الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل صلاة واتم تسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اما بعد فقد قال المؤلف رحمه الله تعالى جملة من صفات السلوك كنفي السمع والكفء وبعض الصفات الاثبات كالملك والحمد. وقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب الى اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان من الله عما يصفون. وقوله عالم الغيب والشهادة فتعالى وقوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون لمون وقوله ما اتخذ الله من ولد الى اخره. تضمنت هذه الاية الكريمة ايضا جملة من صفات التنزيه التي يراد نفي ما لا يليق وما لا يليق بالله عز وجل عنه. فقد نزه فقد نزه سبحانه نفسه فيها عن اتخاذ الولد وعن وجود اله من خالق معه وعما وصفه به المفترون الكذابون كما نهى عن ضرب الامتثال له والاشراك به بلا حجة ولا برهان والقول عليه سبحانه بلا علم ولا دليل. فهذه الاية تضمنت اثبات توحيد الالهية واثبات توحيد الربوبية فان الله بعدما اخبر عن نفسه بعدم وجود اله معه اوضح ذلك بالبرهان القاطع والحجة الباهرة فقال اذا اي اذا اذ لو كان معه الهة كما يقول هؤلاء المشركون لذهب كل اله بما خلق ولعلى وهم على بعض وتوضيح هذا الدليل ان يقال اذا تعددت الالهة فلابد ان يكون لكل منهم خلق وفعل لكل منهم خلق وفعل ولا سبيل الى التعاون فيما بينهم فان الاختلاف بينهم ضروري كما ان التعاون بينهم في الخلق يقتضي عجز كل منهم عن الانفراد. والعاجز لا يصلح لا يصلح الها فلابد ان يستقل كل منهم بخلقه وفعله وحينئذ فاما ان يكونا متكافئين في القدرة فاما ان يكونوا متكافئين بقدرته لا يستطيع كل منهم ان يقهر الاخرين ويغلبهم فيذهب كل منهم بما خلق ويختص بملكه كما يفعل ملوك الدنيا من انفراد كل بممتلكه بمملكته. احسن الله اليك. كما يفعل ملوك الدنيا من انفراد كل بمملكته. اذا لم يجد سبيلا لقهر اخرين واما ان يكون احدهم اقوى من الاخرين فيغلبهم ويقهرهم وينفرد دونهم بالخلق والتدبير. فلابد اذا مع تعدد الاليات من احد هذين الامرين اما ذهاب كل كل بما خلق او علو بعضهم على بعض وذهاب كل بما خلق غير واقع لانه يقتضي التنافر والانفصال بين اجزاء العالم مع ان المشاهدة تثبت ان العالم كله جسم اسم واحد مترابط الاجزاء متسق الانحاء فلا يمكن ان يكون الا اثرا لاله واحد وعلو بعضهم على بعض يقتضي ان يكون الالهة والعال وحده ان يكون ان يكون الاله هو العالي وحده. اما قوله تعالى فلا تضربوا لله الامثال فهو نهي لهم ان يشبهوا بشيء من خلقه فانه سبحانه له المثل له المثل الاعلى الذي لا يشركه فيه مخلوق الذي لا يشركه فيه مخلوق. يشركه ولا يشاركه يصلح. لا يشركه لا يشركه. الذي لا يشركه لا يشركه او يشاركه الذي لا يشركه فيه مخلوق. لا يشركه يشركه لا يشركه. احسن الله اليك فانه سبحانه له المثل الاعلى الذي لا يشركه فيه مخلوق. هذا. وقد قدمنا انه لا يجوز انه ولقد وقد قدمنا انه لا يجوز ان يستعمل في حقه من الاقيسة ما يقتضي المماثلة او المساواة بينه وبين غيره شقياس التمهيد وقياس الشمول وانما يستعمل في ذلك قياس الاولى الذي مضمونه ان كل كمال وجودي غير مستلزم للعدم ولا للنقص بوجه من الوجوه اتصل به به المخلوق فالخالق اولى ان يتصف به لانه هو الذي وهب المخلوق ذلك الكمال ولانه لو لم يتصف بذلك كما ان مع امكان ان يتصف به لكان في الممكنات من هو اكمل منه. وهو محال وكذلك كل نقص يتنزه عنه المخلوق فالخالق واولى بالتنزهات. واما قوله قل انما حرم الى اخره. فانما اداة قصر تفيد اختصاص الاشياء المذكورة المذكورة بالحرمة فيفهم فيفهم فيفهم ان من ان من عداها من الطيبات فهو مباح لا حرج فيه. كما افادته الاية التي قبلها والفواحش جمع فاحشة وهي الفعلة المتناهية في القبح وخصها بعضهم بما تضمن بما تضمن شهوة ولذة من معاصي كزنا واللواط ونحوها من الفواحش الظاهرة وكالكبر وكالكبر والعجب وحب الرياسة من الفواحش الباطنة واما والاثم فمنهم من فسره بمطلق المعصية فيكون المراد منه ما دون الفاحشة ومنهم من خصه بالخمر فانها جماع الاثم. واما البغي بغير الحق فهو التسلط والاعتداء على الناس من غير ان يكون ذلك على جهة على جهة والمماثلة وقوله وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وحرم ان تعبدوا مع الله غيره وتتقربوا اليه باي نوع من انواع العبادات والقربات كالدعاء والنذر والذبح والخوف والرجاء ونحو ذلك ما يجب ان يخلص فيه العبد ان يخلص فيه العبد قلبه ويسلم وجهه لله. وحرم ان تتخذوا من دونه سبحانه اولياء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله في عباداتهم ومعاملاتهم كما فعل اهل الكتاب مع الاحبار والرهبان حيث اتخذوهم اربابا من دون الله في التشريع فاحلوا ما حرم الله وحرموا ما احل الله فاتفى اتبعهم في ذلك وقوله ما لم ينزل به سلطانا قيد لبيان الواقع فان كل ما عبد او تبع او اطيع من دون الله قد قد فعل به ذلك من غير سلطان. واما القول على الله بلا علم فهو باب واسع جدا. يدخل فيه كل خبر عن الله بلا دليل ولا حجة فيما اثبته او اثبات ما نفاه او الالحاد في اياته بالتحريف والتأويل قال العلامة ابن القيم في كتابه اعلام الموقعين وقد حرم الله القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من اعظم المحرمات بل جعله في المرتبة العليا منها قال تعالى قل انما احرم من ربي والفراش ما ظهر منها وما بطن الى الاية فرتب المحرمات اربع مراتب وبدأ باسهلها وهو الفواحش بما هو اشد تحريما منه وهو الاثم والظلم. ثم ثلث بما هو اعظم تحريما منهما وهو الشرك به سبحانه. ثم ربع بما ها هو اعظم تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم. وهذا يعم القول عليه يعم القول عليه سبحانه بلا علم في اسمائه وصفاته وافعاله وفي دينه وشرعه سبعة ايات الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد بهذا المقطع يبين شيخ الاسلام رحمه الله تعالى كمال ربنا سبحانه وتعالى وان له الكمال المطلق لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته سبحانه وتعالى. فهو الذي استغنى عن الولد واستغنى عن الوالد. واستغنى عن صاحبة لكمال غناه سبحانه وتعالى وكمال صمديته وهو الذي ليس له كفر ولا مثيل ولا ند ولا نظير بقوته وكمال قدرته سبحانه وتعالى وهذا امر مجمع عليه بين المسلمين. ومن جعل الله ولدا او والد او كفأ او مثيلا او نظيرا فهذا كافر باجماع اهل الاسلام من جعل الله ذاك هو كابل اجماع ولا يصح اسلام العبد الا في هذا الاعتقاد. ثم هذه القاعدة الاولى القاعدة الثانية ان لله عز وجل من كل شيء كماله من كل شيء كماله فله من الاسماء كمالها وله من الصفات ايضا كمالها فعندما تثبت لله الحياة فله من ذلك الحياة المطلقة وكمال الحياة المطلقة سبحانه وتعالى وانما تثبت لله العلم فله كمال العلم الذي لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى في الارض ولا في السماء وعندما تثبت القدرة فانك تثبت له كمال قدرته القدرة المطلقة التي لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى ولا يخرج شيء عن قوته. بخلاف من يعطل الله من صفاته او يعطل الله من اسمائه فانه متنقص لله عز وجل. متنقص لله عز وجل. وآآ مخالفا لما جاء به رسول صلى الله عليه وسلم ولا شك ان معطل الله عن صفاته انه منحرف ومحرف لكلام الله عن مواضعه التي انزلها الله عز وجل ومغير لكلام الله هذه القاعدة الثانية والله اسمع له الكمال في اسماءه وصفاته. القاعدة الثالثة وهي قاعدة ان الله سبحانه وتعالى له من له آآ له الكمال فكل كمال المخلوق فهو من باب اولى للخالق وهذه القاعدة قد وقع فيها خلاف وهي هل يثبت لله هل يثبت لله عز وجل من الصفات ما هو كمال المخلوق ولو لم يأتي به نص شيخ الاسلام يرى ان كل كمال المخلوق لا نقص في بوجه من الوجوه فان الله اولى به. ويحتج بقوله تعالى ولله مثل الاعلى ولله المثل قال المراد بذلك الصفة العليا الصفة الصفة العليا وذلك ان كل كمال المخلوق سخائه وجوده وكرمه وما شابه ذلك فان الله اولى به. اما ما كانت كمال المخلوق وهو فيه نقص بوجه من الوجوه فانه لا يثبت لله عز وجل. فالنوم في حق المخلوق كمال لكنه في حق الخالق نقص فلا يضاف الى الله عز وجل ذلك ان النوم في حده في حقيقته ونقص لان المخلوق يحتاج الى النوم فيحتاج الى النوم ويحتاج الراحة لنقصه والا لو كان فيه من القوة ما يغني عن ذلك لما احتاج الى النوم. فالله اكمل من ان يحتاج كما قال الله تعالى ان كما قال وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام وغير ذلك من الصفات التي هي كان المخلوق الا انها لم تكن كمالا الا وفيها نقص من بوجه من الوجوه للمخلوق فهي فهي لله منزه عنها ربنا ولا تثبت لله عز وجل. اما الصفة التي تكون للمخلوق ولا فيها نقص بوجه من الوجوه فان الله اولى بها. على قول شيخ الاسلام واما اما العلم فانهم يقتصوا في باب الصفات على ما جاء به الكتاب وما جاء وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يتجاوزونهم الى غير ذلك هذه المسألة المسألة المسألة الاخرى او القائل بعد ذلك ذكر انواع الاقيسة الاقفة التي يقاس بها ربنا سبحانه التي آآ التي يمكن ان يقاس الله به بخلقه هي ثلاث اقسام قسم وقسمان باطلان لا يقاس الله ولا يدخل ولا يدخل الله تحت هذه الاقيسة. القسم الاول قياس المثل قياس المثل فهذا منزه الله عنه تنزيها تاما تنزيها تاما تاما فلا يقاس الله بخلقه ابدا من جهة قياس قياس المثل. لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهو السميع السميع البصير القياس الثاني قياس الشمول قياس الشمول وقياس الشمول هو ان يدخل الله تحت قاعدة عامة وهذا قول باطل فالله فوق كل شيء ولا يدخل تحت شيء سبحانه وتعالى يقاس به فاما القياس الثالث فهو قياس الاولى وهو كل صفة كان مخلوق فالله اولى بها. ولذلك نقسم القياس الى اقسام قياس المثل وقياس الشمول وقياس الأولى. قياس المثل ان يقال يد الله كيد الخلق. هذا قياس مثل هذا باطل ولا ما باطل؟ نقول باطل بالاجماع. من قاس الله بخلقه كفر قياس الشمول ان يكون عندنا قاعدة عامة تنبت تحت اجزاء كثيرة فهذي الاجزاء تتشابه وتلتقي فلا يقاس الله بهذا ايضا. فلا نقول ان الله يدخل تحت قاعدة عامة يشابه خلقه من هذا الجهة. لان هذا يقتضي التمثيل ايضا وكل شيء وقع في ذهنك فالله بخلافه سبحانه وتعالى تصوير هذا هذا القياس او تقريبه للفهم والذهن قياس الشمول مثلا عندنا الان الخبز انواع الخبز انواع. لكن وش يشمل الخبز كله؟ مش يشترك الخبز فيه؟ يشتركون في نوع انه دقيق كله من الدقيق لكن هذا صامولي هذا مفرود هكذا فهل يعني عندما عندما يقال لك هناك خبز لكن ليس صابولي ولا مفرود ولا آآ شرايح يقع في قلبك ان هذا القصة خبز ايش؟ انه من دقيقة سواء اسمر او ابيض لان هذه المخبز كلها تشتهي تحت ايش يشملها ايش؟ يشملها الدقيق. فالله من هذا القياس لا يقاس به سبحانه وتعالى لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اما القياس الثالث فهو قياس الاولى ومعنا اولى ان كل صفة كمال للمخلوق لا نقص في الوجوه لا نقص فيها بوجه من الوجوه فالله اولى بها وهل يمكن تصور هذه المسألة ما يعني هل يمكن ان نقول هناك شيء ثبت للمخلوق وهو صفة كمال المخلوق ولم يثبت لله عز وجل هذا يحتاج الى الى تحرير ونظر يحتاج الى تحليل ونظر لكن مثل الصفات السخاء واضح لم يأتي في الكتاب والسنة هذا لكن جاء من لوازمها وبالمشتقات ومشتقات السخاء ايش الكرم والجود والله كريم جواد ومن لواز كرمه وجوده انه سخي سبحانه وتعالى. فلا يمكن يوجد صفة هي للمخلوق كمال وليست لله ثابتة قبل ذلك. لكن لو وجد لو وجدوا ذلك لقلنا بذلك الاصل ان كل صفة كمال المخلوق لا نقص فيها بوجه من الوجوه فالله سبحانه وتعالى اولى بها. هذا ما يتعلق بهذا الفصل. اذا عرفنا انه اثبت بهذا الفصل ايش كمال الله المطلق وان الله كامل في ذاته في اسمائه وصفاته ان له من كل شيء كماله وان صفاته واسماؤه لا حد لها ينتهي اليه بل آآ الله سميع ولا حد ينتهي اليه سمعه بصير لا حد ينتهي اليه بصره وهكذا نعم