل المعاوضة والمجازاة بالمثل اي انه وصل رحمه عوضا لصلة رحمه له ومجازاة لرحم لرحمه بمثل ما جازاه به فمن كان كذلك ليس واصلا واورد الامام البخاري رحمه الله هذا الحديث حديث فطر ابن خليفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الواصل بالمكافئ قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها ليس الواصل حقيقة بالمكافئ اي بالذي يكافئ من يصله من ذوي رحمه فيجازيه بمثل ما صنع فمن كان كذلك ليس واصلا اذا من هو الواصل قال عليه الصلاة والسلام ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها الواصل حقيقة الذي يعد صلته لرحمه قربة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ويطلب فيها ثواب الله وما عند الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا هذا مبدأه في الصلة ينشد من صلته شيئا عند الله سبحانه وتعالى يريد ثواب الله ويريد النجاة من عقابه لان الله عز وجل امره بذلك واعد للواصل ثوابا عظيما واعد للقاطع عقابا اليما كما سبق ان مر فالواصل ليس هو المكافئ وانما الواصل الذي اذا قطعت رحمه يصلها فهمته التقرب الى الله عز وجل وطلب ما ما يرظيه سبحانه وتعالى ولا يلتفت الى فهل وصلني ام لم يصلني او نحو ذلك من الاعتبارات التي اذا اشتغل بها ادت الى قطيعة الرحم ادت الى قطيعة الرحم ويبقى كل قاطع وكل يلتمس لنفسه معاذيرا يتعلل بها لنفسه ثم اذا زاره بعض ذوي رحمه قابلهم بالمثل وجازاهم بالمثل فمن كان كذلك ليس واصلا كما بين ذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها وهذا يفيدنا ان الناس في هذا الباب على درجات ثلاث واصل هذي الدرجة الاولى والدرجة الثانية المجازي او المكافئ والدرجة الثالثة القاطع فالناس في هذا الباب درجات ثلاث الدرجة الاولى الواصل والواصل هو الذي يتفضل على على ذوي رحمه بصلته وان لم يتفضل عليه احد منهم بصلة هذا هو الواصل الذي يتفضل على على ذوي رحمه بصلته وبل الرحم ببلالها وان لم يتفضلوا عليه بشيء من ذلك وهو يفعل ذلك تقربا الى الله تبارك وتعالى وطلبا لمرضاته حتى وان اساءوا اليه كما سبق ان مر معنا في قصة الرجل الذي يشكو ويذكر حاله للنبي عليه الصلاة والسلام مع قرابته يصلهم ويقطعونه ويحلم عليهم ويجهلون عليه فامره عليه الصلاة والسلام ان يصلهم وهذه الصلة طاعة لله تبارك وتعالى فهذا هو هذه هي الدرجة الاولى الواصل الدرجة الثانية المكافئ او المجازي بالمثل وهو الذي لا يصل رحمه الا اذا وصلوه لا يصل رحمه الا اذا وصلوا والدرجة الثالثة القاطع القاطع لذوي رحمه وهو من قد يتفضل عليه ذوو رحمه بالصلة ولكنه لا يتفضل هو بشيء من ذلك لانه قاطع فالناس في هذا الباب درجات ثلاث واصل ومكافئ وقاطع نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من اهل الدرجة الاولى نعم قال رحمه الله تعالى باب فضل من يصل ذا الرحم الظالم قال حدثنا ما لك بن اسماعيل قال حدثنا عيسى ابن عبد الرحمن عن طلحة عن عبدالرحمن بن عوسجة عن البراء رضي الله عنه انه قال جاء اعرابي فقال يا نبي الله علمني عملا يدخلني الجنة قال لان كنت اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة اعتق النسمة وفك الرقبة قال اوليستا واحدة قال لا عتق النسمة ان تعتق النسمة وفك الرقبة ان تعين على الرقبة والمنيحة الرغوب والفيء على ذي الرحم فان لم تطق ذلك فامر بالمعروف وانهى عن المنكر فان لم تطق ذلك فكف لسانك الا من خير ثم عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة باب فضل من يصل بالرحم الظالم باب من يصل ذا الرحم الظالم وهذا باب رفيع من ابواب الخير ومنزلة علية من منازل صلة الارحام ان يكون الانسان المسلم من شدة عنايته وحفاوته واهتمامه بهذا المطلب العظيم صلة الارحام يصل اذا رحم الظالم يعني يصل من من رحمه من يعرف بالظلم سواء عليه او على الاخرين يصله وهذا فيه فظل فضل صلة بالرحم الظالم في فضل لانه اداء للصلة التي امر الله تبارك وتعالى بها ولان صلته قد تكون سببا في امتنائه عن ظلمه او خفة او خفة حدة ظلمه واطفاء جمرة شره واذاه بينما اذا قطع ربما زاد الشر شرا والاذى اذى وصلة ذي الرحم الظالم هي عمل بقول الله تبارك وتعالى ادفع بالتي هي احسن ادفع بالتي هي احسن دفع بالتي هي احسن اذا كان معروفا بالظلم فيوصل بهذا فضل وهو نوع من الدفع بالتي هي احسن ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وذو الرحم الظالم اذا اذا اذا وصله ذو رحمه وتلطفوا معه وقدموا له الهدية والانوا له الحديث ما من شك ان لهذا الامر اثر عليه وتأثير عليه والانة لقلبه ولهذا جاء في في هذا فظل عظيم عقد لاجله الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة قال باب فظل من يصل ذا الرحم الظالم واورد عن البراء ابن عازب رضي الله عنه قال جاء اعرابي فقال يا نبي الله علمني عملا يدخلني الجنة وهذا فيه حرصهم على الخير ورغبتهم فيه وبحثهم عن اسبابه ووسائله الموصلة اليه علمني عملا يدخلني الجنة سؤال مختصر لكنه عظيم وجامع ولهذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام لان كنت اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة لان كنت اقصرت الخطبة يعني لان كانت كلماتك قليلة وجيزة وسؤالك قليل الالفاظ قليل المبنى لكنه سؤال عظيم المعنى جامع جامع لطلب مقاصد عظيمة وغايات جليلة قال لان كنت اقصرت الخطبة يعني كانت كلماتك وسؤالك الفاظه قليلة لقد اعرضت المسألة اي ان مسألتك عريظة ومطلبك عريظ ثم بين له النبي عليه الصلاة والسلام هذا يستفاد منه فائدة للمعلمين والمربين ان السؤال اذا طرح وكان سؤالا جميلا سؤالا لطيفا سؤالا مفيدا سؤالا نافعا يشد على يد السائل ويثنى عليه كما كان يصنع عليه الصلاة والسلام اذا كان السؤال السؤال يدل على رغبة عظيمة في الخير او كان السؤال من الاسئلة الجامعة النافعة للسائل ولغيره يثنى عليه يقال له سؤالك هذا عظيم سؤالك هذا نافع احسنت في هذا السؤال وفقت الى هذا السؤال العظيم الى غير ذلك من انواع الثناء فهذا من هديه عليه الصلاة والسلام قال لان كنت اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة ثم ذكر جواب سؤاله ذكر الامور التي يدخل بها العبد الجنة قال اعتق النسمة وفك الرقبة اعتق النسمة وفك الرقبة فقال الاعرابي اوليستا واحدا اليس عتق النسمة هو فك الرقبة اليس هما شيء واحد وهذا يستفاد منه ان السائل اذا اذا استشكل شيئا في الجواب يسأل حتى يزول عنه الالتباس حتى يزول عنه الالتباس فهذا استشكل الامر وظن ان عتق النسمة هو فك الرقبة وانهما شيء واحد فسأل هذا السؤال ليرفع الاستشكال الذي عنده قال اوليستا واحدا؟ قال لا عتق النسمة ان تعتق النسمة وجاء لفظ الحديث في بعض مصادر مصادره ان تنفرد بعتقها قال عتق النسمة ان تنفرد بعتقها يعني انت ان تقوم وحدك بعتقها دون ان تكون مشتركا مع الاخرين في ذلك هذا المراد بعتق النسمة والنسمة يطلق على كل حي من طير او غيره لكن المراد هنا عتق الانسان الرقيق شراؤه عتقه في سبيل الله عتاقه في سبيل الله قال عتق النسمة وفكوا الرقبة قال وفك الرقبة ان تعين على الرقبة اي ان عتق النسمة اي على وجه الانفراد وفك الرقبة اي على وجه المشاركة تعين غيرك على فكها تساهم وتساعد وتعاون على هذا الامر وهذا فيه ان من اسباب دخول الجنة فعل هذا الامر سواء فعله استقلالا وينفرد به الامر او على وجه المشاركة والمعاونة مع الاخرين قال والمنيحة الرغوب هذا امر ثالث من اسباب دخول الجنة والمنيحة الرغوب وفي بعض المصادر الوقوف والمراد بان المنيحة هي العنز والشاة غزيرة اللبن الرغوب او الوقوف اي غزيرة اللبن والمراد بذلك اي منحها لمن هو محتاج تبقى عنده اياما او شهورا يعرفها يطعمها يسقيها ويستفيد من حليبها فالمنح للحليب يعطيها اياه تبقى عنده يعلفها وينتفع من حليبها وايضا ينتفع من صوفها ونحو ذلك على حسب ما وجه به من منحها له قال والمنيحة الرغوب فهذا من اسباب دخول الجنة من اسباب دخول الجنة ولئن كان هي زماننا ليس متيسرا لعدم وجود الشياه والاغنام في في البيوت كان ليس متيسرا فانه متيسر للانسان ان يشارك وان يسهم في هذا الخير ولو بشراء الحليب واعطائه لا للفقراء وذوي الحاجة والحليب هو من انفع الغذاء للناس من انفع الغذاء للناس اشد امر تحتاج اليه الاسر الفقيرة الحليب التمر والحليب هما انفع غذاء واشد الغذاء نفعا ولهذا ينبغي ان يعتنى به في مساعدة الاسر الفقيرة والاسر المحتاجة التمر والحليب هو انفع الغذاء واذا كان لا يتيسر للانسان مثل هذا فانه يتيسر له ايضا شرال الحليب المبرد المهيأ المجهز هي المحلات التي تبيع المواد الغذائية ويساعد يساعد هذا من اسباب دخولي الجنة فالحليب غذاء نافع ومهم وظروري وتحتاج اليه الاسر الفقيرة حاجة ماسة فهذا امر يعتنى به وهو لا يكلف ذوي اليسار شيئا كثيرا لا يكلفهم شيئا كثيرا سواء كانت مريحة مثل شاهة وشاتينة وثلاثة واربع من قطيع عنده يمنحها لفقير او سواء بالشراء يشتري شيئا من الحليب ويعطيه او حتى لو وجه صاحب البقالة يقول هذا تعطيه كل يوم مثلا آآ يمر كل يوم وتعطيه مثلا لترا من الحليب المعلب فهذا كله من اسباب دخول الجنة والحليب ينبغي ان ان يعتنى به في مساعدة ودعم الاسر الفقيرة قال والفيء على ذي الرحم والفيء على للرحم الفيئة الانفاق آآ والاعطاء لاعطاء ذي الرحم قال والفيء على ذي الرحم الترجمة في ذي الرحم الظالم والحديث هنا قال على ذي الرحم فالعموم يشمل الظالم وغيره العموم يشمل الظالم وغيره الظالم يفاء عليه دفعا بالتي هي احسن وغيره احسانا اليه وبلا الرحم ببلالها فقوله على ذي الرحم هو بعمومه يشمل الظالم وغير الظالم لكن لكن وجدت الحديث عند الامام احمد والحاكم والطيالس في المسند وغيرهم من طريق عيسى بن عبد الرحمن به بلفظ والفيء على ذي الرحم الظالم والفيء على ذي الرحم الظالم وبهذا يظهر وجه دلالة الحديث للترجمة فيحتمل ان تكون لفظة الظالم ساقطة من كتاب الادب المفرد من قبل بعض النساخ والطباعين كم من ذلك ولا سيما ان الحديث موجود في مصادر الحديث بالاسناد نفسه من طريق عيسى بن عبد الرحمن به بلفظ بالرحم الظالم وبهذه الزيادة تظهر مطابقة الحديث للترجمة قال فان لم تطق ذلك ان لم تطق ذلك عدم اطاقة ذلك كان يكون الانسان قليل ذات اليد فلا يستطيع يعتق نسمة ولا يستطيع ان يساهم في عتاقها ولا يستطيع ان يفيء على ذوي رحمه لقلة ذات يده ان لم تطق ذلك اي ان لم تكن من اهل الاطاقة لهذا الامر تأمر بالمعروف وانهى عن المنكر وهذا فيه ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اسباب دخول الجنة من اسباب نيل رضا الله تبارك وتعالى قال اتأمر بالمعروف وانهى عن المنكر بترغيب الناس وحثهم على المعروف والخير وبنهيهم عن عن المنكر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال فان لم تطق ذلك ان لم تطق هذا الامر فكف لسانك الا من خير فكف لسانك اي احفظ لسانك لا تؤذي بلسانك احدا ولا تتطاول على احد بلسانك ولا تسيئوا الى احد بلسانك كف لسانك وكف اللسان اي منعه وحبسه مثل ما قال بعض الصحابة كان يأخذ بلسان نفسه ويقول والله ليس هناك شيء احوج الى طول سجن من اللسان قد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال من صمت نجا وقال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وقال لمعاذ هل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم؟ الا حصائد السنتهم فقال اذا لم تطق هذه الاشياء فكف عليك لسانك وهذا فيه ان كف اللسان من اسباب دخول الجنة ان كف اللسان من اسباب دخول الجنة ويدل على هذا الحديث الذي تقدم من صمت نجا من صمت نجى يعني من كف لسانه وحفظ لسانه وصان لسانه فانه ينجو. اما من اطلق للسانه العنان فهذا على خطر عظيم كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه فالنار اولى به فالنار اولى به ولهذا كف اللسان وحفظ اللسان وصيانة اللسان من اسباب دخول الجنة والنجاة من النار فلا ينبغي للانسان ان يستهين بامر اللسان وعليه ان يعلم ان كل لفظ يتكلم به يكتب عليه وهو ينسى كلماته والفاظه يقولها وينساها لكنها محصاة عليه احصاه الله ونسوه قال الله تبارك وتعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد كاتب يكتب حسناته وكاتب يكتب سيئاته. كل ذلك محصى ومكتوب فكف اللسان من اسباب دخول الجنة والنجاة من النار نسأل الله ان يدخلنا الجنة وان ينجينا من النار نعم قال رحمه الله تعالى الشيخ عبدالرحمن قال الا من خير. قال الا من خير يعني هذا فيه دعوة لمن اراد ان ان يتحدث ان ينظر في حديثه وان يتفقه في حديثه فاذا وجد حديثه في خير تحدث لا لا لا يرخي للسانه العنان ويطلق له الزمام بل يتفقه في حديثه وينظر اذا كان الامر الذي سيتحدث به خير تحدث والا كف لسانه فاذا قوله فكف لسانك الا من خير هذا فيه دعوة الى الفقه فيما يتحدث به الانسان قبل ان يخرجه والكلمة قبل ان تخرج منك تملكها اما اذا خرجت ملكتك كلمة قبل ان تخرج منك تملكها لكن اذا خرجت منك ملكتك واصبحت متحملا مسؤولية هذه الكلمة التي خرجت اما قبل الخروج فانت تملك الكلمة ولهذا يحتاج من يريد ان يتكلم ان يتفقه فيما سيقول والا يكون كلامه الا في امر يعلم انه خير. نعم قال رحمه الله تعالى باب من وصل رحمه في الجاهلية ثم اسلم قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني عروة ابن الزبير ان حكيم ابن حزام رضي الله عنه احضره انه قال للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ارأيت امورا كنت اتحدث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة فهل لي فيها اجر قال حكيم قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اسلمت على ما سلف من خير ثم قال الامام البخاري رحمه الله باب من وصل رحمه في الجاهلية ثم اسلم اي هل له اجر صلة الرحم الذي كان منه في الجاهلية هل له اجر على ذلك اوليس له اجر ومن المعلوم ان الكفر محدق للاعمال مبطل لها قال قال الله تبارك وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله قال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك فالشرك محبط للاعمال لكن من كانت عنده اعمال صالحة في جاهليته وفي شركه ثم اسلم فهل اعماله الصالحة تحسب له ويؤجر عليها ام انها تلغى لانها وقعت منه حال الشرك ولا يثاب عليها الامام البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة لبيان هذا الامر قال من وصل رحمه في الجاهلية ثم اسلم وكذلك غير صلة الرحم مثل ما سيأتي العتاقة والصدقة ونحو ذلك من اعمال البر والاحسان ووجوه الخير فهل هذه تحسب له اذا اسلم ويثاب عليها ام انها باطلة لانها وقعت حال كونه مشركا كافرا بالله اورد هنا حديث حكيم بن حزام ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ارأيت امورا كنت اتحنث بها في الجاهلية ارأيت امورا كنت اتحدث بها في الجاهلية. يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن جملة من الاعمال الطيبة الاعمال الخيرة الاعمال الفاضلة كان يتحنث ان يتقرب بها الى الله سبحانه في الجاهلية اي حال كوني مشركا فيسأل هل هذه الاعمال تنفعه بعد اسلامه هل يستفيد منها ام انها ملغاة ولا ثواب عليها لانها وقعت حال الشرك وهذا فيه ادراك منهم ان الشرك محبط للاعمال ادراك منهم الى ان الشرك محبط للاعمال مبطل لها فهو يسأل هل مع الاسلام ايضا تكون باطلة ام ان ام انها بالاسلام تصلح ويثاب عليها هذا هو السؤال. قال ارأيت امورا كنت اتحدث بها في الجاهلية وذكر امثلة منها قال من صلة وعتاقة وصدقة صلة اي للارحام وعتاقها الى الرقاب في سبيل الله وصدقائي على الفقراء والمحاويج والمساكين فهذه امور كنت اتقرب الى الله يقول اتقرب الى الله بها في الجاهلية. فهل اثاب عليها بعد الاسلام؟ او لا قال فهل لي فيها اجر قال حكيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسلفت اسلمت على ما اسلفت من خير اسلمت على ما اسلفت من خير اسلفت اي قدمت والسلف هو المقدم والمتقدم ومنه قولنا السلف الصالح فقوله اسلفت اي قدمت قال اسلمت على ما اسلفت من خير اي ان هذا الخير الذي اه اسلفته وقدمته حال جاهليتك يحسب لك وتؤجر عليه وهذا فضل الله سبحانه وتعالى هذا فضل الله سبحانه وتعالى. من كان في جاهلية وكانت عنده اعمال صالحة مثل صلة الارحام اه مثل اه الصدقة ومثل العتق في سبيل الله او غير ذلك يؤجر عليها وهذا ايضا نستفيد منه لطيفة وهي ان الانسان قد يكون مع جاهليته او مع ظلالة فيه امور من الصلاح ربما لا تتوفر بشكل جيد بمن هو معدود في الصالحين ومن اهل الصلاح واحيانا ترى شبيها بهذا او قريبا منه ترى بعض الشباب الذي يوصف بعدم الاستقامة او بعدم الالتزام تراه برا بوالديه برا عجيبا ومحسنا اليهما وقائما بحقهما وواصلا لرحمه وترى ايضا في في المقابل في بعض الشباب الذي يوصف بالملتزم من هو صاحب عقوق للوالدين او صاحب قطيعة للارحام فقد يوفق الانسان مع آآ عصيانه او عدم التزامه الى شيء من هذه الاعمال وقد ايضا يحرم الانسان مع التزاما من شيء من هذه الامور وهذا فيه تنبيه على ان الانسان ينبغي ان يكون اه مجاهدا لنفسه على تطبيق ابواب الخير ولا يقصر نفسه على جوانب منها بل يجاهد نفسه على تطبيقها وان يكون دائما حذرا من الكبائر والاثام وعظائم الذنوب مجانبا لها ومبتعدا عنها حذرا من الوقوع فيها فهذا الان يقول انا كنت في الجاهلية اتقرب الى الله بالصلة والعتاقة والصدقة يصل ارحامه ويعتق رقاب ويتصدق وهو في جاهلية ويتقرب بهذه الى الله سبحانه وتعالى قال اسلمت على ما سلف من خير اسلمت على ما سلف من خير هذا يفيد ان العبد اذا من الله عليه بالهداية ودخل في هذا الدين واسلم تحسب له الاعمال آآ الصالحة من صدقة او صلة او غير ذلك من وجوه البر نعم قال رحمه الله تعالى باب صلة ذي الرحم المشرك والهدية قال حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا عبده عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأى عمر رضي الله عنه قلة سيرا فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفود اذا اتوك فقال يا عمر انما يلبس هذه من لا خلاق له ثم اهدي للنبي صلى الله عليه واله وسلم منها حلل فاهدى الى عمر منها حلة فجاء عمر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بعثت الي هذه وقد سمعتك قلت فيها ما قلت قال اني لم اهدها لك لتلبسها انما اهديتها اليك لتبيعها او لتكسوها فاهداها عمر لاخ له من امه مشرك ثم عقد الامام البخاري الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة باب صلة بالرحم المشرك والتهدئة او والهدية هذه الترجمة عقدها رحمه الله ليبين ان الرحم توصل وان كان ذا الرحم وان كان ذو الرحم مشركا كافرا الرحم توصل وصلة ذي الرحم المشرك ليس على سبيل المودة له والموالاة له وانما من باب رد الجميل ومحاولة الاصلاح وكسب قلبه للاسلام وتأليفه بالدخول فيه هذا هو المقصد منها فذو الرحم المشرك يوصل لهذا الغرض مع بغضه يصله مع بغضه له يبغضه في الله وويكرهه في الله ولا يحبه لكنه يصله يصله اه ردا للجميل وايضا محاولة كسبه واستصلاحه وتأليف قلبه للاسلام اورد البخاري رحمه الله حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان عمر رأى رضي الله عنه حلة سيرا اي معلمة بخطوط الحلة السير لباس معلم بخطوط من حرير فقال يا رسول الله اي قال عمر مخاطبا الرسول عليه الصلاة والسلام لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفود اذا اتوك فقال يا عمر انما يلبس هذه من لا خلاق له ثم اهدي للنبي صلى الله عليه وسلم منها حلل فاهدى الى عمر منها حلة فجاء عمر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بعثت الي هذه وقد سمعتك قلت فيها ما قلت قال اني لم اهدها لك لتلبسها انما اهديتها اليك لتبيعها او لتكسوها فاهداها عمر لاخ له من امه مشرك هذا الحديث تقدم معنا في الباب الثالث عشر بعد بر الوالد المشرك وجه الشاهد منه لذاك الباب اذا كان مطلوبا ان يوصل الرحم المشرك فالوالد المشرك من باب اولى ذاك وجه دلالته هناك اما هنا فدلالته للترجمة بالمطابقة صلة ذي الرحم وعمر رضي الله عنه اهدى هذه الحلة لاخ له مشرك وفي الرواية الماضية مر معنا بلفظ الى اخ له وقلنا هناك انه جاء في بعض رواياته انه اخ له من امه هنا مصرح بذلك انه اخ له من امه وذكرت اسمه في ما مضى من يذكر اسمه عثمان ابن حكيم عثمان ابن حكيم قال فاهداها عمر لاخ له من امه مشرك على كل حال الشاهد واضح من هذا السياق للترجمة وان ذا الرحم المشرك يوصل وايضا يهدى اليه وهذا كما قدمت ردا للجميل ومحاولة لتأليف قلبه وكسبه لعل ذلك يكون يكون سببا هدايته والدخول ودخوله في دين الله ومن الفوائد التي تستفاد من هذا السياق المبارك ان الرحم اذا كان مشركا مطلوب صلته ان ذا الرحم اذا كان مشركا مطلوب صلته ويندب ايضا الى اهدائه فكيف اذا كان رحم الانسان صالحا عابدا مؤمنا تقيا نعم قال رحمه الله تعالى باب تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا عتاب بن بشير عن اسحاق بن راشد عن الزهري قال حدثني محمد بن جبير بن مطعم ان جبير بن مطعم اخبره انه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على المنبر تعلموا انسابكم ثم صلوا ارحامكم والله انه ليكون بين الرجل وبين اخيه الشيء ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم لاوزعه ذلك عن انتهاكه ثم عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم وبهذه الترجمة ينتهي ما قصد جمعه من ابواب تتعلق بصلة الارحام ثم يأتي في موضوعات اخرى قال تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم صلة الرحم الذي هو واجب من الواجبات التي امرنا بها لا سبيل اليها الا بمعرفة الانساب لا سبيل اليها الا بمعرفة الانساب ولهذا فان معرفة النسب واجب في حدود تحقيق هذا الواجب الذي هو صلة الارحام تحقيق صلة الارحام فيعرف ذوي رحمه يعرف قرابته قرابة قرابته من جهة ابيه وقرابته من جهة امه واحيانا يقع في بعض المجتمعات وفي بعض الاسر ان الاب يعرف ابنه الذي بلغ عشرين سنة يقول هذا عمك او يقول له هذا خالك والابن عمره عشرين سنة واحيانا ثلاثين سنة وربما لم يلقى عمه ولم يلقى خاله هذا موجود هذا هذا ينبهنا الى ان الاباء ينبغي ان ان يعنوا بهذا الجانب تعليم الابناء انسابهم ارحامهم في المجالس اذا لقيوا او في الطريق اليه يقول نحن ذاهبين الى عمك الى خالك فلان الى ولد عمك فلان يكثر من ذلك حتى يطمئن ان ولده عرف ان ولده عرفوا بعض الاباء مفرط ومضيع هو في نفسه قاطع ومهمل لولده فينشأ جيل من ذوي القطيعة تعلم الانساب مطلب لتحقيق صلة الارحام. تعلم الانساب مطلب لابد منه لتحقيق صلة الارحام وما لا يدرك الواجب الا به فهو واجب فما لا يتحقق صلة الرحم الا به من تعلم الانساب امر واجب ومطلوب من الانسان وفي معرفة الانساب مصالح كثيرة منها هذه المصلحة ان توصل الرحم وان تحفظ ايضا الانساب وان لا يقع الناس في انكحة محرمة قال تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم اورد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عن الزبير بن مطعم انه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على المنبر تعلموا انسابكم ثم صلوا ارحامكم وانظر اهمية هذا هذا العطف تعلموا انسابكم ثم صلوا ارحامكم اي ان صلة الارحام لا تكون الا بعد تعلم الانسان فاذا لم يتعلم الانسان نسبه كيف يصل رحمه كيف يصل رحمه؟ ولهذا قال تعلموا من انسابكم تعلموا انسابكم ثم صلوا ارحامكم والله انه ليكون بين الرجل وبين اخيه الشيء اي من البغظ او العداوة او الفرقة او الشقاق او نحو ذلك ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخل الرحم من داخلة الرحم لاوزعه ذلك عن انتهاكه اه الكلام حول هذا الموضوع له له جوانب وكنت ارغب ان انهي ما يتعلق صلة الرحم لكن لابد من تأخير هذا الى درس الغد واسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والسداد والعون على كل خير وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين هذا هنا سائل يسأل هل اه للادب المفرد شروح تباع في المكتبات للادب المفرد فيما اعلم شرحان شرح معروف فضل الله الصمد بشرح الادب المفرد وهو مطبوع في في مجلدين وشرح اخر للشيخ حسين العوايشة لصحيح الادب المفرد الشيخ الالباني له صحيح الادب المفرد ضعيف الادب المفرد فشرح صحيح الادب المفرد في وطبعه في ثلاث مجلدات فهذا ما اعلمه اه موجودا من شروحات هذا الكتاب يقول هل يأثم المكافئ كما يأثم القاطع القاطع هو الذي يبوء بالاثم في الاحاديث التي فيها الوعيد واما المكافئ فهو كما بين النبي عليه الصلاة والسلام ليس واصلا لان اه الصلة ليست بالمكافأة وقيامه بالصلة كان على وجه المجازاة بالمثل لا على وجه الصلة اما هل يعاقب او لا فالله تعالى اعلم جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك