الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري باب ادب الخادم حدثنا احمد ابن عيسى قال حدثنا عبد الله ابن وهب قال اخبرني مخرمة ابن بكير عن ابيه قال سمعت يزيد ابن عبد الله ابن قصي قال ارسل عبد الله ابن عمر غلاما له بذهب او بورق فصرفه فانظر بالصرف فرجع اليه فجلده جلدا وجيعا وقال اذهب فخذ الذي لي ولا تصرفه بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور لانفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد باب ادب الخادم اي كيف يؤدب الخادم وهل يباح ان يظرب ضربا غير اه ضربا غير مبرح اي غير مظهرا لاثر او غير متسبب ظرر للخادم عندما يظرب هل هذا سائغ اذا احتاج المقام الى تأديب وكنا قد عرفنا ان الظرب لا بأس به لكنه ليس اول الدواء بل هو اخره ولا يبدأ به وانما يلجأ اليه اضطرارا عند عدم افادة ما قبله والاصل هو التوجيه والنصح والوعظ والزجر والتخويف والتأنيب هذه امور يبدأ بها فاذا لم يستفد من هذه الامور ولم تثمر في الخادم واحتيج الى الى الى ضرب او احتاج المقام الى ضرب للتأديب فانه مباح في حدود الحاجة وبالضوابط التي سيأتي جملة منها عند المصنف رحمه الله تعالى قال باب ادب الخادم اي كيف يؤدب الخادم عندما تتكرر اخطاؤه وتتنوع مخالفاته ويحتاج الى ان يؤدب فكيف يكون ذلك قال اورد رحمه الله اه حديث او اثر ابن عمر في قصته مع غلامه عندما بعث غلاما له بذهب او بورق والورق هو الفضة بعث غلاما له بذهب او بورق فصرفه يعني بعثه ليصرفه فصرفه فانظر بالصرف عندما ذهب الغلام ليصرف الذهب او الورق انظر بالصرف ان يأجل اي اجل في في الصرف بمعنى انه دفع الذهب للصراف وقال تعطيني مقابل هذا الصرف بعد وقت فاجل وانذر ومن المعلوم كما يدل على ذلك الدلائل والاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ان هذا الصرف وهذا التعامل لابد فيه من التقابظ ولا يجوز فيه التأجيل قال عليه الصلاة والسلام الذهب بالذهب والفضة بالفظة والتمر بالتمر والشعير بالشعير والبر بالبر والملح بالملح يدا بيد مثلا بمثل يدا بيد يعني لابد من التقابض في مكان التبايع او التعامل يدا بيد فهذا الرجل او هذا الغلام الذي بعثه ابن عمر رضي الله عنهما انظر بالصرف يعني دفع اه الذهب او الورق له وانظره. قال لا لا بأس ان تأتيني بما يقابله فيما بعد. غدا او بعد غد فاخل بشرط لا بد منه وهو التقابض اخل بشرط التقابظ لانه انظر في في الصرف وبهذا الاخلال بهذا الشرط دخلت المعاملة في باب من ابواب الربا وبهذا يكون الغلام الذي بعثه ابن عمر بسبب هذا الخطأ الذي وقع فيه اه ادخل عليه مالا ربويا وادخل عليه تعاملا ربويا لا يحل فاغضب هذا الامر ابن عمر رضي الله عنه لان الامر جد خطير ليس امرا هينا ولا امرا سهلا فاغظبه هذا الامر قال فرجع اليه فجلده جلدا وجيعا جلده جلدا وجيعا اي ظربه ظربا مؤلما جلده جلدا وجيعا معنى وجيعا اي مؤلما موجعا والمخالفة التي ارتكبها هذا الغلام مخالفة ليست بالهينة بل انها فتح باب من ابواب الربا وفتح باب من التعامل المحرم قال فجلده جلدا وجيعا وقال اذهب فخذ الذي لي ولا تصرفه خذ الذي لي اذهب وخذ الشيء الذي لي الذهب والورق الذي عند الصراف ولا تصرفه الغي العملية الغي العملية لا تصرف الذهب والورق فأدبه بهذا الضرب ادبه بهذا الظرب وهذا وجه الشاهد من هذا السياق للترجمة تأديب الخادم ففي هذا الاثر انه يباح ان يظرب الخادم اذا فعل امرا يستوجب اه هذا هذا الامر او هذا التاء هذا النوع من التأديب يباح ضربه ولا بأس بذلك اه وكما قدمنا ايضا لا لا يلجأ الى الى الى الضرب الا اذا كان المقام يحتاج الى الى ذلك فلعل ابن عمر رضي الله عنه قدر ان هذا الامر وهذه المخالفة يستحق هذا الغلام من يؤدب معها او ان يؤدب بسبب وقوعه فيها هذا التأديب الذي صار اليه ابن عمر رضي الله عنه وارضاه نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابراهيم التيمي عن ابيه عن ابي مسعود قال كنت اضربه غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا اعلم ابا مسعود لله اقدر عليك منك عليه فالتفت فاذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله فهو حر لوجه الله فقال اما ان لو لم تفعل لمستك النار او للفحتك النار ثم اورد رحمه الله حديث ابي مسعود رضي الله عنه قال كنت اظربوا غلاما لي كنت اضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا اعلم ابا مسعود لله اقدر عليك منك عليه هنا لنلاحظ امرا وهو ان ابا مسعود رضي الله عنه وارضاه يروي امرا ويحكي قصة حصلت له هو حصلت له هو واخطأ فيها ونبه من الرسول عليه الصلاة والسلام واراد بحكايتها ان ينبه غيره ان ينبه غيره على هذا الامر وهذا من جمال النصيحة من جمال النصيحة مثلا ان يكون انسان وقع في شيء او امر من المخالفة فنبه عليها او زجر عنها ثم بينها للناس قال كنت يوما من الايام افعل كذا وكذا قيل لي كذا وكذا يقول رضي الله عنه كنت اضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا اعلم ابا مسعود لله اقدر عليك منك عليه وانظر الى جمال التوجيه وكمال البيان من نبينا صلوات الله وسلامه عليه اولا ناداه بصوت يسمعه ناداه باسمه وبدأ بهذه الكلمة اعلم حتى يستدعي انتباهه وهي يؤتى بها للتنبيه على الامور العظيمة ولا والامور التي تحتاج الى انتباه السامع وتفطنه لما يقال له اعلم وهي تأتي في القرآن كثيرا وفي احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قال اعلم ابا مسعود لله اقدر عليك منك عليه وهنا ذكره صلى الله عليه وسلم بقدرة الله تبارك وتعالى وهذا من احسن ما يكون في البيان والتوجيه احسن ما يكون في النصيحة ان يبين للانسان قدرة الله جل وعلا ان كنت ترى اه ان كنت ترى في نفسك على شخص ما قدرة لضربه او نحو ذلك فاعلم ان الله عز وجل اقدر عليك منك عليه ان الله على كل شيء قدير فهذا تنبيه من اعظم ما يكون في في في هذا المقام قال اعلم ابا مسعود لله اقدر عليك منك عليه قال رضي الله عنه فالتفت فاذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء في صحيح مسلم انه رضي الله عنه قال فسقط السوط من يدي من هيبته صلى الله عليه وسلم لما التفت ووجد ان صاحب هذا الصوت وصاحب هذا التوجيه هو رسول الله عليه الصلاة والسلام سقط سوطه من يده قال من هيبته صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله فهو حر لوجه الله وهذه تضم الى ما سبق من سرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم وسرعة تقبلهم بتوجيه الرسول عليه الصلاة والسلام بدون تلكأ وبدون تردد وبدون تسويف وتأجيل مباشرة قال فهو حر لوجه الله اعتقه لوجه الله على اثر هذه الموعظة البليغة التي سمعها من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال فهو حر لوجه الله قال له صلى الله عليه وسلم اما ان اما ان لو لم تفعل لمستك النار لفظه في صحيح مسلم اما لو لم تفعل لمستك النار اي لو لم تفعل هذا الامر قوله امة هذه للتنبيه اما لو لم تفعل هذا الامر لمستك النار يعني لولا انك اعتقته وجعلته حرا في سبيل الله تكفيرا لظربك له هذا الظرب لمستك النار وهنا ينبغي ان يلاحظ امرا في هذا الباب دلت عليه السنة تنضبط فيه هذه المسألة لان قد يشكل البعض على البعض العقوبة في مقابل التأديب جاء رجل والحديث في سنن الترمذي بسند ثابت عنه عليه الصلاة والسلام ان رجلا اتى الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال ان عندي او لي مماليك ان لي مماليكا يكذبونني ويسبونني وذكر فيهم صفات صفات سيئة قال وانا اضربهم واؤدبهم فهلا علي في هذا شيء فهل علي في هذا شيء فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ما معناه قال اذا كان آآ ضربك لهم او تأديبك لهم اكثر من الذنب اكثر من الذنب الذي فعلوه والخطأ الذي ارتكبوه فالامر عليك يوم القيامة واذا كان العقاب على قدر الذنب تماما فلا لك ولا عليك. اخطأوا وادبتهم. فالامر لا لك ولا عليك واذا كانت العقوبة اقل من الذنب فهذا فظل منك وتسامح اذا العقوبة العقوبة لا تخلو من حالات ثلاث على ضوء هذا الحديث اما ان تكون العقوبة اقل من الذنب واما ان تكون العقوبة مساوية للذنب واما ان تكون العقوبة اشد من الذنب وعندما تكون العقوبة اشد من الذنب يأتي القصاص يوم القيامة يقتص يقتص المملوك ويقتص المظلوم من ظالمه يأتي القصاص يوم القيامة وستأتي احاديث عند المصنف في ان في هذا خصاص يوم القيامة وفيه قوت والمظلوم المخطئ عليه يطالب بحقه يوم القيامة وقد كان عليه الصلاة والسلام والحديث سيأتي لتؤدن الحقوق حقوق تؤدى يوم القيامة وكل يرجع له حقه ولا يظلم الله تبارك وتعالى احدا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الرجل ما قال وذكر له هذا التفصيل والتقسيم العظيم البديع لما ذكر له النبي عليه الصلاة والسلام ماذا فعل الرجل تنحى وجلس يبكي تنحى وجلس يبكي فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اوما قرأت قول الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ولا تظلم نفس شيئا موازين توضع يوم القيامة بمثاقيل الذر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال له اما قرأت قول الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ولا تظلم نفس شيئا لا تظلم نفس شيئا الحقوق تؤدى فماذا قال الرجل فقال الرجل الذي اراه من حالي مع هؤلاء وحالي معهم ان اولى امرنا نعتقهم لانهم هم كانوا في تعاملهم معهم معه فيهم سوء في التعامل يكذبون يعاملونه بمعاملات سيئة ويعصونه ولا يطيعونه واشياء عددها وفي الوقت نفسه هو يحتاج الى ان يؤدبهم وربما انه خشي ان يزيد في تأديبه لهم حدا يقتصون منه بسبب ذلك يوم القيامة فقال الذي اراه من حالهم وحالي هم حالهم الخطأ وانا حالي عندي تأديب لهم فالذي اراه من حالي وحالم ان اعتقهم اشهدك انهم احرارا في سبيل الله واعتقهم وهذا ايضا من سرعة تأثر الصحابة واستجابتهم استجابتهم توجيه النبي عليه الصلاة والسلام. اذا هذا اذا هذا ينبغي ان يلاحظ في هذا الباب التأديب لا يخلو من احوال ثلاثة اما ان يكون الادب اما ان يكون التأديب على قدر العقوبة فاذا كان كذلك فلا للانسان ولا عليه ذنب وادب على قدره واما ان يكون التأديب اقل من العقوبة فهذا فيه جانب العفو والمسامحة والصفح والتجاوز ويكتب للانسان والحالة الثالثة وهي الخطيرة وهي ان ان ان يكون ماذا ان يكون التأديب اكثر من العقوبة وفيه القصاص يقتص المؤدب من مؤدبه يوم القيامة اذا كان تأديبه له اكثر من الذنب الذي استحق به هذه العقوبة فهذا الحديث العظيم وهو في سنن الترمذي وفي غيره بسند ثابت يضع الميزان والضابط الذي تعرف به اه هذه تعرف به هذه المسألة قال قلت يا رسول الله فهو حر لوجه الله فقال اما ان لو لم تفعل لمستك النار او لفحتك النار اي اصابك نفحها وهو حرها وسمومها وجاء في صحيح مسلم ان ابا مسعود رضي الله عنه قال وهذا ايضا من تأثره واستجابته رظي الله عنه قال لا اظرب مملوكا بعده ابدا اخذ على نفسه عهدا الا يضرب مملوكا ابدا لان العقوبة التي ذكرت ماذا العقوبة عقوبة شديدة قال للفحتك النار او لمستك النار مس النار للمؤدب او للمعاقب متى يكون في اي الاحوال هل هو في كل ضرب يقع منه او انه اذا كان ظربه فيه تجاوز اذا كان ظربه او كان تأديبه فيه تجاوز فاذا كان في الضرب او التأديب فيه فيه تجاوز تكون العقوبة والا لو كان كل من ضرب خادمه لاي لاي امر مسته النار لاصبح الظرب في كل احواله محرما ولا يجوز والصحيح ان الامر فيه تفصيل سبق اه الاشارة اليه وبيانه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله باب لا تقل قبح الله وجهه حدثنا حجاج قال حدثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا قبح الله وجهه ثم قال الامام البخاري رحمه الله باب لا تقل قبح الله وجهه وهنا هذه الترجمة عقدها المصنف رحمه الله في هذا في هذه الابواب التي تتعلق بتأديب الخادم تنبيها الى ان بعض الناس عندما ينزعج من خادمه ويريد ان يؤدبه بالزجر يأتي بمثل هذه الكلمات يأتي بمثل هذه الكلمات بان يقول مثل هذه الكلمة او يقول نظيرها او شبيهها من الكلمات التي قد يقولها بعض الناس في مقام التأديب عندما يرى مخالفة او امرا مزعجا من خادمه يقول في حقه امثال هذه الكلمات فعقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة ليبين ان هذا اللفظ الذي قد يأتي على السنة بعض الناس في في مقام الزجر والتأديب لفظ خاطئ وجاءت السنة النبوية بالنهي عنه والمنع منه قال باب لا تقل قبح الله وجهه ثم اورد حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تقولوا قبح الله وجهه. لا تقولوا قبح الله وجاء اي لا تقولوا هذه الكلمة والوجه هو اشرف شيء في الانسان والله تبارك وتعالى لم يخلقه على هيئة قبيحة وانما خلقه على هيئة حسنة وصورة جميلة ومنظر بهي لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ولقد كرمنا بني ادم فالله عز وجل كرم بني ادم من عليهم بان خلقهم على هذه الخلقة الجميلة والصورة الحسنة وجعل وجه الانسان بهذه الصفة الجميلة فلا يقال عندما يخطي انسان ما لا يقال عند زجره قبح الله وجهه لان الله عز وجل جمل وجهه وحسنه وجعل وجهه بهذه الصورة الطيبة السورة الحسنة فجاء النهي عن ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتي عند المصنف الحديث الذي بعد هذا الحديث تعليل للمنع والنهي عن هذه اللفظة نعم قال رحمه الله حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من اشبه وجهك. فان الله عز وجل خلق ادم صلى الله عليه وسلم صورته ثم اورد عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من اشبه وجهك هذه الزيادة اه ووجه من اشبه وجهك تأتي في في ماذا في مقام زيادة التأثر والانزعاج فبعضهم اذا اذا اشتد انزعاجه لا يكفي بتقبيح وجه من امامه بل يزيد هذه الزيادة فيعمم يعمم يزيد يقول لقبح الله وجهك ووجه من اشبه وجهك او او نظائر هذه العبارات لها نظائر كثيرة عند من يبتلون بمثل هذه الالفاظ والشريعة جاءت بالنهي عن ذلك لا يقال لمن امام الانسان ولا لاشباهه آآ ولا لاشباه هذا الانسان لا يقال هذا وهذا من امل الشيطان هذا من عمل الشيطان ثم لو ان الزاجر قال في حق من زجره قبح الله وجهه. قال هذه كلمة في حقه. ما شأن اشباهه اشباه ما شأنهم في ما لهم علاقة وليس منهم ذنب ولا منهم خطأ لكن هذا من الشيطان اذا اذا ترك الانسان او اطلق للسانه الزمام يصبح يتكلم بكلام في حق من امامه وفي حق ايظا غير من امامه فبعضهم لا يكتفي بشتم من امامه اذا اخطأ بل يشتم معه قبيلته كاملة مع ان قبيلته ما منهم واحد قد اخطأ او اذنب ولكن هذا من الشيطان او بعضهم يشتم معه ابوه واخوانه وامه الى اخره وهذا كله من عمل الشيطان فالشيطان في حال الغضب يفتح على الانسان ابوابا من آآ السرور في باب السب وباب الشتم وباب الالفاظ الشديدة يفتح الانسان باب ولا ينبغي بل لا يجوز للانسان ان يتبع عمل الشيطان قال لا يقل اه قبح الله وجهك ووجه من اشبه وجهك ثم ذكر التعليل قال فان الله عز وجل خلق ادم على صورته خلق ادم ابو البشر على صورته اي على صورة الرحمن كما جاء مصرحا به في بعض الاحاديث والمعنى واضح كما بينه العلماء رحمهم الله وهو ان الله عز وجل خلق ادم له وجه وفي الوجه سمع وبصر له وجه وله سمع وله بصر ولا يلزم من ذلك ان يكون الوجه كالوجه لان الله تبارك وتعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فقوله هنا ان الله خلق ادم على صورته لا يلزم منه التشبيه لان الله عز وجل لا مثل له وهذه الكلمة لا تفيد تشبيها او تمثيلا واذا اردت ما يعينك على فهم هذا الامر فتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر انكم تدخلون الجنة يوم القيامة على صورة البدر هذا لا يلزم ان يكون الممثل مطابقا للممثل به ولكن اراد عليه الصلاة والسلام انكم مثله في الاضاءة والجمال والحسن لا انه يكون الانسان كالبدر في تكوينه وفي هيئته وفي مادته ما اراد ذلك ولا يفهم هذا اصلا من الخطاب فقوله ان الله خلق ادم على صورته اي له وجه وله سمع وله بصر وليس الوجه كالوجه ولا السمع كالسمع ولا البصر كالبصر. قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهنا في هذا التشريف لادم وذريته والتعلية للسانه ولمقامه قال ان الله خلق ادم على صورته فهذا مما يدل على بطلان تقبيح الوجه وانه لا يجوز يحرم ان تقال هذه الكلمة فقبح الله وجه فلان او وجه فلان ومن اشبه وجهه او نحو ذلك من الكلمات هذي كلمات باطلة محرمة جاء النهي عنها عن رسولنا صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله باب ليجتنب الوجه في الضرب. حدثنا خالد ابن مخلد قال حدثنا سليمان ابن بلال قال حدثني محمد ابن عجلان قال اخبرني ابي وسعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ضرب احدكم فليجتنب الوجه. ثم عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة باب ليجتنب الوجه في الضرب باب ليجتنب اي ليبتعد عن ضرب الوجه اذا احتاج الى ضرب فليجتنب ضرب الوجه وساق هنا حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ضرب احدكم خادمه فليجتنب الوجه قوله عليه الصلاة والسلام اذا ضرب احدكم خادمة هذا يفيد جواز الظرب واباحته اذا احتاج المقام الى ذلك اذا احتاج المقام الى الى ذلك فالامر جائز ومباح ولكن هناك ضوابط من هذه الضوابط قوله هنا عليه الصلاة والسلام فليجتنب الوجه اي لا يضرب الوجه مهما كان الخطأ ومهما كانت المخالفة لا يظرب الوجه لماذا الوجه اشرف ما في الانسان وفيه المحاسن وايضا اكثر الحواس مجتمعة في الوجه الوجه فيه السمع وفيه البصر وفيه الشم وفيه الذوق هذه الحواس كلها في الوجه وربما لو ان الظرب الذي على الوجه شديدا ربما اعطب هذه الحواس كلها او اعطب بعضها وربما ايضا اظعفها اظعفها مثل لو لطمه على وجهه ربما عميت عينه وربما حصل سمعه تعطل او او حصل له ضعف او نحو ذلك وربما ايضا تشوهت خلقة الوجه وهيئة الوجه. قرأت مرة هي في احد كتب الفتاوى التي تقدم الى اهل العلم امرأة تستفتي في مسألة طلاق وقعت من زوجها عليها وتذكر في فتواها انها فعلت كذا وكذا ذكرت مخالفة فعلتها قالت فجاء الى البيت وضرب وجهي بجمع يده ضرب وجهه بجمع يده فتكسرت اسناني زوجته زوجته ويطلب فيها الحسن واذا واذا نقص في فيها بعظ الحسن وهو الجمال عاتبها ثم يأتي ويشوه حسنها بيده اين اين عقل من يباشر مثل هذا العمل فالنبي عليه الصلاة والسلام اكد في غير ما حديث النهي عن ضرب الوجه قال ليجتنب الوجه الوجه شريف في الانسان وله المكانة العلية ومن شرف الوجه على الانسان كانت اعظم عبودية يقوم بها الانسان ان يظع وجهه على الارظ ساجدا لله عز وجل اقرب ما يكون العبد من ربه تبارك وتعالى عندما يكون ساجدا يضع اشرف شيء فيه على الارض خاضعا متذللا للرب العظيم رأيت مرة رجل اسلم وذكر ان سبب اسلامه انه رأى جماعة من المسلمين لاول مرة يراهم ساجدين فقال في نفسه قال في نفسه هؤلاء قال قال في نفسه الجبهة والوجه اشرف شيء في الانسان ولم يظع ولم يظع هؤلاء جبهتهم ووجههم على الارظ بهذه الصفة الا لمستحق هكذا يقول يقول قلت الجبهة والوجه هذي اشرف شي في الانسان. وما يمكن ان يظعها هؤلاء بهذه الصفة على الارظ الا لمستحق وانتظرت حتى انتهوا من العمل الذي يقوم يقومون به وسألتهم قلت لمن وضعتم وجهكم بهذه الصفة على الارض؟ قالوا لله قلت من الله وسنعرفه واسلم الوجه اشرف شيء في الانسان وعبودية السجود اعظم العبوديات واقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد يضع اشرف شيء فيه على الارض خضوعا وتذللا وانكسارا بين يدي الله تبارك وتعالى والوجه ايضا يجمع المحاسن ويجمع الحواس او اكثر الحواس وعندما يظرب الانسان على وجهه ربما تعطلت حواسه او بعضها ربما تشوه وجهه واصبح في في هيئة مشوهة ربما ربما امور كثيرة ولهذا جاءت الشريعة بالنهي عن ضرب الوجه هنا ايضا يا اخوان ينبغي ان يلاحظ ملاحظة غالبا الغظبان لا يتجه في الضرب الا الى الوجه غالبا الغضبان لا يتجه في الظرب الا الى الوجه. لماذا؟ لان مصدر اغظابه من الوجه. الذي امامه يغظبه في الغالب بكلامه فيكون امامه يكلمه ويغضبه بكلامه والكلام يخرج من الوجه فمصدر الغضب هو الوجه ولهذا غالبا الاتجاه بالضرب يكون الى يكون الى الوجه ما يأتي مثلا عند غضبه من انسان امامه يكلمه ثم يستدير ويضربه من الخلف بل في فورة الغضب ما يتجه بضربه الا الى الوجه الذي منه نبع ما يغضبه وصدر ما يغضبه ولهذا جاءت الشريعة تؤكد حتى وان كان الانسان مغظبا منفعلا يا يا يحترز غاية الاحتراز ويحتاط غاية الاحتياط الا يمد يده على وجه انسان الا يمد يده على على وجه الانسان بل سيأتي ايضا انه لا يضرب الحيوان على وجهه لان هذا النوع من الضرب فيها اعتداء وفيه اظرار بين وفيه ايذاء للانسان او الحيوان والشريعة جاءت بالمنع من ذلك والنهي عنه فاذا هذا ضابط لا بد منه ولابد من مراعاته عندما يحتاج الانسان الى الظرب سواء خادمه او ولده او اهله اذا احتاج الى الضرب لا يمد يده في اي حال من الاحوال على الوجه نهائيا في اي حال ولا في شدة غضب ولا في غيره اليد لا تمد على الوجه هذا معنى قول النبي صلوات الله وسلامه عليه اذا ضرب احدكم خادمه فليجتنب الوجه. الوجه يجتنب لا يظرب ابدا في اي حال من الاحوال. نعم قال رحمه الله حدثنا خالد قال حدثنا سفيان عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بدابة قد وسم يدخن منخاره. قال النبي صلى الله عليه وسلم لعن انا الله من فعل هذا لا يسمن احد الوجه ولا يضربنه. ثم اورد حديث جابر رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بدابة قد وسم قسم الوسم هو كي آآ طرف او جانب من من الدابة بل ميسا يا جزء من الحديد او قطعة من الحديد تحمى قليلا في النار ثم يلمس بها طرف من من الدابة حتى يكون وسم وقيل له وسم من السمة وهي العلامة قيل له وسم من السمة وهي العلامة. حتى تكون علامة تعرف بها الدابة والوسم مباح الوسم مباح في غير الوجه توسم الدابة في بعض بدنها بعلامة بحيث تعرف تعرف بها وتتميز نوقوا فلان عن نوق فلان فهذا الوسم مباح لا بأس به لكن جاء النهي عن وسم الوجه وجه الدابة وعن ضرب الوجه كما هو معنا في هذا الحديث وجه الدابة فمر النبي عليه الصلاة والسلام بدابة قد وسم يدخن من خراه يدخن من خراء يعني يخرج الدخان لان كانها وسمت للتو قريبا فلما مر النبي عليه الصلاة والسلام وهي حديثة عهد بالوسم فكان منخراها يخرج منها الدخان دخان الوسم فاذا هي وسمت على وجهها فغضب عليه الصلاة والسلام قال لعن الله من فعل هذا يعني هذا امرا عظيما وفعلة شنيعة واسم آآ الدابة بوجه هذا فيه ايذاء بين واظرار قال عليه الصلاة والسلام موجها وناصحا لا يسمن احد الوجه ولا يظربنه وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة والترجمة كما عرفنا باب ليجتنب الوجه في الضرب سواء كان من يضربه انسانا او حيوانا سواء ان كان من كان يضربه انسانا او حيوانا فاذا ضرب الانسان لا يظرب على وجهه واذا ضربت الدابة اه على وجه التأديب لا تظرب على وجهها وايضا في في قظية ظرب الدابة في قضية ضرب الدابة الدابة لا تظرب ابتداء بل لا تظرب الا الا اذا احتاج الامر الى ان تظرب يعني يتعامل معها بالرفق واللين والرفق في الحيوانات امر مطلوب وندبت اليه الشريعة. وما دخل الرفق في شيء الا زانه فلا يلجأ اليها لا يلجأ الظرب اليها ابتداء بل يتعامل معها بالرفق وباللين واذا لم تستجب تضرب ضربا يجعلها تستجيب فلا يلجأ اليه ابتداء وهنا اذكر قصة طريفة للامام الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى مر على رجل معه حمار اكرمكم الله وكان يضربه ضربا شديدا فاتى اليه الشيخ وقال له لماذا هذا القول قال هو حارون ولا يستجيب ولا يطاوع الا بهذا الظرب قال له الشيخ ابدا خذه بالمسايسة وبالرفق وباللين ويستجيب لك قال جربت ما يستجيب فقال له الشيخ تأذن لي انا اريك الان كيف تسايسه فابتعد الرجل وجاء الشيخ ومسح على الحمار بهدوء ولا لا طفوا برفق ثم مسكه ومشى معه فقال الرجل صاحب الحمار قال يا شيخ حتى الحمار يعرف انك شيخ. نعم. قال رحمه الله باب من لطم عبده فليعتقه من غير ايجاب حدثنا ادم قال حدثنا شعبة قال حدثنا حصين قال سمعت هلال ابن يقول كنا نبيع البز في دار سويد ابن مقرن فخرجت جارية فقالت لرجل شيئا فلطمها ذلك الرجل فقال له سويد ابن مقرن الطمت وجهك لقد رأيتني سابع سبعة وما لنا الا خادم فلطمها بعضنا فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يعتقها ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من لطم عبده فليعتقه من غير ايجاب فليعتقه اذا لطمه على وجهه اللطم هو الضرب على الوجه قال من لطم عبده اللطم هو الضرب على الوجه وعرفنا قبل قليل من الاحاديث المتقدمة ان الظرب على الوجه محرم ولا يجوز مهما كان الخطأ لا يجوز ان يظرب الانسان ولا الدابة على على الوجه. هذا امر محرم. لكن من لطم يعني من فعل هذا الامر المحرم وظرب خادمه او عبده على وجهه هل له كفارة لانه الان اعتدى اعتدى عليه وفعل في حقه امرا محرما لا يجوز وسيقتص منه لهذا الامر فهل له كفارة قال باب من لطم عبده فليعتقه لان عتقه له كفارة له كفارة له قال من غير ايجاب سيأتي ما يدل على ما يدل على صرف هذا الامر عن الوجوب الى الى الاستحباب والندب قال باب من لطم عبده فليعتقه من غير ايجاب واورد حديث هلال ابن يساف يقول كنا نبيع البز في دار سويد ابن مقرن رضي الله عنه فخرجت جارية فقال فقالت لرجل شيئا فلطمها ذلك الرجل خرجت جارية وقالت له شيئا كأنه كأنها اغضبته. يعني قالت له شيئا اغضبه فلطمها ذلك الرجل اي ضربها على وجهها. اللطم هو الظرب على الوجه فلطمها ذلك الرجل فقال له سويد بن مقرن الطمت وجهها الطمت وجهها يعني هل فعلت هذا الامر الشنيع الخطير؟ فاضرب على الوجه فهو استفهام كاري الطمك وجهه؟ يعني هل فعلت هذا الفعل العظيم ثم ذكر له امرا آآ نظير هذا الامر قال لقد رأيتني سابع سبعة وجاء في بعض الروايات من بني مقرن يعني كانوا سبعة وليس لهم الا خادم. واحد امرأة تخدمهم كلهم وهم بحاجة الى الخدمة يقول لقد رأيتني السابعة سبعة وما لنا الا خادم والخادم يطلق على الذكر وعلى الانثى يطلق على الذكر وعلى الانثى. قال ليس لنا الا خادم يعني ليس لنا الا امرأة واحدة تقوم على خدمتنا قال قال وما لنا الا خادم فلطمها بعضنا فلطمها بعضنا لطمها بعضنا اي احدنا ضربها على وجهها فامره النبي عليه الصلاة والسلام ان يعتقها والامر هنا ليس للايجاب وانما للارشاد والاستحباب كما سيأتي ما يدل على ذلك في الطريق الاخرى لهذا الحديث نعم قال رحمه الله حدثنا عمرو بن عون ومسدد قال حدثنا ابو عوانة عن فراس عن ابي صالح عن عن زادان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من لطم عبده او ضربه حدا لم يأته فكفارته عتقه ثم اورد رحمه الله حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لطم عبده او ضربه حدا لم يأته من لطم عبده اي من ضرب عبده على وجهه والجانب الاخر قال او ضربه حدا لم ياتي اي ضربه ضربا على ذنب لم يرتكبه تبين له انه لم يرتكب الذنب او انه لا يستحق هذا الظرب لانه لم يفعل اه شيئا يستحق عليه ان يظرب فمن لطم عبده او ضربه حدا لم يأته فكفارته عتقه فكفارته اي كفارة هذا الذنب وهذا الخطأ ان يعتقه ان يجعله حرا طليقا في سبيل الله عز وجل فكفارته عتقه. الشاهد من من الحديث للترجمة ان لطم العبد كفارته عتقه وقوله من غير ايجاب سيأتي شاهده الرواية الاتية نعم قال رحمه الله حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني سلمة ابن كهيل قال حدثني معاوية ابن سويد ابن مقرن قال لطمت مولى لنا ففر فدعاني ابي فقال اقتص. كنا ولد مقرن سبعة لنا خادم. فلطم احدنا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال مرهم فليعتقوها. فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم خادم غيرها قال فليستخدموها فاذا استغنوا خلوا سبيلها ثم اورد رحمه الله طريقا اخرى لحديث سويد ابن مقرن رضي الله عنه يقول ابنه معاوية لطمت مولى لنا تفرع لطمت مولى لنا ففر فدعاني ابي فقال اقتص دعا سويد ابنه معاوية وجاء بالمولى وقال له اقتص ومعنى اقتص اي الطمه كما لطمك اظربه كما ظربك هذا معنى اقتص فقال اقتص ثم قال كنا ولد مقرن سبعة لنا خادم وهذا يبين لنا اه اه ما جاء في الرواية المتقدمة لقد رأيتني سابعة سبعة اي من ولد مقرن اي من ولد مقرن سبعة لنا خادم يعني واحدة تخدمنا فلطمها احدنا لطمها احدنا وايضا جاء في بعض الروايات ان الذي لطمها اصغرهم فلطمها احدنا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال مرهم فليعتقوها مرهم فليعتقوها وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة من لطم عبدا فليعتقه قال النبي عليه الصلاة والسلام مرهم فليعتقوها فقالوا للنبي ليس لهم خادم غيرها يعني ليس لهم الا هي تخدمهم وهم يحتاجون اليها وهم سبعة ليس لهم خادم غيرها قال فليستخدموها فاذا استغنوا عنها خلوا سبيلها. فليستخدموها فاذا استغنوا عنها خلوا سبيلها فهذا يفيدنا انه كما قال الامام البخاري من غير اجاب من غير ايجاب والامام النووي رحمه الله تعالى في في كتابه شرح صحيح مسلم حكى اجماع اهل العلم انه غير واجب وان الامر للاستحباب كفارة للطم وكفارة لهذا الذنب وهو امر على غير الايجاب وانما انما هو على وجه الاستحباب ومما يصرف الوجوب ما جاء في هذا الحديث لما استأذنوا النبي الصلاة والسلام قال فليستخدموها فاذا استغنوا خلوا سبيلها. نعم قال رحمه الله حدثنا عمرو بن مرزوق قال اخبرنا شعبة قال لي محمد ابن المنكدر ما اسمك؟ فقلت شعبة. قال حدثني ابو شعبة عن سويد بن مقرن المزني. ورأى رجلا لطم غلامه فقال اما علمت ان الصورة محرمة؟ رأيتني واني سابع سبعة اخوة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا الا خادم فلطمه احدنا فامرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نعتقه ثم اورد هذا الحديث حديث سويد ابن مقرن وتدل هذه الروايات ان آآ سويد رضي الله عنه تكرر منه آآ هذا النصح بغير مناسبة مرة مع ولده ومرة مع غيره فكان من يراه يلطم وجه الخادم ينهاه عن هذا الامر ويذكره بالقصة التي حصلت لهم ويذكره بالقصة التي حصلت لهم فهنا رأى السويد رضي الله عنه رجلا لطم غلامه فقال اما علمت ان الصورة محرمة والمراد بالصورة الوجه المراد بالصورة الوجه فكما قال عليه الصلاة والسلام انما الصورة الوجه حديث صحيح. فالصورة هي الوجه ولهذا قال اما علمت ان الصورة محرمة يعني انه محرم من ضرب الوجه وتحريم ضرب الوجه عن النبي عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث مر معنا بعضها قال اما علمت ان الصورة محرمة رأيتني واني سابع سبعة اخوة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله سبعة اخوة نظير قوله اه فيما تقدم من ولد مقرن فسبعة من ولد مقرن اي سبعة اخوة كان لهم خادم اه واحدة تقوم على خدمتهم جميعا فليس لنا الا الا هي قال فلطمها احدنا فامر فامر النبي صلى الله عليه وسلم ان نعتقه فلطمه احدنا فامرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نعتقه. نعم قال رحمه الله حدثنا موسى حدثنا موسى قال حدثنا ابو عوانة قال حدثنا فراس عن ابي صالح عن عن زادان ابي عمر قال كنا عند ابن عمر فدعا بغلام انه كان ضربه فكشف عن ظهره فقال ايوجعن قال لا فاعتقه ثم رفع عودا من الارض فقال ما لي فيه من الاجر ما يزن هذا العود. فقلت يا ابا عبد الرحمن لما تقول هذا قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول او قال من ضرب مملوكه حدا لم يأته او لطم وجهه كفارته ان يعتقه ثم اورد رحمه الله في خاتمة هذه الترجمة حديث ابن عمر المتقدم ولكن معه قصة وهي ان ابن عمر رضي الله عنهما دعا بغلام له كان ضربه دعا بغلام له كان ضربه فكشف عن ظهره وهذا يفيد انه كان ضربه له على ظهره وعلى الظهر يكون الظرب او نحوه من المواضع مثل اسفل القدم او نحو ذلك من المواضع التي لا يكون فيها اضرارا بالمضروب والوجه اجتنب الصورة محرمة كما تقدم فكان ضربه على وجهه عفوا ضربه على ظهره ثم دعاه دعاه كانه عاتب نفسه على الضرب واحس انه اوجعه وزاد في الضرب عليه فدعاه وكشف عن ظهره وكشف عن ظهره ينظر في اثر الضرب قال فكشف عن ظهره جاء في بعض الروايات انه رأى في ظهره اثرا انه رأى في في في ظهره اثرا للضرب وسأله قال ايوجعك ايوجعك يعني يؤلمك هذا الظرب؟ فهذا فيه اه فيه من ابن عمر رضي الله عنه اه اه تأسف على ما حصل ومراجعة وآآ طلب ايضا مسامحة وصافح وهذا من الاخلاق الجميلة العظيمة قال ايوجعك؟ قال لا فاعتقه فاعتقه اي اعتقه في لوجه الله جعله عتيقا حرا قال فاعتقه ثم رفع عودا من الارض قبل ذلك ابن عمر دعا دعا بهذا الغلام لانه عاتب نفسه على ضربه وربما يكون تبين له ان الضرب الذي آآ ضربه على ذنب اه لا يستحق به هذا الظرب او ان الظرب تجاوز تجاوز الحد ونحن عرفنا سابقا التفصيل في حديث النبي عليه الصلاة والسلام وان احوال التأديب ثلاثة اما ان يؤدب بما يزيد وهذا يكون على الانسان او يؤدب بما يساوي الخطأ وهذا لا له ولا عليه او يؤدب بما هو اقل ولهذا قال بعض السلف كلمة عجيبة في باب التأديب عجيبة جدا وليتنا نضعها قائدة لنا في هذا الباب قال بعض السلف لان اخطي في العفو احب ان اخطي في العقوبة قال فاعتقه ثم رفع عودا من الارض فقال ما لي فيه من الاجر ما يزن هذا العود اه ابن عمر لما اعتق الرجل اخذ عودا من الارض اخذ عودا من الارض ثم قال لمن حوله ليس لي من الاجر ما يزن هذا العود وهذا ايضا فيه من الفائدة استخدام وسائل الايضاح للشرح او البيان او التوضيح او بالتعليم فرفع عودا من الارظ خفيف الوزن وقال ليس لي فيهم الاجر ما يزن هذا العود والعود الذي في يده وزنه خفيف جدا فهو يبين لهم انه ليس له اجر في عتقه مع ان العتق فيه اجر عظيم وثواب جزيل عند الله تبارك وتعالى لماذا قال ذلك لان العتق هنا مقابل اه مقابل الضرب فهو كفارة له كفارة لهذا الظرب فليس لي فيه ما يزن هذا العود لان العتق اصبح مقابلا الضرب الذي كان منه لهذا الخادم قال فقلت يا ابا عبدالرحمن لم تقول هذا يعني لماذا تقول انه ليس لي فيه اجر؟ مع انك اعتقته في سبيل الله؟ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ضرب مملوكا حدا لم يأته او لطم وجهه فكفارته ان يعتقه فكفارته ان ان يعتقه هنا اذا تأملنا الحديث ما الذي فيه اه له تعلق بموضوع ابن عمر نحن عرفنا انه ضربه على ظهره لانه كشف ظهره وقال هل يوجعك؟ ضربه على ظهره فجانب الذي في الحديث او لطم وجهه لا يتعلق بابن عمر. لانه لم يضربه على وجهه فبقي في الحديث قوله من ضرب مملوكا حدا لم يأته فهذه المسألة هي التي وقف عندها ابن عمر متأملا حدا لم ياتي ربما انه تبين له ان الخطأ الذي ارتكبه لا يستحق عليه هذا هذا الضرب او هذا التأديب فتنبه فيما بعد ولهذا اورد الحديث هنا مستنشدا به على الامر الذي فعله قال من ضرب مملوكا حدا لم يأتي او لطم وجهه فكفارته ان يعتقه وهو رضي الله عنه لم يضربه على وجهه وانما ضربه على ظهره ربما تبين له ان التأديب الذي كان منه لهذا الخادم على امر الله يستحق ذاك التأديب الذي كان منه له فلام نفسه وعاتبها واستدعى الخادم نظر في الموضع واعتقه في في في سبيل الله وقال في المقام انا ليس لي اجر في عتقه واستشهد رضي الله عنه وارضاه بهذا الحديث ثم عقد المصنف رحمه الله بابا في قصاص العبد اي ان العبد يقتص من مالكه يوم القيامة اذا كان ضربه ضربا لا يستحق ان يضرب عليه سواء ضربه ضربا محرما كما هو آآ الشأن في من يضرب على الوجه او او ضربه آآ ضربا لا يستحقه في في في ذنب لم يأته وفي خطأ لم يقع منه فهذا فيه القصاص يوم القيامة وساق المصنف في هذا الباب احاديث عديدة نقف عليها باذن الله عز وجل في درس الغد والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين ورحمكم الله والحاضرين يقول السائل من هو الخادم الوارد في هذه الاحاديث؟ اهو الاجير او ملك اليمين المراد الخادم في هذه الاحاديث ملك اليمين وليس الاجير وهذا واظح في سياقات الاحاديث التي مرت معنا لانه يقال فاعتقه قلت فهم احرار الى غير ذلك مما سبق ان مر معنا فهم المراد بالخادم ليس اه الاجير وانما المراد به ملك اليمين يقول نحن مجموعة من المهتمين بالبحث الذي كلف به الشيخ وهو اختصار كتاب البر والصلة نقول نحن مجموعة من المهتمين البحث الذي كلف به الشيخ وهو اختصار كتاب البر والصلة. ونطلب من الشيخ ان يزيد في المهلة التي امهلها لتقديم البه هذا طلب تكرر من عدد من الاخوة فيما يتعلق انتصار كتاب البر والصلة لابن الجوزي وكنا حددنا المدة شهرا كاملا وشارفت على الانتهاء بعد ايام قلائل وبعض الاخوة يعملون عملا جادا اطلعني بعظهم على عمله عمل علمي جاد في الاختصار ويرون ان المدة لا لا تكفي فيرغبون في الزيادة وما ما في مانع ان ان تمدد المدة نزيد مثلا الى منتصف الشهر القادم او نحددها في عشرين من من الشهر القادم يكون نهاية المدة التي الى البحث الى الى عشرين من نهاية عشرين من الشهر القادم عشرين من شعبان نعم عشرين من رجب نعم عشرين من رجب يقول السائل حفظكم الله هل يؤخذ من قولكم لا بأس ان يذكر الفعل الذي فعله؟ حتى يتعظ الناس هل يأخذ منه ما يفعله بعض الناس من ذكر معاصيهم ليتعظ الناس هذا ليس من هذا. ذكر المعاصي او المخالفات التي وقعت منه وتاب الله عز وجل عليه بها وستره لا يفضح نفسه ولا يذكرها وانما مثل هذا الامر يعني شيء من الخطأ في في ضرب او نحوه او او خطأ في طريقة تعلم او طريقة تأديب او شيء من هذه الامور لا بأس ان ان يخبر بذلك وكان بعض السلف ايضا في مثل هذا المقام يبهم نفسه يقول ان رجلا فعل كذا وكذا واذا رأى من المفيد ومن المصلحة ان ان يسمي نفسه على وجه التعليم مثل ما ما حصل من سويد قال كنا كنت سابعة سبعة وضربه احدنا ما سمى من الظارب ما ما ما سماه فيمكن ان يبهم واذا رأى من المصلحة ان ان يسمي من باب زيادة التعليم والتنبيه اما الذنوب والاثام والكبائر والمعاصي التي يقتربها الانسان وسترها الله عز وجل عليه هذه تبقى على على الستر ولا يحتاج مقام التعليم الى ان يشهر نفسه بتلك الاثام التي قارفها او وقع فيها نعم. يقول السائل الاحوال الذي التي ذكرتموها في التأديب هل يدخل فيها تأديب الولد الوالد ولده او زوجته التأديب عموما التأديب عموما يكون على قدر الدم او يكون اشد من الذنب او اقل من الذنب والذي ينبغي على الانسان في هذا المقام مع اي اي ممن يؤدبهم ان يكون على قدر الذنب ان احتاج او اقل من الذنب وان يخطئ في العفو خير له من ان يكون خطأه في العقوبة نعم يقول هل يجوز ان يقال للرجل الكافر قبح الله وجهك لا تقال هذه الكلمة في حق الانسان لان الانسان خلقه الله تبارك وتعالى على صورة جميلة لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم قال ولقد كرمنا بني ادم فهذا التكريم يسميه العلما التكريم العام تكريم العام يشمل المسلم والكافر. كرم الله عز وجل الجميع بهذه الصورة وبهذا المظهر وبهذا الحسن وبهذا القوام وبهذا الجمال هذا تكريم عام ما قال ولقد كرمنا المسلم قال ولقد كرمنا بني ادم هذا تكريم عام يسمى اما التكريم الخاص فهو منة الله سبحانه وتعالى على عبده بالهداية الى الدين والدخول في الاسلام هذي كرامة خاصة وتكريم خاص. اما قوله تعالى ولقد وامن بني ادم هذا تكريم عام يشمل المسلم والكافر والبر والفاجر الكل كرمهم الله بهذه الصورة والهيئة منبر والخلقة الحسنة نعم يجوز هل يقول هل يجوز ان يقول سود الله وجهه؟ ولا يقال هذا ايضا. لا يقال لا يقال قبح الله وجهك ولا يقال سود الله وجهك. ولا يقال ايضا الكلمات التي تؤدي هذا المعنى او تصل الى الى هذا المعنى كل ذلك يبتعد عنه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد