لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل صلاة واتم تسليما اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اما بعد فقد قال المؤلف رحمه الله تعالى اثبات صفة المعية لله عز وجل قال تعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما تخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم. وقال تعالى لا تحزن ان الله معنا وقوله انني معكما اسمع وارى وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله واصبر ان الله مع الصابرين وقوله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. قوله هو الذي خلق السماوات الى اخره تضمنت هذه الاية الكريمة اثبات صفة المعية له عز وجل وهي على نوعين معية عامة شاملة لجميع المخلوقات فهو سبحانه مع كل شيء بعلمه وقدرته وقهره واحاطته لا يغيب عنه شيء ولا يعجزه. وهذه المعية المذكورة في الآية. ففي هذه الآية يخبر عن نفسه بانه هو وحده الذي خلق السماوات والارض. يعني اوجدهما على تقدير وترتيب سابق في مدة ستة ايام ثم على بعد ذلك وارتفع على عرشه لتدبير امور خلقه وهو مع كونه فوق عرشه لا يغيب عنه شيء من العالمين من من العالمين العلوي والسفلي فهو يعلم ما يلج اي يدخل في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج اي يصعد فيها ولا شك ان من كان علمه وقدرته محيطين بجميع الاشياء فهو مع كل شيء ولذلك قال وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. قوله ما يكون من نجوى الى اخره. يثبت سبحانه شمول علمه واحاطته جميع الاشياء وانه لا يخفى عليه نجوى المتناجين وانه شهيد على الاشياء كلها وان احسن الله اليك وانه شهيد على الاشياء كلها. مطلع عليها واضافة نجوى الى ثلاثة من اضافة الصفة الى الموصوف والتقدير ما يكون من ثلاثة نجوى اي متناجين واما الايات الباقية فهي في اثبات المعية الخاصة التي هي معيته لرسله تعالى واوليائه النصر والتأييد والمحبة والتوفيق والالهام. فقوله تعالى لا تحزن ان الله معنا حكاية عن ما قاله عليه الصلاة سلام لابي بكر الصديق وهما في الغار فقد احاط المشركون بفم الغار عندما خرجوا في طلبه عليه السلام. فلما رأى ابو بكر ذلك انزعج وقال والله يا رسول الله لو نظر احدهم تحت قدمه لابصرنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما حكاه الله عز وجل هنا لا تحزن ان الله معنا. فالمراد بالمعية هنا معية النصر والعصمة من الاعداء واما قوله انني معكما اسمع وارى فقد تقدم الكلام عليه وانها خطاب لموسى وهارون عليهما السلام. الا يخاف بطش فرعون الا يخافا بطش فرعون بهما لان الله عز وجل معهما بنصره وتأييده. وكذلك بقية الايات يخبر الله فيها عن معيته للمتقين الذين يراقبون الله عز وجل في امره ونهيه. ويحفظون حدوده وللمحسنين وللمحسنين الذين وللمحسنين الذين يلتزمون الاحسان في كل شيء. والاحسان يكون في كل شيء بحسبه. فهو في العبادة مثلا ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك كما جاء في حديث جبريل عليه السلام. وكذلك يخبر عن معيته للصابرين الذين يحبسون انفسهم على على ما تكره ويتحملون المشاق والاذى في سبيل الله وابتغاء وجهه صبرا على طاعة الله وصبرا عن معصيته. وصبرا على قضائه. لا تصيبه. الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قبل ان نتكلم عن هذه الايات لابد ان نأخذ قواعدا في باب المعية القاعدة الاولى عند اهل السنة في هذا الباب ان الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه وانه فوق سماواته بذاته هذي القاعدة الاولى القاعدة الثانية ان الله سبحانه وتعالى مع خلقه كلهم بعلمه وسمعه وبصره. واحاطته فلا احد عن ذلك. القاعدة الثالثة انه لا تنافي عند اهل السنة بين علو الله واستواه على وبين معيته وكونه مع خلقه. لا تنافي بين اهل السنة ان بين الناس بذلك او بين آآ هذا وهذا. هذه ثلاث قواعد يحتاجها المسلم في باب المعية. المسألة الاخرى هل معية الله عز وجل لعباده بذاته او بعلمه. الذي عليه جماهير السلف وعليه آآ المتقدمون من اهل السنة ان الله عز وجل مع خلقه بعلمه وانه ليس معهم بذات ولم يتلفظ احد من اهل السنة بهذا اللفظ انه معنا بذاته وانما ذكروا انه معنا واطلقوا وذكروا ان المراد بالمعية هنا العلم والسمع والبصر وقد ذهب بعض اهل العلم كشيخ الاسلام وغيره الى ان معية الله عز وجل معنا بذاته. وان الله مع خلقه بذاته حقيقة وهو ايضا بعلمه وسمعه وبصره وشيخ الاسلام مع تقريره المعية الحقيقية بالذات لا يعني الممازج ولا المخالطة بل يقول الله معنا بذاته حقيقة وليس ممازجا ولا مخالطا لخلقه ويشبه ذلك بالقبر تقول القمر معي وهو معك حقيقة لذاته وهو علي وهو علي عليك وارفع منك وقد تسير انت وشخص وهو ارفع منك تقول فلان معي في نفس المسير وهو معك بذاته حقيقة وهو فوقك واعلى واعلى منك فشيخ الاسلام يرى ذلك يقول ان الله معنا بذاته حقيقة ولا نأول معية الله بتأويل العلم آآ ومعهدت مع هذا مع هذا الاثبات هو يوافق اهل السنة لانه فوق عرشه وانه ليس ممازجا ولا مخالطا لخلقه مع معيته وعلى هذا يكون النزاع في هذا الباب نزاع لفظي نزاع لفظي لانهم يتفقون على ان الله ليس ممازج ولا مخالط لخلقه وهذا الذي يقرره عامة يقرر اهل السنة جميعا ولا خلاف بينهم في ذلك. ومن قال ان الله معنا بذاته يخالط ممازج فهذا قد كفر بالله العظيم لانه آآ وصف الله بالنقص والسلب حيث انه جعله مخالطا لخلقه حال في مخلوقاته وهذا كفر اذا نقول المسألة الصدمة القول الصحيح والاسلم ان نقتصر على قول السلف وان نقول ما قاله السلف وان الله معنا دون ان نقول بذاته نقول معنا وهو محيط بنا بسمعه وبصره وعلمه. هذه المسألة يعني يحتاجها طالب العلم ولو قلنا انه معنا بذاته فالمعنى انه فوق عرشه وهو بذات معنى حقيقة لكمال قدرته وقوته سبحانه وتعالى ولا يلزم من معيته انه مخالط بممازج لنا المسألة الاخرى ذكر الله عز في هذه الايات ان معيته مع المحسنين ومع المتقين ومع الصابرين ومع ومع آآ اصناف كثيرين ذكر معيته لهم وذكر انه ما يكون من نجوى ثلاث له رابعهم ولا خمس الا هو سادسهم فهو مع جميع الخلق فهل المعية واحدة التي تكون مع الخلق جميعا هو مع الكافر ومع المسلم ومع المؤمن ومع التقي ومع الفاجر فهل هذه المعية واحدة؟ قال اهل السنة ان معية الله معيتان خاصة ومعية عامة اما المعية العامة فبمعنى الاحاطة والادراك والعلم وهي تشمل جميع الخلق مع الكافر ومع المسلم واما المعية الخاصة وهي معية النصرة والتأييد والحفظ فهذه التي وصف الله بمعيته بها وصف معيته باهل الدين خاصة كالمحتقين وكالمحسنين وكالصابرين وكالتائبين وغيرهم من تلبس بوصف استحق معية الله عليه وهذه وهذه الخصوصية لهؤلاء يدل على ان المراد المعية هنا انها مع كونه معهم بعلمه وسمعه وبصره واحاطته وادراكه هو ايضا معهم بنصره وتأييده وحفظه وكلائته ورعايته كما قال تعالى كلا اني معكما اسمع وارى فهنا مع موسى وهارون معية اي شيء معية حفظ ومعية نصر ومعية تأييد والا هو ايضا مع فرعون سبحانه وتعالى. اذا كان معية الادراك والاحاطة ومع فرعون ومع موسى ومع جميع من حضر ذلك المجلس الذي فيه المناضة بين موسى وقوم فرعون. فذكر فذكر قوله اني معكم واسمع وارى دليل علي شيء على ان معية تأييد ونصر وحفظ وتمكين ورعاية الوكلاءة فهذه المعية اذا المعيتان معية ادراك واحاطة وعلم ومعية حفظ وتأييد ونصر. ويمدح اهل الايمان بالمعية يمدح اهل الايمان فكلاهما تجتمع فيهما معية العلم والسمع والبصر والاحاطة ومعية النصر والتأييد والتمكين والحفظ هذه يختص بها اهل الايمان ولا يشاركهم فيها الكفار ولا المنافقون. اذا فهذه الايات تدل كل على معية الله. واما من احتج بهذه الايات من الجهمية وغولاتهم على ان الله في كل مكان فهذا الاحتجاج باطل وهذا منافي للاصول التي جاءت في كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم التي ذكرناها قبل في علو الله وارتفاعه وانه فوق خلقه وانه مستو على عرشه سبحانه قال تعالى وليس في اثبات المعية اثبات دنو الله عز وجل وانه معنا بذاته او انه في كل مكان بل ذكر الله عز وجل وهو معكم اينما كنتم وتأمل ان كل اية جاء فيها المعية تقرن بالعلم كما قال تعالى ما يكون من نجوى الا ورابعهم ولا ياخذ الا وهو سواء ثم ينبههم بما كانوا يعملون. فاخبر ان تعلق ايش؟ بالعلم. يتعلق انه معهم بعلم سبحانه وتعالى فينبئهم بذلك الذي عملوه. وكما لتدعون ليس باصم ولا غائبا اقرب الى احدكم من عنق راحلته ذكر السمع وذكر البصر حتى يفيد اي شيء ان الله يسمعنا وان الله يبصرنا سبحانه وتعالى. وايضا ذكر ذكر عدة ايات منها لقوله تعالى فلم ترى ان الله يعلم ما في السماء والارض ما يكون نجوى الا ورابع ولا خرج الا هو سادس ولد من ذلك ثم ختم لا به شيء ان الله بكل شيء عليم. فافاد ان المعية السابقة وهو معكم كلها تتعلق ايش؟ بالعلم. تتعلق بالعلم. وتأمل الاية الاخرى التي قبل التي هي قبلها ليعلم ما يجب الارض وما يخرج منها وما يزني السماء ويعرج فيها ومعكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير فافاد الاحاطة ليش الان؟ البصر ولذلك ما تجد اية جت مطلقة. فهنا اما العلم واما البصر واما السمع انني معكما اسمع وارى واظح مثل قوله تعالى نصر وتأييد وتمكين وهذا واصل الى الله مع الصابرين ايضا معية تمكين ونصرة عيد. اما المعية التي هي بمعنى العلم والادراك والاحاطة كلها تقرن اما بسمع او بصر او او علم واما المعية الخاصة فتأتي مطلقة لان المراد بها النصر والتمكين والحفظ بخلاف المعية الاخرى التي العامة يراد بها ايش العلم وللسمع والبصر والادراك والاحاطة فيؤتى بها ما يدل على هذه المعية ان الله مع المقصود ان هذه الايات لا تنافي علو الله سبحانه وتعالى ولا تدل على ان الله في كل مكان ومن وصف الله بكل مكان فقد كفر بالله عز وجل لانه نفأ علو الله سبحانه وتعالى ونافي علو الله سبحانه وتعالى قد كفر لانه ناقض العقل والنقل والفطرة فهذا ما يتعلق بالمعية والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم