الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لشيخنا وللحاضرين قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله باب اذا نصح العبد لسيده حدثنا اسماعيل قال حدثني ما لك عن نافع عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا نصح لسيده واحسن عبادة ربه فله اجره مرتين بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله الامام البخاري قال باب اذا نصح العبد لسيده اي فماذا له من الاجر على هذه النصيحة وماذا له من الثواب على قيامه واجبه وفرضه نحو سيده فهذه ترجمة معقودة للحث حث من كان مملوكا ان يقوم بما فرض الله سبحانه وتعالى عليه وما اوجبه عليه من طاعة وامتثال لامر سيده في حدود امر الله تبارك وتعالى وان له على ذلك ثوابا عظيما واجرا جزيلا من الله تبارك وتعالى اورد في هذه الترجمة حديث عبدالله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا نصح لسيده واحسن عبادة ربه له اجره مرتين العبد اي المملوك اذا نصح لسيدة اي قام بواجبه وفرضه نحوه وفرظه نحو سيده ان يطيعه بالمعروف والا يعصيه الا اذا امره بمعصية الخالق تبارك وتعالى لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وفرظه نحو سيده ان يحفظ ماله فهو راع كما سيأتي في الحديث القادم وهو مسؤول عن رعيته راع في في في مال سيده ومسؤول عن هذا المال امام الله تبارك وتعالى فاذا نصح اي قام بواجب النصيحة وقام بحقه وفرضه نحو سيده ما له من الاجر قال اذا نصح قال عليه الصلاة والسلام ان العبد اذا نصح لسيده واحسن عبادة ربه له اجره مرتين اي كان بهذا العمل ممن يؤتى اجره مرتين كان ممن يؤتى اجره اه مرتين لانه جمع بين فرظين عظيمين قام بهما الفرض الاول حق الله عز وجل على العبيد وهو عبادته سبحانه واخلاص الدين له ولهذا قالوا احسن عبادة ربه واحسن عبادة ربه وهذا فيه تنبيه على انه لا يكفي مجرد العبادة بل لا بد من الاحسان كما قال الله تبارك وتعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا فلا يكفي مجرد وجود العمل بل لا بد فيه من الاحسان ولهذا جاء عن الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى انه قال في معنى قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة وبهذا يعلم ان قوله هنا واحسن عبادة ربه اي بالاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول ولا للرسول عليه الصلاة والسلام ولا يمكن ان يكون العبد محسنا في العبادة الا اذا حقق هذين الشرطين الاخلاص لله سبحانه وتعالى والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وقد جاء في الدعوة العظيمة المباركة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل قال اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فذكر حسن العبادة لان مجرد وجود العبادة لا يكفي مجرد وجود العبادة لا يكفي قال الله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا مجرد وجود العمل لا يكفي بل لا بد فيه من الاحسان ان يحسن في العمل وحسن العمل بوقوعه خالصا لله تبارك وتعالى ووقوعه موافقا لسنة النبي صلوات الله وسلامه عليه فاذا احسن العبد بعبادة الله تبارك وتعالى بان كانت عبادته لله خالصة ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم موافقة ونصح لسيده ونصح لسيده والنصح هو اه القيام بحق المنصوح بحق المنصوح له حق السيد على العبد او على مملوكه ان يطيعه بالمعروف والا يعصيه وان يبقى عنده الى ان يأذن الله سبحانه وتعالى له بالعتق والفكاك من الرق لا يجوز له الهروب من سيده فالعبد الابق جاءت احاديث فيها الوعيد الشديد تدل على ان هذا من الكبائر في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام اذا ابقى العبد لم تقبل صلاته اذا ابق العبد لم تقبل صلاته لانه ضيع فرضا اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه اوجبه الله تبارك وتعالى عليه فاذا كان العبد قائما بهذا الفرض وهو النصح للسيد وقائما بفرض الله سبحانه وتعالى آآ بفرض الله تبارك وتعالى لقيامه بالاحسان بالعبادة مخلصا للمعبود متابعا للرسول فانه يؤتى اجره مرتين. لماذا لانه كلف بفرظين فقام بهما فرض وهو عبادة الله عز وجل والاحسان في عبادته وفرظا اخر وهو النصح لسيده والقيام بطاعته في المعروف فاذا قام بهذين الفرظين كان ممن يؤتى اجره مرتين نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا المحاربي قال حدثنا صالح ابن حي قال حدثنا رجل قال قال رجل لعامل الشعبي يا ابا عمرو انا نتحدث عندنا ان الرجل اذا اعتق ام ولده ثم تزوجها كان كالراكب بدنته فقال عامر حدثني ابو بردة عن ابيه قال قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لهم اجران رجل من اهل الكتاب امن بنبيه وامن بمحمد صلى الله عليه وسلم فله اجران. والعبد المملوك ادى حق الله وحق مواليه ورجل كانت عنده امة يطأها ورجل كانت عنده امة يطأها فادبها فاحسن تأديبها وعلمها فاحسن تعليمها ثم اعتقها فتزوجها فله اجران. قال عامر اعطيناكها بغير شيء وقد كان يركب فيما دونها الى المدينة ثم ساق المصنف رحمه الله هذا الحديث حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وذكر قبله قصة وهي ان رجلا ان رجلا قال لعامر الشعبي يا ابا عمر وعامر الشعبي من علماء التابعين رحمه الله قال له انا نتحدث عندنا ان الرجل اذا اعتق ام ولده اذا اعتق ام ولده ام الولد هي الامة التي يتسراها سيدها ويطأها فتنجب له ولدا فيقال ام ولد وهنا قوله ان الرجل اذا اعتق ام ولده ثم تزوجها الكلام لا يستقيم الكلام هنا لا يستقيم فيه شيء من الخلل او عدم الوضوح قال انا نتحدث عندنا ان الرجل اذا اعتق ام ولده ثم تزوجها ام ولده هي زوجة له ام ولده هي آآ هي زوجة له يطأها ويتسراها يعني قوله اعتقها ثم يتزوجها الكلام لا يستقيم ولهذا جاء لفظ الحديث في صحيح المصنف رحمه الله وفي صحيح مسلم وفي غيرها من المصادر قال اذا قال كنا نتحدث اذا اعتق اه الرجل امة في بعض الطرق جارية وبهذا يستقيم الكلام اما اذا اذا قيل ام ولده وقصد باعتبار ما سيكون بعد تزوجه لها وانجابها له فمن هذه الجهة يستقيم على كل حال اللفظ جاء في في طرق اخرى باوضح من هذا وبما لا اشكال فيه قال اذا اعتق جاريتان جارية او اعتق امة ثم تزوجها كان كالراكب بدنة او كان كالراكب بدنته فقال عامر مبينا حكم اهذا الامر وانه لا بأس به بل انه يثاب على ذلك اذا اعتقها وتزوجها فهذا باب عظيم من ابواب الاحسان يثاب عليه من فعله ثوابا عظيما عند الله جل وعلا فساق له عامر رحمه الله حديث ابي بردة عن ابيه ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لهم اجران ثلاثة لهم اجران اي يؤتون اجرهم مرتين وذكرهم الاول قال رجل من اهل الكتاب امن بنبيه وامن بمحمد صلى الله عليه وسلم فله اجران اي اجر لايمانه بنبيه واجر لايمانه بمحمد عليه الصلاة والسلام بعد مبعثه صلوات الله وسلامه عليه فله اجره مرتين مرة لايمانه بنبيه ومرة لايمانه بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وذكر الاخر قال والعبد المملوك اذا ادى حق الله وحق مواليه والعبد المملوك اذا ادى حق الله وحق مواليه وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة ان العبد اذا ادى حق الله بالاحسان في العبادة وادى حق مواليه بالنصح لهم فله اجره مرتين مرة لقاء احسانه في عبادة ربه ومرة لقاء نصحه لسيده ولمواليه فيؤتى اجره مرتين ولا يلزم من ذلك ان يتكافأ ان يتكافى الاجران وان يتساويا لا يلزم ذلك بل آآ حق الله عز وجل هو اعظم الحقوق واجلها واكبرها على الاطلاق وثوابه عند الله تبارك وتعالى اعظم الثواب والقيام بالنصح للسيد للمالك القيام بالنصح له هذا فرظ ويثاب عليه فاعله الثواب العظيم ويكفي دلالة على عظم شأن هذا الفرض انه قرن هنا في هذه الاحاديث بحق الله سبحانه وتعالى قال حق الله وحق مواليه فقرن حق الموالي بحق الله تبارك وتعالى وهذا فيه دلالة على عظم هذا الحق وعظم هذا الفرض فاذا قام بهذين الفرظين وقام بهذين الحقين وفي الاحاديث كما ايضا سيأتي يسمى هذا فرضا ويسمى حقا لتأكده ولزومه ولانه واجب فاذا قام بهذا الفرض مع قيامه بفرظ عبادة الله تبارك وتعالى يؤتى اجره مرتين لقيامه بهذين الحقين وتحقيقه لهذين الواجبين قال ورجل كانت عنده امة يطأها فأدبها فاحسن تأديبها وعلمها فاحسن تعليمها ثم اعتقها فتزوجها فله اجران اي اجر تربيتها وتأديبها والاحسان في تعليمها واجر لعتقه لها وتزوجها محسنا اليها اعتقها وتزوجها ظمها الى نفسه وجعلها تحت عصمته زوجة له محسنا اليها فيثاب على ذلك مرتين مرة على الاحسان في التربية والرعاية والتأديب وحسن التنشئة ومرة على ظمها لنفسه وتحت عصمته محسنا اليها بهذا الامر بعد عتقه لها فهو يؤتى اجره مرتين فالحديث جمع ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين وليس ما ذكر في هذا الحديث حاصر لمن يؤتون اجرهم مرتين بل جاءت في ذلك نصوص عديدة في القرآن وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام فيمن يؤتون اجرهم مرتين وقد اوصلهم بعض اهل العلم الى ثلاثين اوصلهم بعض اهل العلم الى ثلاثين اي الذين يؤتون اجرهم مرتين وافرد في هذا الموظوع السيوطي رحمه الله تعالى مصنفا لطيفا ومؤلفا ماتعا طبع وهو مطبوع بعنوان مطلع البدرين قيما يؤتون اجرهم مرتين مطلع البدرين فيمن يؤتون اجرهم مرتين وجمع في اه في في هذا الكتاب من يؤتون اجرهم مرتين في ضوء الايات والاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي بعض الاحاديث التي ذكرها مقال بعضها غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وجملة منها ثابتة صحيحة ثم اتبع رحمه الله اه او جعل رحمه الله في خاتمة الكتاب نظما اه منه هو نظمه لمن يؤتون اجرهم مرتين وكل ذلك اودعه كتابه كتابه المشار اليه انفا. نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا ابو اسامة عن بريد ابن عبد الله عن ابي بردة عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي الى سيده الذي فرض الطاعة والنصيحة له اجران ثم اورد رحمه الله حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه من طريق اخرى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي الى سيده الذي يؤدي الى سيده الذي فرظ عليه من الطاعة والنصيحة له اجران فذكر قيامه بالفرظين الفرض الاول الذي هو حق الله على العباد والفرظ الثاني الذي هو حق سيده عليه من الطاعة والنصيحة ولهذا قال الذي فرظ عليه من الطاعة والنصيحة اي لسيده فمأمور ان يطيعه وان ينصح له والطاعة وهنا بالمعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فاذا ادى اه فرضه الذي هو حق الله عليه وفرظه الاخر الذي هو حق سيده عليه فله اجره مرتين لانه امر بفرظين فقام بهما ووفاهما فيؤتى اجره مرتين لقيامه بالفرظين الذين امرا بالقيام بهما نعم قال رحمه الله حدثنا موسى قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا ابو بردة قال حدثنا ابو بردة بن عبدالله بن ابي بردة قال سمعت ابا بردة يحدث عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم المملوك له اجران. اذا ادى حق الله في عبادته او قال في حسن عبادته. وحق مليكه الذي ثم ساق حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه من طريق اخرى وذكر فيه ان المملوك يؤتى اجره مرتين اذا قام بحق الله وذلك بالاحسان في عبادته وحق مليكه الذي يملكه بالنصح والطاعة فانه يؤتى اجره مرتين واذا تأملنا الاحاديث المتقدمة في هذا الباب نجد انه سمي مالئ سمي مال سمي مال السيد على عبده حقا وفرظا وهذا يعني انه ان اخل به او تركه يأثم ويعاقب ويحاسب على ذلك لانه امر اوجبه الله تبارك وتعالى عليه وهو فرض عليه يثاب على القيام به ويعاقب على الاخلال به فعمله ليس مندوبا او مستحبا بل هو فرض وحق وامر واجب يجب عليه ان ان يقوم به فهو امر ابتلاه الله تبارك وتعالى به واوجبه عليه فوجب عليه ان يقوم بهذا الحق ولهذا اذا ابق من سيده وفر جاءت احاديث في الوعيد الشديد لما فعل ذلك احاديث عديدة منها ما اشرت اليه في صحيح مسلم اذا ابق العبد من سيده لم تقبل له صلاة وهذا يدل على انه امر من اه من الكبائر لا يقال في الامور التي هي من الرغائب او المستحبات لا تقبل صلاة من لم يفعلها لا يقال مثل هذا الا في كبير فالشاهد ان المملوك اذا قام بالفرظ الذي اوجبه الله عليه نحو سيده وقام بالفرظ الذي اوجبه الله عليه له تبارك وتعالى من الاخلاص والاحسان في العبادة فانه يؤتى اجره مرتين. نعم قال رحمه الله باب العبد راع حدثنا حدثنا اسماعيل ابن ابي اويس قال حدثني ما لك عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالامير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته. والرجل راع على اهل بيته. وهو مسؤول عن رعيته. وعبد رجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه. الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ثم عقد رحمه الله تعالى فهذه الترجمة باب العبد راع والراعي هو الحافظ المؤتمن الذي يقوم بما اؤتمن عليه ويحفظه ويؤدي الواجب الذي عليه نحوه فهذا يسمى راعي من الرعاية وهي الموالاة الشيء والعناية به المحافظة عليه وتعاهده وعدم تضييعه وعدم التفريط فيه فالعبد راع العبد راع اي مؤتمن على حفظ ما تولاه من مال سيده فاذا فرط او خان او غش او مكر او خدع او لم يؤدي الواجب فانه ضيع المسؤولية كوراء ومسئول ومعنى مسئول اي سيسأله الله تبارك وتعالى يوم القيامة عن ما كان تحت رعايته وتحت مسؤوليته فهو راع في فهو راع في مال سيده اي يجب عليه ان ان يحفظه وان يحسن الى الى سيده والا يضيعه وهو مسؤول عن ذلك ان يسأله رب العالمين يوم القيامة عن هذا الامر الذي كان راعيا له يسأله رب العالمين عن هذا الامر الذي كان راعيا له. فيسأل عن ذلك يوم القيامة قال باب العبد راع وهذا فيه تنبيه من المصنف رحمه الله تعالى الى واجب العبد نحو آآ مالكه وان الواجب عليه ان ينصح لمالكه وان ينصح في ماله وان يحفظ هذا الذي اؤتمن عليه وان يقوم بالواجب محتسبا ثواب الله سبحانه وتعالى في اداء هذا الفرض في اداء هذا الفرض مبتعدا بنفسه عن مواطن الاثم وغضب الرب تبارك وتعالى وذلك عندما يضيع عندما يضيع هذا الفرظ ويخل بهذا الواجب واورد المصنف رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الى اخر الحديث والحديث مخرج في الصحيحين جاء فيهما بلفظ الا كلكم راع باداة التنبيه يؤتى بها عند التنبيه على الامور العظيمة والمسائل المهمة التي يحتاج ان يعتني بها من القيت عليه وان يهتم بها قال الا الا كلكم راع ومسؤول عن رعيته وهذا التعميم الذي صدر به هذا الحديث وختم به ايضا لان الحديث ختم بقوله الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فهذا التعميم الذي صدر به الا هذا التعميم الذي صدر به هذا الحديث وختم به فيه بيان الى ان المسئولية مسئولية جميع افراد المجتمع وجميع المسلمين كل له نصيب وحظ من المسؤولية كل له نصيب وحظ من المسؤولية في حدود ما فرظ الله عليه ولهذا لما عمم النبي عليه الصلاة والسلام في اول الحديث واخر الحديث عمم المسؤولية ذكر تفاصيل هذه المسؤولية لان الناس يتفاوتون فيها الناس يتفاوتون في المسؤولية فالامام مسؤول عن عن رعيته وهي ولاية عظيمة ومسؤولية عظيمة وواجب كبير تحمله الاب راع هو مسؤول عن رعيته مسؤول عن زوجه وعن ولده الزوجة راعية الخادم راع كل الكل راع والكل مسئول والرعاية المقصودة هنا اي في حدود ما فرض على الانسان ووجب عليه وامر به هذه متفاوتة في الناس بحسب مسؤولياتهم وواجباتهم فمسؤولية الامام اعظم ثم مسؤولية الامير ثم مسؤولية الاب وهكذا بحسب حجم المسؤولية بحسب ما حجم المسؤولية قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته تفصيل ذلك قال فالامير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته. ان يسأله الله تبارك وتعالى على ما ائتمنه عليه من رعاية للناس الحق وبالشرع وبالواجب يسأله الله تبارك وتعالى واذا ظيع اذا ظيع المسؤولية فحسابه عند الله تبارك وتعالى اسير واذا قام بهذه المسؤولية وقام بالرعاية كما امره الله فثوابه عند الله تبارك وتعالى عظيم قد قال عليه الصلاة والسلام اللهم من ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه فاذا احسن فجزاء احسانهم احسان واذا اساء فعاقبة الاساءة سوء كما قال الله تعالى ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء فهو مسؤول فاذا احسن واثيب على احسانه واذا اساء حوسب وعوقب على اساءته يسأله الله تبارك وتعالى عن هذه الرعاية والامانة هو الواجب الذي اؤتمن عليها قال والمرأة والرجل راع على اهله ومسؤول اي عنهم يسأله الله تبارك وتعالى يوم القيامة عنهم يسأله عن زوجته يسأله عن اولاده قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ليس فقط يقي نفسه بان يحافظ على ما امره الله تبارك وتعالى به بل يجتهد في ان يقي من هو مسؤول عنهم من الزوجة والاولاد ومن تجب عليه رعايتهم وحفظهم وصيانتهم فيسأله الله تبارك وتعالى عن ذلك ومن مات وهو غاش لرعيته سواء عظمت الرعية او او قلت الرعية او كثرت قال من قال عليه الصلاة والسلام من مات وهو غاش لرعيته فالجنة عليه حرام فالجنة عليه حرام اذا غشهم ولما ينصح لهم بل صرفهم عن الخير وابعدهم عن دروبه ومسالكه وجرهم الى الفساد بجلب وسائله واسبابه ولم يقم بواجب الرعاية فحسابه عند الله تبارك وتعالى عسير فهو مسؤول عن رعيته لا يسأل يوم القيامة عن نفسه بل يسأله الله تبارك وتعالى يوم القيامة عن زوجه ويسأله تبارك وتعالى يوم القيامة عن اولاده هلا نصح لهم؟ وهل قام بالواجب ليس له من هدايتهم شيء هدايتهم بيد الله لكن عليه واجب النصح والبيان والتوجيه والقيام بهذا الحق العظيم الذي افترضه الله تبارك وتعالى عليه كما دلت عليه الاية المتقدمة قوا انفسكم واهليكم نارا قال علي رضي الله عنه اي ادبوهم وعلموهم هذا فرض وواجب فاذا ضيع هذا الواجب يسأله الله تبارك وتعالى يسأله الله تبارك وتعالى اذا وقف بين يدي الله يوم القيامة يسأله عن نفسه ويسأله ايضا عن من هم تحت رعايته من ولد وزوجة فهذا فيه التنبيه والنبي عليه الصلاة والسلام استدعى انتباه الناس لهذا الامر قال الا كلكم راع وبدأه بهذه البداية وختمه بها اي انتبهوا كل كل يجب عليه ان ينتبه عما لزمه من رعاية وعن ما اؤتمن عليه فليؤدي حق الله تبارك وتعالى قال والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة اي مسؤولة عن بيت زوجها مطالبة بان تصون البيت وان تحفظه وان تعينه على تربية الاولاد وتوجيههم والقيام الاحسان اليهم مسؤولة عن مال زوجها مطالبة بحفظ ماله مسؤولة ايضا عن حفظ فراش زوجها وصيانة بيته من الرذيلة والفاحشة والفساد رب العالمين يسألها عن ذلك اذا ظيعت شيئا من ذلك وعطلت حق زوجها في حفظ ماله او حفظ فراشه او حفظ ولده فان حسابها عند الله عسير تقف بين يدي الله جل وعلا ويسأله عن ذلك يوم القيامة فهي مسؤولة يسألها الله تبارك وتعالى عن ما ائتمنها عليه من بيت زوجها وفراشه وولده وماله كل ذلك يجب ان ان تقوم به مراقبة رب العالمين جل وعلا ومستعدة للحساب بمحاسبة نفسها هي في الدنيا قبل ان يحاسبها الله تبارك وتعالى يوم القيامة تزن نفسها وتحاسب نفسها قبل ان توزن وقبل ان تحاسب فهي ستسأل يوم القيامة اذا وقفت بين يدي الله جل وعلا تسأل عن بيتها عن فراش زوجها عن ولده عن ماله هذه كلها امور هي تحت رعايتها ومسئولة عنها يوم القيامة يسألها عنها رب العالمين جل وعلا قال وهو مسؤول عن رعيته قال وعبد الرجل راع المرأة لم تذكر هنا في هذا الحديث وانما ذكرت في حديث قادم وعيني ذهبت اليه فلا يؤثر سنأتي الى الحديث عند المصنف بلفظ الرجل راع في اهله وسيأتي ذكر المرأة هناك ولعل سبق النظر فيه تعجيل منفعة قال وهو مسؤول عن رعيته ثم جاء موضع الشاهد من الحديث وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة عبد الرجل اي المملوك عبد الرجل اي اي المملوك الرقيق فهو راع على مال سيده اي انه حافظ له ومؤتمن عليه والراعي هو الحافظ المؤتمن كما تقدم بيان ذلك فهو حافظ له ومؤتمن عليه فاذا غش سيده في ماله وضيع مال سيده وخانه فيه فان الله سبحانه وتعالى يحاسبه على ذلك لانه مسؤول عن ذلك اي يسأله الله جل وعلا عن اه عن هذه الرعاية وعن هذه الامانة التي اؤتمن عليها وقد جاء لفظ الحديث في بعظ طرقه والخادم راع وهو مسؤول عن رعيته والخادم راع هو مسؤول عن رعيته ولفظ وهذا اللفظ اعم اللفظ العبد او عبد الرجل راع ومسؤول عن رعيته لان قولها الخادم عمن العبد لانه يتناول الخادم الرقيق ويتناول الخادم الاجير فالخادم الاجير ايضا مسؤول وهذا يبين لنا ان الخدم الذين يعملون آآ في البيوت او في غيرها يعملون بالخدمة مقابل الاجر يخدم الانسان في في بيته او في تجارته او في ماله مقابل مقابل اجر فهذا مسؤول يوم القيامة ايضا السائق يدخل مسؤول يوم القيامة عن مال سيده عن سيارته التي ائتمنه عليها يسأله الله تبارك وتعالى عن ذلك فهي امانة والله جل وعلا يسأله عنها واذا ظيع ونسي رب العالمين لا ينسى. احصاه الله ونسوه فيجب على كل انسان ان ينظر فالواجب الذي عليه والرعاية التي تحته والامانة التي هو مطالب بها ويجاهد نفسه على القيام بها والوفاء بها احتسابا ثواب الله واجره وايضا بعدا عن عقابه يقوم بذلك راجيا خائفا. يرجو ثواب الله عز وجل ويخاف عقابه سبحانه وتعالى قال الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته صدر الحديث بالتعميم وختم بالتعميم تنبيها الى ان المسؤولية موزعة على الجميع لكن حظوظ الناس وانصبتهم منها متفاوتة بحسب ما تحت الانسان من رعاية وما تحته من مسؤولية يتفاوتون في ذلك والا الجميع مسؤول وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعنا علمه ماذا عمل به وعن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه العبد العبد يسأل وسيقف امام الله تبارك وتعالى واذا عرف الانسان انه مسؤول فليعد للمسألة جوابا وليكن الجواب صوابا وفي هذا اذكر قصة عظيمة ذكرت في ترجمة الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى وهي انه لقي رجلا وكان ذلك الرجل حصل منه بعض التفريط والتقصير فلقيه وقال له كم تبلغ من العمر قال ستون سنة قال اوما علمت انك منذ ستين سنة وانت في طريق الى الله تبارك وتعالى وقد اوشكت ان تبلغ نهايته قال الرجل انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون قال له الفضيل او تعرف تفسيره هل تعرف تفسير هذه الكلمة؟ تعرف معناها قال الرجل وما تفسيره وهذا فيه ان كثير من الناس يأتون آآ بعض الالفاظ او بعض الادعية والاذكار المشروعة وهم لا يعرفون معناها ولا يدرون ما دلالتها واهل العلم يقولون ان عدم معرفة معنى الذكر او معنى الدعاء يكون سببا لضعف اثره يكون سببا لضعف اثره او ربما انعدام اثره لانه يقول ما لا يدري ما يقول ولا يدري ما هو وانما يردد كلاما لا يدري ما هو والاصل في الاذكار ان يذكر الله عز وجل بالفاظها ومعانيها وهذا لا بد فيه من من فقه المعنى فقال الرجل وما تفسيره ما تفسير هذا الكلام فقال له الفضيل ان لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي وانا اليه راجعون هذا معناها انا لله وانا اليه راجعون تتكون من جملتين الاولى انا لله اي نحن لله عبيد وانا اليه راجعون اي مرجعنا ومآبنا اليه تبارك وتعالى اليك المصير فاليه المآب اليه المرجع جل وعلا قال له فاذا علمت انك عبد وانك اليه راجع فاعلم انه سائلك اذا علمت انك عبد وانك اليه راجع فاعلم ان انك انه سائلك واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا هذا معنى انا لله وانا اليه راجعون فاعد للمسألة جوابا ادرك الرجل هذا الامر ووقع في قلبه فاراد لنفسه الخلاص قال ما الحيلة ما الحيلة؟ ما المخرج ماذا افعل قال يسيرة قال الحيلة يسيرة قال وما هي قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى وهذا كلام عظيم ومتين جدا وقد صح بلفظه مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى هذا صح مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام وهذا فيه عظيم فضل الله سبحانه وتعالى وكبير منه وان باب التوبة مفتوح ان باب التوبة مفتوح ورب العالمين يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم يقول جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. قل يا عبادي الذين فاسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم فتأملوا سعة فضله جل وعلا وكريم منه واسع عطائه قد يسرف العبد على نفسه في حياته اسرافا عظيما قد تطول مدته سنوات طوال ستين سنة سبعين سنة ثمانين سنة قد يكون لم يبقى عليه ومفارقة هذه الحياة الا ايام قلائل ورحمة الله عز وجل نداء الله عز وجل مغفرة الله عز وجل حتى مع هذا المسرف من مضى له ستين سنة سبعين سنة ثمانين سنة وهو مضيع مسرف مفرط في جنب الله باب التوبة امامه مفتوح على مصراعيه قد يتحول من عبد مسرف الى عبد من افضل عباد الله عز وجل ويموت من عباد الله المحسنين الذين لهم الدرجات العلى في الجنة. رحمة الله واسعة العبد مهما فرط ومهما ظيع لا يقنط من رحمة الله لا يستولي عليه شيطان فييأسه ويقنطه من رحمة الله مهما عظمت الذنوب ومهما كثرت فان الله تبارك وتعالى لا يتعاظمه ذنب ان يغفره جل وعلا لا يتعاظمه ذنب ان يغفره ولا ولا ايظا تتعاظمه حاجة يسألها ان يعطيها يغفر الذنوب جميعا مهما كثرت ومهما تعددت ومهما تنوعت رحمة الله وسعت كل شيء مغفرته وسعت كل شيء فيجب على الانسان ان يتدارك نفسه بالتوبة الى الله والانابة اليه والاقبال عليه ولا يستولي عليه الشيطان ويقول له انت مسرف وانت مضيع وانت عشت حياتك ظالما مفرطا لا يستولي عليه الشيطان بل عليه ان يتوب توبة صادقة الى الله عز وجل من من الذنوب جميعا فتعلو منزلته وترتفع درجته عند الله عز وجل ويكون من عباد الله المفلحين وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار فثواب الله عظيم ولهذا الواجب على كل مذنب وعلى كل مقصر وعلى كل مخطئ وكلنا ذلك الرجل كل بني ادم خطاء عليه ان يتدارك نفسه بالتوبة قال وخير الخطائين التوابون اي الذين يتوبون الى الله عز وجل ومن اخطر ما يكون على الانسان تسويف التوبة وتأجيلها وكم من انسان والعياذ بالله استدرجه الشيطان وجعله يسوف التوبة الى ان مات وهو لم يتب لان امر الموت مغيب عنك قد تؤجل التوبة الى بعد اسبوع وتموت في منتصفه وتفارق الحياة في اثناء الاسبوع فتسويف التوبة نفسه ذنب يجب ان يتاب منه لا يجوز ان تؤخر التوبة بل يبادر الانسان الى التوبة الى الله عز وجل من جميع الذنوب ويصدق مع الله تبارك وتعالى في توبته وينصح في توبته بالندم على فعل الذنوب وبالاقلاع عنها وبالعزم على عدم العودة اليها واذا كانت ذنوبه تتعلق بحقوق الادميين يسعى في الخلاص منها والفكاك منها باستسماحهم واعادة الحقوق الى اهلها قبل ان يقف امام الله عز وجل ويسأل عن ذلك كله فمن عرف انه مسؤول فعليه ان يعد للمسألة جوابا والجواب متيسر ما دام الانسان على قيد الحياة ما دامت روحه تنبض في في جسده المجال امامه مفتوح لا يزال باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر اذا غرغر وعاين الموت وتاب لا تقبل له توبته وكذلك لا تقبل منه توبته اذا طلعت الشمس من مغربها وما سوى ذلك فباب التوبة مفتوح باب التوبة مشرع فعلى الانسان ان يتدارك نفسه وان يتوب الى الله عز وجل توبة نصوحة وان يعد نفسه لهذا السؤال الذي سيلقاه ويجده يوم القيامة عندما يقف بين بين يدي الله جل وعلا. نسأل الله عز وجل ان يتوب علينا اجمعين. امين وان يكتبنا في عباده التائبين وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ما قدمنا اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلى به منا انت المقدم وانت المؤخر وانت على كل شيء قدير اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا. اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا يا ذا الجلال والاكرام. نعم قال رحمه الله حدثنا احمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال اخبرني مخرمة ابن بكير عن ابيه عن عبد الله ابن سعد مولى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال او قال سمعت ابا هريرة يقول العبد اذا اطاع سيده فقد اطاع الله عز وجل. فاذا عصى سيده فقد عصى الله عز وجل ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى في خاتمة هذه الترجمة هذا الحديث حديث ابي هريرة عن ابي هريرة موقوفا نعم انه قال العبد اذا اطاع سيده فقد اطاع الله عز وجل واذا عصى سيده فقد عصى الله عز وجل. هذا المعنى الذي ذكر في هذا الاثر الموقوف على ابي هريرة من حيث المعنى صحيح لان طاعة العبد لمالكه واجبة وقد تقدمت الاحاديث بالدالة على انها حق وانها فرض وانها واجبة والانسان اذا ظيع ما اوجب الله تبارك وتعالى عليه فانه يحاسبه يحاسبه الله تعالى فاذا اطاعه فطاعته له من طاعة الله لان الله امره بطاعته بالمعروف واذا عصاه في غير معصية الله فعصيانه له معصية لله لان الله نهاه عن معصيته فالمعنى صحيح وتشهد له وتدل عليه النصوص المتقدمة لكن في اسناد فهذا الاثر الى ابي هريرة عبد الله ابن سعد مولى عائشة وهو مقبول وقد تفرد به فالحديث او في الاسناد ضعيف من جهته ولكن المعنى تشهد له النصوص المتقدمة التي سبق ان مرت معنا قريبا في الباب. نعم قال رحمه الله باب باب من احب ان يكون عبدا حدثنا اسماعيل قال حدثنا سليمان ابن ابن بلال عن يونس عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العبد المسلم اذا ادى حق الله وحق سيده له اجران. والذي نفس والذي نفس ابي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر امي لاحببت ان اموت مملوكا ثم عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة بهذا العنوان الجميل من احب ان يكون عبدا من احب ان يكون عبدا والمراد بهذه الترجمة بيان الفضل العظيم الذي يناله العبد اذا نصح لسيده واحسن في عبادة ربه لانه كما تقدم معنا يؤتى اجره مرتين لقيامه بهذين الفرظين وتحقيقه لهذين الواجبين فيقول باب من احب ان يكون عبدا وورد واورد عن ابي هريرة رضي الله عنه بعد روايته لقول النبي صلى الله عليه وسلم العبد المسلم اذا ادى حق الله وحق سيده له اجران فمن تأثر ابي هريرة رضي الله عنه بهذا الحديث وحرصه على الاجر مرتين والثواب ضعفين حرصه على الثواب ورغبته فيه. قال والذي نفس ابي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر امي ان اموت مملوكا هذا هذا الحب الذي ذكره ابي ابي هذا الحب الذي ذكره ابو هريرة رضي الله عنه على اثر روايته للحديث حيث قال لاحببت ان اموت مملوكا احببت ان اكون مملوكا مبني على الحرص على الثواب والاجر المضاعف لما روى هذا الحديث وذكر هذا الثواب العظيم الذي يناله المملوك لقاء قيامه بحق الله عز وجل وحق مالكه وانه يؤتى اجره مرتين على اثر ذلك قال ابو هريرة رضي الله عنه والذي نفس ابي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر امي لاحببت ان اموت مملوكا اي رغبة في هذا الثواب وحرص عليه وهذا يدلنا على حرص الصحابة رضي الله عنهم على تحصيل الثواب وايضا حرصهم على عدم تضييعه ولعلنا نذكر ما مر معنى قريبا لان اعطيه اه شيئا من متاع الدنيا احب الي من ان يأخذ من حسناتي يوم القيامة ولهذا هذي فائدة في اه هدي الصحابة ومن اتبعهم باحسان يمكن ان تجمع وتلتقط من اخبارهم المبثوثة في كتاب الادب المفرد وغيره من دواوين الحديث والاثار حرص الصحابة على الثواب وحرصهم على عدم حرصهم على تحصيل الثواب وحرصهم على عدم تضييعه فتتبع ذلك له اثره ونفعه للمطلع عليه ورضي الله عنه من حرصه على الثواب وان يكون ممن يؤتى اجره مرتين قال والذي نفس ابي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر امي لاحببت ان اموت مملوكا ما الذي منعه عن هذا الامر مقاصد اعلى في طلب اه تحصيل الثواب يخشى لو كان مملوكا لا يستطيع عليها وذكرها الجهاد في سبيل الله والحج وبر امه وقوله والحج المراد به هنا حج التطوع النافلة وليس المراد الفريضة لان ابا هريرة رضي الله عنه حج فرظه مع النبي عليه الصلاة والسلام المراد بالحج هنا حج التطوع وتأمل هنا فقه ابي هريرة العظيم في هذه المسألة حج التطوع نافلة حج التطوع نافلة وامر مستحب وبر الام فرض واجب والفرظ مقدم على المستحب مقدم على النفل ولهذا قال لولا الجهاد بر امي والحج لاحببت ان اكون مملوكا اذا كان الانسان مملوكا لا يستطيع ان ان يقوم بشيء من الاعمال الا باذن مالكه لا يستطيع ان يقوم بشيء من الاعمال الا باذن مالكه ولهذا رغب في في الحرية مع ان فيها فوات هذا الاجر المخصوص بالذكر في هذا الحديث لهذه الاسباب التي اشار اليها وهي بقوله لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر امي لاحببت ان اموت مملوكا والامام البخاري رحمه الله قصد بعقده هذه الترجمة باب من احب ان يكون عبدا قصد بها ان يبين مكانة العبد العظيمة وثوابه العظيم عند الله تبارك وتعالى اذا قام بالفرظين وادى الحقين حق الله عز وجل الذي هو عبادته وحق آآ مالكه الذي افترظ الله سبحانه وتعالى عليه ان يقوم بحقه من النصح له والطاعة له في المعروف وانه يؤتى على ذلك اجره مرتين والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين ورحمكم الله والسامعين ووالدينا وجميع المسلمين. يقول السائل ما معنى قول عامر؟ اعطيناك بغير شيء وقد كان يركب فيها فيما دونها الى المدينة. هذه اه كلمة ذكرها عامر اه الشعبي ابو عمر رحمه الله تعالى لما ذكر لهم هذا الحديث حديث الثلاثة الذين يؤتون اجرهم مرتين فلما ذكر لهم الحديث اراد ان ينبههم على عظم هذه الفائدة وكبر مكانتها ومنزلتها فقال هذه الكلمة قال خذها خذ هذه الفائدة يعني جاءتك باردة جائتك بيسر وسهولة لم تتعب في طلبها ولم تسافر وترحل لاجلها. جاءتك وانت جالس في مكانك مع انه يقول كان يرحل في مثلها الى البلد البعيد والمسافة البعيدة وكان من الصحابة من يرحل مدة شهر في السفر من اجل حديث واحد يريد ان يسمعه من اجل حديث واحد فهو يقول له خذ هذا الحديث جاءك وانت في مكانك لم ترحل ولم تتعنى في طلبه ولم تتعب في البحث عنه وانما وصلك في مكانك وهذا فيه انه غنيمة عظيمة اه ربح كبير ان يأتي الانسان الحديث الى حده ويسمع كلام النبي عليه الصلاة والسلام ويرى ما فيهم من مفاتيح الخير وابواب السعادة والرفعة في الدنيا والاخرة فالشاهد ان هذه الكلمة قصد بها عامر رحمه الله ان ينبه من عنده الى مكانة هذا الحديث وعظيم منزلته نعم يقول هل يجوز لطالب العلم تأخير سنة المغرب الى ما بعد العشاء؟ من اجل الجلوس للدرس والمسارعة الى مكان قريب من الشيخ؟ لا لا لا يؤخرها تؤدي السنة الراتبة سنة المغرب الراتبة بعد المغرب ويحظر للدرس المكان يكون واسع والصوت يسمع فلا يفوت آآ صلاة النافلة في في وقتها من اجل قرب المكان بل الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قال من تنتهي رشعة عشرة ركعة من حافظ عليها بنى الله له بيتا في الجنة يحافظ عليها ومع محافظته عليها لا يفوته الخير ويكون جمع بين بين الامرين وفاز بالحسنين حسن المحافظة على الراتبة في وقتها وحسن حضور حلق العلم ومجالس الذكر يقول ما العمل مع المظالم التي لا اعرف اصحابها؟ ما العمل؟ مع المظالم التي لا اعرف اصحابها. ولا استطيع الوصول الى اصحاب بها سواء المادية والمعنوية حتى انجو من قصاص يوم القيامة. آآ من علم الله سبحانه وتعالى منه نصحا وحرصا وارادة عازمة ورغبة صادقة في الفكاك من المظالم واجتهد وتحرى وسأل يسر الله تبارك وتعالى له الامر فالواجب عليه ان يجتهد وان يبحث ويتحرى ويعيد الحقوق الى اهلها وان كانت حقوقا مالية فان عليه ان يتحرى ويبحث بحثا شديدا عن اصحابها واذا آآ لحقه يأس من ذلك وانه لا لا يعرف لهم طريقا ولا سبيلا يتصدق بهذه الاموال عنهم يتصدق بهذه الحقوق عنهم بنية اعادتها او اعطائهم نظيرها ان عرفهم تصدق بها ويتخلص منها بالصدقة تصدق بها عنهم واذا كانت الحقوق تتعلق الاعراض فعليه ان يتوب وان يكفر ما مضى بالاحسان الى من اساء اليهم وتقديم المعروف لهم والدعاء لهم كثيرا بظهر الغيب ومر معنا الحديث وفيه اورد النبي صلى الله عليه وسلم ان الحسنات يذهبن السيئات نعم يقول هل للمملوك ان يؤدب عبده او اجيره عند بعض المعاصي مثل حلق اللحية والاسبال؟ هل للمالك وليس المملوك؟ هل للمالك ان يؤدب اجيره ومسؤول عنه مسؤول عنه ومسؤول عن عن تأديبه فيؤدبه بالكلام بالموعظة بالتذكير بالترغيب والترهيب واذا احتاج المقام الى ان يؤدبه بظرب فله ذلك في حدود ما سبق بيانه او الاشارة اليه من ضوابط في هذا الباب والله والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد