رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم التسليم. الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين اما بعد فقد قال المؤلف رحمه الله تعالى باب فرحه سبحانه بتوبة عبده وضحكه فقوله صلى الله عليه وسلم والله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن التائب من احدكم براحلته. متفق عليه. قوله لله واشد فرحا الى اخره تتمة هذا الحديث كما جاء كما في البخاري وغيره والله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل بارض بارض خلاه بارض فلاة دوية دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه. فنزل عنها فنام راحلته عند رأسه استيقظ وقد ذهبت فذهب في طلبها فلم يقدر عليها. حتى ادركه الموت من العطش. فقال قال والله لارجعن فلاموتن حيث كان رحلي. فرجع فنام. فاستيقظ فاذا راحلته عند رأسه. فقال اللهم ما انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح. وفي هذا الحديث اثبات صفة الفرح لله عز وجل. والكلام فيه كالكلام في غيره من الصفات انه صفة حقيقية لله عز وجل على ما يليق به. وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى قدرته فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عندما عندما يحدث عبده التوبة والانابة اليه وهو مستلزم لرضاه لرضاه عن عبده التائب وقبوله توبته واذا كان الفرح في المخلوق على انواع فقد يكون فرح فرح خفة وسرور وطرب وقد يكون فرح وبطر وبطر فالله عز وجل منزه عن ذلك كله. ففرحه لا يشبه فرح احد من خلقه. لا في لا في ذاته ولا في اسبابه ولا في غاياته فسببه كمال رحمته واحسانه التي يحب من عباده التي يحب من عباده ان يتعرضوا لها وغايته اتمام نعمته على التائبين المنيبين. واما تفسير الفرح بلازمه وهو الرضا وتفسير الرضا ارادة الثواب. فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه ورضاه سبحانه. اوجبه سوء ظن سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم حيث توهموا حيث توهموا ان هذه المعاني تكون فيه كما هي المخلوق تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم. وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر. كلاهما وما يدخل الجنة متفق عليه. قوله يضحك الله الى رجلين الى اخره. يثبت اهل السنة والجماعة الضحك لله عز وجل كما افاده هذا الحديث وغيره على المعنى الذي يليق به سبحانه والذي لا يشبهه ضحك ضحك المخلوقين عندما يستخفهم والفرح او يستفزهم الطرب بل هو معنى يحدث في ذاته عند وجود عند وجود مقتضيه. وانما يحدث بمشيئته وحكمته فان الضحك انما ينشأ في المخلوق عند ادراكه لامر عجيب يخرج عن عن نظائره. وهذه الحالة المذكورة في هذا الحديث كذلك فان تسليط الكافر على قتل المسلم مدعاة في بادئ الرأي لسخط الله على هذا الكافر وخذلانه ومعاقبته في الدنيا والاخرة. فاذا من الله على هذا الكافر بعد ذلك بالتوبة وهداه للدخول في الاسلام. وقاتل في سبيل الا حتى يستشهد فيدخل الجنة. كان ذلك من الامور العجيبة حقا. وهذا من كمال رحمته واحسانه وسعته فضله على عباده سبحانه فان المسلم فان المسلم يقاتل في سبيل الله ويقتله الكافر فيكرم الله المسلم بالشهادة ثم يمن على ذلك القاتل فيهديه للاسلام ولاستشهاده سبيله فيدخلان الجنة جميعا. واما تأويل ضحكه سبحانه بالرضا او بالقبول او ان الشيء حل عنده بمحل ما يضحك منه وليس هاء وليس هناك في الحقيقة ضحك فهو نفي لما اثبته رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه. فلا يلتفت اليه قال رحمه الله باب عجب الله سبحانه وقوله عجب عجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره ينظر اليكم ازلين قانطين. فيظل يضحك ازرين منعزلين ازيلين الازلين فينظر اليكم ازلين قنطين. فيضل في ظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن. قوله عجب ربنا الى اخره. هذا الحديث يثبت لله عز وجل صفة العجب وفي معناه قوله عليه الصلاة والسلام عجب ربك من شاب ليس له صبوة وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه بل يسخرون بضم التاء على انها ضمير الرب جل شأنه. وليس عجبه سبحانه ناشئا عن خفاء في الاسباب او جهل بحقائق الامور كما هو الحال في عجب المخلوقين. بل هو معنى يحدث له سبحانه على مقتضى مشيئته وحكمته وعند وجود مقتضيه وهو الشيء الذي يستحق ان يتعجب منه وهذا العجب الذي وصف به الرسول ربه هنا من اثار رحمته وهو من كماله تعالى فاذا تأخر الغيث عن للعباد مع فقرهم وشدة حاجتهم. واستولى عليهم اليأس والقنوط وصار وصار نظرهم قاصرا على الاسباب الظاهرة وحسبوا الا يكون ورائها فرج من القريب من القريب المجيب. فيعجب الله منهم. وهذا محل وهذا محل عجيب حقا. اذ كيف يقنط يقنطون؟ اذ كيف يقنطون ورحمته وسعت كل شيء؟ والاسباب لحصولها قد توفرت فان حاجة العباد وضرورتهم وضرورتهم من من اسباب رحمته. وكذا الدعاء بحصول الغيث والرجاء في الله من اسباب بها وقد جرت عادته سبحانه في خلقه ان الفرج مع الكرب وان اليسر مع وان اليسر مع العسر وان الشدة لا تدوم فاذا انضم الى ذلك قوة قوة الالتجاء وطمعا وطمع في فضل الله. وتضرع وتضرع اليه ودعاء فتح الله عليهم من خزائن رحمته ما لا يخطر على بال. ما لا يخطر على البال. والقنوط مصدر قنطا وهو اليأس من رحمة الله. قال تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. قوله وقرب خيره اي فضله ورحمته. وقد روي وقد وقد روي غيره. والغير اسم من قولك غير الشيء فتغير فتغير وفي حديث الاستسقاء من يكفر بالله يلقى الغير يلقى الغياء يلقى الغيرة. مم من يكفر بالله يلقى الغير اي تغير الحال اي تغير الحال وانتقالها من الصلاح الى الفساد قوله وازلين قنطين اي حالان من الضمير المجرور في اليكم وازلين جمع ازل اسم فاعل من من الازل بمعنى بمعنى الشدة والضيق. يقال ازل الرجل يقال ازل الرجل يأزل ازلا من باب فرح اي صار في ضيق وجدب الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ثم بعد ساق شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعض الاحاديث الدال على بعض الصفات التي جاءت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر من ذلك بعد ذكره النزول بعد نزول الله عز وجل وذكره ذكر بعد ذلك فرحه سبحانه وتعالى. وان الله سبحانه وتعالى يفرح فرحا يليق بجلاله سبحانه وتعالى واهل السنة يثبتون صفة الفرح لله عز وجل على الوجه الذي يليق به. يثبتونها من غير تكييف ومن غير تمثيل. بل نقول الله يفرح وحقواء والفرح حقيقي في ذات الله عز وجل. اما كيفيته فلا فلا نعلمها ونكل علم ذلك كيل الله عز وجل لكن علم ذلك الى الله. اذا صفة الفرح ثابتة. وهذه الصفة يخالف فيها جميع طوائف المبتدعة ويثبتون لازمها يقول بمعنى ارادة يردون اهل الصفات التي هي الفرح والرضا وما شابه ذلك يردون الناس الى صفة الارادة. وان الله يريد اثابة العبد كما انهم يردون اصوات الانتقام الغضب والسخط الى ارادة الانتقام. فمردها عندهم الى صلة الارادة. اما اهل السنة فيفتون جميع الصفات التي جاءت في السنة وفي القرآن قل الله يفرح كما يفرح ويكون فرحه على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى وفرحه لا لا يماثل فرح المخلوق واما كيفيته فنقول الله اعلم. ذكر في هذا الفرح ذكر حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وهو حديث انس ايضا وحديث ابي موسى لله اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن التائب من احدكم براحلته. جاحد من طريق ابي موسى ومن جهة من طريق اناس بن مالك وجاية من طريق ابن مسعود رضي الله تعالى عنهم في البخاري ومسلم. وهو يدل على ان الله يفرحون وتشبيه فرحه اي تشبيه الفرح هنا لا بتشبيه فرح الله بالمخلوق وان في اثبات حقيقة الفرح وان الله يفرح بتوبة العبد التشبيه هنا بما يفرح به لا بكيفية الفرح فنقول الله يفرح فرح يفرح بتوبة عبده كما يفرح العبد برجوع دابته. العبد الذي يفقد دابته او المسافر الذي يفقد دابته عليها زاده ومزاده ومتاعه ثم ينام منتظر الموت ثم ماء يستيقظ الا وهي على رأسه لا شك ان فرحه عظيم وشديد فالله سبحانه وتعالى يفرح اشد من فرح هذا المخلوق بدابته اذا رجع وتاب عبده اليه. مع ان الله هو المتفضل وهو آآ المكرم والمنعم وهو الذي يوفق العبد للتوبة ومع ذلك يفرح بتوبة العبد له مع انه مستغن عنه والعبد هو الفقير اليه اذا هذه المسألة ذكر ايضا من الصفة التي يذكرها صفة الضحك وان الله سبحانه وتعالى يضحك ضاحكا يليق بجلاله. وصفة الضحك والفرح لم تأتي في القرآن. وانما جاءت السنة انما جاءت السنة واهل السنة لا يفرقون في باب الاثبات بين الكتاب والسنة ويؤمنون بكل ما جاء فيهما من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ويعتقدون معناها فيثبتون صفة الظحك لله عز وجل ويحملون على حقيقتها. واما فيتعلق بكيفية الظحك فهم دون علمها الى الله عز وجل وكذلك ينفون التمثيل كما ينفون التعطيل. ينفون التمثيل كما ينفون فيقول الله يضحك كما يليق بجلاله وضحكه له كيفية لكن لا نعلمها واما تمثيله بالمخلوق فهذا من الكفر الصريح الذي لا يقوله اهل السنة. اذا يثبتون الظحك كما يثبتون الذات وكما يثبتون سائر الصفات انهم يثبتون بغير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف وجاء في ذلك احاديث تدل على ضحك الرب منها قوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم عن ابي هريرة. وحديث الصحيحين واحاديث الظحك كثيرة التي فيها اثبات الظحك لله عز وجل كثيرة من احاديث ابي رز العقيلي اويظحك ربنا؟ قال نعم؟ قال لن نعد من رب يظحك خيرا ومن ابي ذر الذي عند ابن حبان بسند صحيح في الثالث يتخلفون رجل يفارق حبه وفراشه يدعو ربه ويتملقه يطلبه فيضحك الله اليه واظح ويظحك وايظا ممن يفر القوم ثم يرجع فيقاتل حتى يقتل يظحك الله اليه. وورد احاديث كثيرة كلها تثبت الظحك لله عز وجل وهذه الصفة ايضا هي كسابقتها لا يثبتها جميع المبتدعة حتى من مدينته بعض بعض من ينسى في الجملة لاهل السنة قد ينفي صفة الظحك ويراها النبي معنى ارادة ارادة الانعام الثواب وهم يفسرون الضحك هنا بالارادة براءة ثواب وهو قول هذا قول جميع الطواف المبتدعة كالاشياء الباتريدية المعتزلة والجهمية كلهم ينفون صفات الافعال لله عز وجل اه ذكر ايضا صفة العجب وهذه الصفة ايضا يثبت اهل السنة يثبتها اهل السنة مع نفي لازمها وصفة العجب جاءت في كتاب الله عز وجل وجاءت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما في كتاب الله ففي قراءة بل عجبت ويسخرون. وقد انكر بعض السلف هذه القراءة لكنها قراءة ثابتة وفي اثبات الله عز وجل يقول بل عجبت واراد العجب اليه والا القراءة المشهورة السمعية بل عجبت ويسخرون فرد العجب الى من؟ الى محمد صلى الله عليه وسلم وفي القراءة الاخرى بل عجبت فاصبح المتعجب هو الله سبحانه وتعالى. وصفة العجب جاءت في السنة ذكر هنا شيخ الاسلام احاديث من احاديث عجب رب هدى بالخلوط عباد. هذه رواه احمد في حديث وكيع بن عجز عن ابي رزيل العقيلي هو حي الطويل وفيه ذكرها انه عجب ربه من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم ازلين ازلين فيظن قانطين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. الحديث في اسناده وكيع ابن عدس منهم من جهله قال انه لا يعرف لكن الصحيح ان اسناده جيد وهذا الحديث حسن وخاصة بحيث يوافق احاديث كثيرة ويدل عليه من الكتاب والسنة آآ ما يقويه. العجيب ان ان لشيخ الاسلام ترك ما هو صحيح صريح في الصحيحين واخرج هذا الحديث الذي فيه خلاف. فاصح حديث ما جاء في الصحيحين قال يضحك ربنا من رجلين من قوم يدخل الجنة بالسلاسل. ذكر النوم ان الله يضحك ويقعده الجنة بالسلاسل. وذكر ايضا وجاء ايضا في سورة الظحك ايضا ما جاء لقد عجب يضحك جاء بلفظ يضحك وجاء بلفظ عجب ربنا من اناس يقادون الجنة بالسلاسل. بصفت بلفظ العجب بلفظ العجب بلفظ العجب وجاء ايضا لقد عجب الله عز وجل من صنيعيكما بضيفكما بضيفيكما في حديث ابي ايوب الذي حديث مالك عن ابي ايوب في الصحيحين ايظا وفي لفظ عجب ربك من صنيعكما. فاثبت ايضا صفة العجب. الا ان الشيخ والله اعلم تركها الافضيل لان في بعض الالفاظ يأتي بضحك ويأتي بعجبا فترك ما هو محتمل لللفظ هذا اتى بالمعنى واخذ بالصريح وقد جاء ايضا صريح من حديث عقبة بن عامر ان الله يعجب من شاب ليس له صبوة منشال وهذا حديث اسناده رواه ابن رواه الترمذي وغيره باسناد فيه من لهيعة فيه من لهيعة لكن نقول ان صفة العجب ثابتة ونثبتها على المعنى الذي يليق بالله عز وجل ولا نكيفها ولا نمثلها ولا نعطلها ولا نقول بما يلزمنا به مبتدعة فلازمها عندهم يقول لي يلزمك ان الله كان ما يعلم فعلم يقول لا. بل يعجب من الفعل بعلمه يعجب ربنا من فعل هذا الذي الذي آآ الذي صنع بضيفه ما صنع ويعجب من شاب ليس له صبوة مع لو يعلم انه لن يفعل هذا لن يفعل هذا وانما العجب من صبره ومن آآ ثباته على هذا الدين فواجبنا اتجاه مثل هذه الاحاديث هو اثبات ما اثبته الرسول صلى الله عليه وسلم لربه ولا نتعداه بالتعطيل ولا بالتحريف ولا بالتأويل ولا بالتمثيل ولا بالتكييف بل نؤمن ونسلم كيفيته لله عز وجل كونوا بحقيقته وهذا الذي يلزمنا كما قال الشافي امنت بالله وبما جعل الله عن مراد الله وامنت برسول الله وبما جعل رسول الله على مرادي رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله اعلم واحكم وصلى الله على سيدنا محمد