الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل صلاة واتم تسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اما بعد فقد قال المؤلف رحمه الله تعالى اثبات العين لله والرد على المنكرين وقوله واصبر لحكم ربك فان انك باعيننا فقوله وحملناه على ذات الوان ودسر. تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر قوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني. قوله واصبر لحكم ربك الى اخره. في هذه الايات الثلاث يثبت الله سبحانه لنفسه عينا يرى بها جميع المرئيات وهي صفة حقيقية لله عز وجل على ما يليق به فلا يقتضي فلا يقتضي اثباتها. فلا يقتضي اثباتها كونها جارحة مركبة من شحم وعصب وغيرها تفسير المعطلة لها بالرؤية او الحفظ والرعاية نفي وتعطيل. واما افرادها في بعض النصوص وجمعها في البعض الاخر. فلا حجة لهم فيه على نفيها. فان لغة العربي تتسع لذلك فقد يعبر فيها عن الاثنين بلفظ الجمع ويقوم فيها الواحد مقام الاثنين كما قدمنا في اليدين انه لا يمكن استعمال لفظ العين في شيء من هذه المعاني التي ذكروها الا بالنسبة لمن له عين حقيقية فهل يريد هؤلاء المعطلة ان يقولوا ان الله ان الله يتمدح بما ليس فيه فيثبت لنفسه عينا وهو عاطل منها وهل يريدون ان يقولوا ان رؤيته للاشياء لا تقع بصفة خاصة بها بل هو يراها بذاته كلها بل هو يراها بذاته كله ها كما تقول المعتزلة انه غادر بذاته مريد بذاته الى اخره. وفي الاية الاولى يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر حكمه والاحتمال لما يلقاه من اذى قومه. ويتعلل ذلك الامر. ويعلل ذلك الامر بانه بمرأى منه وفيك وفي جلاءته وحفظه وفي الاية الثانية يغفر الله عز وجل عن نبيه نوح عليه السلام انه لما كذبه وحقت عليهم كلمة العذاب واخذهم الله بالطوفان حمله حمله هو ومن معه من المؤمنين على سفينة ذات الواح عظيمة من الخشب ودسر. اي مسامير جمع دسار تشد بها تشد بها الالواح وانها كانت تجري بعين الله وحراسته. وفي الاية الثالثة خطاب من الله لنبيه موسى عليه السلام. بانه القى عليه محبة منه يعني احبه هو سبحانه وحببه الى خلقه وانه صنعه على عينه وتربية استعد بها للقيام بما حمله من رسالة بما حمله من رسالة الى فرعون وقومه قوله رحمه الله ايات ايات لاثبات صفات السمع والبصر والرؤية. وقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها اشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما. ان الله سميع بصير. وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا وان الله فقير ونحن اغنياء. وقوله ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون وقوله انني معكما اسمع وارى وقوله الف لام ميم وقوله وقوله الم يعلم بان الله يرى فقوله الذي يراك حين تقوم وقوله وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم. وقوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قوله قد سمع الله الى اخره هذه الايات ساقها المؤلف لاثبات صفات السمع والبصر والرؤية اما السمع فقد عبرت عنه الايات بكل صيغ الاشتقاق وهي سميعة ويسمع سميع ونسمع واسمع فهو حقيقية لله يدرك بها الاصوات كما قدمنا. واما البصر فهو الصفة التي يدرك بها. فهو الصفة التي تدرك بها الاشخاص وما الالوان فهو فهو الصفة التي يدرك بها الاشخاص الاشخاص والالوان والرؤية لازمة له. وقد جاء في حديث ابي موسى يا ايها الناس اربعوا على انفسكم انكم لا تدعون اصما انكم لا تدعون اصما ولا غائبا. ولكن تدعون سميعا بصيرا. ان الذين تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته وكل من السمع والبصر صفة كمال وقد عاب الله على المشركين عبادة ما لا يسمع ولا يبصر وقد نزلت الاية الاولى في شأن خولة بنت ثعلبة بنت ثعلبة حين حين ظاهر منها زوجها حين ظهر منها زوجها فجاءت تشكو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحاوره وهو يقول لها ما اراك الا ما اراك قد حرمت عليه ما اراك الا قد حرمتي عليه اخرج البخاري في صحيحه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت الحمد لله الذي وسع سمعه سمعه الاصوات لقد جاءت تشكو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في ناحية من البيت ما اسمع ما تقول فانزل الله عز وجل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها الايات. واما الاية الثانية فقد نزلت فيه انحاص اليهودي الخبيث حيث قال لابي بكر رضي الله عنه لما دعاه الى الاسلام والله يا ابا بكر ما بنا الا الله ما بنا الا الله ما بناء الى الله من حاجة من فقر وانه الينا لفقير. ولو ولو كان غنيا ما استقرضنا. واما الاية الثالثة فام بمعنى بل والهمزة للاستفهام فهي فهي ام المنقطعة والاستفهام كاره يتضمن معنى التوبيخ والمعنى بل ايظن هؤلاء تخفيهم وستارهم انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى نسمع ذلك بلاها نسمع ذلك وحفظتنا لديهم يكتبون ما يقولون وما يفعلون. واما الاية الرابعة فهي خطاب من الله عز وجل لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام حين شكوا الى الله خوفهما من بطش فرعون بهما فقال لهما لا تخافا انني اسمع انني معكما اسمع وارى. واما الاية امس وقد نزلت في شأن ابي جهل لعنه الله حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند البيت. فنزل قوله تعالى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى ارأيت ارأيت ان كذب وتولى؟ الم يعلم بان الله الى اخر السورة يلا الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذه الايات الاية الدالة على بعض صفات الله عز وجل وفي هذه الايات ما يدل على اثبات صفة العينين لله سبحانه وتعالى. وصفة العين والعينين ثابت لله عز وجل باجماع باتفاق اهل السنة وباجماعهم فان اهل السنة يثبتون ان لله عينين ان لله عينين تليق بجلاله سبحانه وتعالى وقد جاء لفظ العين في القرآن جمعا ومفردا جمعا ومفردا وجاء في السنة بلفظ التثنية كما جاء في ابي هريرة اذا قام العبد يصلي فانه بين عيني الرحمن. وفي صحيح البخاري ان ربكم ليس باعور عندما ذكر الدجال وذكر انه اعور العين اليمنى اخبر ان الله ليس باعور. فافاد ان الله له عينان سبحانه وتعالى والعرب قد تطلق الجمع على المثنى والمفرد لا يخالف المثنى ايضا اذا افرد العين فان المفرد اذا اضيف افاد افاد الجمع لان المفرد اذا اضيف الاسماء الاسماء اذا اذا اضيفت افادت العموم. فلا تغادر بين كون العين مفردة او مجموعة من انها تغاير الاثنين. فالله له عينان سبحانه تعالى كما قال بذلك عامة اهل السنة وبعض من ينتسب الى السنة كابن حزم رحمه الله تعالى اثبت الاعين لله سبحانه وتعالى وهذا غير صحيح. بل الصحيح ان الذي عند اهل السوء اتفق اهل السنة ان الله له له عينين له عينان سبحانه وتعالى هذا هو الصحيح. وخالف ذلك المعتزلة والجاهمية وكثير من المتكلمين ولم يثني الله عز وجل صفة العين لم يثني الله صفة العين وانما ردوا ذلك الى علم الله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا تحريف وتأويل لكلام الله عز وجل. واما من استدل بقوله تعالى تجري باعيننا ان ان هذا يفيد ان العين المراد بها العلم نقول هذا العين تثبت لله عز عز وجل وانما المراد باعيننا اي تحت مرآنا وان الله يراه سبحانه وتعالى. فالعين تطلق على الباصرة وتطلق على البصر ايضا باعيننا اي بمرأى منا بمرأة من الله سبحانه وتعالى. اذا اهل السنة يثبتون صفة العين لله سبحانه وتعالى ويقولون له عينان سبحانه وتعالى. ايضا ذكر الاية الدالة على اثبات اثبات صفة السمع لله وتعالى وان الله يسمع ويبصر وان الله سبحانه وتعالى وسع سمعه كل شيء. فذكر قصة المجادلة وان الله سمع تحاويله مع النبي صلى الله عليه وسلم فوق سبع سماوات. وذكر ايضا قوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. وقوله الم ام يحسبونا لا نسمع سرهم ونجواهم وغيرها من الايات الدالة على اثبات صوت السبع لله عز وجل. واهل السنة يثبتون صفة السمع لله على ما يليق به سبحانه وتعالى يقول ان الله يسمع سمعا حقيقيا يليق بجلاله. وقد جاء ما يدل على ذلك في الصحيحين وفي الايات الكثيرة الدالة على ان الله يسمع كما ذكر البخاري في صحيح تعلق عن عائشة رضي الله تعالى عندما قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات كلها وذكرت انها بجانب الستر وانها لا تسمع وصوت المجادل والله سمع سمع ذلك من فوق سبع سماوات والنبي صلى الله عليه وسلم لابي هريرة عندما ذكر قوله فان الله كان سميعا بصيرا. ووضع سبابته وابهامه على بصره وسمعه. من باب اثبات حقيقة السمع والبصر واجمع اهل السنة على اثبات هاتين الصفتين صفة السمع وصفة البصر. اما المتكلمين والجهمية والمعتزلة فعطلوا هذه الصفة ولم يثبتوها لله عز وجل وقالوا ان معنى السميع الذي هو خالق المسموعات خالق المسموعات وهذا لا شك انه تحريف لكلام الله عز وجل اما اهل السنة عندهم ان السمع هو بمعنى ادراك المسموعات والبصر بمعنى رؤية المبصرات. فالله يسمع سبحانه وتعالى سماعا يليق بجلاله سماعا يليق بجلاله واما كيفية السمع فالله اعلم بكيفيته الله اعلم بكيفيته ولا يثبت الله عز وجل صفة الاذن الذي هي بمعنى الام اما اما حديث ما اذن الله لشيء بمعنى ما سمع. الاذن بمعنى الاستماع هذا ثابت لله عز وجل. اما العين فهي ثابتة لله وتعالى كما اثبتها ربنا لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا خلاصة هذا المبحث ان الله يثبت له صفة السمع ويثبت له صفة العين ويثبت لها صفة الرؤية ويثبت له صفة البصر ويثبت له صفة السماع فالله سميع سامع سبحانه وتعالى. وهذه الصفة من صفات كمال سبحانه وتعالى ومن عطل الله من هذه الصفات فقد وصف الله بالسلب والنقص لان الذي يسمع اكمل من الذي لا يسمع والمبصر اكمل من الذي لا يوصف عطل الله من صفة السمع والبصر فقد شبه الله بالعدم. فقد شبه الله بالعدم. فالذي عليه السنة يثبتون ان الصفات من غير تحريف ومن غير تعطيل ومن غير تمثيل ولا تكييف ايضا. لا يكيفون هذه الصفات ويكلون علمها الى الله سبحانه وتعالى. والله اعلم واحكم. وصلى الله اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد