بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب لا يؤذي جاره. قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا الاعمش قال حدثنا ابو يحيى مولى جعدة ابن هبيرة قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول قيل للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يا رسول الله ان فلانة فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا خير فيها. هي من اهل النار. قالوا وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق باثوار ولا تؤذي احدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي من اهل الجنة. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا ذا الجلال والاكرام. اما ما بعد يقول المصنف الامام البخاري رحمه الله تعالى باب لا يؤذي جاره هذا والابواب التي بعده تتمة لما سبق من ذكر حقوق الجار والواجب نحوه وان حقه ان يبر وان يحسن اليه وان تحسن معاملته والا يساء اليه وان الاحسان اليه من صالح الاعمال والاساءة اليه من سيء الاعمال وهذه الترجمة عقدها الامام البخاري رحمه الله للتحذير من الاساءة الى الجار وبيان ما في هذا الامر من الاثم وما وما يترتب عليه من العقوبة عند الله سبحانه وتعالى لان الجار له حرمته وله حقه وله مكانته وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه يعني يجعل له حظا من الميراث ما زال جبريل يوصيني بالجار تتكرر الوصية بالجار عناية به وحفظا لحقه واحسانا اليه فكيف من كان هذا شأنه يؤذى او يساء اليه او يعامل بالمعاملة السيئة ولهذا جاء في السنة احاديث صحيحة ثابتة عن نبينا عليه الصلاة والسلام فيها التحذير من الاساءة الى الجار وبيان ما في هذا الامر من الاثم وما يترتب عليه من العقوبة اورد المصنف رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله ان فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها لم تسمى لم تسمى هذه المرأة سترا عليها ولان الغرض هو معرفة الحكم ان فلانة لم تسمى لانه لا حاجة ولا داعي الى معرفة من هي والغرض المقصود هو معرفة الحكم المترتب على مثل صنيعها قالوا عن هذه المرأة انها تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل هذا اشارة الى كثرة الاعمال الصالحة عندها تتصدق اي تنفق في سبيل الله تبارك وتعالى من مالها فهي امرأة صاحبة الصلاة وصاحبة صيام وصاحبة اعمال صالحة متنوعة وصاحبة نفقة وبذل في سبيل الله هذه كلها اعمال خير وصلاح وبر اتصفت بها هذه المرأة الا انها مع ذلك كانت تؤذي جيرانها قالوا وتؤذي جيرانها بلسانها وحدد نوع الاذى انها تؤذي جيرانها بلسانها بكلامها فيهم وسبها لهم مثلا واغتيابهم او نحو ذلك من انواع الاذى التي تكون باللسان فكانت مع هذه الاعمال الصالحة تؤذي جيرانها بلسانها تؤذي جيرانها بلسانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا خير فيها هي من اهل النار لاحظ هنا كلمتين عظيمتين قالهما عليه الصلاة والسلام في هذا السياق الاولى قال لا خير فيها لا خير فيها والمرأة قالوا عنها تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وقال النبي عليه الصلاة والسلام لا خير فيها لا خير فيها والنفي هنا كما هو متقرر ومعلوم يرجع الى الواجب يرجع الى القدر الواجب من الايمان والخيرية وليس نفيا لاصلها او وجودها قال لا خير فيها لكونها على هذه الحال السيئة وعلى هذه الصفة الشنيعة من الايذاء لجيرانها بلسانها والامر الثاني قال عليه الصلاة والسلام انها من اهل النار انها من اهل النار فدل ذلك دلالة واضحة على ان ايذاء الجيران باللسان او بغيره من اسباب دخول النار وما عد سببا لدخول النار فهو من الكبائر ما عد في الاحاديث سببا او موجبا لدخول النار فهو من الكبائر لان الكبيرة تعرف اما بالتنصيص على انها كبيرة او بلعن صاحبها او بنفي الايمان عنه او بالاخبار بدخوله النار او بالاخبار بعدم دخوله الجنة كما مر لا يدخل الجنة قاطع وكما سيأتي الى يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه فهذا فيه دلالة على ان هذا الامر من كبائر من كبائر الذنوب ومن عظائم الاثام ان يؤذي المرء جيرانه بلسانه وايضا هذا السياق يدل ان هذه الكبيرة لا تكفرها هذه الاعمال الصالحة لا لا تكفرها فهذه الاعمال الصالحة وقد قال عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن متى ما اجتنبت الكبائر ما اجتنبت الكبائر فاذا كانت هذه الفرائض العظام لا تكفر الكبائر فمن باب اولى الا تكفرها النوافل مثل نوافل الصيام ونوافل الصلاة ونوافل الصدقة ونحو ذلك من من الاعمال قال عليه الصلاة والسلام انها من اهل النار لا خير فيها انها من اهل النار وهذا فيه الوعيد الشديد والتهديد لمن كان بهذا الوصف يؤذي جيرانه بلسانه واذا اجتمع مع اذيته لهم بلسانه اذيته لهم بيده وباعماله وبحركاته فهذا سوء على سوء وشر على شر اذا كانت هذه المرأة مع ما عندها من الاعمال الصالحة لم تؤذي جيرانها الا بلسانها وقال النبي عليه الصلاة والسلام هي من اهل النار فكيف بمن قلت اعماله الصالحة ولم يكن من اهل قيام ليل ولا صيام نهار ومع ذلك مؤذ لجيرانه بلسانه وباعماله فالامر افظع واعظم واشد خطورة وعلى كل حال الحديث فيه بيان حق الجار ومكانة الجار بوجوب مراعاة هذا الحق والتحذير الشديد من ايذاء الجار باي نوع من انواع الاذى وان من يؤذي جيرانه عقوبته عند الله تبارك وتعالى عظيما قال قالوا وفلانة ذكروا امرأة اخرى تصلي المكتوبة تصلي المكتوبة يعني ليست معروفة بقيام ليل وليست ايضا معروفة بصيام نهار لكنها تحافظ على فرائض الدين وواجباته لكن النوافل والرغائب والمستحبات لا لا تعرف بعناية بها قالوا عنها تصلي المكتوبة وتصدقوا باثوار جاء في مسند الامام احمد عندما روى هذا الحديث قال باثوار من اقط باثوار من اقف ولاقط معروف وهو الذي يكون من مخيض الماعز ويصنع ويجفف فكانت تتصدق بقليل من الاقط يعني ما ما تعرف بصدقة وانما هي تتصدق بشيء يسير اثوار من اقط يعني شيقة قطع قليلة او او جزء يسير من الاقف تتصدق به ولا تؤذي احدا ولا تؤذي احدا ليست من اهل ايذاء الناس او الاعتداء على الاخرين او الاساءة اليهم كافة نفسها حافظة لسانها وحافظة يدها لا تؤذي احدا لا بلسان ولا بيد قال عليه الصلاة والسلام اهي من اهل الجنة هي من اهل الجنة وهذا فيه عظم ثواب من صان لسانه وصان يده وان النبي عليه الصلاة والسلام يضمن لمن كان بهذه الصفة دخول الجنة يضمن له عليه الصلاة والسلام دخول الجنة مثل ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اظمنوا لي من انفسكم ستا اضمن لكم الجنة اصدقوا اذا حدثتم واوفوا اذا وعدتم وادوا اذا اؤتمنتم وغضوا ابصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا ايديكم وكفوا ايديكم اي عن ايذاء الناس والجار من باب اولى اجتمع في الحديث حفظ اللسان وهو يتناول ايظا حفظه من ايذاء الناس وايضا حفظ اليد بكفها عن ايذاء الناس وان من كان كذلك ضمن له النبي عليه الصلاة والسلام دخول الجنة ضمن له عليه الصلاة والسلام دخول الجنة والحديث في فيه دلالة على عظيم مكانة من كان بهذه الصفة لا يؤذي احدا لا يؤذي احدا ليس فيه شر او عدوان او ايذاء للناس او تسلط عليهم او بغي لا باليد ولا باللسان حتى وان قلت اعماله ما دام محافظا على فرائض الاسلام وواجبات الدين وكافة اذاه عن الناس فهو على خير عظيم وهو من اهل الجنة كما اخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه الشاهد من الحديث للترجمة هو تلك المرأة الاولى التي كانت تؤذي جيرانها مع انها صاحبة صيام وصاحبة قيام وصدقة مع ذلك كله لكونها مؤذية لجيرانها قال النبي صلوات الله وسلامه عليه هي من اهل النار نعم قال حدثنا عبد الله ابن يزيد قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد قال حدثني عمارة ابن غراب ان عمة له انها سألت عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها فقالت ان زوج احدانا يريدها فتمنعه نفسها اما ان تكون غضبا او لم تكن نشيطة فهل علينا في ذلك من حرج قالت نعم ان من حقه عليك ان لو ارادك وانت على قتب لم تمنعيه قالت قلت لها احدانا احدانا تحيض وليس لها ولزوجها الا فراش والا فراش واحد او لحاف واحد فكيف تصنع قالت لتشد عليها ازارها ثم تنام معه فله ما فوق ذلك مع اني سوف اخبرك ما صنع النبي صلى الله عليه واله وسلم انه كان ليلتي منه فطحنت شيئا من شعير فجعلت له قرصا فدخل فرد الباب ودخل الى المسجد وكان اذا اراد ان ينام اغلق الباب واوكأ القربة واكفأ القدح واطفأ المصباح فانتظرته ان ينصرف فاطعمه القرص فلم ينصرف حتى غلبني النوم واوجعه البرد فاتاني فاقامني ثم قال ادفئيني ادفئيني. فقلت له اني حائض فقال وان اكشفي عن فخذيك فكشفت فكشفت له عن فخذي فوضع فوضع خده ورأسه على فخذيه حتى دفئ فاقبلت شاة لجارنا داجنة فدخلت ثم عمدت الى القرص فاخذته ثم ادبرت به قالت وقلقت عنه واستيقظ النبي صلى الله عليه واله وسلم فبادرتها الى الباب فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم خذي ما ادركتي من قرصك ولا تؤذي جارك في شاته ثم اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها سئلت انها سئلت سألتها عامة عمارة قالت ان زوج احدانا يريدها فتمنعه نفسها. يريدها اي له رغبة فيها فيأتي راغبا فتكون احدانا اما غضبا او ليست نشيطة غضب اي على زوجها او ليست نشيطة لهذا الامر الذي يطلبها يطلبه منها قالت فهل علينا من حرج في ذلك؟ اي في الامتناع من هذا الامر وعدم الاستجابة قالت نعم ان من حقه عليك ان لو ارادك وانت على قطب لم تمنعيه وهذا المعنى صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث ان المرأة ليس لها ان تمتنع من زوجها سواء كانت غير نشيطة او غير راغبة او غير مستعدة او غضبانة منه ليس لها ان تمتنع لانها فهي اه هي مجال غض بصره وحفظ فرجه وهو محصن بسببها فاذا ثار ورغب واحب شيئا منها وامتنعت فهذه اساءة بالغة له اساءة بالغة لزوجها وتظييع لحق عظيم جعله الله تبارك وتعالى لازما واجبا عليها تجاهه بحيث متى ما رغب في اي لحظة من اللحظات تكون متهيئة له منبسطة راغبة غير ممتنعة وليس الامر يرجع الى هل هي تريد او لا تريد او ترغب او لا ترغب متى ما ثارت عنده هذه الرغبة لزمها ان تطاوعه وان تستجيب له والا تمتنع وهذا المعنى صح عن النبي صلى الله عليه وسلم التأكيد عليه في غير ما حديث لان بعض النساء ربما من جهلها او او عدم علمها تظن ان من حقها اذا غضبت ان تمنعه من هذا الامر ان تمنعه من هذا الامر او اذا كانت ليست هي راغبة تمتنع من هذا الامر وليس لها حق في ذلك بل متى رغب وجب عليها ان تطاوعه وان تلين معه وان تستجيب له والا تمتنع من تحقيقه لرغبته. قالت وان وان كنت على قتل وهذا فيه اشارة حتى لو كان على في مكان ضيق او في وضع لست مستعدة عليه او في وضع غير مناسب او مكان غير مناسب وان كان على قتب والقتب هو الذي يوضع على الرحلة الذي يوضع على الناقة او على البعير يعني حتى لو كان في في في مكان ضيق او مكان لا لا ترينه مناسبا او نحو ذلك لزمك الاستجابة له والمطاوعة وعدم الامتناع قال قالت لم تمنعيه قالت احدانا تحيض يعني اذا كان الطلب صادف وقت حيضة المرأة فماذا عليها؟ قالت احدانا تحيض قالت لتسد عليها ازارها ثم تنام معه فله ما فوق ذلك فله ما فوق ذلك لتشد عليها ازارها ثم تنام معه فلها ما فوق ذلك اي ان له ما وراء الازار وقت الحيضة ليس له الا ما وراء الازار مثل ما قال الفقهاء رحمهم الله يأتيها من وراء حائل اي من وراء الازار بحيث لا يباشر جسده مباشرة وانما يكون ذلك من وراء الازار ولو كانت على هذه الحال ليس لها ان تمتنع ليس لها ان تمتنع قال قال فله ما فوق ذلك مع اني سوف اخبرك بما صنع النبي صلى الله عليه وسلم. وذكرت له ليلة من الليالي التي جاءها النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض قالت انه كانت ليلتي منه فطحنت شيئا من شعير فجعلت له قرصا فدخل فرد الباب ودخل الى المسجد وكان اذا اراد ان ينام اغلق الباب واوكأ القربة واكفأ القدح واطفأ المصباح وهذه كلها ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم من توجيهه وارشاده وستأتي عند المصنف رحمه الله في باب من باب اتي فيما بعد ان شاء الله قال اوكأ القربة اي شد السقاء الذي فيه الماء واحكم اغلاقه واكفأ القدح اي قلب الوعاء الذي يشرب به الماء لم يتركه على وجهه وانما يكفئه يعني يقلبه اكفأ القدح واطفأ المصباح وهذه المعاني ثابتة في السنة كما قدمت وستأتي عند المصنف رحمه الله تعالى قالت فانتظرته ان ينصرف فاطعمها فاطعمه القرص فلم ينصرف ظلت تنتظر ان ينصرف من صلاته حتى تطعمه هذا القرص فلم ينصرف حتى غلبني النوم واوجعه البرد كان عليه الصلاة والسلام يصلي واوجعه البرد وهو في صلاته ثم جاء ليدفع صلوات الله وسلامه عليه فاتاني فاقامني اي من النوم ثم قال ادفئيني ادفئيني كررها لما يشعر به صلوات الله وسلامه عليه من البرد قالت اني حائض وهذا موضع ذكر عائشة رضي الله عنها لهذه القصة بمناسبة هذا السؤال قالت اه قلت له اني حائض. فقال وان يعني وان كنت حائض لا بأس بذلك اكشفي لي عن فخذك فكشفت له عنه فوضع خده ورأسه على فخذي اي ليتدفأ او ليدفئ نفسه صلوات الله وسلامه عليه والرجل له من اهله من الاستمتاع ونحو ذلك من المعاني مثل ما ورد في هذا الحديث وفي غيره من الاحاديث الصحاح الثابتة عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه قالت حتى دفئ فاقبلت شاة لجارنا داجنة الشاة الداجنة هي التي ترعى او تأكل في المنزل وتعلب في البيت يعني لا تذهب للمراعي وانما اكلها من الاشياء التي تبقى في البيت بقايا الخبز وبقايا الطعام ونحو ذلك يقال لها شاة داجنة فدخلت يعني هذه الشاة ثم عمدت الى القرص دخلت هذه الشاة الى البيت بيت عائشة رضي الله عنها ثم عمدت اي ذهبت الى وقصدت الى القرص فاخذته ثم ادبرت به انصرفت ومعها القرص بفمها تخرج مع الباب والقرص هو الذي اعدته عائشة رضي الله عنها ليطمئن ليطعمه النبي صلى الله عليه وسلم قالت وقلقلت عنه واستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فبادرتها الى الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذي ما ادركت من قرصك ولا تؤذي جارك في شاته ولا تؤذي جارك في شاته يعني لا لا تضربي هذه لانها بهيمة الشاة بهيمة وما تقوم به به من عمل لا تقوم به عن عقل او عن فهم او عن قصد ايذاء وانما هي شاة بهيمة فلا تؤذي شاتك لا تؤذي جارك في شاته اي بضربها او بدفعها او نحو ذلك وانما خذي قرصك وانتهى الامر عند هذا الحد الشاهد من هذه القصة هو خاتمتها لا تؤذي جارك في شاته لا تؤذي جارك في شاته ففيه النهي عن ايذاء الجار حتى لو وصل الى الى الانسان من جاره شيء من الاذى وشيء من الاذى وخاصة الاذى غير المقصود مثل دخول الشاة ونحو ذلك او طفل جاهل عمل امرا يعني فيه اساءة للجار فكل هذه الامور تحتمل ولا يساء الى الجار بسبب مثل هذه الاخطاء التي اه قد لا تكون مقصودة فاذا الشاهد من هذا الحديث هو قوله لا تؤذي جارك في شاته وهذا الحديث في اسناده اكثر من علة عبد الرحمن ابن زياد هو الافريقي ضعيف وعمارة بن غراب مجهول وعمته لا تعرف ففيه ثلاث علل فالحديث سنده ضعيف لا يثبت لكن مواضع منه دلت عليها احاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل عدم امتناع المرأة اه عن زوجها او من زوجها اذا طلبها في اي حال ومثل ان يأتيها من وراء حائل ومثل ما جاء في في القصة او كي القربة واكفي القدح واطفيء المصباح هذا سيأتي في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام وايضا خاتمة الحديث لا تؤذي جارك في في شاته النهي عن ايذاء الجار فهذه معاني دلتا عليها السنة الصحيحة عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه. نعم. قال حدثنا سليمان ابن داوود ابو الربيع. قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر قال حدثنا العلاء بن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله قال لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ثم ختم المصنف رحمه الله هذه الترجمة باب لا يؤذي جاره بحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه وهذا فيه دلالة ظاهرة على ان من لا يأمن جاره بوائقه فقد ارتكب امرا كبيرا وذنبا عظيما لان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن فاعل ذلك انه لا يدخل الجنة ونفي دخول الجنة لا يكون الا عن امر عظيم ولا يكون الا في ارتكاب كبير وقوله لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه هو نظير ما تقدم من قوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة قاطع وذكرت هناك كلام اهل العلم على معنى هذا الحديث ونظائره وان نفي دخول الجنة قد يكون للتأبيد وقد يكون للابتداء فاذا كان فاعل هذه الامور مستحلا لها مع علمه بحرمتها فان النفي للتعبيد لان استحلال ما حرم الله تبارك وتعالى كفر واذا كان غير مستحل غير مستحل لها لكنه يرتكب هذا الامر ويغشى هذا الكبير فالنفي هنا لابتداء الدخول اي لا يدخلها مع اول الداخلين وانما قد يمر قبل دخوله الجنة فيما بعد بمرحلة تعذيب على ذنوبه وعلى اثامه وعلى كبائره ثم من بعد يكون دخوله الجنة فاذا كان غير مستحل فالنفي ليس للتأبيد النفي ليس للتأبيد وانما هو لنفي دخولها ابتداء وهذا من احاديث الاحاديث الوعيد لمن ارتكب هذه الكبائر ونظائرها نعم بوائقه معناها اي غوائله آآ عدوانه وشره نعم قال رحمه الله تعالى باب لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس شاة. قال حدثنا اسماعيل ابن ابي اويس قال حدثني ما لك عن زيد ابن اسلم عن عمرو ابن معاذ الاشهلي عن جدته رضي الله عنها انها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يا نساء المؤمنات لا تحقرن امرأة منكن لجارتها ولو كراع شاة محرقة قوله في الحديث السابق لا يأمن جاء جاره بوائقه لا يأمن من الامن الذي هو ضد الخوف بمعنى ان من كان جيرانه على خوف منه وعلى غير طمأنينة بل يتخوفون منه فقد قال عليه الصلاة والسلام عنه لا يدخل الجنة لان ما عرف به من اذى واعتداء اصبح جيرانه على خوف منه غير مطمئنين لعدوانه او غوائله وهذا نظير قول النبي عليه الصلاة والسلام المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم فاذا كانوا لا يأمنونه على دمائهم واموالهم يخافون منه فهذا ينفع عنه الايمان الواجب ينفع عنه الايمان الواجب ولا ينفع عنه اصل الايمان فقول هنا لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه يعني من كان لا يأمنه جيرانه على دمائهم ولا على اموالهم ولا على اعراضهم فهذا ينفع عنه الايمان الواجب ونفى عنه النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على المعنى المتقدم الذي سبق بيانه وايظاحه ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسا شاة لا تحقرن جارة لجارتها اي لا تستقل شيئا من مما تقدمه لجاراتها من طعام او هدية او نحو ذلك لا تستقل شيئا حتى لو كان الشيء الذي تقدمه شيئا قليلا او امرا يسيرا فعليها الا تحقره لان العبرة باعتبار الجار وتعاهده والجود من الموجود كما يقال فاذا كان الموجود قليل وقدمته ولم تحتقر القليل كان ذلك سببا لدوام العطاء ارأيتم لو ان شخصا قال لن اعطي جاري الا عطية جزلة لنعطي جاري الا عطية جزلة او لن اعطيه الا عطية كما يقال تبيض الوجه جزلة ولها قيمة ولها ثم متى ستأتي هذه العطية الجزلة ويبقى اه متراخيا فاترا عن عن العطاء منتظرا انه سيعطيه عطية جزلة عطية لها قيمة ولها مكانة ولهذا اذا كان الانسان اتخذ مثل هذا القرار انه لا يعطي الا عطية لها قيمة كبيرة سيبقى غير معطي لجيرانه لكن اذا كان لا لا يحتقر شيئا من المعروف ولا يتقال شيئا من المعروف. والمهم هو الصلة والتواصل جاءني شيء من الطعام واتحفته بشيء منه او قليل منه واستمر على هذا الامر يعطي هذا القليل ويعطي هذا القليل وهو في دوام مواصلة لجيرانه وصلة بهم ويعرفونه جيرانه بهذا انه دائما على تواصل معهم بعطاياه والقليل يبارك الله سبحانه وتعالى فيه قد يقدم الانسان لجيرانه محتسبا طالبا ثواب الله سبحانه وتعالى شيئا يسيرا ويكون قدره عند الله عظيم انظروا في هذا ما جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ان الله طيب لا يقبل الا طيبا ذكر عليه الصلاة والسلام قال اذا تصدق احدكم بعدل تمرة اذا تصدق احدكم بعدل تمرة من كسب طيب والله لا يقبل الا طيب الا اخذها الله سبحانه وتعالى بيمينه اللي اخذها الله سبحانه وتعالى بيمينه ورباها له كما يربي احدكم فلوه او فصيلة اي صغار الخيل كما يربي احدكم فلوه او فصيلة حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل تمرة او ما يعادل تمرة ثم يلقاها صاحبها يوم القيامة مثل الجبل فلا يحقرن الانسان من المعروف شيئا تمرة تمرتين ثلاث شيء من الطعام قليل لا ينبغي للانسان ان يحقر من معروف شيء وكون الانسان لا يحقر من المعروف شيء له فائدة عظيمة نبهت عليها وهي انها مدعاة لدوام العطاء اما الذي يقول واعيد ذلك لاهميته. اما الذي يقول انا لا اعطي الا عطاء كبيرا فهذا المنهج او هذا المسلك يجعله لا يعطي الا في النادر ولا يكون منه العطاء باستدامة واستمرار. اما الذي لا يحقر من المعروف شيء كما وجه الى ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فانه سيكون دواما في عطاء مستمر فهذه فائدة عظيمة في هذا التوجيه العظيم المبارك. قال باب لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس نساء فرسا الشاة هو ظنفها الذي يكون في اسفل قدم الشاة والغالب انه في زماننا يرميه الناس ولا يأكلونه يسمى اظن يسمى الان المجادم ما يعني كثير من الناس ربما لا لا لا يعتنون به ولا لا يهتمون به لا تحقرن لجارتها ولو فرس نساء ولو كان امرا يعني لا ليس له اعتبارا عند كثير من الناس او ليس له اه قيمة او مكانة لا تحقرن ولو فرس نساء اورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال جدتي عمرو بن معاذ الاشهلي قد تقول قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نساء المؤمنات لا تحقرن امرأة منكن لجارتها ولو كراعسات محرم الكراع بالنسبة للدواب ما دون الكعب ما دون الكعب يعني ما كان في اسفل قدم الشاة وقدم البهيمة وسيأتي في الحديث الاخر ولو فرسا شاة اي ظل في الشاة والمقصد ان لا تحقر جارة ان تقدم لجارتها اي شيء والعبارة المشهورة الجود من الموجود هذه كلمة كلمة عظيمة ودليلها مثل هذا الحديث لا تحقرن اه جارة لجارتها ولو فرس نساء اي جد بالموجود عنده ولو كان الموجود عندك قليلا جد بالقليل يبارك الله سبحانه وتعالى لك فيه نعم قال حدثنا ادم قال حدثنا ابن ابي ذئب قال حدثنا سعيد المقبوري عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يا نساء المسلمات يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس شاة ثم اورد النبي اورد المصنف رحمه الله حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا نساء المسلمات يا نساء المسلمات التكرار للتنبيه واستدعاء الاهتمام لا تحقرن جاره لجارتها ولو فرسا شاة وكما تقدم فرسا الشاة هو الضلف ظنفها الذي يكون في اسفل القدم ويكون مشقوقا من مقدمته وهو امر عند كثير من الناس لا لا يؤبه به فيقول عليه الصلاة والسلام لا تحقرنه من ان تقدمه لجاراتها وليس المقصود ذات فرسان الشاة وانما هذا للتمثيل ولو فرسا شاه فلا تحقرن شيئا وان قل والقيمة الاعتذارية هنا بالتواصل والصلة ودوام العطاء واستمراره وان كان الشيء المعطى شيئا يسيرا او امرا لا يؤبه به ايضا يقابل ذلك امر لابد من التنبيه عليه وهو ان من يعطى اليه شيئا ويرى في نفسه انه امر ليس له قيمة وليس له وزن وربما دعته نفسه او او الشيطان الى استهجان هذا الامر او ربما ايضا الكلام في في في جاره في مثل هذه العطية فلا ينظر الى الشيء القليل المقدم وانما لينظر الى باعتبار جاره له كم من الجيران لا يتواصلون مع جيرانهم ولكن هذا تواصل معي واعتبرني واعطاني شيئا من طعامه ولما وضع الطعام او او جهز الطعام ذكرني ينظر الى هذه المعاني. لا ينظر الى الشيء القليل المعطى. وانما ينظر الى اعتبار جاره له واهتمام جاره بصلته والتواصل معه ولهذا صحفي الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال لو دعيت او قال لو اهدي الي كراع او نحو ذلك لا جبت او لاستجبت يقول عليه الصلاة والسلام لو لو دعيت الى قراء لاجبت الداعي او لو اهدي الي كراع لاجبت الداعي وهذا ثابت عنه صلوات الله وسلامه عليه فينبغي على من اهدي اليه شيء قليل من من جيرانه ويرى انه امرا قليلا لا ينظر الى قلة الامر الذي اعطي له وانما ينظر الى اعتبار جاره له وتقديره له نعم قال رحمه الله تعالى باب شكاية الجار قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا صفوان بن عيسى قال حدثنا محمد بن عجلان قال حدثنا ابي عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رجل يا رسول الله ان لي جارا يؤذيني فقال انطلق فاخرج متاعك الى الطريق. فانطلق فاخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا ما شأنك قال لي جار يؤذيني فذكرت ذلك فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال انطلق فاخرج دعك الى الطريق فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم اخزه فبلغه فاتاه فقال ارجع الى منزلك فوالله لا اؤذيك ثم عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة باب شكاية الجار اي عندما يشتكي الجار من جاره بسبب شدة ادائه له وعدم احتماله فقد يبلغ الاذى من الجار مبلغا لا يحتمل فيضطر جاره الى شكايته شكايته الى ولي الامر او الى من عنده المسؤولية يضطر الى الى شكايته حتى يكف اذاه ويمنع من من الاذى فعقد الامام البخاري رحمه الله لبيان ذلك يعني اذا بلغ آآ الانسان او بلغ به الاذى الى ان اشتكى من جاره بسبب شدة اذاه واورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ان لي جار انني جارا يؤذيني. ان لي جارا يؤذيني اي فماذا اصنع ان لي جارا يؤذيني فماذا اصنع؟ ما هو الحل فقال النبي عليه الصلاة والسلام انطلق فاخرج متاعك الى الطريق اخرج متاعك من بيتك وظعه في الطريق امام البيت وهذا الامر سيكون ماذا مستغربا عند الناس متاعه خارج خارج بيته لماذا؟ سيتساءلون وسيعرف ان السبب انه آآ بسبب اذية جاره له قال انطلق فاخرج متاعك الى الطريق فانطلق فاخرج متاعه. فاجتمع الناس عليه. فقالوا ما شأنك قال لي جار يؤذيني لي جار لي جار يوديني واخراجي للمتاع متاعي من البيت بسببه وبسبب اذيته قال فذكرت نعم فاخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا ما شأنك؟ فقال لي جار يؤذيني فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال انطلق فاخرج الى الطريق فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم اخزه. اي لما رأى الناس فهذه الحال وهذه الشناعة التي من من ذاك الجار بحيث انه اذى جاره الى ان اخرج متاعه من بيته فاخذوا يتكلمون فيه وكل يذكره بلوم وبعتب لانه اذى جاره هذه الاذية اخذوا يقولون اللهم العنه اللهم اخزه فبلغه ان الناس يتكلمون فيه وانه افتضح بهذا الامر باذيته لجاره فاتاه يعني ذهب الى جاره وقال ارجع الى منزلك فوالله لا اؤذيك قال ارجع الى منزلك فوالله لا اذيك فهنا النبي عليه الصلاة والسلام ارشده الى امر فقد يستطيع ان يتخلص به من اذية جاره قد يستطيع ان يتخلص به من اذية جاره حتى يكتشف امره ويفتضح امره عند الجيران وانه بلغ به اذى جاره ما لا يحتمل فاخرج متاعه من البيت بسبب ذلك فالرجل الذي كان يؤذي جاره ان كف عن هذا ورجع واعتذر الى جاره وقال ارجع الى بيتك فوالله لا اؤذيك نعم. قال حدثنا علي ابن حكيم اودي قال حدثنا شريك عن ابي عمر عن ابي جحيفة رضي الله عنه قال شكى رجل الى النبي صلى الله عليه واله وسلم جاره فقال احمي متاعك فضعه على الطريق. فمن مر به يلعنه. فجعل كل من مر به يلعنه. فجاء فجاء الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال ما لقيت من الناس فقال ان لعنة الله فوق لعنتهم ثم قال للذي شكى كفيت او نحوه. ثم ساق المصنف رحمه الله الحديث المتقدم من حديث ابي جحيفة الطريق الاولى من حديث ابي هريرة رضي الله عن الصحابة اجمعين وهو بمعنى الحديث المتقدم وفيه من الفائدة الزائدة قول النبي عليه الصلاة والسلام ان لعنة الله فوق لعنتهم وهذا فيه الوعيد الشديد لمن كان يؤذي جيرانه ويتسلط على جيرانه بالاذى ويشتكي من جيرانه من اذاه فالناس يلومونه ويسبونه ويتكلمون في اذيته قال ولعنة الله فوق لعنتهم فهذا فيه الوعيد الشديد لمن كان بهذه الصفة وعلى هذه الحال قال حدثنا مخلد بن مالك قال حدثنا ابو زهير عن ابو زهير عبدالرحمن ابن مغراء قال حدثنا الفضل يعني يعني ابن مبشر قال سمعت جابرا رضي الله عنه يقول جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يستعديه على جاره. فبين هو قاعد بين الركن والمقام. اذ اقبل النبي صلى الله عليه واله وسلم ورآه الرجل وهو مقاوم رجلا عليه. وهو مقاوم رجلا عليه ثياب بياض. عند المقام حيث يصلون على الجنائز فاقبل النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال بابي انت وامي يا رسول الله الرجل الذي رأيت معك مقاومك عليه ثياب بيض قال اقد رأيته قال نعم قال رأيت خيرا كثيرا. ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم رسول ربي ما زال بالجار حتى ظننت انه جاعل له ميراثا ثم اورد المصنف رحمه الله حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يستعديه على جاره ان يشكو اليه عداوة جاره وعدوان جاره واذا جاره وهذا سبب ارادة المصنف هذا الحديث في هذه الترجمة قال يستعديه على جاره فبين هو قاعد بين الركن والمقام اذ اقبل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام يستعديه ان يشكو عدوان جاره عليه فبين الرجل قاعد بين الركن والمقام اذ اقبل النبي صلى الله عليه وسلم ورأى ورآه الرجل وهو مقاوم رجلا عليه ثياب بياض اي لونها ابيظ رأى رجلا مقاوم اي قائما معه الرجل الذي جاء يشتكي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه رجل قائم عليه ثياب بيظ عند المقام حيث يصلون على الجنائز فاقبل النبي صلى الله عليه وسلم فقال بابي انت وامي يا رسول الله من الرجل الذي رأيت معك مقاومك؟ اي قائم معك تتحدث معه ويتحدث معك عليه ثياب بيظ قال اقد رأيته؟ قال نعم قال رأيت خيرا كثيرا ذاك جبريل رسول ربي ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت انه جائل له ميراث حتى ظننت انه جاعل له ميراثا اه الحديث اسناده ضعيف لان الفضل ابن مبشر الراوي للحديث عن جابر ضعيف السند ضعيف بسببه لكن جملة الوصية بالجار ثابتة وقد مرت معنا اه عن غير واحد من حديث غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وابن عمر وعائشة رضي الله عن الصحابة اجمعين وايضا القصة بعضها لها اصل قصة الرجل بعضها له اصل ثابت لانه ثبت في مسند الامام احمد رحمه الله اه من حديث رجل من الانصار قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم معه رجل واشفقت على النبي صلى الله عليه وسلم من طول قيامه معه اشفقت عليه من طول قيامه معه ثم لما انصرف قلت يا رسول الله من ذاك الرجل الذي انت قائم معه؟ وقد اشفقت اه عليك من طول قيام قيامك معه فقال اقد رأيته؟ قال نعم قال آآ ذاك جبريل قال اقد رأيته؟ قال نعم. قال ذاك جبريل ولو سلمت عليه لرد عليك السلام ولو سلمت عليه لرد عليك السلام ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه القصة لها اصل صحيح في في مسند الامام احمد او بعض القصة لها اصل صحيح في المسند وجملة الوصية بالميراث هذه ثابتة في احاديث عديدة عن النبي صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى باب من اذى جاره حتى يخرج قال حدثنا عصام بن خالد قال حدثنا ارطات ابن المنذر قال سمعت يعني ابا عامر الحمصي قال كان ثوبان رضي الله عنه يقول ما من رجلين يتصارمان فوق ثلاثة ايام فيهلك احدهما فماتا وهما على ذلك من المصارمة الا هلك جميعا وما من جار يظلم جاره ويقهره حتى يحمله ذلك على ان يخرج من منزله الا هلك ثم عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة باب من اذى جاره حتى يخرج اي من منزله اي ان من فعل ذلك فقد هلك كما سيأتي بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من اسباب الهلاك ان يؤذي الجار جاره حتى يصبح الجار لا يطيق داره ويمل سكناها والبقاء فيها ويرحل منها ويخرج الى دار اخرى بسبب اذية جاره له من كان من كان بهذه الصفة فانه في سبيل هلكة قال من اذى جاره حتى يخرج واورد حديث اورد ان ثوبان قال كان ثوبان يقول ما من رجلين يتصارما فوق ثلاث ثلاثة ايام فيهلك احدهما فماتا وهما على ذلك من المصارمة الا هلكا جميعا المصارمة والتصارم هو التقاطع والتهاجر وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه لا لا تصارم فوق ثلاثة ايام. سيأتي عند المصنف رحمه الله في باب هجر مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرئ مسلم ان يصارم اخاه فوق ثلاث وسيأتي هناك ذكر ما يتعلق بهجر المسلم وما يتعلق بذلك من الضوابط والشاهد هنا في هذا الحديث للترجمة هو الجملة الاخيرة وهي قوله وما من جار يظلم جاره ويقهره حتى يحمله ذلك على ان يخرج من منزله الا هلاك اي ان من اسباب هلاك الانسان وخسرانه ان يكون بهذه الحال يؤذي جاره ويقهر جاره بحيث يخرج الجار من بيته مقهورا بسبب اذية جاره له. يبحث عن مسكن اخر ومأوى اخر يأوي اليه لا يكون فيه احد يؤذيه هذه اه حال خطيرة قد يبلغ بها بعض الجيران لا يبالي. يستمر في اذاه لجاره حتى يقهر جاره بسبب ذلك الاذى ويضطر ان يرحل من من البيت قد يضطر الى ان يرحل من البيت فمن كان بهذه الصفة يؤذي جيرانه او يؤذي جاره حتى يقهر جاره ويضطر الى الخروج من البيت يبحث الى عن بيت اخر فان هذا من موجبات الهلاك واسباب الهلاك والعياذ بالله نعم قال رحمه الله تعالى باب جار اليهودي قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا بشير بن سلمان عن مجاهد قال كنت عند عبد الله بن عمرو رضي الله هما وغلامه يسلخ شاة فقال يا غلام اذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي فقال رجل من القوم ال يهودي اصلحك الله قال اني سمعت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوصي بالجار حتى خشينا او رؤينا انه سيورثه ثم ختم الامام البخاري رحمه الله التراجم المتعلقة بالجار بهذه الترجمة باب جار اليهودي والترجمة جار اليهودي والمراد المسلم المجاور لليهودي كيف يتعامل معه فقوله جار اليهودي اي المسلم الذي جاره يهودي كيف يتعامل معه كيف يكون تعامله معه؟ الترجمة عقدت لبيان ذلك واورد اه هذا الاثر اثر ابن عمر وفيه ايضا ذكره لحديث النبي صلى الله عليه وسلم في الوصية بالجار والحديث تقدم واثر ايضا ابن عمر ابن عمر تقدم معنا في ترجمة سابقة قال مجاهد كنت عند عبد الله ابن عمرو وغلامه يسلخ الشاة فقال يا غلام اذا فرغت فابدأ بجارنا اليهودي اي اعطه منها فقال رجل من القوم اليهودي يعني مستغرب نعطيه مع انه يهودي كانه ذكر ذلك على وجه الاستغراب فقال قال اليهودي اصلحك الله وهذا فيه من الفائدة ان الانسان اذا نبه احدا على ما يرى انه خطأ او يظن انه خطأ يناسب ان يدعو له بدعوة طيبة اصلحك الله فتضمن اه تساؤله او ما يرى انه ينبه عليه من انه خطأ اليهودي اصلحك الله فهذه كلمة طيبة دعوة طيبة يؤتى بها في مثل هذا المقام قال اليهودي اصلحك الله الله قال اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى خشينا او رأينا انه يورثه اي سيجعل له اه نصيبا وحظا من الميراث والحديث تقدم وايضا قصة عبد الله بن عمر اه رضي الله عنهما تقدمت ومر معنا ايضا قول الله سبحانه وتعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين فمعاملتهم بالحسنى وتقديم تقدمة الهدية لهم. وملاطفتهم قصدا بذلك تأليفهم وكسر قلوبهم ولعل الله سبحانه وتعالى يهديهم بسبب هذه المعاملة الى الاسلام فهذه من الامور التي دعا اليها الاسلام ورغب فيها الدين كما هو واضح في الاية في هذا الحديث وفي احاديث كثيرة وسيأتي لهذا نظائر عند المصنف رحمه الله تعالى والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله باجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم اكرمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين جاء عدد من الاسئلة في توجيه اه كيف يلعن المعين هنا لما اخرج الصحابي متاعه فيسألونه اه مسألة لعن المعين هذي فيها تفصيل لاهل العلم اما اللعن لعن الفاعل او لعن من فعل هذا الامر اه لعن الله من لعن والديه لعن الله من غير منار الارض فيعلن يلعن بالتعميم ما لا يلعن بالتعيين ولهذا لما جيء للنبي عليه الصلاة والسلام بالرجل الذي كان يشرب الخمر مع انه عليه الصلاة والسلام لعن في الخمر عشرة لما جيء بالرجل فقال بعض الصحابة لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تلعنوه فانه يحب الله ورسوله وهؤلاء لعنهم واقع على من قام بهذا العمل من اذى جيرانه من اذى جاره حتى بلغ به الامر هذا المبلغ والله اعلم يقول حفظكم الله بعض الجيران لا يعطي الا اذا بقي من اكله وخاف ان يتلف ان يتلف عليه فيعطي جاره وجاره يعرف هذا منه فما توجيهكم لهذا الفعل الذي ارشد اليه النبي عليه الصلاة والسلام ليس هو هذا. ليس ان يعطيه فظلة طعامه وانما يكرمه من طعامه يقسم له من طعامه لا ان يعطيه فضلة طعامه او اه بقايا طعامه او فضلات الطعام فهذا ليس من الاحترام للجار وليس من الاكرام له وانما يكرم باعطائه جزء من الطعام يقتطع له جزءا من الايدام او جزءا من الطعام النظيف ويقدمه له يغرف له بما يغرف لنفسه ويكرمه بما يقدمه لنفسه ولولده ولكن يعطيه شيئا قليلا او قدرا يسيرا ويستبقي له لولده حاجتهم لكن الفضلات او بقايا الطعام او الاشياء التي يخشى ان ان تتلف فهذه ليست من الامور التي ارشد اليها النبي او قصدت في مثل هذه الاحاديث لماذا كان المخاطب في الاحاديث النساء؟ يا نساء المسلمات قالوا ان الاصل ان هذه الامور من اعمال المرأة هي التي تصنع الطعام وهي التي تقدر الحاجات مثل الزيادة في الماء ماء المرق الزيادة في في ماء المرض المرأة هي التي تقدر ذلك وهي التي تعرف ما هي الكمية المناسبة فالمرأة هي التي توالي هذا الامر وتقوم على صناعته وعلى اعداده فاذا كان مثلا تريد ان تعطي