الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل صلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين اما بعد فقد قال المؤلف رحمه الله تعالى اثبات صفة الكلام لله عز وجل والرد على المخالفين. وقوله ومن اصدق من الله حديثا. ومن اصدق من الله وقوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وقوله وكلم الله موسى تكليبا وقوله منهم من كلم الله وقوله ولما جاء موسى لي قاتلا وكلمه ربه وقوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا. وقوله واذنا داموس واذ نادى ربك موسى ارئتي القوم الظالمين وقوله وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا ماذا اجبتم المرسلين تضمنت هذه الايات اثبات صفة الكلام لله عز وجل وقد تنازع الناس حول هذه المسألة نزاعا كبيرا. فمنهم من جعل كلامه سبحانه مخلوقا منفصلا منه. وقال انما على متكلم خالق للكلام وهم المعتزلة ومنهم من جعله لازما لذاته ازلا وابدا. لا يتعلق بمشيئة وقدرته ونفى عنه الحرف والصوت وقال انه معنى معنى واحد في الازل وهم الكلابية والاشعرية ومنهم من زعم انه حروف واصواته قديمة لازمة للذات وقال انها مقترنة في الازل. فهو سبحانه لا يتكلم بها شيئا بعد شيء. وهم بعض الغلاة ومنهم من جعل حادثا قائما بذاته تعالى ومتعلقا بمشيئته وقدرته. ولكن زعم ان له ابتداء في ذاته. وان الله لم يكن متكلما في الازل. وهو الكرامية ويطول بنا القول لو اشتغلنا بمناقشة هذه الاقوال وافسادها على ان فسادها بين لكل ذي فهم سليم ونظري المستقيم وخلاصة مذهب اهل السنة والجماعة في هذه المسألة ان الله تعالى لم يزل متكلما اذا شاء وان الكلام صفة له قائمة بذاته. يتكلم بها بمشيئته وقدرته فهو لم يزل ولا يزال كلمة اذا شاء وما تكلم الله به فهو قائم به ليس مخلوقا منفصلا عنه. كما تقول المعتزلة ولا لازما لزوب الحياة لها كما تقول الاشاعرة بل هو تابع لمشيئته وقدرته والله سبحانه نادى موسى بصوت ونادى ادم وحواء بصوت وينادي عباده يوم القيامة بصوت ويتكلم بالوحي بصوت ولكن لا الحروف والاصوات التي يتكلم الله بها صفة له غير مخلوقة ولا تشبه اصوات المخلوقين وحروفهم كما علم الله القائم ذاته ليس مثل علم عباده بان الله لا يماثل المخلوقين في شيء من صفاته. والايتان الاوليان والايتان الاولى يد هنا وهما من سورة النساء تنفيان ان يكون احد اصدق حديثا وقولا من الله عز وجل بل هو سبحانه واصدق من كل احد في كل ما يخبر به وذلك لان علمه بالحقائق المخبر عنها اشمل واضبط فهو يعلمها فهو يعلمها على ما هي به في كل وجه وعلم غيره ليس كذلك قوله واذ قال الله يا عيسى الى اخره فهو حكاية لما سيكون يوم القيامة من سؤال الله لرسله وكلمته عيسى وكلمته عيسى عما نسبه اليه الذين الهوا هو وامه من النصارى من انه هو الذي امرهم بان يتخذوه وامه الهين من دور الله وهذا السؤال لاظهار براءة عيسى عليه السلام وتسجيل الكذب والبهتان على هؤلاء الضالين الاغبياء. وما قوله كلمة ربك صدقا وعدلا. فالمراد صدقا في اخباره وعدلا في احكامه لان كلامه تعالى اما اخبار. وهي كلها في غاية الصدق واما امر ونهي وكلها في غاية العدل الذي لا لا جوز فيه الذي لا فيه لابتلائها على الحكمة والرحمة والمراد بالكلمة هنا الكلمات لانها اضيفت الى معرفة فتفيد على الجمع ما في قولنا رحمة الله ونعمة الله. واما قوله وكلم الله موسى تكليما. وما بعده من الايات التي تدل على ان الله قد هذا نادى موسى وكلمه تكليما وناجاه حقيقة بوراء حجاب وبلا وساطة وبلا وساطة ملك فهي ترد على الاشاعرة الذين يجعلون الكلام معنى نفسي بلا حرف ولا صوت فيقال لهم كيف سمع موسى هذا الكلام النفسي فان قالوا القى الله في قلبه علما ضروريا بالمعاني الذي بالمعاني التي يريد ان يكلمه بها. لم يكن هناك خصوصا طية لموسى في ذلك وان قالوا ان الله خلق كلاما فإلا الشجرة او في الهواء ويقال ان الله خلق كلاما في الشجرة او في الهواء ونحو ذلك لزم ان تكون الشجرة هي التي قالت لموسى اني انا ربك وكذلك ترد عليه هذه الايات في جعلهم الكلام معنى واحدا في الازل لا يحدث منه في ذاته شيء فان الله يقول لما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه فهي تفيد حدوث الكلام عند وجه موسى ويقول وناديناه بالجار بالطور الايمن. فهذا يدل على حدوث النداء عن الجار بالقور الايمن. والنداء لا يكون الا صوتا مسموعا وكذلك قوله تعالى في شأن ادم وحواء وناداهما ربهما الاية ان هذا النداء لم يكن الا بعد الوقوع في الخطيئة فهو حادث قطعا وكذلك قوله تعالى ويوم يناديهم الى اخره فان هذا النداء والقول سيكون يوم القيامة وفي الحديث ما من عبد الا سيكلمه الله يوم القيامة. ليس بينه وبينه ترجمان نعم ايه الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذه المسألة تتعلق باثبات صفة لله عز وجل وهذه المسألة اتفق عليها السلف واجب عليها اهل الاسلام قبل ان يبلغ ذلك الضال الهالك ارجعي بدرهم عندما قال ان ان الله لم يتكلم ولم يتخذ إبراهيم خليلا والا المسلمون قبله مجمعون على ان الله متكلم وان الله يتكلم بما شاء كيفما شاء سبحانه وتعالى واثبات صفة الكلام لله عز وجل من صفات من اثبات الكمال له. الو. فان المتكلم اكمل من من الاخرس ولذلك ذم الله عز وجل بني اسرائيل عندما عبدوا العجل بانهم انكرهم لا يرون انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا. فذم ذلك الاله بانه لا يتكلم. وهذه صفة نقص فهؤلاء الجهمية وصفوا الله عز وجل بهذه الصفة التي هي ان الله لا يتكلم وان الله هو خالق تلك المتكلمات وهذا لا شك انه مخالف لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالف لما يقتضيه العقل ومخالف لما اجمع عليه ايضا المسلمون الله سبحانه وتعالى متكلم وايات الكلام كثيرة. ادلة الادلة الدالة على ان الله متصف بالكلام كثيرة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد دل على هذه الصفة النقل والعقل والاجماع. والفطرة ايضا اما من جهة النقل فمثل قوله تعالى فاجره حتى يسمع كلام الله وقوله تعالى وكلمه ربه وقوله وكلم الله موسى تكليبا وايات اللقي كلها تدل على ان الله يكلم من لاقاه وايات النداء والمناجاة كلها تدل ايضا على ان الله متكلم فان فان النداء لا يكون الا من متكلم وكذلك المناجي لا يكون الا من متكلم هذا من جهات النقل. واما من جهة العقل فان الموصوف بالكمال بالكلام وعدمه لا يخلو من امرين اما ان يوصى بانه متكلم واما ان يوصف انه غير متكلم والعقل يقتضي ان الذي يثبت له الكلام ويوصي بالكلام انه اكمل انه اكمل من الذي لا يتكلم من الذي لا يتكلم وهذا معروف ببداهة العقول فعندما يتكلم عندما يكون واحد يحسن الكلام ويحسن البلاغة والفصاحة واخر عيي لا يحسن الكلام وثالث لا يتكلم ابدا لا شك ان المتكلم الذي لم يتكلم انه ناقص والذي فيه عي ايضا هو ناقص من جهة عيه وانما يمدح الذي اطلق الله لسانه بالكلام والبيان فصاحة فهي صفة كمال وقلت قلنا في القاعدة السابقة ان كل كمال المخلوق ليس فيه نقص بوجه من وجوه فان الله اولى به ولقد ثبت من كتاب الله وثبت ايضا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما اما من السنة فكل الاحاديث القدسية تدل على ايش على ان الله متكلم. كل حديث يرويه رسوله وسلم عن ربه فانه في قوله قال الله تعالى خلقت عبادي حنفا هذا لان الله تكلم دليل على ان الله يتكلم وايضا الحديث اذا قضى الله في السماء في الامر نادى سمعت الملائكة لصوته كسلسلة على صفوان دليل على انه وايضا يتكلم اذا النصوص الدالة على اثبات كلام الله عز وجل كثيرة واما من جهة الاجماع فاهل الاسلام يجمعون على ان الله متكلم وموصوف بصفة الكلام مجمعون على ذلك ولا يخالف كما ذكرت الا الجهمية ومن اتى بعده من المعتزلة ومن قال بقولهم هذه مسألة اما من جهة اللغة ايضا من جهة اللغة فان الاصل في كلام انه يراد به الحقيقة لا يراد به المجاز فالله اخبر انه تكلم واكد ذلك بالفعل المطلق وكلم الله موسى تكليما واخبر انه ينادي ويناجي وكل هذا على حقيقته وفي لغة العرب لو لا يسمى متكلما الا من تلفظ بالكلام فكل من تمت الكلام يسمى متكلما. اما الذي يوحيدون كلام لا يسمى متكلما. والذي يكون في الصدور وفي وفي الزواج دون ان يخرجه صاحبه لا يسمى ايضا كلاما. فعندما اخبر الله عز وجل انه كلام عرفنا وعلمنا من لغة العرب ان الله تلفظ به ونطق به سبحانه وتعالى. هذه مذهب اهل السنة في هذا الباب ان الله متصف بصفة الكلام وان الله متكلم كلاما يليق بجلاله سبحانه وتعالى. ايضا يثبت اهل السنة ان انك كلام الله من جهة من جهة نسبته هو وصفة ذاتية فعلية صفة ذاتية فعلية كونها ذاتية ان الله لم ينفك عن كونه متكلم فهو متكلم ازلا وابدا سبحانه وتعالى وكونها فعلية لان متعلق بمشيئة الله عز وجل فالله يتكلم متى شاء بما شاء وتعالى متى شاء بما شاء سبحانه وتعالى اذا ابتعدت الكلام ثابت لله عز وجل ازلا وهو صفة ذاتية من هذا المعنى وهو ايضا صفة فعلية من جهة تعلقه بمشيئة الله عز وجل المسألة الاخرى الناس المخالفون في هذا الباب لا يخرجون عن هذه الطوائف. الطائفة الاولى الذين قالوا ان الله متكلم لكن لكن كلام مخلوق كلامه مخلوق معنى كونه متكلم انه خالق الكلام انه الذي خلق الكلام لا انه متكلم حقيقة او لا هم غلاة الجهمية ومن وافقه من المعتزلة ومن قال بقوله هذه الطائفة الاولى. الطائفة الثانية اثبت الكلام لله عز وجل. وقالوا ان الله متكلم لكن كلامه معنا قائما بذاته قائما بذاته يسمى بالكلام المعنوي الكلام المعنوي او النفسي. وهم يكتبون هل هو عبارة هل هو عبارة عن خمس معاني او عن معنى واحد عند الكلابية. ومن اتى بعد من الاشاعرة الماتوندية. اذا نقول هذا القسم الثاني. من قالوا ان الكلام صفة قائم بذات الله عز وجل. وان ما معناه ان الله هو الذي له معنى معنى الكلام لا انه يتكلم بلسان لا انه يتكلم بصوت لا انه يتكلم بصوت وحرف المعنى عندهم ايش؟ ان الكلام هو صفة ذاتية قائمة صفة معنوية قائمة بذات الله عز وجل. فيثبتون لله معنى الكلام لان الله متكلم بصوت وحرف الطائفة الثالثة قالوا ان كل كلام في الوجود فهو كلامه كل كلام في الوجود هو كلام الله عز وجل كما قال قائلهم وكل كنب الوجود هو كلامه سواء علينا نثره او نظامه. فالله المتكلم بهذا فكلامي وكلامك وكلام فلان وعلان كله هذا هو دوما كلام الله وهؤلاء هم الحلول الاتحادية وهذا كفر مستقل. الطائفة الرابعة الذين قالوا ان الله عز وجل متصف بصفة الكلام لكن كلامه حادث كلامه حالي فكان متعطلا من الكلام ثم اثبت له الكلام وهؤلاء هم يثبتون السنة باثبات صوت الكافرين لكنهم يخالفونه باي شيء بانه تكلم بعد ان لم يكن متكلم وهذا باطل الطائف الخامس قال ان الله متكلم ايضا ولكن كلامه آآ لا يكون بحرف وصوت وانما هو يثبتون الحرفون الصوت لكن لا يثبتون انه يأخذ متفرقا وانما يأخذ جملة واحدة لا تسبق صاد والصاد لا تسبقه سين ولا يكون كلامك كلامي يعني مسألة تنظيم الحروف التي يحصل ككلام الله هذا يقول ليس بكلام الله. لانه يقول ان الله لا يتكلم الا جملة وهذا قول الباطل عموما الاقوال في هذا الباب كثيرة. وهذه مسألة من اكبر المسائل تشعبا واختلافا ونزاعا واختلاف الناس فيها طويل وقد ابتلي فيها امام اهل السنة والجماعة الامام احمد بن حنبل ثبت ثبوت الجبال الراسخات رحمه الله تعالى ورضي الله تعالى عنه حتى اثبت الله عز وجل هذا الحق وكسل الله قلوب المبتدعة وازال حكمهم وملكهم وظهرت سنة سنة الله وظهرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة اهل السنة بان القرآن كلام الله عندما عندما قوي قول اهل السنة والجماعة في هذا الباب واثبت انه متكلم حقيقة خرج نبز من انباز الجهمية قالوا نقول لا نقول ان القرآن لا نقول انه متكلم ولا نقول انه غير متكلم بل ليس هذه مسألة اخرى يأتينا في باب في باب القرآن نلقى نرجيها حتى يأتينا باب ومستهل القرآن كلام الله او ليس بكلامي نرجئها حتى يأتي موضعه. اذا آآ الذي وقفنا عليه ويعينه هنا آآ مذهب اهل السنة ان نقول ان الله متكلم حقيقة وانه يتكلم بصوت وحرف وان آآ كلامه له معنى وان الله متكلم بكلام له حرف ومعنى معناه وحرفه وصوته كله كلام من قل كلام الله عز وجل هذا كله ما يتكلم الله يتكلم بصوت وحرف وحروفه هي الفاظ ومعاني كلها من عند الله عز وجل و وان الله يتكلم بما شاء كيفما شاء وان كلامه من جهة التجدد حادث ومن جهة الاصل يقول معنى من جهة النسبة قديم فالله متكلم ازلا كما هو بذاته ازلا سبحانه وتعالى. ولم ينفك عن صفة الكلام زمانا وانما وانما متكلم آآ بازليته سبحانه كما هو كلامه بازليته كما هو بذاته. وانما يتجدد الافراد ان احادوا الكلام بتجدد الحوادث كما قال تعالى وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا فكونهم محدث ليس معنى مخلوق انما معناه انه متجدد الان حديث بمعنى حديث وجديد فالله يتكلم بالقضايا اذا ارادها. والى يعني كل ما يكون في السماء والكون هو الله يتكلم ويقضي به سبحانه وتعالى وكلام سمعه محمد صلى الله عليه وسلم وسمعه جبريل وسمعه ادم ومن شاء الله من خلقه ان يسمعه فان الله يسمعه اياه والله اعلم صلى الله على سيدنا محمد