الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين. قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله باب قصاص العبد حدثنا محمد بن يوسف وقميصه قال حدثنا سفيان عن حبيب ابن ابي ثابت عن ميمون ابن ابي شبيب عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه قال لا يضرب احد عبدا له وهو ظالم له الا اقيد منه يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قصاص العبد هذه الترجمة عقدها المصنف رحمه الله تعالى بعد تراجم سبقت عنده في لطم العبد وضربه وذكر ما في ذلك من الوعيد وان كفارة ذلك عتقه وذكر في ذلك احاديث في التحذير من ذلك والتحذير من ظلم العبيد ثم ناسب عقد هذه الترجمة ليبين من خلالها بالادلة التي ساقها رحمه الله تعالى ان العبد اذا ظلم او اعتدي عليه من مالكه فانه يقتص يوم القيامة من مالكه ان يأخذوا القصاص ويوم القيامة كما هو معلوم ليس هناك الا الحسنات والسيئات وقد جاء في الحديث حديث عبد الله بن انيس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الناس يوم القيامة حفاة عراة بهما قالوا وما بهما يا رسول الله؟ قال اي ليس معهم من الدنيا شيء اي ليس معهم من الدنيا شيء قال فيناديهم اي الله تبارك وتعالى بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قروا ويقول جل وعلا انا الملك انا الديان ثم يقول الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم العظيم لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه قال الصحابة رضي الله عنهم وكيف ذاك يا رسول الله؟ وهم انما جاءوا بهما اي ليس معهم شيء من الدنيا قال عليه الصلاة والسلام بالحسنات والسيئات بالحسنات والسيئات فالقصاص يكون يوم القيامة ويكون بالحسنات والسيئات بالحسنات اي انه يؤخذ من حسنات الظالم ويعطى للمظلوم يؤخذ من حسنات الظالم ويعطى للمظلوم واذا كان الظالم ظلمه اكثر من حسناته بحيث تفنى حسناته بسبب كثرة مظالمه فيعطى الناس من حسناته الى ان تفنى فان فنيت اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فاولا يؤخذ من حسناته الى الا يبقى منها حسنة فاذا فنيت حسناته ولم يبق منها حسنة اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار وهذا المعنى بينه عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور بحديث المفلس الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام اتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله المفلس عندنا من؟ قالوا المفلس عندنا من ليس عنده درهم ولا دينار قال عليه الصلاة والسلام المفلس من يأتي يوم القيامة وقد ضرب هذا وشتم هذا وسفك دم هذا وانتهك عرض هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون فاذا فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في نار جهنم فيوم القيامة فيه قصاص ولا يظلم الله سبحانه وتعالى احدا مثقال ذرة وسيأتي معنا ان القصاص يشمل حتى بهيمة الانعام حتى بهيمة الانعام يقتص من يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء اذا نطحتها فكيف بالادميين المكلفين ذوي العقول فيوم القيامة يوم القصاص يقتص كل مظلوم من ظالمه وان كان الظلم قليل ولهذا العقلاء من الناس والاكياس ومن يريدون لانفسهم السعادة يجتهدون غاية الجهد الا يحملوا يوم القيامة ظلما يجتهد الا يحملوا يوم القيامة ظلما يجتهد ان لا يحمل نفسه ظلما لا ظلما يتعلق باموال الناس ولا باعراضهم ولا بدمائهم ولا بغير ذلك من انواع المظالم لان الموقف عظيم وفي ذلك الموقف العظيم الحسنة الواحدة يريدها الانسان التي كم فرط فيها في حياته الدنيا الحسنة الواحدة يريدها ولا يفرط فيها لاعز عزيز ولا لاقرب قريب يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه فشأن الحسنات عظيم يأتي الظالم يوم القيامة ويفاجأ اذا بجملة من حسناته اخذها فلان والجملة الثانية اخذها فلان والجملة الثالثة اخذها فلان وهكذا تمشي حسناته امامه تضيع حسنة حسنة ثم يفاجأ ان اذا كانت مظالمه كثيرة يفاجأ ان حسناته انتهت اخذت منه ثم لا يقف الامر عند هذا الحد ان كانت مظالمه اكثر وتعدياته اكثر اخذ ايظا من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار والعياذ بالله هذا الافلاس حقيقة هذا هو المفلس المفلس حقيقة هو من يأتي يوم القيامة ومعه صلاة وصيام وصدقة وحج واعمال صالحة ثم كلها تذهب يأخذها يأخذها منه من ظلمهم ومن تعدى عليهم قال عليه الصلاة والسلام المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد ضرب هذا وسفك دم هذا وانتهك عرض هذا وشتم هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون فاذا فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار العاقل ينتبه ويتدارك نفسه وسيمر علينا من سير السلف الصالح رحمهم الله من عظيم الورع والتقوى والخوف من الله سبحانه وتعالى والاهتمام بالحسنات ان لا تضيع يتفقه في حسناته لا يضيع منها شيئا وكثير من الناس سيفاجأ بان جملة من حسناته كبيرة يأخذها يأخذها منه اقوام كان يحتقرهم في الدنيا وكان يزدريهم وكان يتعالى عليهم وكان يبغي عليهم ويظلمهم فيفاجئ يوم القيامة ان انفس شيء عنده واغلى شيء عنده يعطيهم اياه ويأخذونه منه شاء ام ابى العاقل ينتبه ما دام في دار العمل ويحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الله تبارك وتعالى يوم القيامة حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا اذا كانت عند الانسان للاخرين حقوق مظالم تعديات عليه ان يتخلص منها في هذه الحياة الدنيا ما دام الدرهم والدينار موجود اما يوم القيامة ما ليس هناك درهم ولا دينار ولو كان عند الانسان في الدنيا مثل مال قارون كلها تنتهي بموته ليس هناك في الاخرة الا الحسنات والسيئات فالعاقل يحاسب نفسه قبل ان يحاسب ويزنها قبل ان يوزن يوم القيامة. والوزن يوم القيامة بمثاقيل الذر قد يرتكب الانسان مظلمة ويظن انها انتهت ونسيت وربما قال في نفسه الذي ظلمته ايضا نسي المظلمة لكن كما قال الله عز وجل احصاه الله ونسوه انتقد تنسى والمظلوم قد ينسى ورب العالمين لا لا يضيع شيئا حتى المظلوم قد ينسى المظلوم قد ينسى قد يظلم مظلمة كبيرة او صغيرة وربما ينساها لكنها لا تضيع عند الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ولا تظلم نفس شيئا شيئا نكرة في هذا السياق سياق النفي فتفيد العموم. اي وان كان قليلا ولو عودا من اراك. كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا العاقل ينتبه ويجتهد في ان يرفع المظالم ويتوب الى الله سبحانه وتعالى منها ويعيد الحقوق الى الى اهلها ويطلب العفو والمسامحة قبل ان يلقى الله سبحانه وتعالى وهو يحمل هذه المظالم على عاتقه جاء في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر الغلول يوما وعظم امره والغلول هو اخذ المال بغير حق ظلما وتعديا وجورا ذكر الغلول وعظم امره ثم خطب الناس عليه الصلاة والسلام وقال لا يأتين احدكم يوم القيامة وهو يحمل على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله اغثني فاقول لا فاقول له لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا يأتين احدكم يوم القيامة وعلى رقبته شاة لها ثغاء فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا يأتين احدكم يوم القيامة وعلى رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا يأتين احدكم يوم القيامة وعلى رقبته رقاع تخفق اي فيها مظالم وتعديات فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا يأتين احدكم يوم القيامة وعلى رقبته صامت والمراد بالصامت الذهب والفضة لان العرب يقسمون المال الى قسمين ناطق وصامت الناطق بهيمة الانعام والصامت مثل الذهب والفضة لا يأتين احدكم يوم القيامة وعلى رقبته صامت فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك اعذر وانذر صلوات الله وسلامه عليه وبلغ وبين البيان المبين وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه ولهذا كما قدمت العاقل ينتبه ويزن نفسه قبل ان يوزن ويحاسب نفسه قبل ان يحاسب ومما سيحاسب عليه العبد ويقتص منه يوم القيامة مده ليده مده ليده التي اكرمه الله سبحانه وتعالى بها ليتعامل بها المعاملة الحسنى فاخذ يمد يده يظرب هذا ويبطش بهذا ويأخذ بها مال هذا ويعتدي بها على هذا فكل التعديات التي تحركت بها يده في هذه الحياة الدنيا كلها حركة حركة مقيدة عليه ويحاسب عليها ويقتص منه يوم القيامة بالاخذ من حسناته فهذا يجب ان ينتبه له واذا انعم الله سبحانه وتعالى على عبده بكف يده في هذه الحياة الدنيا لم يعتد بها على احد فهذا من اه من الامور التي ينال بها العبد ظمانا لدخول الجنة كما صح بذلك الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اظمنوا لي من انفسكم ستا اظمن لكم الجنة اصدقوا اذا حدثتم واوفوا اذا وعدتم وادوا اذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا ابصاركم وكفوا ايديكم اي كفوا ايديكم من ان تعتدي على الناس او تطال الناس بالاذى والاعتداء فيجتهد الانسان بان يكف يده بمنعها حجزها ردعها الا تعتدي على احد لانها اذا امتدت اصبحت جزءا من عمل الانسان الذي يحاسب عليه يوم القيامة عندما يقف بين يدي الله تبارك وتعالى قال الامام البخاري رحمه الله باب قصاص العبد العبد ما هو؟ العبد رجل مملوك لرجل اخر رقيق ومالكه امر هذا العبد بيده ان شاء باعه وان شاء اعتقه وان شاء يأمره باعماله ومصالحه هنا يجب ان يلاحظ ان كون كون الله عز وجل يسر ولهذا الانسان شخص اخر ملك الله بمنة الله سبحانه وتعالى وتيسيره وتوفيقه يجب عليه ان يتقي الله فيه وسيأتي معنا الحديث اخوانكم خونكم فيجب ان يتقي الله تبارك وتعالى فيه. فاذا لم يرقب الله فيه ولم يتق الله عز وجل واعتدى عليه بالظرب بالظلم بالعدوان ثم مظى معتديا على عبده بهذه الاعتداءات يجد ان كل هذه الاعتداءات مسجلة عليه ويحاسبه الله عليها يوم القيامة ويقتص لعبده منه يقتص لعبده منه يأخذ عبده يوم القيامة من حسناته رقيقه يأخذ من حسناته يوم القيامة وهنا قد يغفل بعض الناس غفلة هي من الشيطان الرجيم اعاذنا الله جميعا منه يغفل بعض الناس ويتهاون بفئة يظلمهم يعتدي عليهم يقول هؤلاء عبيد هؤلاء ارقا او يقول ايظا هذي حيوانات واشياء من هذا القبيل ويمضي معتديا ظالما وربما انه يظن ان ان انها تنتهي وتضيع وهي لا تنتهي ولا تظيع يحاسب عليها حتى ظربه وهذا انبه عليه حتى ظرب المعلم لطالبه اذا كان تجاوز واعتدى في ضربه طالبه يأخذ من حسناته يوم القيامة اذا اعتدى على طالبه بسب او بشتم يأخذ طالبه من حسنات يوم القيامة واذا نظر المعلم في تاريخه التعليمي يجد ان الطلاب الذين ظربهم لو قيل لهم من هم ما اسماؤهم؟ متى ضربتهم؟ ما يذكر لكن ذلك لا يضيع عند الله لا يظيع عند الله سبحانه وتعالى ولهذا يجب على الانسان ان ينتبه لهذه المسألة انتباه جيدا يجتهد في حفظ يده كف لسانه لا يعتدي على الاخرين لا يظلم الاخرين حتى لا يلقى الله عز وجل يوم القيامة وهو يحمل على رقبته مظالم للناس ثم يقتص الناس من حسناته البخاري رحمه الله يقول القصاص للعبد القصاص لكل احد لكل احد ظلم له القصاص له القود يأخذ من ظالمه لكن خص العبد بالذكر هنا لان التراجم تتعلق بالارقة بالمماليك ولان بعض الناس قد يستهين يقول هذا مملوك لي افعل به ما ما شئت هو ملك لي افعل به ما شئت نعم هو ملك لك ووالله ملكك اياه ومن عليك به لكن ليس لك ان تفعل به ما شئت ظلمه ظلمات يوم القيامة تعديك عليه يؤخذ من حسناتك يوم القيامة قال رحمه الله باب القصاص او قصاص العبد واورد عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه انه قال لا يضرب احد عبدا له وهو ظالم الا اقيد منه يوم القيامة. اقيد منه اي اخذ منه القوت. والقود هو القصاص يوم القيامة وعرفنا ان يوم القيامة ليس هناك الا الحسنات والسيئات وقوله وهو ظالم له فيه انه اذا ضربه ليس ظالما له وانما تأديبا له لذنب ارتكبه او مخالفة فعلها فضربه في حدود اه الذنب الذي ارتكبه دون تعد هذا لا يحاسب عليه بل وكما مر معنا في الحديث الذي في الترمذي لا له ولا عليه اذا كانت العقوبة على قدر الذنب لا له ولا عليه واذا كانت العقوبة اقل من من الذنب فهذا فظل منه وعفو ويؤجر عليه واذا كانت العقوبة اعظم من الذنب واكبر من الذنب او عقوبة بلا ذنب فهنا القصاص فهنا القصاص والقود وهو يكون يوم القيامة نعم قال رحمه الله حدثنا ابو عمر حفص ابن عمر قال حدثنا شعبة قال حدثني ابو جعفر قال سمعت ابا ليلى فقال خرج سلمان فاذا علف دابته يتساقط من الاري. فقال لخادمه لولا اني اخاف لاوجعتك ثم اورد رحمه الله هذا الاثر اثر سلمان الفارسي رضي الله عنه رأى سلمان الفارسي على دابته يتساقط من الالي. الاري مربط الدابة ومكان او مجمع علفها فوجد العلف يتساقط وهذا مترتب على اهمال من الخادم على اهمال من الخادم وتفريط فرأى علف دابته يتساقط من الاري فقال لي خادمه لولا اني اخاف القصاص لاوجعتك لولا اني اخاف ان يقتص مني يوم القيامة لاوجعتك وهذا من ورع السلف هذا من ورع السلف وتقواهم لله سبحانه وتعالى ومراقبتهم له وايضا هذا من عظيم اهتمامهم بحسناتهم بعض الناس ما يبالي بحسناته تضيع او لا تضيع ما يبالي بها اما السلف رحمهم الله فحسناتهم اغلى شيء عندهم لا يضيعها ولا يفرط فيها واي امر يضيع شيئا من حسناته يجاهد نفسه على البعد منه ولهذا يقول رضي الله عنه لولا اني اخاف القصاص لاوجعتك اي لاوجعتك بالضرب والتأديب نظرت اذا ضربتك ضربا مؤلما موجعا لكن لكوني اخاف القصاص اي يوم القيامة هذا الذي منعني من ذلك وهذا فيه اضافة الى ما فيه من الورع ايظا فيه تنبيه لهذا الغلام او الخادم المخطئ انك اخطأت خطأ تستحق به ان تظرب تستحق به ان تظرب ولكنني لا لن اضربك لاني اخاف اخاف القصاص يوم القيامة لانه قد يغضب الانسان ويضرب الخادم ضربا على خطأ ارتكبه لكنه يتجاوز الحد في ماذا بالظرب قد يكون يستحق ان يبرم فيتجاوز في الظرب ولو شيئا قليلا فهذا التجاوز في الظرب ولو كان شيئا قليلا يقتص المضروب ممن ضربه اذا كان ظرب بغير حق اما اذا كان ظرب بحق فهو كما جاء في الحديث لا له ولا عليه لانه ظرب بحق فلا له ولا عليه لا له اجر ولا عليه وزر هذا معنى لا له ولا عليه. يعني ليس له فيه اجر وليس عليه وزر لكن ان كان التأديب اقل من من الخطأ عفوا ومسامحة فهذا فيه اجر وليس فيه وزر واذا كان التأديب اكثر فهذا فيه وزر وليس فيه اجر نعم قال رحمه الله حدثنا ابو الربيع قال حدثنا اسماعيل قال حدثنا العلاء عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق الى اهلها. حتى يقاد للشاة ماء من الشاة القرناء ثم ساق رحمه الله هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لتؤدن الحقوق الى اهلها وايضا يصح لتؤدن الحقوق الى اهلها بالبناء المجهول اي ليؤدين من ظلم واعتدى الحق الى اهله اي لمن اعتدي عليهم وظلموا وبغي عليهم فالحقوق تؤدى الى اهلها اي الى اصحابها يوم القيامة كل حق ضاع في الدنيا وان قل لا يضيع يوم القيامة هذا معنى قوله لتؤدن الحقوق يعني كل حق سيؤدى يوم القيامة لصاحبه اذا كان الحق قطعة ارض اذا كان الحق دابة اذا كان الحق بيتا يؤدى يوم القيامة لكن ماذا يؤدى ليس هناك يوم القيامة بيت وليس هناك دابة ولا قطعة ارض هذي انتهت في الدنيا تؤدى بالحسنات. وان فنيت الحسنات يؤخذ من سيئاتهم وتطرح عليه هذا معنى قوله لتؤدن الحقوق. اي تؤدى الى اهلها ويعاد كل حق الى اهله والى صاحبه وان قل وان كان مثقال ذرة اذا اذا قام الناس يوم القيامة بين يدي رب العالمين اديت جميع الحقوق واعيد جميع المظالم ولا يدخل احد الجنة من اهل الجنة الا وقد اه اديت كل الحقوق ولا يدخل احد النار حتى تؤدى كل الحقوق حقوق اهل الجنة تؤدى وحقوق اهل النار تؤدى حتى وان كان الحق لرجل من اهل النار يؤدى الحق سمعتم الحديث هو ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام قال لا ينبغي لاحد ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه فالمظالم تؤدى يوم القيامة والحقوق تعود لاصحابها حتى ان الله سبحانه وتعالى يقتص يوم القيامة كما في الحديث الذي امامنا للشاة الجماء من الشاة القرناء الشاة الجماء او الجلحاء كما في مسلم اي التي ليس لها قرون الجلحاء او الجماء هي التي ليس لها قرون فيقتص للشاة الجلحاء او الجماء من الشاة القرناء اي من الشاة التي لها قرون ونطحتها ونطحتها وهذا القصاص ليس على وجه المحاسبة والمجازاة لانها غير مكلفة لا تحاسب هي ولا ولا تعاقب فليس هذا القصاص على وجه العقوبة والمجازاة وانما هو على وجه المقابلة كما نبه اهل العلم على ذلك على وجه المقابلة يقتص لها يقتص لبعضها من بعض ثم يقال لها كوني ترابا وينتهي امرها عند ذاك اذن بهيمة الانعام والدواب التي تدب على الارض غير الناس ايضا يوم القيامة تقوم الشاة والناقة والجمل كل هذه التي ما اكل منها وما مات وكلها تقوم يوم القيامة ويكون القصاص يقتص لا للشاة الجلحاء من من من الشاة الجمة اذا كان من الشاة القرناء اذا كان يقتص لبهيمة الانعام فكيف بالادميين ذوي العقول اذا كانت البهيمة تقام يوم القيامة ويقتص منها وهي لا وهي غير مكلفة وانما على وجه المقابلة وهذا من كمال العدل ثم يقال لها كوني ترابا والكافر اذا رآها يقول يا ليتني كنت ترابا اي مثلها مثل البهائم يتمنى ان يكون امره مثلها لان امامه نارا وخلودا فيها ابد الاباد فاذا كان يقتص من للبهيمة من البهيمة فكيف الانسان مع الانسان وهذا وجه دلالة هذا الحديث للترجمة ان الحقوق تؤدى حتى الذي يكون بين البهائم فكيف بالحقوق التي بين الناس واذا قال قائل هذا مملوكي وهذا عبدي وهذا رقيق عندي حتى وان كان ان كنت ظلمته فالظلم ظلمات يوم القيامة حتى وان كان رقيقا لك. حتى وان كان مملوكا لك فالحقوق تؤدى يوم القيامة قد جاء في حديث صحيح انه عليه الصلاة والسلام والحديث حديث ابي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي عليه الصلاة والسلام فمررنا بشاتين تنتطحان فقلت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر اتدري فيما تنتطحان اتدري فيما تنتطحان؟ قلت لا يا رسول الله. قال الله يدري قال الله يدري ثم ذكر عليه الصلاة والسلام ان انه يقتص لا لا للشاة من الشاة التي نطحتها في الحياة الدنيا الشاة يقتص لها من الشاة فكيف وهي وهي لا تعقل؟ لكن قصاص على وجه المقابلة. ليس على وجه المجازات والمحاسبة لانها غير مكلفة فكيف بالمكلفين وذوي العقول الذين يظلمون الناس ويبغون بغير الحق ويغطسون ويعتدون على الاعراض ويعتدون على الاموال ويعتدون على ثم يلقون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. فالحقوق تؤدى يوم القيامة. والعاقل اذا عرف هذه الحقيقة وادرك هذا الامر اجتهد في تخليص نفسه من المظالم قبل ان يلقى الله سبحانه وتعالى بها وقبل ان يقف بين يديه سبحانه وتعالى وهو يحمل المظالم ويحمل الاوزار. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعافينا واياكم اجمعين نعم قال رحمه الله حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال حدثنا ابو اسامة قال حدثني داوود ابن ابي عبد الله مولى بني هاشم قال حدثني عبد الرحمن بن محمد قال اخبرتني جدتي عن ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله الله عليه وسلم كان في بيتها فدعا وصيفة له او لها فابطأت. فاستبان الغضب في وجهه فقامت ام الى الحجاب فوجدت الوصيفة تلعب. ومعه سواك فقال لولا خشية القود يوم القيامة لا اوجعتك بهذا السواك زاد محمد بن الهيثم تلعب ببهيمة قال فلما اتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله انها لتحلف ما سمعتك. قالت وفي يده سواك ثم ساق رحمه الله هذا الحديث حديث ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها تقول كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فدعا وصيفة له او لها اي لام سلمة الوصيفة هي الجارية اذا بلغت الحد اذا بلغت حد الخدمة واصبحت تدرك وتعقل وتفهم يعني تجاوزت مرحلة الطفولة والجهل واصبحت تعي الامر لان الصغير الصغير عندما يؤمر قد لا يستوعب الامر قد لا يستوعب الامر وقد لا يدخل في ذهنه دخولا واضحا واحيانا يسمعه على غير الوجهة التي امر بها. واحيانا يكون مشغولا ذهنه بلهو. فيؤمر بشيء فلا فلا يستوعب الامر لصغره الوصيفة هي التي بلغت حد الخدمة واصبحت تعي الامور اذا قيل لها افعلي كذا اتركي كذا اذهبي الى كذا تفهم وتستوعب يعني مستوعبة فكان له او لها وصيفة دعاها فابطأت دعاها اي اليه ليأمرها بشيء فابطأت وجاء في تمام الحديث انها تحلف انها ما سمعت ما ما سمعت صوت النداء وهذا فيه تنبيه الى ان من الامور التي تدفع الانسان عن الوقوع في العقوبة التي قد لا تكون في محلها التماس المعاذير لماذا لا يقول الانسان في حق خادمه؟ لعله لم يسمعني لعله لم كذا لعله يلتمس المعاذير له فقد يكون له عذر وانت تلومه قال فابطأت فاستبان الغضب في في وجهه فقامت ام سلمة الى الحاجب فوجدت الوصيفة تلعب مشغولة باللعب وهي كما اعتذرت ما سمعت الصوت ومعه سواك فقال لولا خشية القود يوم القيامة لاوجعتك بهذا السواك قوله لولا خشية القوة دليل القصاص ان يقتص لا لا لك معنى القوضي القصاص قال لولا خشية القود يوم القيامة لاوجئتك بهذا السواك زاد محمد ابن الهيثم قال تلعب ببهيمة يعني كانت تلعب ببهيمة كانت قريبة منها فلما اتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله انها ما سمعتك قالت وفي يده سواك. يعني لما قال ما قال لكن هذا الحديث لا يثبت هذا الحديث لا يثبت من حيث الاسناد في في سنده عبد الرحمن ابن محمد مجهول وجدته لا تعرف. فالحديث لا يثبت ويغني عنه الاحاديث الواردة في الباب التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى قال رحمه الله حدثنا محمد بن بلال قال حدثنا عمران عن قتادة عن زرارة بن اوفى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب ضربا اقتص منه يوم القيامة ثم ساق رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ضرب ضربا اقتص منه يوم القيامة. من ضرب ضربا هنا مطلقة لما تخص لا بعبد ولا بغيره فمن ضرب ضربا اقتص منه يوم القيامة ولا ولكن هذا ايضا مقيد كما سيأتي بالرواية الاخرى الحديث التي ساقها المصنف ظلما من ضرب ضربا ظلما فانه اقتص له اه منه يوم القيامة. اما ان ضرب اه ضربا ليس اه عن ظلم فانه لا يقتص منها يوم القيامة لا يقتص منه يوم القيامة اذا كان عن غير ظلم اما من ضرب ضربا ظلما ولاحظ هنا ظلما سواء كان الضرب عن غير موجب اصلا او كان الظرب عن موجب ولكن تجاوز بالظرب حد ما اوجب الظرب فالظلم في الضرب قد يكون بظرب الانسان على غير موجب للتأديب يعني لم يقع في خطأ اصلا فهذا الظرب له قل او كثر فيه القصاص وقد يكون الظلم بتجاوز الحد في الظرب فيظربه على خطأ يسير ظربا شديدا وكثيرا ازود من الشيء الذي يستحق عليه هذا الضرب فمن ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة اي بالحسنات والسيئات. نعم قال رحمه الله حدثنا خليفة قال حدثنا عبد الله ابن رجاء قال حدثنا ابو العوام عن قتادة عن عبد الله ابن شقيق عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة. وهذه طريق اخرى لحديث ابي هريرة وفيها هذا القيد من ضرب ضربا ظلما واما من ضرب ضربا ليس ظلما وانما اه مجازاة على ذنب يستحق بموجبه الظلم الظرب ولم يتعدى ايظا في في ظربه فانه لا لا يقتص منه يوم القيامة. نعم قال رحمه الله باب باب اكسوهم مما تلبسون. حدثنا محمد بن عباد قال حدثنا حاتم بن اسماعيل عن يعقوب ابن مجاهد ابي حزرة عن عبادة ابن الوليد ابن عبادة ابن الصامت قال خرجت انا وابي نطلب العلم في في هذا الحي في الانصار قبل ان يهلكوا فكان اول من لقينا ابو اليسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم معه غلام له وعلى ابي اليسري بردة ومع ثري. وعلى غلامه بردة ومع فريد. فقلت له يا عمي لو اخذت بردة غنامك واعطيته مع ثريك او اخذت مع ثريه واعطيته بردتك كانت عليك حلة او عليه حلة فمسح رأسي وقال اللهم بارك فيه. يا ابن اخي بصر عيني هاتين وسمع اذني هاتين ووعاه قلبي واشار الى نياط قلبه النبي صلى الله عليه وسلم يقول اطعموهم مما يقولون واكسوهم مما تلبسون. وكان ان اعطيه من متاع الدنيا اهون علي من ان يأخذ حسناتي يوم القيامة ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اكسوهم مما تلبسون اكسوهم اي الخدم المماليك الذين من الله سبحانه وتعالى عليهم عليكم بهم اكسوهم مما تلبسون اي تكسوه من من جنس الكساء الذي تلبسه وهذا على وجه الاستحباب والندب واما الواجب بان يا يكسيه اه كسوة بالمعروف لكن ان يكسيه مثل كسوته تماما ومطابقة لها فهذا على وجه الاستحباب والندم والواجب هو ان يكسوه كسوة بالمعروف هذا هو الواجب القدر واجب اما كسوته بكسوة مماثلة اه كسوة مالكه فهذا على وجه الاستحباب واورد رحمة الله عليه حديث عبادة ابن الوليد ابن عبادة ابن الصامت قال خرجت انا وابي نطلب العلم وانظر جمال هذا الخروج. يقول خرجت انا وابي نطلب العلم خرج هو ووالده هذا شيء جميل جدا وعبادة ابن الوليد جده عبادة ابن الصامت الصحابي الجليل عبادة ابن الوليد خرج يقول خرجت انا ووالدي فتصاحب هو ووالده وترافق في في طلب العلم واكرم بها واجمل بها من رفقة ان يخرج الاب وابنه اه بقصد ماذا بقصد طلب العلم وهذي تفتح باب يقرأ الابن او يقرأ الاب هذه القصة على ابنه او على على والده ويقول ما رأيك ان نأتسي بهم ونذهب رحلة نطلب العلم نحضر دورة علمية نحضر درسا علميا نتشبه بهم ونأتي باخبارهم الجميلة وسيرهم العطرة قال خرجت انا وابي نطلب العلم في في هذا الحي من الانصار قبل ان يهلكوا. وانت بايظا الى هذا الجمال الاخر والاهتمام العظيم قبل ان يهلكوا يريدون ان ان يدركوا جماعة من الانصار من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قبل ان ان يموتوا فيأخذوا ما عندهم من العلم وبهذه الهمم العالية والنفوس الكبيرة والجد والاجتهاد يسر الله تبارك وتعالى ومن بحفظ العلم انت تقرأ الاحاديث يرويها عن الصحابة التابعون والتابعون جيل مبارك اكرمهم الله عز وجل بهمم عالية وصبر وجلد وجد واجتهاد فكانوا حملة العلم ويحملوا هذا العلم من كل خلف عدوله فكانوا يريدون ان يدركوا مجموعة من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قبل ان يهلكوا اي قبل ان يموتوا ليحفظوا ما عندهم من العلم ويعوه ويفهموا ويعملوا به ويبلغوه من بعدهم ولسان حالهم يقول هذا ما اداه الينا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نؤديه اليكم كما سمعناه وتناقله الاخيار جيلا بعد جيل حدثنا فلان حدثنا عن فلان عن فلان الى النبي عليه الصلاة والسلام يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله فيقول نريد ان ندرك هذا الحي من الانصار قبل ان يهلكوا. فكان اول من لقينا ابا اليسار اول من لقينا من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الصحابي الجليل ابا اليسر وهو كعب بن عمرو رضي الله عنه وارضاه فيقول اول من لقينا لقينا ابا اليسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم آآ ابو اليسر رضي الله عنه له قصة قصة مفيدة رواها الترمذي وغيره وهي ثابتة الاسناد يقول كنت ابيع تمرا يقول رضي الله عنه كنت ابيع تمرا فاتتني امرأة تشتري تشتري من التمر الذي عندي فقلت لها عندي في البيت تمر اجود منه عندي في البيت تمر اجود منه واحسن من هذا التمر فوافقت ان تطلع على التمر الذي في البيت يقول فلما دخلت البيت ودخلت ورائي لتنظر التمر يقول فاهويت عليها وقبلتها اهويت عليها وقبلتها يقول ندمت واسفت على ما حصل وذهبت الى ابي بكر رظي الله عنه وقلت انني فعلت كذا وكذا فقال لي استر على نفسك وتب الى الله عز وجل قال لاستر على نفسك وتب الى الله عز وجل يقول ما زال الامر يعني مهمة لي فلقيت عمر وقلت له انني فعلت كذا وكذا فقال لي مثل ما قال ابو بكر قال استر على نفسك وتب الى الله عز وجل يقول فما زال الامر يهمني فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فقلت له ذلك فقال عليه الصلاة والسلام ما وجدت ان تخلف غازيا في اهله الا بمثل هذا يقول ابو اليسر فوددت انني اسلمت حينئذ يعني وددت ان ان دخولي الاسلام هو في هذا الوقت يقول فوددت انني اسلمت حينئذ ثم احسست انني من اهل النار لان النبي عليه الصلاة والسلام ما ذكر له شيئا ما ذكر له شيئا يقول وتنحيت واحسست او خشيت انني من اهل النار يقول ثم نزل على النبي عليه الصلاة والسلام واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. يقول فدعاني عليه الصلاة والسلام وقرأ علي هذه الاية اقوى اقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. قرأها علي. فقال بعض الصحابة الحاضرين يا رسول الله اهي له خاصة؟ او لنا عامة؟ قال بل هي لكم عامة قال بل هي لكم عامة. هنا هذا الحديث حديث عظيم الانسان مهما كان لا بد من الخطأ والعاقل ينتبه الى امرين الامر الاول ان يتوب الى الله عز وجل من الخطأ والتوبة حسنة عظيمة من اجل الحسنات فيبادر الى التوبة قبل ان يلقى الله عز وجل بذنوبه والامر الثاني ان يجاهد نفسه على الاكثار من الحسنات الصلوات اه اه ولا سيما الفرائظ الصلاة الى الصلاة الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر فيجتهد على ان يجتنب الكبائر وان وقع في شيء منها تاب الى الله عز وجل سريعا قبل ان يلقى الله بالكبيرة وما وقع فيه من لمم وكثيرا ما يقع الانسان في في اللمم وكل بني ادم خطاء يجتهد في فعل الحسنات والاكثار منها ويجتهد في الاستغفار واوى التوبة الى الله عز وجل حتى يلقى الله عز وجل نقيا مطهرا من الذنوب والاثام. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه قال نعم قال رضي الله عنه آآ فكان اول من لقينا ابا اليسار صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له جاء في صحيح مسلم ان الغلام اسمه ضمام ابن مصحف يقول وعلى وعلى ابي اليسار بردة ومعافر وعلى غلامه بردة ومعافره لباسهم واحد والبردة كساء فيه تربيعات او كساء مربع والمعافر ايضا نوع من الثياب يصنع في قرية في في اليمن يقال لها معافر وينسب اليها فكان عليه برده وعلى غلامه بردة وعليه المعافر وعلى غلامه ايضا المعافر يقول واخذت اه نعم يقول فقلت له يعني قال عبادة قلت له يا عم لو اخذت بردة غلامك واعطيته مع ثريك او اخذت مع فريه واعطيته بردتك كانت عليك حلة وعليه حلة قالوا الحلة تكون من ثوبين من جنس واحد الحلة تكون من ثوبين من جنس واحد آآ عبادة رضي الله عنه عبادة رضي الله نعم وابو اليسر رضي الله عنه كان عنده آآ معافري وبردة او عنده معافريان وبردتان ولم يحب ان يجعل لنفسه صنفا ولغلام الصنف الاخر فقسم بحيث يكون له مثل الذي لغلامه وهذا من من الحرص الشديد على بلوغ الدرجة المستحبة والمندوب اليها وتحقيقها عملا بما ندب اليه النبي عليه الصلاة والسلام وحث عليه فلم يحب ان يكون له جنس ولغلامه جنس اخر فقسم اللباس بهذه الهيئة فاقترحوا عليه ان يأخذ بردته ويعطيه معاثرية او العكس حتى يكون عليه حلة وعلى غلامه حلة لكنه لا يريد ذلك لانه بهذه الحال سيكون اهيئة اللباس التي عنده مختلفة عن هيئة اللباس التي عند غلامه يقول فمسح رأسه رأس من رأس الغلام ببعض الروايات فمسح رأسي اي رأس عبادة فمسح رأسه اي الغلام او مسح رأسه اي رأس عبادة وقال اللهم بارك فيه وقال اللهم بارك فيه وهذا فيه الدعاء وحرص السلف رضي الله عنهم وارضاهم عليه فكانوا حريصين على الدعاء الدعاء لا لمن احسن اليهم لمن نصحهم لمن ذكرهم لمن اجتهد في آآ قيام بشيء في حقهم فكانوا حريصين على الدعاء بل كانوا حريصين على الدعاء لكل احد قرأت في سيرة احد السلف آآ رأى رحمه الله انه اذا اشتد غضبه على انسان اذا اشتد غضبه على انسان قال بارك الله فيك هذا اذا اشتد غضبه على الانسان فهذا اذا كان انبسط من انسان ماذا سيقول في دعائه؟ اذا كان في شدة الغضب من انسان يقول له بارك الله فيك وهذه نفوس كبيرة هذه نفوس كبيرة ولا يبلغ هذا المبلغ الا من اكرمه الله عز وجل بنفس كبيرة يقول فمسح على رأسه وقال اللهم بارك فيه يا ابن اخي بصره عيني هاتين وسمع اذني هاتان بصر عيناي هاتان وسمع اذناي هاتان ووعاه قلبي وايضا ضبطت بصر اه اه نعم بصر عيناي هاتان وسمع اذناي هاتان ووعاه قلبي. ضبطت بهذا وبذاك كما نبه على ذلك النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم ووعاه قلبي واشار الى نياط قلبه ونياط القلب العرق الذي معلق في في قلب الانسان فيقول بصرت عيناي وسمعت اذني ووعى قلبي هكذا فعل يعني اه يؤكد ماذا يؤكد ما سمع يقول ابصرته عليه الصلاة والسلام وهو يتكلم واذني سمعته منه مباشرة ويتحدث وقلبي وعاه وهذا فيه تنبيه على تمام الضبط والاتقان لا لما لما روى يقول سمعته يقول اطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون اطعموهم مما تأكلون اي مثل الاكل الذي تأكلونه واكسوهم مما تلبسون وهذا كما قدمت على وجه الندب والاستحباب اما الواجب المفروض في في في هذا المقام فهو اطعامهم بالمعروف وكسوتهم بالمعروف. اما كسوته كسوة مطابقة مماثلة لكسوة مالكه واطعامه طعاما مطابقا له تماما فهذا على وجه الندب والاستحباب قال وكان ان اعطيه من متاع الدنيا اهون علي من ان يأخذ من حسناتي يوم القيامة. وهذا من شدة ورعه السلف رحمهم الله وكمال حرصهم رظي الله عنهم وارظاهم. يقول كوني اعطيه من اه من متاع الدنيا هذا اهون ايسر من من ان اعطيه يوم القيامة من حسناتي انظر الى الفقه انظر الى الفقه في في باب الحسنات والسيئات واقامة الوزن العظيم لها واعتبارها والاهتمام بها يقول ان ان اعطيه من متاع الدنيا الزائل الفاني خير لي واحب الي من ان اعطيه يوم القيامة من من حسناته؟ نعم. قال رحمه الله حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا الفضل بن مبشر قال سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرا قل اطعموهم مما تأكلون والبسوهم من لبوسكم ولا تعذبوا خلق الله عز وجل. ثم المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرا يوصي بهم خيرا وهذا من من جماع الوصايا اوصى بهم خيرا اي في كل اه خير يتأتم الانسان ويتيسر الانسان ان يقدمه يبذله للمملوكين ما استطاع يجتهد في في ذلك ما استطاع الى ذلك سبيلا فكان عليه الصلاة والسلام يوصي بالمملوكين خيرا يوصي بالمملوكين خيرا ويحثهم على على ذلك واحب ان انبه اننا هنا في في مجلس علم ومجلس مذاكرة وتواصي فانصح في في مثل هذا المجلس الا ينشغل الانسان بامور تعوقه عن الاستفادة وربما تضره لان يلاحظ بعض الاخوة ينشغل وقت الدرس بالتصوير وهذي مصيبة بدل ان تشغل نفسك بامر لا فائدة فيه ولا ولا ينفعك وربما يضرك وربما ايضا يسيء الى الاخرين ونحن نتحدث عن باب عظيم من باب الفقه فينتبه الانسان في مثل هذه المجالس المباركة ويجمع همته على كسب العلم بدل ما ان يأتيه الشيطان ويصرفه عن مجلس العلم الى انشغال بتوافه الامور واشياء لا قيمة لها فيضيع تضيع عليه الفائدة ولو سئل ماذا قيل وماذا تحدث عنه؟ يكون شغل عن عن ذلك وهذا يعني من مداخل الشيطان على الانسان فهذه وصية اذكرها لاقتظاء المقام لذلك. اقول هنا النبي عليه الصلاة والسلام قال يقول جابر رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرا يوصي بالمملوكين خيرا وهذا من من جوامع الكلم ومن عظيم الوصايا كل باب من ابواب الخير يستطيعه الانسان تجاههم يفعله ثم ذكر جانبا من جوانب الخير التي يوصي بها قال اطعموهم مما تأكلون والبسوهم من لبوسكم وهذا نظير ما تقدم في الحديث السابق ولا تعذبوا خلق الله عز وجل لاحظت التوجيه هنا قال لا تعذبوا خلق الله تنبيه لمن حدثته نفسه ان يعذب انسانا ان يلاحظ ان هذا الانسان ما هو ما هو؟ خلق لله جل وعلا. قال عليه الصلاة والسلام ولا تعذبوا خلق الله عز وجل في قوله خلق الله تنبيه لمن حدثته نفسه ان يعذب انسانا ان يتذكر ان هذا الانسان او من اراد ان يعذبه خلق لله عز وجل والله عز وجل اقدر على هذا الانسان منه على من اراد ان يعذبه فليتق الله في خلق الله ولا يعتدي عليهم ومن اعتدى على احد وظلم احدا اقتص الله عز وجل للمعتدى عليه من المعتدي يوم القيامة اذا وقفوا بين يدي الله عز وجل. ففي قوله خلق الله لا تعذبوا خلق الله عز وجل تنبيه الى هذه آآ المسألة وتحذير من من التعذيب والاعتداء والظلم وان الخلق خلق الله وكلهم سيقفون بين يدي الله تبارك وتعالى وسيحاسبهم يوم يقفون بين يديه على ما قدم في هذه الحياة ومن ذلكم المظالم نعم قال رحمه الله باب سباب العبيد حدثنا ادم قال حدثنا شعبة قال حدثنا واصل الاحدب قال سمعت المعرور ابن سويد يقول رأيت ابا ذر عليه حلة وعلى غلامه حلة. فسألناه عن ذلك فقال اني ساببت رجلا فشكاني الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم اعيرته بامه؟ قلت نعم. ثم قال ان اخوانكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم ما يغلبهم فاعينوهم ثم قال رحمه الله باب سباب العبيد سباب العبيد قوله سباب العبيد آآ اي ان هذا لا يجوز. لا يجوز للانسان ان يسب العبيد او الارقة او المماليك او ان يعيرهم او ان يسخر من هيئة انسان منهم او من غيرهم او شكله او نحو ذلك او لونه او طوله او عرظه او مشيه او غير ذلك هذا كله سباب وتعيين لا يجوز لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم قد يسخر الانسان من مملوك عنده وهذا المملوك عند الله خير منه قد يسخر الانسان من مملوك عنده او يسخر من اجيرا عنده او يسخر من خادم عنده ويكون هذا خير عند الله عز وجل من هذا الذي يسخر منه لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن فسباب العبيد اي ان هذا لا يجوز لا يجوز للانسان ان ان يسبهم او ان يعيرهم او ان يسخر منهم او ان يهزأ هيئة هيئة واحد منهم او بشكله او بلونه او بغير ذلك من الامور كل ذلك حرام كل ذلك حرام والمصنف رحمه الله عقد فهذه الترجمة للتنبيه على ذلك والتحذير منه واورد حديث المعرور ابن سويد قال رأيت ابا ذر وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألناه عن ذلك يعني قلنا له لماذا انت وغلامك لباسكم واحد لماذا لا لا تميز مثلا نفسك عنه باللباس فاورد لهم بمناسبة هذا العرض الذي ذكروه آآ قصة حصلت له قال اني ساببت رجلا فشكاني الى النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في بعض الروايات انه عيره بامه. قال له يا ابن السوداء عيره بامه فشكى الرجل الى النبي عليه الصلاة والسلام وعدم ذكر الرجل لان المقام لا يحتاج الى الى ذلك المهم هو الحكم والمسألة المبينة قال فشكاني الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعيرته بامه يستثبت ويتأكد عليه الصلاة والسلام من ان الامر حصل فعلا كما قال الشاكي. قال اعيرته بامه قلت نعم ثم قال ان اخوانكم خولكم في في بعض الروايات ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انك امرؤ فيك جاهلية لان هذا هذا العمل عمل اه اه نهى عن الاسلام وحذر منه وليس من من اعمال الاسلام وانما هو من اعمال الجاهلية وهذا فيه ان الانسان يجب عليه ان يتقي الله سبحانه وتعالى وان يحترز من كل خطأ ومن كل مخالفة وان يصون نفسه بحفظ نفسه باعمال الاسلام وادابه واخلاقه ومعاملاته قال ان اخوانكم خونكم ومعنى خولكم اي اعطاكم الله اياهم ومن عليكم بهم ثم اذا خولناه نعمة منا اي اعطيناه فاخوانكم خوالكم اي منة الله عليكم ونعمته عليكم وتفضله عليكم وتيسيره فهو الذي يسره يسرهم لكم جعلهم الله تحت ايديكم وهذه منة الله جعلهم الله تحت ايديكم اي مملوكين فاتقوا الله عز وجل واحمدوه على هذه النعمة وقابلوا هذه النعمة بالخير والاحسان لا بالظلم والاعتداء والخطأ فمن كان اخوه تحت يده فهل يطعمه مما يأكل فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفهم ما يغلبهم اي لا تكلفوهم من العمل ما لا يطيقون كما سيأتي في حديث قادم فان كلفتوهم ما يغلبهم فاعينوهم يعني اذا كان المقام يحتاج ان تكلفه بشيء يشق عليه فتعينه تحمل معه وتساعده وسيأتي عند المصنف رحمه الله باب قادم بعنوان هل يعين خادمه هل يعين خادمه؟ فيعينه اذا كان المقام وهو اخ لك يجمعك ويجمعه الاسلام ولكن الله عز وجل جعله ملكا لك بما يسره الله عز وجل وبمن من به عليك به قال اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس وهذا كما قدمنا على على وجه الندب لا على وجه الوجوب والواجب هو اطعام بالمعروف وكسوتهم بالمعروف قال ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم ما يغلبهم فاعينوهم واذا كان هذا الحكم في في شأن الرقيب وهو ملك للانسان. فكيف الحكم بالاجير او العامل او السائق او او الخادم وهو ليس مملوكا للانسان استأجره بمقابل براتب او بجعل للعمل فالواجب على الانسان ان يتقي الله عز وجل وان يحسن في معاملة الناس ايا كانوا ويتقي الله عز وجل ولا يظلم احدا فان الظلم ظلمات يوم القيامة. الشاهد من الحديث للترجمة قول النبي عليه الصلاة والسلام لابي ذر اعيرته بامه وهذا فيه ان العبيد والمماليك لا يعيرون ولا يصبون ولا يجوز ذلك ويحرم سبهم او تعييرهم او السخرية بهيئاتهم او اشكالهم او الوانهم او غير ذلك. كل ذلك حرام واذا وقع الانسان في شيء من ذلك وقع في اثم ووقع في امر محرم وهذا هو الذي اراد المصنف بيانه بعقد هذه الترجمة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين ورحمكم الله والسامعين. يقول السائل كيف يوفق المسلم بين العفو عن ليكون من المحسنين والمحافظة على حقه اذا ظلم. التوفيق بين الامرين ممكن يعفو ويتسامح ويلاقي اه الناس بالعفو والمسامحة واذا كان المعتدي آآ لم يزدها العفو الا عدوانا وظلما ورأى من مصلحته ومصلحة الذي يظلمه ان ان يعاقب فالعقوبة هنا يضطر اليها لكن الاصل هو العفو والمسامحة وكظم الغيظ لكن اذا وجد ان من يعفو عنه ويزيد في العفو عنه لا يزيدها العفو الا اذى وضررا وعدوانا فاراد ان يكفه عن عن الظلم حتى لا يزداد آآ الاثم في حقه ولا يزداد ايظا الاذى لشخصه هو فله ذلك نعم