بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب قبلة الصبيان قال حدثنا عمر ابن يوسف قال حدثنا سفيان عن هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال اتقبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اوى املك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قبلة الصبيان قبلة الصبيان داخلة في جملة الرحمة التي جعلها الله وتعالى في القلوب نحو الصبيان وقد جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا فالقبلة للصبي نوع من الرحمة له والعطف عليه والحنو عليه ونوع من ادخال السرور على قلبه والانس على فؤاده فلها شأن ولها مكانة ولهذا ثبت هذا الامر من فعل النبي عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة قد مر معنا في درس قريب ان النبي عليه الصلاة والسلام رفع ابنه ابراهيم وقبله وشمه فتقبيل الصبيان نوع من او داخل في الرحمة لهم واللطف بهم والاحسان اليهم وادخال السرور عليهم ولهذا قال الامام البخاري رحمه الله باب قبلة الصبيان اي من جملة الاداب التي جاءت بها الشريعة والاخلاق التي دعا اليها الاسلام ان يعطف على الصبيان وان يحن عليهم وان يقبل تقبيلا يدخل السرور على قلوبهم والانس على نفوسهم واورد رحمه الله حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتقبلون صبيانكم اتقبلون صبيانكم؟ وهذا السؤال من هذا الاعرابي لانه رأى رأى الناس يقبلون الصبيان فسأل سؤال مستغرب ومتعجب لانه في فهمه هو امر عجيب وامر غريب لانه لا يفعل ذلك ولا يفعل عنده هذا الامر ولما جاء وجدهم يقبلون صبيانهم وجدهم يقبلون صبيانهم فاستغرب من هذا الامر وسأل هذا السؤال الذي هو السؤال متعجب ومستغرب قال اتقبلون صبيانكم ثم اخبر عن نفسه قال عن نفسه وعن من جاء منهم ومن هو يعيش بينهم؟ قال فما نقبلهم نحن اعتدنا الا نقبل الصبيان وربما ان هذا الامر دخل عليهم كما تدخل كثير من الامور على كثير من الناس ظنا منهم ان هذا نوع من المرجلة او نوع من العزة او نحو ذلك من الامور التي تفهم على غير وجهها تفهم على غير وجهها فلا يرون تقبيل الصبيان كانهم لا يرون هذا امرا يليق بمقامهم ويتناسب مع اقدارهم وان هذا فيه انتقاص لقدرهم ان يكونوا بهذه الصفة قال اتقبلون صبيانكم فما نقبلهم قالوا قال فما نقبلهم فقال النبي عليه الصلاة والسلام اواملك اواملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة اواملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة اي لا املك دفع ذلك عنك اذا كان الله عز وجل كتب لك وقدر عليك ان الرحمة منزوعة من قلبك فلا املك دفع ذلك فالامر لله تبارك وتعالى من قبل ومن بعد وهذا فيه معنى قول الله تبارك وتعالى ليس لك من الامر شيء الامر لله سبحانه وتعالى الهداية والتوفيق وصلاح القلوب وسداد الامر كل ذلك بيد الله سبحانه وتعالى ليس بيد الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك شيء ولهذا قال اواملك او املك النزع الله الرحمة من قلبك يعني لا املك دفع ذلك. الامر لله وبيد الله سبحانه وتعالى والاستفهام هنا معناه الانكار استفهام انكار اي لا املك ذلك قوله اواملك الاستفهام هنا استفهام انكاري اي لا املك ذلك اذا كان الله عز وجل كتب انتزاع الرحمة من قلبك فلا املك دفع ذلك عنك وهذا فيه بيان شناعة هذا الامر الذي اخبر به هذا الرجل عن نفسه وعن قومه وانه يتنافى مع الرحمة التي ينبغي ان تكون في قلوب الناس تجاه الصبيان وتجاه الصغار ولاحظ الارتباط في الحديث بين قبلة الصبيان والرحمة لما قال هذا الرجل لا نقبلهم ربط النبي عليه الصلاة والسلام بين الظاهر والباطن لان القبلة التي تكون من الرجل او اه او من الاب او من الام لصغيرهم فهذه رحمة يحركوا الى هذه القبلة رحمة في القلب ويدفع الى هذه القبلة حنان ورحمة في القلب ومن كان يصف نفسه بهذه الصفة انه لا يقبل صبيانه فهذا دليل على ان الرحمة ليست موجودة لانها اذا وجدت حركت اه او وجدت اثارها وجدت اثارها لان ثمة ارتباط بين الظاهر والباطن اذا الحديث فيه اشارة الى معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الا ان في الجسد مضغة فالباطن اذا صلح بالرحمة والشفقة والحنان والعطف وجدت اثاره ومن اثاره تقبيل الصبي تقبيل الانسان لصبيانه رحمة بهم ولطفا واحسانا قال اواملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة جاء في صحيح مسلم من حديث انس رضي الله عنه وانس ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم معروفة يقول رضي الله عنه ما رأيت احدا ارحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت احدا ارحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الرحمة بالعيال والتي منها تقبيلهم تقبيل الصبيان تقبيل المرء لصبيانه هذه لها اثارها التربوية والنفسية على الطفل وعلى نشأته وعلى بعده عن النزعة العدوانية ولهذا ايضا جاءت السنة الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم بالعدل بين الصبيان حتى في القبل كما جاء في الحديث الصحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلا كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له جاء ابن له تقبله واجلسه في حجره اي الرجل قبل ابنه واجلس ابنه في حجره فجاءت ابنة جاءت بنت له فاجلسها في حجره دون التقبيل جاءه الابن فقبله واجلسه في حجره وجاءت البنت فاجلسها في حجره اي بدون ان يقبلها فقال النبي عليه الصلاة والسلام الا عدلت بينهما الا عدلت بينهما اي في القبلة فيعدل بينهم في هذا لانه اذا لم يعدل بينهم في هذا ربما اوجد في بعضهم حسدا او غلا او نزعات عدوانية او نحو ذلك من المعاني ولهذا القبلة بالصبي هي من الرحمة به والعدل مطلوب مع الصبيان في الرحمة وفي اثارها مطلوب مع الصبيان آآ العدل بالرحمة وايضا في اثار الرحمة وما يترتب عليها وثمة معنى هنا يحسن الاشارة اليه والكلام عن الرحمة وتوابع الرحمة ومن ذلك تقبيل المرء لصبيانه رحمة بهم لا يستقيم كون القبلة رحمة بالصبي لا يستقيم كون القبلة رحمة بالصبي من ابيه او من قريبه الا اذا كان الذي يقبل الصبي على الفطرة وعلى السنة في قص الشارب الا اذا كان على الفطرة وعلى السنة في قص الشارب اما الذي على خلاف الفطرة وعلى خلاف السنة يطيل شاربه حتى ان بعضهم ليغطي شاربه فمه او يغطي شاربه شفته العليا كاملة فهذا اي رحمة تكون منه اذا قبل صبيه وهو على تلك الهيئة المخالفة للفطرة وللسنة فتقبيله لصبيه وهو على هذه الحال ليس رحمة هذا ليس من الرحمة في شيء هذا نوع من الاذية نوع من الاذية للصبي ونوع من ادخال الالم عليه المساءة له فلا يستقيموا او لا تستقيم ان تكون القبلة رحمة بالصبي الا مع السنة ومع موافقة الفطرة اما الذين ابتلوا بمخالفة الفطرة ومخالفة السنة فاطالوا الشوارب حتى غطت الفم او الشفتة العليا فمن كان بهذه الصفة قبلته لصبيه او لصبيانه هذه ليست من الرحمة في شيء وكما قلت في مناسبة مماثلة لو كان صبيه ينطق لقال ليت الله اراحني من هذه القبلة وسلمني منها لا لا تدخلوا عليه سرورا ولا تدخلوا عليه اه فرحا ولا انسا وهذا يبين لنا كمال الدين وما في البقاء على الفطر السليمة وموافقة السنة من الخير والبركة في جوانب كثيرة تخفى على من ابتلوا والعياذ بالله بمخالفة الفطرة نعم. قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثنا ابو سلمة بن عبدالرحمن ان ابا هريرة رضي الله عنه قال قبل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حسن ابن علي رضي الله عنهما وعنده الاقرع ابن حابس التميمي رضي الله عنه جالس فقال الاقرع ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا. فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة في القبلة للصبيان قال قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن ابن علي قبل الحسن بن علي رضي الله عنهما وهذا الصنيع يكثر في احاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قبلته للصبيان رحمة وشفقة وعطفا واحسانا منه صلوات الله وسلامه عليه وهو كما قال انس ابن مالك ابن مالك رضي الله عنه ارحم الناس بالصبيان صلوات الله وسلامه عليه قبل الحسن بن علي رضي الله عنهما ورآه الاقرع ابن ابن حابس رضي الله عنه وارضاه رآه اه اه اه رآه يقبل الحسن فبالمناسبة ذكر الحالة التي كان عليها ذكر الحالة التي كان عليها قال ان قال ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا فذكر الحال التي كان عليها مبينا للنبي صلى الله عليه وسلم حاله وواقعه وشأنه وكانت هذه الحالة التي هو عليها بعيدة عن تعاليم الاسلام لكن لما اكرمه الله عز وجل بهذا الدين وبملاقاة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عرف عرف هذه المعاني العظيمة ورآها وبين له النبي صلى الله عليه وسلم ما فيها من الكمال وما فيها من الخير وما فيها من الرحمة وهي امور لا يدركها الانسان اذا كان بعيد بعيد عن آآ السنة وبعيد عن اه اهل العلم وبعيد عن اهل الفضل فاذا اكرمه الله سبحانه وتعالى بملاقاة اهل الفضل ومجالسة اهل العلم واهل النبل ادرك خيرا وعالج في نفسه امورا قال ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا فنظر اليه رسول الله صلى الله وعليه وسلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم فنبهه عليه الصلاة والسلام ان القبلة للصبيان نوع من الرحمة واذا كان ليس في قلب الانسان رحمة بصبيانه ليس في قلبه رحمة بصبيانه فالجزاء من جنس العمل من لا يرحم لا يرحم نظير قوله عليه الصلاة والسلام ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء فهذا تنبيه الى ان الواجب على المسلم ان يكون في قلبه رحمة للناس رحمة للناس كما قال الله تعالى في شأن النبي وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ومن رحمته للعالمين انه عليه الصلاة والسلام جاهد وحتى اتاه اليقين صلوات الله وسلامه عليه في ادخال في دين الله وانقاذهم من النار وتعريفهم بهذا الاسلام العظيم قال من لا يرحم لا يرحم. الشاهد من الحديث للترجمة ان قبلة الصبيان نوع من الرحمة لهم الاحسان اليهم وادخال السرور عليهم ولهذا اورد المصنف رحمه الله فهذه الترجمة في كتابه الادب لان من جملة الاداب العظيمة التي جاء بها الاسلام رحمة الصبيان رحمة الصبيان ومن رحمتهم تقبيلهم نعم قال رحمه الله تعالى باب ادب الوالد وبره لولده قال حدثنا محمد ابن عبد العزيز قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن نمير بن اوس انه سمع اباه يقول قل كانوا يقولون الصلاح من الله والادب من الاباء ثم اورد المصنف رحمه الله هذه الترجمة باب باب ادب الوالد وبره لولده ادب الوالد اي تأديب الوالد لولده وما ينبغي عليه من عناية بولده وسعي في اصلاحه وتربيته كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا جاء عن علي رضي الله عنه انه قال اي ادبوهم فادب الوالد اي لولده هذا من الامور التي جاءت الشريعة بالحث عليها والترغيب فيها ان يكون الوالد ساعيا سعيا حديثا في تأديب اولاده وتربيتهم وتنشئتهم على الصلاح والتقى بان يكون اولا قدوة لهم في هذا الباب وناصحا لهم وموجها ومعلما ومربيا وداعيا لهم بالخير والتوفيق والسداد قال باب ادب الوالد وبره لولده وبره لولده اي احسانه لولده وعطفه عليه وانفاقه عليه واكرامه له والعدل بين اولاده في ذلك والتسوية فهذا كله منبر الوالد لولده فاذا هذه الترجمة معقودة لبيان ادب الوالد لولده وبر الوالد لولده ادبه له تأديبه وتوجيهه والسعي في اصلاحه وابره بالانفاق والعطية والاحسان والاكرام فكل من الامرين مطلوب من الوالد نحو اولاده واورد رحمه الله عن الوليد بن نمير بن اوس انه سمع اباه نمير ابن اوس يقول كانوا يقولون الصلاح من الله والادب من الاباء كانوا يقولون الصلاح من الله والادب من الاباء وهذه كلمة صحيحة الصلاح من الله اي ان صلاح الانسان سواء في في في دينه او في دنياه او في اخرته هذا بيد الله سبحانه وتعالى فالله هو الهادي وهو تبارك وتعالى الموفق ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه كما في صحيح مسلم اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي فصلاح الدين والدنيا والاخرة بيد الله جل وعلا ولا يصلح لك شيء من ذلك الا اذا اصلحه الله وفي دعاء الكرب اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كله لا اله الا انت فالصلاح بيد الله سبحانه وتعالى والادب من الاباء الادب من الاباء الادب الذي هو التربية والتوجيه والدلالة الى الخير هذا من الاباء اما الهداية والصلاح فهي من الله كما قال الله عز وجل ليس عليك هداهم وقال انك لا تهدي من احببت وقالوا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فالصلاح من الله والهداية من الله والتوفيق من الله لكن الذي بيد الاباء وبيد المعلمين والمربين والموجهين والخطباء والعلماء والدعاة الذي بيدهم هو ماذا الادب الذي بيدهم هو الدلالة الى الخير والتوجيه والنصح والارشاد هذا الذي بيده وهنا يستفيد الاب والام والمربي عموما استفيد من هذا المعنى فائدة عظيمة وهي انه اذا ادى الذي عليه من حسن التربية والتوجيه والارشاد والبيان والدلالة الى الخير اذا ادى الذي عليه نحو ابنائه فان له الاجر العظيم والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى لانه ادى الذي عليه. وهو البيان والارشاد حتى وان لم يستقم ابنه ولم تصلح حاله لان امر الاستقامة والصلاح بيد الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول الله عز وجل لنبيه مسليا له قال افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات الامر بيد الله عز وجل اذا الواجب على الاباء هو التربية والتأديب والتوجيه والنصح والدلالة والدعاء بالخير اما الصلاح فهو بيد الله تبارك وتعالى الصلاح بيد الله تبارك وتعالى من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فهذه كلمة عظيمة ودلائلها وشواهدها في الكتاب والسنة كثيرة قال كانوا يقولون الصلاح من الله والادب من الاباء والاسناد فيه ضعف لعلتين الاولى تدليس الوليد والثانية تدليس الاولى تدليس الوليد ابن مسلم والثانية جهالة الوليد ابن نمير جهالة الوليد ابن نمير. اما هذه المقالة فهي مقالة عظيمة وكلمة صحيحة وشواهدها ودلائلها في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه كثيرة نعم قال حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا عبد الاعلى بن عبدالاعلى القرشي عن داوود ابن ابي هند عن عامر ان النعمان ابن بشير رضي الله عنهما حدثه ان اباه انطلق به الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يحمله فقال يا رسول الله اني اشهدك اني قد نحلت النعمان كذا وكذا فقال اكل ولدك نحلت قال لا قال فاشهد غيري ثم قال اليس يسرك ان يكونوا في البر سواء قال بلى قال فلا اذا قال ابو عبد الله البخاري ليس الشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم رخصة ثم اورد المصنف رحمه الله حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان اباه انطلق به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله اي انه كان صغيرا كان النعمان وقتها صغيرا فحمله والده وقد يحمل من يمشي لطول المسافة قد يحمل الصغير الذي يستطيع المشي لطول المسافة اخذه والده يحمله الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء في بعض روايات الحديث ان بسبب مجيئه للنبي عليه الصلاة والسلام ان زوجته قالت له اشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك يعني قبل ان تعطيه اشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك الامر فحمل ابنه النعمان الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله اني اشهدك اني قد نحلت النعمان كذا اي سمى له الشيء الذي نحله اياه ونحره اي اعطاه عطية من غير عوظ اي بدون مقابل فنحله اي اعطاه عطية اعطاه عطية من غير عوظ فقال النبي عليه الصلاة والسلام اكل ولدك نحلت؟ اي نحلته مثل ما نحلت النعمان اكل ولدك اعطيتهم مثله ام انك ميزته وخصصته بهذه العطية وهذا فيه فائدة ان اه المفتي قبل ان قبل ان يجيب في في في بعض الاسئلة يحسن ان يسأل السائل فيما له تعلق بالفتوى حتى يستبين امر المسألة التي يطرحها واضحة ثم يكون الجواب فلا يجاب على السؤال حتى يستفصل في الامر ويتضح حقيقة المسألة قال اكل ولدك نحلته؟ قال لا قال فاشهد غيري قال فاشهد غيري وجاء في بعظ الروايات فاني لا اشهد على جور وقوله اشهد غيري هذا على وجه الزجر والتقريع له قال فاشهد غيري ثم قال اليس يسرك ان يكونوا في البر سواء وهذا من الاساليب العظيمة في في الاقناع والبيان على طريقة السؤال والحوار قال الا يسرك او اليس يسرك ان يكونوا في البر سواء الست تحب ان يكونوا كلهم في البر سواء في برهم لك واحسانهم اليك ام انك ترغب ان بعضهم يكونون من اهل البر وبعضهم من اهل القطيعة ما الذي تحب انت من ابنائك تنظر هذا التوجيه العظيم اليس يسرك ان يكونوا في البر سواء الجواب نعم قال بلى قال فلا اذا يعني لا تفعل ما دمت تحب ان يكون في البر سواء فانت ايضا اعدل بينهم لانك ان لم تعدل بينهم وميزت بعضهم بالعطية يكون ذلك سببا لاثارة الضغينة والحسد والنزعات العدوانية بينهم وايضا انت تتضرر فيما بعد لانهم لن لن يكونوا في البر سواء لن يكونوا في البر سواء فهذا فيه العدل بين الاولاد في في العطية في النفقة بل في القبل كما مر معنا في حديث انس لما قبل الابن واجلسه في حجره واجلس البنت دون تقبيل قال النبي عليه الصلاة والسلام الا عدلت بينهما الا عدلت بينهما وهنا حقيقة ملحظ مهم تربوي ينبغي الانتباه له وكثير منا يفرط فيه والنبي عليه الصلاة والسلام يرشدنا الى عدم التفريط في هذا الباب قال انا عدلت بينهما عادة الصغير حظه من القبل اكثر صغيرة صغير السن حظه من القبل اكثر ممن هو اكبر منه ويضعف الاب او الام احيانا في هذا الجانب امام الميل النفسي للصغير فيولد مثل هذا لدى اخيه او اخته الاكبر منه سنا التي ليس لها حظ مثله من هذه القبل يولد شيئا من العدوان نحوه وربما مباشرة الاذى له والسبب عدم العدل وعدم التسوية ولهذا نصح النبي عليه الصلاة والسلام قال الا عدلت بينهما لان العدل بينهما في مصلحة للاطفال وفي مصلحة للاباء مصلحة للاطفال ان ينشأوا جميعا على المودة وعلى المحبة والتآخي والبعد عن النزعات العدوانية ومصلحة للاباء ان يكونوا ان يكون ابناؤهم سواء في البر نتيجة العدل الذي كان من الاباء لابنائهم نعم قال ابو عبد الله البخاري ليست الشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم رخصة لان الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يشهد له طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يشهد له قال يا رسول الله اني اشهدك اني قد نحلت النعمان كذا وكذا فليست شهادة النبي صلى الله عليه وسلم رخصة يعني لو شهد له النبي عليه الصلاة والسلام دون ان يستفصل ليست رخصة له في هذا الامر لان العدل مطلوب لكن النبي عليه الصلاة والسلام لكن النبي عليه الصلاة والسلام استفصل وعرف جلية الامر وحقيقة الامر ولم يشهد لكن لو ان النبي عليه الصلاة والسلام شهد له لذلك فليس هذا رخصة له مثل ما جاء في لحن الرجل بالحجة امام النبي عليه الصلاة والسلام او امام القاضي والحكم له لكونه لحن بحجته ليس هذا دليل على ان الحق له هذا معنى قوله ليست شهادة النبي صلى الله الشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم رخصة نعم قال رحمه الله تعالى باب بر الاب لولده قال حدثنا ابن مخلد عن عيسى ابن يونس عن الوصافي عن محارب ابن ديثار عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال انما سماهم الله ابرارا لانهم بروا الاباء والابناء كما ان لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حق ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب بر الاب لولده بر الاب لولده بر الاب لولده يكون بامور احسانه اليه رحمته له عطفه عليه انفاقه عليه العدل بين اولاده كل ذلك من بر الاب لولده. وهو امر جاءت الشريعة بالحث عليه والترغيب فيه وانه من الامور المطلوبة من الاباء قال بروا الاب لولده واورد اثرا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال انما سماهم الله ابرارا هذا يأتي في القرآن في ايات من الابرار لفي نعيم قال انما سماهم ابرارا لانهم بروا الاباء والابناء وهذا جزء من البر الذي هو وصف لهؤلاء الابرار لان البر يتناول امورا كثيرة منها بر الانسان باولاده وبره ابائه وبره بقرابته فالبر يتناول الدين كله كما في اية البر في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل الى اخر الاية هذا كله بر كل هذا بر اه امر الله عز وجل به وهي مشتملة على اوصاف الابرار فقول ابن عمر انما سماهم الله ابرارا لانهم بروا الاباء والابناء لان هذا جزء من البر الذي كانوا عليه لا انه هو البر كله لان من البر ما يتعلق بالايمان بالله ومنه ما يتعلق بالايمان بالملائكة ومنه ما يتعلق اه الايمان بالكتب والرسل واليوم الاخر كل ذلك له حظه ونصيبه من البر وفيما يتعلق بالاباء والابناء من البر الاحسان اليهم والقيام بالواجب نحوهم فهذا معنى قول ابن عمر انما سماهم الله ابرارا لانهم بروا الاباء والابناء قال كما ان لولدك عليك حقا كما ان لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حق يعني كما انك مطالب ان تبر والدك فانت ايضا مطالب ان تبرأ ولدك فكل منهما له اه حقه من الاحسان بما يليق به وبما يتناسب مع مقامه وهذا الاثر عن ابن عمر رضي الله عنهما ضعيف الاسناد فيه الوصافي واسمه عبيد الله ابن الوليد ضعيف لكن المعنى الذي قررها الامام البخاري رحمه الله في الترجمة بر الاب لولده معنى صحيح وشواهده ودلائله في الكتاب والسنة كثيرة نعم قال رحمه الله تعالى باب من لا يرحم لا يرحم قال حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن فراس عن عطية عن ابي سعيد رظي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال من لا يرحم لا يرحم ثم عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة في الحث على الرحمة بالحث على الرحمة سواء الرحمة الابناء او بغيرهم الرحمة من اخلاق المسلمين ومن صفاتهم واعظم الناس رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين قال جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم صلوات الله وسلامه عليه فالرحمة من خلق الاسلام ومن اخلاق المسلمين جزاء هذه الرحمة المطلوبة من المسلم رحمة الله عز وجل للراحم كما في الحديث الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء فالرحمة خلق عظيم واذا وجدت الرحمة في القلب وجدت اثارها ومقتضياتها وموجباتها ومنها ما تقدم القبلة للصبي فهذا جزء من الرحمة التي في القلب فاذا هذه الترجمة معقودة لبيان مكانة الرحمة وذكر هذا الباب في كتاب الاداب لان وجود الرحمة في القلب هو الذي يحرك الى للقيام بالاداب اما منزوع الرحمة من نزعت الرحمة من قلبه لا يمكن ان ان تتحقق منه الاداب التي هي اثر من اثار الرحمة التي بالقلب فاذا نزعت الرحمة تبعتها اثارها بانتزاعها من العبد وعدم قيام العبد بها ولاجل هذا ذكر الامام البخاري رحمه الله فهذه الترجمة في كتابه الادب المفرد قال باب لا يرحم باب لا يرحم ايش؟ من لا يرحم باب لا يرحم من لا يرحى ها من لا يرحم لا يرحم نعم باب من لا يرحم لا يرحم باب من لا يرحم لا يرحم اي من لا يرحم الناس ولا يرحم عباد الله تبارك وتعالى لا يرحمه الله لان الجزاء من جنس العمل فكما ان من لا يرحم لا يرحم فان من يرحم يرحم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء قال باب من لا يرحم لا يرحم ثم اورد حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو بلفظ الترجمة او الترجمة بلفظه من لا يرحم لا يرحم اي من لا يرحم عباد الله لا يرحمه الله تبارك وتعالى لان الجزاء من جنس العمل وهذا الحديث وان كان في اسناده اكثر من علة معاوية بن هشام صدوق له اوهام وفراس صدوق ربما وهن وعطية صدوق يخطئ كثيرا الا انه صحيح بما بعده من الاحاديث الاتية اه بمعناه وشاهدة له نعم قال حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن زيد ابن وهب وابي ظبيان عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يرحم الله من لا يرحم من لا يرحم الناس. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يرحم الله من لا يرحم الناس لا يرحم الله من لا يرحم الناس اي من ليس فيه رحمة او ليس في قلبه رحمة للناس لا يرحمه الله تبارك وتعالى فالجزاء من جنس العمل الجزاء من جنس العمل من يرحم يرحم ومن لا يرحم لا يرحم من يرحم يرحم ومن لا يرحم لا يرحم هذا معنى قوله لا يرحم الله من لا يرحم الناس نعم وعن عبدك عن ابي خالد عن قيس عن جرير ابن عبد الله رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ثم اورد حديث جرير آآ رظي الله عنه من طريق اخرى قال من لا يرحم الناس لا يرحمه الله وقوله رحمه الله وعن عبدة يحتمل ان يكون الامام البخاري رحمه الله رواه تعليقا او يكون رواه بالطريق الاولى عن محمد ابن سلام نعم وعن عبدة عن هشام عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت اتى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ناس من الاعراب فقال له رجل منهم يا رسول الله اتقبلون الصبيان؟ فوالله ما نقبلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اواملك ان كان الله عز وجل نزع من قلبك رحمة ثم اورد المصنف رحمه الله حديث وام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان ناسا من الاعراب جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رجل منهم يا رسول الله اتقبلون صبيانكم اتقبلون الصبيان قال فوالله ما نقبلهم قال فوالله ما نقبلهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اواملك ان كان الله عز وجل نزع من قلبك الرحمة وقوله او املك ان كان الله عز وجل تروى آآ آآ تروى ان كان وتروى ايضا بكسر ان المصدرية ان كان الله عز وجل نزع من قلبك الرحمة فهي تروى او املك ان كان الله نزع من قلبك الرحمة اواملك ان كان الله نزع من قلبك الرحمة والحديث تقدم معنا في باب قبلة الصبيان. نعم قال حدثنا ابو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن ابي عثمان ان عمر رضي الله عنه استعمل رجلا فقال العامل ان لي كذا وكذا من الولد ما قبلت واحدا منهم فزعم عمر او قال عمر رضي الله عنه ان الله عز وجل لا يرحم من الا ابرهم ثم ختم هذه الترجمة بهذا الاثر عن عمر رضي الله عنه انه استعمل رجلا فقال العامل استعمله اي ولاه ويطلق العامل والعمال على الولاة وعلى الامراء استعمل رجلا فقال العامل ان لي كذا وكذا من الولد ما قبلت واحدا منهم ما قبلت واحدا منهم فزعم عمر او قال عمر ان الله عز وجل لا يرحم من عباده الا ابرهم وهذا فيه من الفائدة ان اه قبلة الصبيان من البر المطلوب اه تجاه الصبيان من بر الاب لصبيانه ان يقبل صبيانه. كما انه من الرحمة التي في قلوب الاباء لصبيانهم فانها كذلك من البر بالابناء من بر الاباء بالابناء ان يقبل صبيانه نعم قال رحمه الله تعالى باب الرحمة مئة جزء قال حدثنا الحكم ابن نافع قال اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرنا سعيد بن المسيب ان ابا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول جعل الله عز وجل الرحمة مئة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين وانزل في الارض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيب ثم انعقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة باب الرحمة مئة جزء والمراد بالرحمة هنا اي الرحمة التي خلقها الله تبارك وتعالى الرحمة التي خلقها الله جل وعلا وهي من اثار رحمته التي هي صفته عز وجل ولهذا جاء في الصحيح وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله خلق الرحمة مئة جزء ان الله خلق الرحمة مئة جزء فهذه الرحمة التي خلقها الله عز وجل ومن المئة جزء جزء واحد انزله الله تبارك وتعالى في الارض فبه يتراحمون به يتراحم الناس فالرحمة التي بين الناس هي جزء من مائة جزء خلقه الله تبارك وتعالى من الرحمة ويأتي في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ان من اثار هذه الرحمة التي خلقها الله عز وجل في الناس وفي البهائم وفي الدواب وفي الحيوانات ان الفرس ترفع حافرها عن ولدها خشية ان تطأه. هذا كله من اثار هذه الرحمة التي خلقها الله تبارك وتعالى وانزلها في الارض جعل سبحانه وتعالى او امسك عنده تسعة وتسعين امسك عنده تسعة وتسعين فهذا يدل او فيه بشارة عظيمة في بشارة عظيمة اذا كان هذه الرحمة الموجودة هي جزء من مئة جزء وامسك الله سبحانه وتعالى عنده تسعة وتسعين رحمة فماذا سيلقى الناس واهل الايمان من هذه الرحمة يوم القيامة وفي الحديث يقول يقول عليه السلام عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى للجنة انت رحمتي والجنة مخلوقة ولهذا ينبغي هنا اه ان ان يعلم ان الرحمة التي تضاف الى الله سبحانه وتعالى في الاحاديث وفي النصوص تارة يراد بها الصفة وتارة يراد بها اثر الصفة والسياق هو الذي يدل على ذلك السياق هو الذي يدل على ذلك فتارة يراد بالرحمة المصدر اذا اضيف الى الله جل وعلا مثل الرحمة والامر ونحوها تارة يراد به الصفة وتارة يراد بها به اثرها فمثلا قول الله عز وجل اتى امر الله فلا تستعجلوه. اطلق الامر هنا واراد المأمور الذي هو اثر الامر اما قوله تعالى الا له الخلق والامر فالمراد بالامر هنا الصفة كذلك قوله انما امره المراد بالامر الصفة ايضا نظيره الرحمة عندما تضاف الى الله قول فانظر الى اثار رحمة الله رحمة الله هنا الصفة اما قول اهل الجنة انت رحمتي فالجنة اثر الصفة وليست هي الصفة فالجنة مخلوقة من مخلوقات الله عز وجل وهذه الرحمة التي هنا في الحديث هي الرحمة التي خلقها الله عز وجل ومنها الجنة ومنها التراحم الذي بين الناس في الدنيا والتراحم الذي بين الناس وبين الدواب هو جزء من مئة جزء من هذه الرحمة التي خلقها الله تبارك وتعالى اورد الامام البخاري رحمه الله هنا حديث ابي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله عز وجل الرحمة مئة جزء وجاء الحديث في في بعض الفاظه الثابتة ان الله خلق الرحمة مئة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين وانزل في الارض جزءا واحدا قال فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه وخص الفرس هنا بالذكر لانها ترى بين الناس وهي سريعة العدو وتشاهد ويرى ايضا صغيرها الى جنبها ولم تذكر مثل الوحوش ومثل لانها بعيدة عن اعين الناس فلعله لهذا ذكرت الفرس او خصت الفرس هنا بالذكر فكن رحمة توجد في في الدنيا هي جزء من مئة جزء من مئة جزء من الرحمة التي خلقها الله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يكتبنا من عباده الرحماء وان يصلح لنا شأننا وان يهدينا سواء السبيل وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم الاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين تعليق الذي ذكره نعم لما قال اي صير الرحمة وقدرها مئة جزء فهي هنا صفة فعل لا صفة ذات فان صفة الذات لا تتعدد هذا الكلام غير غير واضح هذا الكلام غير واضح ومعنى الحديث يفسره لفظ الحديث الاخر عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قلق الرحمة مئة جزء. ان الله خلق الرحمة مئة جزء جعل تأتي بمعنى آآ خلق وتأتي بمعنى صير تأتي بمعنى خلق وتأتي بمعنى صير مثلا الذين جعلوا القرآن عظين هنا معناها صير لان جعل اذا عديت الى مفعولين فهي بمعنى سيرا اما اذا عديت الى مفعول واحد مثل الذي خلق الذي جعل الظلمات والنور اي خلقها فهنا قال الذي قال في الحديث قال ان الله جعل الرحمة مئة آآ ان ان الله جعل الرحمة مئة جزء اي خلقها واوجدها مئة جزء خلقها على هذه الصفة واذا كان بمعنى صير والمراد انها مخلوقة لله تبارك وتعالى فليس فليس هناك اشكال وعلى كل حال الذي يبين معنى هذا الحديث لفظه الاخر وهو ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله خلق الرحمة مئة جزء يقول هل تقبيل الصبيان يكون من الوالد الى ولده فقط تقبيل الصبيان يكون من الوالد لولده ومن الام لولدها ومن القريب لقريبه وخصوصا الصبيان الصغار والرظع من كانوا في مثل هذه الحال حنوا عليهم وعطفا عليهم ورحمة بهم نعم يقول هل يجوز ان يعطي الاب لابن له شيئا دون ان يعطي لابنه الاخر لانه لا يستحق ذلك. مثلا هذا الابن نجح فاعطاه هدية او جائزة وذلك وذاك رسب فلم يعطه شيئا. اذا كان الاب رتب هدية على عمل معين يقوم به الابناء وان من قام به اعطاه تلك الهدية او تلك الجائزة على وجه المنافسة والتشجيع فهو لم يظلم الابناء وانما جعل ذلك بينهم على وجه المنافسة والتشجيع للابناء اما العدل ان اما خلاف العدل ان يخص بالعطية والنحلة والهبة بعض الابناء دون بعض وهذا ليس منه نعم يقول حفظك الله انا موظف واحيانا اكلف بتغريم اصحاب المحلات المخالفة ولكن انظر الى حال الرجل فان كان غير ميسور الحال لا اغرمه بالمخالفة هل هذا العمل مني رحمة او من الخيانة هذا التغريم اذا كان يعني بموجب مخالفة وانت مطالبا ان تؤدي ان تؤدي هذا الواجب فالاصل ان تقوم مع الناس بالسوية فيما طلب منك ان تقوم به واذا كنت ترى بعضهم ضعيف او يعني يظره وترى نفسك لا لا تتمكن من البقاء في هذا العمل على هذه الصفة فلك ان تبحث عن عمل اخر لكن الاصل ان يكون الامر اذا كانت المخالفة يعني من الجميع العدل يقتضي ان يكون ان تكون العقوبة التي طلب منك ان توقيعها توقعها في الجميع فلا تميز بين احد او احد الا ان تطلب من جهتك ان يعطوك صلاحية او يخولوك في مثل هذا الامر حتى تكون قائما بواجبك كما طلب منك نعم اذا كان الاب يترك اولاده يفعلون ما يريدون داخل المنزل وخارجه. من انواع المحرمات ويحتج بان الهداية بيد الله فهل يتحمل مثل اثامهم ام يعذر؟ لا شك انه مفرط وليس معذورا والله تبارك وتعالى قال يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا نعم الهداية من الله والادب من الاباء كما سبق ان مر معنا فواجبك ان تؤدب يعني واجب الاب ان يؤدب ابناءه وان يوجههم وان يبعدهم عن المنكرات وعن المحرمات واذا لم يكتب لبعضهم هداية فالهداية بيد الله لكن يجب على الاب ان يقوم بالواجب ولهذا جاء في الحديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الاب مسؤول عن ابنائه ويجب عليه ان يقوم بتربيتهم وتأديبهم كما امره الله وكما جاء عن رسوله صلوات الله وسلامه عليه اذا فرط في هذا الواجب تحمل من الاثم بحسب تفريطه والله اعلم جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك