الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل صلاة واتم تسليما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اما بعد فقد قال المؤلف والله تعالى معنى الايات التي وصفت الله تعالى بالمكر والكيد والاستهزاء والخداع وقوله وهو شديد حال وقوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. وقوله ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فقوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. وقوله وهو شديد المحال الى اخره. تضمنت هذه الايات اثبات صفتي المكر والكيد وهما من صفات الفعل الاختيارية ولكن لا ينبغي ان يشتق له منها لا ينبغي ان له من هاتين الصفتين اسم فيقال ماكر وكائد بل يوقف عندما بل يوقف عندما ورد به النص ما من انه خير الماكرين وانه يكيد لاعدائه الكافرين. اما قوله سبحانه وهو شديد المحال فمعنى شديد الاخذ بالعقوبة كما في قوله تعالى ان بطش ربك لشديد. وقل ان اخذه اليم شديد. وقال ابن عباس معنا شديد الحول. وقال مجاهد شديد القوة والاقوال متقاربة. واما قوله والله خير الماكرين انا وانفذهم واسرعهم مكرا. وقد فسر بعض السلف مكر الله بعباده بانه استدراجهم بالنعم من حيث لا حيث لا يعلمون فكلما احدثوا ذنبا احدث لهم نعمة. وفي الحديث اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معصيته فاعلم ان ما ذلك منه استدراج. وقد نزلت هذه الاية في شأن عيسى عليه السلام حين اراد اليهود قتله فدخل بيتا فيه قوة وقد ايده الله وقد ايده الله بجبريل عليه السلام معه الى السماء من القوة فدخل عليه يهوذا فدخل عليه يهوذا ليدلهم عليه ليدلهم دخله يهودا. حلوة. ايوه. فدخل عليه يهوذا ليضلهم عليك ليدلهم ليدلهم عليه فيقتلوه. فالقى الله شبه عيسى على ذلك الخائن فلما دخل البيت فلم يجد فيه عيسى خرج اليهم وهو يقول ما في البيت احد فقتلوه وهم يرون انه عيسى فذلك قوله تعالى ومكروا ومكروا الله واما قوله تعالى ومكروا مكرا الى اخره فهذه في شأن الرهط التسعة من قوم صالح عليه السلام حين تقاسموا بالله لنبيتنه واهله اي لنقتلنه اي لنقتلنه بياتا هو واهله هو واهله ثم لا لوليه ما شهدنا مهلك اهله فكان عاقبة هذا المكر منهم ام مكر الله ام مكر الله بهم فدمرهم هم وقومهم اجمعين اثبات صفات العفو والقدرة والقدرة والمغفرة والرحمة والعزة والتبارك والجلال والاكرام وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا. وقوله يعفو ويصفح الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. قوله ان تبدوا خيرا الى اخر هذه الايات مواطنة اثبات صفات العلو اثبات صفات العفو والقدرة والمغفرة والرحمة والعزة والتبارك والجلال الكرام. فالعفو الذي هو اسمه تعالى. معناه المتجاوز عن عقوبة عباده اذا هم تابوا اليه وانابوا كما قال تعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. ولما كان اكمل العفو هو هو ما كان عن قدرة تامة على الانتقام والمؤاخذة جاء هذان الاسمان الكريمان العفو القدير مقترنين في هذه الاية وفي غيرهما. واما فهي الصفة التي تتعلق بالممكنات ايجادا واعداما. فكل ما كان ووقع من الكائنات واقع بمشيئته وقدرته كما في الحديث ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. واما قوله تعالى وليعفوا وليصفحوا ولا اية. فقد نزلت في شأن رضي الله عنه حين حلف لا ينفق على مسطح ابن اثاثة ابن اثاثة وكان ممن خاضوا في الافك وكانت ام مصطح بنت خالة ابي بكر. فلما نزلت هذه الاية قال ابو بكر والله اني لا احب ان يغفر الله لي ووصل مسطحا وقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وقوله عن ابليس فبعزتك لاغوينهم اجمعين. واما قوله تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. فقد نزلت في شأن عبد فقد نزلت في شأن عبد فقد نزلت في شأن عبد الله ابن ابن ابي ابن ابن سلول رئيس المنافقين. وكان في بعض الغزوات قد اقسم لا يخرجن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو واصحابه من المدينة فنزل قوله تعالى يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. يقصد بالاعز قبحه الله نفسه واصحابه. ويقصد بالاذل رسول الله ومن معه من المؤمنين. فرد الله عز وجل عليه بقوله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون. والعزة صفة اثبتها الله عز وجل لنفسه قال تعالى وهو العزيز الحكيم. فقال وكان الله قويا عزيزا. واقسم بها سبحانه كما في حديث الشفاعة وعزتي وكبريائي وعظمتي لاخرجن منها لاخرجن منها من قال لا اله الا الله. واخبر عن ابليس انه قال بعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. وفي صحيح البخاري وغيره عن ابي هريرة بينما ايوب عليه السلام تسير عيانا خر عليه جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا ايوب الم اكن اغنيتك عما ترى قال بلى وعزتك؟ قال بلى وعزتك ولكن لا غنى لي عن بركتك. وقد جاء في حديث الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان به وجع. اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر. والعزة تأتي بمعنى الغلبة والقهر من عز يعز بضم العين بضم العين في المضارع يقال عزه اذا غلبه وتأتي القوة والصلابة من عزا يعز بفتحها يعز بفتحها ومنه ارض عزاز للصلبة جديدة وتأتي وتأتي بمعنى علو القدر والامتناع عن الاعداء من عز يعز من عز يعز بكسرها وهذه المعاني كلها ثابتة لله عز وجل. وقوله تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر شيخ الاسلام في هذه الايات او ذكر في هذا الفصل ما يتعلق شفاء اثبات صفة المكر والكيد والمحال لله سبحانه وتعالى لا وهذه الصفات التي هي صلة المكر والكيد والاستهزاء والسخرية من الله عز وجل ثابتة عند اهل السنة لله سبحانه وتعالى ويثبتونها لكن لا يثبت على وجه الطلاق ويؤخذ من هذا ان المضاف الى الله عز وجل ينقسم الى اقسام. القسم الاول ما يضاف ما يضاف الى الله وجه الاطلاق يطلق مقيدا ويطلق مطلقا. كصلة الرحمة والعزة والكرم وما شابه ذلك ومضاف الى الله عز وجل يطلق على الله في باب المقابلة. ولا يطلق مطلقا. ومن هذا صفة المكر والكيد والاستهزاء والسخرية فهذه الصفات لا تطلق على الله مطلقا وانما تطلق كما اطلقها الله على نفسه. فيقال يمكر الله عز وجل مكر به ويسخر الله عز وجل من يسخر به ويستهزئ ويستهزئ الله عز وجل من يهزأ به. ويكيد من كاده وهو شديد المحال سبحانه وتعالى. كل هذا من باب مقابلة من فعل خلافة من فعل معه ذلك وهذا هو الذي عليه اهل السنة. ثانيا ان الصفات المقيدة لا يشتق منها اسماء مع ان الصفات كلها لا يشتق منها اسماء لكن يعظم المنع اذا كانت هذه الصفات غير مطلقة على الله عز وجل وجه الاطلاق. فلا يقال الله الماكر ولا للخادع ولا المستهزئ ولا الساخر وهذا يحرم ان يقال لله سبحانه وتعالى. لان هذه الصفات ليست صفات كمال على الاطلاق. ليست صفات كمال الاطلاق فانها يعاد بها المخلوق. يقال لفلان ماكر خادع محامي مخادع ماحل. اذا ذم بذلك. وانما تكون صفة كمال اذا كانت على وجه المقابلة. اذا كانت وجه المقابلة فهي صفة كمال فعندما يقال فلان يمكر المكر به يخادع من خادعه هذا مدحا له ورفعة له. كذلك اذا قيل للشخص فلان يسخر بمن سخر به يهزأ لمن هزأ به اصبح في حقه مكرمة وصفة وصفة كمال له. كذلك ما يتعلق بربنا سبحانه وتعالى نقول تطلق هذه الصفات على الله عز وجل مقيدة على وجه المقابلة تطلق على الله وجه المقابلة فيقال يمكر الله من مكر به ويستهزأ ربنا من به هذه الصفات التي تحتوي معنيين لا تطلق على الله بوجه الاطلاق وانما تطلق مقيدة على وجه المقابلة اه الله سبحانه وتعالى يمكر ويكيد ويهزأ سبحانه وتعالى بمن هو اهل لذلك. يمكر بمن مكر به ويخدع الله عز وجل خادعة كما قال تعالى يخادعون الله وهو خادعهم ويقول الله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين سبحانه وتعالى وهو المحال والمحال وان كان جاه معانيه القوي الشديد الاخذ فقد جاء ايضا في معانيه انه المخادع الذي يكيد كيده لا وكيده شديد. فالله سبحانه وتعالى يوصف بهذه الصفات على وجه المقابلة. ثم ذكر الايات التي تدل على ذلك ومكروا ومكر الله وقوله انهم يكيدون كيدا واكيدوا كيدا فاثبت لك. اما عامة المبتدعة غير اهل السنة فلا يثبتون هذه الصفات ولا ولا ينسبون الى الله عز وجل لانها لانها تقتضي نقصا وسلبا عندهم ولا شك ان السلب الذي تقتضيه اذا اطلقت او اذا آآ لم تقيد بالمقابل. مع ان بعض السنن قد يطلقها على وجه العموم على وجه الاطلاق لكن الصحيح الذي عليه عامة اهل السنة قلنا ان الله لا يوصف بالماكر الا مقيدة الله يمكر بمن مكر به. الله يهزأ بمن استهزأ به الله يسخر بمن سخر به. هذا يتعلق بها ثم ذكر ذلك الايات الدالة على عفو الله الدالة على عفو الله وعلى قدرته وعلى صفحه سبحانه وتعالى ومغفرته. والله سبحانه يعفو ويصفح ويغفر ويرحم وهذه الصفات تثبت لله عز وجل ان الله عفو كريم وعفوه هو الا يؤاخذ العبد بسيئاته ولا يجازيه عليها ويغفرها له سبحانه وتعالى. والعفو وان لا ان يغفر ولا يسأل. لا يسأل عن ذنوبه ويصفح ويغفر له سبحانه وتعالى. فيكون هنا ربنا متصل العفو ومتصل بصفة الصفح يصفح ربنا كذلك ويعفو ويغفر ويرحم. وكذلك متصل بصفة القدرة. وهذه الصفات كما ذكرت ثابتة لله عز وجل ويثبتها اهل السنة وبعض المبتدعة ايضا يثبتون مثل هذه الصفات لانها صفات كمال الله سبحانه وتعالى وقد يخالف في هذا الخوارج فيرون ان اثباته في العفو والصفح يعارض انفاذ وعيده وامظائه فلا يثبت نسبة العفو ولا المغفرة ولا الرحمة له ولا قوة الرحمة لانها تعارض ما يسمى بانفاذ الوعيد وامظاء الوعيد لانه اذا عفا فانه لم يؤاخذ العبادة بوعيده وينزلون الوعيد منزلة الوعد فيقول كما ان الله منزه عن اخلاف الوعد كذلك منزه عن خلاف الوعيد مع ان اخلاف الوعد يذم به الخالف واما اخلاف الوعيد فلا يذم به بل يمدح تخلف وعيده. كما قال واني وان وعدت ووعدته لمخلف اعادي ومنجز موعدي. فالموعد تنجز ولي عهد قد يخلف وقد يفوت وقد يعفو عنه صاحبه. اذا صلة العفو والمغفرة والصفح كلها ثابتة لله عز وجل. كذلك صفة العزة الله عز وجل له صفة العزة والعزة آآ صفة له سبحانه وتعالى وهي من الصفات الذاتية الملازمة له سبحانه وتعالى والعزة بمعنى الغلبة والقوة والقدرة الممانعة كل هذه حق في ذات ربنا سبحانه وتعالى وان الله متصل بها هذه الصفات خلافا من نفاه من المعطلة وغيرهم فانهم لا يثبتون مثل هذه الصفات. ويرون ان اعراظ وان الله منزه عن الاعراض والحوادث ولا شك ان هذا قول باطل جرع الامة ويلات ما يسمى بان الله منزه الحوادث وان الله عز وجل لا حلو الاعراض هذه قواعد وروابط باطلة ابطلها النبي صلى الله عليه وسلم وابطلها اهل العلم فان اطلقها او لم يقيد هذه لم يقيد هذه الصفات في اطلاقه على الله سبحانه وتعالى ولم يبين انها لا تطلق على الله وانها لا تجعل الله وانما اطلقها واطلقها واطلقتها الامة واطلقها قبل ذلك ربنا سبحانه وتعالى نفسه ولم يبين شيئا يعارض هذا الاطلاق فالاصل ان ما اطلق على الله يثبت له سبحانه وتعالى على وجه كونه صفة له سبحانه وتعالى. فالعزة له بانواعها كلها الغلبة والممانعة والقوة. كل ذلك ثابت لله عز وجل. والقدرة ايضا وعلو القدر ثابت لله عز وجل مطلقا علو القدر وعلو الذات وعلو القهد والعلو كله بثابت الله وكذلك القدرة ثابت لله سبحانه وتعالى فالله على كل شيء قدير وقد ذكرنا ان قدرته متعلقة بمشيئته فكل ما شاء الله عز وجل فان الله عليه قادر وما لم يشأه الله سبحانه وتعالى فانه لا يدخل تحت القدرة لا ان الله لا يقدر عليه لكن نقول لا يدخل تحت القدر لان القدرة متعلقة بالمشيئة واما الممتنعات غير المعدومات الممتنعات لذاتها او المحالة فان لا لا تدخل تحت القدرة لامتناعها لا لعجز الله عز وجل عنها. والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد