بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب مفرد باب تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا عتاب بن بشير عن اسحاق بن راشد عن الزهري قال حدثني محمد ابن جبير ابن مطعم ان جبير ابن مطعم رضي الله عنه اخبره انه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على المنبر تعلموا انسابكم ثم صلوا ارحامكم والله انه يكون بين الرجل وبين اخيه الشيء ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم لاوزعه ذلك عن انتهاكه بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة جعلها الامام البخاري رحمه الله خاتمة للابواب المتعلقة بصلة بصلة الارحام وقد ذكر الابواب المتقدمة رحمه الله تعالى وجوب صلة الرحم وفضل صلة الرحم وعظم خطورة العقوق الى غير ذلك من الابواب العظيمة المتعلقة بصلة الارحام وختم ذلك بقوله باب تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم لما كان لما كانت صلة الرحم واجبة وكان هذا الواجب لا يتم الا بمعرفة النسب عقد هذه الترجمة ليبين ان معرفة الانسان لنسبه واجب في حدود هذا الامر في حدود هذا الامر وهو ان يعرف من نسبه ما يصل به رحمه ان يعرف من نسبه ما يصل به رحمه ومن القواعد المتكررة ان ما لا يتم الواجب به فهو واجب فصيلة الرحم واجبة وهذا الواجب لا يتم الا بمعرفة الانسان لنسبه فاذا كان لا يعرف قرابته وذوي رحمه فكيف يصلهم كيف يصلهم وهو لا يعرفهم فاذا معرفة الانساب مطلب لا بد منه في هذا الباب باب صلة الارحام واورد رحمه الله تعالى عن جبير ابن مطعم انه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على المنبر تعلموا انسابكم ثم صلوا ارحامكم وقول عمر رضي الله عنه على المنبر لعموم المسلمين ولجماعة المؤمنين تعلموا انسابكم يدل على عظم شأن معرفة الانساب والعناية بها ومعرفتها لان واجب صلة الارحام لا يكون الا بهذه المعرفة ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر لعموم المسلمين تعلموا انسابكم وتعلم النسب واجب في حدود ما يتحقق به هذا الواجب بحدود ما يتحقق به هذا الواجب الذي هو صلة الرحم قال تعلموا انسابكم ثم صلوا ارحامكم ثم صلوا ارحامكم عطف بثم المفيدة للترتيب والتراخي والمهلة وهذا فيه تنبيه الى ان صلة الرحم تكون بعد معرفة الرحم بعد معرفة الرحم ومن لا يعرف رحمه كيف يصلهم وهذا يبين لنا الحالة السيئة التي يعيشها كثير من ابناء المسلمين بجهلهم من الجهل بقراباتهم وذوي ارحامهم وكما اشرت بالامس قد يعرف من عمره عشرين سنة او اكثر في بعض المجالس بان هذا عمك او هذا خالك وهذا من تفريط الاباء وتضييعهم لهذا الواجب فمن واجبات الاباء دلالة ابنائهم وتعريف ابنائهم ارحامهم ومكانة الرحم وحق الرحم هذا عمك هذا خالك هذا ابن خالك هذا له حق علينا واذا رأى من ابنه اهتماما بالصلة حثه وشجعه قال تعلموا انسابكم ثم صلوا ارحامكم ثم ذكر امرا يدل على مكانة الرحم ومعرفتها وعظم اثرها على صفاء القلوب وبدأ ذلك بالقسم بالله العظيم. قال والله وهذا القسم تأكيد للامر واهتمام به قال والله انه ليكون بين الرجل وبين اخيه الشيء اي شيء من الخلاف او الخصومة او التنازع في امر ما من مال او غيره لا يكون بينه وبين اخيه الشيء اي الشيء من الخلاف او الخصومة ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم يعني لو يعلم ما بينه وبينه من قرابة وصلة ورحم لاوزعه ذلك عن انتهاكه. اوزعه اي ردعه ومنعه لاوزعه ذلك اي لاوزعه معرفة داخلة الرحم التي بينهم عن انتهاكه توسيع هذه الخصومة وابقائها وهذا يفيد ان معرفة الانسان بالرحم من جهة وايضا معرفته باهمية الرحم ومكانتها من جهة اخرى سبب لاجتماع القلوب وتصافيها لكن لما جهل كثير من الناس ارحامهم وجهلوا ايظا حق الرحم ومكانة الرحم اصبحت في بعض المجتمعات توجد من الخصومات والشقاق والعداوات والبغظاء بين ذوي الارحام عند امور تافهة وامور ليست بشيء وتنشأ خصومات وربما استمرت هذه الخصومات وسرت في الابناء وربما في الاجيال في امور تافهة وليست بشيء ولكن الشيطان يحظر وينمي هذه العداوة يثير البغضاء وينسى هؤلاء ما بينهم من داخلة الرحم ينسوا ما بينهم من داخلة الرحم فهذا فيه التنبيه على ان معرفة الانسان بارحامه ومعرفته ايضا بحق ذوي الرحم ومكانة صلة الرحم واهمية الصلة وخطورة القطيعة لم يلتفت الى هذه الاشياء ولم يلتفت الى جهل من يجهل عليه من ذوي رحمه بل انه يصل ويحذر من القطيعة ويصبر ويتحمل جهل الجهلاء من ذوي رحمه في سبيل بقاء الرحم مبلولة ببلالها ببقاء الرحم موصولة غير مقطوعة فقول عمر رضي الله عنه لو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم هذا تنبيه منه رضي الله عنه الى اهمية معرفة داخلة الرحم التي بين ذوي الارحام وان لها مكانة مكانة وان لها مكانة عظمى ومنزلة عليا ينبغي ان تحفظ ولا تضيع نعم قال حدثنا احمد بن يعقوب قال اخبرنا اسحاق بن سعيد بن عمرو انه سمع اباه يحدث عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال احفظوا انسابكم تصلوا ارحامكم فانه لا لا بعد بالرحم اذا قربت وان كانت بعيدة ولا قرب بها اذا بعدت وان كانت قريبة وكل رحم اتية يوم القيامة امام صاحبها تشهد له بصلة ان كان وصلها وعليه بقطيعة ان كان قطعها ثم اورد الامام البخاري رحمه الله هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا عليه وقد جاء في بعض طرقه مرفوعا عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احفظوا انسابكم تصلوا ارحامكم فرتب رضي الله عنه وارضاه بل رتب في الحديث المرفوع عن النبي عليه الصلاة والسلام على رتبت صلة الرحم على حفظ النسب ومعرفته رتبت صلة الرحم على حفظ النسب ومعرفته فمن لم يعرف النسب لا يمكن ولا يتمكن من صلة الرحم وفاقد الشيء لا يعطيه اذا كان لا يعرف نسبه كيف يصلهم ولهذا قال احفظوا انسابكم تصلوا ارحامكم ومفهوم المخالفة لهذا ان من لم يحفظ النسب لم يصل الرحم ان من لم يحفظ النسب لم يصل الرحم وهذا يدل على وجوب حفظ النسب في حدود ما يتحقق به هذا الواجب الذي هو صلة الرحم قال احفظوا انسابكم تصلوا ارحامكم فانه لا بعد بالرحم اذا قربت وان كانت بعيدة او اذا قربت وان كانت بعيدة جاء في بعض طرقه بلفظ اذا وصلت اذا وصلت فلا بعد بالرحم اذا قربت او اذا وصلت كما في بعظ الفاظه وان كانت بعيدة لان البعد كما يقول الناس في القلوب اذا كانت القلوب قريبة ومتآلفة ليس هناك بعد ولهذا يلاحظ اذا كان الانسان بينه وبين بعض ذوي رحمه الذي الذين تجمعه بهم صلة بعيدة في النسب قرب وصلة وتواصل يحس بقرب شديد منه واذا كان من ذوي رحمه الاقربين وليس بينه وبينه تواصل يحس انه بعيد عنه بعدا شديدا وهذا هو المعنى المقرر هنا قال فانه لا بعد بالرحم اذا قربت او اذا وصلت وان كانت بعيدة. يعني وان كانت بعيدة من حيث النسب والقرابة وان كانت بعيدا من حيث القرابة فاذا وصلت الرحم وان كانت بعيدة فهي قريبة لان الصلة تقرب لان الصلة تقرب والقطيعة تبعد القطيعة تباعد ولهذا قال في في الجانب الاخر ولا قرب بها اذا بعدت وان كانت قريبة في بعض الفاظه اذا قطعت فالرحم وان كانت قريبة اذا قطعت فهي بعيدة والرحم اذا كانت بعيدة ووصلت فهي قريبة فاذا صلة الارحام تقرب وقطيعة الارحام تبعد قال وكل رحم اتية يوم القيامة امام صاحبها وكل رحم اتية يوم القيامة امام صاحبها تشهد له او عليه تشهد له بصلة ان كان واصلها وعليه بقطيعة ان كان قطعها. فكل رحم تأتي يوم القيامة امام صاحبها شاهدة له او شاهدة عليه ان كان واصلا شهدت له بالصلة وورظيت ان يصل رب العالمين من وصلها وان كانت وان كان قاطعا شهدت له او شهدت عليه بالقطيعة ورضيت بان يقطع رب العالمين من قطعها واعطاها الله عز وجل ذلك طلبت ذلك من الله واعطاها الله اياه كما سبق ان مر معنا ذلك فهي يوم القيامة تأتي اتيانها حقيقي امام صاحبها وتتكلم كلاما حقيقيا بل سبق ان مر معنا انها تأتي ولها لسان طلق ذلق وتتكلم مطالبة بحقها قال وكل رحم اتية يوم القيامة امام صاحبها تشهد له بصلة ان كان وصلها وعليه بقطيعة ان كان قطعها وبهذا يكون انهى الامام البخاري رحمه الله الابواب التي تتعلق بصلة الارحام نعم قال رحمه الله تعالى باب هل يقول المولى اني من فلان قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال حدثنا وائل ابن داوود الليثي قال حدثنا عبدالرحمن بن ابي حبيب قال قال لي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ممن انت قلت من بني تميم قال من انفسهم او من مواليهم قلت من مواليهم قال فهلا قلت من مواليهم اذا ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى هل يقول المولى اني من فلان هل يقول المولى اني من فلان المولى من الولاء واصله في اللغة القرب والولاء له اسباب قد يكون سبب الولاء العتق وقد يكون سبب الولاء الاسلام بان يكون اسلم على يديه وهداه الله الى هذا الدين على يديه او يكون الولاء سببه اه الحلف تحالف والتعاهد على النصرة فالولاء له اسباب الولاء هو القرب وهذا القرب الذي اطلق اطلق عليه ولاء اه سببه امور منها ما قدمت اما العتق او الحلف او الاسلام او نحو ذلك فهل لمن كان له ولاء مع اناس او لاناس بسبب اسلامه على يديهم او عتقه من الرق على يديهم او تحالف بينه وبينهم على النصرة هل له ان ينسب نفسه اليهم هل له ان ينسب نفسه اليهم دون ان يبين ان هذه النسبة نسبة ولاء ام انه لا بد من البيان هل يقول انه من قبيلة كذا ويسكت دون ان يقول من من قبيلة كذا مولاهم لانه اذا قال مولاهم عرف ان هذا الانتساب بالولاء وليس بالنسب عرف ان هذا الانتساب بالولاء وليس بالنسب ولهذا يقول الامام البخاري رحمه الله هل يقول المولى اني من فلان اني من فلان اي دون ان يقول مولاهم او لا واورد اثرا عن عبد الله ابن عمر مفاده انه ليس له ذلك اذا لم يكن منهم نسبا اذا لم يكن منهم نسبا فلا بد ان يبين لا بد ان ان يبين ان انه منهم اي ليس من انفسهم وانما منهم ولاء وفي كتب مصطلح الحديث عندما يتحدثون عن انساب الرواة ينصون على ضرورة التمييز حتى في ذكر الولاء هل هو ولاء عتق او ولاء اسلام او ولاء حلف لانه بالتمييز يعرف او منهم من انفسهم اي من منهم بالنسب فهذا لابد من بيانه والامام البخاري رحمه الله صاحب هذا الكتاب بترجمة يقال محمد بن اسماعيل البخاري الجعفي مولاهم الجوع في مولاهم فهنا لم يقال الجعفي ويسكت لان مثل ما هو هنا في هذه الترجمة لا يقال هو اني من فلان دون ان يبين بقوله مولاهم ولهذا يقال في في في ترجمته الجعفي مولاهم وهو مولى للجعفي لان اسلام جده المغيرة كان على يد اليمان الجعفي والي بخارى اسلم على على يديه فكان هذا هذا القرب الذي يطلق عليه ولاء ولاء بالاسلام لان الله كتب الاسلام لجده على يديه ولهذا يقال الجوع في مولاهم لو قيل الجوعفي وحذفت مولاهم ماذا يظن يظن انه منهم نسبا. وليس الامر كذلك فاذا لا بد من اثباتها لابد من اثباتها حتى يعرف من هو منهم نسبا ومن هو منهم على سبيل الولاء سواء ولاء العتق او ولاء الاسلام او ولاء الحلف او غير ذلك اورد عن عبد الرحمن بن حبيب قال قال لي عبد الله ابن عمر ممن انت قال لي عبد الله ابن عمر ممن انت قلت من تيم تميم قلت من تيمي تميم قال من انفسهم او من مواليهم. هل انت منهم نسبا هذا معنى قوله من انفسهم اي انت منهم نسبا ام اه ام انت منهم مولى بينك وبينهم قرب ولاء ليس قرب نسب قرب ولاء ليس قرب نسب. فهل انت منهم من انفسهم يعني منهم اه نسبا او قربك لهم قرب ولاء وليس قرب نسب فقال عبد الرحمن قلت من مواليهم قلت من مواليهم اي انا منهم مولى او بالولاء وليس بالنسب فقال له مصححا ومنبها فهلا قلت من مواليهم اذا فهلا قلت من مواليهم اذا حتى يزول الاشتباه ولا يظن انك منهم نسبا فاذا هذا لا بد منه ولهذا درج العلماء رحمهم الله في كتب التراجم وعند ذكر الرواة اذا ذكر آآ اذا ذكر التعريف بالرجل ونسب الى قوم نسبة ولاء ينص على ذلك كما مثلت على ذلك اه نسبة البخاري الى الجعفي مولاهم والولاء هنا ولاء اسلام نعم عبدالرحمن بن حبيب الذي آآ يحدث عن ابن عمر اه فيه جهالة ولهذا ظعف الاسناد بسببه نعم قال رحمه الله تعالى باب مولى القوم من انفسهم قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا زهير قال حدثنا عبد الله ابن عثمان قال اخبرني اسماعيل ابن عبيد عن ابيه عبيد عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لعمر رضي الله عنه اجمع لي قومك فجمعهم فلما حضروا باب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم دخل عليه عمر فقال قد جمعت لك قومي فسمع ذلك الانصار فقالوا قد نزل في قريش الوحي فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم فخرج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقام بين اظهرهم فقال هل فيكم من غيركم قالوا نعم فينا حليفنا وابن اختنا وموالينا قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حليفنا منا وابن اختنا منا وموالينا منا وانتم تسمعون ان اوليائي منكم المتقون فان كنتم اولئك فذاك والا فانظروا لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة وتأتون بالاثقال في عرض عنكم ثم نادى فقال يا ايها الناس ورفع يديه يضعهما على رؤوس قريش ايها الناس ان قريشا اهل امانة من بغى بهم قال زهير اظنه قال العواثر كبه الله لمنخريه. يقول ذلك كثلاث ثلاث مرات ثم قال الامام البخاري رحمه الله باب مولى القوم من انفسهم الترجمة الاولى التي سبقت فيها بيان ان المولى لا ينسب نفسه الى من هو قريب منهم بالولاء الا بهذا القيد الا بهذا القيد يقول منهم مولاهم واما هذه الترجمة فهي في بيان مكانة قرب الولاء القرب الذي بالولاء وانه له مكانة ووله منزلة فمولى القوم من انفسهم وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال الولاء لحمة كلحمة النسب في بيان مكانة الولاء ومنزلته وشأنه في في الاسلام الولاء لحمة كلحمة النسب فاذا قوله مولى القوم من انفسهم هذا فيه بيان مكانة المولى وقوة الصلة التي بينه وبين من هو مولى لهم واورد رحمه الله تعالى عن رفاعة ابن رافع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه اجمع لي قومك اي قريش فجمعهم فلما حضروا باب النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر فقال قد جمعت لك قومي قد جمعت لك قومي فسمع ذلك الانصار اي دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لقريش واجتماعهم بناء على هذه الدعوة عند بابه عليه الصلاة والسلام فقالوا قد نزل في قريش الوحي قد نزل في قريش الوحي ولاجل هذا جمعوا عند باب النبي عليه الصلاة والسلام فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم جاء الناس يعني من غير قريش الذين دعوا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهم الى هذا الاجتماع فجاء الناظر والسامع جاء الناس منهم من يستمع ومنهم من ينظر ماذا سيقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن هؤلاء او ماذا نزل في شأن هؤلاء قال فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقام بين اظهرهن فقام بين اظهرهم فقال هل فيكم من غيركم يعني هل هؤلاء الذين طلب النبي صلى الله عليه وسلم جمعهم عندما قال لعمر اجمع لي قومك سأل هل فيهم من غيرهم فقالوا نعم وبينوا له من هم هؤلاء الذين اه من غيرهم وليسوا منهم فقالوا فينا حليفنا وابن اختنا وموالينا دينا حليفنا وابن اختنا وموالينا حليفنا اي من بيننا وبينه قرب حلف والحلف والعهد يعني تعاهدوا على التعاضد والنصرة والتعاون وان يكونوا يدا واحدة قالوا بيننا وبيننا حليفنا اي اي من بيننا وبينه ولا حلف وابن اختنا ايضا بيننا من ليسوا منا في النسب وانما ابناء اه اخواتنا وابن الاخت اذا كانت الاخت اخذت من ذوي الاعمام تكون يكونون قريبين قرب نسب واذا كانت اخذت من غير نسبها لا لا يكون نسبه راجعا الى وانما نسبه راجع الى اه قوم اخرين ولهذا قالوا وفينا ابناء اخواتنا ابن اختنا وموالينا وموالينا اي من بيننا وبينه ولا ولعل الولاء هنا ولا العتق لان ذكر ولاء الحلف في الاول قال وموالينا فقال النبي عليه الصلاة والسلام حليفنا منا وابن اختنا منا وموالين منا وهذا هو موضع الشاهد لا للترجمة حيث قال الامام البخاري مولى القوم من انفسهم منا ومراد النبي عليه الصلاة والسلام بقوله منا ليس المعنى منا نسبا ويعد آآ نسبه من نسبنا ليس هذا المراد وان وانما المراد منا اي في المنزلة والمكانة واللحمة كما مر الولاء لحمة كلحمة النسب قال كلحمة النسب والمعلوم ان المسبة غير المشبه به فهو كلحمة النسب اي في المكانة والمنزلة فقوله منا اي في اللحمة والمكانة والمنزلة قال حليفنا منا اي له مكانة ومنزلة عندنا وايضا ابناء او ابناء اخواتنا منا ابناء اخواتنا منا وهذا فيه اه اه دفع لما كان عليه اهل الجاهلية من استهانة وعدم اهتمام الا بمن كان قريب قرب نسب كما يقول شاعرهم ابناؤنا بنوا ابنائنا وبنو بناتنا اباؤهن الرجال الاباعد يقول ذلك مستهينا يقول ذلك مستهينا ببناء بابناء الاخوات بابناء الاخوات وايضا ابناء البنات ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ابناء بناتنا منا او ابناء اخواتنا منا لبيان المكانة لبيان المكانة وبيان المنزلة وقال وموالين منا ايضا فيه بيان مكانة المولى بل ان من اسباب الميراث الولاء ولاء العتاقة اذا لم يكن العتيق آآ ورثة يرثه من اعتقه فأسباب الميراث ثلاثة النكاح والنسب والولاء اسباب الميراث ثلاثة ويأتي في اخر هذه الرتب الولاء فهذا كله يبين مكانة الولاء وان المولى القوم منهم وان مولى القوم منهم اي في المكانة والمنزلة قال النبي صلى الله عليه وسلم حليفنا منا وابن اختنا منا وموالينا منا وهذا يستفاد منه ان المعلم والمربي يصحح قول من يربيهم ومن يعلمهم اذا كان فيه نوع خطأ فيبين ذلك كما صنع النبي عليه الصلاة والسلام قال وانتم تسمعون وانتم تسمعون وهذا فيه اه لفت انتباه ودعوة للاستماع والاصغاء وانتم تسمعون اي اني قائل امر عظيم وامر مهم فانتبهوا له واصغوا له قال وانتم تسمعون ان اوليائي منكم المتقون يخاطب قريش قرابته ان اوليائي منكم المتقون ولهذا جاء في حديث عمرو بن العاص انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان ال فلان ليسوا لي باولياء من قرابتي اناس من قرابتي ان ال فلان ليسوا لي باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين فهذا فيه تنبيه وفيه ايضا النذارة لعشيرته الاقربين سبق ان مر معنا قول الله عز وجل وانذر عشيرتك الاقربين هذا منه من النذارة لعشيرته حتى لا يغتر الانسان بالنسب وبالقرب من النبي عليه الصلاة والسلام نسبا قد صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال من بطأ به دينه لم يسرع به نسبه وفي القرآن قال الله تعالى فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال وانتم تسمعون ان اوليائي منكم المتقون وهذا فيه مكانة التقوى وعظيم شأنها وان اكرم الناس عند الله اتقاهم ان اكرمكم عند الله اتقاكم قال فان كنتم اولئك فذاك ان كنتم اولئك اي اهل تقوى لله عز وجل فذاك اي فذاك ما نحب وذاك ما نرغب وذاك ما نطلب وذلك وذاك ما نطمع فيه ان كنتم اولئك يعني ان كنتم اهل تقوى لله عز وجل فذاك والا فانظروا انظروا اي الى عاقبة امركم وما ستجنونه من ترككم للتقوى معتمدين على النسب وهذا فيه تخويف وتهديد وان الذي ينفع الانسان تقواه لله تبارك وتعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان اكرمكم عند الله اتقاكم فيقول عليه الصلاة والسلام ان كنتم من اهل التقوى فذاك اي ذاك ما ما نطلب وذاك ما نبغي وذاك ما سترون له العاقبة الحميدة والعاقبة للتقوى وان كان خلاف ذلك فانظروا اينظروا فالعاقبة التي ستجنونها من تفريطكم في التقوى واضاعتكم لها ثم قال عليه الصلاة والسلام ناصحا ومنبها ومحذرا لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة اي بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله سبحانه وتعالى وتأتون بالاثقال اي اثقال الذنوب اي اثقال الذنوب والاثام تحملون اثقال اثام وذنوب ومظالم وتعديات لا يأتي لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة وتأتون بالاثقال فيعرظ عنكم في عرض عنكم وهذا فيه ان الذي يقرب الانسان من الله سبحانه وتعالى ويدنيه منه هو عمله الصالح وطاعته لله سبحانه وتعالى وقد مر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام يا فاطمة بنت محمد سليني من مال ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا لا اغني عنك من الله شيئا وقال هذا لعشيرته ولاعمامه ولقرابته وهذا من كمال نصحه عليه الصلاة والسلام وتمام بيانه وتأتون بالاثقال فيعرظ عنكم ثم نادى وهذه المناداة ايضا من نصحه عليه الصلاة والسلام ومن شفقته وحرصه ثم نادى فقال يا ايها الناس ورفع يده يضعها على رؤوس قريش يشير على قرابة من قريش وهم مجتمعون امامه مبينا مكانة قريش ومنزلتهم قال ويرفع يده يضعها على رؤوس قريش اي يشير اليهم قال ايها الناس ان قريشا اهل امانة ان قريشا اهل امانة وهذا فيه بيان لمكانة قريش ومنزلتهم وحفظ حقهم ومعرفة قدرهم قال ان قريشا اهل امانة من بغى بهم قال زهير شيخ شيخ البخاري اظنه قال العواثر شك في ظبط اللفظ قال من بغى بهم العواثر اي العثرات او الوقوع في الامكنة الخشنة الوعرة من بقى من بغى بهم العوافر اي من طلب لهم العثرة وكاد لهم ورغب في الاساءة اليهم والبغي بهم كبه الله لمنخريه اي على وجهه كبه الله اي على وجهه وهذا فيه بيان خسران وخيبة من بغى بقريش العوافر فلا يحصل الا الخسران ولما كان هذا الامر امرا مهما نبه عليه الصلاة والسلام على اهميته بتكراره ثلاث مرات يقول ذلك ثلاث مرات منبها بذلك صلوات الله وسلامه عليه على اهمية هذا الامر وعظم هذا الشأن الشاهد من هذا السياق هو ما تقدم من قوله عليه الصلاة والسلام حليفنا منا وابن اختنا منا وموالينا منا والشاهد قوله وموالين منا نعم قال رحمه الله تعالى باب من عال جاريتين او واحدة قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا حرملة ابن عمران ابو حفص التوجيبي عن ابي عشانة المعافري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول من كان له ثلاث بنات وصبر عليهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من عال جاريتين او واحدة اي فظل من عال جاريتين وعظيم ثوابه عند الله تبارك وتعالى من عال جاريتين ومعنى عال جاريتين اي قام على تربيتهما ورعايتهما والاحسان في تنشأتهما والمحافظة عليهما وصيانتهما من الشرور والفساد والقيام ما ما يجب عليهما ما يجب عليه نحوهما من التربية والاصلاح فهذا فيه فظل عظيم فيه فظل عظيم وثواب عند الله سبحانه وتعالى. عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة لبيانه قال باب من عال جاريتين او واحدة من عال جاريتين او واحدة ثم اورد حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت له ثلاث بنات من كانت له ثلاث بنات وصبر عليهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار قد ترجمة في الجاريتين فاذا زاد العدد اذا زاد العدد وسيأتي الحديث في ذكر الجاريتين لكن اذا زاد العدد ثلاث او اربع او خمس او ست او سبع اذا زاد العدد ايضا حصلت الرعاية والعناية والتربية زاد ماذا الفضل وزاد الثواب قال من كان له ثلاث بنات وصبر عليهن يعني صبر على رعايتهن وتربيتهن والاحسان اليهن والمحافظة عليهن من الشرور والفساد والضياع وقوله وصبر عليهن فيه تنبيه على ان التربية تحتاج الى صبر تحتاج الى صبر وان من ليس عنده صبر لن يحسن التربية ولهذا من من اعظم ما يكون او من اعظم الاسس المطلوبة في تربية الابناء سعت الصدر معهم والصبر عليهم اما من كان ضيق العطن سريعا الغضب والانفعال لا يحسن الرعاية ولهذا يحتاج الانسان الى الصبر مع مع الابناء وحسن التوجيه والبيان والنصيحة قال وصبر عليهن وكساهن من جدثه اي من ما يسر الله تبارك وتعالى له من مال ان كان وسع الله عليه وسع على اولاده ولا